410 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل إلا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة رواه الترمذي وقال حديث حسن وأدلج بإسكان الدال ومعناه سار من أول الليل والمراد التشمير في الطاعة والله أعلم
411 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك وفي رواية الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض متفق عليه غرلا بضم الغين المعجمة أي غير مختونين
الشَّرْحُ
قال المؤلف رحمه الله تعالى في باب الخوف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل أدلج يعني مشي في الدلجة وهي أول الليل ومن أدلج بلغ المنزل لأنه إذا سار في أول الليل فهو يدل على اهتمامه في المسير وأنه جاد فيه ومن كان كذلك بلغ المنزلة ألا وإن سلعة الله غالية ألا وإن سلعة الله الجنة السلعة يعني التي يعرضها الإنسان للبيع والجنة قد عرضها الله عز وجل لعباده ليشتروها قال الله تعالى إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم فمن خاف يعني من كان في قلبه خوف لله عمل العمل الصالح الذي ينجيه مما يخاف وأما حديث عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الناس يعني يجمعون يوم القيامة حفاة ليس لهم نعال عراة ليس عليهم ثياب غرلا غير مختونين فالناس يخرجون من قبورهم كيوم ولدتهم أمهاتهم يعني في كمال الخلقة كما قال تعالى { كما بدأنا أول الخلق نعيده } فقالت عائشة رضي الله عنها يا رسول الله الرجال والنساء يعني عراة ينظر بعضهم إلى بعض قال الأمر أهم أو أشد من أن يهمهم ذلك أو من أن ينظر بعضهم إلى بعض أي إن الأمر عظيم جدا لا ينظر أحد إلى أحد { لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } نسأل الله تعالى أن ينجينا والمسلمين من عذاب النار وأن يجعلنا وإياكم ممن يخافه ويرجوه
باب الرجاء