الفرق بين فقه الدعوة وفقه العبادة - الدكتور نعمان أبو الليل -

بسم الله الرحمن الرحيم
الفرق بين فقه الدعوة وفقه العبادة
لفضيلة الدكتور نعمان أبو الليل استاذ في علوم القرآن وتفسيره ( بيان في لبنان)

(اللهمَّ ما أمسى بنا من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر،)
أمسينا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم و ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين،
اللهمَّ صلي وسلم وبارك على الحبيب الكريم المصطفى المرتضى المجتبى صلى الله عليه وسلم سددِّ اللًّهمَّ لنا قولنا ونفعنا يا ربنا بما نقوله ونفعنا يا ربنا بما نسمعهُ وبعد ....
يقول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم Sad

( من يرد الله به خيراً يفقهُ في الدين )).
-- فهذا مجلس للفقه في الدين فحظنا من الخير بقدر جهد الدين والفقه في الدين.
-- ومصيبتنا من الشر بقدر ضعف جهد الدين والجهل بالدين، (( من يرد الله به خيراً يفقهُ في الدين((
فحظنا من الخير و الخير كله نواصيه بيد الله، فحظنا من الخير بقدر جهد الدين وفقه الدين ومصائبنا بقدر ضعف جهد الدين وبقدر الجهل بالدين.
فقه الدين ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول كيف يأتي الدين في حياتي؟ وكيف ينصبغ فكري بالدين؟ وكيف تنصبغ عواطفي بالدين؟ وكيف ينصبغ جهدي بالدين؟ فالدين صبغة للحياة ليس صبغة للكتب، لو ألف مليون كتاب إسلامي بجانبك وما في دين في حياتك! ربنا لا يحصِّل الدين من الكتب ﴿وحُصِّلَ ما في الصدور﴾
لا يحصل خشية الله من الكتب بل يحصل خشية الله من قلبك، لا يحصل التوكل من الكتب،بل يحصل التوكل من قلبك.
فالقسم الأول :
كيف يأتي الدين في حياتي ؟ هذا ما يُسَمِّيهِ العلماء فقه العبادات ( فقه الصوم، فقه الحج، فقه الزكاة ) كيف أصلي؟ كيف أصوم؟.
القسم الثاني:
كيف يأتي الدين في حياة الناس؟ إنسان يبغض الدين ليس فقط لا يحب الدين بل يبغض ويعادي الدين! كيف الذي يعادي الدين يصبح من كبار الدعاة!....
فالذين قاتلوا بسبب فقه الدين هم الذين قاتلوا معه.

ومن فقه الدين كيف يأتي الدين في حياة الآخرين؟ هذا يسمى فقه دعوة.

-- كيف يأتي الدين في حياتي؟ فقه عبادة ،
-- كيف يتقَوَّى الدين في حياتي ويأتي قي حياة الآخرين؟ فقه دعوة.

والشريعة بينت هذا الفقه وذاك الفقه،
ومن أعظم مصادر الشريعة القرآن والسنة والله جل جلاله جعل المصدر الأول وهو القرآن لبيان القسم الثاني من الفقه كيف يأتي الدين في حياة الناس؟
1.ما فصل الله لنا العبادات، من أعظم العبادات الصلاة و الزكاة ﴿ وأقيموا الصلاة ﴾ مجملة ما علمنا القرآن كيفية الصلاة لو قرأت القرآن ألف ألف مرة لا تستطيع أن تتعلم كيف تصلي الفجر والظهر والعصر والمغرب،
2. ﴿ وآتوا الزكاة ﴾ كذالك ما بين القرآن وفصل الزكاة، لا توجد تفاصيل الزكاة في القرآن الكريم، كم نصاب زكاه البقر كم نصاب الغنم أنت لا تعرف هذا من خلال القرآن فالله جل جلاله أحالَ تفاصيل العبادات إلى السنة فبينت السنة الكريمة وبين الرسول صلى الله عليه وسلم وعَلَّم، أجّمل صلاة في دقائق (( صَلوا كما رأيتموني أُصلي. ((

ولكن القرآن ماذا فصَّل؟ القرآن فيه شيء ربنا فصَّله ما تركه مجملاً!
ولهذا التفصيل مطالع كثير من السُّوَر﴿ كتابُ أُحكمت آياته ثم فصلت ﴾ هذه سورة مكية،
ما الذي فصَّله القرآن في مكة؟ فصَّل اللهُ لنا كيف نحيي الدين في حياة الناس؟ فقه الدعوة مفصَّل ، سورة يوسف تفصِّل ليس فقه العبادة بل فقه الدعوة ، سورة الأنعام، سورة الكهف، سورة يس سورة هود سورة الحجر سورة إبراهيم سورة النحل،
كل القرآن المكي نزل يفصل فقه الدعوة كيف أيها المسلم تكون سبب لنشر وإحياء الدين في الأرض ؟
ومع الأسف ما أجمله القرآن فهمناه ما في أحد لا يعرف تفاصيل الصلاة بسبب قوة الطلب كيف مسلم ما يعرف يصلي؟
فما أجملهُ القرآن فهمناه بسبب قوة الطلب وما فصَّلهُ جهلناه بسبب الإعراض.
لهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صحابي أخطأ بالعبادة يلاطفهُ ويصحح الخطأ بالملاطفة، صحابي مرة تيمَّم وتمرغ كما تتمرغ الدابة في التُّراب فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم في وجهِ
وقال له: (( يا عمَّار يكفيك أن تفعل كذا و كذا )) مع البسمة، صحابي مرة ما عرف أن يصلي فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( ارجع فصلي فإنك لم تصلي)
هذا ليس منافق بل صحابي فجاء يُسلم عل النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (( ارجع فصلي فإنك لم تصلي )) ثلاث مرات أعطاه فرصة للتصحيح
وبعد المرة الثالثة قال الرجل: يا نبي الله والذي بعثك بالحق لا أعرف إلا هذه الصلاة فعلَّمهُ النبي صلى الله عليه وسلم بكلِ لطف وما قرَّعَهُ وقال له: كم لك مسلماً؟ ولماذا مثل هذه الفريضة لا تعرفها؟.
لكن أي خطأ بالدعوة يضر العالم، الخطأ بالعبادة يضرك لكن الدعوة مع الأخطاء تصبح فتنة للعالم فالدعوة مع الأهواء تنقلب من دعوة خير إلى فتنة،
لهذا سيدنا أسامة لما قتل رجل وعلاه بالسيف وقال: لا إله إلا الله هذا خطأ دَعَوي فالنبي صلى الله عليه وسلم
قال له: ((يا أسامة أوشققت عن قلبه؟ ماذا تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة، فمازال يقولها حتى تمنى أسامة أنه لم يسلم إلا يومئذ)).
• والنبي صلى الله عليه وسلم خلاف الأولى في تصرفه الدعوي لما عبس في وجه الأعمى من أجل الغيرة على هداية زعيم من زعماء قريش

كان يتكلم مع شخصية كبيرة الوليد ابن المغيرة ولأولِ مرة يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد يعطيه أُذن ويصغي إليه فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يكلمهُ
فإذا ابن أم مكتوم يسمع صوت رسول اللهصلى الله عليه وسلم وتوجه صوب الصوت قائلاً: ((يا رسول الله علمني مما علمك الله)).
هذه الساعة ثمينة كيف أنت يا ابن أم مكتوم تأخذ هذه الساعة الدعوية الثمينة؟ لأن الوليد إذا أسلم الزعيم أسلم المئات والآلاف معه...
فتضايق رسول الله صلى الله عليه وسلم عَبسَ ليسَ احتقاراً للأعمى بل غيرةً على مصلحة الدعوة؛
ما ترك القرآن هذا الشيء وهو خلاف الأولى يمرُّ بل صَدَرَ سورة وسماها بسورة عبسَ ﴿عبس وتولى ﴾ تصحيح
﴿أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزَّكى أو يذَّكر فتنفعهُ الذِّكرى أما من استغنى﴾ بمالهِ وجاههِ﴿ فأنت له تصدى وما عليك﴾ وما يضرك لو كل الخواص وكل الزعماء بَقَوا مثل فرعون لسنا بحاجة لهم ولا تفرق بين شخص وشخص،
ما قال النبي : ((لئن يهدينَ الله بك زعيماً واحداً خيرٌ لك من حمر النَّعَمْ))
بل قال: ((لئن يهدينَ اللهُ بكَ رجلاً واحداً خيرٌ لكَ من حمر النَّعَم)).
كل إنسان بحاجة إلى الدعوة والدعوة ليست بحاجة إلى أحد، فلماذا تُقبِل على هذا وتُعرِض عن هذا... تصحيح جاء من فوق سبع سماوات.
وهكذا جهد إحياء الدين أولاهُ القرآن أهمية كبيرة لأنه مقصد الأمة، كان بعض الصحابة يشرب الخمر و يجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وصحابي زنا وجلده
وما ذكر القرآن قصة زنا الصحابي
لكن صحابة تخلفوا عن الجهد ﴿وعلى الثلاثة الذين خُليفوا﴾ نزلت آيات بحقهم.

وهكذا عمل الجهد إحياء الدين عملية القرآن أعطاها أكثر من نصف القرآن،
القرآن المكي أكثر من نصف القرآن يبين تفاصيل الأخلاق الدعوية و الصفات الدعوية ماذا يَقول الداعية وماذا يُقَالُ لهُ
ماذا قال موسى و ماذا يُقَالُ لهُ ماذا يقول إبراهيم وماذا يقال لهُ، فأرضى كلمة ، ربنا يكتبها في القرآن الكريم ،
فأرضى كلمة،، ليست كلمة عابد جالس يعبد الله،
فأرضى كلمة ، كلمة الداعية
وأسخط كلمة هي الكلمة التي يَرُدُ بها المدعو على الداعية ويستهزأ بهِ،
فأرضى كلمة ما يقوله موسى وأسخط كلمة ما يقال له، فحال الداعية مفصَّل وحال المدعو مفصَّل في القرآن.
ما ذكر القرآن مطلقاً قصة عابد و أولياء الله عن طريق العبادة كثيرون ،
إذا نحن نخرج أربعين يوم من أجل جهد الدعوة فالعباد كانوا يخرجون سبعين سنة من أجل جهد العبادة،
سبعين سنة وهو يركع ويسجد ما ذكر الله قصته،
وساعة دعوية القرآن يسجلها ﴿ وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى ﴾
وسبعين سنة عبادة ما سجلها .
وساعة دعوية القرآن يسجلها ويمجدها، ﴿ وجاء من أقصى المدينة رجلٌ يسعى ﴾ مجَّدَه الله ووضعه في قمة العبودية من خلال جهد ساعة.
• أمنَ بسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام بني إسرائيل سبعون ألف إسرائيلي، أمنوا به إيمان عبَّاد رباهم سيدنا موسى على العبادة ﴿ واجعلوا بيوتكم قبلةً وأقيموا الصلاة﴾
ما ذكر الله قصة إيمان واحدٍ منهم ، ورجل مؤمن ناصر وآزر سيدنا موسى في جهد الدعوة ودعا قومه مؤيداً لدعوة سيدنا موسى
ليس من بني إسرائيل من آل فرعون أي من العائلة النجسة، ليس من عائلة سيدنا موسى و مع انه من آل فرعون ما شرفه النسب
ولكن شرفه التقوى و الجهد،
فالناس بجهدهم وبأخلاقهم لا بأحسابهم ولا بأنسابهم. هذا ليس من بيت النبوّة ولا من آل محمد ولا من آل موسى من آل فرعون
ذكر الله قصّة إيمانه ﴿ قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ﴾ أكثر من صفحة ونصف في القرآن ربنا يبيّن ماذا يقول هذا الداعية
﴿ يا قومِ اتبعونِ أهدكم سبيل الرّشاد ﴾ ﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُم مِّثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ(30) مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ﴾(غافر:31 )يا قوم يا قومي سجل الله ماذا يقول وفصل لنا بالتفصيل.
لهذا كمَّل الله سبحانه وتعالى عبودية الصحابة وجعلهم يقفون على قمة العبودية من أول يوم وكمَّل التشريع
وكمَّمل الدين بعد ثلاثة وعشرين سنة وقال لهم"
﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ﴾المائدة :3
ما حرم الخمر من أول يوم وما فرض الصيام من أول شهر وما فرض الحج من أول سنة فكَّمِلتَ الشرائع وكَّمِلِ الدين بعد ثلاثة وعشرين سنة.
لكن مجَّد أول عبودية من أول يوم﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً ﴾ (الفرقان:63
وقفوا على قمة العبودية وحققوا قمة العبودية وأصبحوا خير أمة بجهدهم وعبادتهم قبل أن يكمل التشريع.
أثنى الله سبحانه وتعالى على عبوديتهم منذ الأيام الأولى ﴿وعباد الرحمن ﴾ وحتى الآن عباد الرحمن يشربون الخمر لأنه ما كانت حرام، ﴿وعباد الرحمن ﴾
حتى الآن عباد الرحمن ما حملوا السيف ﴿وعباد الرحمن ﴾ حتى لآن عباد الرحمن ما صاموا رمضان لأنه ما شُّرِعَ رمضان بعد.
ما خلقت الجن والإنس فالمقصود من الخلق العبادة والدعوة جزء ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ الذَّاريات :56
وأعظم جهد يعبِّد الإنسان من رأسه إلى أساسه الدعوة فلما تخرج تتكلم فتعبد لسانك ثم تسمع فتعبد سمعك وتتفكر فتعبد فكرك وتمشي فتعبد مشيك،
تجلس في المشورة فتعبد عواطفك بتعبد فرحك بتعبد غمك بتعبد منامك بتعبد ليلك و بتعبد نهارك وإذا جلسنا هذا يتكلم فيعبّد لسانه والآخر يسمع فيعبّد أذنه،
فعندما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف ربنا مجَّد عبوديته وبين شرف هذه العبودية ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾(الإسراء :1
كما أثنى على كمال عبودية الأنبياء عن طريق صفاتهم الدعوية كذالك أثنى على عبودية هذه الأمة عن طريق صفاتهم الدعوية ﴿ ويدرؤون بالحسنة السيئة ﴾
هذا مدح الصفات الدعوية، ما الذي يدرأ الحسنة السيئة؟ الصيام ؟ هل من أركان الصيام درأ الحسنة بالسيئة؟ واحد صام ونام صيامه صح،
لكن مشغوليتك بالدعوة ﴿وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾القصص:54
آيات مكية ﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ القصص:55
لكمال عبوديتهم ما عندهم وقت للكلام في غير المقصد ﴿لنا أعمالنا﴾ مشغولين بالأعمال الدعوية
-- وما كان عندهم رمضان ولا صيام ولا كان في حج وكان في الكعبة ثلاثمائة وستين صنم ...نحن مشغولين
-- أنا قلت لا إله إلا الله لكن أبي ما قالها عشيرتي ما قالتها العالم يموتون على الكفر ما عندنا استعداد أخوض باللغو ﴿لنا أعمالنا﴾.
الآن الطبيب الذي عنده ست أو سبع مرضى في العيادة لا يعطيك وقت تسمعه قصة أبو زيد الهلالي، يقول ما عندي وقت مشغول بالمرضى،
كذالك معلم المدرسة مشغول والمهندس مشغول... أما المسلم لما ما عرف الدعوة يجلس من صلاة الفجر إلى الظهر يلعب ويضحك حتى يؤذن الظهر
﴿وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا ﴾ بسبب الجهد الدعوي،
في بعض الأحيان الإنسان وهو خارج في سبيل الله لا يستطيع أن يغسل ثيابه بسبب المشغولية في الدعوة، زيارة بعد زيارة ثم جولة ومشورة تعليم وتعلُّم،
فالصحابة وقفوا على قمة العبودية وكمال العبودية من أول يوم عن طريق جهد الدعوة ولكن كمل الدين والتشريع بعد ثلاثة وعشرين سنة.
لهذا القرآن الكريم لما يأمر بالدعوة ما يقول أُدعو أكثر أوامره أعبد؛ لأن مقصود الدعوة تحقيق العبودية ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ ( الحجر:99 )
هذه الآية دعوية واعبد ليس معناها صوم حتى يأتيك الموت يعني استمر بالدعوة حتى الموت ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ ﴾،
﴿ قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ﴾ الزمر:64 ﴿بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ ﴾ الزمر:66
فنزلت ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ في السنة الأولى من البعثة نزلت الفاتحة﴿إياك نعبد﴾
ليس أَعبُد بل نَعبُد جميعاً أي أَعبُد وأُعَبِّد أركع وأُرَكِّع.
• العابد لسان حاله يقول أَعبُد لكن لسانه ومقاله يقول ﴿إياك نعبد﴾ وقلبه يقول أنا لوحدي أسبّح وأعبد، بل نعبد ﴿اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ﴾ (الفاتحة:6
مقصد المسلم هداية الخلق ليس اهدني لوحدي بل نعبد جماعي. ( أهدنا).
لهذا مدح الله عبودية الأنبياء مدحاً انفرادياً، عبودية الدعوة كانت انفرادية﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيم﴾ مريم:41
مدح الله عبوديته، ليس إبراهيم واللذين معه ﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى﴾ (مريم:51) مدح انفرادي
﴿وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ﴾ (مريم:54) كانت الدعوة نفيسة ربنا يجتبي لها فرد فقط،مثل مرتبة وزير فرد يصبح وزير
لكن معلم مدرسة مئات فكانت نفيسة يخص الله بها فرد نبي وأحيانا فرد ليس نبي ﴿وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ﴾ يس:20
فرد وليس جاءت أمّة رجل استعد بالدعوة، مشغولية فردية، وبعد بعثته صلى الله عليه وسلم ببركة خاتمة نبوته
ربنا جل جلاله أعطى هذا الجهد للأمة
كان يجتبي فردا لكنّه بعد بعثته اجتبى الأمّة، لم يقل واذكر في الكتاب محمّدا،ولم يقل وجاء رجل، وجاء أبو بكر،

الأمة كلها ذهبت﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾(آل عمران:110) مدح جماعي
﴿وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ﴾ (الرعد:22)﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ﴾ (الفرقان:63) مدح جماعي

﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾(الفاتحة:5) مدح جماعي
﴿وَالْعَصْرِ{1} إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ{2} إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ{3} ﴾ (العصر) مدح جماعي.
لهذا لا بد من البنيان المرصوص في الجهد الدعوي يعني فكري لوحدي لا يحيي الدين في العالم،لإحياء الدين في العالم نرص فكري مع فكرك.

فجئنا من الأردن إلى لبنان حتى نرص فكرنا مع فكر أهل لبنان وهكذا، الآن ملايين الناس في العالم فكر مرصوص أجمع جهدي مع جهدك،
• مثل هذا البنيان المرصوص أما حجر هنا وحجر هناك لا يكون بنيان،
أكبر حجر ينفرد تستطيع أن تدحرجه وتكسره وحصاة صغير في بنيان مرصوص لا تستطيع أن تخرجها،
فحصاة صغيرة ترص نفسها مع هذا البنيان تكن أصلب وأقوى من حجر كبير في الشارع منفرد،
بنبان مرصوص. أمة﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾(آل عمران:110) يعني مركز واحد.
من كتاب جامع الاصول الجزء الثاني ..
من منقولات الشيخ محمد حماد عضو شبكة التبليغ البارز والمعذرة من شيخنا محمد لهذا التدخل بالتنسيق
أرجو أن أكون قد أعطيت البيان حقه من التوضيح والتنسيق وأسال الله القبول منا ومنكم ومن الشيخ الفاضل.
شبكة الدعوة والتبليغ

http://www.binatiih.com

» الفرق بين المقصد والحاجة - الدكتور نعمان أبو الليل -
» لطائف في جهد الدعوة والتبليغ - الدكتور نعمان أبو الليل -
» إصطفاء أمة محمد لجهد الدعوة 3 - الدكتور نعمان أبو الليل -
» الدكتور نعمان ابو الليل 2
» الدكتور نعمان أبو الليل