abubaker
عدد المساهمات : 18649 تاريخ التسجيل : 23/12/2010 العمر : 74 الدولـة : jordan
| موضوع: طلاقة القدرة في الكون - أساس إيماني - أن إحدى معجزات الله ... أن طيرا أبابيل... أو مجموعة من العصافير تمسك في مناقيرها حجارة صغيرة هزمت جيشا من الأفيال ..أقوى جيش في العالم .. في ذلك الوقت السبت يوليو 25, 2015 6:15 pm | |
| طلاقة القدرة في الكون - أساس إيماني - أن إحدى معجزات الله ... أن طيرا أبابيل... أو مجموعة من العصافير تمسك في مناقيرها حجارة صغيرة هزمت جيشا من الأفيال ..أقوى جيش في العالم .. في ذلك الوقت
يقول الله تعالى في سورة الفيل مخاطبا محمدا صلى الله عليه وسلم .. ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) بعض المستشرقين يقول هذا قصور في التعبير ... ( أَلَمْ تَرَ) هل رأى محمد عليه السلام عام الفيل .. لقد ولد في عام الفيل .. إنه لم ير .. لو قال الله سبحانه وتعالى ألم تعلم .. لقلنا علم عن غيره .. فالعلم قد تحصل عليه أنت .. وقد تحصل عليه عن طريق من علمه من غيرك من البشر .. ولكن الله سبحانه وتعالى حين يقول ألم تر .. يقول المستشرقون في هذا . . إن التعبير قد خان محمدا عليه السلام .. فهو لم ير .. وقوله ألم تر مجافاة لحقيقة واقعة مثبتة . ولكن الذي فات هؤلاء إن هذه قضية من قضايا الإيمان .. ما يقول الله سبحانه وتعالى للإنسان المؤمن .. هو رؤية صادقة .. والقرآن هو كلام متعبد بتلاوته لا يتغير ولا يتبدل ... فعندما يقول الله ( ألم تر ) .. معناها أن الرؤية مستمرة لكل مؤمن بالله .. ذلك لأن الرؤية هنا رؤيا معجزة كبرى ... والله يريدها أن تثبت في عقولنا .. كما تثبت الرؤية تماما .. لماذا ؟ لأن قضية الإيمان الكبرى هنا هي إن الله سبحانه وتعالى في معجزة قد خلق من الضعف قوة .. وهذه لا يستطيع أن يفعلها إلا الله . أنا أستطيع أن أعين شخصا ضعيفا .. على أن يحمل حملا ثقيلا .. بأن أحمل عنه هذا الحمل .. ولكني لا أستطيع ولا أقدر أن أجعل هذا الرجل الضعيف قويا .. بحيث يقوم هو بنفسه بحمل هذا الحمل الثقيل .. ولكن الله سبحانه وتعالى وحده هو الذي يستطيع أن يخلق من هذا الضعف الذي لا حول له وقوة قويا يهزم أقوى أقوياء العالم .. وأقوى ملوك الدنيا .. وهو إنسان ضعيف لا حول له ولا قوة .. هذه هي إحدى معجزات الله ... ومن هنا فإن الذي حدث في عام الفيل .. . أن طيرا أبابيل تمسك في مناقيرها حجارة صغيرة جاءت .. وهزمت جيشا من الأفيال ..أقوى جيش في العالم .. في ذلك الوقت .. . ولو انني عقلا ومنطقا قلت لإنسان أن طيرا ... أو مجموعة من العصافير قد هزمت فيلا لسخر منى .. . ذلك أن الفيل يستطيع أن يهلك مئات الطيور دون أن يصاب بأذى ... بل أن الطير يقف على ظهر الفيل ... فلا يحس الفيل به .. فكيف يكون هذا الطير يأتي وكونه يفنى هذا الجيش العظيم .. فقد استخدم الله أضعف مخلوقاته . . ليهزم خلقا من أقوى مخلوقاته .. وهذه معجزة لا يمكن أن تتم إلا على يد الله سبحانه وتعالى . بل إن البعض العلماء قد أخذ يتشكك في هذه الناحية من كثرة ما تناولها المستشرقون . . فادعى أو قال بعضهم إن الذي فتك بجيش أبرهة هو الأمراض والجراثيم التي سلطها الله على هذا الجيش . . وأنا لا أتفق مع هذا المعنى .. فعام الفيل حدث عند مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. . ورسول الله بعث في الأربعين من عمره .. أي أنه في ذلك الوقت كان هناك من هم في سن الخامسة والخمسين . . والستين .. والخامسة والستين .. والسبعين .. ومن هم فوق ذلك .. ممن رأوا عام الفيل .. رأي العين . . ولو أنها لم تجعل هذا الجيش عصفا مأكولا .. وهو ما يحتاج إلى أسابيع بالنسبة لأي جسم حيواني .. أو بشرى . . لكان هؤلاء الناس قد ماتوا وقالوا إن ما يقوله محمد غير صحيح .. لقد شهدنا عام الفيل .. ولم نر طيرا تأتى .. . ولم نرها تفنى أعظم جيش بأحجار صغيرة تحملها في مناقيرها . . ولم نر هذا الجيش يتحول إلى عصف مأكول في لحظات .. فلأن أحدا لم يستطع أن يكذب هذه الواقعة .. . وقت نزولها ممن رأوها .. دليل على أنها حدثت كما رويت في القرآن الكريم . . وليست محتاجة إلى تفسير لأن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء .. . ومن هنا فإنه في القضايا الإيمانية يكون كلام الله سبحانه وتعالى هو الرؤية الدائمة التي تتمثل أمامنا . . والتي تتكرر باستمرار في الحياة .. فكم من قوي خذله الله وجعل نهايته على يد أضعف الضعفاء . كلام الله سبحانه وتعالى بالنسبة للؤمن .. هو يقيني بمثابة الرؤية الدائمة . . ولذلك قال لله سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَ) حاضر متجدد مستمر يحدث وسيحدث على مر السنين إلى يوم الساعة . . إنه قضية الحق ينصر الله المظلوم علي الظالم .. مهما كانت قوة الظالم , ومهما كان ضعف المظلوم .. تلك قضية إيمانية كبرى يجب أن تراها في قلبك إذا كنت مؤمنا .. وتراها رؤية اليقين ( أَلَمْ تَرَ) .. هذا هو الإيمان . . وهذه هي الحكمة في استخدام كلمة ( أَلَمْ تَرَ) .. تجعل المؤمن يحس بقوة الله وقدرة الله في كل ما يحدث . . بالنسبة للحق والباطل .. وقضايا الحق .. وقضايا الباطل .. حتى قيام الساعة .. http://www.ansabcom.com/vb/51010-post14.html طلاقة القدرة في الكون - أساس إيماني تلك حقيقة يجب أن نتنبه إليها .. فطلاقة القدرة أساس إيماني لكل شيء أخبرنا الله عنه .. وجعله غيبا عنا . . وكل شيء يكشفه الله سبحانه وتعالى لنا جيلا بعد جيل .. ذلك أن هذه الأشياء التي تزيدنا يقينا بقدرة الله . . يجب أن تزيدنا خشوعا له .. فكل يوم يضاف إلى علمنا أسرار كانت موجودة في هذا الكون . . ولم نكن نعرف عنها شيئا . . وهذه الأشياء في كثير من الأحيان تصحح مفاهيم خاطئة كانت موجودة على أساس أنها علم أرضي ولو أننا قمنا بحصر ما كشفه لنا لله سبحانه وتعالى من أسرار في الكون . . لوجدنا أن هذا الجيل يجب أن يكون أكثر عبادة وخشية لله من الأجيال التي سبقته لأنه وصل إلى أسرار في الكون جعلته يعرف قدرة الخالق وعظمته .. والله سبحانه وتعالى يقول : ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا ) ومعنى هذه الآية الكريمة .. أن الله سيكشف من أسرار كونه للبشر ما يريهم به دقة صنعه وإحكام خلقه .. ولكن البشر لن يأخذوا هذه الأشياء على هذا المعنى .. بل سيركبهم الغرور .. ويحسبون أنهم هم الذين صنعوا . . وهم الذين اكتشفوا .. ويجعلهم هذا الغرور يظنون أنهم قد وصلوا إلى العلم الذي يمكنهم من أن يتحكموا في كل شيء في الأرض .. حينئذ يأتي قضاء الله وتقوم الساعة .. ولقد استخدم الله سبحانه وتعالى كلمة ( ظن ) لحكمة بالغة . . ذلك أن الله هو الذي سخر للإنسان كل ما في الكون .. وهو الذي كشف له عن الآيات في هذا الكون . . ولكن بدلا من أن ينسب الإنسان الفضل لصاحبه .. نسبه لنفسه .. ليس حقيقة .. ولكن ( ظنا ) . . فالعلم كلما تقدم .. اعتقد الإنسان أن هذا عطاء من ذاته .. وأنه هو الذي سخر هذه الأشياء لنفسه . . وهذا الظن يجعله يعتقد أنه قد سيطر على الأرض تماما .. وأصبح قادرا عليها وعلى كل القوى فيها . . حينئذ تأتي الساعة .. وتتعطل القوانين كلها .. ويعرف الإنسان أن ما وصل إليه هو من فضل الله . . وأن الله إذا كان قد خلق لنا الأسباب وجعلها خاضعة لنا . . فيجب اأن لا نغتر بها وننسى طلاقة القدرة ولقد قال الله سبحانه وتعالى : ( سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) والقرآن كلام متعبد به .. لا يتغير ولا يتبدل حتى قيام الساعة .. ولذلك فإن كل جيل سيقرأ ( سنريهم ) . . والسين مستقبلية .. والمعنى أن كل جيل يرى ما لم يره الجيل الذي سبقه .. ليس فقط من آيات الله في الأرض . . بل في الآفاق .. وفي النفس البشرية .. ولعل التقدم العلمي في كشف الآفاق . . وفي معرفة أسرار الجسم البشري يجئ مصداقا لهذه الآية الكريمة . . ويجب أن نعرف أنه لا يقدر على العطاء المستقبلي إلا الله سبحانه وتعالى فلا يمكن مهما بلغت أنا من العلم أن أتنبأ بما سيحدث مستقبلا .. والأجيال قادمة .. ولكن الله سبحانه هو القائل .. وهو الفاعل . . ومن هنا فإنه يستطيع أن يعطينا صورة يقينية عن المستقبل والنقطة الخامسة أن الإنسان حين يتمسك بالأسباب . . فإنه يعطي نفسه قدرات ليست فيه .. ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى حين يرى عبدا من عباده يأخذ بالأسباب . . فإنه يتركه ليتفاعل مع الأسباب التي اعتقد أنها قد أعطته .. وفي هذه الحالة تسقط عنه الأسباب فيذهب العطاء . . ولو أن الإنسان كان قد ملك الأسباب حقيقة وهي التي تعطي , لما زالت عنه هذه الأسباب وذهب العطاء . . ولقد أعطاها الله سبحانه وتعالى مثلا لذلك في القرآن الكريم فقارون قال : ( إنما أوتيته على علم عندي ) . . وصاحب الجنتين في سورة الكهف قال : ( ما أظن أن تبيد هذه أبدا ) . . والذين أرادوا أن يأخذوا حق الفقراء في ثمر الحديقة .. قالوا : ( لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين ) . . وكان في هذا كله الهلاك .. فخسف بقارون وبداره الأرض .. وأحيط بثمر الجنتين .. وذهب خير الحديقة . . وأصبحت كالصريم .. كان ذلك كله سببا في زوال النعمة . . لأن المنعم عليه أخذ ظاهرية الأشياء دون حقيقتها وهي طلاقة القدرة التي أعطت . . والتي أخذت وطلاقة القدرة تعني أنه واحد أحد .. والقول بأن الله أحد . . معناه أنه يجمع من الصفات ما لا يمكن أن تجتمع لبشر أو لمخلوق .. بل للخالق وحده سبحانه وتعالى . . وهو الذي يملك وحده طلاقة القدرة .. يقول للشيء كن فيكون بلا أسباب .. وكل منا له حظ في العلم . . ولكن الله سبحانه وتعالى عليم .. أي لم يعلمه أحد .. وإنما العلم من ذاته .. ويعلم ما لا نعلم .. إذن فقولنا ( أحد ) . . هو تنزيه لله سبحانه وتعالى أن يكون هناك شبيه له .. فالشيء الواحد ممكن أن يكون له شبيه . . والشيء الواحد ممكن أن يكون من مجموع الأشياء .. فأنت تقول عن عدة أشخاص إنهم يتحدثون بلسان واحد . . أي أن كل واحد منهم .. يكرر نفس الكلام الذي يقوله زميله .. ولكن ( الأحدية ) تنفي هذا كله عن الله . . وأنت تقول للشيء المكون من عدة أجزاء شيء واحد .. فالكرسي مثلا مكون من خشب ومسامير وجلد . . ولكنه شيء واحد .. هو كرسي .. والله سبحانه وتعالى منزه عن ذلك تماما . . ذلك أن الله لا يمكن أن يكون مكونا من أجزاء متداخلة .. تبارك وتعالى وتنزه عن هذا . . وإلا فأي واحد من الثلاثة خلق الآخرين .. ومن الذي وجد أولا و إذا كان الله سبحانه وتعالى هو الذي وجد أولا . . فباقي الأجزاء هي من خلقه وليست جزءا منه .. ومن هنا فإنها تصبح من مخلوقات الله .. وليست جزءا من الذات . . والقول بأن الله سبحانه وتعالى .. مكون من أجزاء متداخلة عن الله سبحانه وتعالى . . إذن فالقول بأن الله واحد .. هو قول فيه تجاوز .. ولكن صحيح القول أنه أحد . . ليس كمثله شيء .. ولا يحتاج لأي خلق من خلقه .. بل هو الله الأحد الذي لا شبيه له . . ولا يرقى شيء مهما بلغ إلى قدرته وعظمته طلاقة القدرة في الكون - كل شيء له مولد والنقطة الثالثة إن كل شيء في الكون قد جعل الله له مولدا في طلاقة قدرته . . فطلاقة القدرة هي التي تكشف أسرارا لكل جيل أخفيت عن الجيل الذي سبقه .. فالله له عطاء جديد لكل جيل من البشر . . وإذا أردنا أن نستطرد في شرح هذه النقطة .. نقول إن بعض الناس يعجزه تفكيره عن فهم تفسير للآية الكريمة : ( وإذا مرضت فهو يشفين ) .. وبعضهم لا يذهب إلى الطبيب تطبيقا لهذه الآية . . والبعض الآخر يذهب إيمانا منه بأن الشفاء يحدث على يد الطبيب .. ولكن الذي يحدث أن لكل شفاء أجل . . فإذا جاء الأجل أو الموعد كشف الله للطبيب المرض فيتحدد الداء والدواء ليتم الشفاء .. والذي يحدث عادة . . وهذا في حياتنا كلنا .. أننا نذهب إلى طبيب صغير أو مبتدئ فيعرف الداء ويكتب الدواء . . ونحن حين يحدث هذا نتعجب .. ذلك لأن الذي حدث يخالف الأسباب في الأرض ولكن الحقيقة . . أو ما يحدث .. وما نشاهده جميعا ونعرفه هو عكس ذلك . . والحقيقة أن علم الطبيب المبتدئ لا يمكن أن يزيد على علم أستاذه . . ولا خبرته .. ولكن الذي حدث أن وقت الشفاء قد جاء .. فيسر لنا الله الطبيب الذي عرف الداء وكتب الدواء . . وإذا لم نذهب نحن إلى الطبيب فأحيانا يحدث ذلك بطريق ما نسميه الصدفة وهو أن يجمعنا مكان مع أحد الأطباء . . ويدور الحديث عن المرض ويقوم الطبيب بتشخيص الداء وكتابة الدواء وكما يقال عن المرض . . يقال عن كل كشف من أسرار الأرض . . يريد الله سبحانه وتعالى أن يمكن منه خلقه . . فكل كشف له ميلاد عند الله وفي علمه .. والذي يحدث أنه عندما يأتي وقت هذا الميلاد إما يصادف هذا الكشف عالم يبحث عنه .. فيكشفه الله سبحانه وتعالى له . . وإذا لم يصادف هذا الكشف عالم يبحث في نفس الموضوع كشفه الله سبحانه وتعالى لعالم يبحث في موضوع آخر . . ولذلك نرى كثيرا من الأبحاث العلمية التي تبدأ بالبحث عن كشف ثم تنتهي إلى كشف آخر مختلف تماما . . لم يكن يدور في ذهن العالم .. بل حدث بطريق ما نسميه الصدفة .. ولو تتبعنا الكشوف العلمية وما يحدث فيها .. لوجدنا أن اكتشافات كثيرة قد تمت دون أن يكون هناك باحث عنها بالذات . . بل بدأ البحث عن شيء وانتهى إلى شيء آخر وهكذا يكون العطاء في كثير من الأحيان بمولد وميقات من الله سبحانه وتعالى .. ولكن الله سبحانه وتعالى لا يطلعنا على ذلك .. فأحيانا نأخذ بالأسباب . . وأحيانا نرى أن هناك أشياء يحار العقل فيها فننسبها للصدفة .. أو للحظ . . أو لكل هذه المسميات النقطة الرابعة أن الإيمان بطلاقة القدرة هو أساس الإيمان وركيزته والذي لا يؤمن بطلاقة القدرة لا يمكن أن يؤمن بالغيب .. فالإنسان الكافر .. أو الذي ينكر وجود الله يأخذ بالأسباب وحدها .. فما هو ظاهر أمامه .. يصدقه .. وما هو غيب عنه يكذبه .. فإذا حدثته عن الجنة والنار .. والثواب والعقاب . . وما أعده الله سبحانه وتعالى للمؤمنين من عباده سخر منك . . ولكن الذي يؤمن بطلاقة قدرة الله هو الذي يفهم معنى أنه سيكون في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . . ولذلك فإننا لكي نؤمن بالآخرة .. ونؤمن بقدرة الله على بعث الموتى .. ونؤمن بما يعدنا الله من ثواب أو عقاب . .. يجب أن نؤمن أولا بطلاقة القدرة .. ونعرف أن الله سبحانه وتعالى لا تحده قيود ولا حدود . . ولا شيء عنده يقع تحت كلمة مستحيل .. وأنه مادام قد وعد .. ووعده الحق .. فإنه سيتحقق . . وأنه قادر على أن يخلق جنات فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. .. وقادر على أن يعطي الإنسان نعيما أبديا .. ويعطيه عذابا أبديا وقادر على أن يسجل أعمال كل البشر . . وعلى أن يواجههم بأعمالهم في الآخرة .. تلك كلها لا تخضع لقانون السببية . . ولكنها تخضع لطلاقة القدرة التي حرص الله سبحانه وتعالى على أن يبينها لنا قولا وفعلا . . ويضعها في حياتنا اليومية .. فنحن نعيش مع طلاقة القدرة كل يوم ليزداد إيماننا بالغيب الذي حجب عنا . . ونحن حين نجد طلاقة القدرة التي تصطدم مع العقول وتحيرها . . إنما يزداد إيماننا بأن الله سبحانه وتعالى فوق قدرة العقول كلها طلاقة القدرة في الكون - نجاة للمؤمنين الله سبحانه وتعالى .. يريد أن ينجي المؤمنين من هذه الحياة الشقية .. فهو وعدهم بالحياة الطيبة . . والحياة الطيبة ليس فيها الشقاء البشري الذي تفرضه المادة على الإنسان .. بل فيها رحمة الله سبحانه وتعالى . . تلك الرحمة التي جعلت طفلا كإسماعيل عليه السلام يضرب الأرض بقدمه الصغيرة فيخرج ماء زمزم . . بعد أن هرولت أمه عليها السلام بين الصفا والمروة سبعة أشواط وهي تبحث عن الماء . . تأتي رحمة الله لتجعل الماء يخرج من ضربة بقدم طفل صغير . . فيتشقق الصخر ويخرج منه الماء تلك هي المعجزة الكبرى التي يريدنا الله أن نعيش معها . . فإذا وقفت أمامنا الأسباب فأمامنا الطلاقة الكبرى .. نلجأ إليها . . ولذلك قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز : ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) . . وإذا تأملنا هذه الآية .. نجد أن الله سبحانه وتعالى استخدم لفظ ( المضطر ) المضطر ذلك الذي تخلت عنه أسباب الدنيا ووقف كل شيء حائلا بينه وبين ما يريد .. حينئذ لا تجدي الأسباب معه .. فيقول الله سبحانه وتعالى . . إذا تخلت عنك الأسباب فلا تيأس ولا تعتقد أن كل شيء قد ضاع .. بل ارفع يديك إلى السماء وقل ( يا رب ) وساعتها تتفتح أبواب السماء .. وتتدخل القدرة .. لتحقق لك ما تريد وهذا ليس غريبا عنا .. عن حياتنا العادية . . وليس كلاما يقال دون أن يكون له واقع في الحياة .. فلو استعرض كل منا شريط حياته لوجد أن فيه طلاقة القدرة . . كم منا واجه مشاكل بلا حل .. وربما ظل ساهرا ليالي طويلة .. يقلب عقله .. ويعمل فكره . . ولا يستطيع أن يصل إلى الحل .. ثم فجأة يتغير كل ما حوله ليجد الباب مفتوحا من حيث لا يدري ولا يحتسب . . ويأتي الحل ميسرا سهلا من أشياء لم نكن نتوقعها .. ولا نظن أنها ستحدث .. كل منا مر بذلك . . وكل منا رأى في حياته مرة أو مرات قدرة الله سبحانه وتعالى وهي تزيل ظلما ما كان يحسب أن يزول . . أو تحل مشكلة لم يكن يعتقد أن لها حلا .. أو تأتي بشيء لم يكن يحلم به . . كل هذا حدث لنا جميعا يريد الله سبحانه وتعالى أن يملأ النفس المؤمنة برحمته . . بحيث تواجه مصاعب الحياة وفي قلبها شعلة إيمان لا تنطفئ أبدا . . حينئذ يحس الإنسان المؤمن بأن كل الصعاب التي يواجهها لن تقضي عليه .. ولا تمس أمنه و أمانه .. لماذا ؟ . . لأنه يتذكر قول الله سبحانه وتعالى ( هو عليّ هين ) .. فالصعاب مهما بلغت فهي على الله شيء هين . . وهي أمام قدرة الله سبحانه وتعالى لا شيء .. والانتحار .. ولعل ارتفاع نسبة الجنون والانتحار في الدول المادية . . وانخفاضها في الدول التي تتمسك بالدين هما خير دليل على الحياة الطيبة التي يعطيها الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين والنقطة الثانية هي أن طلاقة القدرة تفسر لنا ما يحدث في الكون من أشياء لا تتفق مع الأسباب . . فنحن نعيش في كون تحكمه طلاقة القدرة مع الأسباب . . ولذلك فاننا نرى أحيانا أن إنسانا ضعيفا لا حول له ولا قوة . . فنجد قدرة الله سبحانه وتعالى تأتي إلى هذا القوي فتزيله من مكانه .. وتأتي بهذا الضعيف وتضعه مكانه .. ذلك يحدث أمامنا في العالم كل يوم . . ولو طبقنا الأسباب لقالت عكس ما يحدث . . ولكن الأسباب شيء . . وطلاقة القدرة شيء آخر فإذا جئنا لأمة كافرة . . كالاتحاد السوفيتي مثلا نجد الله سبحانه وتعالى يسلط عليها ما يهلكها .. أحيانا بين ويوم وليلة . . وأحيانا على فترة من الزمن .. فإذا نظرنا إلى الاتحاد السوفيتي بعد أن كان هو مخزن الحبوب في العالم . . وبعد أن كانت أوكرانيا تنتج من القمح ما يزيد على حاجة الاتحاد السوفيتي بكميات هائلة . . نجد أن البركة قد رفعت منها .. وأصبح الاتحاد السوفيتي يستورد كميات كبيرة من القمح من الخارج . . ولا يجد رغيف الخبز الذي يقتات به وانتهى الأمر به إلى الانهيار والتفكك إلى دويلات صغيرة متناحرة . . وكذلك نجد في كل الدول التي تحارب الدين .. تملؤها الكوارث . . ويذهب عنها الأمن والأمان .. ويصبح رزقها ضيقا .. وأمنها معدوما . . والشقاء يخيم على كل من يعيش فيها كل ذلك يتم بطلاقة القدرة دون الأسباب التي ربما قد تؤدي إلى عكس ذلك . . بل أنه في بعض الأحيان .. تقوم هذه الدول بمشاريع تجند لها دعايتها .. وتقول إن بها خيرا وفيرا . . وأنها ستحقق الرفاهية والعيش الرغد .. ثم تتم هذه المشاريع فإذا بها تأتي بعكس ما قيل عنها تماما . . وإذا به وبال .. في وبال .. في وبال وطلاقة قدرة الله سبحانه وتعالى تجعله هو الوحيد . . وتجعل كل ما حوله متغيرا .. وتأتي أنت لترى الدول الكبيرة التي لم تكن تغرب عنها الشمس وقد تضاءلت وربما انمحت من خريطة الكون .. وربما أصبحت عاجزة عن حماية نفسها . . مع أن الشعب هو الشعب لم يتغير .. والقدرات هي القدرات لم تتغير . . ولكن الله سبحانه وتعالى هو الذي غير كل شيء | |
|