منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 كتاب الفضائل ..الجزء الأول - وأخرى / من 1018 - إلى 1027 / تابع --

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- Empty
مُساهمةموضوع: كتاب الفضائل ..الجزء الأول - وأخرى / من 1018 - إلى 1027 / تابع --   كتاب الفضائل ..الجزء الأول   - وأخرى / من 1018 - إلى 1027  / تابع  -- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 10:23 am



1018 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة رواه مسلم .

1019 - وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم فضرب في صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر رواه مسلم .

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث في بيان فضل آيات أو سور من القرآن الكريم منها سورة البقرة نقل المؤلف رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر قال العلماء معنى ذلك لا تتركوا الصلاة فيها يعني صلوا في بيوتكم وإنما سمى البيوت في حال عدم الصلاة فيها مقابر لأن المقبرة لا تصح الصلاة فيها كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام وقال لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها فالمقبرة لا تصح فيها صلاة النافلة ولا الفريضة ولا سجدة التلاوة ولا سجدة الشكر ولا أي شيء من الصلوات إلا صلاة واحدة وهي صلاة الجنازة إذا صلى على الجنازة في المقبرة فلا بأس سواء كان ذلك قبل الدفن أم بعده لكن بعد الدفن لا يصلى عليها في أوقات النهي يعني مثلا لو جئت لحضور جنازة بعد صلاة العصر ووجدت أنهم قد دفنوها فلا تصل عليها لأنه يمكنك أن تصلي في وقت آخر غير وقت النهي كالضحى مثلا وأما إذا جئت وهم لم يدفنوها لكن قد وضعت في الأرض للدفن فلا بأس أن تصلي عليها ولو كان ذلك بعد العصر لأنه في هذه الحال تكون صلاة لها سبب والصلاة التي لها سبب ليس عنها وقت نهي ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة فإن الشيطان يفر منها ولا يقرب البيت والسبب أن في سورة البقرة ( آية الكرسي ) ويدل لهذا ما بعد الحديث الذي ذكره المؤلف حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال آية الكرسي فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على صدره وقال ليهنك العلم يا أبا المنذر يعني هنأه حيث علم أن أعظم آية في كتاب الله ( آية الكرسي ) لأن هذه الآية مشتملة على عشر صفات من صفات الله عز وجل يقول عز وجل الله لا إله إلا هو الحي القيوم ففي هذا إخلاص التوحيد لله عز وجل ومعنى ( لا إله إلا هو ) أي لا معبود بحق إلا هو جل وعلا فجميع المعبودات من دون الله معبودة بغير حق حتى وإن سميت آلهة فإنما هي أسماء سموها ما أنزل الله بها من سلطان { الحي القيوم } يعني الكامل في حياته وفي قيوميته فهو الحي الكامل في حياته لم يسبق حياته عدم ولا يلحقها فناء لأنه الأول الذي ليس قبله شيء والآخر الذي ليس بعده شيء قال الله عز وجل { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } قال بعض السلف ينبغي لمن قرأ بهذه الآية { كل من عليها فان } ألا يقف بل يقول { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } .
{ كل من } لأجل أن يتبين في ذلك نقص المخلوقات وكمال الخالق جل وعلا فهو سبحانه وتعالى الحي الكامل في حياته كذلك حياته لا يلحقها نقص بوجه من الوجوه وحياة غيره كلها نقص انظر حياتك أنت إن جئت بالسمع فسمعك ناقص لا تسمع كل شيء البصر كذلك الصحة كذلك وما أكثر الأمراض التي تصيب الناس وهكذا بقية أسباب الحياة ناقصة .
أما الرب عز وجل فهو كامل الحياة القيوم معناها القائم بنفسه القائم على غيره يعني معنى القائم بنفسه لا يحتاج لغيره { ومن كفر فإن الله غني عن العالمين } و { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضي لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } فهو غني وفي الحديث القدسي أنه قال جل وعلا يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني فهو قائم بنفسه لا يحتاج لأحد قائم على غيره كل من سواه فإن القائم عليه هو الله عز وجل قال الله تعالى { أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت } يعني كمن لا يملك شيئا والقائم على كل نفس بما كسبت هو الله عز وجل .
إذا ( القيوم ) له معنيان القائم بنفسه والقائم على غيره { لا تأخذه سنة ولا نوم } .
السنة هي النعاس والنعاس هو مقدمة النوم والنوم معروف الله عز وجل لا تأخذه سنة ولا نوم والإنسان تأخذه السنة ويأخذه النوم اختار أم لم يختر أحيانا ينام الإنسان وهو يصلي ينعس وهو يكلم الناس لكن الله عز وجل لا تأخذه سنة ولا نوم لكمال حياته وكمال قيوميته وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يعني مستحيل غاية الاستحالة أن ينام عز وجل لأنه كامل الحياة كامل القيومية من يقوم على الخلق لو نام الخالق لا أحد فهو جل وعلا لا تأخذه سنة ولا نوم والله أعلم .

1020 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني محتاج وعلي عيال وبي حاجة شديدة فخليت عنه فأصبحت فقال سول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله فقال أما إنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته .
فجاء يحثو من الطعام فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته وخليت سبيله فقال إنه قد كذبك وسيعود .
فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هن قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة فقلت يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال ما هي قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } وقال لي لا يزال عليك من الله حافظ ولن يقربك شيطان حتى تصبح فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما إنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة قلت لا قال ذاك شيطان رواه البخاري .

الشَّرْحُ

هذه القصة قصة عجيبة عظيمة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وكل أبا هريرة رضي الله عنه على صدقة رمضان يعني الفطر يحفظها وكانوا يجمعونها قبل العيد بيوم أو يومين وكان أبو هريرة وكيلا عليها وفي ليلة من الليالي جاء رجل يحثو من الطعام فأمسكه أبو هريرة وقال لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فخاف وقال إني ذو عيال وذو حاجة فرحمه وأطلقه فلما أصبح وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم ما فعل أسيرك البارحة وهذه من آيات الله لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده ولكنه علم بذلك عن طريق الوحي قال ما فعل أسيرك البارحة قلت يا رسول الله إنه قال إنه ذو حاجة وذو عيال فرحمته وأطلقته فقال النبي صلى الله عليه وسلم كذبك يعني كذب عليك وسيعود يقول فعلمت أنه سيعود لقول النبي صلى الله عليه وسلم إنه سيعود وكان الصحابة رضي الله عنهم يؤمنون بما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم كما يؤمنون بما يشاهدونه بأعينهم أو أكثر يقول فرصدته فجاء فجعل يحثو من الطعام فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتكى شكايته الأولى أنه محتاج وذو عيال فرحمه رضي الله عنه وإنما رحمه مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال كذبك لأن أبا هريرة يعلم حلم النبي صلى الله عليه وسلم وسعة صدره وأنه لن يؤنبه وفعلا لم يؤنبه فلما أصبح وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره قال إنه كذبك وسيعود وفي المرة الثالثة جعل يترقبه وجاء يأكل من الطعام فقلت لأرفعن أمرك إلى النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المرة لأنك قلت لن تعود ثلاث مرات وعدت فقال دعني وإني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن قال وما هن قال آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم إذا أويت إلى فراشك للنوم فاقرأها فإنه لا يزال عليك من الله حافظ فلا يقربك شيطان حتى تصبح كلمات يسيرة تحفظك لو جعلت مائة حارس ما استطاعوا أن يمنعوا الشياطين عنك ولكن هذه كلمات يسيرة يحفظك الله بها فلما أصبح غدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له الخبر فقال إنه صدقك وهو كذوب يعني هذه المرة ما قاله لك صادق فيه وهو كذوب أتدري من تخاطب منذ ثلاث ليال قلت يا رسول الله لا أعلم قال ذاك شيطان متلبس في صورة آدمي وفي هذا الحديث فوائد كثيرة ولكننا نعود لشرح آية الكرسي حيث وقفنا عند قوله تعالى { لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس والنوم معروف { له ما في السماوات وما في الأرض } هذه جملة تفيد عموم ملك الله عز وجل وأنه منفرد بالملك سبحانه وتعالى { له ما في السماوات وما في والأرض } والدليل على عموم ملكه أن ( ما ) في قوله { ما في السماوات } اسم موصول - يعني له الذي - واسم الموصول يفيد العموم والدليل على انفراده بالملك أنه قدم فيها الخبر { له ما في السماوات } وتقديم الخبر يدل على الحصر فلا أحد يملك شيئا في السماوات ولا في الأرض إلا الله وما يملكه الإنسان من ثياب وعقارات ونحو ذلك ملك مقيد لا يستطيع أن يتصرف فيه كيف يشاء لو أراد إنسان أن يحرق ثوبه منع إذا فلمكي الذي هو ملكي لست حرا في تصرفي فيه إلا على حسب الشرع ولهذا لا يجوز لنا أن نرابي في أموالنا مع أنه ربما يكون الذي أعطى الربا موافقا راضيا لكن لا يجوز لأننا لسنا أحرارا في أملاكنا لا نملكها إلا ملكا مقيدا الملك التام المطلق الذي يفعل فيه المالك ما يشاء هو ملك الله عز وجل { له ما في السماوات وما في الأرض } .
{ من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } ( من ) اسم استفهام بمعنى النفي يعني لا أحد يشفع عند الله إلا بإذن الله والشفاعة معروفة وهي التوسط للغير لجلب منفعة أو لدفع مضرة من المعلوم أن ملوك الدنيا مهما عظم ملكهم يشفع الإنسان عندهم بدون أي استئذان حتى إن الملك الكبير الملك تشفع عنده زوجته ولا تستأذن منه لكن الله عز وجل لا أحد يشفع عنده إلا بإذنه أكرم عباده عنده لا يشفع إلا بإذن الله وهذا دليل على كمال سلطانه عز وجل وأنه من كمال سلطانه لا أحد يستطيع أن يتكلم عنده ولا بالشفاعة التي هي خير إلا بإذنه من أكرم الخلق من بني آدم عند الله إنه محمد صلى الله عليه وسلم ويوم القيامة لا يمكن أن يشفع إلا بعد أن يستأذن من الله ثم يسجد سجودا طويلا يفتح الله عليه من المحامد ما لم يفتحه عليه من قبل ثم يشفع ومن دونه من باب أولى لا أحد يشفع إلا بإذن الله لماذا لكمال ملكه وسلطانه عز وجل { يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم } يعلم الله عز وجل { ما بين أيديهم } كل الأمور المستقبلة { وما خلفهم } كل الأمور الماضية وهذا دليل على كمال علمه عز وجل وأنه محيط بكل شيء ماضيا وحاضرا ومستقبلا فما بين يديك ما تستقبله ولو بلحظة وما خلفك ما خلفته ولو بلحظة فمثلا كلامنا اليوم بعد صلاة العصر من بين أيدينا أم من خلفنا من خلفنا كلماتي الآن أنا أقول الآن وما بعد الآن مستقبل والآن حاضر فالله عز وجل يعلم كل ما يكون بين أيدينا الحاضر والمستقبل وما خلفنا وهذا يدل على كمال علمه جل وعلا لأن علم غيره ناقص .
أولا نجهل كثيرا من الأمور ثم يتجدد لنا العلم .
ثانيا إذا علمنا شيئا فهناك آفة لعلمنا وهي النسيان أما علم الله عز وجل فليس فيه نسيان ولا جهل سابق كما قال موسى صلى الله عليه وسلم لما قال له فرعون { قال فما بال القرون الأولى قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } .
لا يضل يعني لا يجهل ولا ينسى ما مضى فعلمنا نحن محفوف بآفتين آفة سابقة وهي الجهل وآفة لاحقة وهي النسيان وعلم الله عز وجل خال من ذلك كله .

1021 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال وفي رواية من آخر سورة الكهف رواه مسلم .

1022 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عليه & السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال هذا باب من السماء فتح اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك فقال هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم فسلم وقال أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته رواه مسلم .
النقيض الصوت .

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب الحث على آيات وسور معينة من كتاب الله ما يتعلق بسورة الكهف وما يتعلق بفاتحة الكتاب وآخر سورة البقرة .
أما الأول فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف أو من آخرها عصم من الدجال والدجال رجل كافر يبعث في آخر الزمان يدعي النبوة أولا ثم يدعي أنه إله والعياذ بالله وفتنته أعظم فتنة تكون على الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال إن خرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم وإلا فالله خليفتي على كل مسلم وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فتنته وما من نبي من الأنبياء إلا أنذر قومه حتى يستعد بنو آدم لهذه الفتنة العظيمة وإن كان من المعلوم أنه لا يأتي إلا في آخر الزمان لكن لأجل التنبيه لعظم فتنته وأنها كبيرة عظيمة لا ينجو منها إلا من أنجاه الله عز وجل هذا الدجال يجعل الله على يديه آيات خوارق فتنة للناس منها أنه يأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت فيأتي إلى القوم ليس في أرضهم رعي ومواشيهم ضعاف عجاف فيدعوهم ويمنيهم فيتبعونه فيأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ثم تروح عليهم مواشيهم وهي أكثر ما تكون لبنا وأوفر ما تكون لحما ثم يأتي إلى آخرين فيدعوهم ولكنهم ينكرونه فيصبحون مقفرين ليس في أرضهم نبات هل تجدون أعظم من هذه الفتنة لاسيما في البادية فيتبعه أناس كثيرون فمن تبعه أدخله جنته ومن أنكره أدخله ناره وهي جنة فيما يبدو للناس لكنها نار والعياذ بالله وناره نار فيما يبدو للناس لكنها جنة وماء عذب ولكن الناس ليس لهم إلا الظاهر إلا أن الله سبحانه وتعالى بين لنا آياته أنه كاذب لما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم من أن هذا الرجل مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن حتى الذي لا يستطيع القراءة ويعمى عنها كل منافق كما أن الإنسان في القبر إذا كان مؤمنا أجاب بالصواب وقال ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد وإذا كان منافقا ولو كان قارئا لم يجب والعياذ بالله وأعطانا نبينا صلى الله عليه وسلم آية أيضا بينة وهي أنه أعور ليس له إلا عين واحدة وربنا جل وعلا ليس بأعور منزه عن كل عيب ونقص فمن وفق سلم من فتنته ونجا يبقى هذا الدجال الخبيث في الأرض أربعين يوما أول يوم كسنة يعني اثني عشر شهرا واليوم الثاني كشهر ثلاثون يوما والثالث كالأسبوع سبعة أيام وبقية الأيام كأيامنا يبقى هذه المدة ثم ينزل عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم فيقتل هذا الدجال المسيح الصادق النبي الطاهر يقتل هذا المسيح الخبيث الدجال يسلطه الله عز وجل عليه فيقتله ومن أجل عظم فتنته أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستعيذ منه في كل صلاة فقال إذا تشهد أحدكم فليقل أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال لأن فتنته عظيمة فينبغي لنا أن نستعيذ بالله عز وجل بقلب صادق من فتنة هذا المسيح الدجال ثم إنه أيضا من أسباب الوقاية من فتنته أن من حفظ عشر آيات من سورة الكهف من أولها أو آخرها وقرآهن عليه عصم من فتنته .
ومن السور المعينة والآيات المعينة سورة الفاتحة وآيتان من آخر سورة البقرة فإنهما ما قرأهما واحد من هذه الأمة مؤمنا إلا آتاه الله تعالى ما فيهما من الطلب وفي سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله تعالى لعبده إذا قرأها في الصلاة هذا لعبدي ولعبدي ما سأل .
وأما آخر سورة البقرة { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين } سبع جمل دعائية ما يدعو بهن مؤمن موقنا مؤمنا إلا استجاب الله له وهذه ميزة وفضل عظيم نسأل الله تعالى أن يعفو عنا وعنكم وأن ينصرنا على القوم الكافرين .

باب استحباب الاجتماع على القراءة

1023 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم .

الشَّرْحُ

قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه ( رياض الصالحين ) باب استحباب الاجتماع على تلاوة القرآن يعني بذلك أنه من المستحب أن الناس يجتمعون على تلاوة القرآن كما يوجد الآن في حلقات تحفيظ القرآن في المساجد فإن هذا النوع يجتمعون يتعلمون القرآن ويعلمونه فإن هذا مما ندب إليه النبي صلى الله عليه وسلم وذلك فيما رواه أبو هريرة عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده هذه أربعة أشياء تترتب على هذا الاجتماع بقوله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله وبيوت الله في الأرض المساجد قال الله تعالى في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وأضاف الله هذه الأماكن إلى نفسه تشريفا وتعظيما ولأنها محل ذكره وتلاوة كلامه والتقرب إليه بالصلاة وإلا فهو سبحانه وتعالى فوق عرشه فوق سماواته لا يحل في شيء من خلقه ولا يحل فيه شيء من خلقه جل وعلا لكن هذه الإضافة للتشريف .
وقد قال العلماء رحمهم الله المضاف إلى الله نوعان صفة لا تقوم إلا بمحل فهذه تكون من صفات الله عز وجل مثل عزة الله قدرة الله كلام الله سمع الله بصر الله هذه صفة لا تقوم إلا بموصوف فتكون من صفات الله عز وجل .
الثاني شيء بائن من الله عز وجل مخلوق فهذا ليس من صفات الله وإنما هو مضاف إليه عز وجل على سبيل التشريف والتكريم مثل مساجد الله بيوت الله ناقة الله ومثل قوله تعالى في آدم { ونفخت فيه من روحي } كذلك في عيسى ابن مريم فإن الروح شيء بائن من الله تعالى مخلوق من مخلوقاته لكن أضيف إليه على سبيل التشريف والتكريم .
وقوله صلى الله عليه وسلم يتلون كتاب الله تلاوة كتاب الله عز وجل تنقسم إلى ثلاثة أقسام: 1 - تلاوة اللفظ 2 - تلاوة المعنى 3 - تلاوة العمل أما تلاوة اللفظ فمعروف يقرأ هذا وهذا وهذا وهي على نوعين: 1 - أن يقرأ القارئ صفحة أو صفحتين ثم يتابع الباقون يقرءون نفس ما قرأ وهذا غالبا يكون في التعليم .
2 - أن يقرأ القارئ صفحة أو صفحتين ثم يقرأ الثاني بعده صفحة أو صفحتين غير ما قرأهما الأول وهلم جرا .
فإن قال قائل هذا النوع الثاني يفوت فيه ثواب بعضهم لأن ما قرأه هذا غير ما قرأه ذاك فيقال لا يفوته شيء لأن المستمع كالقارئ له ثوابه ودليل ذلك قول الله تبارك وتعالى في سورة يونس في قصة موسى صلى الله عليه وسلم حين دعا على آل فرعون { ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } القائل هو موسى كما في أول الآية { وقال موسى ربنا إنك آتيت فرعون وملأه زينة وأموالا في الحياة الدنيا ربنا ليضلوا عن سبيلك ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم } فقال الله تعالى { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون } الداعي واحد لكن قال العلماء إن هارون كان يستمع ويؤمن على دعائه فكان الدعاء لهما جميعا .
أما التلاوة المعنوية فأن يتدارس هؤلاء القوم كلام الله عز وجل ويتفهموا معناه وقد كان السلف الصالح لا يقرءون عشر آيات حتى يتفهموها وما فيها من العلم والعمل .
أما القسم الثالث من التلاوة فهي تلاوة العمل وهذه هي المقصود الأعظم للقرآن الكريم كما قال تعالى { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آيتاه وليتذكر أولو الألباب } العمل بما جاء في القرآن وذلك بتصديق ما أخبر الله به والقيام بما أمر به والبعد عما نهى عنه هذه التلاوة العملية لكتاب الله عز وجل يقول صلى الله عليه وسلم إلا نزلت عليهم السكينة السكينة شيء يقذفه الله عز وجل في القلب فيطمئن ويوقن ويستقر ولا يكون عنده قلق ولا شك ولا ارتياب هو ذاته مطمئن وهذه من أكبر نعم الله على العبد أن ينزل السكينة في قلبه بحيث يكون مطمئنا غير قلق ولا شاك راضيا بقضاء الله وقدره مع الله عز وجل في قضائه وقدره إن أصابته ضراء صبر وانتظر الأجر من الله وإن أصابته سراء شكر وحمد الله على ذلك مطمئن مستقر مستريح هذه السكينة نعمة عظيمة نسأل الله أن ينزل في قلوبنا وقلوبكم السكينة وقد قال الله تعالى { هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } فهي من أسباب زيادة الإيمان وغشيتهم الرحمة يعني غطتهم والغشيان بمعنى الغطاء كما قال تعالى { والليل إذا يغشى } يعني يغطي الأرض بظلامه & غشيتهم الرحمة أي رحمة الله عز وجل فتغشاهم وتحيط بهم وتكون لهم بمنزلة الغطاء الشامل لكل ما يحتاجون إليه من رحمة الله عز وجل وحفتهم الملائكة أحاطت بهم يستمعون الذكر ويكونون شهداء عليهم وذكرهم الله فيمن عنده يذكرهم الله تعالى في الملأ الأعلى وهذا كقوله تعالى في الحديث القدسي من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وهذا الحديث يدل على فضيلة الاجتماع على كتاب الله عز وجل والله الموفق .

باب فضل الوضوء

قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } إلى قوله تعالى { ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون } .

الشَّرْحُ

قال النووي رحمه الله في كتابه ( رياض الصالحين ) باب فضل الوضوء .
الوضوء في اللغة العربية مأخوذ من الوضاءة وهي الحسن والنظافة .
وأما في الشرع فهو تطهير الأعضاء الأربعة على صفة مخصوصة .
والأعضاء الأربعة هي الوجه واليدان والرأس والرجلان والوضوء من نعمة الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة حيث أمرهم به ورتب عليه الثواب الذي سيذكر في هذا الباب إن شاء الله قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة الآية .
{ يا أيها الذين آمنوا } إذا سمعت الله يقول { يا أيها الذين آمنوا } فانتبه وارعها سمعك فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه وإما خبر صادق تنتفع به { إذا قمتم إلى الصلاة } أي إذا أردتم القيام إلى الصلاة فريضة أو نافلة { فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق } { فاغسلوا وجوهكم } ولم يذكر الله تعالى غسل الكفين لأنه سنة وليس بواجب والوجه من الأذن إلى الأذن عرضا ومن منحني الجبهة إلى أسفل اللحية طولا ويدخل فيه المضمضة في الفم والاستنشاق في الأنف { وأيديكم إلى المرافق } والمرفق هو المفصل الذي بين الذراع والعضد وهو داخل في الغسل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غسل يديه شرع في العضد { وامسحوا برؤوسكم } الرأس يمسح ولا يجب غسله وهذا من رحمة الله عز وجل بعباده لأن الرأس فيه شعر فلو فرض غسله لكان فيه مشقة على الناس ولجرى الماء على الثياب وللحق الناس مشقة في أيام الشتاء ولكن من رحمة الله أن الرأس يمسح ولا يغسل ومن الرأس الأذنان يمسحان أيضا لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسح بأذنيه { وأرجلكم إلى الكعبين } يعني واغسلوا أرجلكم إلى الكعبين والكعبان هما العظمان الناتئان أسفل الساق وهما داخلتان في الغسل هذه أربع أعضاء وهذه هي أعضاء الوضوء ثم قال عز وجل { وإن كنتم جنبا فاطهروا } وفي الآية الثانية { فاغتسلوا } يعني إذا كان الإنسان عليه جنابة وجب عليه أن يطهر جميع بدنه من رأسه إلى أخمص قدميه ومنه المضمضة والاستنشاق فالمضمضة والاستنشاق واجبتان في الوضوء وكذلك الغسل .
والجنب هو الذي حصلت عليه جنابة والجنابة إما إنزال المني بشهوة وإما جماع وإن لم ينزل فإذا جامع الإنسان زوجته وجب عليه أن يغتسل سواء أنزل أم لم ينزل وإذا أنزل وجب عليه غسل سواء جامع أو لم يجامع حتى لو فكر وأنزل وجب عليه الغسل { وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا } يعني أن الإنسان إذا وجب عليه الوضوء أو الغسل ولم يجد ماء أو كان مريضا يتضرر باستعمال الماء فإنه يتيمم يضرب الأرض بكفيه ويمسح وجهه وكفيه { فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج } يعني فيما فرض علينا لم يرد أن يحرجنا ويلحق بنا المشقة بل هو أرحم بنا من أنفسنا وأولادنا وأمهاتنا والدليل على أنه أرحم بنا من أنفسنا قوله تعالى { ولا تقتلوا أنفسكم } يوصيك ألا تقتل نفسك هو أرحم بك من نفسك فهو لا يريد منا بهذا الفرض أن يشق علينا أو يلحقنا الحرج ولكن يريد ليطهركم هذا الذي أراده الله منا بالوضوء والغسل أن يطهر ظواهرنا بالماء وبواطننا بالتوحيد ولهذا يسن إذا فرغت من الوضوء أن تتشهد تقول أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين { وليتم نعمته عليكم } وذلك بهذا الوضوء الذي يحصل به تكفير السيئات ورفعة الدرجات فإن من توضأ وأسبغ الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء وقوله { ولعلكم تشكرون } أي لأجل أن تشكروا الله عز وجل على نعمه & فالواجب على المرء أن يشكر الله على نعمه لأن نعم الله لا تحصى ولاسيما النعم الدينية لأن بها سعادة الدنيا والآخرة .
والشكر هو القيام بطاعة الله بامتثال أمره واجتناب نهيه باللسان والأركان والقلوب نسأل الله أن يرزقنا وإياكم شكر نعمته وحسن عبادته إنه على كل شيء قدير .

1024 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل متفق عليه .

1025 - وعنه قال سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء رواه مسلم .

1026 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره رواه مسلم .

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث ذكرها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب فضل الوضوء حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل يعني أن هذه الأمة أمة محمد صلى الله عليه وسلم تدعى يوم القيامة غرا محجلين .
الغرة بياض الوجه والتحجيل بياض الأطراف أطراف اليدين وأطراف الرجلين يعني أن هذه المواضع تكون نورا يتلألأ يوم القيامة لهذه الأمة وهذه خاصة بنا ولله الحمد كما قال النبي صلى الله عليه وسلم سيما ليست لغيركم يعني علامة تتبين بها أمة محمد في هذا اليوم المشهود وهذا دليل على فضل الوضوء وأن أعضاء الوضوء تأتي بيضاء يوم القيامة تلوح من النور يقول فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل هذه الجملة ليست من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هي من كلام أبي هريرة رضي الله عنه وليست بصحيحة من جهة الحكم الشرعي لأن ظاهرها أن الإنسان يمكنه أن يطيل غرته يعني يطيل وجهه وهذا غير ممكن فالوجه محدد من الأذن إلى الأذن ومن منحنى الجبهة إلى أسفل اللحية وهذا مما يدل على أن هذه الجملة من كلام أبي هريرة رضي الله عنه قالها اجتهادا كما أشار إلى ذلك ابن القيم في النونية قال
وأبو هريرة قال ذا من كيسه ...
فغدا يميزه أولو العرفان
وإطالة الغرات ليس بممكن ...
أيضا وهذا واضح التبيان
لكن على كل حال ما فرضه الله علينا أن نغسل الوجوه والأيدي إلى المرافق والأرجل إلى الكعبين هذا هو منتهى الوضوء وكفى فخرا أن يأتي الناس يوم القيامة وهذه المواضع تتلألأ نورا من أجسادهم من أثر الوضوء ففي هذا دليل على فضيلة الوضوء وعلى إثبات البعث وأن الأمم يوم القيامة يأتي كل أمة تدعى إلى كتابها هل صدقت كتابها أم لم تصدق ؟ وأما الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء الحلية يوم القيامة يحلى بها الرجال والنساء يلبس الرجال والنساء حلية من ذهب وفضة ولؤلؤ وحلوا أساور من فضة { يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا } فهم يحلون بهذه الأنواع الثلاثة يلبس الرجل والمرأة في الجنة حليا من هذه الأنواع الثلاثة ذهب وفضة ولؤلؤ ولابد أن تكون مرصوفة على وجه يحصل به الجمال أكثر وأكثر لأن التحلي بكل نوع من هذا لا شك أنه يكسب الإنسان جمالا فإذا رصف بعضها إلى بعض ورتبت ترتيبا حسنا أعطت جمالا أكثر فيوم القيامة تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء إذن كل الذراع يكون حلية مملوءا حلية من ذهب وفضة ولؤلؤ وهذا يدل على فضيلة الوضوء حيث تكون مواضعه يوم القيامة يحلى بها الإنسان في الجنة جعلني الله وإياكم من أهلها وأما الحديث الثالث حديث عثمان رضي الله عنه ففيه أن من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه تخرج خطاياه من هذا الوضوء حتى من تحت أظفاره وعلى هذا فالوضوء يكون سببا لكفارة الخطايا حتى من أدق مكان وهو ما تحت الأظفار وهذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن الوضوء من أفضل العبادات وأنه عبادة ينبغي للإنسان أن ينوي به التقرب إلى الله عز وجل يعني أن يستحضر وهو يتوضأ أنه يتقرب إلى الله كما أنه إذا صلى يستشعر أنه يتقرب إلى الله كذلك وهو يتوضأ ويستشعر بأنه يمتثل أمر الله في قوله { إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم } ويستشعر أيضا أنه متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم في وضوئه وكذلك أيضا يستحضر أنه يريد الثواب وأنه يثاب على هذا العمل حتى يتقنه ويحسنه والله الموفق

1027 - وعنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ مثل وضوئي هذا ثم قال من توضأ هكذا غفر له ما تقدم من ذنبه وكانت صلاته ومشيته إلى المسجد نافلة رواه مسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
كتاب الفضائل ..الجزء الأول - وأخرى / من 1018 - إلى 1027 / تابع --
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الفضائل ..الجزء الأول - وأخرى / من 1027 - إلى 1038 / تابع --
» كتاب الفضائل ..الجزء الأول باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان - وأخرى / من 1002 - إلى 1018 / تابع --
» كتاب الفضائل ..الجزء الأول - وأخرى / من 1038 - إلى 1053 / تابع --
» كتاب الفضائل ..الجزء الأول باب فضل قراءة القرآن - وأخرى / من 991 - إلى 1002
» كتاب الفضائل ..الجزء الثاني - وأخرى / من 1084 - إلى 1110 / تابع --

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: