منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة باب فضل الرجاء وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة باب فضل الرجاء وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع ---   آداب عامة   باب فضل الرجاء   وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 11:22 pm


باب فضل الرجاء
قال الله تعالى إخباراً عن العبد الصالح: { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ فَوقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا }
440 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: قال الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول متفق عليه، وهذا لفظ إحدى روايات مسلم . وتقدم شرحه في الباب قبله .
441 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل رواه مسلم .
442 - وعن أنس رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة رواه الترمذي . وقال حديث حسن . قال المؤلف - رحمه الله تعالى -: ( باب فضل الرجاء ) لما ذكر - رحمه الله - النصوص الدالة على الرجاء وعلى سعة فضل الله وكرمه ذكر فضل الرجاء وأن الإنسان ينبغي له أن يكون طامعا في فضل الله عز وجل راجيا ما عنده . ثم ذكر قول العبد الصالح وهو الرجل المؤمن من آل فرعون الذي يكتم إيمانه وكان ناصحا لقومه يناصحهم ويبين لهم بالبراهين ما هم عليه من الباطل وما عليه موسى من الحق وفي النهاية قال لهم: فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . { وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ } يعني أجعله مفوضا إليه لا أعتمد على غيره، ولا أرجو إلا إياه { إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ } قال الله تعالى: { فَوقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا } أي سيئات مكرهم { وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ } ثم ذكر حديث أبي هريرة أن الله تعالى قال في الحديث القدسي: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني . أنا عند ظن عبدي بي . يعني أن الله عند ظن عبده به، إن ظن به خيرا فله، وإن ظن به سوى ذلك فله ولكن متى يكون العبد محسنا الظن بالله عز وجل ؟ يكون كذلك إذا فعل ما يوجب فضل الله ورحمته، فيعمل الصالحات ويحسن الظن بأن الله تعالى يقبله، أما أن يحسن الظن وهو لا يعمل فهذا من باب التمني على الله، ومن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني فهو عاجز . حسن الظن بأن يوجد من الإنسان عمل يقتضي حسن الظن بالله عز وجل، فمثلا أحسن الظن بالله بأن الله يقبلها منك، إذا صمت فكذلك إذا تصدقت فكذلك، إذا عملت عملا صالحا أحسن الظن بأن الله تعالى يقبل منك أما أن تحسن الظن بالله مع مبارزتك له بالعصيان فهذا دأب العاجزين الذين ليس عندهم رأس مال يرجعون إليه . ثم ذكر أن الله سبحانه وتعالى أكرم من عبده فإذا تقرب الإنسان إلى الله شبرا تقرب الله منه ذراعا، وإن تقرب منه ذراعا تقرب منه باعا وأن أتاه يمشي أتاه يهرول عز وجل فهو أكثر كرما وأسرع إجابة من عبده . وهذه الأحاديث وأمثالها مما يؤمن به أهل السنة والجماعة على أنه حق حقيقة لله عز وجل لكننا لا ندري كيف تكون هذه الهرولة وكيف يكون هذا التقرب، فهو أمر ترجع كيفيته إلى الله وليس لنا أن نتكلم فيه لكن نؤمن بمعناه ونفوض كيفيته إلى الله عز وجل . ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى كلها تدل على أنه يجب على الإنسان أن يحسن الظن بالله سبحانه وتعالى، ولكن مع فعل الأسباب التي توجب لك . نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين لما فيه من الخير والصلاح في الدنيا والآخرة


الشَّرْحُ










باب الجمع بين الخوف والرجاء
اعلم أن المختار للعبد في حال صحته أن يكون خائفا راجيا، ويكون خوفه ورجاؤه سواء، وفي حال المرض يمحض الرجاء وقواعد الشرع من نصوص الكتاب والسنة وغير ذلك متظاهرة على ذلك .
قال الله تعالى: { فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } وقال تعالى: { إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } وقال تعالى: { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } وقال تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } وقال تعالى: { إِنَّ الأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ، وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } وقال تعالى: { فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ، فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ، وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ، فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ } . والآيات في هذا المعنى كثيرة . فيجتمع الخوف والرجاء في آيتين مقترنتين أو آيات أو آية .

443 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد . رواه مسلم
444 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا وضعت الجنازة واحتملها الناس أو الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها ! أين تذهبون بها ؟ يسمع صوتها كل شيء إلا الإنسان ولو سمع الإنسان لصعق رواه البخاري .
445 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك رواه البخاري . قال المؤلف - رحمه الله تعالى -: باب الجمع بين الخوف والرجاء وتغليب الرجاء في حال المرض . هذا الباب قد اختلف فيه العلماء هل الإنسان يغلب جانب الرجاء أو جانب الخوف فمنهم من قال: يغلب جانب الرجاء مطلقا ومنهم من قال: يغلب جانب الخوف مطلقا . ومنهم من قال: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه سواء، لا يغلب هذا على هذا، ولا هذا على هذا لأنه إن غلب جانب الرجاء أمن مكر الله، وإن غلب جانب الخوف يئس من رحمة الله . وقال بعضهم: في حال الصحة يجعل رجاءه وخوفه واحدا كما اختاره النووي رحمه الله في هذا الكتاب وفي حال المرض يغلب الرجاء أو يمحضه . وقال بعض العلماء أيضا إذا كان في طاعة فليغلب الرجاء وأن الله يقبل منه وإذا كان عند فعل المعصية فليغلب الخوف، لئلا يقدم على المعصية . والإنسان يجب عليه أن يكون طبيب نفسه إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله وأنه مقيم على معصية الله، ومتمن على الله الأماني فليعدل عن هذه الطريق وليسلك طريق الخوف . وإذا رأى أن فيه وسوسة، وأنه يخاف بلا موجب فليعدل عن هذا الطريق، وليغلب جانب الرجاء حتى يعتدل خوفه ورجاؤه . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيات جمع الله فيها ذكر ما يوجب الخوف وذكر ما يوجب الرجاء ذكر فيها أهل الجنة وأهل النار، وذكر فيها صفته عز وجل وأنه شديد العقاب وأنه غفور رحيم . وتأمل قوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ، مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ حيث إنه في مقام التهديد والوعيد قدم ذكر شدة العقاب: { اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . وفي حالة تحدثه عن نفسه وبيان كمال صفاته قال: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الأَلِيمُ } فقدم ذكر المغفرة على ذكر العذاب، لأنه يتحدث عن نفسه عز وجل وعن صفاته الكاملة ورحمته التي سبقت غضبه . ثم ذكر المؤلف أحاديث في هذا المعنى تدل على أنه يجب على الإنسان أن يجمع بين الخوف والرجاء مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد والمراد لو يعلم علم حقيقة وعلم كيفية لا أن المراد لو يعلم علم نظر وخبر، فإن المؤمن يعلم ما عند الله من العذاب لأهل الكفر والضلال لكن حقيقة هذا لا تدرك الآن لا يدركها إلا من وقع في ذلك أعاذنا الله وإياكم من عذابه . ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد والمراد حقيقة ذلك، وإلا فإن الكافر يعلم أن الله غفور رحيم ويعلم معنى المغفرة ويعلم معنى الرحمة . وذكر المؤلف أحاديث في معنى ذلك مثل قوله: الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك شراك النعل يضرب به المثل في القرب لأن الإنسان لابس نعله، فالجنة أقرب إلى أحدنا من شراك نعله، لأنها ربما تحصل للإنسان بكلمة واحدة، والنار مثل ذلك ربما تحدث النار بسبب كلمة يقولها القائل، مثل الرجل الذي كان يمر على صاحب معصية فينهاه ويزجره فلما تعب قال: والله لا يغفر الله لفلان . فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألى على ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك، قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته، نعوذ بالله . فالواجب على الإنسان أن يكون طبيب نفسه في كونه يغلب الخوف أو الرجاء إن رأى نفسه تميل إلى الرجاء وإلى التهاون بالواجبات وإلى انتهاك المحرمات استنادا إلى مغفرة الله ورحمته فليعدل عن هذه الطريق وإن رأى أن عنده وسواسا، وأن الله لا يقبل منه فإنه يعدل عن هذا الطريق إلى ما يصلحه في حال الصحة وفي حال المرض

الشَّرْحُ















باب فضل البكاء من خشية الله تعالى وشوقا إليه
قال الله تعالى: { وَيَخِرُّونَ لِلأذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا } وقال تعالى: { أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ، وَتَضْحَكُونَ وَلاَ تَبْكُونَ } .
446 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ علي القرآن قلت: يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال: إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية: { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاَءِ شَهِيدًا } قال: حسبك الآن فالتفت إليه . فإذا عيناه تذرفان . متفق عليه .

447 - وعن أنس رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوههم ولهم خنين . متفق عليه . وسبق بيانه في باب الخوف .

448 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح .
450 - وعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي في الشمائل بإسناد صحيح .
451 - وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه: إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك: { لم يكن الذين كفروا } قال: وسماني ؟ قال: نعم فبكى أبي . متفق عليه وفي رواية فجعل أبي يبكي .
452 - وعنه قال: قال أبو بكر لعمر رضي الله عنهما . بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن رضي الله عنها نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهيا إليها بكت . فقالا لها: ما يبكيك ؟ أما تعلمين أن ما عند الله تعالى خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: إني لا أبكي أني لأعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولكني أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . رواه مسلم، وقد سبق في باب زيارة أهل الخير .


453 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فقالت عائشة رضي الله عنها إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ القرآن غلبه البكاء فقال: مروه فليصل وفي رواية عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء . متفق عليه .
454 - وعن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أتي بطعام وكان صائما فقال: قتل مصعب بن عمير رضي الله عنه وهو خير مني فلم يوجد له ما يكفن فيه إلى بردة إن غطى بها رأسه بدت رجلاه وإن غطي بها رجلاه بدا رأسه، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط - أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا - قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا . ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام . رواه البخاري . هذه الأحاديث التي ذكرها المؤلف في باب البكاء من خشية الله أو من الشوق إليه سبحانه وتعالى، ذكر فيها عدة أحاديث منها حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل من البكاء . المرجل: القدر يغلي على النار وله صوت معروف وأزيز صدر النبي صلى الله عليه وسلم كان من خشية الله بلا شك فهذا بكاء من خشية لله . وذكر حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ فقال: وسماني لك ؟ قال: نعم فبكى أبي . لكن هذا البكاء يحتمل أن يكون شوقا على الله تعالى لأن أمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقرأ هذه السورة على أبي تدل على رفعة أبي بن كعب رضي الله عنه ويحتمل أن يكون ذلك من الفرح فإن الإنسان ربما يبكي إذا فرح كما أنه يبكي إذا حزن . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - أحاديث كلها تدل على البكاء بسبب الحزن على ما مضى منها حديث أم أيمن رضي الله عنها حين زارها الصحابيان أبو بكر وعمر، أتيا إليها كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها فلما أتيا بكت فقالا لها: ما يبكيك أما علمت أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت: بلى إني لا أبكي أني لا أعلم . يعني بل أنا أعلم، ولكن أبكي لأن الوحي قد انقطع من السماء انقطع الوحي فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها . وكذلك حديث عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه حين جيء إليه بالطعام وهو صائم والصائم يشتهي الطعام عادة، ولكنه رضي الله عنه تذكر ما كان عليه الصحابة الأولون وهو رضي الله عنه من الصحابة الأولين من المهاجرين رضي الله عنهم لكنه قال احتقارا لنفسه: قتل مصعب بن عمير وهو خير مني . وكان مصعب رجلا شابا كان عند والديه بمكة وكان والداه أغنياء وكانا يلبسانه من خير لباس الشباب والفتيان، وقد دللاه دلالاً عظيما، فلما أسلم هجراه وأبعداه وهاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان من المهاجرين وكان عليه ثوب مرقع بعدما كان في مكة عند أبويه يلبس أحسن الثياب لكنه ترك ذلك كله مهاجرا إلى الله ورسوله . وأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الراية يوم أحد، فاستشهد رضي الله عنه وكان معه بردة - أي ثوب - إذا غطوا به رأسه بدت رجلاه - وذلك لقصر الثوب - وإن غطوا رجليه بدا رأسه، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يستر به رأسه وأن تستر رجلاه بالإذخر، نبات معروف . فكان عبد الرحمن بن عوف يذكر حال هذا الرجل، ثم يقول: إنهم قد مضوا وسلموا مما فتح الله به من الدنيا على من بعدهم من المغانم الكثيرة كما قال تعالى: { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا } ثم قال عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: قد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا لأن الكافر يجزى على حسناته في الدنيا، وله في الآخرة عذاب النار، والمؤمن قد يجزى في الدنيا وفي الآخرة، لكن جزاء الآخرة هو الأهم . فخشي رضي الله عنه أن تكون حسناتهم قد عجلت لهم في هذه الدنيا فبكى خوفا وفرقا ثم ترك الطعام رضي الله عنه . ففي هذا: دليل على البكاء من خشية الله ومخافة عقابه



الشَّرْحُ












باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر
قال الله تعالى: { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } . وقال تعالى: { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا، الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً } . وقال تعالى: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ } . وقال تعالى: { زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } . وقال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللهِ الْغَرُورُ } . وقال تعالى: { أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ، حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ، كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ، ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ، كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ } . وقال تعالى: { وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآَخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } . قال المؤلف - رحمه الله تعالى -: باب فضل الزهد في الدنيا والحث على التقلل منها وفضل الفقر . الدنيا: هي حياتنا التي نعيش فيها، وسميت دنيا لسببين: السبب الأول: أنها أدنى الآخرة، لأنها قبلها كما قال تعالى: وَلَلآَخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى . والثاني: أنها ليست بشيء بالنسبة للآخرة، كما روى الإمام أحمد - رحمه الله - من حديث المستورد بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لموضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها موضع السوط، موضع العصى القصيرة الصغيرة في الجنة خير من الدنيا وما فيها من أولها إلى آخرها، فهذه هي الدنيا . وذكر المؤلف - رحمه الله - آيات عديدة كلها تفيد أنه لا ينبغي للعاقل أن يركن إلى الدنيا أو يغتر بها، أو يلهو بها عن الآخرة، أو تكون مانعا من ذكر الله عز وجل، منها قوله تعالى { إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ } يعني المطر { فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ } يعني أنبتت الأرض منه نباتا بأنواع الأعشاب من كل زوج بهيج { حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ } أي كملت { وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأمْسِ } كأن لم تكن . وهذه هي الحياة الدنيا، واعتبر ذلك أنت في واقعك فكم من أناس عشت معهم عاشوا في هذه الدنيا عيشة راضية وفي رفاهية وأنس وأولاد وزوجات وقصور وسيارات ثم انتقلوا عنها كأن لم يكونوا بالأمس، انتقلوا هم عنها أو يأتي دنياهم شيء يتلفها، فكم من إنسان غني عنده أموال عظيمة أصبح فقيرا يسأل الناس . فهذه هي الدنيا وإنما ضرب الله هذا المثل لئلا نغتر بها فقال: { كذلك } يعني مثل هذا التفصيل والتبيين { نفصل الآيات لقوم يتفكرون } لمن عندهم تفكير في الأمور ونظر في العواقب . ثم قال: { والله يدعو إلى دار السلام } أي فرق بين هذه وهذه، دار السلام: هي الجنة وسميت كذلك لأنها سالمة من كل كدر، ومن كل تنغيص، ومن كل أذى فإلى أيهما تركن أيها الغافل ؟ لا شك أن العاقل يركن إلى دار السلام، ولا تهمه دار الفناء والنكد والتنغيص، فهو سبحانه وتعالى يدعو كل الخلق إلى دار السلام { ويهدي من يشاء على صراط مستقيم } . والهداية مقيدة فإنه لم يقل كل أحد، ولكن قال: { وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } فالحقيق والجدير بهداية الله هو من أناب إلى الله عز وجل، كما قال تعالى { وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ } وقال تعالى: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللهُ قُلُوبَهُمْ } كل من كان عنده نية طيبة وخالصة لابتغاء وجه الله والدار الآخرة فهذا هو الذي يهديه الله عز وجل، وهو داخل في قوله: { وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } ثم ذكر المؤلف آيات أخرى مثل قوله: { وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّياحُ } معناه: أن الحياة الدنيا كماء نزل على أرض فأنبتت، فأصبح هشيما تذوره الرياح، يبس وصارت الرياح تطير به، هكذا أيضا الدنيا، وقال تعالى: { اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ } هذه خمسة أشياء كلها ليس بشيء لعب، ولهو وزينة، وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد مثالها: { كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ } أعجب الكفار، لأن الكفار هم الذين يتعلقون بالدنيا وتسبى عقولهم، فهذا نبات نبت من الغيث فصار الكفار يتعجبون من حسنه ونضارته: { أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا } يزول وينتهي { وَفِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ } فأيهما تريد ؟ هناك { عذاب شديد } لمن آثر الحياة الدنيا على الآخرة وهناك { وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللهِ وَرِضْوَانٌ } لمن آثر الآخرة على الدنيا، والعاقل إذا قرأ القرآن وتبصر عرف قيمة الدنيا، وأنها ليست بشيء، وأنها مزرعة للآخرة، فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك ؟ أنت كنت زرعت خيرا فأبشر بالحصاد الذي يرضيك وإن كان الأمر بالعكس فقد خسرت الدنيا والآخرة، نسأل الله لنا ولكم السلامة والعافية . وأما الأحاديث فأكثر من أن تحصر فننبه بطرف منها على ما سواه







الشَّرْحُ









457 - عن عمرو بن عوف الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه إلى البحرين يأتي بجزيتها فقدم بمال من البحرين فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين فقالوا أجل يا رسول الله، فقال: أبشروا وأملوا ما يسركم فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم متفق عليه .
458 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله فقال: إن مما أخاف عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من زهرة الدنيا وزينتها متفق عليه .
459 - عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء رواه مسلم . هذه الأحاديث ذكرها المؤلف - رحمه الله - في باب الزهد في الدنيا والترغيب فيه، وقد ذكر قبل ذلك آيات متعددة كلها تدل على أن هذه الدنيا ليست بشيء بالنسبة للآخرة وأنها ممر ومزرعة للآخرة، فإن قال قائل يقال: ورع، ويقال: زهد فأيهما أعلى ؟ وما الفرق بينهما ؟ فالجواب أن الزهد أعلى من الورع، والفرق بينهما أن الورع ترك ما يضر، والزهد ترك ما لا ينفع فالأشياء ثلاثة أقسام منها ما يضر في الآخرة، ومنها ما ينفع، ومنها ما لا يضر ولا نفع . فالورع: أن يدع الإنسان ما يضره في الآخرة يعني أن يترك الحرام . والزهد: أن يدع ما لا ينفعه في الآخرة فالذي لا ينفعه لا يأخذ به، والذي ينفعه يأخذ به والذي يضره لا يأخذ به من باب أولى، فكان الزهد أعلى حالا من الورع، فكل زاهد ورع، وليس كل ورع زاهدا . ولكن حذر النبي عليه الصلاة والسلام من أن تفتح علينا الدنيا كما فتحت على من كان قبلنا فنهلك كما هلكوا . لما قدم أبو عبيدة بمال من البحرين، وسمع الأنصار بذلك جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فوافوه في صلاة الفجر فلما انصرف من الصلاة تعرضوا له، فتبسم عليه الصلاة والسلام، يعني ضحك بدون صوت تبسم لأنهم جاءوا متشوقين للمال . فقال لهم: أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء من البحرين ؟ قالوا: أجل يا رسول الله، يعني سمعنا بذلك وجئنا لننال نصيبنا . فقال عليه الصلاة والسلام: أبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم فالفقر لا يخشاه علينا النبي صلى الله عليه وسلم . والفقر قد يكون خيراً للإنسان كما جاء في الحديث القدسي الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله قال: إن من عبادي من لو أغنيته لأفسده الغنى يعني أطغاه وأضله وصده عن الآخرة والعياذ بالله ففسد وإن من عبادي من لو أفقرته لأفسده الفقر . فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ما الفقر أخشى عليكم يعني لا أخشى عليكم من الفقر لأن الفقير في الغالب اقرب إلى الحق من الغني . وانظروا إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، من الذي يكذبهم ؟ يكذبهم الملأ الأشرار الأغنياء وأكثر من يتبعهم الفقراء حتى النبي عليه الصلاة والسلام أكثر من اتبعه الفقراء . فالفقر لا يخشى منه، بل الذي يخشى منه أن تبسط الدنيا علينا، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ولكن أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم . وهذا هو الواقع وانظر إلى حالنا نحن لما كان الناس إلى الفقر أقرب، كانوا لله أتقى، وأخشع ولما كثر المال كثر الإعراض عن سبيل الله، وحصل الطغيان، وصار الإنسان الآن يتشوف لزهرة الدنيا وزينتها .. . سيارة بيت فرش لباس يباهي الناس بهذا كله ويعرض عما ينفعه في الآخرة . وصارت الجرائد والصحف وما أشبهها لا تتكلم إلا عن الرفاهية وما يتعلق بالدنيا، وأعرضوا عن الآخرة، وفسد الناس إلا من شاء الله . فالحاصل أن الدنيا إذا فتحت - نسأل الله أن يقينا وإياكم شرها - أنها تجلب الشر وتطغى الناس: كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى، أَن رَّآَهُ اسْتَغْنَى وقد قال فرعون لقومه: { يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي } افتخر بالدنيا، لذلك فالدنيا خطيرة جدا . وفي هذه الأحاديث أيضا قال النبي عليه الصلاة والسلام: إن الدنيا حلوة خضرة حلوة المذاق خضرة المنظر تجذب وتفتن فالشيء إذا كان حلواً ومنظره طيبا فإنه يفتن الإنسان فالدنيا هكذا حلوة خضرة . ولكن: إن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون يعني جعلكم خلائف فيها، يخلف بعضكم بعضا، ويرث بعضكم بعضا، فينظر كيف تعملون هل تقدمون الدنيا أو الآخرة ؟ ولهذا قال: فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ولكن إذا أغنى الله الإنسان، وصار غناه عونا له على طاعة الله ينفق ماله في الحق وفي سبيل الله، صارت الدنيا خيرا . ولهذا كان رجل الدنيا الذي ينفق ماله في سبيل الله وفي مرضاة الله عز وجل، في منزلة العالم الذي آتاه الله الحكمة والعلم وصار يعلم الناس . فهناك فرق بين الذي ينهمك في الدنيا ويعرض عن الآخرة وبين الذي يغنيه الله ويكون غناه سببا لسعادته والإنفاق في سبيل الله { ربنا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } .

الشَّرْحُ




















460 -


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة باب فضل الرجاء وأخرى من 440 – إلى 460 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  آداب عامة وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 176 – إلى 180 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 257 – إلى 260 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 164 – إلى 168 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 253 – إلى 257 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: