منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع ---   آداب عامة     وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 12:48 am


باب الشفاعة

قال الله تعالى { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها }

246 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه طالب حاجة أقبل على جلسائه فقال اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب متفق عليه وفي رواية ما شاء

247 - وعن ابن عباس رضي الله عنه في قصة بريرة وزوجها قال قال لها النبي صلى الله عليه وسلم لو راجعته قالت يا رسول الله تأمرني قال إنما أشفع قالت لا حاجة لي فيه رواه البخاري

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الشفاعة والشفاعة هي التوسط للغير لجلب منفعة أو دفع مضرة .
مثال الأول: أن تتوسط لشخص عند آخر في أن يساعده في أمر من الأمور ومثال الثاني: أن تشفع لشخص عند آخر في أن يسامحه ويعفو عن مظلمته حتى يندفع عنه الضرر ومثال ذلك في الآخرة أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الموقف ليقضى بينهم حين يصيبهم من الكرب والغم ما لا يطيقون فهذه شفاعة في دفع مضرة ومثالها في جلب منفعة أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة والمراد بالشفاعة في كلام المؤلف الشفاعة في الدنيا وهي أن يشفع الإنسان لشخص عند آخر يتوسط له لجلب المنفعة له أو دفع المضرة عنه .
والشفاعة أقسام: القسم الأول: شفاعة محرمة لا تجوز وهي أن يشفع لشخص وجب عليه الحد بعد أن يصل إلى الإمام فإن هذه شفاعة محرمة لا تجوز مثال ذلك رجل وجب عليه الحد في قطع يده للسرقة فلما وصلت إلى الإمام أو نائب الإمام أراد إنسان أن يشفع لهذا السارق أن لا تقطع يده فهذا حرام أنكره النبي عليه الصلاة والسلام إنكارا عظيما وذلك حينما أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تقطع يد المرأة المخزومية امرأة من بني مخزوم من أشرف قبائل العرب كانت تستعير الشيء ثم تجحده أي تستعيره لتنتفع به ثم تنكر بعد ذلك أنها استعارت شيئا فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقطع يدها فاهتمت لذلك قريش قالوا امرأة من بني مخزوم تقطع يدها هذا عار كبير من يشفع لنا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فرأوا أن أقرب الناس لذلك أسامة بن زيد بن حارثة وأسامة بن زيد ابن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن زيد بن حارثة عبد أهدته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ثم أعتقه وكان يحبه عليه الصلاة والسلام ويحب ابنه أسامة فذهب أسامة إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشفع لهذه المرأة ألا تقطع يدها فقال النبي عليه الصلاة والسلام أتشفع في حد من حدود الله قال ذلك إنكارا عليه ثم قام فخطب الناس وقال أيها الناس إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله يعني أقسم بالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها وهذه المرأة المخزومية دون فاطمة شرفا ونسبا ومع ذلك فإنه صلى الله عليه وسلم قال لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ليسد باب الشفاعة والوساطة في الحدود إذا بلغت الإمام وقال عليه الصلاة والسلام من حالت شفاعته دون حد من حدود الله فقد ضاد الله في أمره وقال صلى الله عليه وسلم إذا بلغت الحدود السلطان فلعن الله الشافع والمشفع ولما سرق رداء صفوان بن أمية وكان قد توسده في المسجد فجاء رجل فسرقه فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يد السارق انظر ماذا سرق سرق رداء فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يده فقال يا رسول الله أنا لا أريد ردائي يعني أنه رحم هذا السارق وشفع فيه أن لا تقطع يده قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم هلا كان ذلك قبل أن تأتيني به يعني لو عفوت عنه قبل أن تأتيني به لكان ذلك لك لكن إذا بلغت الحدود السلطان فلابد من تنفيذها وتحرم فيها الشفاعة القسم الثاني أن يشفع في شيء محرم مثل أن يشفع لإنسان معتد على أخيه أعرف مثلا أن هذا الرجل يريد أن يخطب امرأة مخطوبة من قبل والمرأة المخطوبة لا يحل لأحد خطبتها فذهب رجل ثان إلى شخص وقال يا فلان أحب أن تشفع لي عند والد هذه المرأة يزوجنيها وهو يعلم أنها مخطوبة فهنا لا يحل له أن يشفع لأن هذه شفاعة في محرم .
والشفاعة في المحرم تعاون على الإثم والعدوان وقد قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ومن ذلك أيضا أن يأتي رجل لشخص فيقول يا فلان أنا أريد أن أشتري دخانا من فلان وقد سمته بكذا وكذا وأبى علي إلا بكذا وكذا أكثر مما سمته به فأرجوك أن تشفع لي عنده ليبيعه علي بهذا السعر الرخيص فهنا لا تجوز الشفاعة لأن هذه إعانة على الإثم والعدوان القسم الثالث: الشفاعة في شيء مباح وهذه لا بأس بها ويكون للإنسان فيها أجر مثل أن يأتي شخص لآخر فيسوم منه بيتا ويقول له هذا الثمن قليل فيذهب السائم إلى شخص ثالث ويقول يا فلان اشفع لي عند صاحب البيت لعله يبيعه علي فيذهب ويشفع له فهذا جائز بل هو مأجور على ذلك ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه صاحب حاجة التفت إلى أصحابه وقال اشفعوا تؤجروا ويقضى الله على لسان نبيه ما شاء أو ما أحب فهنا يأمر عليه الصلاة والسلام أصحابه بأن يشفعوا لصاحب الحاجة ومثل ذلك أيضا لو وجب لك حق على شخص ورأيت أنك إذا تنازلت عنه هكذا ربما استخف بك في المستقبل وانتهك حرمتك فهنا لا حرج أن تقول مثلا لبعض الناس اشفعوا له عندي حتى تظهر أنت بمظهر القوى ولا تجبن أمامه ويحصل المقصود .
المهم أن الشفاعة في غير أمر محرم من الإحسان إلى الغير كما قال تعالى { من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها }

باب الإصلاح بين الناس

قال الله تعالى { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس } وقال & تعالى { والصلح خير } وقال تعالى { فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم } وقال تعالى { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم }

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى باب الإصلاح بين الناس الإصلاح بين الناس هو أن يكون بين شخصين مع معاداة وبغضاء فيأتي رجل موفق فيصلح بينهما ويزيل ما بينهما من العداوة والبغضاء وكلما كان الرجلان أقرب صلة بعضهما من بعض فإن الصلح بينهما أوكد يعني أن الصلح بين الأب وابنه أفضل من الصلح بين الرجل وصاحبه والصلح بين الأخ وأخيه أفضل من الصلح بين العم وابن أخيه وهكذا كلما كانت القطيعة أعظم كان الصلح بين المتباغضين وبين المتقاطعين أكمل وأفضل وأوكد .
واعلم أن الصلح بين الناس من أفضل الأعمال الصالحة قال الله عز وجل لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس أي إلا نجوى من أمر بصدقة .
والنجوى الكلام الخفي بين الرجل وصاحبه فأكثر المناجاة بين الناس لا خير فيها إلا من أمر بصدقة أو معروف .
والمعروف كل ما أمر به الشرع يعني أمر بخير { أو إصلاح بين الناس } بين الرجل وصاحبه مفسدة فيأتي شخص موفق فيصلح بينهما ويزيل ما بين الرجل وصاحبه من العداوة والبغضاء ثم قال تعالى { ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } فبين سبحانه في هذه الآية أن الخير حاصل فيمن أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس فهذا خير حاصل لا شك فيه أما الثواب فقال { ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } فأنت يا أخي المسلم إذا رأيت بين شخصين عداوة وبغضاء وكراهة فاحرص على أن تسعى بينهما بالصلح حتى لو خسرت شيئا من مالك فإنه مخلوف عليك ثم أعلم أن الصلح يجوز فيه التورية أي أن تقول لشخص إن فلانا لم يتكلم فيك بشيء إن فلانا يحب أهل الخير وما أشبه ذلك أو تقول فلان يحبك إن كنت من أهل الخير وتضمر في نفسك جملة إن كنت من أهل الخير لأجل أن تخرج من الكذب وقال الله عز وجل { وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير } هذه جملة عامة { الصلح خير } في جميع الأمور .
ثم قال تعالى { وأحضرت الأنفس الشح } إشارة إلى أن الإنسان ينبغي له عند الإصلاح أن يتنازل عما في نفسه وأن لا يتبع نفسه لأنه إذا اتبع نفسه فإن النفس شحيحة ربما يريد الإنسان أن يأخذ بحقه كاملا وإذا أراد الإنسان أن يأخذ بحقه كاملا فإن الصلح يتعذر لأنك إذا أردت أن تأخذ بحقك كاملا وأراد صاحبك أن يأخذ بحقه كاملا لم يكن إصلاحا .
لكن إذا تنازل كل واحد منكما عما يريد وغلب شح نفسه فإنه يحصل الخير ويحصل الصلح وهذا هو الفائدة من قوله تعالى { وأحضرت الأنفس الشح } بعد قوله { والصلح خير } وقال تعالى { وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما } فأمر الله عز وجل بالإصلاح بين المتقاتلين من المؤمنين .
المهم أن الإصلاح كله خير فعليك يا أخي المسلم إذا رأيت شخصين متنازعين متباغضين متعاديين أن تصلح بينهما لتنال الخير الكثير وابتغ في ذلك وجه الله وإصلاح عباد الله حتى يحصل لك الخير الكثير كما قال تعالى { ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } أسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين .

248 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة متفق عليه ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل

الشَّرْحُ

سبق لنا ما ذكره المؤلف من الآية الكريمة الدالة على فضيلة الإصلاح بين الناس ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يصبح على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس والسلامى هي العظام والمفاصل يعني كل يوم تطلع الشمس فعلى كل مفصل من مفاصلك صدقة .
قال العلماء من أهل الفقه والحديث وعدد السلامى في كل إنسان ثلاثمائة وستون عضوا أو مفصلا فعلى كل واحد من الناس أن يتصدق كل يوم تطلع فيه الشمس بثلاثمائة وستين صدقة ولكن الصدقة لا تختص بالمال بل كل ما يقرب إلى الله فهو صدقة بالمعنى العام لأن فعله يدل على صدق صاحبه في طلب رضوان الله عز وجل ثم بين صلى الله عليه وسلم هذه الصدقة فقال تعدل بين اثنين صدقة يعني رجلان يتخاصمان إليك فتعدل بينهما تحكم بينهما بالعدل وكل ما وافق الشرع فهو عدل وكل ما خالف الشرع فهو ظلم وجور وعلى هذا فنقول إن هذه القوانين التي يحكم بها بعض الناس وهي مخالفة لشريعة الله ليست عدلا بل هي جور وظلم وباطل ومن حكم بها معتقدا أنها مثل حكم الله أو أحسن منه فإنه كافر مرتد عن دين الله لأنه كذب قول الله تعالى ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون يعني لا أحد أحسن من الله حكما ولكن لا يفهم هذا إلا من يوقن أما الذي أعمى الله بصيرته فإنه لا يدري بل قد يزين له سوء عمله فيراه حسنا والعياذ بالله .
ومن العدل بين اثنين العدل بينهما بالصلح لأن الحاكم بين الاثنين سواء كان متطوعا أو من قبل ولى الأمر قد لا يتبين له وجه الصواب مع أحد الطرفين فإذا لم يتبين له فلا سبيل له إلا بالإصلاح فيصلح بينهما بقدر ما يستطيع وقد سبق لنا أنه لا صلح مع المشاحة يعني أن الإنسان إذا أراد أن يعامل أخاه بالمشادة فإنه لا يمكن الصلح كما قال تعالى { والصلح خير وأحضرت الأنفس الشح } يشير إلى أن الصلح ينبغي للإنسان أن يبعد فيه عن الشح وأن لا يطالب بكامل حقه لأنه إن طالب بكامل حقه طالب الآخر بكامل حقه ولم يحصل بينهما صلح بل لابد أن يتنازل كل واحد منهم عن بعض حقه فإذا لم يمكن الحكم بين الناس بالحق بل اشتبه على الإنسان إما من حيث الدليل أو من حيث حال المتخاصمين فليس هناك إلا السعي بينهما بالصلح .
قال عليه الصلاة والسلام تعدل بين اثنين صدقة وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعا صدقة هذا أيضا من الصدقات أن تعين الرجل في دابته فتحمله عليها إذا كان لا يستطيع أن يركبها بنفسه أو تحمل له عليها متاعه تساعده على حمل المتاع على الدابة فهذا صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة يعني إذا رأيت ما يؤلم المشاة فأمطته أي أزلته فهذه صدقة سواء كان حجرا أم زجاجا أم قشر بطيخ أم ثيابا يلتوي بعضها على بعض أو ما أشبه ذلك .
المهم كل ما يؤذي فأزله عن الطريق فإنك بذلك تكون متصدقا وإذا كان إماطة الأذى عن الطريق صدقة فإن إلقاء الأذى في الطريق سيئة .
ومن ذلك من يلقون قمامتهم في وسط الشارع أو يتركون المياه تجري في الأسواق فتؤذي الناس مع أن في ترك المياه مفسدة أخرى وهي استنفاد الماء لأن الماء مخزون في الأرض قال الله تعالى { فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين } والمخزون ينفد .
ولهذا نرى أن الذي يترك المياه ويسرف في صرفها ولا يبالي في ضياعها مسيء إلى كل الأمة لأن الماء مشترك فإذا أسأت في تصريفه وأنفقته ولم تبال به كنت مسرفا والله لا يحب المسرفين وكنت مسيئا لتهديد الأمة في نقص مائها أو زواله وهذا ضرر عام .
المهم أن الذين يلقون في الأسواق ومسار الناس ما يؤذيهم هم مسيئون والذين يزيلون ذلك هم متصدقون ومحسنون وتميط الأذى عن الطريق صدقة والكلمة الطيبة صدقة وهذه ولله الحمد من أعم ما يكون الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين طيبة بذاتها طيبة بغاياتها أما الطيبة بذاتها كالذكر لا إله إلا الله الله أكبر الحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله وأفضل الذكر قراءة القرآن وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل فالكلمة الطيبة صدقة وهذا من أعم ما يكون ثم قال وفي كل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة كل خطوة خطوة بالفتح يعني خطوة واحدة تخطوها إلى الصلاة ففيها صدقة عد الخطأ من بيتك إلى المسجد تجدها كثيرة ومع ذلك فكل خطوة فهي صدقة لك إذا خرجت من بيتك مسبغا الوضوء لا يخرجك من بيتك إلى المسجد إلا الصلاة فإن كل خطوة صدقة وكل خطوة تخطوها يرفع الله لك بها درجة ويحط عنك بها خطيئة وهذا فضل عظيم .
أسبغ الوضوء في بيتك واخرج إلى المسجد لا يخرجك إلا الصلاة وأبشر بثلاث فوائد الأولى صدقة والثانية رفع درجة والثالثة خط خطيئة كل هذا من نعم الله عز وجل

249 - وعن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيرا متفق عليه وفي رواية مسلم زيادة قالت ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث تعني الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها .

الشَّرْحُ

هذا الحديث الذي ذكره المؤلف حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمى خيرا أو يقول خيرا فالإنسان إذا قصد الإصلاح بين الناس وقال للشخص إن فلانا يثنى عليك ويمدحك ويدعو لك وما أشبه ذلك من الكلمات فإن ذلك لا بأس به .
وقد اختلف العلماء في هذه المسألة هل المراد أن يكذب الإنسان كذبا صريحا أو أن المراد أن يوري بمعنى أن يظهر للمخاطب غير الواقع لكنه له وجه صحيح كأن يعني قوله مثلا فلان يثنى عليك أي على جنسك وأمثالك من المسلمين فإن كل إنسان يثنى على المسلمين من غير تخصيص .
أو يريد بقوله إنه يدعو لك أنه من عباد الله والإنسان يدعو لكل عبد صالح في كل صلاة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام إنكم إذا قلتم ذلك يعني قلتم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض وقال بعضهم إن التورية تعد كذبا لأنها خلاف الواقع وإن كان المتكلم قد نوى بها معنى صحيحا واستدلوا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام يعتذر عن الشفاعة بأنه كذب ثلاث كذبات في ذات الله وهو لم يكذب عليه الصلاة والسلام ولكنه وري .
وعلى كل حال فالإنسان المصلح ينبغي له أن يتحرز من الكذب وإذا كان ولابد فليتأول ليكون بذلك موريا والإنسان إذا كان موريا فلا إثم عليه فيما بينه وبين الله والتورية جائزة عند المصلحة .
أما اللفظ الثاني ففيه زيادة عن الإصلاح بين الناس وهو الكذب في الحرب والكذب في الحرب هو أيضا نوع من التورية مثل أن يقول للعدو إن ورائي جنودا عظيمة وما أشبه ذلك من الأشياء التي يرهب بها الأعداء .
وتنقسم التورية في الحرب إلى قسمين: قسم في اللفظ وقسم في الفعل مثل ما فعل القعقاع بن عمرو رضي الله عنه في إحدى الغزوات فإنه أراد أن يرهب العدو فصار يأتي بالجيش في الصباح ثم يغادر المكان ثم يأتي به في الصباح يوم آخر وكأنه مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد جاء ليساعد المحاربين المجاهدين فيتوهم العدو أن هذا مدد جديد فيرهب ويخاف وهذا جائز للمصلحة .
أما المسألة الثالثة فهي أن يحدث الرجل زوجته وتحدث المرأة زوجها وهذا أيضا من باب التورية مثل أن يقول لها إنك من أحب الناس إلي وإني أرغب في مثلك وما أشبه ذلك من الكلمات التي توجب الألفة والمحبة بينهما ولكن مع هذا لا ينبغي فيما بين الزوجين أن يكثر الإنسان من هذا الأمر لأن المرأة إذا عثرت على شيء يخالف ما حدثها به فإنه ربما تنعكس الحال وتكرهه أكثر مما كان يتوقع وكذلك المرأة مع الرجل

250 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء وهو يقول والله لا أفعل فخرج عليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أين المتألى على الله لا يفعل المعروف فقال أنا يا رسول الله فله أي ذلك أحب متفق عليه معنى يستوضعه يسأله أن يضع عنه بعض دينه ويسترفقه يسأله الرفق والمتألى الحالف

الشَّرْحُ

هذا الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في بيان الصلح بين اثنين متنازعين فإذا رأى شخص رجلين يتنازعان في شيء وأصلح بينهما فله أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم وقد فعل خيرا كثيرا كما سبق الكلام فيه على قول الله تعالى لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما فالنبي صلى الله عليه وسلم لما سمع نزاع رجلين وقد علت أصواتهما خرج إليهما صلى الله عليه وسلم لينظر ماذا عندهما .
وفيه دليل على أنه لا حرج على الإنسان أن يتدخل في النزاع بين اثنين إذا لم يكن ذلك سرا بينهما لأن هذين الرجلين قد أعلنا ذلك وكانا يتكلمان بصوت مرتفع أما لو كان الأمر بين اثنين على وجه السر والإخفاء فلا يجوز للإنسان أن يتدخل بينهما لأن في ذلك إحراجا لهما فإن إخفاءهما للشيء يدل على أنهما لا يحبان أن يطلع عليه أحد من الناس فإذا أقحمت نفسك في الدخول بينهما أحرجتهما وضيقت عليهما وربما تأخذهما العزة بالإثم فلا يصطلحان والمهم أنه ينبغي للإنسان أن يكون أداة خير وأن يحرص على الإصلاح بين الناس وإزالة العداوة والضغائن حتى ينال خيرا كثيرا

باب فضل ضعفة المسلمين والفقراء والخاملين

قال الله تعالى { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم }

الشَّرْحُ

قال رحمه الله تعالى باب فضل ضعفاء المسلمين وفقرائهم والخاملين منهم المراد بهذا الباب تسلية من قدر الله عليه أن يكون ضعيفا في بدنه أو ضعيفا في عقله أو ضعيفا في ماله أو ضعيفا في جاهه أو غير ذلك مما يعده الناس ضعفا فإن الله سبحانه وتعالى قد يجعل الإنسان ضعيفا من وجه لكنه قوى عند الله عز وجل يحبه الله ويكرمه وينزله المنازل العالية وهذا هو المهم .
المهم أن تكون قويا عند الله عز وجل وجيها عنده ذا شرف يكرمك الله به ثم ذكر قول الله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم اصبر نفسك أي احبسها مع هؤلاء القوم الذين يدعون الله بالغداة أول النهار والعشي آخر النهار والمراد بالدعاء هنا دعاء المسألة ودعاء العبادة .
فإن دعاء المسألة يعتبر دعاء كقوله تعالى في الحديث القدسي من يدعوني فأستجيب له وقال تعالى { وقال ربكم ادعوني أستجب لكم } ودعاء عبادة وهو أن يتعبد الإنسان لربه بما شرعه لأن العابد يدعو بلسان الحال ولسان المقال .
فالصلاة مثلا عبادة تشتمل على قراءة القرآن وذكر الله وتسبيحه ودعائه أيضا والصوم عبادة وإن كان في جوهره ليس فيه دعاء لكن الإنسان لم يصم إلا رجاء ثواب الله وخوف عقاب الله فهو دعاء بلسان الحال وقد تكون العبادة دعاء محضا يدعو الإنسان ربه بدعاء فيكون عابدا له وإن كان مجرد دعاء لأن الدعاء يعني افتقار الإنسان إلى الله وإحسان ظنه به ورجاءه والخوف من عقابه .
فقوله تعالى { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم } يدعون ربهم أي يسألونه حاجاتهم ويعبدونه لأن العابد داع بلسان الحال بالغداة أول النهار والعشي آخر النهار ولعل المراد بذلك يدعون ربهم دائما لكنهم يخصون الغداة والعشي بدعائه الخاص { يريدون وجهه } يعني لا يريدون عرضا من الدنيا إنما يريدون وجه الله عز وجل { لا تعد عيناك عنهم } يعني لا تتجاوز عيناك إلى غيرهم بل كن دائما ناظرا إليهم وكن معهم في دعائهم وعبادتهم وغير ذلك وهذا كقوله تعالى { ولا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجنا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } فقوله تعالى { ولا تعد عيناك عنهم } يعني اجعل عينيك دائما فيهم وقوله تعالى { ولا تمدن عينيك إلي ما متعنا به أزواجنا منهم زهرة الحياة الدنيا } أي لا تنظر إلى أهل الدنيا وما متعوا به من النعيم ومن المراكب والملابس والمساكن وغير ذلك .
فكل هذا زهرة الدنيا والزهرة آخر مالها الذبول واليبس والزوال وهي أسرع أوراق الشجرة ذبولا وزوالا ولهذا قال زهرة وهي زهرة حسنة في رونقها وجمالها وريحها إن كانت ذات ريح لكنها سريعة الذبول وهكذا الدنيا زهرة تذبل سريعا نسأل الله أن يجعل لنا حظا ونصيبا في الآخرة يقول { لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى } أي رزق الله بالطاعة كما قال تعالى { وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى } وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى شيئا يعجبه من الدنيا قال اللهم إن العيش عيش الآخرة كلمتان عظيمتان فالإنسان إذا نظر إلى الدنيا ربما تعجبه فيلهو عن طاعة الله فينبغي أن يذكر نعيم الآخرة عند ذلك ويقارن بينه وبين هذا النعيم الدنيوي الزائل ثم يوطن نفسه ويرغبها في هذا النعيم الأخروي الذي لا ينقطع ويقول اللهم إن العيش عيش الآخرة وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فعيش الدنيا مهما كان زائل ومهما كان فمحفوف بالحزن ومحفوف بالآفات ومحفوف بالنقص وكما يقول الشاعر في شعره الحكيم:
لا طيب للعيش مادامت منغصة ...
لذاته بادكار الموت والهرم
والعيش مآله أحد أمرين: إما الهرم حتى يعود الإنسان إلى سن الطفولة والضعف البدني مع الضعف العقلي ويكون عالة حتى على أهله فإنهم يعلونه وأما الموت فكيف يطيب العيش للإنسان العاقل ولولا أنه يؤمل ما في الآخرة وما يرجوه من ثواب الآخرة لكانت حياته عبثا .
على كل حال أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع هؤلاء الذين يدعون الله بالغداة والعشى يريدون وجهه والآية ليست أمرا خاصا بالضعفاء وإن كان سبب النزول هكذا لكن العبرة بالعموم الذين يدعون الله ويعبدونه سواء كانوا ضعفاء أم أقوياء فقراء أم أغنياء كن معهم دائما لكن الغالب أن الملأ والأشراف يكونون أبعد عن الدين من الضعفاء والمستضعفين ولهذا تجد الذين يكذبون الرسل هم الملأ قال الملأ من قوم صالح { قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه } فنسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الحق ودعاة الحق وأنصاره إنه جواد كريم

252 - عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر متفق عليه العتل: الغليظ الجافي والجواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وبالظاء المعجمة وهو الجموع المنوع وقيل الضخم المختال في مشيته وقيل القصير البطين

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حارثه بن وهب رضي الله عنه في باب ضعفاء المسلمين وأذلائهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره يعني هذه من علامات أهل الجنة أن الإنسان يكون ضعيفا متضعفا أي لا يهتم بمنصبه أو جاهه أو يسعى إلى علو المنازل في الدنيا ولكنه ضعيف في نفسه متضعف يميل إلى الخمول وإلى عدم الظهور لأنه يرى أن المهم أن يكون له جاه عند الله عز وجل لا أن يكون شريفا في قومه أو ذا عظمة فيهم ولكن همه كله هو أن يكون عند الله سبحانه وتعالى ذا منزلة كبيرة عالية .
ولذلك نجد أهل الآخرة لا يهتمون بما يفوتهم من الدنيا إن جاءهم من الدنيا شيء قبلوه وإن فاتهم شيء لم يهتموا به لأنهم يرون أن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وأن الأمور بيد الله وأن تغيير الحال من المحال وأنه لا يمكن دفع ما وقع ولا دفع ما قدر إلا بأسباب الشرعية التي جعلها الله تعالى سببا وقوله لو أقسم على الله لأبره يعني لو حلف على شيء ليسر الله له أمره حتى يحقق له ما حلف عليه وهذا كثيرا ما يقع أن يحلف الإنسان على شيء ثقة بالله عز وجل ورجاء ثوابه فيبر الله قسمه وأما الحالف على الله تعاليا وتحجرا لرحمته فإن هذا يخذل والعياذ بالله .
وهاهنا مثلان: المثل الأول: أن الربيع بنت النضر رضي الله عنها وهي من الأنصار كسرت ثنية جارية من الأنصار فرفعوا الأمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تكسر ثنية الربيع لقول الله تعالى وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس إلى قوله { والسن بالسن } فقال أخوها أنس بن النضر والله يا رسول الله لا تكسر ثنية الربيع فقال يا أنس كتاب الله القصاص فقال والله لا تكسر ثنية الربيع .
أقسم بهذا ليس ردا لحكم الله ورسوله ولكنه يحاول بقدر ما يستطيع أن يتكلم مع أهلها حتى يعفوا ويأخذوا الدية أو يعفو مجانا دون دية كأنه واثق من موافقتهم لا ودا لحكم الله ورسوله فيسر الله سبحانه وتعالى فعفى أهل الجارية عن القصاص فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره وهنا لا شك أن الحامل لأنس بن النضر هو قوة رجائه بالله عز وجل وأن الله ييسر من الأسباب ما يمنح كسر ثنية أخته الربيع أما المثل الثاني الذي أقسم على الله تأليا وتعارضا وترفعا فإن الله يخيب آماله ومثال ذلك الرجل الذي كان مطيعا لله عز وجل عابدا يمر على رجل عاص كلما مر عليه وجده على المعصية فقال والله لا يغفر الله لفلان حمله على ذلك الإعجاب بنفسه والتحجر بفضل الله ورحمته واستبعاد رحمة الله عز وجل من عباده .
فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألى علي أي يحلف علي ألا أغفر لفلان قد غفرت له وأحبطت عملك فانظر الفرق بين هذا وهذا فقول الرسول صلى الله عليه وسلم إن من عباد الله فمن هنا للتبعيض إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره وذلك فيمن أقسم على الله ثقة به ورجاء لما عند الله عز وجل ثم قال صلى الله عليه وسلم ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر هذه علامات أهل النار عتل يعني أنه غليظ جاف قلبه حجر والعياذ بالله كالحجارة أو أشد قسوة جواظ مستكبر الجواظ فيه تفاسير متعددة قيل إنه الجموع المنوع يعني الذي يجمع المال ويمنع ما يجب فيه والظاهر أن الجواظ هو الرجل الذي لا يصبر فجواظ يعني أنه جزوع لا يصبر على شيء ويرى أنه في قمة أعلى من أن يمسه شيء .
ومن ذلك قصة الرجل الذي كان مع الرسول صلى الله عليه وسلم في غزوة وكان شجاعا لا يدع شاذة ولا فاذة للعدو إلا قضى عليها فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا من أهل النار فعظم ذلك على الصحابة وقالوا كيف يكون هذا من أهل النار وهو بهذه المثابة ثم قال رجل والله لألزمنه يعني لألازمه حتى أنظر ماذا يكون حاله فلزمه فأصاب هذا الرجل الشجاع سهم من العدو فعجز عن الصبر وجزع ثم أخذ بذبابة سيفه فوضعه في صدره ثم اتكأ عليه حتى خرج السيف من ظهره والعياذ بالله فقتل نفسه فجاء الرجل للرسول صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أشهد أنك لرسول الله قال وبم قال لأن الرجل الذي قلت إنه من أهل النار فعل كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار فانظر إلى هذا الرجل جزع وعجز أن يتحمل فقتل نفسه فالجواظ هو الجزوع الذي لا يصبر دائما في أنين وحزن وهم وغم معترضا على القضاء والقدر لا يخضع له ولا يرضى بالله ربا .
وأما المستكبر فهو الذي جمع بين وصفين غمط الناس وبطر الحق لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبر بطر الحق وغمط الناس وبطر الحق يعني رده وغمط الناس يعني احتقارهم فهو في نفسه عال على الحق وعال على الخلق لا يلين للحق ولا يرحم الخلق والعياذ بالله فهذه علامات أهل النار نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النار وأن يدخلنا وإياكم الجنة إنه جواد كريم

253 -

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى من 246 – إلى 253 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى من 417 – إلى 440 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 143 – إلى 152 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 395 – إلى 417 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 216 – إلى 222 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: