بسم الله الرحمن الرحيم
سدد اللَّهم لنا قولنا وانفعنا اللَّهم بما نقوله وانفعنا اللَّهم بما نسمعه
بسم الله الرحمن الرحيم
ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم، لاتمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين.صدق الله العظيم
في هذه الآيات يَمُنُّ الله بها على نبيه وعلى كل من تَبِعه أن جعل قرآنك الذي هو دستور حياتك جعله في سبع آيات، إختصره و أَوْجزه و جعل أنواره في سبع آيات وضعها في صدرك (ولقد آتينلك سبعاً من المثاني) فلولا الفاتحة كيف نفهم القرآن، تقرأ البقرة تقرأ آل عمران تقرأ النساء لا تعرف المقصد ولا تعرف المنهاج ولا تعرف كيف تقدم وكيف تؤخر فخير مايفهمنا ويفسر لنا القرآن هي سورة الفاتحة.بالقرآن نعرف الفاتحة، وكيف نعرف الفاتحة؟ إذا أردت أن تفهم المجمل إقرأ المفصّل، وإذا أردت أن تفهم المفصّل إقرأ المجمل، (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) هي الفاتحة نقرؤها في الركعة الأولى وفي الثانية وهكذا مرةً بعد مرة ،(آتيناك) سَهْلٌ حفظهم ولهذا الله عز وجل ما أوجب علينا حفظ جزء أو جزئين، فالفاتحة ومعها سورة واحدة هذا واجب وجوبا عينيا والباقي وجوب كفائي وسنّة، فالله أوجب علينا أن يكون القرآن دستور حياتنا، أفكارنا قرآنية أعمالنا قرآنية همومنا قرآنية- كان خلقه صلى الله عليه وسلم القرآن -الجهد فرض عين، أما التلاوة فما كل الأمة تمتعت بتلاوة القرآن ولكن كل الأمة تمتعت بتلاوة الفاتحة، ما كل الأمة حفظت القرآن ، أشغل سيدنا خالد رضي الله عنه جهد القتال عن حفظ القرآن فقد كان لا يحفظ السور الطويلة ولكن كان يحفظ السور القصيرة، ما كان يحفظ (واقتلوهم حيث ثقفتموهم)لكن كان يشتغل في القتال وما كانت سُميّة رضي الله عنها تحفظ (ادعو إلى سبيل ربك)ولكن كانت تشتغل بالدعوة، ما كل الأمة حفظوا (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم) ولكن كل الأمة غضت أبصارها. تستطيع مع الفاتحة وسورة أو سورتين أن تكون صالحاً ومصلحاً فمصدر الهداية القرآن والسنة، كيف القران والسنّة مصدر هداية ؟ يعني جهد القرآن وجهد السنَّة مصدر هداية. والسنَّة كم يجب أن نحفظ منها؟ كم حديث يجب حفظه من السنَّة ؟ فبدون سنَّة لا نهتدي وبدون قرآن لا نهتدي فكم حديث يجب أن نحفظ ؟ الجواب ولا حديث فلا يجب حفظ حديث واحد وجوبا عينيا ،فأكثر الصحابة لم يَرْوُوا ولا حديث، فسيدنا جعفر إبن عم النبي لم يروي ولا حديث فأول حياته هَاجَر إلى الحبشة وابتعد عن النبي ولم يسمعه ولم يكن هناك كتب أو انترنت، ولمَّا رجع من الحبشة أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة مُؤتة فاستُشهِد رضي الله عنه، فلا يجب حفظ - من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه - ولكن المسلم تعلم أن من هديّ الرسول إكرام الضيف، والمسلم لم يحفظ حديث حسن الجوار ولكن عَلِمَ أنَّ من هَدْيِه صلى الله عليه وسلم حُسْن الجوار فأحْسَنَ الجوار فإذاً المطلوب تَعَلُّم جهد القرآن وجهد السنة.
فكيف إذن نخشع في الصلاة ونترقى في الصلاة وتتقدم في الصلاة ؟ إذن تَدَبَّر في صلاتك، في كل صلاة نقول الله أكبر تَدَبَّر الله أكبر ونقرأ الفاتحة ونَتَدَبَّر فيها . ونحن في هذه الجلسة الكريمة نتدبر الآيات السبع حتى يُعِين تَدَبَّرها على الخشوع والخضوع والتوجه في صلاتنا
الصلاة تُسَمَّى صلاة وتسمى ركوع وتسمى سجود وتسمى الفاتحة وتسمى القرآن (وقرآن الفجر) أي صلاة الفجر، ياأيها الذين آمنوا اركعوا) معناها اركعوا ولا تكملوا الصلاة!!، بل صلّوا ،( وقوموا لله قانتين) أي صلّوا
فالحديث- قَسَمْتُ الصلاة بيني وبين عبدي - هذا حديث قدسي يسمي الفاتحة صلاة ،فما قال قسمت الفاتحة لكن سمّى الصلاة بها لأنها أهَمُّ أركانها -قسمت الصلاة بيني وبين عبدي- فإذا قال عبدي الحمد لله رب العالمين قال الرب حمدني عبدي، تَذْكُرُه فيذكرك ويجيبك ، فيقول حمدني عبدي ، يذكرك بهذه الصفه أي عبدٌ حامدٌ، فإذا قلت الرحمن الرحيم قال الرب أثنى عليَّ عبدي ،فأنت تتكلم وهو جل وعلا يتكلم، أنت تثني وهو يثني وأنت تذكر وهو يذكر فاذكروني اذكركم) فإذا قال العبد مالك يوم الدين قال الرب مَجَّدَنِي عبدي، فإذا قال العبد إياك نعبد وإياك نستعين، فلك ياالله العبادة، نعطيه العبادة ويعطينا النصرة والمعونة والمعيّة ،قال الرب هذه بيني وبين عبدي ،فإياك نعبد لي ، وإياك نستعين له،هذه بيني وبين عبدي ، وتنتهي الفاتحة بالدعاء أن يعطينا حياة الأنبياء وحياة الدعاة وحياة الصديقين ياالله جنبنا شرّ المغضوبين عليهم والضالين، وهذا الدعاء لعبدي ولعبدي ما سأل.وهكذا لعظمتها وأهميتها قال الله جل وعلا قسمت الصلاة ولم يقل الفاتحة
هذه السورة وُضِعَتْ في الترتيب أول سورة في القرآن الكريم فهي موجز للقرآن فكما تُبْدَأ الأخبار بالموجز ثمّ ياتي التفصيل كذلك الفاتحة موجز القرآن كلّه ثم يأتي التفصيل ، فاقرأ البقرة وآل عمران والنساء والباقي كله تفصيل. فالفاتحة لأنها فاتحة كل خير والفاتحة من أسمائها الكافية تكفي قلبك نوراً تكفي روحك تكفيك لفهم حياتك، هي الكافية تكفيك في الدنيا والآخرة، وهي الشافية تشفيك، وهي الواقية تقيك، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم، فهنا سُمِيَ الكل بإسم الجزء
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين،إلى هنا أنت الآن تُبَيّن عقيدتك، لمن هذه الحياة؟ مَنِ المعبود؟ هذه أهم صفات ربنا الألوهية والربوبية والرحمة والمالكية. إذن الحمد لله رب العالمبن الرحمن الرحيم مالك يوم الدين هذه عقيدة المسلم، إيّاك نعبد وإياك نستعين هذا منهاجك، منهاج الحياة وبرنامج الحياة، إهدنا الصراط المستقيم هذا المقصد مقصد حياة المسلم. الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين هذه عقيدتنا وإيماننا ،إياك نعبد وإياك نستعين منهاج حياتنا ،إهدنا، الهداية مقصد حياتنا. الحمد لله رب العالمين أي العوالم كلها مربوبة والرب واحد، ربوبية وألوهية مبنية على الرحمة، رحيم في ألوهيته ورحيم في ربوبيته، رحيم إذا أَمَرَ، رحيم إذا نهى رحيم إذا أعطاك، رحيم إذا منعك. فهنا حسن الظن، الطفل عندما يثق بأبيه فإذا أبوه أخذ فلوسه يحسن الظن بأبيه فأبي أخذ فلوسي حتى يخبئها، أمَّا غير أبيه فيجلس يبكي، فلهذا الطفل الصغير مطمئن بالرب المخلوق فكيف الرب الخالق؟ كيف يريدك أن تثق به
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين هذه عقيدتنا فأربع وعشرين ساعة تتوجه إلى الخالق، إياك نعبد وإياك نستعين منهاجنا أربع وعشرين ساعة، ليس بالصلاة إياك نعبد وخارج الصلاة افتح باب الهوى، فعندما تسلم تتحلل من الصلاة ولا تتحلل من العبودية فتنتقل من عبادة إلى عبادة، فمن عبادة الصلاة إلى عبادة المشورة إلى عبادة التعليم والتعلم إلى عبادة الفقه، فلا يجوز التحلل من العبودية دقيقة واحدة. إياك نعبد منهاج الساعة الأولى صباحا، الساعة الأولى مساءً، الساعة الثانية صباحاً، الساعة الثانية مساء. إذن إياك نعبد يتعلم المسلم من دينه عبودية أربع وعشرين ساعة قبل أن يتعلم الصيام والحج يتعلم كيف يعبد 24 ساعة عن طريق هذا الجهد المبارك. الذي يمشي في الدعوة يعيش هم الأنبياء 24 ساعة فكر الأنبياء 24 ساعة والذي لا يعرف الدعوة يتعلم -صلّوا كما رأيتموني أصلي- عبودية 5 دقائق ووضوءا كوضوئه عبودية دقيقة والسلام عليكم
نزلت هذه السوره وفيها إياك نعبد وإياك نستعين نزلت قبل أن تفرض الصلوات الخمس، فهي من أوائل السور نزولا، الأمة تهتف إياك نعبد، وليس هناك صلاة ظهر أوعصر. فإياك نعبد منهج جماعي وليس إياك أعبد تنفرد فقط بالعابد إياك أعبد هذا منهج العباد سابقا يحمل فراشه ويمشي إلى الكهف يعتكف 20 سنة ينقطع لا يعرف إخوانه ولا يعرف أقربائه ولا أهل دينه فيقول إياك أعبد فينعزل وينطوي.أمّا منهاج الأمة إياك نعبد فَضُمَّ جهدك لجهدي، فهذا بالخدمة وهذا بالتعليم وهذا بالبيان، لكن كل هذه الأعمال مقصدها واحد هو كيف يحيى الدين، فطاقات الأمة كالبنيان المرصوص حجرٌ حجر، فكل الحَجَرِ صار بيتاً واحداً ولكن البيت كم حجرٌ فيه؟ وهكذا المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص فأنت تُعلِّم وهذا يصلي وذاك يذكر والآخر يتجول وآخر بالدعاء ولكن كل هذه الأعمال تتكامل ولا تتخاصم، تشكل إياك نعبد، لهذا لا يمكن عن طريق الصلاة نصلي ونقول إياك نعبد ونُوَحِد فكرهم فإياك نعبد لتوحيد الفكر، فسبعين ألف مصلي لا يعرفون الدعوة وهم كتف بكتف والأفكار شتى، ولكن داع هنا وداع في الصين تجدهم بفكر واحد. كم مثل هذه الجلسات الآن في العالم و كلها هدفٌ واحد وفكرٌ واحد، فأستطيع أن أقول إياك نعبد وأنا لست وحدي في الدعوة فلي إخوانٌ كلنا نتقرب بِهَم واحد إليك وفكر واحد، فأحب شيئ إلى الله اللذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، وليس هناك بنيان جسدي في القتال هذا يَفِر وهذا يَكِر لكن كل المقاتلين أيام النبي صلى الله عليه وسلم أمة واحدة، تقاتل تحت راية واحدة ومقصد واحد، وهو إعلاء كلمة الله، وهكذا البنيان المرصوص الجسدي بنيان مرصوص فكري بنيان مرصوص روحي
إياك نعبد عمل جماعي ومقصد جماعي، إياك نستعين: أعطي العون لكل الأمة ليس معناها أَعِنِّي ولا تُعِن أخي، اهدنا: يارب ثبِّت هذه الأمة على جهد نبيك فأنت تدعو لنفسك ولسائر الأمة بالثبات على جهد النبي صلى الله عليه وسلم، اللهم اهدنا واهدِ بنا، وهكذا سورة الفاتحة إياك نعبد منهاج حياتنا، واهدنا أي للمقصد .مالفرق بين إياك نعبد وإهدنا المقصد؟ أليست الهداية هي العبودية؟ إياك نعبد أي ياالله خذ بأيدينا إلى أكمل عبودية، إهدنا أي وفقنا إلى كمال العبودية وثبتنا على الكمال وزدنا كمالا، إهدنا، ففي عبادة موجودة عندنا وأخرى عبادة مطلوبة عند ربنا، عندنا مثلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع)، وعندنا (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون)، (ويدرئون بالحسنة السيئة)، يارب خذ بأيدينا فتقول إياك نعبد وتطلب من الله الزيادة والترقي والثبات، ليس لنفسك فقط بل حتى لا يبقى إنسان في الكون إلَّا ويركع لله، فالهداية مقصد حياة المسلم. يقول أحد الصالحين وَدِدْتُ أن أُقَطع إرباً إرباَ ولا يُعصى الله في الأرض، فكأنه يقول ما رأيك لو تُقَطَع إربا إربا ويكون جميع الناس مهتدين لا يعصون الله، فهو مستعد لأي ثمن لتحقيق المقصد - أي الذي تضحي من أجله - وهو الهداية لنا وللناس كافة، وآخر يقول وَدِدْتُ لو تَغْلِي بِيَ المراجل أي يوضع في القدر ويغلي به كطهي اللحم ولا يعصى الله في الأرض.فمن أجل هذا المقصد تقطعت نِعال الصحابة ومن أجله جُرحوا وقُرِّحوا وبسبب الصدق في التضحيه لهذا المقصد أعطى الله الهداية لملايين من الناس يسبب جهدهم، ولأجل هذا المقصد خرجنا ثلاثة أيام بالصعوبة ونقول ياالله بسبب هذه الثلاثة أيام أعطي البشرية الهدايةً فهو مقصد عظيم أعطيناه تضحية بسيطة، مقصد عظيم اهدنا أعطيناه أيام قليلة
إهدنا ،يصلي المريض ويقول اهدنا ولا يقول اشفنا لأن الهداية مقصد عظيم والشفاء مطلوب، فالهداية مطلوبة والشفاء مطلوب لكن الشفاء حاجتنا والهداية مقصد حياتنا فلو مات الإنسان مريضا فالله يعطيه أجراً ويدخله الجنة لكن لو مات المريض ضالأً، لم يكن يصلي وهومريض فيدخل النار وماشفع مرضه له، فالهداية مقصد حياة الشبعان مقصد حياة الجائع مقصد حياة المريض مقصد حياة الصحيح مقصد حياة الملك والمملوك، إذن إهدنا وحّدت مقصد الأمة، فالكل يقول اهدنا. لكن الآن الأمّة مقصدها ليس واحداً لأن إهدنا مقصد لفظي، فالجائع يقول اهدنا وبقلبه يقول أطعمنا، والعُزَّاب لسانهم يقول اهدنا وقلوبهم تقول ياالله زوجنا ، فالمقصد اللفظي لا يُوَحِّد ،لكن عندما جماعة الدعوة خرجوا لاجتماع في بنكلاديش، ملايين الناس من 200 جنسية لكن كل مقصد حياتهم كيف يعطي الله الهداية . فنحن نجتهد لا ليكون إهدنا مقصد لساني لفظي، فمقصدك في قلبك لكن اللسان يعبر، فالمقاصد في القلوب وحصل مافي الصدور)، فلا يضاف المقصد إلى اللسان، مقصد اللسان مقصد العين لكن مقصد القلب، فأنت عندما تسافر إلى مكان ما، لا تقول أقصد بلد فلان ولكن مقصدك بقلبك، فكيف يكون مقصد اهدنا مقصد أربع وعشرين ساعة، ليس مقصد صلاة بل مقصد حياة، تدعو الله بالصلاة أن يعطيك الهداية، إياك نعبد منهاج حياة لكن اهدنا مقصد حياة والحياة بدون مقصد وبال قِلَّتُها أحسن منها (ياليتني كنت ترابا) لمن لم يحمل هذا المقصد، فبدون هذا المقصد تكون حياة ال*** أحسن من حياة هذا الإنسان لأن ال*** قام بمقصده، لكن الإنسان أعطي مقصداً وما قام به، فال*** خلق ليكون ***ا أما أنت فخلقت لتكون إنساناً كاملاً حياتك مثل حياة الأنبياء>>>>>>>>>>>>>>يتبع