منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

  آداب عامة وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

 آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع ---    آداب عامة       وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 12:02 am


274 - وعن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب وذكر الناقة والذي عقرها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ انبعث أشقاها انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه ثم ذكر النساء فوعظ فيهن فقال يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد فلعله يضاجعها من آخر يومه ثم وعظهم في ضحكهم من الضرطة وقال لم يضحك أحدكم مما يفعل متفق عليه والعارم بالعين المهملة والراء هو الشرير المفسد وقوله انبعث أي قام بسرعة

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن زمعة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقته وكان عليه الصلاة والسلام خطبه على نوعين نوع راتب ونوع عارض فالخطب الراتبة كخطب يوم الجمعة وخطب العيدين والاستسقاء والكسوف وما أشبه ذلك والخطب العارضة هي التي يكون لها سبب فيقوم النبي صلى الله عليه وسلم فيخطب الناس ويعظهم ويبين لهم وأحيانا يخطب على المنبر وأحيانا يخطب قائما على الأرض وأحيانا يخطب على ناقته وأحيانا يخطب معتمدا على بعض أصحابه حسب ما تقتضيه الحال في وقتها لأن الرسول عليه الصلاة والسلام من هديه أنه لا يتكلف فلا يطلب المعدوم ولا يرد الموجود إذا لم يكن في ذلك تقصير في الشرع أو تجاوز فيه فكان صلى الله عليه وسلم يخطب وسمعه عبد الله بن زمعة ومن جملة ما خطب أنه قال يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد يعني يجلدها جلد شخص كأنه لا علاقة بينه وبينها وكأنها عنده عبد أسير عان وهذا لا يليق لأن علاقة الرجل مع أهله علاقة خاصة ينبغي أن تكون مبنية على المحبة والألفة والبعد عن الفحشاء القولية أو الفعلية أما أن يجلدها كما يجلد العبد ثم في آخر اليوم يضاجعها كيف تضاجعها في آخر اليوم وتستمتع بها محبة وتلذذا وشهوة وأنت قد جلدتها جلد العبد فهذا تناقض ولهذا عتب النبي عليه الصلاة والسلام على هذا العمل فإنه لا ينبغي أن يقع هذا الشيء من الإنسان وصدق النبي عليه الصلاة والسلام فإن هذا لا يليق بالعاقل فضلا عن المؤمن ثم تحدث أيضا عن شيء آخر وهو الضحك من الضرطة يعني إذا ضرط الإنسان وخرجت الريح من دبره ولها صوت ضحكوا فقال صلى الله عليه وسلم واعظا لهم في ذلك لم يضحك أحدكم مما يفعل ألست أنت تضرط كما يضرط هذا الرجل بلى إذا كان كذلك فلماذا تضحك فالإنسان إنما يضحك ويتعجب من شيء لا يقع منه أما ما يقع منه فإنه لا ينبغي أن يضحك منه ولهذا عاتب النبي صلى الله عليه وسلم من يضحكون من الضرطة لأن هذا شيء يخرج منهم وهو عادة عند كثير من الناس كثير من الناس في بعض الأعراف لا يبالون إذا ضرط أحدهم وإلى جنبه إخوانه ولا يحتشمون من ذلك أبدا ويرون أنها من جنس العطاس أو السعال أو ما أشبه ذلك ولكن في بعض الأعراف ينتقدون هذا لكن كونك تضحك وتخجل صاحبك فهذا مما لا ينبغي وفي هذا إشارة إلى أن الإنسان لا ينبغي له أن يعيب غيره فيما يفعله هو بنفسه إذا كنت لا تعيبه بنفسك فكيف تعيبه بإخوانك وبهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألة شائعة عند العامة فإنه من المعلوم أن لحم الإبل إذا أكل منه الإنسان وهو متوضئ انتقص وضوؤه ووجب عليه أن يتوضأ إذا أراد الصلاة سواء أكله نيئا أو مطبوخا وسواء كان هبرا أو كبدا أو مصرانا أو كرشا أو قلبا أو رئة كل ما حملت البعير فإن أكله ناقض للوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستثن شيئا وإنما قال توضئوا من لحوم الإبل وسئل أنتوضأ من لحوم الإبل فقال نعم قال من لحوم الغنم قال إن شئت لحم الغنم لا ينقض الوضوء لحم البقر لا ينقض الوضوء لحم الخيل لا ينقض الوضوء لكن لحم الإبل ينقض الوضوء إذا أكلته نيئا أو مطبوخا وجب عليك أن تتوضأ فأما شرب لبنها فإن الصحيح أنه ليس بناقض للوضوء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر العرنيين أن يخرجوا إلى إبل الصدقة ويشربوا من أبوالها وألبانها لم يأمرهم بالوضوء ولو كان واجبا لأمرهم به فإن توضأت فهو أحسن أما الوجوب فلا وكذلك المرق لا يجب الوضوء منه وإن توضأت فهو أحسن أما اللحم فلابد وكذلك الشحم فلابد من الوضوء منه يقول بعض الناس إن السبب أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان في وليمة وكان لحمها لحم إبل وأنه خرجت ريح من بعض الحاضرين ولا يدري من فقال الرسول صلى الله عليه وسلم من أكل لحم إبل فليتوضأ فقام جميعهم يتوضئون وجعلوا هذا السبب في أن الإنسان يتوضأ من لحم الإبل وهذا حديث باطل لا أصل له وإنما الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء من لحم الإبل لحكمة يعلمها الله قد نعلمها نحن وقد لا نعلمها المهم نحن علينا أن نقول سمعنا وأطعنا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من لحوم الإبل إذا أكلنا منها فسمعا وطاعة

275 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره رواه مسلم وقوله يفرك هو بفتح الياء وإسكان الفاء معناه يبغض يقال فركت المرأة زوجها وفركها زوجها بكسر الراء يفركها بفتحها أي أبغضها والله أعلم

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر الفرك يعني البغضاء والعداوة يعني لا يعادي المؤمن المؤمنة كزوجة مثلا لا يعاديها ويبغضها إذا رأي منها ما يكرهه من الأخلاق وذلك لأن الإنسان يجب عليه القيام بالعدل وأن يراعي المعامل له بما تقتضيه حاله والعدل أن يوازن بين السيئات والحسنات وينظر أيهما أكثر وأيهما أعظم وقعا فيغلب ما كان أكثر وما كان أشد تأثيرا لأن هذا هو العدل يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا يعني لا يحملكم بغضهم على عدم العدل اعدلوا ولو كنتم تبغضونه ولهذا لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر ليخرص عليهم ثمر النخل وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد عامل أهل خيبر حين فتحها على أن يكفوه المئونة ويقوموا بإصلاح النخيل والزرع ولهم النصف .
فكان يبعث عليهم من يخرص عليهم الثمرة فبعث إليهم عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم ثم قال لهم يا معشر اليهود أنتم أبغض الخلق إلي قتلتم أنبياء الله عز وجل وكذبتم على الله وليس يحملني بغضي إياكم على أن أحيف عليكم قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر فإن شئتم فلكم وإن أبيتم فلي فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض فالشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أن يكون الإنسان حاكما بالعدل وبالقسط فقال لا يفرك مؤمن مؤمنة يعني لا يبغضها لأخلاقها إن كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر إذا أساءت مثلا في ردها عليك مرة لكنها أحسنت إليك مرات أساءت ليلة لكنها أحسنت ليالي أساءت في معاملة الأولاد مرة لكن أحسنت كثيرا وهكذا فأنت إذا أساءت إليك زوجتك لا تنظر إلى الإساءة في الوقت الحاضر ولكن أنظر إلى الماضي وانظر للمستقبل واحكم بالعدل .
وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في المرأة يكون في غيرها أيضا ممن يكون بينك وبينه معاملة أو صداقة أو ما أشبه ذلك إذا أساء إليك يوما من الدهر فلا تنس إحسانه إليك مرة أخرى وقارن بين هذا وهذا وإذا غلب الإحسان على الإساءة فالحكم للإحسان وإن غلبت الإساءة على الإحسان فانظر إن كان أهلا للعفو فاعف عنه ومن عفا وأصلح فأجره على الله وإن لم يكن أهلا للعفو فخذ بحقك وأنت غير ملوم إذا أخذت بحقك لكن انظر للمصلحة فالحاصل أن الإنسان ينبغي له أن يعامل من بينه وبينه صلة من زوجية أو صداقة أو معاملة في بيع أو شراء أو غيره أن يعامله بالعدل إذا كره منه خلقا أو أساء إليه في معاملة أن ينظر للجوانب الأخرى الحسنة حتى يقارن بين هذا وهذا فإن هذا هو العدل الذي أمر الله به ورسوله كما قال تعالى { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون }

276 - وعن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال ألا واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فحقكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح قوله صلى الله عليه وسلم عوان أي أسيرات جمع عانية بالعين المهملة وهي الأسيرة والعانى الأسير شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة في دخولها تحت حكم الزوج بالأسير والضرب المبرح هو الشاق الشديد وقوله صلى الله عليه وسلم فلا تبغوا عليهن سبيلا أي لا تطلبوا طريقا تحتجون به عليهن وتؤذونهن به والله أعلم

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله فيما نقله عن عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع يخطب وكان ذلك في عرفة لأن النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع قدم مكة يوم الأحد الرابع من ذي الحجة وبقي فيها إلى يوم الخميس الثامن من ذي الحجة وخرج ضحى يوم الخميس إلى منى فصلي بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر فلما طلعت الشمس صار إلى عرفة فنزل بنمرة وهي مكان معروف قبل عرفة وليست من عرفة ثم زالت الشمس وحلت صلاة الظهر فأمر أن ترحل له ناقته فرحلت له وركب حتى بطن الوادي بطن عرنة وهو شعب عظيم يحد عرفة من الناحية الغربية إلى الناحية الشمالية فنزل ثم خطب الناس صلى الله عليه وسلم خطبة عظيمة بليغة ثم قال فيها من جملة ما قال موصيا أمته بالنساء استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم العواني جمع عانية وهي الأسيرة يعني أن الزوجة عند زوجها بمنزلة الأسير عند من أسره لأنه يملكها وإذا كان يملكها فهي كالأسير عنده ثم بين أنه لا حق لنا أن نضربهن إلا إذا أتين بفاحشة مبينة والفاحشة هنا عصيان الزوج بدليل قوله فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا يعني إن أهملت الزوجة في حق زوجها عليها فإنه يعظها أولا ثم يهجرها في المضجع فلا ينام معها ثم يضربها ضربا غير مبرح إن هي استمرت على العصيان هذه مراتب تأديب المرأة إذا أتت بفاحشة مبينة وهي عصيان الزوج فيما يجب له { فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا } يعني لا تضربوهن ولا تقصروا في حقهن لأنهن قمن بالواجب ثم بين صلى الله عليه وسلم الحق الذي لهن والذي عليهن فقال لكم عليهن ألا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه يعني لا يجعلن أحدا يدخل عليهن على فراش النوم أو غيره وأنت تكره أن يجلس على فراش بيتك وكأن هذا والعلم عند الله ضرب مثل والمعنى أن لا يكرمن أحدا تكرهونه هذا من المضادة لكم أن يكرمن من تكرهونه بإجلاسه على الفرش أو تقديم الطعام له أو ما أشبه ذلك وأن لا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون يعني لا يدخلن أحدا البيت وأنت تكره أن يدخل حتى لو كانت أمها أو أباها فلا يحل لها أن تدخل أمها أو أباها أو أختها أو أخاها أو عمها أو خالها أو عمتها أو خالتها إلى بيت زوجها إذا كان يكره ذلك وإنما نبهت على هذا لأن بعض النساء والعياذ بالله شر شر حتى على ابنتها إذا رأت حياة ابنتها مستقرة وسعيدة مع زوجها أصابتها الغيرة والعياذ بالله وهي الأم ثم حاولت أن تفسد ما بين ابنتها وزوجها فللزوج أن يمنع هذه الأم من دخول بيته وله أن يقول لزوجته لا تدخل بيتي له أن يمنعها شرعا وله أن يمنع زوجته من الذهاب إليها لأنها نمامة تفسد وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة قتات أي نمام ثم قال صلى الله عليه وسلم ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف فالزوج هو الذي ينفق على زوجته حتى لو كانت غنية ولو كانت موظفة فليس له حق في وظيفتها ولا في راتبها ليس له قرش واحد كله لها وتلزمه بأن ينفق عليها إذا قال كيف أنفق عليك وأنت غنية ولك راتب كراتبي نقول يلزمك الإنفاق عليها وإن كانت كذلك فإن أبيت فللحاكم القاضي أن يفسخ النكاح غصبا من الزوج وذلك لأنه ملتزم بنفقتها الحاصل أن خطبة حجة الوداع خطبة عظيمة قرر فيها النبي صلى الله عليه وسلم شيئا كثيرا من أصول الدين ومن الحقوق حتى قال صلى الله عليه وسلم من جملة ما قال ألا وإن ربا الجاهلية موضوع تحت قدمي كانوا في الجاهلية & نسأل الله العافية إذا حل الدين على الفقير قالوا له إما أن تربي وإما أن تقضي تقضي يعني توفينا تربي يعني نزيد عليك الدين حتى يصبح أضعافا مضاعفة .
فقال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع حاكما ومشرعا إن ربا الجاهلية موضوع تحت قدمي هاتين يعني تحت رجلي ليس له قائمة ثم قال وأول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب الله أكبر قوة عظيمة في تنفيذ أحكام الله وعدل قائم أول ربا أضع ربا العباس العباس عم الرسول صلى الله عليه وسلم فلا محاباة لأحد لقرابته ولا لنسبه ولا لسلطانه لو كان النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أهل الدنيا لحابى عمه ولأبقي رباه على ما هو عليه لكن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي هو غاية الخلق في العدل يقول أول ربا أضع ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله فليس لأحد ممن عليه الربا أن يوفيه فهو ساقط كأن لم يكن ليس للعباس إلا رأس ماله فقط وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم حينما جاء الناس يشفعون في امرأة من بني مخزوم كانت تستعير المتاع وتجحده تستعير المتاع كالقدر والفرش وغيره ثم إنها بعد أن تأخذ هذا المتاع كانت تنكر أنها أخذت شيئا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها لأنها سارقة فأهم قريشا شأنها لأنها امرأة من بني مخزوم إحدى قبائل قريش الكبرى وقدموا أسامة بن زيد يشفع عند النبي صلى الله عليه وسلم وأسامة هو ابن عتيق الرسول زيد بن حارثة عبد أهدته خديجة للرسول صلى الله عليه وسلم فأعتقه ثم جاء بأسامة وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبهما أسامة وأباه زيدا فقالوا لأسامة اشفع عند الرسول صلى الله عليه وسلم فلما جاء يشفع أنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وقال أتشفع في حد من حدود الله أنكر عليه إنكار توبيخ .
ثم قام فخطب الناس وقال لهم كلاما خالدا عظيما أيها الناس إنما هلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد والضعيف أحق بالعفو إن كان هناك تفريق ومحاباة ولكن ولله الحمد ليس هناك تفريق ولا محاباة في إقامة حدود الله ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وهي أشرف من المخزومية نسبا وقدرا ودينا وهي بلا شك أفضل من المخزومية لأنها سيدة نساء أهل الجنة رضي الله عنها .
وقوله صلى الله عليه وسلم وايم الله حلف وإن لم يستحلف لتأكيد هذا الحكم وبيان أهميته لو أن فاطمة وهي أشرف من هذه المخزومية بنت محمد أشرف البشر سرقت لقطعت يدها ليقطع كل الحجج والوساطات والشفاعات وهذا يدل على كمال عدله صلى الله عليه وسلم المهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع خطبة عظيمة بين فيها كثيرا من أحكام الإسلام وآدابه وقد قام بشرح هذه الخطبة الشيخ العلامة عبد الله بن محمد بن حميد رحمة الله عليه رئيس القضاة في هذه المملكة في زمنه شرحها شرحا موجزا لكنه مفيد فمن أحب فليرجع إليه

277 - وعن معاوية بن حيدة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله: ما حق زوجة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت حديث حسن رواه أبو داود وقال معنى لا تقبح أي لا تقل قبحك الله

278 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله فيما نقل عن معاوية بن حيدة رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما حق امرأة أحدنا عليه والصحابة رضي الله عنهم كانوا إذا سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فإنما يسألونه ليعلموا لا ليعلموا فقط خلافا لما عليه كثير من الناس اليوم يسألون ليعلموا ثم لا يعمل إلا قليل منهم وذلك أن الإنسان إذا علم من شريعة الله ما علم كان حجة له أو عليه إن عمل به فهو حجة له يوم القيامة وإن لم يعمل به كان حجة عليه يؤاخذ به وما أكثر ما كان الصحابة يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن أمور دينهم ففي القرآن مسائل كثيرة يسألونك ماذا ينفقون { ويسألونك عن اليتامى } { ويسألونك عن المحيض } { يسألونك عن الأهلة } كلها أسئلة يريد بها الصحابة رضي الله عنهم أن يعملوا منها حكم الله ثم يطبقوه في أنفسهم وفي أهليهم وهنا سأله معاوية ما حق امرأة أحدنا عليه قال أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت يعني لا تخص نفسك بالكسوة دونها ولا بالطعام دونها بل هي شريكة لك يجب عليك أن تنفق عليها كما تنفق على نفسك حتى إن كثيرا من العلماء يقول إذا لم ينفق الرجل على زوجته وطالبت بالفسخ عند القاضي فللقاضي أن يفسخ النكاح لأنه قصر بحقها الواجب لها .
قال ولا تضرب الوجه ولا تقبح فلا تضربها إلا لسبب وإذا ضربتها فاجتنب الوجه وليكن ضربا غير مبرح وقد سبق لنا أن الإنسان إذا رأي من امرأته نشوزا وترفعا عليه وأنها لا تقوم بحقه وعظها أولا ثم هجرها في المضجع ثم ضربها ضربا غير مبرح فإذا حق له أن يضربها لوجود السبب فإنه لا يضرب الوجه وكذلك غير الزوجة لا يضرب على الوجه فالابن إذا أخطأ لا يضرب على الوجه لأن الوجه أشرف ما في الإنسان وهو واجهة البدن كله فإذا ضرب كان أذل للإنسان مما لو ضرب غير وجهه يعني يضرب الرجل مع كتفه مع عضده مع ظهره فلا يري بذلك أنه استذل كما لو ضربته على وجهه ولهذا نهي عن ضرب الوجه وعن تقبيح الوجه قوله لا تقبح يعني لا تقل أنت قبيحة أو قبح الله وجهك ويشمل النهي عن التقبيح النهي عن التقبيح الحسي والمعنوي فلا يقبحها مثل أن يقول أنت من قبيلة رديئة أو من عائلة سيئة أو غير ذلك كل هذا من التقبيح الذي نهي الله عنه قال ولا تهجر إلا في البيت يعني إذا وجد سبب الهجر فلا تهجرها علنا وتظهر للناس أنك هجرتها اهجرها في البيت لأنه ربما تهجرها اليوم وتتصالح معها في الغد فتكون حالكما مستورة لكن إذا ظهرت حالكما للناس بأن قمت بنشر ذلك والتحديث به كان هذا خطأ اهجرها في البيت ولا يطلع على هجرك أحد حتى إذا اصطلحت معها رجع كل شيء على ما يرام دون أن يطلع عليه أحد من الناس أما الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه فإنه حديث عظيم قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا الإيمان يتفاوت ويتفاضل كما قال الله تعالى { ويزداد الذين آمنوا إيمانا } وليس الناس في الإيمان سواء من الناس من يؤمن بالغيب وكأنه يشاهده شهود عيان يؤمن بيوم القيامة وكأنه الآن في تلك الساعات يؤمن بالجنة وكأنها ماثلة أمامه يؤمن بالنار وكأنه يراها بعينه يؤمن إيمانا حقيقيا مطمئنا لا يخالطه شك ومن الناس من يكون مزعزع الإيمان نسأل الله العافية كما قال تعالى { ومن الناس من يعبد الله على حرف } يعني على طرف { فإن أصابه خير } يعني إن لم يواجه أحدا يشككه في الدين ولم يواجه إلا صلحاء يعينونه { اطمأن به } أي ركن إليه { وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة } إن أصابته فتنة في بدنه أو ماله أو أهله انقلب على وجهه واعترض على القضاء والقدر وتسخط وهلك والعياذ بالله { خسر الدنيا والآخرة } فأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وفي هذا حث عظيم على حسن الخلق حسن الخلق مع الله وحسن الخلق مع الناس أما حسن الخلق مع الله فأن يرضي الإنسان بشريعته وينقاد إليها مسلما راضيا مطمئنا بها سواء كان أمرا يأمر به أو نهيا ينهي عنه .
وأن يرضي الإنسان بقدر الله عز وجل ويكون الذي قدر الله عليه مما يسوءه كالذي قدر الله عليه مما يسره فيقول يا رب كل شيء من عندك فأنا راض بك ربا إن أعطيتني مما يسرني شكرت وإن أصابني ما يسوءني صبرت فيرضي بالله قضاء وقدرا وأمرا وشرعا هذا حسن الخلق مع الله أما حسن الخلق مع الناس فظاهر فكف الأذى وبذل الندي والصبر عليهم وعلى أذاهم هذا من حسن الخلق مع الناس أن تعاملهم بهذه المعاملة تكف أذاك عنهم وتبذل نداك الندي يعني العطاء سواء مالا أو جاها أو غير ذلك وكذلك تصبر على البلاء منهم فإذا كنت كذلك كنت أكمل الناس إيمانا ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي فخير الناس هو خيرهم لأهله لأن الأقربين أولى بالمعروف فإذا كان فيك خير فليكن أهلك هم أول المستفيدين من هذا الخير وهذا عكس ما يفعله بعض الناس اليوم تجده سيئ الخلق مع أهله حسن الخلق مع غيرهم وهذا خطأ عظيم أهلك أحق بإحسان الخلق أحسن الخلق معهم لأنهم هم الذين معك ليلا ونهارا سرا وعلانية إن أصابك شيء أصيبوا معك وإن سررت سروا معك وإن حزنت حزنوا معك فلتكن معاملتك معهم خيرا من معاملتك مع الأجانب فخير الناس خيرهم لأهله نسأل الله أن يكمل لي وللمسلمين الإيمان وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلينا ومن لهم حق علينا

279 - وعن إياس بن عبد الله بن أبي ذباب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تضربوا إماء الله فجاء عمر رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذئرن النساء على أزواجهن فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد أطاف بآل بيت محمد نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم رواه أبو داود بإسناد صحيح قوله ذئرن هو بذال معجمة مفتوحة ثم همزة مكسورة ثم راء ساكنة ثم نون أي اجترا أن قوله أطاف أي أحاط

280 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة رواه مسلم

الشَّرْحُ

ذكر رحمه الله تعالى فيما نقله فيما يتعلق بأمر النساء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تضربوا إماء الله يريد بذلك النساء فيقال أمة الله كما يقال عبد الله ويقال إماء الله كما يقال عباد الله ومن ذلك الحديث الصحيح لا تمنعوا إماء الله مساجد الله نهاهم عن ضرب النساء فكفوا عن ذلك لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا من الطراز الأول والجيل المفضل الذين إذا دعوا إلى الله ورسوله قالوا سمعنا وأطعنا فكفوا عن ضرب النساء والنساء قاصرات عقل وناقصات دين فلما نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ضربهن اجترأن على أزواجهن كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه يا رسول الله إن النساء ذئرن على أزواجهن يعني اجترأن وتعالين على الرجال فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ما قال عمر أجاز ضربهن فأفرط الرجال في ذلك وجعلوا يضربونهن حتى وإن لم يكن ذلك من حقهم فطافت النساء بآل النبي صلى الله عليه وسلم أي ببيوته وجعلن يتجمعن حول بيوت النبي صلى الله عليه وسلم يشكون أزواجهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الناس يخبرهم بأن هؤلاء الذين يضربون أزواجهن ليسوا بخيارهم أي ليسوا بخيار الرجال وهذا كقوله خيركم خيركم لأهله فدل هذا على أن الإنسان لا يفرط ولا يفرط في ضرب أهله إن وجد سببا يقتضي الضرب فلا بأس وقد بين الله عز وجل مراتب ذلك في كتابه فقال واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن المرتبة الثالثة الضرب وإذا ضربوهن فليضربوهن ضربا غير مبرح ثم ذكر المؤلف حديث عبد الله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة فقوله صلى الله عليه وسلم الدنيا متاع يعني شيء يتمتع به كما يتمتع المسافر بزاده ثم ينتهي وخير متاعها المرأة الصالحة إذا وفق الإنسان لامرأة صالحة في دينها وعقلها فهذا خير متاع الدنيا لأنها تحفظه في سره وماله وولده وإذا كانت صالحة في العقل أيضا فإنها تدبر له التدبير الحسن في بيته وفي تربية أولادها إن نظر إليها سرته وإن غاب عنها حفظته وإن وكل إليها أمره لم تخنه فهذه المرأة هي خير متاع الدنيا ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك يعني عليك بها فإنها خير من يتزوجه الإنسان فذات الدين وإن كانت غير جميلة الصورة لكن يجملها خلقها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك .

باب حق الزوج على المرأة

قال الله تعالى { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } وأما الأحاديث فمنها حديث عمرو بن الأحوص السابق في الباب قبله

281 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح متفق عليه وفي رواية لهما: إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضي عنها

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى باب حق الزوج على المرأة لما ذكر رحمه الله حقوق الزوجة على زوجها ذكر حقوق الزوج على زوجته ثم استدل بقول الله تعالى الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله قوله تعالى { الرجال قوامون على النساء } يعني أن الرجل هو القيم الذي له الأمر على المرأة يدبرها ويوجهها ويأمرها فتطيع إلا إذا أمرها بمعصية الله فلا سمع له ولا طاعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مهما كان هذا المخلوق وفي هذا دليل على سفه أولئك الكفار من الغربيين وغير الغربيين الذين صاروا أذنابا للغرب يقدسون المرأة أكثر من تقديس الرجل لأنهم يتبعون أولئك الأراذل من الكفار الذين لم يعرفوا لصاحب الفضل فضله فتجدهم مثلاص في مخاطباتهم يقدمون المرأة على الرجل فيقول أحدهم أيها السيدات والسادة وتجد المرأة في المكان الأعلى عندهم والرجل دونها ولكن هذا ليس بغريب على قوم يقدسون كلابهم حتى إنهم يشترون الكلب بالآلاف ويخصصون له من الصابون وآلات التطهير وغير ذلك ما يضحك السفهاء فضلا عن العقلاء ومع أن الكلب نجس العين لا يطهر أبدا فالحاصل أن الرجال هم القوامون على النساء { بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } وهذا وجه آخر للقوامة على النساء وهو أن الرجل هو الذي ينفق على المرأة وهو المطالب بذلك وهو صاحب البيت وليست المرأة هي التي تنفق وهذا إشارة إلى أن أصحاب الكسب الذي يكسبون ويعملون هم الرجال أما المرأة فصناعتها بيتها تبقى في بيتها تصلح أحوال زوجها وأحوال أولادها وأحوال البيت هذه وظيفتها أما أن تشارك الرجال بالكسب وطلب الرزق ثم بالتالي تكون هي المنفقة عليه فهذا خلاف الفطرة وخلاف الشريعة فالله تعالى يقول { وبما أنفقوا من أموالهم } فصاحب الإنفاق هو الرجل قال تعالى { فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } فالصالحات قانتات أي مديمات للطاعة الصالحة تقنت ليس معناها الدعاء بالقنوت بل القنوت دوام الطاعة كما قال تعالى { وقوموا لله قانتين } أي مديمين لطاعته { قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } يعني يحفظن سر الرجل وغيبته وما يكون داخل جدرانه من الأمور الخاصة وتحفظه بما حفظ الله أي بما أمر الله تعالى بحفظه فهذه هي الصالحة فعليك بالمرأة الصالحة لأنها خير لك من امرأة جميلة ليست بصالحة ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه لعنتها الملائكة حتى تصبح ولعن الملائكة يعني أنها تدعو على هذه المرأة باللعنة واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله فإذا دعاها إلى فراشه ليستمتع بها بما أذن الله له فيه فأبت أن تجيء فإنها تلعنها الملائكة والعياذ بالله أي تدعو عليها باللعنة إلى أن تصبح واللفظ الثاني أنها إذا هجرت فراش زوجها فإن الله تعالى يغضب عليها حتى يرضي عنها الزوج وهذا أشد من الأول لأن الله سبحانه وتعالى إذا سخط فإن سخطه أعظم من لعنة الإنسان نسأل الله العافية ودليل ذلك أن الله تعالى ذكر في آية اللعان أنه إذا لاعن الرجل يقول { أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين } وهي إذا لاعنت تقول { أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين } وهذا يدل على أن الغضب أشد وأيضا قال في الحديث إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها أي الزوج وهنا قال حتى تصبح أما هنا فعلقه برضى الزوج وهذا قد يكون أقل وقد يكون أكثر يعني ربما يرضى الزوج عنها قبل طلوع الفجر وربما لا يرضى إلا بعد يوم أو يومين المهم ما دام الزوج ساخطا عليها فالله عز وجل ساخط عليها وفي هذا دليل على عظم حق الزوج على زوجته ولكن هذا في حق الزوج القائم بحق الزوجة أما إذا نشز ولم يقم بحقها فلها الحق أن تقتص منه وألا تعطيه حقه كاملا لقول الله تعالى { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } ولقوله تعالى { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } لكن إذا كان الزوج مستقيما قائما بحقها فنشزت هي وضيعت حقه فهذا جزاؤها إذا دعاها إلى فراشه فأبت أن تأتي والحاصل أن هذه الألفاظ التي وردت في هذا الحديث هي مطلقة لكنها مقيدة بكونه قائما بحقها أما إذا لم يقم بحقها فلها أن تقتص منه وأن تمنعه من حقه مثل ما منعها من حقها لقوله تعالى { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } وقوله { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } وفي هذا الحديث دليل صريح لما ذهب إليه أهل السنة والجماعة وسلف الأمة من أن الله عز وجل في السماء هو نفسه جل وعلا فوق عرشه فوق سبع سماوات وليس المراد بقوله في السماء أي ملكه في السماء بل هذا تحريف للكلم عن مواضعه وتحريف الكلم عن مواضعه من صفات اليهود والعياذ بالله الذين حرفوا التوراة عن مواضعها وعما أراد الله بها فإن ملك الله سبحانه وتعالى في السماء وفي الأرض كما قال تعالى { ولله ملك السماوات والأرض } وقال أيضا { قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه } وقال أيضا { له مقاليد السماوات والأرض } كل السماوات والأرض بيد الله عز وجل كلها ملك الله ولكن المراد هو نفسه عز وجل فوق سماواته على العرش استوى ولذلك نجد أن المسألة فطرية لا تحتاج إلى دراسة وتعب حتى يقر الإنسان أن الله في السماء بمجرد الفطرة يرفع الإنسان يديه إلى ربه إذا دعا ويتجه بقلبه إلى السماء واليد ترفع أيضا نحو السماء بلى حتى البهائم ترفع إلى السماء حدثني أحد الأساتذة في الجامعة عندنا عن شخص اتصل عليه من القاهرة إبان الزلزلة التي أصابت مصر يقول إنه قبل الزلزال بدقائق هاجت الحيوانات في مقرها الذي يسمونه حديقة الحيوانات هاجت هيجانا عظيما ثم بدأت ترفع رأسها إلى السماء سبحانه الله بهائم تعرف أن الله في السماء وأوادم من بني آدم ينكرون أن الله في السماء والعياذ بالله فالبهائم تدري وتعرف نحن نشاهد بعض الحشرات إذا طردتها أو آذيتها وقفت ثم رفعت قوائمها إلى السماء نشاهدها مشاهدة فهذا يدل على أن كون الله عز وجل في السماء أمر فطري لا يحتاج إلى دليل أو تعب أو عنت حتى الذين ينكرون أن الله في السماء نسأل الله لنا ولهم الهداية لو جاءوا يدعون أين يرفعون أيديهم إلى السماء فسبحان الله أفعالهم تكذب عقيدتهم هذه العقيدة الباطلة الفاسدة التي يخشى عليهم من الكفر بها وهذه جارية أمة مملوكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أراد سيدها أن يعتقها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ادعها فجاءت الجارية فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله قالت الله في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال لسيدها أعتقها فإنها مؤمنة وسبحان الله إن هؤلاء الذين يعتقدون أن الله ليس في السماء يقولون من قال إن الله في السماء فهو كافر والعياذ بالله نسأل الله لنا ولهم الهداية المهم أن من عقيدتنا التي ندين الله بها أن الله عز وجل فوق كل شيء وهو القاهر فوق عباده وأنه على العرش استوى وأن العرش على السماوات مثل القبة كأنه قبة أي خيمة مضروبة على السماوات والأرض والسماوات والأرض بالنسبة للعرش ليست بشيء وجاء في بعض الآثار أن السماوات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض حلقة الدرع حلقة ضيقة ما يدخل فيها مفتاح إذا ألقيت في فلاة من الأرض ماذا تشغل من مساحة هذه الفلاة لا شيء قال وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة إذا الله أكبر من كل شيء ولهذا قال الله عز وجل { وسع كرسيه السماوات والأرض } يعني أحاط بها فما بالك بالرب عز وجل فالرب عز وجل فوق كل شيء هذه عقيدتنا التي نسأل الله تعالى أن نموت عليها ونبعث عليها هذه العقيدة التي يعتقدها أهل السنة والجماعة بالاتفاق

282 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه متفق عليه وهذا لفظ البخاري

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه هذا من حقوق الزوج على زوجته أنه لا يحل لها أن تصوم إلا بإذنه ما دام حاضرا في البلد أما إذا كان غائبا فلها أن تصوم ما شاءت لكن إذا كان في البلد فلا تصوم وظاهر الحديث أنها لا تصوم فرضا ولا نفلا إلا بإذنه أما النفل فواضح أنها لا تصوم إلا بإذنه لأن حق الزوج عليها واجب والنفل تطوع لا تأثم بتركه وحق الزوج تأثم بتركه وذلك أن الزوج ربما يحتاج إلى أن يستمتع بها فإذا كانت صائمة وأراد الاستمتاع بها صار في نفسه حرج وإلا فله أن يستمتع بها ويجامعها وهي صائمة صوم تطوع إذا لم يأذن فيه من قبل ولو أفسد صومها ولا إثم عليه لكن من المعلوم أنه سيكون في نفسه حرج لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه أما صيام الفرض فإن كان قد بقي من السنة مدة أكثر مما يجب عليها فلا يحل لها أن تصوم إلا بإذن زوجها إذا كان شاهدا يعني مثلا عليها عشرة أيام من رمضان وهي الآن في رجب وقالت أريد أن أصوم القضاء نقول لا تصومي القضاء إلا بإذن الزوج لأن معك سعة من الوقت أما إذا كان بقي في شعبان عشرة أيام فلها أن تصوم وإن لم يأذن لأنه لا يحل للإنسان الذي عليه قضاء من رمضان أن يؤخره إلى رمضان الثاني وحينئذ تكون فاعلة لشيء واجب فرض في الدين وهذا لا يشترط فيه إذن الزوج ولا غيره فصوم المرأة فيه تفضيل أما التطوع فلا يجوز إلا بإذن الزوج وأما الفرض فإن كان الوقت متسعا فإنه لا يجوز إلا بإذن الزوج وإن كان لا يسع إلا مقدار ما عليها من الصوم فإنه لا يشترط إذن الزوج هذا إذا كان حاضرا أما إذا كان غائبا فلها أن تصوم وهل مثل ذلك الصلاة يحتمل أن تكون الصلاة مثل الصوم وأنها لا تتطوع في الصلاة إلا بإذنه ويحتمل أن لا تكون مثل الصوم لأن وقت الصلاة قصير بخلاف الصوم الصوم كل النهار والصلاة ليست كذلك الصلاة ركعتان إذا كانت تطوعا والفريضة معروف أنه لا يشترط إذنه والظاهر أن الصلاة ليست كالصوم فلها أن تصلي ولو كان زوجها حاضرا إلا أن يمنعها فيقول أنا نحتاج إلى استمتاع لا تصلين الضحى مثلا لا تتهجدين الليلة .
على أنه يجوز للزوج أن يحرم زوجته الخير إلا إذا كان هناك حاجة بأن غلبت عليه الشهوة ولا يتمكن من الصبر وإلا فعليه أن يكون عونا لها على طاعة الله وعلى فعل الخير لأنه يكون مأجورا بذلك كما أنها مأجورة أيضا على الخير وأما إدخال أحد بيته بغير إذنه فظاهر فلا يجوز أن تدخل أحد بيته إلا بإذنه لكن الإذن في إدخال البيت نوعان الإذن الأول إذن العرف يعني جري به العرف مثل دخول امرأة الجيران والقريبات والصاحبات والزميلات وما أشبه ذلك هذا جري العرف به وأن الزوج يأذن به فلها أن تدخل هؤلاء إلا إذا منع وقال لا تدخل عليك فلانة فهنا يجب المنع ويجب أن لا تدخل والإذن الثاني إذن لفظي بأن يقول لها أدخلي من شئتي ولا حرج عليك إلا من رأيتي منه مضرة فلا تدخليه فيتقيد الأمر بإذنه وفي هذا دليل على أن الزوج يتحكم في بيته أن يمنع حتى أم الزوجة إذا شاء أن يمنعها وحتى أختها وخالتها وعمتها لكنه لا يمنعها من هؤلاء إلا إذا كان هناك ضرر عليه وعلى بيته لأن بعض النساء والعياذ بالله لا يكون فيها خير تكون ضررا على ابنتها وزوجها تأتي إلى ابنتها وتحقنها من العداوة والبغضاء بينها وبين زوجها حتى تكره زوجها ومثل هذه الأم لا ينبغي أن تترك مع ابنتها لأنها تفسدها على زوجها فهي كالسحرة الذين يتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه

283 -

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى من 274 – إلى 283 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى من 417 – إلى 440 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 143 – إلى 152 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 395 – إلى 417 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 216 – إلى 222 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: