1841 - وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها رواه مسلم
1842 - وعن سلمان الفارسي رضي الله عنه من قوله: قال لا تكونن إن استطعت أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فإنها معركة الشيطان وبها ينصب رايته ..
رواه مسلم هكذا ورواه البرقاني في صحيحه عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها فيها باض الشيطان وفرخ
1843 - وعن عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس رضي الله عنه قال قلت: لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله غفر الله لك قال ولك قال عاصم فقلت له استغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولك ثم تلا هذه الآية { واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات } رواه مسلم
1844 - وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت رواه البخاري
الشَّرْحُ
هذه الأحاديث من الأحاديث المنثورة التي ذكرها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين منها حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحب البقاع إلى الله مساجدها وأبغض البقاع إلى الله أسواقها أو قال البلاد فالمساجد مساجد الله عز وجل ولهذا أضافها الله إلى نفسه فقال ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وقال تعالى { في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإتياء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار } فالمساجد أحب البقاع إلى الله لأنها محل ذكره وعبادته وقراءة شرعه وغير ذلك من مصالح الدنيا والدين ولهذا كان بذل المال فيها من أفضل أنواع البذل والبذل فيها من الصدقة الجارية وهي أفضل من أن يجعل الإنسان ماله في أضحية أو عشاء أو ما أشبه ذلك فإذا جعل ماله في بناء المساجد وعمارتها كان ذلك أفضل لأن المساجد صدقة جارية باقية عامة كل المسلمين ينتفعون بها المصلون والدارسون والمتعلمون والمعلمون والذين آواهم البرد أو الحر إلى المساجد إلى غير ذلك أما الأسواق فإنما مأوى الشياطين فيها باض الشيطان وفرخ والعياذ بالله ونصب رايته وخيمته لأن أسواق البيع والشراء الغالب فيها إلا ما شاء الله الكذب والغش والخيانة والحلف وما أشبه ذلك فلهذا كانت أبغض البلاد إلى الله عز وجل وفي هذا الحديث إثبات الحب والبغض لله عز وجل أي أن الله يحب ويبغض ومن أصول أهل السنة والجماعة أننا نؤمن بذلك ونقول إن الله تعالى يحب ويبغض وهو سبحانه وتعالى موصوف بصفات الكمال وأنه لا يحب إلا ما فيه الخير والصلاح ولا يبغض إلا الشر والخبائث وينبغي أيضا كما جاء في حديث سلمان ألا يكون أول من يدخلها ولا آخر من يخرج منها لأنها أبغض البلاد إلى الله ويحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء والنظرات المحرمة والكلام المحرم وما أشبه ذلك أما حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه فهو أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر له فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم قال استغفر لي يا رسول الله فأجابه وفي هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس كغيره أي يسأل منه الدعاء أن إنسانا يقول له يا رسول الله استغفر لي وهذا في حياته أما بعد موته فلا يجوز فمن سأل الرسول أن يستغفر له بعد وفاته فهو مشرك كافر أما في حياته فلا بأس وقد أمر الله نبيه أن { يستغفر لذنبه وللمؤمنين والمؤمنات } فقال واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والمغفرة هي أن الله تعالى يستر العبد ولا يطلع الناس على ذنبه ويعفو عنه ويتجاوز عنه لأنها مأخوذة من الستر والوقاية وهو المغفرة
1845 -