باب النهي عن قول الإنسان مطرنا بنوء كذا
1731 - عن زيد بن خالد رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل فلما انصرف أقبل على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله ورسوله أعلم قال قال أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب متفق عليه والسماء هنا المطر
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: باب النهي عن سب الديك والديك هو الذكر من الدجاج وله صوت يؤذن فيوقظ النائم وبعضها يؤذن على الأوقات عند أوقات الصلوات وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من سمع صوت الديك أن يسأل الله من فضله إذا سمعت صوت الديك فقل أسأل الله من فضله فإنها رأت ملكا وبعض الديكة يكون أذانه على دخول الوقت أو قرب دخول الوقت فيوقظ الناس للصلاة فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن سبه لهذه المزية التي تميز بها كما نهي عن قتل النملة لأنها كانت دلت أخواتها على النجاة من سليمان عليه الصلاة السلام وهذا من تمام عدل الله عز وجل أن بعض الحيوانات التي يكون فيها مصلحة للعباد يكون لها مزية وفضل على غيرها سب الديك قد يقع من بعض الناس بفزع من صوته وهو نائم فيسبه ويشتمه وهذا منهي عنه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا الديك وفي هذا الحديث دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يتخذ ما يوقظه للصلاة وذلك مثل الساعات المنبهة فإن الإنسان ينبغي له أن يقتني من هذه الساعات حتى تنبهه للصلاة في الوقت الذي يدرك فيه الصلاة وكثير من الناس يتهاون في هذا الأمر ينام معتمدا على أنه سيقوم في الوقت الذي يريده ولكن يغلبه النوم فإذا علمت من نفسك هذا فاجعل لنفسك منبها ينبهك للصلاة لأن ما لا يتم المأمور إلا به فهو مأمور به وأنت مثاب على هذا وأما الباب الثاني وهو تحريم قول الإنسان مطرنا بنوء كذا وكذا وهو أيضا عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في الحديبية والحديبية غزوة مشهورة معروفة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة معتمرا ومعه الإبل الهدى فلما وصل إلى الحديبية وهى أرض بين الحل والحرم منعته قريش أن يدخل مكة وجرى بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم ما هو معروف من المصالحة لكن في إحدى الليالي صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح على إثر مطر فلما أنصرف من صلاته أقبل عليهم وقال هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قالوا الله ورسوله أعلم وإنما ألقى عليهم هذا السؤال من أجل أن ينتبهوا لأن إلقاء الأسئلة يوجب الانتباه قالوا الله ورسوله أعلم وهكذا كل إنسان يجب عليه إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله ورسوله أعلم في الأمور الشرعية أما الأمور الكونية القدرية فهذا لا يقول ورسوله أعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب كما مثلا لو قال قائل أتظن المطر ينزل غدا تقول الله أعلم ولا تقل الله ورسوله أعلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم مثل هذه الأمور لكن لو قال لك هل هذا حرام أم حلال تقول الله ورسوله أعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم عنده علم الشريعة المهم أنهم قالوا الله ورسوله أعلم وهذا من الأدب قال قال يعني أن الله قال عز وجل أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي يعني في تلك الليلة قال الله عز وجل فيما أوحاه إلى نبيه أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب والباء هنا للسببية يعني معناه أنك إذا أضفت المطر إلى النوء فقلت هذا النجم نجم بركة وخير يأتي بالمطر فهذا حرام عليك كفر بالله عز وجل وإضافة للشيء إلى سببه من نسيان المسبب وهو الله عز وجل وأما إذا قلت مطرنا بفضل الله ورحمته في هذا النوء، فلا بأس لأن هذا اعتراف منك بأن المطر بفضل الله ولكنه صار في هذا بالنوء كثير من العامة عندنا يقولون مطرنا بالفصل مطرنا كذا وكذا ..
.
وليسوا يقصدون بهذا السببية وإنما يقصدون الظرفية أي أن المطر صار في هذا الوقت وهذا لا بأس به وأما إذا جعل الباء للسببية فهذا هو الذي كفر بالله وإيمان بالكواكب ثم إن اعتقد أن الكوكب هو الذي يأتي بالمطر فهذا كفر أكبر مخرج عن الملة وإن اعتقد أن الكوكب سبب وأن الخالق هو الله عز وجل فهذا كفر بنعمة الله وليس كفرا مخرجا عن الملة وفي هذا الحديث نعرف أنه ينبغي للإنسان إذا جاء المطر أن يقول مطرنا بفضل الله ورحمته والله الموفق
باب تحريم قوله لمسلم يا كافر
1732 -