خطبة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه
وعن عبد الله بن عكيم قال: خطبنا أبو بكر، رضي الله عنه، فقال: أمَّا بعد فإني أوصيكم بتقوى الله، وأن تُثنوا عليه بما هو أهله، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة، وتجمعوا الإلحاف بالمسألة. إن الله أثنى على زكريا وأهل بيته فقال: (إنهم كانوا يُسارعون في الخيرات، ويدعوننا رغبا ورهباً، وكانوا لنا خاشعين)([6]). اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم لا تفنى عجائبه، ولا يطفأ نوره، فصدقوا قوله، وانتصحوا كتابه، واستضيئوا منه ليوم القيامة، وإنما خلقكم لعبادته، ووكل بكم الكرام الكاتبين يعلمون ما تفعلون. ثم اعلموا عباد الله أنكم تَغْدون وتروحون في أجل قد غُيِّب عنكم علمه، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل الله فافعلوا، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فتردكم إلى سوء أعمالكم، فإن أقواماً جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم، فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم، الوحا الوحا، النجاء النجاء. إن وراءكم طالباً حثيثاً مَرُّه سريع".([7])
خطبة أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -
3499 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق ، ثنا موسى بن إسحاق القاضي ، أنبأ عبد الله بن أبي شيبة ، حدثنا محمد بن فضيل ، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الله بن عبيد القرشي ، عن عبد الله بن عكيم ، قال : خطبنا أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل ، قال : " أوصيكم بتقوى الله ، وأن تثنوا عليه بما هو له أهل ، وأن تخلطوا الرغبة بالرهبة ، فإن الله أثنى على زكريا وأهل بيته ، فقال : ( إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين ) ثم اعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم وأخذ على ذلك مواثيقكم ، واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي ، وهذا كتاب الله فيكم لا يطفأ نوره ، ولا تنقضي عجائبه ، فاستضيئوا بنوره ، وانتصحوا كتابه واستضيئوا منه ليوم الظلمة ، فإنه إنما خلقكم لعبادته ، ووكل بكم كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ، ثم اعلموا عباد الله أنكم تغدون وتروحون في أجل قد غيب عنكم علمه ، فإن استطعتم أن تنقضي الآجال وأنتم في عمل لله فافعلوا ، ولن تستطيعوا ذلك إلا بالله ، فسابقوا في مهل آجالكم قبل أن تنقضي آجالكم فيردكم إلى سوء أعمالكم ، فإن قوما جعلوا آجالهم لغيرهم ونسوا أنفسهم ، فأنهاكم أن تكونوا أمثالهم فالوحا الوحا ، ثم النجا النجا ، فإن وراءكم طالب حثيث ، مره سريع .
خطب أبو بكر رضي الله عنه فقال: أوصيكم بالله لفقركم وفاقتكم أن تتقوه، وأن تثنوا عليه بما هو أهله. وأن تستغفروه إنه كان غفارًا. واعلموا أنكم ما أخلصتم لله عز وجل فربكم أطعتم، وحقكم حفظتم. فأعطوا ضرائبكم في أيام سلفكم، واجعلوها نوافل بين أيديكم، تستوفوا سلفكم حين فقركم وحاجتكم. ثم تفكروا عباد الله فيمن كان قبلكم أين كانوا أمس، وأين هم اليوم؟ أين الملوك الذين كانوا أثاروا الأرض وعمروها؟ قد نسوا ونسي ذكرهم، فهم اليوم كلا شيء فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا [سورة النمل، آية (52)] وهم في ظلمات القبور هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً [سورة مريم، آية (98)] وأين من تعرفون من أصحابكم وإخوانكم، قد وردوا على ما قدموا، فحلوا الشقوة أو السعادة. إن الله ليس بينه وبين أحد من خلقه نسب يعطيه به خيرًا، ولا يصرف عنه سوءًا، إلا بطاعته واتباع أمره. وإنه لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة. أقول بقولي هذا واستغفر الله لي ولكم.... اخوكم ومحبكم في الله ثائر