منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
تابع ----    I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
تابع ----    I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 تابع ----

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

تابع ----    Empty
مُساهمةموضوع: تابع ----    تابع ----    I_icon_minitimeالأحد أكتوبر 09, 2016 12:07 am




الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في آداب من آداب الأكل منها أن الإنسان إذا فرغ من أكله فإنه يلعق الصحفة ويلعق أصابعه يعني يلحسها حتى لا يبقى فيها أثر الطعام فإنكم لا تدرون في أي طعامكم البركة فهذان أدبان الأول لعق الصحفة والثاني لعق الأصابع والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر أمته بشيء إلا وفيه الخير والبركة ولهذا قال الأطباء إن في لعق الأصابع من بعد الطعام فائدة وهو تيسير الهضم لأن الأنامل هذه فيها مادة تفرزها عند اللعق بعد الطعام تيسر الهضم ونحن نقول: هذا من باب معرفة حكمة الشرع فيما يأمر به وإلا فالأصل أننا نلعقها امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الناس لا يفهمون هذه السنة تجده ينتهي من الطعام وحافته التي حوله كلها طعام تجده أيضا يذهب ويغسل دون أن يلعق أصابعه والنبي عليه الصلاة والسلام نهى أن يمسح الإنسان يديه بالمنديل حتى يلعق وينظفها من الطعام ثم بعد ذلك يمسح بالمنديل ثم بعد ذلك يغسلها إذا شاء كذلك أيضا من آداب الأكل أن الإنسان إذا سقطت لقمة على الأرض فإنه لا يدعها لأن الشيطان يحضر للإنسان في جميع شئونه كل شؤونك من أكل وشرب وجماع أي شيء يحضر الشيطان فإذا لم تسم الله عند الأكل شاركك في الأكل وصار يأكل معك ولهذا تنزع البركة من الطعام إذا لم يسم عليه وإذا سميت الله على الطعام ثم سقطت اللقمة يعني طاحت من يدك فإن الشيطان يأخذها ولكن لا يأخذها ونحن ننظر لأن هذا شيء غيبي لا نشاهده ولكننا علمناه بخير الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام يأخذها الشيطان فيأكلها وإن بقيت أمامنا حسا لكنه يأكلها غيبا هذه من الأمور الغيبية التي يجب أن نصدق بها ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم دلنا على الخير فقال: فيأخذها وليمط ما بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان خذها وأمط ما بها من أذى من تراب أو عيدان أو غير ذلك ثم كلها ولا تدعها للشيطان والإنسان إذا فعل هذا امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وتواضعا لله عز وجل وحرمانا للشيطان من أكلها حصل على هذه الفوائد الثلاثة الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم والتواضع وحرمان الشيطان من أكلها هذه فوائد ثلاث ومع ذلك فإن أكثر الناس إذا سقطت اللقمة على السفرة أو على سماط نظيف تركها وهذا خلاف السنة وفي هذا الحديث من الفوائد أنه لا ينبغي للإنسان أن يأكل طعاما فيه أذى لأن نفسك عندك أمانة لا تأكل شيئا فيه أذى من عيدان أو شوك أو ما أشبه ذلك وعليه فإننا نذكر الذين يأكلون السمك أن يحتاطوا لأنفسهم لأن السمك لها عظام دقيقة مثل الإبر إذا لم يحترز الإنسان منها فربما تدخل إلى بطنه وتجرح معدته أو أمعاءه وهو لا يشعر

165 - العاشر عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بموعظة فقال أيها الناس إنكم محشورون إلى الله تعالى حفاة عراة غرلا { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ألا وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح { كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم } إلى قوله { العزيز الحكيم } فيقال لي إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم متفق عليه غرلا غير مختونين

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا وكان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم بل من هدى النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يخطب أصحابه الخطب الراتبة والخطب العارضة أما الخطب الراتبة فمثل خطبة الجمعة خطبة العيد خطبة الاستسقاء خطبة الكسوف هذه خطب راتبة كلما وجد سببها خطب عليه الصلاة والسلام في الجمعة يخطب خطبتين قبل الصلاة وفي العيد خطبة واحدة بعد الصلاة وكذلك في الاستسقاء وفي الكسوف خطبة واحدة بعد الصلاة أما الخطب العارضة فإنها تكون إذا وجد سبب عارض فيقوم النبي عليه الصلاة والسلام خطيبا يخطب الناس فمن ذلك أن رجلا بعثه النبي عليه الصلاة والسلام على الصدقة يعني عاملا على الصدقة يأخذها من أهلها فرجع إلى المدينة ومعه إبل فقال هذه لكم وهذه أهديت إلي فخطب النبي عليه الصلاة والسلام وقال ما بال أحدكم نستعمله على العمل فيرجع ويقول هذا لكم وهذا أهدي لي فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى له أم لا وصدق النبي عليه الصلاة والسلام أنه لم يهد لهذا العامل الذي هو تابع للدولة إلا من أجل أنه عامل لو كانوا يريدون أن يهدوا إليه لشخصه لأهدوا إليه في بيت أبيه وأمه ومن هذا الحديث نعرف عظيم قبح الرشوة وأنها من عظائم الأمور التي أدت إلى أن يقوم النبي عليه الصلاة والسلام خطيبا يخطب في الناس ويحذرهم من هذا العمل لأنه إذا فشا في قوم الرشوة هلكوا وصار كل واحد منهم لا يقول الحق ولا يحكم بالحق ولا يقوم بالعدل إلا إذا رشي والعياذ بالله والرشوة ملعون آخذها وملعون معطيها إلا إذا كان الآخذ يمنع حق الناس إلا برشوة فحينئذ تكون اللعنة على هذا الآخذ لا على المعطي لأن المعطى إنما يريد أن يستخلص حقه لا سبيل إلي ذلك إلا بدفع الرشوة فهو معذور كما يوجد والعياذ بالله الآن في بعض المسئولين في الدول الإسلامية من لا يمكن أن يقضي مصالح الناس إلا بهذه الرشوة والعياذ بالله فيكون آكلا للمال بالباطل معرضا نفسه للعن نسأل الله العافية والواجب على من ولاه الله عملا أن يقوم به بالعدل وأن يقوم بالواجبات فيه بحسب المستطاع ومن ذلك أيضا أن بريرة وهى أمة لجماعة من الأنصار كاتبها أهلها على تسع أواق من الفضة فجاءت إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تستعينها تطلب منها العون لتقضي كتابتها فقالت إن شاء أهلك أن أعدها لهم يعني أنقدها نقدا ويكون ولاؤك لي فعلت فذهبت بريرة إلى أهلها يعني أسيادها فقالت لهم ذلك فقالوا لا الولاء لنا فرجعت بريرة إلى عائشة رضي الله عنها وأخبرتها بأن أهلها قالوا لابد أن يكون الولاء لنا فقال النبي عليه الصلاة والسلام خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء لمن أعتق فأخذتها واشترطت الولاء لهم ثم خطب الناس عليه الصلاة والسلام وقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله حق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق ومن ذلك أيضا أن امرأة من بني مخزوم كانت تستعير المتاع تقول للناس أعيروني شيئا فيعيرونها المتاع القدر والقربة وما أشبه ذلك من متاع البيت ثم بعد تقول ما أعرتموني شيئا تجحد ذلك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها لأنها سارقة فهذه سرقة فاهتمت قريش لهذا الأمر كيف تقطع يد مخزومية من بني مخزوم من كبار قبائل العرب فطلبوا من يشفع إلى النبي عليه الصلاة والسلام فأرسلوا أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه ويحب أباه فكلم النبي صلى الله عليه وسلم في شأن تلك المرأة يشفع لها فقال النبي عليه الصلاة والسلام أتشفع في حد من حدود الله يقوله منكرا عليه لأن حدود الله ليس فيها شفاعة فإذا وصلت للسلطان فلعن الله الشافع والمشفع له ثم قام في الناس يخطب فقال ألا وإن من كان قبلكم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأخبر أن هذا هو الذي أهلك الأمم السابقة ثم قال عليه الصلاة والسلام وايم الله يعني أحلف بالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها فهل هذه المخزومية أفضل وأشرف أم فاطمة بنت محمد فاطمة أفضل منها ومع ذلك يقول عليه الصلاة والسلام لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها فهذه من الخطب العارضة فكان صلوات الله وسلامه عليه من هديه أنه يخطب الناس لأمور راتبة ولأمور عارضة سبق لنا حديث العرباض بن سارية قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون والخلاصة أنه يستفاد من هذا الحديث أنه ينبغي للإنسان من قاض أو مفت أو عالم أو داعية أن يخطب الناس في الأمور العارضة التي يحتاجون فيها إلى بيان الحق وفي الأمور الراتبة مثل الجمعة والعيدين والاستسقاء والكسوف كما مر وهذا من هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسن تبليغه لأن الشيء إذا جاء في وقته عند حاجته صار له قبول أكثر .
وقد نقل المؤلف رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فيهم خطيبا وهذه من خطبه العارضة صلى الله عليه وسلم فقد قام فيهم خطيبا وقال إنكم محشورون يوم القيامة حفاة عراة غرلا محشورون يعني مجموعة في صعيد واحد ليس فيه جبال وليس فيه أودية ولا بناء ولا أشجار يسمعهم الداعي وينفذهم البصر يعني لو دعاهم داع لأسمعهم جميعا لأنه ليس هناك ما يحول بينهم وبين إسماعهم وينفذهم البصر أي يدركهم جميعا حفاة عراة غرلا وفي رواية بهما حفاة ليس عليهم نعال ولا خفاف ولا ما يقون به أرجلهم عراة ليس عليهم كسوة بادية أبشارهم غرلا يعني غير مختونين والختان هو قطع الجلدة التي تكون على الحشفة وتقطع من أجل تمام الطهارة كما سنبينه إن شاء الله بهما قال العلماء بهما أي ليس معهم مال فيكون الإنسان مجردا من كل شيء ثم استدل لذلك بقوله تعالى كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ يعني أن الله يحشرهم كما بدأهم أول خلق يخرجون من بطون الأرض كما خرجوا من بطون أمهاتهم حفاة عراة غرلا { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ } ثم قال عز وجل { وَعْدًا عَلَيْنَا } أي مؤكدا أكده الله على نفسه لأن هذا المقام يقتضي التوكيد فإن من البشر من كذب بالحشر والعياذ بالله وقال { إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ } فقال الله عز وجل { وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ } حدث النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الحديث فقالت عائشة رضي الله عنها واسواءتاه الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة الأمر أعظم من أن يهمهم ذلك الأمر عظيم ما ينظر أحد لأحد { يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ } حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام عند عبور الصراط دعاؤهم اللهم سلم اللهم سلم لا يدري أحد أينجو أم لا الأمر عظيم ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام الأمر أعظم من أن يهمهم ذلك ثم قال ألا وإن أول من يكسى إبراهيم إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام هو أول من يكسى يوم القيامة وهذه الخصيصة لا تدل على التفضيل المطلق وأنه أفضل من نبينا محمد عليه الصلاة والسلام لأن محمدا صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء والرسل سيد ولد آدم يوم القيامة لا يؤذن لأحد يشفع للخلائق يوم القيامة إلا محمد عليه الصلاة والسلام كما في قوله تعالى { عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا } لكن قد يخص الله بعض الأنبياء بشيء لا يخص به الآخر مثل قوله تعالى { يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي } فالرسالات كانت موجودة في غيره لكن في وقته كان هو الرسول لبني إسرائيل كذلك أيضا قد يخص الله أحدا من الأنبياء أو غيرهم بخصيصة يتميز بها من غيره ولا يوجب ذلك الفضل المطلق ألا وإن أول من يكسى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ولا يقال لماذا كان أول من يكسى لأن الفضائل لا يسأل عنها كما قال الله تعالى { ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } لا يسأل عنها لأن الإنسان قد يصل فيها إلى نتيجة وقد لا يصل فكما أن الله تعالى فضل بني آدم بعضهم على بعض في الرزق وفي كمال الأخلاق والآداب وكذلك فضل بعضهم على بعض في العلم وكذلك في البدن والفكر وغير ذلك فالله تعالى يؤتي فضله من يشاء وفي هذا الحديث دليل على أن الناس يكسون بعد أن يخرجوا حفاة عراة غرلا ولكن بأي طريق يكسون لا نعلم ذلك ليس هناك خياطون ولا هناك ثياب تفصل فالله أعلم بكيفية ذلك وفي هذا الحديث إشارة إلى الختان في قوله غرلا فالأغرل هو الذي بقيت عليه جلدة الحشفة أي لم يختن والختان اختلف العلماء في وجوبه فمنهم من قال إنه واجب على الذكور والإناث وأنه يجب أن تختن البنت كما يختن الولد ومن العلماء من قال إنه لا يجب الختان لا على الرجال ولا على النساء وإن الختان من الفطرة المستحبة وليس من الفطرة الواجبة ومنهم من توسط بين القولين فقال الختان واجب في حق الذكور وسنة في حق الإناث وهذا القول أوسط الأقوال وأعدلها فإنه واجب في حق الرجال لأن الرجال إذا بقيت هذه الجلدة فوق حشفته فإنها ستكون مجمعا للبول فيكون في ذلك تلويث للرجل وربما يحدث إثر هذا التهابات فيما بين الجلدة والحشفة ويتضرر الإنسان فالصحيح أن الختان واجب على الذكور وسنة في حث الإناث وهذا أعدل الأقوال وأحسنها ثم ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يؤتى برجال من أمته فيؤخذ بهم ذات الشمال أي إلى طريق أهل النار والعياذ بالله فيقول النبي صلى الله عليه وسلم أصحابي أي يشفع إلى الله سبحانه وتعالى فيهم فيقال له إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فيقول النبي صلى الله عليه وسلم كما قال العبد الصالح يعني به عيسى ابن مريم حين يقول يوم القيامة إذا قال الله تعالى له { أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللهِ } كما يزعم النصارى الذين يقولون إنهم متبعون له { قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ } لأن الألوهية ليست حقا لأحد إلا لله رب العالمين ثم يقول { إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فإذا قيل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك قال كما قال عيسى ابن مريم { وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } ثم يقال للرسول عليه الصلاة والسلام: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فيقول النبي عليه الصلاة والسلام سحقا سحقا قوله إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم تمسك به الرافضة الذين قالوا إن الصحابة كلهم ارتدوا عن الإسلام والعياذ بالله ومنهم أبو بكر وعمر وعثمان أما على آل البيت فهم لم يرتدوا ولا شك أنهم في هذا كاذبون وأن الخلفاء الأربعة كلهم لم يحصل منهم ردة بإجماع المسلمين وكذلك عامة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لم يحصل منهم ردة بإجماع المسلمين إلا قوم من الأعراب لما مات النبي عليه الصلاة والسلام افتتنوا وارتدوا على أدبارهم ومنعوا الزكاة حتى قاتلهم الخليفة الراشد أبو بكر صلى الله عليه وسلم تمسكوا بظاهر هذا الحديث أما أهل السنة والجماعة فقالوا إن هذا الحديث عام يراد به الخاص وما أكثر العام الذي يراد به الخاص فقوله أصحابي يعني ليسوا كلهم بل الذين ارتدوا على أدبارهم لأن هكذا قيل للرسول عليه الصلاة والسلام إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ومعلوم أن الخلفاء الراشدين وعامة أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام لم يرتدوا بالإجماع ولو قدر أنهم ارتدوا لم يبق لنا ثقة بالشريعة ولهذا كان الطعن في الصحابة يتضمن الطعن في شريعة الله ويتضمن الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتضمن الطعن بالله رب العالمين الذين يطعنون في الصحابة تضمن طعنهم أربعة محاذير ومنكرات عظيمة والعياذ بالله الطعن في الصحابة والطعن في الشريعة والطعن في النبي صلى الله عليه وسلم والطعن في رب العالمين تبارك وتعالى لكنهم قوم لا يفقهون { صم بكم عمي فهم لا يعقلون } أما كونه طعنا في الشريعة فلأن الذين نقلوا إلينا الشريعة هم الصحابة وإذا كانوا مرتدين والشريعة جاءت من طريقهم فإنها لا تقبل لأن الكافر لا يقبل خبره بل الفاسق أيضا كما قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقُ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا } وأما كونه طعنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال إذا كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المثابة من الكفر والفسوق فهو طعن بالرسول صلى الله عليه وسلم لأن القرين على دين قرينه وكل إنسان يعاب بقرينه إذا كان قرينه سيئا يقال فلان ليس فيه خير لأن قرناءه فلان وفلان وفلان من أهل الشر فالطعن في الأصحاب طعن بالمصاحب وأما كونه طعنا بالله رب العالمين فظاهر جدا أن يجعل أفضل الرسالات وأهمها وأحسنها على يد هذا الرجل الذي هؤلاء أصحابه وأيضا أن يجعل أصحاب هذا النبي الذي هو أفضل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه مثل هؤلاء الأصحاب الذين زعمت الرافضة أنهم ارتدوا على أدبارهم ولهذا نعتقد أن هذه فرية عظيمة على الصحابة رضي الله عنهم وعدوان على الله ورسوله وشريعة الله ولا شك أننا نكن الحب لجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولآل النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين ونرى أن لإله حقين حق الإيمان وحق قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } يعني إلا أن تودوا قرابتي على أحد التفاسير والتفسير الآخر لقوله تعالى { إلا المودة في القربى } أي إلا أن تودوني لقرابتي منكم وعلى كل حال فهذا الحديث ليس فيه مطمع للرافضة في القدح في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لا يصدق إلا على من ارتدوا أما من بقوا على الإسلام وأجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم فإنهم لا يدخلون في هذا الحديث ويقال إن الذي خصص هذا الحديث إجماع المسلمون على أن الصحابة لم يرتدوا وإنما ارتدت طائفة قاتلهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه ورجع أكثرهم إلى الإسلام

166 - الحادي عشر عن أبي سعيد عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخذف وقال إنه لا يقتل الصيد ولا ينكأ العدو وإنه يفقأ العين ويكسر السن متفق عليه وفي رواية أن قريبا لابن مغفل خذف فنهاه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال إنها لا تصيد صيدا ثم عاد فقال أحدثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنه ثم عدت تخذف لا أكلمك أبدا

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف وقال إنه لا يقتل صيدا وفي لفظ لا يصيد صيدا ولا ينكأ عدوا وإنما يفقأ العين ويكسر السن والخذف قال العلماء معناه أن يضع الإنسان حصاة بين السبابة والإبهام فيضع على الإبهام حصاة ويدفعها بالسبابة أو يضع على السبابة ويدفعها بالإبهام وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعلل ذلك بأنه يفقأ العين ويكسر السن إذا أصابه ولا يصيد الصيد لأنه ليس له نفوذ ولا ينكأ العدو يعني لا يدفع العدو لأن العدو إنما ينكأ بالسهام لا بهذه الحصاة الصغيرة ثم إن قريبا له خرج بخذف فنهاه عن الخذف وأخبره بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه ثم إنه رآه مرة ثانية يخذف فقال له أخبرتك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف فجعلت تخذف لا أكلمك أبدا فهجره لأنه خالف نهي النبي صلى الله عليه وسلم وهذا كما فعل عبد الله بن عمر في أحد أبنائه حين حدث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تمنعوا إماءكم المساجد فقال أحد أبنائه وهو بلال بن عبد الله بن عمر والله لنمنعن لأن النساء تغيرت بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم والناس تغيروا فقال بلال والله لنمنعن فأقبل عليه أبوه عبد الله بن عمر وجعل يسبه سبا عظيما ما سبه مثله قط وقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول والله لنمنعهن ثم هجره حتى مات لم يكلمه فدل هذا على عظم تعظيم السلف الصالح لاتباع السنة فهذا عبد الله بن مغفل أقسم أن لا يكلم قريبه لأنه خذف وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف وهذا ابن عمر هجر ابنه حتى مات لأنه قال والله لنمنعهن مع أن الرسول أذن لهن وهكذا يجب على كل مؤمن أن يعظم سنة النبي عليه الصلاة والسلام ولكن إذا قال قائل هل مثل هذا الأمر يوجب الهجر وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن هجر المؤمن فوق ثلاث فالجواب عن هذا أن هذين الصحابيين وأمثالهما ممن فعل مثل فعليهما فعلا ذلك من باب التعزير ورأيا في هذا تعزيرا لهذين الرجلين وإلا فالأصل أن المؤمن إذا فعل ذنبا وتاب منه فإنه يغفر له ما سلف حتى الكفار إذا تابوا غفر الله لهم ما سبق قال الله تعالى قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ كل ما مضي ولكن نظرا لأن هذين الصحابيين رضي الله عنهما أرادا أن يعزرا من خالف أمر النبي عليه الصلاة والسلام إما بقوله وإما بفعله ولو عن اجتهاد لأن بلال بن عبد الله بن عمر إنما قال لك عن اجتهاد لكن لا ينبغي للإنسان أن يعارض قول الرسول هذه المعارضة الظاهرة ولو أنه قال مثلا لعل النبي صلى الله عليه وسلم أذن لهن في زمن كانت النيات فيه سليمة والأعمال مستقيمة وتغيرت الأحوال بعد ذلك وأتى بالكلام على هذا الوجه لكان أهون ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها لو رأى النبي ما صنع النساء من بعده لمنعهن يعني من المساجد كما منعت بنو إسرائيل نساءها ولكن على كل حال ما فعله عبد الله بن المغفل وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما يدل على تعظيم السنة وأن الإنسان يجب أن يقول لحكم الله ورسوله سمعنا وأطعنا

167 - وعن عابس بن ربيعة قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر يعني الأسود ويقول إني أعلم أنك حجر ما تنفع ولا تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك متفق عليه

الشَّرْحُ

هذا الحديث الذي ذكره المؤلف رحمه الله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في باب الأمر باتباع السنة وآدابها فقد كان رضي الله عنه يطوف بالبيت فقبل الحجر الأسود والحجر كما نعلم حجر من الأرض جعل في هذا الركن وشرع الله سبحانه وتعالى لعباده أن يقبلوه لكمال الذل والعبودية ولهذا قال عمر حين قبله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع وصدق رضي الله عنه فإن الأحجار لا تضر ولا تنفع الضرر والنفع بيد الله عز وجل كما قال تعالى قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيِرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لله ولكن بين رضي الله عنه أن تقبيله إياه لمجرد اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فقال ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك يعني فأنا أقبلك اتباعا للسنة لا رجاء للنفع أو خوف الضرر ولكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك ولهذا لا يشرع أن يقبل شيء من الكعبة المشرفة إلا الحجر الأسود فقط أما الركن اليماني فيستلم يعني يمسح ولا يقبل الحجر الأسود أفضل شيء أن يستلمه الإنسان ويقبله يمسحه بيده اليمنى ويقبله فإن لم يكن استلمه وقبل يده فإن لم يمكن أشار بشيء معه أو بيده ولكن لا يقبل ما أشار به لأن هذا الذي أشار به لم يمس الحجر حتى يقبله أما الركن اليماني فليس فيه إلا استلام فقط ويكون الاستلام باليد اليمنى ونرى بعض الجهال يستلم باليد اليسرى واليد اليسرى كما قال أهل العلم لا تستعمل إلا في الأذى في القذر والنجاسات وما أشبهها أما أن تعظم بها شعائر الله فلا لكن أكثر الناس جهال لا يدرون لماذا استلموا هذا الحجر ثم إن بقية الأركان الركن الشامي والعراقي يعني الشمالي الشرقي والشمالي الغربي هذان الركنان لا يقبلان ولا يمسحان وذلك لأنهما ليسا على قواعد إبراهيم وذلك أن قريشا لما أرادوا بناء الكعبة قالوا لن نبنيها إلا بمال طيب لا نبنيها بأموال الربا - وانظر كيف عظم الله بيته حتى على أيدي الكفار فجمعوا المال الطيب فلم يكف لبنائها على قواعد إبراهيم ثم فكروا من أي جانب ينقصونها قالوا ننقصها من الشمال لأن الجانب اليماني الجنوبي فيه الحجر الأسود ولا يمكن أن ننقصها من جانب الحجر الأسود فنقصوها من هناك فلم تكن على قواعد إبراهيم ولذلك لم يقبل النبي عليه الصلاة والسلام ولم يمسح الركن الشمالي الشرقي ولا الركن الشمالي الغربي ولما طاف معاوية رضي الله عنه ذات سنة وكان معه عبد الله بن عباس رضي الله عنه جعل معاوية يمسح الأركان الأربعة الحجر الأسود والركن اليماني والشمالي والغربي فقال له ابن عباس كيف تمسح الركنين الشماليين والنبي عليه الصلاة والسلام لم يمسح إلا الركن اليماني والحجر الأسود فقال معاوية إنه ليس شيء من البيت مهجورا يعني البيت كله يحترم ويعظم فقال ابن عباس رضي الله عنهما وهو أفقه من معاوية قال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة وما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح إلا الركنين اليمانيين يعني ركن الحجر والركن اليماني فقال له معاوية صدقت ورجع إلى قوله لأن الخلفاء فيما سبق وإن كانوا كالملوك في الأبهة والعظمة لكنهم كانوا يرجعون إلى الحق ولهذا رجع معاوية رضي الله عنه إلى الحق وقال له صدقت وترك مسح الركنين الشمالي الشرقي والشمالي الغربي وفي هذا الحديث الذي ذكره المؤلف عن عمر رضي الله عنه دليل على جهالة أولئك القوم الذين نشاهدهم يقف أحدهم عند الركن اليماني فيمسح بيده ويكون معه طفل قد حمله فيمسح الطفل بيده يتبرك بالركن وكذلك لو تيسر له المسح على الحجر الأسود هذا لا شك أنه بدعة وأنه نوع من الشرك لأن هؤلاء جعلوا ما ليس سببا سببا والقاعدة أن كل أحد يجعل شيئا لشيء بدون إذن من الشارع فإنه يكون مبتدعا ولهذا يجب على من رأى أحدا يفعل هذا أن ينصحه يقول له هذا غير مشروع هذا بدعة حتى لا يظن الناس أن الأحجار تنفع أو تضر ثم تتعلق قلوبهم بها في شيء أكبر وأعظم من هذا المهم أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه بين أنه لا يفعل ذلك إلا اتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فإنه يعلم أنه لا يضر ولا ينفع وفي هذا دليل على أن كمال التعبد أن ينقاد الإنسان لله عز وجل سواء عرف السبب والحكمة في المشروعية أم لم يعرف فعلى المؤمن إذا قيل له افعل أن يقول سمعنا وأطعنا إن عرفت الحكمة فهو نور على نور وإن لم تعرف فالحكمة أمر الله ورسوله ولهذا قال الله في كتابه { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهم } وسئلت عائشة رضي الله عنها لماذا تقضي الحائض الصوم ولا تقضي الصلاة فقالت كان يصيبنا ذلك فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة كأنها رضي الله عنها تقول إن وظيفة المؤمن أن يعمل بالشرع سواء عرف الحكمة أم لم يعرفها وهذا هو الصواب

باب وجوب الانقياد لحكم الله تعالى 6 وما يقوله من دعى إلى ذلك وأمر بمعروف أو نهى عن منكر


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
تابع ----
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تابع --- الصفات الستة مقصد وفضيلة وقصة --- تابع
» تابع
» تابع ------
» تابع ------
» تابع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: الصفات الستة-
انتقل الى: