منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع ---   آداب عامة     وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 1:16 am


206 - وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين متفق عليه

207 - وعن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليملي للظالم فإذا آخذه لم يفلته ثم قرأ { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } متفق عليه

الشَّرْحُ

نقل المؤلف عن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال من ظلم من الأرض قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع أرضين هذا الحديث يتناول نوعا من أنواع الظلم وهو الظلم في الأراضي وظلم الأراضي من أكبر الكبائر لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من غير منار الأرض قال العلماء منار الأرض حدودها لأنه مأخوذ من المنور وهو العلامة فإذا غير الإنسان من هذه الأرض بأن أدخل شيئا من هذه الأرض إلى أرض غيره فإنه ملعون على لسان النبي صلى الله عليه وسلم واللعنة الطرد والإبعاد عن رحمة الله وثمة عقوبة أخرى وهو ما ذكره في هذا الحديث أنه إذا ظلم قيد شبر طوقه يوم القيامة من سبع أرضين لأن الأرضين سبع كما جاءت به السنة صريحا وكما ذكره الله تعالى في القرآن إشارة في قوله تعالى اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ومعلوم أن المماثلة هاهنا ليست في الكيفية لآن بين السماء والأرض من الفرق كما بينهما من المسافة السماء أكبر بكثير من الأرض وأوسع وأعظم قال الله تعالى { والسماء بنيناها بأيد } أي بقوة وقال تعالى { وبنينا فوقكم سبعا شدادا } أي قوية فالإنسان إذا ظلم قيد شبر من الأرض فإنه يطوق من سبع أرضين يوم القيامة أي يجعل له طوقا في عنقه والعياذ بالله يحمله أمام الناس أمام العالم يخزي به يوم القيامة وقوله قيد شبر من الأرض ليس هذا على سبيل القيد بل هو على سبيل المبالغة يعني فإن ظلم ما دونه طوقه أيضا لكن العرب يذكرون مثل هذا للمبالغة يعني لو كان شيئا قليلا فإنه سيطوقه يوم القيامة وفي هذا الحديث دليل على أن من ملك الأرض ملك قعرها إلى الأرض السابعة فليس لأحد أن يضع نفقا تحت أرضه إلا بإذنه يعني لو فرض أن لك أرضا مسافتها ثلاثة أمتار بين أرض لجارك فأراد جارك أن يفتح نفقا بين الأرضين ويمر من تحت أرضك فليس له الحق في ذلك لأنك تملك الأرض وما تحتها إلى الأرض السابعة كما أن الهواء لك إلى السماء فلا أحد يستطيع أن يبني على أرضك سقفا إلا بإذنك ولهذا قال العلماء الهواء تابع للقرار والقرار ثابت إلى الأرض السابعة فالإنسان له من فوق ومن تحت لا أحد عليه يتجرأ قال أهل العلم ولو كان عند جارك شجرة فامتدت أغصانها إلى أرضك وصار الغصن إلى أرضك فإن الجار يلويه عن أرضك وإن لم يمكن ليه فإنه يقطع إلا بإذن منك وإقرار لأن الهواء لك وهو تابع للقرار أما حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته يملي له يعني يمهل له حتى يتمادى في ظلمه والعياذ بالله فلا يعجل له العقوبة وهذا من البلاء نسأل الله أن يعيذنا وإياكم فمن الاستدراج أن يملي للإنسان في ظلمه فلا يعاقب له سريعا حتى يتكدس على الإنسان المظالم فإذا أخذه الله لم يفلته أخذه أخذ عزيز مقتدر ثم قرأ النبي صلى الله عليه وسلم { وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ } فعلى الإنسان الظالم أن لا يغتر بنفسه ولا بإملاء الله له فإن ذلك مصيبة فوق مصيبته لأن الإنسان إذا عوقب بالظلم عاجلا فربما يتذكر ويتعظ ويدع الظلم لكن إذا أملى له وأكتسب آثاما أو ازداد ظلما ازدادت عقوبته والعياذ بالله فيؤخذ على غرة حتى إذا أخذه الله لم يفلته نسأل الله أن يرزقنا وإياكم الاعتبار بآياته وأن يعيذنا وإياكم من ظلم أنفسنا ومن ظلم غيرنا إنه جواد كريم

208 - وعن معاذ رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله فيما نقله من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكانت بعثته إياه في ربيع من السنة العاشرة من الهجرة بعثه صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وكانوا أهل الكتاب وقال له إنك تأتي قوم من أهل الكتاب أخبره بحالهم لكي يكون مستعدا لهم لأن الذي يجادل أهل الكتاب لابد أن يكون معه من الحجة أكثر وأقوى مما عند المشرك لأن المشرك جاهل والذي هو من أهل الكتاب عنده علم وأيضا أعلمه بحالهم لينزلهم منزلتهم فيجادلهم بالتي هي أحسن ثم وجهه عليه الصلاة والسلام في أن أول ما يدعوهم إليه التوحيد والرسالة قال له ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله أن يشهدوا أن لا إله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى فهو المستحق للعبادة وما عداه فلا يستحق للعبادة بل عبادته باطلة كما قال تعالى ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ وأني رسول الله يعني مرسله الذي أرسله إلى الإنس والجن وختم به الرسالات ومن لم يؤمن به فإنه من أهل النار ثم قال فإن هم أطاعوا لذلك يعني شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فأعلمهم أن الله أفترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر لا يجب شيء من الصلوات اليومية إلا هذه الخمس فالسنن الرواتب ليست بواجبة والوتر ليس بواجب وصلاة الضحى ليست بواجبة وأما صلاة العيد والكسوف فإن الراجح هو القول بوجوبهما وذلك لأمر عارض له سبب يختص به ثم قال له فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم وهذه هي الزكاة الزكاة صدقة واجبة في المال تؤخذ من الغني وترد في الفقير والغني هنا من يملك نصابا زكويا وليس الغني هنا الذي يملك المال الكثير بل من يملك نصابا فهو الغني ولو لم يكن عنده إلا نصابا واحدا فإنه غني وقوله ترد في فقرائهم أي تصرف في فقراء البلد لآن فقراء البلد أحق من تصرف إليهم صدقات أهل البلد ولهذا يخطئ قوم يرسلون صدقاتهم إلى بلاد بعيدة وفي بلادهم من هو محتاج فإن ذلك حرام عليهم لأن النبي قال تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم ولأن الأقربين أولى بالمعروف ولأن المقربين يعرفون المال الذي عندك ويعرفون أنك غني فإذا لم ينتفعوا بمالك فإنه سيقع في قلوبهم من العداوة والبغضاء ما تكون أنت السبب فيه ربما إذا رأوا أنك تخرج صدقة إلى بلاد بعيدة وهم محتاجون ربما يعتدون عليك ويفسدون أموالك ولهذا كان من الحكمة أنه مادام في أهل بلدك من هو في حاجة أن لا تصرف صدقتك إلى غيره ثم قال له صلى الله عليه وسلم فإن هم أطاعوا لذلك يعني انقادوا ووافقوا فإياك وكرائم أموالهم يعني لا تأخذ من أموالهم الطيب ولكن خذ المتوسط لا تظلم ولا تظلم واتق دعوة المظلوم يعني أنك إذا أخذت من نفائس أموالهم فإنك ظالم لهم وربما يدعون عليك فاتق دعوتهم فإنه ليس بينه وبين الله حجاب تصعد إلى الله تعالى ويستجيبها وهذا هو الشاهد من هذا الحديث في الباب الذي ذكره المؤلف فيه أن الإنسان يجب عليه أن يتقي دعوة المظلوم ويستفاد من هذا الحديث فوائد كثيرة منها ما يتعلق بهذا الباب ومنها ما يتعلق بغيره فينبغي أن نعلم أولا أن الكتاب والسنة نزلا ليحكما بين الناس فيما اختلفوا فيه والأحكام الشرعية من الألفاظ مما دلت عليه منطوقا ومفهوما وإشارة والله سبحانه وتعالى يفضل بعض الناس على بعض في فهم كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا لما سأل أبو جحيفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه هل عهد إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لله قال لا إلا فهما يؤتيه الله تعالى من شاء في كتاب الله وما في هذه الصحيفة وبين له ما في تلك الصحيفة فقال العقل وفكاك الأسير وأن لا يقتل مسلم بكافر الشاهد قوله إلا فهما يؤتيه الله من شاء في كتاب الله فالناس يختلفون والذي ينبغي لطالب العلم خاصة أن يحرص على استنباط الفوائد والأحكام من نصوص الكتاب والسنة لأنها هي المورد المعين فاستنباط الأحكام منهما بمنزلة الرجل يرد على الماء فيستسقى منه في إنائه فمقل ومكثر وهذا الحديث العظيم الذي بين فيه معاذ بن جبل رضي الله عنه بماذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن فيه فوائد كثيرة منها أولا وجوب بعث الدعاة إلى الله وهذا من خصائص ولي الأمر يجب على ولي أمر المسلمين أن يبعث الدعاة إلى الله في كل مكان كل مكان يحتاج إلى الدعوة فإن على ولي أمر المسلمين أن يبعث من يدعو الناس إلى دين الله عز وجل لأن هذا دأب النبي صلى الله عليه وسلم وهديه أن يبعث الرسل يدعون إلى الله عز وجل ومنها أنه ينبغي أن يذكر للمبعوث حال المبعوث إليه حتى يتأهب لهم وينزلهم منازلهم لئلا يأتيهم على غرة فيوردون عليه من الشبهات ما ينقطع به ويكون في هذا مضرة عظيمة على الدعوة فينبغي على الداعي أن يكون على أهبة واستعداد لما يلقيه إليه المدعوون حتى لا يأتيه الأمر على غرة فيعجز وينقطع وحينئذ يكون في ذلك ضرر على الدعوة ومنها أن أول ما يدعى إليه الناس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وذلك قبل كل شيء لا تقل للكفار مثلا إذا أتيت لتدعوهم اتركوا الخمر اتركوا الزنى اتركوا الربا هذا غلط أصل الأصل أولا ثم فرغ الفروع فأول ما تدعو أن تدعو إلى التوحيد والرسالة أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم بعد ذلك عليك ببقية أركان الدين الأهم فالأهم ومنها أنه إذا كان المدعو فاهما للخطاب فلا يحتاج إلى شرح فإنه قال أن تدعوهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله ولم يشرحها لهم لأنهم يعرفون معناها لسنهم لسان عربي لكن لو كنا نخاطب بذلك من لا يعرف المعنى وجب أن نفهمه المعنى لأنه إذا لم يفهم المعنى لم يستفد من اللفظ ولهذا لم يرسل الله تعالى رسولا إلا بلسان قومه ولغتهم حتى يبين لهم فمثلا إذا كنا نخاطب شخصا لا يعرف معنى لا إله إلا الله فلابد أن نشرحها له ونقول معنى لا إله إلا الله فلابد أي لا معبود حق إلا الله كل ما عبد من دون الله فهو باطل كما قال تعالى { ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِير } كذلك أيضا أن محمدا رسول الله لا يكفي أن يقولها الإنسان بلسانه أو يسمعها بأذنه دون أن يفهمها بقلبه فيبين له معنى أن محمدا رسول الله فيقال مثلا محمد هو ذلك الرجل الذي بعثه الله عز وجل من بني هاشم بعثه ليخرج الناس من الظلمات إلى النور أرسله بالهدى ودين الحق فبين للناس كل خير ودعاهم إليه وبين لهم كل شر وحذرهم منه وهو رسول الله الذي يجب أن يصدق فيما أخبر ويطاع فيما أمر ويترك ما عنه نهى وزجر ويبين له أيضا بأنه رسول وليس برب وليس بكذاب بل هو عبد لا يعبد ورسول لا يكذب صلوات الله وسلامه عليه ويبين له أيضا أن هاتين الشهادتين هما مفتاح الإسلام ولهذا لا تصح أي عبادة إلا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ومن فوائد هذا الحديث أن أهم شيء بعد الشهادتين هي الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة ومن فوائده أن الوتر ليس بواجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكره ولم يذكر إلا خمس صلوات فقط وهذا القول هو القول الراجح من أقوال أهل العلم ومن العلماء من قال إن الوتر واجب ومنهم من فصل وقال من كان له ورد من الليل وقيام من الليل فالوتر عليه واجب ومن لا فلا والصحيح أنه ليس بواجب مطلقا لأنه لو كان واجبا لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم ومن فوائد هذا الحديث أن الزكاة واجبة وهي فرض من فروض الإسلام وهي الركن الثالث من أركان الإسلام والثاني بعد الشهادتين ولهذا قال أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم ومن فوائد هذا الحديث أن الزكاة واجبة في المال لا في الذمة لكن الصحيح أنها واجبة في المال ولها تعلق بالذمة ويتفرع على هذا فوائد منها لو قلنا إنها واجبة في الذمة لسقطت الزكاة على من عليه دين لأن محل الدين الذمة وإذا قلنا محل الزكاة الذمة وكان عليه ألف وبيده ألف لم تجب عليه الزكاة لأن الحق تعارضا والصحيح أنها واجبة في المال لقوله تعالى { خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً } وقال في هذا الحديث أعلمهم أن الله افترض عليهم الصدقة في أموالهم لكن لها تعلق بالذمة بمعنى أنها إذا وجبت وفرط الإنسان فيها فإنه يضمن ومن فوائد هذا الحديث أيضا أن الزكاة لا تجب على الفقير لقوله من أغنيائهم فترد من فقرائهم ولكن من هو الغني أهو الذي يملك ملايين الغني في هذا الباب هو الذي يملك نصابا إذا ملك الإنسان نصابا فهو غني تجب عليه الزكاة وإن كان قد يكون فقيرا من وجه آخر لكنه غني من حيث وجوب الزكاة عليه ومن فوائد هذا الحديث أن الزكاة تصرف من فقراء البلد لقوله فترد في فقرائهم ولا تخرج عن البلد إلا لسبب أما مادام في البلد مستحقون فإنهم أولى من غيرهم وقد حرم بعض العلماء إخراج الزكاة عن البلد إذا كان فيهم مستحقون واستدل بهذا الحديث وبأن فقراء البلد تتعلق أنفسهم بما عند أغنيائهم وبأن الأغنياء إذا صرفوها إلى خارج البلد ربما يعتدي الفقراء عليهم ويقولون حرمتمونا من حقنا فيتسلطون عليهم بالنهب والإفساد ولا شك أنه من الخطأ أن يخرج الإنسان زكاة ماله إلى البلاد البعيدة مع وجود مستحق في بلده لأن الأقرب أولى بالمعروف والمراد بالصدقة في هذا الحديث هي الزكاة وهي بذل النصيب الذي أوجبه الله تعالى في الأموال الزكوية وسميت صدقة لأن بذل المال دليل على صدق باذله فإن المال محبوب إلى النفوس كما قال الله تعالى { وتحبون المال حبا جما } والإنسان لا يبذل المحبوب إلا لما هو أحب منه فإذا كان هذا الرجل أو المرأة بذل المال مع حبه له دل ذلك على أنه يحب ما عند الله أكثر من حبه لماله وهو دليل على صدق الإيمان وفي قوله تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم دليل على أن لولي الأمر أن يأخذ الزكاة من أهلها ويصرفها في مصارفها وأنه إذا فعل ذلك برئت الذمة ولكن لو قال قائل أنا لا أأمن أن يتلاعب بها من يأخذها ثم يصرفها في غير مصرفها نقل له أنت إذا أديت ما عليك فقد برئت ذمتك سواء صرفت مصارفها أو لم تصرف لكن قال الإمام أحمد إذا رأى أن الإمام لا يصرفها في مصرفها فلا يعطيه إلا إذا طلب منه ذلك وألزمه به وحينئذ تبرأ ذمته وبناء على هذا فلا بأس أن يخفي الإنسان شيئا من ماله إذا كان الذي يأخذها لا يصرفها في مصارفها لأجل أن يؤدي هو نفسه الزكاة الواجبة عليه وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ أكثر مما يجب فإن ذلك ظلم لا يحل لولي الأمر أما صاحب المال فعليه السمع والطاعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ دون الواجب وجب على صاحب المال أن يخرج البقية ولا يقول إنه أخذ مني وبرئت الذمة لأنه إذا كانت الزكاة ألفا وأخذ ثمانمائة فعليك أن تكمل المائتين فتخرجها ومن فوائد هذا الحديث أنه يجوز صرف الزكاة في صنف واحد من أصناف الزكاة وأصناف الزكاة ثمانية الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فإذا أداها المزكي إلى صنف من هذه الأصناف أجزأ بل إذا أداها إلى فرد من نوع من هذه الأنواع أجزأ مثل لو أعطى مزك زكاته كلها فقيرا واحدا فلا حرج فلو قدر مثلا أن شخص عليه مائة ألف ريال دينا وزكاتك مائة ألف ريال وقضيت دينه كله فإن ذمتك تبرأ بهذا وعليه فيكون معنى قوله تعالى { إنما الصدقات للفقراء } بيان المصارف فقط ولا يجب أن تعطى كل الأصناف الثمانية ولا يجب أن تعطى ثلاثة من كل صنف بل إذا أديتها لواحد من صنف واحد أجزأ ذلك كما في هذا الحديث ويستفاد منه أن الزكاة تصرف في بلدها أي في بلد المال وقد سبق ذلك وبيان أنه لا يجوز أن تخرج الزكاة عن البلد الذي فيه المال إلا إذا كان هناك مصلحة أو حاجة أكثر وأما مادام فيه مستحقون فلا يخرجها بل يؤد الزكاة في نفس البلد وفي الحديث أيضا دليل على تحريم الظلم وأنه لا يجوز للساعي على الزكاة أن يأخذ أكثر من الواجب ولهذا حذر النبي معاذا فقال له إياك وكرائم أموالهم والكرائم جمع كريمة وهي الحسنة المرغوبة وفيه دليل على أن دعوة المظلوم مستجابة لقوله فإنه ليس بينها وبين الله حجاب وفيه دليل على أنه يجب على الإنسان أن يتقي الظلم ويخاف من دعوة المظلوم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك قال اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب

210 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو من شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه رواه البخاري

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله فيما نفله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده مظلمة لأخيه من عرضه أو غيره فليتحلله منه اليوم يعني في الدنيا قبل ألا يكون دينار ولا درهم وذلك يوم القيامة فإنه في الدنيا يمكن أن يتحلل الإنسان من المظالم التي عليه بأدائها إلى أهلها أو استحلالهم منها لكن في الآخرة ليس هناك شيء إلا الأعمال الصالحة فإذا كان يوم القيامة اقتص من الظالم للمظلوم من حسناته يؤخذ من حسناته التي هي رأس ماله في ذلك اليوم فإن بقى منه شيء وإلا أخذ من سيئات المظلوم وحملت على الظالم والعياذ بالله فازداد بذلك سيئات إلى سيئاته وظاهر هذا الحديث أنه يجب على الإنسان أن يتحلل من ظلم أخيه حتى في العرض سواء علم أم لا يعلم وذلك أن المظالم إما أن تكون بالنفس أو بالمال أو بالعرض لقول النبي صلى الله عليه وسلم إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم فإذا كانت بالنفس مثل أن يكون قد جنى عليه أو ضربه حتى جرحه أو قطع عضوا من أعضائه أو قتل له قتيلا فإنه يتحلل منه بأن يمكن صاحب الحق من القصاص أو من بذل الذمة إذا لم يكن القصاص أو اختيرت الدية أما إن كانت في المال فإنه يعطيه ماله إذا كان عنده مال لأحد فالواجب أن يعطيه صاحبه فإن غاب عنه ولم يعرف مكانه وأيس منه فإنه يتصدق به عنه والله سبحانه وتعالى يعلم ويؤدي إلى صاحب الحق حقه وإن كان قد مات أي صاحب الحق فإنه يوصله إلى ورثته لأن المال بعد الموت ينتقل إلى الورثة فلابد أن يسلمه للورثة فإن لم يعلمهم بأن جهلهم ولم يدر عنهم تصدق به عنهم والله تعالى يعلمهم ويعطيهم حقهم أما إذا كانت في العرض مثل أن يكون قد سبب شخصا في مجالس أو اغتابه فلابد أن يتحلل منه إذا كان قد علم بأنه سب فيذهب إليه ويقول أنا فعلت كذا وفعلت كذا وأنا جئتك معتذرا فإن عذره فهذا من نعمة الله على الجميع لأن الله يقول فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ وإن لم يعف فليعطه مالا يشبعه من المال حتى يحلله فإن أبى فإن الله تعالى إذا علم أن توبة الظالم توبة حقيقية فإنه سبحانه وتعالى يرضى المظلوم يوم القيامة وقال بعض العلماء في مسألة العرض إن كان المظلوم لم يعلم فلا حاجة أن يعلمه مثل أن يكون قد سبه في مجلس من المجالس وتاب فإن لا حاجة أن يعلمه ولكن يستغفر له ويدعو له ويثنى عليه بالخير في المجالس التي كان يسبه فيها وبذلك يتحلل منه والمهم أن الأمر خطير وحقوق الناس لابد أن تعطى لهم إما في الدنيا وإما في الآخرة

211 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله فيما رواه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه والمسلم يطلق على معان كثيرة منها المستسلم فالمستسلم لغيره يقال له مسلم ومنه على أحد التفسيرين قوله تعالى قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا أي قولوا استسلمنا ولم نقاتلكم والقول الثاني في الآية إن المراد بالإسلام الإسلام لله عز وجل وهو الصحيح والمعنى الثاني يطلق الإسلام على الأصول الخمسة التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأل عن الإسلام فقال أن تشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت ويطلق الإسلام على السلامة يعني أن يسلم الناس من شره فيقال أسلم بمعنى دخل في السلم أي المسالمة للناس بحيث لا يؤذي الناس ومن هذا الحديث المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده سلم المسلمون من لسانه فلا يسبهم ولا يلعنهم ولا يغتابهم ولا ينم بينهم ولا يسعى بينهم بأي نوع من أنواع الشر والفساد فهو قد كف لسانه وكف اللسان من أشد ما يكون على الإنسان وهو من الأمور التي تصعب على المرء وربما يستسهل إطلاق لسانه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل أفلا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسان نفسه وقال كف عليك هذا قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به يعني هل نؤاخذ بالكلام فقال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم فاللسان من أشد الجوارح خطرا على الإنسان ولهذا إذا أصبح الإنسان فإن الجوارح اليدين والرجلين والعينين كل الجوارح تكفر اللسان وكذلك أيضا الفرج لأن الفرج فيه شهوة النكاح واللسان فيه شهوة الكلام وقل من سلم من هاتين الشهوتين فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه أي كف عنهم لا يذكرهم إلا بخير ولا يسب ولا يغتاب ولا ينم ولا يحرش بين الناس فهو رجل مسالم إذا سمع السوء حفظ لسانه وليس كما يفعل بعض الناس والعياذ بالله إذا سمع السوء في أخيه المسلم طار به فرحا وطار به في البلاد نشرا وإذاعة فإن هذا ليس بمسلم الثاني من سلم المسلمون من يده فلا يعتدي عليهم بالضرب أو الجرح أو أخذ المال أو ما أشبه ذلك قد كف يده لا يأخذ إلا ما يستحقه شرعا ولا يعتدي على أحد فإذا اجتمع للإنسان سلامة الناس من يده ومن لسانه فهذا هو المسلم وعلم من هذا الحديث أن من لم يسلم الناس من لسانه أو يده فليس بمسلم فمن كان ليس له هم إلا القيل والقال في عباد الله وأكل لحومهم وأعراضهم فهذا ليس بمسلم وكذلك من كان ليس له هم إلا الاعتداء على الناس بالضرب وأخذ المال وغير ذلك مما يتعلق باليد فإنه ليس بمسلم هكذا أخبر النبي عليه الصلاة والسلام وليس إخبار النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد أن نعلم به فقط بل لنعلم به ونعمل به وإلا فما الفائدة من كلام لا يعمل به إذن فاحرص إن كنت تريد الإسلام حقا على أن يسلم الناس من لسانك ويدك حتى تكون مسلما حقا أسأل الله أن يكفينا ويكف عنا ويعافنا ويعفو عنا أنه جواد كريم

213 - وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب الذي بين جمادى وشعبان أي شهر هذا قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة ؟ قلنا بلى قال فأي بلد هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس البلدة ؟ قلنا بلى قال فأي يوم هذا ؟ قلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ألا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ألا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه ثم قال ألا هل بلغت ألا هل بلغت ؟ قلنا نعم قال اللهم اشهد متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي بكرة نفيل بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم يوم النحر وذلك في حجة الوداع فأخبرهم عليه الصلاة والسلام أن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض يعني أن الزمان وإن كان قد غير وبدل فيه لما كانوا يفعلون في الجاهلية حيث كانوا يفعلون النسئ فيحلون الحرام ويحرمون الحلال يعني يجعلون الأشهر الحرم في أشهر أخرى فيحلون الشهر الحرام ويحرمون الشهر الحلال ولكن صادف في تلك السنة أن النسئ صار موافقا لما شرعه الله عز وجل في الأشهر الحرم ثم بين عليه الصلاة والسلام أن عدة الشهور اثنا عشر شهرا وهي المحرم وصفر وربيع الأول وربيع الثاني وجمادى الأولى وجمادى الثانية ورجب وشعبان ورمضان وشوال وذو القعدة وذو الحجة هذه هي الأشهر الاثنا عشر شهرا التي جعلها الله أشهرا لعباده منذ خلق السماوات والأرض كانوا في الجاهلية يحلون المحرم ويحرمون صفر وبين عليه الصلاة والسلام أن هذه الاثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متوالية وواحد منفرد الثلاثة المتوالية هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم جعلها الله تعالى أشهر محرمة يحرم فيها القتال ولا يعتدي فيها أحد على أحد لأن هذه الأشهر هي أشهر سير الناس إلى حج بيت الله فجعلها الله عز وجل محرمة لئلا يقع القتال في هذه الأشهر والناس سائرون إلى بيت الله الحرام وهذه من حكمة الله عز وجل والصحيح أن القتال مازال محرما وأنه لم ينسخ إلى الآن وأنه يحرم ابتداء القتال فيه يقول النبي عليه الصلاة والسلام ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان وهو الشهر الرابع وكانوا في الجاهلية يؤدون العمرة فيه فيجعلون شهر رجب للعمرة والأشهر الثلاثة للحج فصار هذا الشهر محرما يحرم فيه القتال كما يحرم في ذي القعدة وذي الحجة والمحرم إذن الأشهر السنوية التي جعلها الله لعباده اثنا عشر شهرا منها أربعة محرم كما في القرآن الكريم ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب ثم سألهم النبي عليه الصلاة والسلام أي شهر هذا وأي بلد هذا وأي يوم هذا ؟ سألهم عن ذلك من أجل استحضار همهم وانتباههم لأن الأمر أمر عظيم فسألهم أي شهر هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم لأنهم استبعدوا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهر وهو معروف أنه ذي الحجة ولكن من أدبهم رضي الله عنه أنهم لم يقولوا هذا شهر ذي الحجة لأن الأمر معلوم بل من أدبهم أنهم قالوا الله ورسوله أعلم ثم سكت لأجل أن الإنسان إذا تكلم ثم سكت انتبه الناس ما الذي أسكته ؟ وهذه طريقة متبعة في الإلقاء أن الإنسان إذا رأى من الناس الذين حوله عدم إنصات يسكت حتى ينتبهوا لأن الكلام إذا كان مسترسلا فقد يحصل للسامع غفلة لكن إذا توقف فإنهم سينتبهون لماذا وقف وسكت النبي عليه الصلاة والسلام يقول أبو بكر حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ثم قال أليس ذا الحجة ؟ قالوا بلى ثم قال عليه الصلاة والسلام أي بلد هذا ؟ قالوا الله ورسوله أعلم هم يعلمون أنه مكة لكن لأدبهم واحترامهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقولوا هذا شيء معلوم يا رسول الله كيف تسأل عنه بل قالوا الله ورسوله أعلم ثم سكت حتى ظنوا أنه سيسميه بغير اسمه فقال أليس البلدة ؟ والبلدة اسم من أسماء مكة ثم قال أي يوم هذا قالوا الله ورسوله أعلم مثل ما قالوا في الأول قال أليس يوم النحر ؟ قالوا بلى يا رسول الله وهم يعلمون أن مكة حرام وأن شهر ذي الحجة حرام وأن يوم النحر حرام يعني كلها حرم محترمة فقال عليه الصلاة والسلام إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا وبلدكم هذا في شهركم هذا فأكد عليه الصلاة والسلام تحريم هذه الثلاثة الماء والأموال والأعراض فكلها محرمة والدماء تشمل النفوس وما دونها والأموال تشمل القليل والكثير والأعراض تشمل الزنى واللواط والقذف وربما تشمل الغيبة والسب والشتم فهذه الأشياء حرام على المسلم أن ينتهكها من أخيه المسلم فلا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاثة الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة الأموال أيضا حرام فلا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنْكُمْ والأعراض أيضا محترمة لا يحل للمسلم أن يغتاب أخاه أو أن يقذفه بل إن القاذف إذا قذف شخصا عفيفا بعيدا عن التهمة وقال يا زاني أو أنت زاني أو أنت لوطي أو ما أشبه ذلك فإما أن يأتي بأربعة شهداء يشهدون على الزنى صريحا وإلا فإن هذا القاذف يعاقب بثلاث عقوبات العقوبة الأولى أن يجلد ثمانين جلدة والعقوبة الثانية ألا تقبل له شهادة أبدا كلما شهد عند القاضي ترد شهادته سواء شهد بالأموال أو شهد بالدماء أو شهد برؤية الهلال أو شهد بأي شيء آخر يرفض القاضي شهادته ويردها العقوبة الثالثة الفسق أن يكون فاسقا بعد أن كان عدلا فلا يزوج ابنته ولا أخيه ولا يتقدم إماما في المسلمين عند كثير من العلماء ولا يولى أي ولاية لأنه صار فاسقا هذه عقوبة من يرمي شخصا بالزنى أو باللواط إلا أن يأتي بأربعة شهداء قال الله تعالى لَوْلاَ جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ حتى لو فرض أن هذا الرجل من أصدق الناس ولم يأت بالأربعة شهداء فإنه يجلد ثمانين جلدة ولهذا شهد أربعة من الرجال على رجل بأنه زنى عند عمر بن الخطاب فجاء بهم عمر فسألهم قال للأول تشهد أنه زنى قال نعم قال تشهد أنك رأيت ذكره في فرجها غائبا كما يغيب المرود في المكحلة قال نعم فجاء بالثاني قال نعم فجاء بالثالث قال نعم فجاء بالرابع فتوقف قال أنا لا أشهد بالزنى لكني رأيت أمرا منكرا قال رأيت رجلا على امرأة يتحرك كتحرك المجامع لكن لا أشهد فجلد الثلاثة الأولين على ثمانين جلدة لأنه تبين أنهم كذبة وأطلق الرابع فالأعراض من أشد الأشياء حرمة ولهذا كما سمعتم قال الله تعالى وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً هذه هي العقوبة الأولى وَلاَ تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وهذه هي الثانية وأولئك هم الفاسقون وهذه هي الثالثة إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ يعني لا يكونون فساقا لكن بشرط التوبة والإصلاح ما يكفي أن يقول أنا تائب حتى ننظر هل الرجل يصلح أم لم يصلح إذن جدير بمن كانت هذه حاله أن يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الخطبة العظيمة في مشهد الصحابة في يوم النحر في منى يقول عليه الصلاة والسلام إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ثم قال ألا لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض لأن المسلمين لو صاروا يضرب بعضهم رقاب بعض صاروا كفارا لأنه لا يستحل دم المسلم إلا الكافر فالمسلم لا يمكن أن يشهر السلاح على أخيه لكن لا أحد يشهر السلاح على المسلم إلا الكافر ولهذا وصف النبي الصلاة والسلام المسلمين إذا اقتتلوا بأنهم كفار قال ألا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وهذه المسألة بحسب النصوص فيها تفصيل إن قاتل المسلم مستحلا لقتله بغير إذن شرعي فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة وإن قاتله بتأويل أو لقصد رئاسة أو لقصد سلطان فهذا لا يكفر كفر الردة ولكنه كفر دون كفر ودليل ذلك قوله تعالى وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ فَإِن فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِين إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وهذا هو الجمع بين هذه الآية وبين الحديث فيقال إن تقاتل المسلمون مستحلا كل واحد دم أخيه فهو كافر كفرا مخرجا عن الملة وإن كان لرئاسة أو عصبية أو حمية أو ما أشبه ذلك فإنه لا يكفر كفر ردة بل يكون كفره كفرا دون كفر وعليه أن يتوب ويستغفر ثم قال عليه الصلاة والسلام ألا هل بلغت ؟ ألا هل بلغت ؟ يسأل الصحابة رضي الله عنهم قالوا نعم أي بلغت فتأمل كيف يقرر النبي عليه الصلاة والسلام أنه بلغ في المواطن العظيمة الكثيرة الجمع في عرفة خطبهم عليه الصلاة والسلام قال ألا هل بلغت ؟ قالوا نعم فجعل يرفع أصبعه إلى السماء وينكتها إلى الناس يقول اللهم اشهد عليهم أنني بلغتهم وكذلك أشهد ربه على أنه بلغ أمته وأقروا بذلك يوم النحر ونحن نشهد ونشهد الله وملائكته ومن سمعنا من خلقه أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ البلاغ المبين وأنه بلغ الأمانة وأدى الرسالة ونصح الأمة فما ترك خيرا إلا ودل أمته عليه ولا شرا إلا وحذرهم منه وأنه ترك أمته على المحجة البيضاء وأنه ما بقي شيء من أمور الدين أو الدنيا تحتاجه الأمة إلا بينه عليه الصلاة والسلام ولكن الخطأ ممن يبلغه الخبر فهو الذي قد يكون قاصرا في فهمه وقد يكون له نية سيئة فيحرم الصواب وقد يكون هناك أسباب أخرى وإلا فالرسول عليه الصلاة والسلام بلغ بلاغا تاما كاملا والصحابة رضي الله عنهم بلغوا جميع ما سمعوه منه عليه الصلاة والسلام ما كتموا من سنته شيئا وبلغوا ما جاء به من الوحي ولم يكتموا منه شيئا فجاءت الشريعة ولله الحمد كاملة من كل وجه بلغها النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه ثم بلغها الصحابة رضي الله عنهم ثم التابعون عمن قبلهم وهكذا إلى يومنا هذا ولله الحمد ثم أمر عليه الصلاة والسلام أن يبلغ الشاهد الغائب يعني يبلغ من شهده وسمع خطبته أن يبلغ باقي الأمة وأخبر عليه الصلاة والسلام أنه ربما يكون مبلغ أوعى للحديث من سامع وهذه الوصية من الرسول عليه الصلاة والسلام وصية لمن حضر في ذلك اليوم ووصية لمن سمع حديثه إلى يوم القيامة فعليتا إذا سمعنا حديثا عن الرسول عليه الصلاة والسلام أن نبلغه إلى الأمة ونحن محملون بأن نبلغ ومنهيون بأن نكون كاليهود الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها وقد وصفهم الله بأبشع وصف فقال مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا فالحمار إذا حمل أسفارا يعني كتبا فإنه لا ينتفع منها إذا كان الحمار يحمل أسفارا لا ينتفع منها فالذي يحمل القرآن والسنة ولا ينتفع منها كمثل الحمار يحمل أسفارا نسأل الله أن يرزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ويستفاد من هذا الحديث تحذير النبي عليه الصلاة والسلام أمته من قتال بعضهم بعضا ولكن مع الأسف أنه وقع بينهم السيف وصارت الفتن منذ عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى يومنا هذا وما زالت الفتن قائمة بين الناس لكن أحيانا تشتعل اشتعالا واسعا وأحينا تكون في مناطق معينة ولكن الواجب على المسلم أن يتقي دم أخيه ما استطاع نعم إذا بلى الإنسان بنفسه وصيل عليه يريد الصائل نفسه أو ماله أو حرمته فله أن يدافع عن نفسه ولكن بالأسهل فالأسهل فإن لم يندفع الصائل إلا بالقتل قتله فإن قتله فالصائل في النار وإن قتل الدافع فهو شهيد كما جاء ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي هذا الحديث تحذير من أعراض المسلمين وأنه لا يجوز للمسلم أن ينتهك عرض أخيه لا صادقا ولا كاذبا لأنه إن كان صادقا فقد اغتابه وإن كان كاذبا فقد بهته وأنت إذا رأيت من أخيك شيئا تنتقده فيه في عباداته أو في أخلاقه أو في معاملاته فعلك بنصيحته فهذه من واجبه عليك وتنصحه فيما بينك وبينه مشافهة أو مكاتبة وبهذا تبرئ ذمتك لكن هنا شيء لابد منه وهو أنك إذا أردت أن تناصحه بالمكاتبة فلابد أن تذكر اسمك ولا تخف ولا تكن جبانا اذكر وقل من فلان إلى أخيه فلان بن فلان السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فأنا أنتقد عليك كذا وكذا وكذا من أجل أنه إذا عرف اسمك دعاك أو أتى إليك وناقشك في الأمر أما أن تكون جبانا ترمي من وراء جدار فهذا لا يليق بالمسلم وليس هذا بنصح لأنك ستبقى حاملا عليه في قلبك فيما تراه أنه أخطأ فيه وهو سيبقى ويستمر على ما هو فيه لأن الذي كتب له بالنصيحة ليس أمامه حتى يشرح له وجهة نظره ويستفسر منه عن وجهة نظره هو الآخر فيبقى الشر على ما هو عليه والخطأ على ما هو عليه لكن إذا كتب اسمه كان مشكورا على هذا وكان بإمكان المكتوب إليه المنصوح أن يخاطبه وأن يبين له ما عنده حتى يقتنع أحد الرجلين بما عند الآخر

216 -

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى من 206 – إلى 216 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 189 – إلى 199 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 112 – إلى 120 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 627 – إلى 637 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: