منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
تابع                          I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
تابع                          I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
تابع                          I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
تابع                          I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
تابع                          I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
تابع                          I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
تابع                          I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
تابع                          I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
تابع                          I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 تابع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

تابع                          Empty
مُساهمةموضوع: تابع    تابع                          I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 10, 2016 8:59 am




6 - وعن أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي الزهري رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة رضي الله عنهم قال: جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة الوداع من وجع اشتد بي فقلت: يا رسول الله إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى، وأنا ذو مال ولا يرثني إلا ابنة لي، أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال: لا قلت: فالشطر يا رسول الله ؟ فقال: لا قلت فالثلث يا رسول الله ؟ قال الثلث والثلث كثير أو كبير إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك قال فقلت: يا رسول الله أخلف بعد أصحابي ؟ قال إنك لن تخلف فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة يرثى له رسوله الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة متفق عليه .

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه يعوده في مرض ألم به وذلك في مكة، ولكن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه من المهاجرين الذين هاجروا من مكة إلى المدينة فتركوا بلدهم لله عز وجل، وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم، أنه يعود المرضى من أصحابه، كما أنه يزور من يزور منهم لأنه صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقاً على أنه الإمام المتبوع صلوات الله وسلامه عليه كان من أحسن الناس خلقاً وألينهم بأصحابه، وأشدهم تحبباً إليهم .
فجاءه يعوده فقال يا رسول الله: إني قد بلغ بي من الوجع ما ترى أي: أصابه الوجع العظيم الكبير وأنا ذو مال كثير أو كبير أي أن عنده مالاً كبيراً ولا يرثني إلا ابنة لي أي ليس له ورثة بالفرض إلا هذه البنت أفأتصدق بثلثي مالي أي اثنين من ثلاثة قال: لا، قلت الشطر يا رسول الله أي بالنصف قال لا قلت فالثلث .
قال الثلث، الثلث كثير .
قوله: أفأتصدق أي أعطيه صدقة فمنع النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك لأن سعداً في تلك الحال كان مريضاً مرضا يخشى منه الموت، فلذلك منعه الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتصدق بأكثر من الثلث .
لأن المريض مرض الموت المخوف لا يجوز أن يتصدق بأكثر من الثلث، لأن ماله قد تعلق به حق الغير وهم الورثة .
أما من كان صحيحاً ليس فيه مرض أو فيه مرض يسير لا يخشى منه الموت فله أن يتصدق بما شاء بالثلث أو بالنصف أو بالثلثين أو بماله كله لا حرج عليه .
لكن لا ينبغي أن يتصدق بماله كله إلا إن كان عنده شيء يعرف أنه سوف يستغني به عن عباد الله .
المهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم منعه أن يتصدق بأكثر من الثلث، وقال الثلث والثلث كثير أو كبير وفي هذا دليل على أنه إذا نقص عن الثلث فهو أحسن وأكمل ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما: لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الثلث والثلث كثير .
وقال أبو بكر رضي الله عنه: أرضى ما رضيه الله لنفسه يعني الخمس، فأوصى بالخمس رضي الله عنه .
وبهذا نعرف أن عمل الناس اليوم وكونهم يوصون بالثلث خلاف الأولى وإن كان هو جائزاً لكن الأفضل أن يكون أدنى من الثلث إما الربع أو الخمس .
قال فقهاؤنا رحمهم الله والأفضل أن يوصى بالخمس لا يزيد عليه اقتداء بأبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم قال الرسول عليه الصلاة والسلام إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس .
أي كونك تبقي المال ولا تتصدق به حتى إذا مت وورثه الورثة صاروا أغنياء به هذا خير من أن تذرهم عالة لا تترك لهم شيئاً يتكففون الناس أي يسألون الناس بأكفهم أعطونا أعطونا .
وفي هذا: دليل على أن الميت إذا خلف مالاً للورثة فإن ذلك خيراً له .
لا يظن الإنسان أنه إذا خلف المال وورث منه قهراً عليه إنه لا أجر له في ذلك لا بل له أجر، حتى إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: خير من أن تذرهم عالة إلخ لأنك إذا تركت المال للورثة انتفعوا به وهم أقارب وإن تصدقت به انتفع به الأباعد .
والصدقة على القريب أفضل من الصدقة على البعيد لأن الصدقة على القريب صدقة وصلة .
وقوله: يا رسول الله أخلف بعد أصحابي ؟ فقال: إنك لن تخلف بل قال قبل ذلك وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك تنفق نفقة: أي مالاً إما من الدراهم أو الدنانير أو الثياب أو الفرش أو طعاماً أو غير ذلك تبتغي به وجه الله إلا أجرت عليه .
الشاهد من هذا قوله: تبتغي به وجه الله أي تقصد به وجه الله عز وجل، بدخولك الجنة ورؤيته سبحانه وتعالى فيها .
لأن أهل الجنة - جعلني الله وإياكم منها - يرون الله سبحانه وتعالى وينظرون إليه عياناً بأبصارهم كما يرون الشمس صحوا ليس دونها سحاب وكما يرون القمر ليلة البدر .
يعني أنهم يرون ذلك حقاً .
فقال: إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في في امرأتك أي: حتى اللقمة التي تطعمها امرأتك تؤجر عليها إذا قصدت بها وجه الله، مع أن الإنفاق على الزوجة أمر واجب، لو لم تنفق لقالت أنفق أو طلق، ومع هذا إذا أنفقت على زوجتك تريد به وجه الله آجرك الله على ذلك .
وكذلك إذا أنفقت على أولادك إذا أنفقت على أمك على أبيك بل إذا أنفقت على نفسك تبتغي بذلك وجه الله فإن الله يثيبك على هذا .
ثم قال رضي الله عنه: أخلف بعد أصحابي ؟ يعني: أو خلف بعد أصحابي، أي هل أتأخر بعد أصحابي فأموت بمكة فبين النبي صلى الله عليه وسلم أنه لن يخلف فقال: إنك لن تخلف وبين له أنه لو خلف ثم عمل عملاً يبتغي به وجه الله لازداد به عند الله درجة ورفعة .
يعني: لو فرض أنك خلفت ولم تتمكن من الخروج من مكة وعملت عملاً تبتغي به وجه الله فإن الله سبحانه يزيدك به رفعة ودرجة، رفعة في المقام والمرتبة ودرجة في المكان .
فيرفعك الله عز وجل في جنات النعيم درجات، حتى لو عملت بمكة وأنت قد هاجرت منها .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولعلك أن تخلف أن تخلف: هنا غير أن تخلف الأولى .
لعلك أن تخلف: أي أن تعمر في الدنيا وهذا هو الذي وقع فإن سعد بن أبي وقاص عمر زماناً طويلاً .
حتى أنه رضي الله عنه كما ذكر العلماء خلف سبعة عشر ذكراً واثنتي عشرة بنتاً .
وكان في الأول ما عنده إلا بنت واحدة، ولكن بقي وعمر ورزق أولاداً .
وقوله: حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون وهذا الذي حصل، فإن سعداً رضي الله عنه خلف وصار له أثر كبير في الفتوحات الإسلامية، وفتح فتوحات عظيمة كبيرة فانتفع به أقوام وهم المسلمون وضر به آخرون وهم الكفار .
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم امض لأصحابي هجرتهم سأل الله أن يمضي لأصحابه هجرتهم وذلك بأمرين .
الأمر الأول: ثباتهم على الإيمان لأنه إذا ثبت الإنسان على الإيمان ثبت على الهجرة .
والأمر الثاني: أن لا يرجع أحد منهم إلى مكة بعد أن خرج منها مهاجراً إلى الله ورسوله .
لأنك إذا خرجت من البلد مهاجراً إلى الله ورسوله فهو كالمال الذي تتصدق به لا يمكن أن ترجع فيه .
وهكذا كل شيء تركه الإنسان لله لا يرجع فيه .
ومن ذلك: ما وفق فيه كثير من الناس من إخراج التليفزيون من بيوتهم توبة إلى الله وابتعاداً عنه وعما فيه من الشرور فهؤلاء قالوا هل يمكن أن نعيده الآن إلى البيت ؟ نقول: لا، بعد أن أخرجتموه لله لا تعيدوه لأن الإنسان إذا ترك شيئاً لله وهجر شيئاً لله فلا يعود فيه ولهذا سأل الرسول عليه الصلاة والسلام ربه أن يمضي لأصحابه هجرتهم .
وقوله: ولا تردهم على أعقابهم أي: لا تجعلهم ينتكسون عن الإيمان فيرتدون على أعقابهم لأن الكفر تأخر والإيمان تقدم وهذا عكس ما يقوله الملحدون اليوم حيث يصفون الإسلام بالمرجعية، ويقولون: إن التقدمية أن ينسلخ الإنسان من الإسلام وأن يكون علمانياً لا يفرق بين الإيمان والكفر والعياذ بالله ولا بين الفسوق والطاعة، فالإيمان هو التقدم في الحقيقة .
المتقدمون هم المؤمنون والتقدم يكون بالإيمان والردة تكون نكوصاً على العقبين كما قال النبي عليه الصلاة والسلام هنا: ولا تردهم على أعقابهم .
وفي هذا الحديث فوائد عظيمة كثيرة: منها: أن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم عيادة المرضى لأنه عاد سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، وفي عيادة المرضى فوائد للعائد وفوائد للمعود .
أما العائد فإنه يؤدي حق أخيه المسلم لأن من حق أخيك المسلم أن تعوده إذا مرض .
ومنها: أن الإنسان إذا عاد المريض فإنه لا يزال في مخرفة الجنة يعني يجني ثمار الجنة حتى يعود .
ومنها: أن في ذلك تذكيراً للعائد بنعمة الله عليه بالصحة، لأنه إذا رأى هذا المريض ورأى ما هو فيه من المرض ثم رجع إلى نفسه رأى ما فيها من الصحة والعافية عرف قدر نعمة الله عليه بهذه العافية لأن الشيء إنما يعرف بضده .
ومنها: أن فيها جلباً للمحبة والمودة فإن الإنسان إذا عاد المريض صارت هذه العيادة في قلب المريض دائما على قلبه يتذكرها، وكلما ذكرها أحب الذي يعوده وهذا يظهر كثيراً فيما إذا برأ المريض وحصلت منه ملاقاة لك تجده يتشكر منك وتجد أن قلبه ينشرح بهذا الشيء .
أما المعود: فإن له فيها فائدة أيضاً، لأنه تؤنسه وتشرح صدره ويزول عنه ما فيه من الهم والغم ومن المرض وربما يكون العائد موفقاً يذكره بالخير والتوبة والوصية إذا كان يريد أن يوصي بشيء عليه من الديون وغيرها فيكون في ذلك فائدة للمعود .
ولهذا قال العلماء: ينبغي لمن عاد المريض أن ينفس له في أجله أي يفرحه يقول: ما شاء الله أنت اليوم في خير وما أشبهه، ليس لازماً أن يقول له أنت طيب مثلاً لأنه قد يكون اليوم أشد مرضاً من أمس لكن يقول أنت اليوم في خير لأن المؤمن كل أمره خير أن أصابه ضراء فهو في خير وإن أصابه سراء فهو في خير .
والأجل محتوم إن كان هذا المرض أجله مات وإن كان بقي له شيء من الدنيا بقي .
وينبغي أيضاً أن يذكره التوبة لكن لا يقول له ذلك بصفة مباشرة لأنه ربما ينزعج ويقول في نفسه لو أن مرضي غير خطير ما ذكرني بالتوبة .
لكن يبدأ بذكر الآيات والأحاديث التي فيها الثناء على التائبين ما يتذكر به المريض وينبغي كذلك أن يذكره الوصية لا يقول له أوص فإن أجلك قريب لو قال هكذا انزعج بل مثلاً يذكره بقصص واردة عليه .
قال أهل العلم: وينبغي أيضاً إذا رأى منه تشوفاً إلى أن يقرأ عليه فليقرأ عليه، ينفث عليه بما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام .
مثل قوله: اللهم رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً ومثل قوله: ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض أنت رب الطيبين اغفر لنا حوبنا وخطايانا، أنزل رحمة من رحمتك، وشفاء من شفائك على هذا الوجع فيبرأ أو يقرأ عليه بسورة الفاتحة لأن الفاتحة رقية يقرأ بها على المرضى وعلى الذين لدغتهم العقرب أو الحية وما أشبه ذلك .
المهم أنه إذا رأى من المريض أنه يحب أن يقرأ عليه فليقرأ عليه، لئلا يلجئه إلى طلب القراءة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: رأيت مع أمتي سبعين ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب وقال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقوله: لا يسترقون أي: لا يطلبون أحداً يقرأ عليهم .
كذلك أيضاً إذا رأيت أن المريض يحب أن تطيل المقام عنده فأطل المقام، فأنت على خير وعلى أجر .
أطل المقام عنده وأدخل عليه السرور، وربما يكون في دخول السرور على قلبه سبباً لشفائه لأن سرور المريض وانشراح صدره من أكبر أسباب الشفاء، فأطل الجلوس عنده حتى تعرف أنه قد مل .
أما إذا رأيت المريض متكلف ولا يحب أنك تبقى، أو يحب أن تذهب عنه لكي يبقى مع أهله ويأنس بهم فلا تتأخر، اسأل عن حاله ثم انصرف .
ففي حديث سعد بن أبي وقاص مشروعية عيادة المريض .
ومن فوائده: حسن خلق النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً لأن الله قال: ن والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وإن لك لأجراً غير ممنون، وإنك لعلى خلق عظيم فأعظم الناس خلقاً وأحسن الناس خلقاً رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ولهذا كان يعود أصحابه ويزورهم ويسلم عليهم حتى إنه يمر بالصبيان الصغار فيسلم عليهم، صلوات الله وسلامه عليه .
ومنها: أنه ينبغي للإنسان مشاورة أهل العلم لأن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه استشار النبي صلى الله عليه وسلم حينما أراد أن يتصرف بشيء من ماله فقال: يا رسول الله إني ذو مال كثير ولا يرثني إلا ابنة لي أفأتصدق بثلثي مالي ؟ قال: لا ..
.
الحديث .
ففيه استشارة أهل العلم والرأي، وكل إنسان بحسبه فمثلاً إذا كنت تريد أن تقدم على شيء من أمور الدين فشاور أهل العلم لأنهم أعلم بأمور الدين من غيرهم، إذا أردت أن تشتري بيتاً فشاور أصحاب المكاتب العقارية، إذا أردت أن تشتري سيارة فاستشر المهندسين في ميكانيكية السيارات وهكذا .
ولهذا يقال: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار .
والإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يكمل نفسه، من ادعى الكمال لنفسه فهو الناقص بل لابد أن يراجع خصوصاً في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة فإن الإنسان قد يحمله الحماس والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا بأس به لكن التحدث عنه قد يكون غير طيب إما في الزمان أو في المكان أو في الحال .
ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفاً من الفتنة فقال لعائشة رضي الله عنها: لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين، باباً يدخل منه الناس وباباً يخرجون منه .
من أجل أن يتمكن الناس من دخول بيت الله عز وجل، لكن ترك ذلك خوف الفتنة مع كونه مصلحة .
بل أعظم من ذلك أن الله نهى أن نسب آلهة المشركين مع أن آلهة المشركين جديرة بأن تسب وتعاب وينفر منها لكن لما كان سبها يؤدي إلى سب الرب العظيم المنزه عن كل عيب ونقص، قال الله عز وجل: { ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون } فالمهم أنه ينبغي أن نعلم أن الشيء قد يكون حسناً في حد ذاته وفي موضوعه لكن لا يكون حسناً ولا يكون من الحكمة ولا من العقل ولا من النصح ولا من الأمانة أن يذكر في وقت من الأوقات أو في مكان من الأماكن أو في حال من الأحوال وإن كان هو في نفسه حقاً وصدقاً وحقيقة واقعة ومن ثم كان ينبغي للإنسان أن يستشير ذوي العلم والرأي والنصح في الأمر قبل أن يقدم عليه حتى يكون لديه برهان لأن الله قال لأشرف خلقه عليه الصلاة والسلام وأسدهم رأياًَ وأبلغهم نصحاً محمد صلى الله عليه وسلم قال: { فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله } هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم أسد الناس رأياً وأرجحهم عقلاً، وأبلغهم نصحاً .
الإنسان ربما تأخذه العاطفة فيندفع ويقول هذا لله هذا أنا سأفعله، سأصدع بالحق سأقول سوف لا تأخذني في الله لومة لائم وما أشبه ذلك من الكلام ثم تكون العاقبة وخيمة، ثم إن الغالب أن الذي يحكم العاطفة ويتبع العاطفة ولا ينظر للعواقب ولا للنتائج ولا يقارن بين الأمور الغالب أنه يحصل على يديه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عز وجل مع أن نيته طيبة وقصده حسن لكن لم يحسن أن يتصرف لأن هناك فرقاً بين حسن النية وحسن التصرف قد يكون الإنسان حسن النية لكنه سيئ التصرف وقد يكون سيئ النية والغالب أنه سيئ النية سيئ التصرف، لكن مع ذلك قد يحسن التصرف لينال غرضه السيئ .
فالإنسان يحمد على حسن نيته لكن قد لا يحمد على سوء فعله إلا أنه إذا علم منه أنه معروف بالنصح والإرشاد فإنه يعذر بسوء تصرفه ويلتمس له العذر ولا ينبغي أيضاً أن يتخذ من فعله هذا الرأي لم يكن موافقاً للحكمة بل لا يجوز أن يتخذ منه قدح في هذا المتصرف وأن يحمل ما لا يتحمله لكن يعذر ويبين له وينصح ويرشد ويقال يا أخي هذا كلامك أو فعلك حسن طيب وصواب في نفسه لكنه غير صواب في محله أو في زمانه أو في مكانه .
المهم أن في حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان أن يستشير من هو أكمل منه رأياً وأكثر منه علماً .
وفيه من الفوائد: أنه ينبغي للمستشير أن يذكر الأمر على ما هو عليه حقيقة لا يلوذ يميناً وشمالاً بل يذكر الأمر حقاً على ما هو عليه حتى يتبين للمستشار حقيقة الأمر ويبني مشورته على هذه الحقيقة ولهذا قال سعد: إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة .
فقوله: إني ذو مال بيان لسبب العطية التي يريد أن يعطيها ولا يرثني إلا ابنة بيان لانتفاء المانع، يعني لا مانع من أن أوصي كثيراً لانتفاء الوارث .
والمستشار عليه أن يتقي الله عز وجل فيما أشار فيه وأن لا تأخذه العاطفة في مراعاة المستشير لأن بعض الناس إذا استشاره الشخص ورأى أنه يميل إلى أحد الأمرين أو الرأيين ذهب يشير عليه به .
ويقول: أنا أحب أن أوافق الذي يرى أنه يناسبه وهذا خطأ عظيم بل خيانة، الواجب إذا استشارك أن تقول له ما ترى أنه حق وأنه نافع سواء أرضاه أم لم يرضه، وأنت إذا فعلت هذا كنت ناصحاً وأديت ما عليك ثم إن أخذ به، ورأي أنه صواب فذاك وإن لم يأخذ به فقد برئت ذمتك .
مع أنك ربما تستنتج شيئاً خطأ، قد تستنتج أنه يريد كذا وهو لا يريده فتكون خسراناً من وجهين: من جهة الفهم السيئ، ومن جهة القصد السيئ .
وفي قول الرسول عليه الصلاة والسلام لا دليل على أنه لا حرج أن يستعمل الإنسان كلمة لا وليس فيها شيء، فالنبي عليه الصلاة والسلام استعمل كلمة لا وأصحابه رضي الله عنهم استعملوا كلمة لا .
فجابر رضي الله عنه لما أعيا جمله، ولحقه النبي عليه الصلاة والسلام، كيف لحقه وهو هزيل هل الجمل قدام الناس ؟ لا لكن من عادة الرسول عليه الصلاة والسلام لأنه راعي أمته أن يمشي في الآخر لا يمشي قدامهم بل يمشي وراءهم لأجل أنه إذا احتاج أحد إلى شيء يساعده عليه الصلاة والسلام، انظر إلى التواضع وحسن الرعاية .
لحق جابراً وكان جمله قد أعيا لا يمشي فضربه النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له وقال: بعنيه بوقية قال جابراً لا قال لا للرسول عليه الصلاة والسلام ولم ينكر عليه الرسول عليه الصلاة والسلام .
فلا مانع من كلمة لا فإنها ليست سوء أدب وخلق، كثير من الناس الآن يأنف أن يقول لا يقول سلامتك، هذا طيب أن تدعو له بالسلامة لكن إذا قلت لا فلا عيب عليك .
ومن فوائد الحديث: أنه لا يجوز للمريض مرضاً مخوفاً أن يعطي أكثر من الثلث إلا إذا أجازه الورثة لأن الورثة تعلق حقهم بالمال لما مرض الرجل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: الثلث والثلث كثير وفيه دليل على أنه ينبغي أن يكون عطاؤه أقل من الثلث كما قال ابن عباس رضي الله عنهما: لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الثلث والثلث كثير .
ومنها: أنه لا يجوز للإنسان إذا كان مريضاً مرضاً يخشى منه الموت أن يتبرع بأكثر من الثلث من ماله، لا صدقة ولا مشاركة في بناء مساجد ولا هبة ولا غير ذلك لا يزيد على الثلث لأن النبي صلى الله عليه وسلم منع سعداً من أن يتصدق بأكثر من الثلث .
والوصية كالعطية فلا يجوز أن يوصي الإنسان بشيء من ماله بعد موته زائداً على الثلث .
والأفضل في الوصية أن تكون بالخمس لأثر أبي بكر المتقدم آنفاً .
ومنها: إذا كان مال الإنسان قليلاً وكان ورثته فقراء فالأفضل أن لا يوصي بشيء لا قليل ولا كثير لقوله عليه الصلاة والسلام: إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة خلافاً لما يظنه بعض العوام أنه لابد من الوصية هذا خطأ، الإنسان الذي ماله قليل وورثته فقراء ليس عندهم مال لا ينبغي له أن يوصي، الأفضل أن لا يوصي .
ويظن بعض العامة أنه إذا لم يوص فإنه لا أجر له وليس كذلك بل إذا ترك المال لورثته فهو مأجور في هذا، وإن كان الورثة يرثونه قهراً، لكن إذا كان مسترشداً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة فإن أجره بذلك أفضل من أن يتصدق عنه بشيء من ماله .
ومنها: خوف الصحابة المهاجرين من مكة أن يموتوا فيها، لأن سعداً رضي الله عنه قال: أخلف بعد أصحابي وهذه الجملة استفهامية والمعنى أأخلف ؟ وهذا استفهام توقعي مفروض يعني أنه لا يحب أن يتخلف فيموت في مكة وقد خرج منها مهاجراً إلى الله ورسوله .
ومنها: ظهور معجزة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له: إنك لن تخلف وسوف تخلف حتى يضر بك أقوام وينتفع بك آخرون فإن الأمر كما توقعه النبي صلى الله عليه وسلم فإن سعداً عمر إلى خلافة معاوية .
وهذه من آيات النبي صلى الله عليه وسلم أن يخبر عن أمر مستقبل فيقع كما أخبر به، ولكن هذا ليس خبراً محضاً ولكن توقع لقوله: لعلك أن تخلف فلم يجزم ولكن كان الأمر كما توقعه النبي صلى الله عليه وسلم .
ومنها: أنه ما من إنسان يعمل عملاً يبتغي به وجه الله إلا ازداد به رفعة ودرجة حتى وإن كان في مكان لا يحل له البقاء فيه، لأن العمل شيء والبقاء شيء آخر .
ولهذا كان القول الراجح من أقوال أهل العلم أن الإنسان إذا صلى في أرض مغصوبة فإن صلاته صحيحة لأن النهي ليس عن الصلاة بل النهي عن الغصب .
فالنهي منصب على شيء غير الصلاة فتكون صلاته صحيحة في هذا المكان المغصوب لكنه آثم ببقائه في هذا المكان المغصوب، نعم لو ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تصل في أرض مغصوبة، لقلنا إذا صليت في الأرض المغصوبة فصلاتك باطلة كما نقول إنك إن صليت في المقبرة فصلاتك باطلة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام هذا غير صلاة الجنازة لأنها تجوز حتى في المقبرة .
ومنها: أن الإنسان إذا أنفق نفقة يبتغي وجه الله فإنه يثاب عليها، حتى النفقات على أهله وعلى زوجته بل وعلى نفسه إذا ابتغى بها وجه الله أثابه الله عليها .
وفيه: إشارة أنه ينبغي للإنسان أن يستحضر نية التقرب إلى الله في كل ما ينفق حتى يكون له في ذلك أجر .
وقوله: اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه أن يمضي لأصحابه هجرتهم وذلك بثباتهم على الإيمان وبقائهم في الأوطان التي هاجروا إليها من مكة ولهذا قال: ولا تردهم على أعقابهم الرد على العقب يعني الكفر بعد الإسلام والعياذ بالله كما قال تعالى: { ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } وقوله: لكن البائس سعد بن خولة ..
.
يقوله النبي عليه الصلاة والسلام .
سعد بن خولة رضي الله عنه من المهاجرين الذين هاجروا من مكة ولكن الله قدر أن يموت فيها فمات فيها فرثى له النبي عليه الصلاة والسلام أي توجع له أن مات بمكة وقد كانوا يكرهون للمهاجر أن يموت في الأرض التي هاجر منها .
هذا ما تيسر من الكلام على هذا الحديث، والمؤلف رحمه الله تعالى ذكره في باب النية لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد: إنك لن تعمل عملاً تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة وقال له: إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها فأشار في هذا الحديث إلى الإخلاص في كون الإنسان يبتغي بعمله وبإنفاق ماله وجه الله حتى ينال على ذلك الأجر وزيادة الدرجات والرفعة عند الله عز وجل والله الموفق .

7 - وعن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم رواه مسلم .

الشَّرْحُ

وقوله: ولكن ينظر إلى قلوبكم وفي لفظ: قلوبكم وأعمالكم هذا الحديث يدل على ما يدل عليه قول الله تعالى: يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى العباد إلى أجسامهم هل هي كبيرة أو صغيرة أو صحيحة أو سقيمة ولا ينظر إلى الصور هل هي جميلة أو ذميمة .
كل هذا ليس بشيء عند الله، وكذلك لا ينظر إلى الأنساب هل هي رفيعة أو دنيئة، ولا ينظر إلى الأموال ولا ينظر إلى شيء من هذا أبداً .
ليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب وكان عند الله أكرم إذن لا تفخر بمالك ولا بجمالك ولا ببدنك ولا بأولادك ولا بقصورك ولا بسيارتك ولا بشيء من هذه الدنيا أبداً، إنما إذا وفقك الله للتقوى فهذا من فضل الله عليك فاحمد الله عليه .
واعلم أن الأعمال بالنيات، والقلوب هي التي عليها المدار .
كم من إنسان ظاهر عمله أنه صحيح وجيد وصالح لكن لما بني على خراب صار خراباً .
النية هي الأصل، تجد رجلين يصليان في صف واحد مقتدين بإمام واحد يكون بين صلاتيهما كما بين المشرق والمغرب، لأن القلب مختلف أحدهما قلبه غافل بل، وربما يكون مرائياً في صلاته والعياذ بالله يريد بها الدنيا، الآخر قلبه يريد بصلاته وجه الله واتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فبينهما فرق عظيم، فالعلم على ما في القلب، وعلى ما في القلب يكون الجزاء يوم القيامة كما قال سبحانه: { إنه على رجعه لقادر، يوم تبلى السرائر } أي: تختبر السرائر لا الظواهر في الدنيا الحكم بين الناس على الظاهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أقضي بنحو ما أسمع لكن في الآخرة العلم على ما في السرائر نسأل الله أن يطهر سرائرنا وإياكم .
فإذا كانت السريرة جيدة صحيحة فأبشر بالخير وإن كانت الأخرى فقدت الخير كله وقال الله عز وجل: { أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور، وحصل ما في الصدور } فالعلم على ما في القلب .
وإذا كان الله في كتابه، وكان رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته يؤكدان على إصلاح النية فالواجب على الإنسان أن يصلح نيته، يصلح قلبه، ينظر ما في قلبه من الشك فيزيله إلى اليقين كيف ذلك ؟ يكون ذلك نظره إلى الآيات قال الله عز وجل: { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } وقال { إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين، وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون } فأنت انظر لآيات الله .
إذا ألقى الشيطان في قلبك الشك فانظر في آيات الله، انظر إلى هذا الكون من يدبره، انظر كيف تتغير الأحوال كيف يداول الله الأيام بين الناس حتى تعلم أن لهذا الكون مدبراً حكيماً عز وجل .
الشرك طهر قلبك منه، كيف أطهر نفسي منه ؟ أطهر قلبي بأن أقول لنفسي إن الناس لا ينفعوني إن عصيت الله ولا ينقذوني من العقاب وإن أطعت الله لم يجلبوا إلي الثواب .
فالذي يجلب الثواب ويدفع العقاب هو الله، إذا كان الأمر كذلك فلماذا تشرك بالله عز وجل، لماذا تنوي بعبادتك أن تتقرب إلى الخلق ولهذا من تقرب إلى الخلق بما يتقرب به إلى الله ابتعد الله عنه وابتعد عنه الخلق .
يعنى لا يزيده تقربه إلى الخلق بما يقربه إلى الله إلا بعداً من الله ومن الخلق، لأن الله إذا رضي عنك أرضى الناس عنك وإذا سخط عليك أسخط عليك الناس نعوذ بالله من سخطه ومن عقابه .
المهم يا أخي عالج القلب دائماً، كن دائما في غسيل للقلب حتى يطهر كما قال الله عز وجل: { أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم } فتطهير القلب أمر مهم جداً أسأل الله أن يطهر قلبي وقلوبكم وأن يجعلنا له مخلصين ولرسوله متبعين

8 - وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة، ويقاتل حمية ويقاتل رياء، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله متفق عليه .

الشَّرْحُ

وفي لفظ للحديث: ويقاتل ليرى مكانه أي في ذلك سبيل الله ؟ قال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وقوله: من قاتل لتكون في هذا إخلاص النية لله عز وجل وهذا الذي ساق المؤلف الحديث من أجله .
فقد سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن الذي يقاتل على أحد الوجوه الثلاثة .
شجاعة، وحمية، وليرى مكانه .
أما الذي يقاتل شجاعة: فمعناه أنه رجل شجاع يحب القتال لأن الرجل الشجاع متصف بالشجاعة، والشجاعة لابد لها من ميدان تظهر فيه فتجد الشجاع يحب أن الله ييسر له قتالاً ليقاتل ويظهر شجاعة .
فهو يقاتل لأنه شجاع يحب القتال .
الثاني: يقاتل حمية حمية على قومية، حمية على قبيلة، حمية على وطن، حمية لأي عصبية كانت .
الثالث: يقاتل ليرى مكانه: أي ليراه ويعرفوا أنه شجاع فعدل النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال كلمة موجزة ميزاناً للقتال فقال: من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله وعدل النبي عليه الصلاة والسلام عن ذكر هذه الثلاثة ليكون أعم وأشمل لأن الرجل ربما يقاتل من أجل الاستيلاء على الأوطان والبلدان، يقاتل من أجل أن يحصل على امرأة يسيبها من هؤلاء القوم .
المهم أن النيات ما لها حد لكن هذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام ميزان تام عدل ومن هنا نعلم أنه يجب أن تعدل اللهجة التي يتفوه بها اليوم كثير من الناس .
اللهجة لهجتان .
لهجة قوم يقاتلون للقومية، القومية العربية والقتال للقومية العربية قتال جاهلي، من قتل فيه فليس شهيداً، فقد الدنيا وخسر الآخرة، لأن ذلك ليس في سبيل الله .
لذلك على الرغم من قوة الدعاية للقومية العربية لم نستفد منها شيئاً .
اليهود استولوا على بلادنا، نحن تفككنا، دخل في ميزان هذه القومية قوم كفار من النصارى وغير النصارى وخرج منها مسلمون من غير العرب فخسرنا ملايين العالم من أجل هذه القومية، ودخل فيها قوم لا خير فيهم، قوم إذا دخلوا في شيء كتب عليه الخذلان والخسارة .
واللهجة الثانية: قوم يقاتلون للوطن، ونحن إذا قاتلنا من أجل الوطن لم يكن هناك فرق بيننا وبين الكافر لأنه أيضا يقاتل من أجل وطنه .
والذي يقتل من أجل الدفاع عن الوطن فقط ليس بشهيد .
ولكن الواجب علينا ونحن مسلمون وفي بلد إسلامي ولله الحمد ونسأل الله أن يثبتنا على ذلك، الواجب أن يقاتل من أجل الإسلام في بلادنا .
انتبه للفرق نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا، فنحمي الإسلام الذي في بلادنا سواء كان في أقصى الشرق والغرب، فيجب أن تصحح هذه النقطة: فيقال نحن نقاتل من أجل الإسلام في وطننا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي ندافع عن الإسلام الذي فيه .
أما مجرد الوطنية فإنها نية باطلة لا تفيد الإسلام شيئاً، ولا فرق بين الإنسان الذي يقول إنه مسلم والإنسان الذي يقول إنه كافر إذا كان القتال من أجل الوطن لأنه وطن .
وما يذكر من أن حب الوطن من الإيمان وأن ذلك حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذب .
حب الوطن إن كان إسلامياً فهذا تحبه لأنه إسلامي، ولا فرق بين وطنك الذي هو مسقط رأسك أو الوطن البعيد عن بلاد المسلمين، كلها وطن إسلامي يجب أن نحميه .
على كل حال يجب أن نعلم أن النية الصحيحة هي أن نقاتل من أجل الإسلام في بلادنا أو من أجل وطننا لأنه إسلامي لا لمجرد الوطنية .
أما قتال الدفاع: أي لو أحداً صال عليك في بيتك يريد أخذ مالك أو أن ينتهك عرض أهلك مثلاً فإنك تقاتله كما أمرك بذلك النبي عليه الصلاة والسلام .
فقد سئل عن الرجل يأتيه الإنسان ويقول له: أعطني مالك ؟ قال: لا تعطه قال أرأيت إن قاتلني ؟ قال: قاتله، قال: أرأيت إن قتلني ؟ قال: إن قتلك فأنت شهيد .
قال: أرأيت إن قتلته ؟ قال: إن قتلته فهو في النار لأنه معتد ظالم حتى وإن كان مسلماً، إذا جاءك المسلم يريد أن يقاتلك من أجل أن يخرجك من بلدك أو من بيتك فقاتله إن قتلته فهو في النار وإن قتلك فأنت شهيد .
لا تقل كيف أقتل مسلماً ؟ هو المعتدي: ولو كتفنا أيدينا أمام المعتدين الظالمين الذين لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة ولا ديناً، لكان المعتدون لهم السلطة ولأفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ولذلك نقول: هذه المسألة ليست من باب قتال الطلب .
قتال الطلب معلوم إنني لا أذهب أقاتل مسلماً أطلبه، ولكن أدفع عن مالي ونفسي وأهلي ولو كان مؤمناً مع أنه لا يمكن أبداً أن يكون شخص معه إيمان يقدم على مسلم يقاتله ليستولي على أهله وماله أبداً .
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر لا إيمان لإنسان يقاتل المسلمين إطلاقاً فإذا كان الرجل فاقداً الإيمان أو ناقص الإيمان فيجب أن نقاتله دفاعاً عن النفس وجوباً لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قاتله وقال: إن قتلته فهو في النار وقال: وإن قتلك فأنت شهيد .
الحاصل أن هناك قتالين: قتالاً للطلب أذهب أنا أقاتل الناس مثلاً في بلادهم هذا لا يجوز إلا في شروط معينة .
مثلاً: قال العلماء إذا ترك أهل قرية الأذان وهو ليس من أركان الإسلام وجب على ولي الأمر أن يقاتلهم حتى يؤذنوا لأنهم تركوا شعيرة من شعائر الإسلام .
وإذا تركوا صلاة العيد، وقالوا لا نصليها لا في بيوتنا ولا في الصحراء يجب أن نقاتلهم، حتى لو فرض أن قوماً حاجونا وقالوا: هل الأذان من أركان الإسلام قلنا: لا ولكنه من شعائر الإسلام فنقاتلكم حتى تؤذنوا .
إذا اقتتلت طائفتان من المؤمنين وجب علينا أن نصلح بينهما فإن بغت إحداهما على الأذب وجب أن نقاتلها حتى تفيء إلى أمر الله مع أنها مؤمنة، ولكن هناك فرق بين قتال الدفاع وقتال الطلب، الطلب ما نطلب إلا من أباح الشارع قتاله وأما الدفاع فلابد أن يدافع .
والحاصل أنه لابد من تصحيح النية، ونرجو منكم أن تنبهوا على هذه المسألة لأننا نرى في الجرائد والصحف الوطن الوطن الوطن وليس فيها ذكر للإسلام وهذا نقص عظيم يجب أن توجه الأمة إلى النهج والمسلك الصحيح ونسأل الله لنا ولكم التوفيق لما يحب ويرضى .

9 - وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول ؟ قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه متفق عليه

الشَّرْحُ

قوله: إذا التقى المسلمان بسيفيهما أي: يريد كل واحد منهما أن يقتل الآخر فسل عليه السيف وكذلك لو أشهر عليه السلاح كالبندقية أو غيرهما مما يقتل كحجر ونحوه .
فذكر السيف هنا على سبيل التمثيل وليس على سبيل اليقين بل إذا التقى المسلمان بأي وسيلة يكون بها القتل فقتل أحدهما الآخر فالقاتل والمقتول في النار والعياذ بالله فقال أبو بكرة للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا القاتل ؟ يعني أن كونه في النار واضح لأنه قتل نفساً مؤمنة متعمداً والذي يقتل نفساً مؤمنة متعمداً بغير حق فإنه في نار جهنم .
قال الله تعالى: ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً فأبو بكرة رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هذا القاتل وهذه الجملة هي ما يعرف في باب المناظر بالتسليم يعني سلمنا أن القاتل في النار فما بال المقتول كيف يكون في النار ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه فهو حريص على قتل صاحبه ولهذا جاء بآلة القتل ليقتله ولكن تفوق عليه الآخر فقتله فيكون هذا والعياذ بالله بنيته القتل وعمله السبب الموصل للقتل يكون كأنه قاتل ولهذا قال لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه .
ففي هذا الحديث: دليل على أن الأعمال بالنيات وأن هذا لما نوى قتل صاحبه صار كأنه فاعل ذلك أي كأنه قاتل وبهذا نعرف الفرق بين هذا الحديث وبين قوله صلى الله عليه وسلم: من قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد وقوله فيمن أتى ليأخذ مالك: إن قتلته فهو في النار وإن قتلك فأنت شهيد .
وذلك لأن الإنسان الذي يدافع عن ماله وأهله ونفسه وعرضه إنما دافع رجلاً معتدياً صائلاً لا يندفع إلا بالقتل، فهنا إذا قتل الصائل كان في النار وإن قتل الدافع كان شهيداً في الجنة فهذا هو الفرق بينهما، فبهذا علم أن من قتل أخاه مريداً لقتله فإنه في النار ومن قتله أخوه وهو يريد قتل أخيه لكن عجز فالمقتول أيضاً في النار .
وفي هذا الحديث: دليل على عظم القتل وأنه من أسباب دخول النار والعياذ بالله .
وفيه: دليل على أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يوردون على الرسول صلى الله عليه وسلم الشبهة فيجيب عنها .
ولهذا لا نجد شيئاً من الكتاب والسنة فيه شبهة حقيقية إلا وقد وجد حلها، إما أن يكون حلها بنفس الكتاب والسنة من غير إيراد سؤال وإما أن يكون بإيراد سؤال يجاب عنه .
ومن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما أخبر الدجال يمكث في الأرض أربعين يوماً اليوم الأول كسنة والثاني كشهر والثالث كالأسبوع وبقية الأيام كأيامنا سأله الصحابة هذا اليوم كسنة هل تكفينا فيه صلاة يوم واحد ؟ قال: لا، لكن اقدروا له قدره ففي هذا أبين دليل على أنه لا يوجد والحمد لله في الكتاب والسنة شيء مشتبه لا حل له لكن الذي يوجد قصور الأفهام تعجز عن معرفة الحل أو تقصير في الطلب والتأمل والتفتيش فيشتبه عليه الأمر .
أما في الواقع فليس في الكتاب والسنة شيء مشتبه إلا وجد حله في الكتاب أو السنة إما ابتداء وإما جواباً عن سؤال يقع من الصحابة والله الموفق .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
تابع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع --- الصفات الستة مقصد وفضيلة وقصة --- تابع
»  تابع 1 --- 4- الصفة الرابعة : إكرام المسلمين ومحبتهم 4. صفات الرابعة: تكريم المسلمين وحبهم 4. The fourth Qualities: Honoring Muslims and their love إلى تابع ---- 96 - باب وداع الصاحب ووصيته
» تابع -------
» تابع -------
» تابع ----

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء ::  >>> المنتديات الاسلامية <<<
 :: قسم الصوتيات والمسموعات الدينية
-
انتقل الى: