منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع ---   آداب عامة       وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 11:50 pm


318 - وعنه رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم الملل ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك رواه مسلم وتسفهم بضم التاء وكسر السين المهملة وتشديد الفاء والمل بفتح الميم وتشديد اللام وهو الرماد الحار أي كأنما تطعمهم الرماد الحار وهو تشبيه لما يلحقهم من الإثم بما يلحق آكل الرماد الحار من الألم ولا شيء على المحسن إليهم لكن ينالهم إثم عظيم بتقصيرهم في حقه وإدخالهم الأذى عليه والله أعلم

319 - وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه متفق عليه ومعنى ينسأ له في أثره أي يؤخر له في أجله وعمره

320 - وعنه قال كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالا من نخل وكان أحب أمواله بيرحاء وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب فلما نزلت هذه الآية { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى يقول { لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون } وإن أحب مالي إلي ببرحاء وإنها صدقة لله تعالى أرجو برها وذخرها عند الله تعالى فضعها يا رسول الله حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بخ ذلك مال رابح ذلك مال ربح وقد سمعت ما قلت وإني أرى أن تجعلها في الأقربين فقال أبو طلحة أفعل يا رسول الله فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه متفق عليه وسبق بيان ألفاظه في باب الإنفاق مما يحب

321 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: أقبل رجل إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال أبايعك على الهجرة والجهاد أبتغي الأجر من الله تعالى قال فهل من والديك أحد حي قال نعم بل كلاهما قال فتبتغي الأجر من الله تعالى قال نعم قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما متفق عليه وهذا لفظ مسلم وفي رواية لهما جاء رجل فاستأذنه في الجهاد فقال أحي والداك قال نعم قال ففيهما فجاهد

322 - وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها رواه البخاري وقطعت بفتح القاف والطاء ورحمه مرفوع

323 - وعن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرحم معلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله متفق عليه

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث في بيان فضيلة صلة الرحم وأن الإنسان الواصل ليس المكافئ الذي إذا وصله أقاربه وصلهم ولكن الواصل هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها فتكون صلته لله لا مكافأة لعباد الله ولا من أجل أن ينال بذلك مدحا عند الناس قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس الواصل بالمكافئ يعني بالذي إذا وصله أقاربه وصلهم مكافأة لهم وإنما الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها وكذلك أيضا في هذه الأحاديث أن الرحم متعلقة بالعرش تقول من وصلني وصله الله ومن قطعني قطعه الله وهذا يحتمل أن يكون خبرا وأن يكون دعاء يعني يحتمل أن الرحم تخبر بهذا أو تدعو الله عز وجل به وعلى كل حال فهو دليل على عظم شأن الرحم وصلتها وأنها تحت العرش تدعو بهذا الدعاء أو تخبر بهذا الخبر ثم ذكر المؤلف حديث الرجل الذي كان يحسن إلى قرابته فيسيئون إليه ويصلهم فيقطعونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن كنت يعني كما تقول فكأنما تسفهم المل والمل هو الرماد الحار وتسفهم يعني تجعله في أفواههم والمعنى أنك كأنما ترغمهم بهذا الرماد الحار عقوبة لهم ولا يزال لك من الله عليهم ظهير يعني عون عليهم مادمت على ذلك أي تصلهم وهم يقطعونك فكل هذه الأحاديث وما شابهها تدل على أنه يجب على الإنسان أن يصل رحمه وأقاربه بقدر ما يستطيع وبقدر ما جرى به العرف ويحذر من قطيعة الرحم

325 - وعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت: قدمت على أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت قدمت على أمي وهي راغبة أفأصل أمي قال نعم صلى أمك متفق عليه وقولها راغبة أي طامعة عندي تسألني شيئا قيل كانت أمها من النسب وقيل من الرضاعة والصحيح الأول

326 - وعن زينب الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وعنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقن يا معشر النساء ولو من حليكن قالت فرجعت إلى عبد الله بن مسعود فقلت له إنك رجل خفيف ذات اليد وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمرنا بالصدقة فأته فاسأله فإن كان ذلك يجزئ عنى وإلا صرفتها إلى غيركم فقال عبد الله بل ائتيه أنت فانطلقت فإذا امرأة من الأنصار بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجتي حاجتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ألقيت عليه المهابة فخرج علينا بلال فقلنا له ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك أتجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجورهما ولا تخبره من نحن فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من هما قال امرأة من الأنصار وزينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الزيانب هي قال امرأة عبد الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما أجران أجر القرابة وأجر الصدقة متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف فيما نقله عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها إن أمها قدمت عليها المدينة وهي راغبة فاستفتت النبي صلى الله عليه وسلم هل تصلها أم لا وقالت يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها فأمرها أن تصلها وقولها وهي راغبة قال بعض العلماء معناه وهي راغبة في الإسلام فيكون الأمر بصلتها من أجل تأليفها على الإسلام وقيل بل معنى قولها وهي راغبة أي راغبة في أن أصلها ومتطلعة إلى ذلك فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم أن تصلها وهذا هو الأقرب أنها جاءت تتشوق وتتطلع إلى أن تعطيها ابنتها ما شاء الله ففي هذا دليل على أن الإنسان يصل أقاربه ولو كانوا على غير الإسلام لأن لهم حق القرابة ويدل لهذا قوله تعالى في سورة لقمان وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا يعني إن أمرك والداك وألحا في الطلب على أن تشرك بالله فلا تطعهما لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ولكن صاحبهما في الدنيا معروفا أي أعطهم من الدنيا ما يجب لهم من الصلة ولو كانا كافرين أو فاسقين لأن لهما حق القرابة وهذا الحديث يدل على ما دلت عليه الآية وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها أن تصل أمها مع أنها كافرة ثم إن صلة الأقارب بالصدقة يحصل بها أجران أجر الصدقة وأجر الصلة ودليل ذلك حديث زينب بنت مسعود الثقفية امرأة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر النساء بالصدقة فرجعت إلى بيتها وكان زوجها عبد الله بن مسعود خفيف ذات اليد يعني أنه ليس عنده مال فأخبرته فطلب منها أن تتصدق عليه وعلى أيتام كانوا في حاجتها ولكنه أشكل عليه الأمر فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستفتيه فلما وصلت إلى بيته وجدت عنده امرأة من الأنصار حاجتها كحاجة زينب تريد أن تسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن تتصدق على زوجها ومن في بيتها فخرج بلال وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أعطاه الله المهابة العظيمة كل من رآه هابه لكنه من خالطه معاشرة أحبه وزالت عنه الهيبة لكن أول ما يراه الإنسان يهابه هيبة عظيمة فإذا خالطه وعاشره أحبه وألفه صلى الله عليه وسلم فخرج بلال فسألهما عن حاجتهما فأخبرتاه أنهما يسألان النبي صلى الله عليه وسلم هل تجوز الصدقة على أزواجهما ومن في بيتهما ولكنهما قالتا له لا تخبر الرسول صلى الله عليه وسلم من هما أحبتا أن تختفيا فدخل بلال على النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره وقال إن بالباب امرأتين حاجتهما كذا وكذا فقال من هما وحينئذ وقع بلال بين أمرين بين أمانة ائتمنتاه عليها المرأتان حيث قالتا لا تخبره من نحن ولكن الرسول قال من هما قال امرأة من الأنصار وزينب فقال أي الزيانب حيث اسم زينب كثير فقال امرأة عبد الله وكان عبد الله بن مسعود خادما للرسول صلى الله عليه وسلم يدخل بيته حتى بلا استئذان وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم أهله وعرف حاله وهو إنما أخبره مع قولهما له لا تخبره لأن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة مقدمة على طاعة كل واحد فقال إن صدقتهما على هؤلاء صدقة وصلة يعني فيها أجران أجر الصدقة وأجر الصلة فدل ذلك على أنه يجوز للإنسان أن يتصدق على أولاده عند الحاجة ويتصدق على زوجته وكذلك الزوجة تتصدق على زوجها وأن ذلك عليهم صدقة وصلة أما الزكاة فإن كان مما يجب على الإنسان أن يدفعه فإنه لا يصح أن يدفع إليهم الزكاة لو كانت الزكاة لدفع حاجتهما من نفقة وهو ممن تجب عليه النفقة وماله يحتمل فإنه لا يجوز له أن يعطيهما من الزكاة أما إذا كان ممن لا يجب عليه كما إن قضي دينا عن أبيه أو عن ابنه أو زوجته أو قضت دينا على زوجها فإن ذلك لا بأس به إذا كان المدين حيا أما إذا كان المدين ميتا فلا يقضي عنه إلا تبرعا أو من التركة ولا يقضى عنه من الزكاة

327 - وعن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة هرقل أن هرقل قال لأبي سفيان فماذا يأمركم به يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال قلت يقول اعبدوا الله وحده ولا تشركوا به شيئا واتركوا ما يقول آباؤكم ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة متفق عليه

328 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط وفي رواية ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما وفي رواية فإذا افتتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحما أو قال ذمة وصهرا رواه مسلم قال العلماء الرحم التي لهم كون هاجر أم إسماعيل صلى الله عليه وسلم منهم والصهر كون مارية أم إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم رواه مسلم

329 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية { وأنذر عشيرتك الأقربين } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فاجتمعوا فعم وخص وقال يا بني عبد شمس يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف أنقذوا أنفسكم من النار يا بني هاشم أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها رواه مسلم قوله صلى الله عليه وسلم ببلالها هو بفتح الباء الثانية وكسرها والبلال الماء ومعنى الحديث سأصلها شبه قطيعتها بالحرارة تطفأ بالماء وهذه تبرد بالصلة

330 - وعن أبي عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم جهارا غير سر يقول إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي إنما وليى الله وصالح المؤمنين ولكن لهم رحم أبلها ببلالها متفق عليه واللفظ للبخاري

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف رحمه الله كلها تدل على أهمية صلة الرحم أي صلة القرابة وصدرها بحديث أبي سفيان صخر بن حرب حين وفد ومعه قوم من قريش على هرقل وكان قد وفد على هرقل قبل أن يسلم رضي الله عنه لأنه أسلم عام الفتح وأما قدومه إلى هرقل فكان بعد صلح الحديبية ولما سمع بهم هرقل وكان رجلا عاقلا عنده علم من الكتاب وعنده علم بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم وبما يدعوه إليه لأن صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم موجودة في التوراة والإنجيل كما قال الله تبارك وتعالى النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل مكتوبا بصفته ومعروفا حتى إنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم لا يشكون فيهم فلما قدم هؤلاء الجماعة من العرب من مبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الحجاز دعاهم يسألهم عن حال النبي صلى الله عليه وسلم وعما يأمر به وعما ينهى عنه وعن كيفية أصحابه ومعاملتهم له إلى غير ذلك مما سألهم عنه وقد ذكره البخاري مطولا في صحيحه وكان من جملة ما سألهم عنه ماذا يأمر به قالوا كان يأمرنا بالصلة والصدق والعفاف الصلة يعني صلة الرحم والصدق الخبر الصحيح المطابق للواقع والعفاف عن الزنى وعما في أيدي الناس من الأموال وكذلك الأعراض ثم إنه لما ذكر لهم ما ذكر قال له إن كان ما تقوله حقا فسيملك ما تحت قدمي هاتين يقول ذلك وهو أحد الرئيسين في الدولتين الكبيرتين الروم والفرس يقول ذلك وهو ملك له مملكة كبيرة عظيمة لكنه يعلم أن ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق وأنه هو الصواب المطابق للفطرة ولمصالح الخلق كان يأمر بالصدق والعفاف والصلة أي صلة الأرحام ثم ذكر المؤلف رحمه الله أحاديث في هذا المعنى أي في صلة الأرحام ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل عليه { وأنذر عشيرتك الأقربين } جمع قريشا وعمم وخص وقال يا بني فلان يا بني فلان يا بني فلان يعدهم أفخاذا أفخاذا حتى وصل إلى ابنته فاطمة قال يا فاطمة أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا وهذا من الصلة وبين أن لهم رحما سيبلها ببلالها أي سيبلها بالماء وذلك لأن قطيعة الرحم نار والماء يطفئ النار وقطيعة الرحم موت والماء به الحياة كما قال تعالى { وجعلنا من الماء كل شيء حي } فشبه الرسول صلى الله عليه وسلم صلة الرحم بالماء الذي يبل به الشيء وكذلك أيضا من الأحاديث التي ساقها المؤلف رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن آل بني فلان ليسوا بأوليائي وذلك لأنهم كفار والواجب على المؤمن أن يتبرأ من ولاية الكافرين كما قال الله تعالى { قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده } فتبرأ منهم مع قرابتهم له قال ولكن لهم رحم أبلها ببلالها يعني سأعطيها حقها من الصلة وإن كانوا كفارا وهذا يدل على أن القريب له حق الصلة وإن كان كافرا لكن ليس له الولاية فلا يوالى ولا يناصر لما عليه من الباطل ثم ذكر أيضا من الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر الصحابة بأنهم سيفتحون مصر وأوصى بأهلها خيرا وقال إن لهم رحما وصهرا وذلك أن هاجر أم إسماعيل سرية إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام كانت من مصر ولهذا قال إن لهم صهرا ورحما لأنهم أخوال إسماعيل وإسماعيل هو أبو العرب المستعربة كلها فدل ذلك على أن الرحم لها صلة ولو كانت بعيدة ما دمت تعرف أن هؤلاء من قبيلتك فلهم الصلة ولو كانوا بعداء ودل أيضا على أن صلة القرابة من جهة الأم كصلة القرابة من جهة الأب

331 - وعن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري رضي الله عنه أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار فقال النبي صلى الله عليه وسلم تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم متفق عليه

332 - وعن سلمان بن عامر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم يجد تمرا فالماء فإنه طهور وقال الصدقة على المسكين صدقة وعلى ذي الرحم ثنتان صدقة وصلة رواه الترمذي وقال حديث حسن

333 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كانت تحتي امرأة وكنت أحبها وكان عمر يكرهها فقال لي طلقها فأبيت فأتى عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلقها رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح

334 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رجلا أتاه فقال: إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح

باب تحريم العقوق وقطيعة الرحم

قال الله تعالى { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } وقال تعالى { والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم لعنة ولهم سوء الدار } وقال تعالى { وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا }

336 - وعن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ؟ ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت متفق عليه قال المؤلف رحمه الله تعالى باب تحريم العقوق وقطيعة الأرحام العقوق بالنسبة للوالدين وقطيعة الأرحام بالنسبة للأقارب غير الوالدين والعقوق مأخوذ من العق وهو القطع ومنه سميت العقيقة التي تذبح عن المولود في اليوم السابع لأنها تعق يعني تقطع رقبتها عند الذبح والعقوق من كبائر الذنوب لثبوت الوعيد عليه من الكتاب والسنة وكذلك قطيعة الرحم قال الله تعالى { فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم } يعني أنكم إذا توليتم أفسدتم في الأرض وقطعتم الرحم وحقت عليكم اللعنة { وأعمى أبصارهم } المراد بالأبصار هنا البصيرة وليس بصر العين والمراد أن الله تعالى يعمي بصيرة الإنسان والعياذ بالله حتى يرى الباطل حقا والحق باطلا وهذه عقوبة أخروية ودنيوية أما الأخروية فقوله { أولئك الذين لعنهم الله } وأما الدنيوية فقوله { فأصمهم } يعني أصم آذانهم عن سماع الحق والانتفاع به { وأعمى أبصارهم } عن رؤية الحق والانتفاع به وقال تعالى { والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار } ميثاق العهد توكيده فينقضون العهد ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل من القرابات وغيرهم ويفسدون في الأرض بكثرة المعاصي { أولئك لهم اللعنة } واللعنة تعني الطرد والإبعاد عن رحمة الله { ولهم سوء الدار } أي سوء العاقبة وقال الله تبارك وتعالى { وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } فأمر الله بالإحسان إلى الوالدين وقال إن بلغا عندك الكبر أحدهما أو كلاهما إما الأم أو الأم والأب جميعا فزجرت منهم لأن الإنسان إذا كبر قد يصل إلى الهرم وأرذل العمر فيتعب فقال حتى في هذه الحال { فلا تقل لهما أف } أي لا تقل إني متضجر منكما { ولا تنهرهما } أي عند القول { وقل لهما قولا كريما } يعني طيبا حسنا يدخل السرور عليهما ويزيل عنهم الكآبة والحزن { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } يعني ذل لهما مهما بلغت من علو المنزلة كما تعلو الطيور فاخفض لهما جناح الذل وتذلل لهما رحمة بهما { وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا } فارحمهما أنت وادع الله أن يرحمهما هذا هو الذي أمر الله به بالنسبة للوالدين في حال الكبر وأما في حال الشباب فإن الوالد في الغالب يكون مستغنيا عن ولده ولا يهمه ثم ذكر المؤلف حديث أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا قلنا بلى يا رسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين هذا من أكبر الكبائر فالإشراك بالله كبيرة في حق الله وعقوق الوالدين كبيرة في حق من هم أحق الناس بالولاية والرعاية وهما الوالدان وكان صلى الله عليه وسلم متكئا فجلس أي معتمدا على يده فجلس واستقام في جلسته وقال ألا وقول الزور وشهادة الزور هذا أيضا من أكبر الكبائر وإنما جلس النبي صلى الله عليه وسلم عند هذا لأن هذا ضرره عظيم وعاقبته وخيمة وقول الزور يعني الكذب وشهادة الزور أي الذي يشهد بالكذب والعياذ بالله وما أرخص شهادة الزور اليوم عند كثير من الناس يظن الشاهد أنه أحسن إلى من شهد له ولكنه أساء إلى نفسه وأساء إلى من شهد له وأساء إلى من شهد عليه أما إساءته إلى نفسه فلأنه أتى كبيرة من كبائر الذنوب والعياذ بالله بل من أكبر الكبائر وأما كونه أساء إلى المشهود له فلأنه سلطه على ما لا يستحق وأكله الباطل وأما إساءته إلى المشهود عليه فظاهر فإنه ظلمه واعتدى عليه ولهذا كانت شهادة الزور من أكبر الكبائر والعياذ بالله ولا تظن أنك إذا شهدت لأحد زورا أنك محسن إليه لا والله بل أنت مسيء إليه وللأسف فكثير من الناس الآن يشهد عند الحكومة في المسائل بأن فلان هو المستحق ويلبسون على الحكومة ويستعيرون أسماء ليست بصحيحة كل هذا من أجل أن ينالوا شيئا من الدنيا لكنهم خسروا الدنيا والآخرة بهذا الكذب والعياذ بالله وهذا الحديث يوجب للعاقل الحذر من هذه الأمور الأربعة الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقول الزور وشهادة الزور

337 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس رواه البخاري واليمين الغموس التي يحلفها كاذبا عامدا سميت غموسا لأنها تغمس الحالف في الإثم

338 - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من الكبائر شتم الرجل والديه قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه متفق عليه وفي رواية إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه قيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه قال يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه

339 - وعن أبي محمد جبير بن مطعم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل الجنة قاطع قال سفيان في روايته يعني قاطع رحم متفق عليه

340 - وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ومنعا وهات ووأد البنات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال متفق عليه قوله منعا معناه منع ما وجب عليه وهات طلب ما ليس له ووأد البنات معناه دفنهن في الحياة وقيل وقال معناه الحديث بكل ما يسمعه فيقول قيل كذا وقال فلان كذا مما لا يعلم صحته ولا يظنها وكفى المرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع وإضاعة المال تبذيره وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الآخرة والدنيا وترك حفظه مع إمكان الحفظ وكثرة السؤال الإلحاح فيما لا حاجة إليه وفي الباب أحاديث سبقت في الباب قبله كحديث وأقطع من قطعك وحديث من قطعني قطعه الله

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث كلها تدل على تحريم قطيعة الرحم وعقوق الوالدين وقد سبق لها نظائر ومما فيه زيادة عما سبق حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من الكبائر شتم الرجل والديه يعني سبهما ولعنهما كما جاء ذلك في رواية أخرى لعن الله من لعن والديه قالوا يا رسول الله كيف يشتم الرجل والديه لأن هذا أمر مستغرب وأمر بعيد قال نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه وذلك تحذير من أن يكون الإنسان سببا في شتم والديه بأن يأتي إلى الشخص فيشتم والدي الشخص فيقابله الشخص الآخر بالمثل ويشتم والديه ولا يعني ذلك أنه يجوز للثاني أن يشتم والدي الرجل لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى ولكنه في العادة والطبيعة أن الإنسان يجازي غيره بمثل ما فعل به فإذا سبه سبه وذلك كما قال تعالى ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم لذلك لما كان سببا في سب والديه كان عليه إثم ذلك ثم ذكر المؤلف حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ومنعا وهات ووأد البنات الشاهد من هذا الحديث قوله عقوق الأمهات وهو قطع ما يجب لهن من البر أما وأد البنات فهو دفنهن أحياء وذلك لأنهم في الجاهلية كانوا يكرهون البنات ويعيبون بقاء البنت عند الرجل ويقولون إن بقاء البنت عند الرجل مسبة له فكانوا والعياذ بالله يأتون بالبنت فيحفرون لها حفرة ويدفنونها وهي حية قال الله تعالى { وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت } فحرم الله ذلك وهو لا شك من أكبر الكبائر وإذا كان قتل الأجنبي المؤمن سببا للخلود في النار كما قال تعالى { ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما } فالقرابة أشد وأشد ومنعا وهات يعني أن يكون الإنسان جموعا منوعا يمنع ما يجب عليه بذله من المال ويطلب ما ليس له فهات يعني أعطوني المال ومنعا أي يمنع ما يجب عليه فإن هذا أيضا مما حرمه الله عز وجل لأنه لا يجوز للإنسان أن يمنع ما يجب عليه بذله من المال ولا يجوز أن يسأل ما لا يستحق فكلاهما حرام ولهذا قال إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ومنعا وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال كره وحرم ليس بينهما فرق لأن الكراهة في لسان الشارع معناها التحريم ولكن هذا والله أعلم من باب اختلاف التعبير فقط كره لكم قيل وقال يعني نقل الكلام وكثرة ما يتكلم الإنسان ويثرثر به وأن يكون ليس له هم إلا الكلام في الناس قالوا كذا وقيل كذا ولاسيما إذا كان هذا في أعراض أهل العلم وأعراض ولاة الأمور فإنه سيكون أشد وأشد كراهة عند الله عز وجل والإنسان المؤمن هو الذي لا يقول إلا خيرا كما قال النبي عليه الصلاة والسلام من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت وكثرة السؤال يحتمل أن يكون المراد السؤال عن العلم ويحتمل أن يكون المراد السؤال عن المال أما الأول وهو كثرة السؤال عن العلم فهذا إنما يكره إذا كان الإنسان لا يريد إلا إعنات المسئول والإشقاق عليه وإدخال السآمة والملل عليه أما إذا كان يريد العلم فإنه لا ينهي عن ذلك ولا يكره ذلك وقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما كثير السؤال فقد قيل له بم أدركت العلم قال أدركت العلم بلسان سؤول وقلب عقول وبدن غير ملول لكن إذا كان قصد السائل الإشقاق على المسئول والإعنات عليه وإلحاق السآمة به أو تلقط زلاته لعله يزل فيكون في ذلك قدح فيه فإن هذا هو المكروه وأما الثاني وهو سؤال المال فإن كثرة السؤال قد تلحق الإنسان بأصحاب الشح والطمع ولهذا لا يجوز للإنسان سؤال المال إلا عند الحاجة أو إذا كان يرى أن المسئول يمن عليه أن يسأله كما لو كان صديقا لك قوي الصداقة قريبا جدا فسألته حاجة وأنت تعرف أنه يكون بذلك ممنونا فهذا لا بأس به أما إذا كان الأمر على خلاف ذلك فلا يجوز أن تسأل إلا عند الضرورة وإما إضاعة المال فهو بذل الإنسان له في غير لا دينية ولا دنيوية لأن الله تعالى قال { ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما } فالمال قيام للناس تقوم به مصالح دينهم ودنياهم فإذا بذله الإنسان في غير ذلك فهذا إضاعة له وأقبح من ذلك أن يبذله في محرم فيرتكب في هذا محظورين المحظور الأول إضاعة المال والمحظور الثاني ارتكاب المحرم فالأموال يجب أن يحافظ عليها الإنسان وألا يضعها وألا يبذلها إلا فيما فيه مصلحة له دينية أو دنيوية

/0L2 باب بر أصدقاء الأب والأم والأقارب والزوجة وسائر من يندب إكرامه

341 -


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى من 417 – إلى 440 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 143 – إلى 152 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 395 – إلى 417 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 216 – إلى 222 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: