منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
تابع ---     I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
تابع ---     I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

تابع ---     Empty
مُساهمةموضوع: تابع ---    تابع ---     I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2016 12:19 am




الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله في باب الأمر بالمحافظة على السنة وآدابها عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وهذا من دأبه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعظ الناس أحيانا على وجه راتب كما في يوم الجمعة خطب يوم الجمعة وخطب العيدين وأحيانا على وجه عارض إذا وجد سبب يقتضي الموعظة قام عليه الصلاة والسلام فوعظ الناس ومن ذلك موعظته صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الكسوف فإنه خطب ووعظ موعظة عظيمة بليغة من أحب أن يرجع إليها فعليه بكتاب زاد المعاد لابن القيم رحمه الله أما هنا فيقول وعظنا موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون وجلت يعني خافت وذرفت العيون من البكاء فأثرت فيهم تأثيرا بالغا حتى قالوا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا لأن المودع إذا أراد المغادرة فإنه يعظ من خلفه بالمواعظ البليغة التي تكون ذكرى لهم فلا ينسونها ولهذا تجد الإنسان إذا وعظ عند فراق لسفر أو غيره فإن الموعظة تمكث في قلب الموعوظ وتبقى لهذا قالوا: كأنها موعظة مودع فأوصنا فقال صلى الله عليه وسلم أوصيكم بتقوى الله وهذه الوصية هي التي أوصى بها الله عز وجل عباده كما قال تعالى وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللهَ والتقوى كلمة جامعة من أجمع الكلمات الشرعية ومعناها اتخاذ وقاية من عذاب الله أن يتخذ الإنسان وقاية من عذاب الله ولا يكون هذا إلا بفعل الأوامر واجتناب النواهي ولا يكون فعل الأوامر واجتناب النواهي إلا بعلم الأوامر والنواهي إذا فلابد من علم ولابد من عمل فإذا اجتمع للإنسان العلم والعمل نال بذلك خشية الله وحصلت له التقوى فتقوى الله إذا أن يتخذ الإنسان وقاية من عذابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه ولا وصول إلى ذلك إلا بالعلم وليس المراد بالعلم أن يكون الإنسان بحرا لا المراد به العلم بما يتعين عليه من أوامر الله والناس يختلفون في ذلك فمثلا من عنده مال يجب أن يعلم أحكام الزكاة ومن قدر على الحج وجب عليه أن يعلم أحكام الحج وغيرهم لا يجب عليهم فالعلوم الشرعية فرض كفاية إلا ما تعين على العبد فعله، فإن علمه يكون فرض عين .
قال صلى الله عليه وسلم: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي السمع والطاعة يعني لولي الأمر وإن تأمر عليكم عبد حبشي سواء كانت إمرته عامة كالرئيس الأعلى في الدولة أو خاصة كأمير بلدة أو أمير قبيلة وما أشبه ذلك وقد أخطأ من ظن أن قوله وإن تأمر عليكم عبد حبشي أن المراد بهم الأمراء الذين دون الولي الأعظم الذي يسميه الفقهاء الإمام الأعظم لأن الإمارة في الشرع تشمل الإمارة العظمى وهى الإمامة وما دونها كإمارة البلدان والمقاطعات والقبائل وما أشبه ذلك ودليل هذا أن المسلمين منذ تولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانوا يسمون الخليفة أمير المؤمنين فيجعلونه أميرا وهذا لا شك فيه ثم يسمى أيضا إماما لأن السلطان الأعظم ويسمى سلطانا لكن الذي عليه الصحابة أنهم يسمونه أمير المؤمنين وقوله وإن تأمر عليكم عبد حبشي يعني حتى ولو لم يكن من العرب لو كان من الحبشة وتولى وجعل الله له السلطة فإن الواجب السمع والطاعة له لأنه صار أميرا ولو قلنا بعدم السمع والطاعة له لأصبح الناس فوضى كل يعتدي على الآخر وكل يضيع حقوق الآخرين وقوله: السمع والطاعة هذا الإطلاق مقيد مقيد بما قيده به النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال إنما الطاعة في المعروف ثلاث مرات يعني فيما يقره الشرع وأما ما ينكره الشرع فلا طاعة لأحد فيه حتى لو كان الأب أو الأم أو الأمير العام أو الخاص فإنه لا طاعة له فمثلا لو أمر ولي الأمر بأن لا يصلي الجنود قلنا لا سمع ولا طاعة لأن الصلاة فريضة فرضها الله على العباد وعليك أنت أيضا أنت أول من يصلي وأنت أول من تفرض عليه الصلاة فلا سمع ولا طاعة لو أمرهم بشيء محرم كحلق اللحى مثلا قلنا لا سمع ولا طاعة نحن لا نطيعك نحن نطيع النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال أعفوا اللحى وحفوا الشوارب وهكذا كل ما أمر به ولي الأمر إذا كان معصية لله فإنه لا سمع له ولا طاعة يجب أن يعصى علنا ولا يهتم به لأن من عصى الله وأمر العباد بمعصية الله فإنه لا حق له في السمع والطاعة لكن يجب أن يطاع في غير هذا يعني ليس معنى ذلك أنه إذا أمر بمعصية تسقط طاعته مطلقا لا إنما تسقط طاعته في هذا الأمر المعين الذي هو معصية لله أما ما سوى ذلك فإنه تجب طاعته وقد ظن بعض الناس أنها لا تجب طاعة ولي الأمر إلا فيما أمر الله به وهذا خطأ لأن ما أمر الله به فإنه يجب علينا أن ننفذه ونفعله سواء أمرنا به ولي الأمر أم لا فالأحوال ثلاثة إما أن يكون ما أمر به ولي الأمر مأمورا به شرعا كما لو أمر بالصلاة مع الجماعة مثلا فهذا يجب امتثاله لأمر الله ورسوله ولأمر ولي الأمر وإما أن يأمر ولي الأمر بمعصية الله من ترك واجب أو فعل محرم فهذا لا طاعة له ولا سمع وإما أن يأمر الناس بما ليس فيه أمر شرعي ولا معصية شرعية فهذا تجب طاعته فيه لأن الله قال: { يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم } فطاعة ولي الأمر من غير معصية طاعة لله ولرسوله والله الموفق ثم قال صلى الله عليه وسلم فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا يعني أن من سيعيش منكم ويمد له في عمره فسيرى اختلافا كثيرا اختلافا كثيرا في الولاية واختلافا كثيرا في الرأي واختلافا كثيرا في العمل واختلافا كثيرا في حال الناس عموما وفي حال بعض الأفراد خصوصا وهذا الذي وقع فإن الصحابة رضي الله عنهم لم ينقرضوا حتى حصلت الفتن العظيمة منها قتل عثمان رضي الله عنه وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وقبلهما مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وغير ذلك من الفتن المعروفة في كتب التاريخ .
والذي يجب علينا إزاء هذه الفتن أن نمسك عما شجر بين الصحابة وألا نخوض فيه وألا نتكلم فيه لأنه كما قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: هذه دماء طهر الله سيوفنا منها فيجب أن نطهر ألسنتنا منها وصدق رضي الله عنه فما فائدة أن ننبش عما جرى بين علي بن أبي طالب وعائشة رضي الله عنها أو بين علي ومعاوية من الحروب التي مضت وانقضت ذكر هذه الحروب وتذكرها لا يزيدنا إلا ضلالا لأننا في هذه الحال نحقد على بعض الصحابة ونغلو في بعض كما فعلت الرافضة حين غلو في آل البيت فزعموا أنهم يوالون آل البيت وإن آل البيت لبراء من غلوهم .
وأول من تبرأ من غلوهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فإن السبئية أتباع عبد الله بن سبأ وهو أول من سن الرفض في هذه الأمة وكان يهوديا أظهر الإسلام ليفسد الإسلام كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وهو العالم الذي سبر حال القوم وعرفها قال إن عبد الله بن سبأ يهودي دخل الإسلام ليفسده كما دخل بولس في دين النصارى ليفسده هذا الرجل أعني عبد الله بن سبأ عليه من الله ما تولاه تظاهر بأنه يحب آل البيت ويدافع عنه ويدافع عن علي بن أبي طالب حتى أنه قام بين يدي علي بن أبي طالب يقول أنت الله حقا قاتله الله لكن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمر بالأخدود يعني بالحفر فحفرت ثم ملئت حطبا ثم دعا بأتباع هذا الرجل فأوقد فيهم النار أحرقهم بالنار لأن ذنبهم عظيم والعياذ بالله، ويقال: إن عبد الله بن سبأ أفلت منه وهرب إلى مصر والله أعلم .
قال ابن عباس رضي الله عنهما حينما بلغه الخبر إن علي بن أبي طالب أصاب في قتلهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه وهؤلاء بدلوا دينهم ولكنه أخطأ في إحراقهم بالنار لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تعذبوا بعذاب الله فبلغ ذلك علي بن أبي طالب فقال ويح ابن عباس إنه لبحاث عن الهنات يعني عن العيب كأنه رضي الله عنه استصوب ما قال عبد الله بن عباس المهم أنني أقول إن مذهب أهل السنة والجماعة أن نسكت عما شجر بين الصحابة فلا نتكلم فيه نعرض بقلوبنا عما جرى بينهم ونقول كلهم مجتهدون المصيب منهم له أجران والمخطئ منهم له أجر واحد وتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يفعلون لو قرأ إنسان التاريخ حول هذه الأمور لوجد العجب العجاب وجد من ينتصر لبني أمية ويقدح في علي بن أبي طالب وآل النبي ووجد من يغلو في علي بن أبي طالب وآل النبي ويقدح قدحا عظيما في بني أمية لأن التاريخ يخضع للسياسة .
لذا يجب علينا نحن فيما يتعلق بالتاريخ ألا نتعجل في الحكم لأن التاريخ يكون فيه كذب ويكون فيه هوى وتغيير للحقائق ينشر غير ما يكون ويحذف ما يكون كل هذا تبعا للسياسة ولكن على كل حال ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم يجب علينا أن نكف عنه كما هو مذهب أهل السنة والجماعة حتى لا يكون في قلوبنا غل على أحد منهم نحبهم كلهم ونسأل الله أن يميتنا على حبهم نحبهم كلهم ونقول: ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم المهم أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا وهذا هو الذي وقع وكان ولكن هل هذه الجملة تنزل على كل زمان بمعني أن كل من عاش من الناس فسوف يرى التغير أو أن هذا خاص بمن خاطبهم الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ نقول إنه ينطبق على كل زمان فالذين عمروا منا يجدون الاختلاف العظيم بين أول حياتهم وآخر حياتهم فمن عاش ومد له في العمر رأى التغير العظيم في الناس رأى التغير لأنه كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ثم حث النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا الاختلاف على لزوم سنة واحدة فقال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ فالرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا عندما نرى هذا الاختلاف أن نلزم سنته فقوله عليكم بسنتي يعني إلزموها وكلمة عليكم يقول علماء النحو إنها جر ومجرور تحول إلى فعل الأمر يعني الزموا سنتي وسنته عليه الصلاة والسلام هي طريقته التي يمشي عليها عقيدة وخلقا وعملا وعبادة وغير ذلك نلزم سنته ونجعل التحاكم إليها كما قال الله تعالى : { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا } فسنة النبي عليه الصلاة والسلام هي سبيل النجاة لمن أراد الله نجاته من الخلافات والبدع وهى ولله الحمد موجودة في كتب أهل العلم الذين ألفوا في السنة مثل الصحيحين للبخاري ومسلم والسنن والمسانيد وغيرها مما ألفه أهل العلم وحفظوا به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقوله وسنة الخلفاء الراشدين المهديين والخلفاء جمع خليفة وهم الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته علما وعملا ودعوة وجهادا وسياسة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وألحقنا بهم في جنات النعيم هؤلاء الخلفاء الأربعة ومن بعدهم من خلفاء الأمة الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته هم الذين أمرنا باتباع سنتهم ولكن ليعلم أن سنة هؤلاء الخلفاء تأتي بعد سنة الرسول عليه الصلاة والسلام فلو تعارضت سنة خليفة من الخلفاء مع سنة محمد صلى الله عليه وسلم فإن الحكم لسنة محمد صلى الله عليه وسلم لا لغيرها لأنها - أعني سنة الخلفاء - تابعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم .
أقول هذا لأنه قد جرى نقاش بين طالبين من طلبة العلم في صلاة التراويح أحدهما يقول السنة أن تكون ثلاثا وعشرين ركعة والثاني يقول السنة أن تكون ثلاث عشرة ركعة أو إحدى عشرة ركعة فقال الأول للثاني هذه سنة الخليفة عمر بن الخطاب أنها ثلاثا وعشرين وقد أمرنا باتباع سنة الخلفاء الراشدين يريد أن يعارض بهذا سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الآخر سنة النبي صلى الله عليه وسلم مقدمة هذا إن صح عن عمر أنها ثلاث وعشرون مع أن الذي صح عن عمر بأصح إسناد رواه مالك في الموطأ أنه أمر تميما الداري وأبي بن كعب أن يقوما للناس بإحدى عشر ركعة لا بثلاث وعشرين هذا الذي صح عنه رضي الله عنه على كل حال لا يمكن أن نعارض سنة الرسول علية الصلاة والسلام بسنة أحد من الناس لا الخلفاء ولا غيرهم وما خالف سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أقوال الخلفاء فإنه يعتذر عنه ولا يحتج به ولا يجعل حجة على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم المهم أن سنة الخلفاء تأتي بعد سنة الرسول صلى الله عليه وسلم قال ابن عباس رضي الله عنهما يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله وتقولون قال أبو بكر وعمر هذا وهما أبو بكر وعمر فكيف بمن عارض قول الرسول صلى الله عليه وسلم بقول من دون أبي بكر وعمر بمراحل يوجد بعض الناس إذا قيل له هذه هي السنة قال لكن قال العالم الفلاني كذا وكذا من المقلدين المتعصبين لكن من احتج بقول عالم وهو لا يدري عن السنة فهذا لا بأس به لأن التقليد لمن لا يعلم بنفسه جائز ولا بأس به ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم تمسكوا بها أي تمسكوا بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين وعضوا عليها بالنواجذ والنواجذ أقصى الأضراس وهو كناية عن شدة التمسك فإذا تمسك الإنسان بيديه بالشيء وعض عليه بأقصى أسنانه فإنه يكون ذلك أشد تمسكا مما لو أمسكه بيد واحدة أو بيدين بدون عض فهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتمسك أشد التمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده عليه الصلاة والسلام ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمر باتباع سنته وسنة الخلفاء الراشدين المهدين وحث على التمسك بها والعض عليها بالنواجذ قال وإياكم ومحدثات الأمور إياكم ومحدثات الأمور يعني أحذركم من محدثات الأمور أي من الأمور المحدثة وهذه الإضافة من باب إضافة الصفة إلى موصوفها والأمور المحدثة يعني بها صلوات الله وسلامه عليه المحدثات في دين الله وذلك لأن الأصل فيما يدين به الإنسان ربه ويتقرب به إليه الأصل فيه المنع والتحريم حتى يقوم دليل على أنه مشروع ولهذا أنكر الله عز وجل من يحللون ويحرمون بأهوائهم فقال تعالى { وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ } وأنكر على من شرع في دينه ما لم يأذن به فقال: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ } وقال { قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون } أما الأمور العادية وأمور الدنيا فهذه لا ينكر على محدثاتها إلا إذا كان قد نقص على تحريمه أو كان داخلا في قاعدة عامة تدل على التحريم فمثلا السيارات والدبابات وما أشبهها لا نقول إن هذه محدثة لم توجد في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يجوز استعمالها لأن هذه من الأمور الدنيوية الثياب وأنواعها لا نقول لا تلبس إلا ما كان يلبسه الصحابة البس ما شئت مما أحل الله لك لأن الأصل الحل إلا ما نص الشرع على تحريمه كتحريم الحرير والذهب على الرجال وتحريم ما فيه الصورة وما أشبه ذلك .
فقوله صلوات الله وسلامه عليه إياكم ومحدثات الأمور يعني في دين الله وفيما يتعبد به الإنسان لربه ثم قال فإن كل بدعة ضلالة يعني أن كل بدعة في دين الله فهي ضلالة وإن ظن صاحبها أنها خير وأنها هدي فإنها ضلالة لا تزيد من الله إلا بعدا وقوله صلوات الله وسلامه عليه كل بدعة ضلالة يشمل ما كان مبتدعا في أصله وما كان مبتدعا في وصفه فمثلا لو أن أحدا أراد أن يذكر الله بأذكار معينة بصفتها أو عددها بدون سنة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا ننكر عليه ولا ننكر أصل الذكر ولكن ننكر ترتيبه على صفة معينة بدون دليل فإن قال قائل: ما تقولون في قول عمر رضي الله عنه حين أمر أبي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما بالناس في رمضان في تراويحهم وأن يجتمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا أوزاعا فخرج ذات ليلة والناس خلف إمامهم فقال نعمت البدعة هذه فأثنى عليها ووصفها بأنها بدعة والرسول عليه الصلاة والسلام يقول كل بدعة ضلالة قلنا إن هذه البدعة ليست بدعة مبتدأة لكنها بدعة نسبية وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام صلى بأصحابه ثلاث ليال أو أربع ليال في رمضان يقوم بهم ثم تخلف في الثالثة أو الرابعة وقال إني خشيت أن تفرض عليكم فصار الاجتماع على إمام واحد في قيام رمضان سنة سنها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن تركها خوفا من أن تفرض علينا ثم بقيت الحال على ما هي عليه يصلي الرجلان والثلاثة والواحد على حدة في خلافة أبي بكر وفي أول خلافة عمر ثم جمع الناس على إمام واحد فصار هذا الجمع بدعة بالنسبة لتركه في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام وفي عهد أبي بكر وفي أول خلافة عمر فهذه بدعة نسبية وإن شئت فقل إنها بدعة إضافية يعني بالنسبة لترك الناس لها هذه المدة آخر حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلافة أبي بكر وأول خلافة عمر ثم إنه بعد ذلك استأنف هذه الصلاة وإلا فلا شك أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كل بدعة ضلالة عام وهو صادر من أفصح الخلق وأنصح الخلق عليه الصلاة والسلام وهو كلام واضح كل بدعة مهما استحسنها مبتدعها فإنها ضلالة والله الموفق

160 - الخامس عن أبي عبد الله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم متفق عليه وفي رواية لمسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوى بها القداح حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه ثم خرج يوما فقام حتى كاد أن يكبر فرأى رجلا باديا صدره فقال: عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم .

الشَّرْحُ

قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم الجملة الأولى مؤكدة بثلاث مؤكدات بالقسم المقدر واللام لتسون ونون التوكيد أو ليخالفن الله بين وجوهكم يعني إن لم تسون الصفوف خالف الله بين وجوهكم وهذه الجملة أيضا مؤكدة بثلاث مؤكدات بالقسم واللام والنون .
واختلف العلماء - رحمهم الله - في معنى مخالفة الوجه .
فقال بعضهم: إن المعنى أن الله يخالف بين وجوههم مخالفة حسية بحيث يلوي الرقبة حتى يكون وجه هذا مخالف لوجه هذا والله على كل شيء قدير فهو عز وجل قلب بعض بني آدم قردة قال لهم كونوا قردة فكانوا قردة فهو قادر على أن يلوي رقبة إنسان حتى يكون وجهه من عند ظهره وهذه عقوبة حسية .
وقال بعض العلماء المراد بالمخالفة المعنوية يعني مخالفة القلوب لأن القلب له اتجاه فإذا اتفقت القلوب على وجهة واحدة حصل في هذا الخير الكثير وإذا اختلفت تفرقت الأمة فالمراد بالمخالفة مخالفة القلوب وهذا التفسير أصح لأنه قد ورد في بعض الألفاظ أو ليخالفن الله بين قلوبكم وعلى هذا فيكون المراد بقوله: أو ليخالفن الله بين وجوهكم أي بين وجهات نظركم وذلك باختلاف القلوب وعلى كل حال ففي هذا دليل على وجوب تسوية الصفوف وأنه يجب على المأمورين أن تسوى صفوفهم وأنهم إن لم يفعلوا ذلك فقد عرضوا أنفسهم لعقوبة الله والعياذ بالله .
وهذا القول - أعني وجوب تسوية الصف - هو الصحيح والواجب على الأئمة أن ينظروا في الصف فإذا وجدوا فيه اعوجاجا أو تقدما أو تأخرا نبهوا على ذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يمشي على الصفوف ويسويها بيده الكريمة عليه الصلاة والسلام من أول الصف لآخره ولما كثر الناس في زمن الخلفاء أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه رجلا يسوي الصفوف إذا أقيمت الصلاة فإذا جاء وقال إنها قد استوت كبر للصلاة وكذلك فعل عثمان رضي الله عنه كان قد وكل رجلا يسوي صفوف الناس فإذا جاء وقال: قد استوت كبر وهذا يدل على اعتناء النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين بتسوية الصف ولكن مع الأسف الآن تجد المأمورين لا يبالون بالتسوية يتقدم إنسان ويتأخر إنسان ولا يبالي وربما يكون مستويا مع أخيه في أول الركعة ثم عند السجود يحصل من الاندفاع تقدم أو تأخر ولا يساوون الصف في الركعة الثانية بل يبقون على ما هم عليه وهذا خطأ فالمهم أنه يجب تسوية الصف فإذا قال قائل إذا كان هناك إمام ومأموم فقط فهل يتقدم الإمام قليلا أو يساوي المأموم ؟ الجواب: أنه يساوي المأموم لأنه إذا كان إمام ومأموم فالصف واحد لا يمكن أن يكون الإمام خلف المأموم وحده بل هم صف واحد والصف الواحد يسوى فيه خلافا لما قاله بعض أهل العلم إنه يتقدم الإمام قليلا لأن هذا لا دليل عليه بل الدليل على خلافه وهو أن يسوى بين الإمام والمأموم إذا كانا اثنين ثم قال في رواية كان النبي صلى الله عليه وسلم يسوي صفوفنا كأنما يسوى بها القداح والقداح هي ريش السهم وكانوا يسوونها تماما بحيث لا يتقدم شيء على شيء مثل مشط البندق يكون مستويا فكان يسوي الصفوف كأنما يسوى بها القداح حتى إذا رأى أنا قد عقلنا عنه يعني فهمنا وعرفنا أن التسوية لابد منها خرج ذات يوم فرأى رجلا باديا صدره فقال عباد الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم فدل هذا على سبب قول الرسول صلى الله عليه وسلم لتسون صفوفكم لأن سببه التسوية أنه رأى رجلا باديا صدره فقط يعني ظاهرا صدره قليلا من على الصف فدل ذلك على أن من هدى النبي صلى الله عليه وسلم أنه يتفقد الصف وأنه يتوعد من يتقدم على الصف بهذا الوعيد لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم فعلينا أن نبين هذه المسألة لأئمة المساجد وكذلك للمأمومين حتى ينتبهوا لهذا الأمر الخطير ويعتنوا بشأن تسوية الصف .

161 - السادس عن أبي موسى رضي الله عنه قال احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل فلما حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشأنهم قال إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم متفق عليه .

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف في باب الحث على اتباع السنة وآدابها هذا الحديث الذي وقع في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن قوما احترق عليهم بيتهم في الليل فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن هذه النار عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم هذه النار التي خلقها الله عز وجل وأنشأ شجرتها امتن الله بها على عباده فقال سبحانه وتعالى: أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُون أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ والجواب بل أنت يا ربنا الذي أنشأتها { نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ } تذكرة يتذكر الإنسان بها جهنم فإن هذه النار جزء من ستين جزءا من نار جهنم كل نار الدنيا الشديدة الحرارة والخفيفة كلها جزء من ستين جزءا من نار جهنم أعاذني الله وإياكم منها وجعلها الله تذكرة حتى إن بعض السلف كان إذا هم بمعصية ذهب إلى النار ووضع أصبعه عليها يعني يقول لنفسه اذكري هذه الحرارة حتى لا تتجرأ نفسه على المعصية التي هي سبب لدخول النار .
نسأل الله العافية .
ومع هذا يقول تعالى: { ومتاعا للمقوين } يعني: جعلناها متاعا للمسافرين وغيرهم من المحتاجين إليها يتمتعون بها ويستدفئون بها في الشتاء ويسخنون بها مياههم ويطبخون عليها أطعمتهم ففيها فوائد ومنافع ولكن قد تكون مضرة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: إن هذه النار عدو لكم فهي عدو إذا لم يحسن الإنسان ضبطها وقيدها وصارت عدوا إذا فرط فيها أو تعدي فرط فيها بأن لم يبعد ما تكون سببا لاشتعاله أو تعدى فيها بأن أوقدها حول ما يشتعل سريعا كالبنزين والغاز وما أشبه ذلك فإنها تكون عدوا للإنسان وفي هذا: دليل على أن الإنسان ينبغي أن يتخذ الاحتياط في الأمور التي يخشى شرها ولهذا أمر الإنسان عند النوم أن يطفئ النار ولا يقول هذه سهلة أنا آمن من ذلك ربما يظن هذا الظن ولكن يحدث ما لا يخطر على باله ومن ذلك أيضا صمامات الغاز التي حدثت في عصرنا الحاضر فصمامات الغاز يجب على الإنسان أن يتفقدها لئلا يكون فيها شيء من التسريب فتملأ الجو من الغاز فإذا أشعل النار احترق المكان كله .
ومن ذلك أيضا أفياش الكهرباء ينبغي على الإنسان أن يكون حريصا منها ومتفقدا لها وأن يكون الذي يركبها شخصا عارفا مهندسا حتى لا تركب على وجه الخطأ فيحصل بذلك الاحتراق إما احتراقا كليا للبيت كله أو الجزء منه .
وإذا كان هذا في نار الدنيا فكذلك يجب أن يحترس مما يكون سببا لعذاب النار في الآخرة من أسباب المعاصي ووسائلها وذرائعها ولهذا قال أهل العلم - رحمهم الله -: إن الوسائل لها أحكام المقاصد وإن الذرائع يجب أن تسد إذا كانت ذريعة إلى محرم خشية من الوقوع في الهلاك .

162 - السابع عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا وأصاب طائف منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعلم وعلم، مثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به متفق عليه فقه بضم القاف على المشهور وقيل بكسرها أي صار فقيها

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه في هذا المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا الغيث يعني المطر فكانت هذه الأرض ثلاثة أقسام قسم رياض قبلت الماء وأنبتت العشب الكثير والزرع فانتفع الناس بها وقسم آخر قيعان أمسكت الماء وانتفع الناس به فاستقوا منه ورووا منه والقسم الثالث أرض سبخة ابتلعت الماء ولم تنبت الكلأ فهكذا الناس بالنسبة لما بعث الله به النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والهدي منهم من فقه في دين الله فعلم وعلم وانتفع الناس بعلمه وانتفع هو بعلمه وهذا كمثل الأرض التي أنبتت العشب والكلأ فأكل الناس منها وأكلت منها مواشيه والقسم الثاني في قوم حملوا الهدي ولكن لم يفقهوا في هذا الهدى شيئا بمعنى أنهم كانوا رواة للعلم والحديث لكن ليس عندهم فقه فهؤلاء مثلهم مثل الأرض التي حفظت الماء واستقى الناس منه وشربوا منه لكن الأرض نفسها لم تنبت شيئا لأن هؤلاء يروون أحاديث وينقلونها ولكن ليس عندهم فيها فقه وفهم والقسم الثالث من لم يرفع بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من العلم والهدى رأسا وأعرض عنه ولم يبال به فهذا لم ينتفع بما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينفع غيره فمثله كمثل الأرض التي ابتلعت الماء ولم تنبت شيئا .
وفي هذا الحديث دليل على أن من فقه في دين الله وعلم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعلم فإنه خير الأقسام لأنه علم وفقه لينتفع وينفع الناس ويليه من علم ولكن لم يفقه يعني روى الحديث وحمله لكن لم يفقه منه شيئا وإنما هو رواية فقط هذا يأتي في المرتبة الثانية في الفضل بالنسبة لأهل العلم والإيمان .
والقسم الثالث لا خير فيه رجل أصابه ما أصابه من العلم والهدى الذي جاء به النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يرفع به رأسا ولم ينتفع به ولم يعلمه الناس فكان - والعياذ بالله - كمثل الأرض السبخة التي ابتلعت الماء ولم تنبت شيئا للناس ولم يبق الماء على سطحها حتى ينتفع الناس به وفي هذا الحديث دليل على حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام وذلك بضرب الأمثال لأن ضرب الأمثال الحسية يقرب المعاني العقلية أي ما يدرك بالعقل يقربه ما يدرك بالحس وهذا مشاهد فإن كثيرا من الناس لا يفهم فإذا ضربت له مثلا محسوسا فهم وانتفع ولهذا قال الله تعالى وَتِلْكَ الأمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ وقال تعالى { وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } فضرب الأمثال من أحسن طرق التعليم ووسائله

163 - الثامن عن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وأنتم تفلتون من يدي رواه مسلم .
الجنادب نحو الجراد والفراش هذا هو المعروف الذي يقع في النار .
والحجز جمع حجزة وهى معقد الإزار والسراويل .

الشَّرْحُ

قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن جابر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا أراد النبي عليه الصلاة والسلام بهذا المثل أن يبين حاله مع أمته عليه الصلاة والسلام وذكر أن هذه الحال كحال رجل في برية أوقد نارا فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها .
الجنادب نوع من الجراد أما الفراش فمعروف يقعن فيها لأن هذه هي عادة الفراش والجنادب والحشرات الصغيرة إذا أوقد إنسان نارا في البر فإنها تأوي إلى هذا الضوء .
قال وأنا آخذ بحجزكم يعني لأمنعكم من الوقوع فيها ولكنكم تفلتون من يدي ففي هذا دليل على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على حماية أمته من النار وأنه يأخذ بحجزها ويشدها حتى لا تقع في هذه النار ولكننا نفلت من ذلك ونأبى إلا الورود نسأل الله أن يعاملنا بعفوه فالإنسان ينبغي له أن ينقاد لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وأن يكون لها طوعا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما يدل على الخير واتقاء الشر كالذي يأخذ بحجزة غيره يأخذ بها حتى لا يقع في النار لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كما وصفه الله في كتابه لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ صلوات الله وسلامه عليه ومن فوائد هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان بل يجب أن يتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما أمر به وفي كل ما نهى عنه وفي كل ما فعله وفي كل ما تركه يلتزم بذلك ويعتقد أنه الإمام المتبوع لكن من المعلوم أن من الشريعة ما هو واجب يأثم الإنسان بتركه وما هو محرم يأثم بفعله ومنها ما هو مستحب إن فعله فهو خير وأجر وإن تركه فلا إثم عليه .
وكذلك من الشريعة ما هو مكروه كراهة تنزيه إن تركه الإنسان فهو خير له وإن فعله فلا حرج عليه لكن المهم أن تلتزم بالسنة عموما وأن تعتقد أن إمامك ومتبوعك هو محمد صلى الله عليه وسلم وأنه ليس هناك سبيل إلى النجاة إلا باتباعه والسير في طريقه والتمسك بهديه ومن فوائد هذا الحديث: بيان عظم حق النبي صلى الله عليه وسلم على أمته وأنه كان لا يألو جهدا في منعها وصدها عن كل ما يضرها في دينها ودنياها وبناء على ذلك فإذا رأيت نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء فاعلم أن فعله شر ولا تقل هل هو للكراهة أم هو للتحريم اترك ما نهى عنه سواء كان للكراهة أو للتحريم ولا تعرض نفسك للمساءلة لأن الأصل في نهي الرسول صلى الله عليه وسلم أنه للتحريم إلا إذا قام دليل على أنه للكراهة التنزيهية وكذلك إذا أمر بشيء فلا تقل هذا واجب أو غير واجب افعل ما أمر به فهو خير لك إن كان واجبا فقد أبرأت ذمتك وحصلت على الأجر وإن كان مستحبا فقد حصلت على الأجر وكنت متبعا تمام الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم نسأل الله أن يرزقنا وإياكم اتباعه ظاهرا وباطنا

164 - التاسع عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال إنكم لا تدرون في أيها البركة رواه مسلم وفي رواية له إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه فإنه لا يدرى في أي طعامه البركة وفي رواية له إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى فليأكلها ولا يدعها للشيطان .

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع --- الصفات الستة مقصد وفضيلة وقصة --- تابع
» تابع ----
» تابع -------
» تابع ----
» تابع -------

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: الصفات الستة-
انتقل الى: