abubaker
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan
 |  موضوع: أسباب السعادة - الجزء الثاني - الدكتور نعمان أبو الليل -  الأربعاء أبريل 30, 2014 1:33 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ألجزء الثاني من بيان دكتور نعمان ( اسباب السعادة)
يا سيدي السعادة أن تعيش مع محبوباتك, وأسبابها أن نملئ الدنيا بمحبوباتهِ. كم الدنيا ستين سنة ؟ إجتهد على محبوباته الآن, ومحبوباتك مليارات السنين, فكم ربنا كَريم شَغلنا في ما يُحْب ستين سَنْة إن كَثُرتْ, وهي ليست ستين بالحقيقة أول خمسة عشر سنة غير مكلف وبعد سن خمس عَشَر سَنْة مكلف والنوم مش محسوب والأكل مش مَحسوب وقضاء حاجتك,يالله أشتغل للدنيا, والباقي كلها خمس ست ساعات ــ لله – الآن الحكومة تنشف ريقك, كل يوم تستخدمك ثمان ساعات وتعطيك راتب قليل.
ما هي السعادة؟ السعادة أنْ تعيش مع محبوباتك, وأسبابها ان تعيش مع محبوباته, لكن أقول لك (الدكتور نعمان يُوَجِّه الكلام لأحد المستمعين الشيبة يجلس أمامه ويمازحه) ما يدخل الجنة واحد شيبة أبداً ولا يدخلها أعمى ولا واحد مريض ,والأعور ما يدخلها والشايب ما يدخلها, والملتحي ما يدخلها وإلا كيف تقبل الحورية ؟؟ خلٍّي لحيتك خارج ,لازم وجه ناعم ((وجوه يومئذ ناعمة)).,لكن أسباب الوجه الناعم أن تُرَبِّي السُنَّة يعني اللحية, فاللحية أسبابها.ولا يدخل الجنة رجل قصير وألا كيف يتمتع؟؟بل 60 ستين ذراع.
حتى تقضي حاجتك أنْتَ تَحْتَاج للأكل ــ إذا ما تأكل تموت ــ إذا عطشان تشرب سفن أب, يا الله فإذن هذه فيها ملذة على قدر الحاجة، فإذا شربت قارورة ثانية تتغلب والثالثة تتعب والقارورة الرابعة تتقيأ. في الجنة ما في شيء أسمه حاجة, ما تعطش أبدا, وتَشْرَب سَعادة وتلذذا ,تشرب لتتلذذ, فإذاَ أنت تريدُ أن تدوم في ملذّات الدنيا تُذَمُّ بالانغماس بالشهوات, فكلما أنغمس الانسان بالشهوات قلت هَيبتهُ, لكن في الجنة ((وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون)) ,كل ما أنغمس في الشهوة زاد فكره وزاد عقله ,فجميع الملذات حتى الروحية مثل التسبيح يعطيك إياها، وهذه ليست على حساب الملذة الطعامية – يُلهمون التسبيح كما يُلهم أحدكم النًفًسْ- فأكثرهم أكلا وأكثرهم طعاما أكثرهم تسبيحا، وأكثرهم نظرا إلى الله سبحانه وتعالى , فكل الملذات تتصارع باتجاه واحد. اليوم تأكل ملذة على قدر الحاجة فقط ,فإذا أكلت أكثر من الحاجة تتعب نفسك ,فما خُلقت الملذات حتى نسعد بها لكن حتى نأخذ حاجتنا .
إذاً نجعل الدنيا حاجتنا ونجعل السعادة وهي الجنة مقصد حياتنا : يُزوِّجك أبوك حاجة ,رَبنا جَعل حَاجَتك عند أبوك ,لكن ربنا يزوجك سعادة, ((وزوجناهم بِحورِ عين)) ـ شُرب الَّلبن في الدنيا حاجة لكن شرب اللبن في الجنة سعادة . الجلسة هذه في الدنيا حاجة والجلسة في الآخرة سعادة. ففي كل لحظة سعادة.
ماهي السعادة؟ هي ملذات متواصلة, ملذة بعد ملذة مثل نهر جاري, فَالملذات مُتواصلة, والشقاء متواصل، ليس مريض ورأسه يوجعه ويأخذ حبة بنادول ويشفى من الصداع , بل الآم متواصلة, ألم بعد ألم(( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا)) الآم متواصلة ((يوم تقلب وجوههم في النار)). يمين ويسار تقلب وجوههم وما يموت ,فهذا الشقاء .
سماع هذا الكلام من أسباب السعادة , عندما تسمع عَنْ النار وتخاف فَخوفْك هذا مِنْ أسباب السعادة, وكل كلمة في القران مِنْ أسباب السعادة . خُلِقت الجنة قَبل ان نخْلَقَ وربنا يَقول ((وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) فاذا كان مقصدُ الدنيا العِبادة ,لماذا ربنا يُسَمِّعْنا عن الجنة ؟؟ فالعبادةُ هي ((أدع)),((خذ العفو)) ,((ولا يغتب)) فما هِيَ العبادة المُتَعَلِقَة بِكَ وأنت تَسمَعُ عن الجنة ؟؟ الجواب حتى يُعَبِّدْ شَوْقِيّاتِكَ, والنار حتى يُعَبِّدْ خوفك. فالشَوقُ إلى الجنة من أسبابِ السعادة,يَقول أحد الصَالحِيِنَ- شَوقُكَ في الدنُيا للجَنَةِ أهمُ من دُخُولِكَ لها , إذا دَخَلتَها فدُخُولُكَ هُوَ مَحبُوبُكَ وبِشوقِكَ لها هو مَحبوبُه - يُحبُ ان تَشتَاقَ له . يُسَمِعُكَ عن النارِ حتى تَخَاف, ((ولمن خاف مقام ربه جنتان)). مَدَحَ حُبَ الدَمعَةِ إذا تنزل ((وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع)) ـ فخوفك من النار عبادة يحبها الله، ونجاتك منها سعادة انت تحبها. ربنا يحب يُعَبِّدْ خوفياتك . فالدنيا عَبَّدَتْ خوفياتنا, خايفين من الفقر,يللا اخزن الفلوس و خايف على أولادك وعلى أولاد أولادك، الدنيا عبدت خوفياتنا, يللا شد حيلك درَّست أولادك هنا وهناك حتى يصيروا مثلنا يبنوا قصور, الدنيا عَبَّدَتْ شوقياتنا عَبَّدَتْ خوفياتنا, فنخرج أربعين يوم ونخرج 4 أشهر ونخرج سنة حتى المشاعر نُعَبِّدُها لله. يقول أحد الصالحين -لأن أقوم في الليل في جوف الليل أصلي ركعتين أحب إلي من أن يقال لي أُدخل الجنة- ألان الذي يسمعني يقول ايش الكلام هذا!!! ركعتين في جوف الليل مشقّة ,وفي الجنة حور!!! ويحكم في الركعتين مرضاة ربي وفي الجنة مرضاة نفسي !!!, فالله ليش يدخلك الجنة؟؟؟ حتى يرضيك, وليش يقولك أقم الصلاة؟؟ حتى ترضيه.(( تتجافى جنوبهم عن المضاجع)) لم هذا ؟ ليرضوا ربهم , فربنا أرضاهم ((فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة أعين )) أخفوا عبادتهم في الليل فاخفى الله جزاءهم , هذا الفرق بينا وبين الصحابة, الصحابة مزاجهم الجهد ,حبب اليهم الجهد , نحن حبب إلينا جهد الدنيا، كيف؟ نتقاعد ونبحث عن شغل آخر للدنيا,فما تَنْفَكْ عنك الدنيا حتى تتكسح ,بعدها تقول لك روح, فحبب الينا أشغال الدنيا ,أما الصحابة حبب إليهم الشغل الذي يرضي الله, تبادلوا مع الله الحب ((يحبهم ويحبونه)) وبإشغال الدنيا تبادلنا مع زوجتنا الحب , أقعد تتمارى بوجهك وتمارى بوجهها- فكل ما أتيت المال تتبادل مع زوجتك الحب وكلما حبيت الأعمال تتبادل مع ربك الحب. نحن تقطعت نعالنا نحن نمشي في الأسواق حتى نجد شيء تحبه الزوجة أو بشيء يحبه الطفل الصغير ,تتعب بالسُوق حتى تأتي باللعبة التي تفرح أبنك وأبنك يضحك وتنسى تَعبك, فَكَم مَشْينا في الدنيا حَتْى نُرْضي أطْفَالنا وَكَمْ مَشْينا في الدنّيا حَتْى نُرْضي رَبنا ,فنتجول ونتحرك 40 يَوم حَتى نُرضي رَبنا, وكَمْ تَحَرْكنا في الدنيا حتى نرضي الأطفال , فَتَبْادل الصحابة الحُبْ مَعَ الخالِق ونَحْن نَتَبْادل الحُبْ مَعَ أطفالنا بابا بابا بَوْسَكْ وبَوْسَو, ويوم القيامة ربنا ينتقم أشّغَلَكَ وَلَدك عَنّي!!! اشغلك؟؟ لكن إذا أشتغلنا للدين ربنا يعطيك أبنك (( ألحقنا بهم ذريتهم)) (جنات عدن يدخلونهاومن صلح من أبائهم وازواجهم وذرياتهم ) ؟؟.
أسباب السعادة أن ترضيه ((يهدي به الله من إتبع رضوانه)) وأما السعادة أن يسترضيك. فكل يوم يعطي أهل الجنة العطاء الكبير ويقول - يا عبادي هل رضيتم ؟ أسبابها يا الله ما الذي يرضيك؟؟ الذي يرضيه هو(( وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا)) أين يمشون ؟حتى يقيموا الدين بحياة واحد جاهل ويُعَبِدُوه لله (وإذا خاطبهم الجاهلون قالو سلاما) أرضى شي عند الله تعالى أن ترد إليه شاب شارد، فالله يفرح بتوبة هذا الشارد , ومن يفرحه؟؟ يفرح الله بتوبة عبدهِ، ومن سبب التوبة؟ الداعية.
يا أحبابي إخواني لابدَّ من أن نتحرك حتى نملأ الأوقات من محبوباته، ربنا خلق الليل والنهار ظرف زمان والمظروف جهد القران وطاعة الرحمن، وليس الليل والنهار ظرف الزمان والمظروف لعب ولهو وضحك، الوقت كالسيف ان لم تقطعه بالخروج في سبيل الله قطعنا بالقعود، إن لم نقطعه بالذكر قطعنا بالغفلة، إن لم نقطعه بنصيحة العباد قطعنا بغيبتهم ونميمتهم ــ الليل والنهار ظرف إذا انتهيا انتهت الدنيا، انتهى الابتلاء (ليبلوكم ايكم احسن عملا ). لا يستطيع أهل الجنة لو عاشوا مليارات السنين ان يكسبوا حسنة واحدة ولا يستطيع أهل النار ان يكسبوا سيئة واحدة ــ فليس في الاخرة أسباب مع سعتها, فيها سعادة وفيها شقاء وفي الدنيا الأسباب, فأضعف واحد ليس لديه ايدي ولا أرجل ــ يقدر يتسبب في اليوم مليون سيئة، غيبة ونميمة وما يحتاج لقوة مادية واضعف واحد ليس لديه ايدي ولا ارجل يقدر يتسبب لِهَمّ الدين وفكر الدين وينصح العباد. الاعمال ما تحتاج راس مال,سيدنا ــ ايوب مريض ــ ويوسف في السجن ,اذا تريد الجهد تجده فَيا إحبابي وإخواني اتفقنا مع الكفار جميعا بطلب السعادة فطلب السعادة مطلب الجميع الكافر يريده ونحن نريده والله يريده لنا فطلب السعادة متفق عليه بين جميع الخلق ــ أنت تريد السعادة لنفسك واليهودي يريد السعادة لنفسه والله يريد السعادة لنا، بنى الجنة ودعانا. واتفقنا بتفسير السعادة: عند الكفار السعادة هي الملذات وعند ربنا السعادة هي الملذات وعندنا السعادة هي الملذات، واختلفنا اين هي السعادة ؟عند الكفار السعادة في الدنيا,يتلذذ قليلا ويرحل ولسان حاله يقول ,لَحِّق حالك ــ بادروا بالملذات قبل ان تموتوا ــ وشعار المؤمن بادروا بالمجاهدات قبل ان تموتوا فالدنيا فرصة للمجاهدات - بادرو بالاعمال سبعا - فاذن طلب السعادة متفق عليه , تفسير السعادة بالملذات وكمال الملذات متفق عليه والمختلف فيه مكان السعادة ,فاعتبر الكافر الملذات الصغيرة التي الله خلقها للابتلاء هي السعادة واسبابها المال، التفاح الحلو يحتاج سبب ويحتاج مال وجهد وشغل، والسيارة تحتاج مال وشغل, اذن طريق السعادة عند الكافر هي مشغولية جمع المال,فهو حتى يسعد صار رجل اعمال ,والذي يريد الجنة قال ربنا (امنوا وعملوا الصالحات ). اذن عندنا مشروعين: عنده أعمال وعندي أعمال، فعنده أعمال يحصل بها على المال , الثري أسمه رجل أعمال واذا تريد أعمال ربنا قال (إن الذين امنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) لكن أنا إذا صليت الظهر والعصر فقط أدخل في (عملوا)!!!! من قال لك أن الأعمال خمس دقائق؟ وبخمس دقائق تكون رجل أعمال ؟؟ إن أول ما تعلم المسلم من دينه مش الصلوات الخمس ولا الصيام، من اول يوم تعلم كيف ينشغل بالأعمال حتى يسعد، من أول يوم صار رجل اعمال( وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالو لنا أعمالنا)، أنا قلت لا اله الا الله لكن ابي ما قالها اختي ما قالتها، اذن أول سبب للسعادة نتعلم مشغولية الأعمال، مالذي يشغل بالأعمال؟؟ الصوم ما يشغل , صوم ونوم فالنوم ليس صيام , وصلاة الفجر ما تشغلك بأسباب السعادة, من الفجر للظهر 6 ساعات لكن عندما اقول أريد الدعوة والعالم امامك كله تكلم هذا وتكلم هذا وتجتهد على هذا. إذا المدرس مشغول بتدريس اربعين طالب انشغل والطبيب عنده خمس ست مرضى انشغل, فكيف امامك العالم ؟ فلما الصحابه تعلموا الدعوه تعلموا المشغولية ( لنا اعمالنا). إذاً اول جهد تعلمه المسلم كيف يملا وقته بأسباب السعادة، في النهار(يمشون على الارض هونا) وفي الليل( يبيتون)، فملأ الليل أسباب سعادة وملا النهار أسباب سعادة فعندما يموت يفرح ويضحك يقول الموت أحب إلي من الحياة ,فكيف نسعد وكيف يكون بيننا وبين الجنة علاقة، ولكن والله إذا نذكر الجنة مليون مرة وما في أسباب وأعمال ما تتشوق لها، لكن بعد الاعمال يا الله _إني لاشم رائحة الجنة دون احد_ ونحن اذا قعدنا بالبيت نشم رائحة البصل, فنحرج في سبيل الله فمن مستعد من مستعد ..........الله يوفقنا وإياكم .
يا ربنا لك الحمد كما يرضيك عنا اللهم صل على محمد نبينا اللهم يا ربنا إغفر لامة نبيك وارحم أمة نبيك واهدي أمة نبيك وفرج الهم والكرب والغم عن أمة نبيك وأقم أمة نبيك على جهد نبيك وأخلاق نبيك ومقصد نبيك. ربي إغفر وأرحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت الأعز الأكرم اللهم إجعل جمعنا هذا جمعا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منّا ولا معنا شقيا ولا محروما آمين آمين وصّل اللهم على نبينا محمد.
شبكة الدعوة والتبليغ
http://www.binatiih.com | |
|
