منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع ---   آداب عامة   وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 3:44 am


137 - الحادي والعشرون: عن أبي المنذر أبي بن كعب رضي الله عنه قال كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه وكان لا تخطئه صلاة فقيل له أو فقلت له لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء ؟ فقال ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمع الله لك ذلك كله رواه مسلم .
وفي رواية إن لك ما احتسبت الرمضاء الأرض التي أصابها الحر الشديد .

الشَّرْحُ

هذا الحديث يتعلق بما قبله من الأحاديث الدالة على كثرة الخير وأن طرق الخير كثيرة ومنها الذهاب إلى المساجد وكذلك الرجوع منها إذا احتسب الإنسان ذلك عند الله تعالى فهذا الحديث الذي ذكره المؤلف - رحمه الله - في قصة الرجل الرجل الذي كان له بيت بعيد عن المسجد وكان يأتي إلى المسجد من بيته من بعد يحتسب الأجر على الله قادما إلى المسجد وراجعا منه فقال له بعض الناس لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء والرمضاء يعني في الليل حين الظلام في صلاة العشاء وصلاة الفجر أو في الرمضاء أي في أيام الحر الشديد ولا سيما في الحجاز فإن جوها حار فقال رضي الله عنه ما يسرني أن بيتي إلى جنب المسجد .
عني أنه مسرور بأن بيته بعيد عن المسجد يأتي إلى المسجد بخطى ويرجع منه بخطى وهو لا يسره أن يكون بيته قريبا من المسجد لأنه لو كان قريبا لم تكتب له تلك الخطى وبين أنه يحتسب أجره على الله عز وجل قادما إلى المسجد وراجعا منه فقال صلى الله عليه وسلم إن له ما احتسب .
ففي هذا دليل على أن كثرة الخطى إلى المساجد من طرق الخير وأن الإنسان إذا احتسب الأجر على الله كتب الله له الأجر حال مجيئه إلى المسجد وحال رجوعه منه .
ولا شك أن للنية أثرا كبيرا في صحة الأعمال وأثرا كبيرا في ثوابها وكم من شخصين يصليان جميعا بعضهما إلى جنب بعض ومع ذلك يكون بينهما في قدر الثواب مثل ما بين السماء والأرض وذلك بصلاح النية وحسن العمل فكلما كان الإنسان أصدق إخلاصا لله وأقوى اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أكثرا أجرا وأعظم مثوبة عند الله عز وجل .

138- الثاني والعشرون‏:‏ عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أربعون خصلة أعلاها منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها إلا أدخله الله بها الجنة‏"‏ ‏(‏‏(‏رواه البخاري‏)‏‏)‏‏.‏

(36)



139 - الثالث والعشرون عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اتقوا النار ولو بشق تمرة متفق عليه .
وفي رواية لهما عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة .

الشَّرْحُ

هذا الحديث في بيان شيء من طرق الخيرات لأن طرق الخيرات - ولله الحمد - كثيرة شرعها الله لعباده ليصلوا بها إلى غاية المقاصد فمن ذلك الصدقة فإن الصدقة كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار يعني كما لو أنك صببت ماء على النار انطفأت فكذلك الصدقة تطفئ الخطيئة .
ثم ذكر المؤلف هذا الحديث الذي بين فيه أن الله سبحانه وتعالى سيكلم كل إنسان على حده يوم القيامة قال الله تعالى يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ يعني سوف تلاقي ربك ويحاسبك على هذا الكدح أي الكد والتعب الذي عملت ولكن ذلك بشرى للمؤمنين كما قال الله تعالى { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلَاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } الحمد لله المؤمن إذا لاقى ربه فإنه على خير .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم هنا في الحديث ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان يعني يكلمه الله يوم القيامة بدون مترجم يكلم الله كل عبد مؤمن فيقرره بذنوبه يقول له عملت كذا وكذا في يوم كذا وكذا فإذا أقر بها وظن أنه قد هلك قال إني قد سترتها عليك في الدنيا وأنا أغفرها لك اليوم فكم من ذنوب علينا سترها الله عز وجل لا يعلمها إلا هو فإذا كان يوم القيامة أتم علينا النعمة بمغفرتها وعدم العقوبة عليها ولله الحمد .
ثم قال فينظر أيمن منه يعني عن يمينه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه أي على يساره فلا يرى إلا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه قال النبي عليه الصلاة والسلام فاتقوا النار ولو بشق تمرة يعني ولو بنصف تمرة أو أقل .
ففي هذا الحديث دليل على كلام الله عز وجل وأنه سبحانه وتعالى يتكلم بكلام مسموع مفهوم لا يحتاج إلى ترجمة يعرفه المخاطب به .
وفيه دليل على الصدقة ولو قلت وأنها تنجي من النار لقوله اتقوا النار ولو بشق تمرة قال فإن لم يجد فبكلمة طيبة يعني إن لم يجد شق تمرة فليتق النار بكلمة طيبة .
والكلمة الطيبة تشمل قراءة القرآن فإن أطيب الكلمات القرآن الكريم وكذلك تشمل التسبيح والتهليل وكذلك تشمل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتشمل تعليم العلم وتعلم العلم وتشمل كذلك كل ما يتقرب به الإنسان إلى ربه من القول يعني إذا لم تجد شق تمرة فإنك تتقي النار ولو بكلمة طيبة فهذا من طرق الخير وبيان كثرتها ويسرها فالحمد لله أن شق التمرة تنجي من النار وأن الكلمة الطيبة تنجي من النار نسأل الله أن ينجينا وإياكم من النار .

140 - الرابع والعشرون: عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها رواه مسلم .

الشَّرْحُ

قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها وفسر المؤلف - رحمه الله - الأكلة بأنها الغدوة أو العشوة أي الغداء أو العشاء .
ففي هذا دليل على أن رضا الله عز وجل قد ينال بأدنى سبب قد ينال بهذا السبب اليسير ولله الحمد يرضى الله عن الإنسان إذا انتهى من الأكل قال الحمد لله وإذا انتهى من الشرب قال الحمد لله ذلك أن للأكل والشرب آدابا فعلية وآدابا قولية .
أما الآداب الفعلية فأن يأكل باليمين ويشرب باليمين ولا يحل له أن يأكل بشماله أو يشرب بشماله فإن هذا حرام على القول الراجح لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله وأخبر أن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وأكل رجل بشماله عنده فقال كل بيمينك قال لا أستطيع فقال لا استطعت فما استطاع الرجل بعد ذلك أن يرفع يده اليمنى إلى فمه عوقب بهذا والعياذ بالله .
أما الآداب القولية: فأن يسمي عند الأكل يقول باسم الله والصحيح أن التسمية عند الأكل أو الشرب واجبة وأن الإنسان يأثم إذا لم يسم عند أكله أو شربه لأنه إذا لم يفعل يعني لم يسم عند الأكل والشرب فإن الشيطان يأكل معه ويشرب معه .
ولهذا يجب على الإنسان إذا أراد أن يأكل أن يسمي الله وإذا نسي أن يسمي في أول الطعام ثم ذكر في أثنائه فليقل باسم الله أوله وآخره وكذلك إذا نسي أحد أن يسمي فذكر لأن النبي ذكر عمر بن أبي سلمة وهو ربيبه - ابن زوجته أم سلمة رضي الله عنها حينما تقدم للأكل فأكل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم يا غلام سم الله كل بيمينك وكل مما يليك .
وهذا فيه دليل على أن التسمية إذا كانوا جماعة من كل واحد فكل واحد يسمي ولا يكفي أن يسمي واحد عن الجميع بل كل إنسان يسمي لنفسه .
والتسمية عند الأكل والشرب من الآداب القولية وهي واجبة لا يحل لأحد أن يدعها أما عند الانتهاء فمن الآداب أن يحمد الله على هذه النعمة حيث يسر له هذا الأكل مع أنه لا أحد غيره يستطيع أن ييسره كما قال تعالى أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ } لولا أن الله عز وجل نمى هذا الزرع حتى كمل وتيسر حتى وصل بين يديك لعجزت عنه .
وكذلك الماء لولا أن الله يسره فأنزله من المزن وسلكه ينابيع في الأرض حتى استخرجته لما حصل لك هذا ولهذا قال في الزرع { لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } وقال في الماء { لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ } فلهذا كان من شكر نعمة الله عليك بهذا الأكل والشرب أن تحمد الله إذا انتهيت من الشرب أو من الأكل ويكون هذا سببا لرضا الله عنك .
وقوله الأكلة فسرها المؤلف بقوله الغدوة أو العشوة يعني وليست الردة ليس كل ما أكلت ردة قلت الحمد لله أو كل ما أكلت تمرة قلت الحمد لله السنة أن تقول إذا انتهيت نهائيا وذكر أن الإمام أحمد - رحمه الله - كان يأكل ويحمد على كل ردة فقيل له في ذلك فقال أكل وحمد خير من أكل وسكوت ولكن لا شك أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأن الإنسان إذا حمد الله في آخر أكله أو آخر شربه كفي ولكن إن رأي مصلحة في الحمد يذكر غيره أو ما أشبهه ذلك فأرجو ألا يكون في هذا بأس كما فعله الإمام أحمد رحمه الله .

141 - الخامس والعشرون: عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على كل مسلم صدقة قال أرأيت إن لم يجد ؟ قال يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قال أرأيت إن لم يستطع ؟ قال يعين ذا الحاجة الملهوف قال أرأيت إن لم يستطع قال يأمر بالمعروف أو الخير قال أرأيت إن لم يفعل ؟ قال يمسك عن الشر فإنها صدقة متفق عليه .

الشَّرْحُ

نقل المؤلف - رحمه الله - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال على كل مسلم صدقة وقد مر علينا مثل هذا التعبير من رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أعم منه حيث قال على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس والسلامى هي مفاصل العظام وهذا يدل على أن لله عز وجل علينا صدقة كل يوم هذه الصدقة متنوعة إما أن تكون تسبيحة أو تكبيرة أو تهليلة أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو أن تعين الملهوف المهم أن طرق الخيرات كثيرة ولكن النفس الأمارة بالسوء تثبط الإنسان عن الخير وإذا هم بشيء فتحت له بابا غيره ثم إذا هم به فتحت له بابا آخر حتى يضيع عليه الوقت ويخسر وقته ولا يستفيد منه شيئا .
ولهذا ينبغي للإنسان أن يبادر ويسارع في الخير كلما فتح له باب من الخير فليسارع إليه لقوله تعالى فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ولأن الإنسان إذا انفتح له بابا الخير أول مرة ثم لم يفعل فإنه يوشك أن يؤخره الله عز وجل وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله فالمهم أنه ينبغي للإنسان العاقل الحازم المؤمن أن ينتهز سبل الخير وأن يحرص غاية الحرص على أن يأخذ من كل باب منها بنصيب حتى يكون ممن سارع في الخيرات وحتى ثمرات هذه الأعمال الصالحة نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ذكره وحسن عبادته إنه جواد كريم .

باب في الاقتصاد في الطاعة

قال الله تعالى { طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى } وقال تعالى { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } .

الشَّرْحُ

لما ذكر المؤلف - رحمه الله - في الباب السابق كثرة طرق الخير بين في هذا الباب أنه ينبغي للإنسان أن يقتصد في الطاعة فقال باب الاقتصاد في الطاعة والاقتصاد هو أن يكون الإنسان وسطا بين الغلو والتفريط لأن هذا هو المطلوب من الإنسان في جميع أحواله أن يكون دائرا في وسط بين الغلو والتفريط قال الله تعالى وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا .
وهكذا الطاعة ينبغي أن تقتصد فيها بل يجب عليك أن تقتصد فيها فلا تكلف نفسك ما لا تطيق لأن النبي لما بلغه خير الثلاثة الذين قال أحدهم إني لا أتزوج النساء وقال الثاني أصوم ولا أفطر وقال ثالث أقوم ولا أنام خطب عليه الصلاة والسلام وقال ما بال أقوام يقولون كذا وكذا إني أصلي وأنام وأصوم وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني فتبرأ النبي صلى الله عليه وسلم ممن رغب عن سنته وكلف نفسه ما لا تطيق .
ثم استشهد المؤلف بقوله تعالى { طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى }، { طه } هذه حرفان من حروف الهجاء أحدهما طاء والثاني هاء وليست اسما من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم كما زعمه بعضهم بل هي من الحروف الهجائية التي ابتدأ بها في بعض السور الكريمة من كتابه العزيز وهي حروف ليس لها معنى لأن القرآن نزل باللغة العربية واللغة العربية لا تجعل للحروف الهجائية معنى بل لا يكون لها معنى إلا إذا ركبت وكانت كلمة .
ولكن لها مغزى عظيم هذا المغزى العظيم هو التحدي الظاهر لهؤلاء المكذبين للرسول عليه الصلاة والسلام هؤلاء المكذبون للرسول صلى الله عليه وسلم عجزوا أن يأتوا بشيء مثل القرآن لا بسورة ولا بعشر سور ولا بآية ومع هذا فإن هذا القرآن الذي أعجزهم لم يأت بحروف غريبة لم يكونوا يعرفونها بل أتى بالحروف التي يركبون منها كلامهم .
ولهذا لا تكاد تجد سورة ابتدأت بهذه الحروف إلا وجدت بعدها ذكر القرآن في سورة البقرة { الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ } وفي سورة آل عمران { الم اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ } وفي سورة الأعراف { المص كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ } وفي سورة يونس { الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ } وهكذا نجد بعد كل حروف هجائية في بداية السورة يأتي ذكر القرآن وذلك إشارة إلى أن هذا القرآن كان من هذه الحروف التي يتركب منها كلام العرب ومع ذلك أعجز العرب هذا هو الصحيح في معنى المراد من هذه الحروف الهجائية .
وقوله - عز وجل - { مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى } يعني ما أنزل الله على النبي صلى الله عليه وسلم هذا القرآن لينال الشقاء به ولكن لينال السعادة والخير والفلاح في الدنيا والآخرة كما قال الله سبحانه وتعالى في هذه السورة نفسها { قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى } { مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى } ولكن لتسعد في الدنيا والآخرة ولهذا لما كانت الأمة الإسلامية أمة القرآن تتمسك به وتهتدي بهديه صارت لها الكرامة والعزة والرفعة على جميع الأمم ففتحوا مشارق الأرض ومغاربها ولما تخلف عن العمل بهذا القرآن تخلفت عنها من العزة والنصر والكرامة بقدر ما تخلفت به من العمل بهذا القرآن .
ثم ساق المؤلف آية أخرى وهي قول الله تعالى { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } يعني أن الله يريد بنا فيما شرع لنا التيسير وهذه الآية نزلت في آيات الصيام حتى لا يظن الظان أنه أنزل على الناس للمشقة والتعب فبين الله تعالى أنه يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر ولهذا من سافر لم يجب عليه الصوم ويقضي من أيام أخر من مرض لم يجب عليه الصوم ويقضي من أيام أخر فهذا من التيسير { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } .
ولهذا كان هذا الدين الإسلامي - ولله الحمد - دين السماحة واليسر والخير والسهولة أسأل الله أن يرزقني وإياكم التمسك به والوفاة عليه وملاقاة ربنا عليه .

142 - عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة قال من هذه ؟ قالت هذه فلانة تذكر من صلاتها قال مه عليكم بما تطيقون فوالله لا يمل الله حتى تملوا وكان أحب الدين إليه ما دوام صاحبه عليه .
متفق عليه .
ومه كلمة نهي وزجر ومعنى لا يمل الله أي لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المال حتى تملوا فتتركوا فينبغي لكم أن تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم .

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن عائشة رضي الله عنها في باب الاقتصاد في الطاعة أن النبي دخل عليها وعندها امرأة فقال من هذه ؟ قالت: فلانة وذكرت من صلاتها يعني أنها تصلي كثيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم مه ومه تعني أمر بالكف فهي عند النحويين اسم فعل بمعنى اكفف وصه بمعنى اسكت .
والمعنى أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر هذه المرأة أن تكف عن عملها الكثير الذي قد يشق عليها وتعجز عنه في المستقبل فلا تديمه ثم إن النبي عليه الصلاة والسلام أمرنا أن نأخذ من العمل بما نطيق فقال عليكم بالعمل بما تطيقون يعني لا تكلفوا أنفسكم وتجهدوها فإن الإنسان إذا أجهد نفسه وكلف نفسه ملت وكلت ثم انحسرت وانقطعت .
وذكرت عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب الدين إليه أدومه أي ما دام عليه صاحبه يعني أن العمل وإن قل إذا داومت عليه كان ذلك أحسن له لأنك تفعل العمل براحة وتتركه وأنت ترغب فيه لا تتركه وأنت تمل منه .
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام فوالله لا يمل الله حتى تملوا يعني أن الله - عز وجل - يعطيكم من الثواب بقدر عملكم مهما داومتم فإن الله تعالى يثيبكم عليه .
وهذا الملل الذي يفهم من ظاهر الحديث أن الله يتصف به ليس كمللنا نحن لأن مللنا نحن ملل تعب وكسل وأما ملل الله عز وجل فإنه صفة يختص به جل وعلا والله - سبحانه وتعالى - لا يلحقه تعب ولا يلحقه كسل قال تعالى وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ هذه السماوات العظيمة والأرض وما بينهما خلقها الله تعالى في ستة أيام الأحد والاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة قال { وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } يعني ما تعبنا بخلقها في هذه المدة الوجيزة مع عظمها .
ففي هذا الحديث فوائد منها: أن الإنسان ينبغي له إذا رأى عند أهله أحدا أن يسأل من هو ؟ لأنه قد يكون هذا الداخل على الأهل ممن لا يرغب في دخوله فإن من النساء من تأتي إلى أهل البيت تحدثهم بأحاديث يأثمون بها من الغيبة وغيرها وربما تدخل امرأة - بحسن نية أو بغير حسن نية - تسأل عن البيت عما يفعل الزوج وعما يأتي به في بيته وعما يفعل الابن ثم إذا ذكر لها ذلك ظلت تذكر ذلك بازدراء وتسخط حتى تفسد المرأة على زوجها فلذلك ينبغي للإنسان إذا وجد عند أهله أحدا أن يسأل عنهم من هؤلاء ؟ كما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عائشة عن المرأة التي عندها .
وفيه أيضا: أنه ينبغي للإنسان أن لا يجهد نفسه بالطاعة وكثرة العمل فإنه إذا فعل هذا مل ثم ترك وكونه يبقى على العمل ولو قليلا مستمرا عليه أفضل وقد بلغ النبي أن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت قال ذلك رغبة في الخير فبلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فقال له أنت الذي قلت ذلك ؟ قال نعم يا رسول الله قال إنك لا تطيق ذلك ثم أمره أن يصوم من كل شهر ثلاثة أيام فقال إني أطيق أكثر من ذلك فأمره أن يصوم يوما ويفطر يومين فقال أطيق أكثر من ذلك فقال صم يوما وأفطر يوما قال إني أطيق أكثر من ذلك قال لا أكثر من ذلك هذا صيام داود .
وكبر عبد الله بن عمرو وصار يشق عليه أن يصوم يوما ويترك يوما فقال ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم ثم صار يصوم خمسة عشر يوم سردا ويفطر خمسة عشر يوما سردا ففي هذا دليل على أن الإنسان ينبغي له أن يعمل العبادة على وجه مقتصد لا غلو ولا تفريط حتى يتمكن من الاستمرار عليها وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قل .

143 -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى / من 137 – إلى 143 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى من 257 – إلى 260 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 164 – إلى 168 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 253 – إلى 257 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 157 – إلى 164 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: