1012 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في { قل هو الله أحد } إنها ثلث القرآن رواه مسلم .
1013 - وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب هذه السورة قل هو الله أحد قال إن حبها أدخلك الجنة رواه الترمذي وقال حديث حسن رواه البخاري في صحيحه تعليقا .
1014 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس رواه مسلم
1015 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان فلما نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما رواه الترمذي وقال حديث حسن .
1016 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي تبارك الذي بيده الملك رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن وفي رواية أبي داود تشفع .
1017 - وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه متفق عليه .
قيل كفتاه المكروه تلك الليلة وقيل كفتاه من قيام الليل .
الشَّرْحُ
ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في باب الحث على قراءة سور وآيات معينة من سور القرآن ما سبق في سورة الفاتحة وسورة الإخلاص وقد تقدم الكلام عليهما ومن ذلك المعوذتان فإن المعوذتين وهما قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس ما تعوذ بهما متعوذ عن إيمان وصدق إلا أعاذه الله عز وجل أما سورة { الفلق } فيقول الله عز وجل { قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق } يعني قل أيها الإنسان مستعينا بربك أعوذ برب الفلق من شر ما خلق .
الفلق فلق الصبح وفلق الحب والنوى قال الله تعالى { فالق الإصباح } وقال { إن الله فالق الحب والنوى } فهو عز وجل رب الفلق لا يستطيع أحد أن يفلق شيئا من هذه التي ذكرها الله إلا الله عز وجل { من شر ما خلق } أي كل ما خلق ومنهم نفسه كما جاء في الحديث الصحيح نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا والنفس أمارة بالسوء فتستعيذ بالله من شر ما خلق أي من شر كل ما خلق من الإنس والجن والنفس وغير ذلك { ومن شر غاسق إذا وقب } الغاسق الليل لأن الليل تخرج فيه الهوام وتخرج فيه السباع وتكون فيه الشرور فتستعيذ بالله من شر الليل إذا وقب أي إذا دخل { ومن شر النفاثات في العقد } يعني الساحرات اللاتي ينفثن في العقد ليسحرن الناس ونص على النساء وإن كان السحر يكون في النساء وفي الرجال لأنه هو الغالب فيهن ويجوز أن يكون من { النفاثات } أي النفوس النفاثات فتشمل النساء والرجال { ومن شر حاسد إذا حسد } هذه العين صاحب العين والعياذ بالله الشرير الذي لا يحب الخير للغير تجده إذا من الله على أحد بشيء من مال أو جاه أو علم أو ولد أو زوجة أو غير ذلك يخرج من نفسه الخبيثة كما يخرج السهم فيصيب الرجل وهذا السهم لا ينفعه شيئا لكن نفسه خبيثة والعياذ بالله لا تحب الخير للغير فيصاب الإنسان بالعين قال النبي صلى الله عليه وسلم لو سبق القضاء شيء أو قال القدر لسبقته العين فالعين تدرك وهي حق حتى قال بعض العلماء إنها المراد من قوله تعالى { وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر } .
{ ومن شر حاسد إذا حسد } ثم قال { إذا حسد } لأن الحاسد قد لا يحسد لكن إذا حسد والعياذ بالله تعدى شره غيره يعني تعدى إلى غيره ويجوز أن يكون المراد بالآية الحاسد العائن وغير العائن لأن بعض الناس حسود والعياذ بالله .
والحسد هو كراهة ما أنعم الله به على غيرك وإن كنت لا تتمنى زواله فإن تمنيت زواله صار أشد والعياذ بالله .
والحاسدون والعياذ بالله نسأل الله العافية لا يحرقون إلا أنفسهم الحاسد يحترق كلما أنعم الله على عباده نعمة احترق قلبه فهذا الحاسد والعياذ بالله أحيانا إذا حسد بغى على الغير واعتدى عليهم مثلا افترض أن إنسانا من الله عليه بمال وصار ينفقه في سبيل الله ووجده رجل حسود والعياذ بالله قلبه يحترق أيضا إذا من الله على إنسان بعلم وصار له قبول عند الناس صار والعياذ بالله يحسد وهلم جرا والحسد والعياذ بالله من كبائر الذنوب وقد ذم الله اليهود عليه فقال { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله } فالفضل من الله يؤتيه من يشاء وأنت إذا حسدت جنيت على من أعطاهم الله الفضل وجنيت واعتديت على حق الله كأنك تقول ما استحق هذا الرجل هذه النعمة فتحسد هذه سورة الفلق .
والمهم أن الإنسان ينبغي أن يتعوذ بهاتين السورتين وذكر الترمذي رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجان ومن عين الإنسان حتى نزلت { قل أعوذ برب الفلق } و { قل أعوذ برب الناس } فصار يتعوذ بهما وترك ما سواهما والله الموفق .
1018 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة رواه مسلم .