الله تعالى أعطى الاتزان للوجود - إذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد .. فإن "مالك يوم الدين" تستحق الحمد الكبير - فالذي يفسد في الأرض تنتظره الآخرة .. فلن يفلت من العقاب

من تفسير سورة الفاتحة
فقد أعطى الله الاتزان للوجود كله -
الذي يفسد في الأرض تنتظره الآخرة .. لن يفلت مهما كانت قوته
(مالك يوم الدين "4" إياك نعبد وإياك نستعين"5")

إذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد .. فإن "مالك يوم الدين" تستحق الحمد الكبير .
. لأنه لو لم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً. دون أن يجازى على ما فعل
.. ولكان الذي التزم بالتكليف والعبادة
وحرم نفسه من متع دنيوية كثيرة إرضاء لله قد شقي في الحياة الدنيا
.. ولكن لأن الله تبارك وتعالى هو "مالك يوم الدين" .
. فقد أعطى الاتزان للوجود كله ..
هذه الملكية ليوم الدين هي التي حمت الضعيف والمظلوم وأبقت الحق في كون الله .
. أن الذي منع الدنيا أن تتحول إلي غابة .. يفتك فيها القوي بالضعيف والظالم بالمظلوم .
. أن هناك آخرة وحساباً، وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي سيحاسب خلقه..
والإنسان المستقيم استقامته تنفع غيره .. لأنه يخشى الله
ويعطي كل ذي حقه ويعفو ويسامح .
. إذن كل من حوله قد استفاد من خلقه الكريم ومن وقوفه مع الحق والعدل..
أما الإنسان العاصي فيشقى به المجتمع لأنه لا أحد يسلم من شره
ولا أحد إلا يصيبه ظلمه ..
ولذلك فإن "مالك يوم الدين " هي الميزان ..
تعرف أنت أن الذي يفسد في الأرض تنتظره الآخرة ..
لن يفلت مهما كانت قوته ونفوذه، فتطمئن اطمئنانا كاملاً إلي أن عدل الله سينال كل ظالم.
على أن "مالك يوم الدين" لها قراءتان .. "مالك يوم الدين" .. وملك يوم الدين. والقراءتان صحيحتان .. والله تبارك وتعالى وصف نفسه في القرآن الكريم بأنه: "مالك يوم الدين"
.. ومالك الشيء هو المتصرف فيه وحده ..

» والدابة: هي التي تدبّ على الأرض، والمراد كل حيٍّ ذي حركة، وقد تقول: فالنمل- مثلاً- لا نسمع له دبَّة على الأرض أيُعَدُّ من الدابة؟ نعم فله دبَّة على الأرض، لكنك لا تسمعها، فالذي خلقها يسمع دبيبها؛
» إذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد .. فإن "مالك يوم الدين" تستحق الحمد الكبير .. لأنه لو لم يوجد يوم للحساب، لنجا الذي ملأ الدنيا شروراً. دون أن يجازى على ما فعل
» إذا كانت كل نعم الله تستحق الحمد .. فإن "مالك يوم الدين" تستحق الحمد الكبير ..
» فالفلاح يحرث أرضه ويسقيها ويرعاها فتعطيه الحبة بسبعمائة حبة، وهكذا سيكون الجزاء في الآخرة:, فإذا كانت الأرض المخلوقة لله عز وجل تعطي كل هذا العطاء، فما بالك بعطاء مباشر من خالقك وخالق الأرض
» لأن إنزال المطر من السماء وإحياء الأرض به بعد موتها آية كونية واضحة لم يدَّعِها أحد، فهي ثابتة لله تعالى، لا يُنكرها أحد حتى الكافرون، فلئن سألتهم هذا السؤال {لَيَقُولُنَّ الله...} لذلك يأمرنا الحق سبحانه بأن نقول بعد هذا الإقرار {قُلِ الحمد لِلَّهِ...}