باب حق الزوج على المرأة
قال الله تعالى { الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } وأما الأحاديث فمنها حديث عمرو بن الأحوص السابق في الباب قبله
281 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح متفق عليه وفي رواية لهما: إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضي عنها
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى باب حق الزوج على المرأة لما ذكر رحمه الله حقوق الزوجة على زوجها ذكر حقوق الزوج على زوجته ثم استدل بقول الله تعالى الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله قوله تعالى { الرجال قوامون على النساء } يعني أن الرجل هو القيم الذي له الأمر على المرأة يدبرها ويوجهها ويأمرها فتطيع إلا إذا أمرها بمعصية الله فلا سمع له ولا طاعة لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق مهما كان هذا المخلوق وفي هذا دليل على سفه أولئك الكفار من الغربيين وغير الغربيين الذين صاروا أذنابا للغرب يقدسون المرأة أكثر من تقديس الرجل لأنهم يتبعون أولئك الأراذل من الكفار الذين لم يعرفوا لصاحب الفضل فضله فتجدهم مثلاص في مخاطباتهم يقدمون المرأة على الرجل فيقول أحدهم أيها السيدات والسادة وتجد المرأة في المكان الأعلى عندهم والرجل دونها ولكن هذا ليس بغريب على قوم يقدسون كلابهم حتى إنهم يشترون الكلب بالآلاف ويخصصون له من الصابون وآلات التطهير وغير ذلك ما يضحك السفهاء فضلا عن العقلاء ومع أن الكلب نجس العين لا يطهر أبدا فالحاصل أن الرجال هم القوامون على النساء { بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم } وهذا وجه آخر للقوامة على النساء وهو أن الرجل هو الذي ينفق على المرأة وهو المطالب بذلك وهو صاحب البيت وليست المرأة هي التي تنفق وهذا إشارة إلى أن أصحاب الكسب الذي يكسبون ويعملون هم الرجال أما المرأة فصناعتها بيتها تبقى في بيتها تصلح أحوال زوجها وأحوال أولادها وأحوال البيت هذه وظيفتها أما أن تشارك الرجال بالكسب وطلب الرزق ثم بالتالي تكون هي المنفقة عليه فهذا خلاف الفطرة وخلاف الشريعة فالله تعالى يقول { وبما أنفقوا من أموالهم } فصاحب الإنفاق هو الرجل قال تعالى { فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } فالصالحات قانتات أي مديمات للطاعة الصالحة تقنت ليس معناها الدعاء بالقنوت بل القنوت دوام الطاعة كما قال تعالى { وقوموا لله قانتين } أي مديمين لطاعته { قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله } يعني يحفظن سر الرجل وغيبته وما يكون داخل جدرانه من الأمور الخاصة وتحفظه بما حفظ الله أي بما أمر الله تعالى بحفظه فهذه هي الصالحة فعليك بالمرأة الصالحة لأنها خير لك من امرأة جميلة ليست بصالحة ثم ذكر المؤلف رحمه الله حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت عليه لعنتها الملائكة حتى تصبح ولعن الملائكة يعني أنها تدعو على هذه المرأة باللعنة واللعنة هي الطرد والإبعاد عن رحمة الله فإذا دعاها إلى فراشه ليستمتع بها بما أذن الله له فيه فأبت أن تجيء فإنها تلعنها الملائكة والعياذ بالله أي تدعو عليها باللعنة إلى أن تصبح واللفظ الثاني أنها إذا هجرت فراش زوجها فإن الله تعالى يغضب عليها حتى يرضي عنها الزوج وهذا أشد من الأول لأن الله سبحانه وتعالى إذا سخط فإن سخطه أعظم من لعنة الإنسان نسأل الله العافية ودليل ذلك أن الله تعالى ذكر في آية اللعان أنه إذا لاعن الرجل يقول { أن لعنت الله عليه إن كان من الكاذبين } وهي إذا لاعنت تقول { أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين } وهذا يدل على أن الغضب أشد وأيضا قال في الحديث إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها أي الزوج وهنا قال حتى تصبح أما هنا فعلقه برضى الزوج وهذا قد يكون أقل وقد يكون أكثر يعني ربما يرضى الزوج عنها قبل طلوع الفجر وربما لا يرضى إلا بعد يوم أو يومين المهم ما دام الزوج ساخطا عليها فالله عز وجل ساخط عليها وفي هذا دليل على عظم حق الزوج على زوجته ولكن هذا في حق الزوج القائم بحق الزوجة أما إذا نشز ولم يقم بحقها فلها الحق أن تقتص منه وألا تعطيه حقه كاملا لقول الله تعالى { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } ولقوله تعالى { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } لكن إذا كان الزوج مستقيما قائما بحقها فنشزت هي وضيعت حقه فهذا جزاؤها إذا دعاها إلى فراشه فأبت أن تأتي والحاصل أن هذه الألفاظ التي وردت في هذا الحديث هي مطلقة لكنها مقيدة بكونه قائما بحقها أما إذا لم يقم بحقها فلها أن تقتص منه وأن تمنعه من حقه مثل ما منعها من حقها لقوله تعالى { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } وقوله { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به } وفي هذا الحديث دليل صريح لما ذهب إليه أهل السنة والجماعة وسلف الأمة من أن الله عز وجل في السماء هو نفسه جل وعلا فوق عرشه فوق سبع سماوات وليس المراد بقوله في السماء أي ملكه في السماء بل هذا تحريف للكلم عن مواضعه وتحريف الكلم عن مواضعه من صفات اليهود والعياذ بالله الذين حرفوا التوراة عن مواضعها وعما أراد الله بها فإن ملك الله سبحانه وتعالى في السماء وفي الأرض كما قال تعالى { ولله ملك السماوات والأرض } وقال أيضا { قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه } وقال أيضا { له مقاليد السماوات والأرض } كل السماوات والأرض بيد الله عز وجل كلها ملك الله ولكن المراد هو نفسه عز وجل فوق سماواته على العرش استوى ولذلك نجد أن المسألة فطرية لا تحتاج إلى دراسة وتعب حتى يقر الإنسان أن الله في السماء بمجرد الفطرة يرفع الإنسان يديه إلى ربه إذا دعا ويتجه بقلبه إلى السماء واليد ترفع أيضا نحو السماء بلى حتى البهائم ترفع إلى السماء حدثني أحد الأساتذة في الجامعة عندنا عن شخص اتصل عليه من القاهرة إبان الزلزلة التي أصابت مصر يقول إنه قبل الزلزال بدقائق هاجت الحيوانات في مقرها الذي يسمونه حديقة الحيوانات هاجت هيجانا عظيما ثم بدأت ترفع رأسها إلى السماء سبحانه الله بهائم تعرف أن الله في السماء وأوادم من بني آدم ينكرون أن الله في السماء والعياذ بالله فالبهائم تدري وتعرف نحن نشاهد بعض الحشرات إذا طردتها أو آذيتها وقفت ثم رفعت قوائمها إلى السماء نشاهدها مشاهدة فهذا يدل على أن كون الله عز وجل في السماء أمر فطري لا يحتاج إلى دليل أو تعب أو عنت حتى الذين ينكرون أن الله في السماء نسأل الله لنا ولهم الهداية لو جاءوا يدعون أين يرفعون أيديهم إلى السماء فسبحان الله أفعالهم تكذب عقيدتهم هذه العقيدة الباطلة الفاسدة التي يخشى عليهم من الكفر بها وهذه جارية أمة مملوكة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أراد سيدها أن يعتقها فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ادعها فجاءت الجارية فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أين الله قالت الله في السماء قال من أنا قالت أنت رسول الله قال لسيدها أعتقها فإنها مؤمنة وسبحان الله إن هؤلاء الذين يعتقدون أن الله ليس في السماء يقولون من قال إن الله في السماء فهو كافر والعياذ بالله نسأل الله لنا ولهم الهداية المهم أن من عقيدتنا التي ندين الله بها أن الله عز وجل فوق كل شيء وهو القاهر فوق عباده وأنه على العرش استوى وأن العرش على السماوات مثل القبة كأنه قبة أي خيمة مضروبة على السماوات والأرض والسماوات والأرض بالنسبة للعرش ليست بشيء وجاء في بعض الآثار أن السماوات السبع والأرضين السبع بالنسبة للكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض حلقة الدرع حلقة ضيقة ما يدخل فيها مفتاح إذا ألقيت في فلاة من الأرض ماذا تشغل من مساحة هذه الفلاة لا شيء قال وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة إذا الله أكبر من كل شيء ولهذا قال الله عز وجل { وسع كرسيه السماوات والأرض } يعني أحاط بها فما بالك بالرب عز وجل فالرب عز وجل فوق كل شيء هذه عقيدتنا التي نسأل الله تعالى أن نموت عليها ونبعث عليها هذه العقيدة التي يعتقدها أهل السنة والجماعة بالاتفاق
282 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه متفق عليه وهذا لفظ البخاري
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه هذا من حقوق الزوج على زوجته أنه لا يحل لها أن تصوم إلا بإذنه ما دام حاضرا في البلد أما إذا كان غائبا فلها أن تصوم ما شاءت لكن إذا كان في البلد فلا تصوم وظاهر الحديث أنها لا تصوم فرضا ولا نفلا إلا بإذنه أما النفل فواضح أنها لا تصوم إلا بإذنه لأن حق الزوج عليها واجب والنفل تطوع لا تأثم بتركه وحق الزوج تأثم بتركه وذلك أن الزوج ربما يحتاج إلى أن يستمتع بها فإذا كانت صائمة وأراد الاستمتاع بها صار في نفسه حرج وإلا فله أن يستمتع بها ويجامعها وهي صائمة صوم تطوع إذا لم يأذن فيه من قبل ولو أفسد صومها ولا إثم عليه لكن من المعلوم أنه سيكون في نفسه حرج لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه أما صيام الفرض فإن كان قد بقي من السنة مدة أكثر مما يجب عليها فلا يحل لها أن تصوم إلا بإذن زوجها إذا كان شاهدا يعني مثلا عليها عشرة أيام من رمضان وهي الآن في رجب وقالت أريد أن أصوم القضاء نقول لا تصومي القضاء إلا بإذن الزوج لأن معك سعة من الوقت أما إذا كان بقي في شعبان عشرة أيام فلها أن تصوم وإن لم يأذن لأنه لا يحل للإنسان الذي عليه قضاء من رمضان أن يؤخره إلى رمضان الثاني وحينئذ تكون فاعلة لشيء واجب فرض في الدين وهذا لا يشترط فيه إذن الزوج ولا غيره فصوم المرأة فيه تفضيل أما التطوع فلا يجوز إلا بإذن الزوج وأما الفرض فإن كان الوقت متسعا فإنه لا يجوز إلا بإذن الزوج وإن كان لا يسع إلا مقدار ما عليها من الصوم فإنه لا يشترط إذن الزوج هذا إذا كان حاضرا أما إذا كان غائبا فلها أن تصوم وهل مثل ذلك الصلاة يحتمل أن تكون الصلاة مثل الصوم وأنها لا تتطوع في الصلاة إلا بإذنه ويحتمل أن لا تكون مثل الصوم لأن وقت الصلاة قصير بخلاف الصوم الصوم كل النهار والصلاة ليست كذلك الصلاة ركعتان إذا كانت تطوعا والفريضة معروف أنه لا يشترط إذنه والظاهر أن الصلاة ليست كالصوم فلها أن تصلي ولو كان زوجها حاضرا إلا أن يمنعها فيقول أنا نحتاج إلى استمتاع لا تصلين الضحى مثلا لا تتهجدين الليلة .
على أنه يجوز للزوج أن يحرم زوجته الخير إلا إذا كان هناك حاجة بأن غلبت عليه الشهوة ولا يتمكن من الصبر وإلا فعليه أن يكون عونا لها على طاعة الله وعلى فعل الخير لأنه يكون مأجورا بذلك كما أنها مأجورة أيضا على الخير وأما إدخال أحد بيته بغير إذنه فظاهر فلا يجوز أن تدخل أحد بيته إلا بإذنه لكن الإذن في إدخال البيت نوعان الإذن الأول إذن العرف يعني جري به العرف مثل دخول امرأة الجيران والقريبات والصاحبات والزميلات وما أشبه ذلك هذا جري العرف به وأن الزوج يأذن به فلها أن تدخل هؤلاء إلا إذا منع وقال لا تدخل عليك فلانة فهنا يجب المنع ويجب أن لا تدخل والإذن الثاني إذن لفظي بأن يقول لها أدخلي من شئتي ولا حرج عليك إلا من رأيتي منه مضرة فلا تدخليه فيتقيد الأمر بإذنه وفي هذا دليل على أن الزوج يتحكم في بيته أن يمنع حتى أم الزوجة إذا شاء أن يمنعها وحتى أختها وخالتها وعمتها لكنه لا يمنعها من هؤلاء إلا إذا كان هناك ضرر عليه وعلى بيته لأن بعض النساء والعياذ بالله لا يكون فيها خير تكون ضررا على ابنتها وزوجها تأتي إلى ابنتها وتحقنها من العداوة والبغضاء بينها وبين زوجها حتى تكره زوجها ومثل هذه الأم لا ينبغي أن تترك مع ابنتها لأنها تفسدها على زوجها فهي كالسحرة الذين يتعلمون ما يفرقون به بين المرء وزوجه
283 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته والأمير راع والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته متفق عليه
284 - وعن أبي علي طلق بن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا دعا الرجل زوجته لحاجته فلتأته وإن كانت على التنور رواه الترمذي والنسائي وقال الترمذي حديث حسن صحيح
285 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
286 - وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة رواه الترمذي وقال حديث حسن
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الخطاب للأمة جميعا يبين فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن كل إنسان راع ومسئول عن رعيته والراعي هو الذي يقوم على الشيء ويرعى مصالحه فيهيئها له ويرعى مفاسده فيجنبه إياها كراعي الغنم ينظر ويبحث عن المكان المربع حتى يذهب بالغنم إليه وينظر في المكان المجدب فلا يتركها في هذا المكان هكذا بنو آدم كل إنسان راع وكل مسئول عن رعيته فالأمير راع ومسئول عن رعيته والأمراء يختلفون في نفوذهم وفي مناطق أعمالهم قد يكون هذا الأمير أميرا على قرية صغيرة فتكون مسئوليته صغيرة وقد يكون أميرا على مدينة كبيرة فتكون مسئوليته كبيرة وقد يكون مسئولا عن أمة كالأمير الذي ليس فوقه أمير في منطقته كالملك مثلا هنا وكالرؤساء في البلاد الأخرى وكأمراء المؤمنين في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وكالخلفاء في زمن بني أمية وبني العباس وغيرهم المهم أن الرعاة تتنوع رعيتهم أو تتنوع رعايتهم ما بين مسئولية كبيرة واسعة ومسئولية صغيرة ولهذا قال الأمير راع يعني هو مسئول عن رعيته الرجل راع لكن رعيته محصورة هو راع في أهل بيته في زوجته في ابنه في بنته في أخته في عمته في خالته كل من في بيته هو راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته يجب عليه أن يرعاهم أحسن رعاية لأنه مسئول عنهم كذلك المرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها يجب عليها أن تنصح في البيت في الطبخ في القهوة في الشاي في الفرش لا تطبخ أكثر من اللازم ولا تسوي الشاي أكثر مما يحتاج إليه يجب عليها أن تكون امرأة مقتصدة فإن الاقتصاد نصف المعيشة غير مفرطة فيما ينبغي مسئولة أيضا عن أولادها في إصلاحهم وإصلاح أحوالهم وشئونهم كإلباسهم الثياب وخلعهم الثياب غير النظيفة وتغيير فراشهم الذي ينامون عليه وتغطيتهم في الشتاء وهكذا مسئولة عن كل هذا مسئولة عن الطبخ وإحسانه ونضجه وهكذا مسئولة عن كل ما في البيت كذلك العبد مسئول وراع في مال سيده ومسئول عن رعيته يجب عليه أن يحفظ مال سيده وأن يتصرف فيه بما هو أحسن وألا يفرط فيه وألا يتعدى الحدود وهكذا فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته أما بقية الأحاديث التي ساقها المؤلف فكلها أحاديث تحتاج إلى نظر في صحتها لكن مجمل ما تدل عليه عظم حق الزوج على زوجته وأن حق الزوج على زوجته عظيم يجب عليها أن تقوم به كما يجب عليه أن يقوم بحقها كما قال الله تعالى ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وهذا من المساواة والعدل في الحقوق والواجبات التي تمتاز به شريعتنا الإسلامية
288 - وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء متفق عليه
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى في نقله عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما إن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر بأنه ما ترك فتنة أضر على الرجال من النساء وذلك أن الناس كما قال الله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث كل هذه مما زين للناس في دنياهم وصار سببا لفتنتهم فيها لكن أشدها فتنة النساء ولهذا بدأ الله بها فقال { زين للناس حب الشهوات من النساء } وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بذلك يريد به الحذر من فتنة النساء وأن يكون الناس منها على حذر لأن الإنسان بشر إذا عرضت عليه الفتن فإنه يخشى عليه منها ويستفاد منه سد كل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فكل طريق يوجب الفتنة بالمرأة فإن الواجب على المسلمين سده ولذلك وجب على المرأة أن تحتجب عن الرجال الأجانب فتغطي وجهها وكذلك تغطي يديها ورجليها عند كثير من أهل العلم ويجب عليها كذلك أن تبتعد عن الاختلاط بالرجال لأن الاختلاط بالرجال فتنة وسبب للشر من الجانبين من جانب الرجال ومن جانب النساء ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها وما ذلك إلا من أجل بعد المرأة عن الرجال فكلما بعدت فهو خير وأفضل .
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر النساء أن يخرجن إلى صلاة العيد ولكنهن لا يختلطن مع الرجال بل يكون لهن موضع خاص حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب الرجال وانتهى من خطبتهم نزل فذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن وهذا يدل على أن النساء كن في مكان منعزل عن الرجال وكان هذا والعصر عصر قوة في الدين وبعد عن الفواحش فكيف بعصرنا هذا فإن الواجب نوقي فتنة النساء بكل ما يستطاع ولا ينبغي أن يغرنا ما يدعو إليه أهل الشر والفساد من المقلدين للكفار من الدعوة إلى اختلاط المرأة بالرجال فإن ذلك من وحي الشيطان والعياذ بالله هو الذي يزين ذلك في قلوبهم وإلا فلا شك أن الأمم التي كانت تقدم النساء وتجعلهن مع الرجال مختلطات لا شك أنها اليوم في ويلات عظيمة من هذا الأمر يتمنون الخلاص منه فلا يستطيعون ولكن مع الأسف فإن بعض الناس منا ومن أبنائنا ومن أبناء جلدتنا يدعون إلى التحلل من مكارم الأخلاق وإلى جلب الفتن إلى بلادنا عن طريق التوسع في خروج المرأة واختلاطها بالرجال ومحاولة توظيفهن مع الرجال جنبا إلى جنب نسأل الله تعالى أن يعصمنا والمسلمين من الشر والفتن إنه جواد كريم
باب النفقة على العيال