منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة باب اليقين والتوكل وأخرى / من باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة باب اليقين والتوكل وأخرى / من باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع ---   آداب عامة باب اليقين والتوكل    وأخرى / من  باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 4:37 am


باب اليقين والتوكل

قال الله تعالى { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } وقال تعالى { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } وقال تعالى { وتوكل على الحي الذي لا يموت } وقال تعالى { وعلى الله فليتوكل المؤمنون } وقال تعالى { فإذا عزمت فتوكل على الله } والآيات في الأمر بالتوكل كثيرة معلومة وقال تعالى { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } أي كافيه وقال تعالى { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون } والآيات في فضل التوكل كثيرة معروفة

الشَّرْحُ

جمع المؤلف بين اليقين والتوكل لأن التوكل ثمرة من ثمرات اليقين فاليقين: هو قوة الإيمان والثبات حتى كان الإنسان يرى بعينه ما أخبر الله به ورسوله من شدة يقينه فاليقين هو ثبات وإيمان ليس معه شك بوجه من الوجوه فيرى الغائب الذي أخبر الله عنه ورسوله كأنه حاضر بين يديه وهو أعلى درجات الإيمان هذا اليقين يثمر ثمرات جليلة منها التوكل على الله عز وجل والتوكل على الله اعتماد الإنسان على ربه عز وجل في ظاهره وباطنه في جلب المنافع ودفع المضار ومن يتوكل على الله فهو حسبه ففي هاتين المرتبتين اليقين والتوكل يحصل للإنسان مقصوده في الدنيا والآخرة ويستريح ويعيش مطمئنا سعيدا لأنه موقن بكل ما أخبر الله به ورسوله ومتوكل على الله عز وجل ثم ذكر المؤلف آيات في هذا الباب منها قوله تعالى { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما } الأحزاب طوائف من قبائل متعددة تألبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعوا على حربه وتجمع نحو عشرة آلاف مقاتل من قريش وغيرهم وحاصروا المدينة ليقضوا على النبي صلى الله عليه وسلم وحصل في هذه الغزوة أزمة عظيمة على أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى في وصفها { وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا } الظنون البعيدة { هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزلا شديدا } فانقسم الناس في هذه الأزمة العصبية العظيمة إلى قسمين بينهما الله عز وجل في هذه الآيات القسم الأول: قال الله عنهم { وإذا يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا } المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والذين في قلوبهم مرض من المؤمنين وعندهم نقص في يقينهم قالوا: ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا قالوا: كيف يقول محمد أنه سيفتح كسرى وقيصر وصنعاء وهو الآن محاصر من هؤلاء الناس القسم الثاني: المؤمنون قال الله عنهم { ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } انظر إلى الفرق بين الطائفتين هؤلاء لما رأوا الأحزاب ورأوا هذه الشدة علموا أنه سيعقبها نصر وفرج وقالوا: هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله فسيكون نصر وستفتح ممالك قيصر وكسرى واليمن وهكذا كان ولله الحمد والشاهد قوله { هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله } وهذا غاية اليقين أن يكون الإنسان عند الشدائد وعند الكرب ثابتا مؤمنا موقنا عكس من كان توكله ويقينه ضعيفا فإنه عند المصائب والكرب ربما ينقلب على وجهه كما قال الله: { ومن الناس من يعبد الله على حرف } أي: على طرف { فإن أصابه خير اطمأن وإن أصابه فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين } كثير من الناس في عافية فهو مطمئن ولكن إذا ابتلى والعياذ بالله انقلب على وجهه فربما يصل إلى حد الردة والكفر ويعترض على الله بالقضاء والقدر ويكره تقدير الله وبالتالي يكره الله والعياذ بالله لأنه كان في الأول لم يصبه أذى ولا فتنة ولكنه في الثاني أصابته الفتنة فانقلب على وجهه وفي هذه الآيات وأشباهها دليل على أنه ينبغي للإنسان أن يخاف ويوجل ويخشى من زيغ القلب ويسأل الله دائما فإنه ما من قلب من قلوب بني آدم إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء إن شاء أقامه وإن شاء أزاغه فنسأل الله مقلب القلوب أن يثبت قلوبنا على طاعته وأن يرزقنا الاستقامة على دينه والثبات عليه الآية الثانية قوله { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } هذه الآية نزلت في الصحابة رضي الله عنهم حيث حصل عليهم ما حصل في غزوة أحد مما أصابهم من القرح والجروح والشهداء فقيل لهم إن أبا سفيان كان قد عزم على الكرة عليكم وجمع لكم الناس فندبهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى ملاقاته ومقابلته فاستجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح وأصيبوا بهذه النكبة العظيمة فقتل منهم سبعون رجلا استشهدوا في سبيل الله وحصل للنبي صلى الله عليه وسلم ولغيره من صحابته رضي الله عنهم ما حصل ومع خذا استجابوا لله وللرسول قال الله تعالى { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم } يعني أن أبا سفيان ومن معه ممن بقى من كبراء قريش جمعوا للرسول صلى الله عليه وسلم يريدون استئصاله ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره قيل للصحابة: اخشوا هؤلاء ولكنهم ازدادوا إيمانا لأن المؤمن كلما اشتدت به الأزمات ازداد إيمانا بالله لأنه يؤمن بأن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا لهذا رادهم إيمانا هذا القول وقالوا { حسبنا الله ونعم الوكيل } حسبنا الله: كافينا في مهماتنا وملماتنا ونعم الوكيل إنه نعم الكافي جل وعلا فإنه نعم المولى ونعم النصير ولكنه يكون ناصرا لمن انتصر به واستنصر به فإنه عز وجل أكرم الأكرمين وأجود الأجودين فإذا اتجه الإنسان إليه في أموره أعانه وساعده وتولاه ولكن البلاء من بني آدم حيث يكون الإعراض كثيرا في الإنسان ويعتمد على الأمور المادية دون الأمور المعنوية قال تعالى { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } ذهبوا لكنهم لم يجدوا كيدا وأبو سفيان ومن معه ولوا على أدبارهم ولم يكروا على الرسول صلى الله عليه وسلم فكتبت للصحابة غزوة من غير قتال قال الله { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم } ثم قال { إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } { يخوف أولياءه } أي: يخوفكم أنتم أولياءه أي: يلقي في قلوبكم الخوف في أوليائه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين فالشيطان يأتي إلى المؤمن: احذر أن تتكلم في فلان لأنه ربما يسجنك وربما فعل كذا وكذا فيخوفك ولكن المؤمن لا يمكن أن يخاف أولياء الشيطان لأن الله قال { فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا } بالنسبة للحق فعلى الإنسان أن لا يخاف في الله لومة لائم وأن لا يخاف إلا الله ولكن يجب أن يكون سيره على هدى الله عز وجل فإذا كان سيره على هدى من الله فلا يخافن أحدا وقوله تعالى { وتوكل على الحي الذي لا يموت } وهو الله عز وجل اعتمد عليه في أمورك كلها دقيقها وجليلها لأن الله إذا لم ييسر لك الأمر لم يتيسر لك ومن أسباب تيسيره أن تتوكل عليه لاسيما إذا دهمتك الأمور وكثرت الهموم وازدادت الخطوب فإنه لا ملجأ لك إلا الله عز وجل فعليك بالتوكل عليه والاعتماد عليه حتى يكفيك وفي قوله { الذي لا يموت } دليل على امتناع الموت على الرب عز وجل قال الله { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } فالله عز وجل لا يموت لكمال حياته فإنه دائما هو الأول الذي ليس قبله شيء وهو الآخر الذي ليس بعده شيء ثم إنه سبحانه وتعالى لا ينام لكمال حياته وقيوميته قال الله تعالى { الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم } أما الإنس والجن فإنهم ينامون ويموتون أما الرب عز وجل فإنه لا ينام لأنه غني عن النوم أما البشر فإنهم محتاجون له لأن الأبدان تتعب وتسأم وتمل والنوم راحة عما مضى من التعب وتجديد نشاط عما يستقبل من العمل وقال الله { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } أي كافيه فإذا توكلت على الله كفاك كل شيء وإذا توكلت على غير الله وكلك الله عليه ولكنك تنخذل ولا تتحقق لك أمورك وقال الله { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا } قوله { إذا ذكر الله } إذا ذكرت عظمته وجلاله وسلطانه خافت القلوب ووجلت وتأثر الإنسان حتى إن بعض السلف إذا تليت عليه آيات الخوف مرض أياما حتى يعوده الناس أما نحن فقلوبنا قاسية نسأل الله أن يلينها فإنه تتلى علينا آيات الخوف فلا نتأثر بذلك ولا نتعظ إلا من رحم الله لكن المؤمن هو الذي إذا ذكر الله وجل قلبه وخاف كان بعض السلف إذا قيل له: اتق الله ارتعد حتى يسقط ما في يده { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } إذا سمعوا كلام الله عز وجل ازدادوا إيمانا من وجهين: الوجه الأول: التصديق بما أخبر الله به من أمور الغيب الماضية والمستقبلة الوجه الثاني: القبول والإذعان لأحكام الله فيمثلون ما أمر الله به فيزداد بذلك إيمانهم وينتهون عما نهى الله عنه تقربا إليه وخوفا منه فيزداد إيمانه فهم إذا تليت عليهم آياته ازدادوا إيمانا من هذين الوجهين وهكذا إذا رأيت من نفسك أنك كلما تلوت القرآن ازددت إيمانا فإن ذلك من علامات التوفيق أما إذا كنت تقرأ القرآن ولا تتأثر به فعليك بمداواة نفسك لا أقول أن تذهب إلى المستشفى لتأخذ جرعة من حبوب أو مياه أو غيرها ولكن بمداواة القلب فإن القلب إذا لم ينتفع بالقرآن ولم يتعظ به فإنه قلب قاس مريض نسأل الله العافية فأنت طبيب نفسك لا تذهب إلى الناس اقرأ القرآن فإن رأيت أنك ازددت به إيمانا وتصديقا وامتثالا فهنيئا لك وأنت مؤمن وإلا فعليك بالدواء قبل أن يأتيك موت لا حياة بعده وهو موت القلب أما موت الجسد بعده حياة وبعده بعث وجزاء وحساب وقوله { وعلى ربهم يتوكلون } على ربهم فقط يتوكلون أي: يفوضون أمورهم كلها إلى مالكهم ومدبرهم خاصة لا إلى أحد سواه كما يدل عليه تقديم المتعلق على عامله والجملة معطوفة على الصلة إشارة إلى الاختصاص والحصر وأنهم لا يتوكلون إلا على الله عز وجل لأن غير الله إذا توكلت عليه فإنما توكلت على شخص مثلك ولا يحرص على منفعتك كما تحرص على منفعة نفسك ولكن اعتمد على الله عز وجل في أمور دينك ودنياك { الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } يقيمون الصلاة يأتون بها مستقيمة بواجباتها وشروطها وأركانها ويكملونها بمكملاتها ومن ذلك أن يصلوها في أوقاتها ومن ذلك أن يصلوها مع المسلمين في مساجدهم لأن صلاة الجماعة كان الناس لا يتخلفون عنها إلا منافق أو معذور قال ابن مسعود رضي الله عنه لقد رأيتنا يعني مع الرسول عليه الصلاة والسلام وما يتخلف عنها إلا منافق أو مريض ولقد كان الرجل يؤتي بها يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف لا يثنيهم عن الحضور إلى المساجد حتى المرض رضي الله عنهم أما كثير من الناس اليوم على العكس من ذلك فتراهم يتكاسلون ويتأخرون عن صلاة الجماعة ولهذا لو قارنت بين الصلوات النهارية وصلاة الفجر لرأيت فرقا بينا لأن الناس يلحقهم الكسل في صلاة الفجر من نوم ولا يهتمون بها كثيرا { ومما رزقناهم ينفقون } أي: ينفقون أموالهم في مرضاة الله وحسب أوامر الله وفي المحل المناسب { أولئك هم المؤمنون حقا } حقا: توكيد للجملة التي قبلها أي أحق ذلك حقا { لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم } نسأل الله أن يجعلنا وإياكم منهم بمنه وكرمه إنه جواد كريم وأما الأحاديث:

74 - فالأول: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد إذ يرفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي فقيل لي: هذا موسى وقومه ولكن انظر إلى الأفق فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب فقال بعضهم فلعلهم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء فخرج عليهم رسول صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تخوضون فيه ؟ فأخبروه فقال هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال أنت منهم ثم قام رجل آخر فقال ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة متفق عليه الرهيط بضم الراء: تصغير رهط وهم دون عشرة أنفس والأفق: الناحية والجانب وعكاشة بضم العين وتشديد الكاف وبتخفيفها والتشديد أفصح بعدما ساق الآيات ذكر هذا الحديث العظيم الذي أخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الأمم عرضت عليه أي: أرى الأمم عليه الصلاة والسلام وأنبياءهم يقول فرأيت النبي ومعه الرهيط أي: معه الرهط القليل الذي ما بين الثلاثة إلى العشرة والنبي ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد أي: أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ليسوا كلهم قد أطاعهم قومهم بل بعضهم لم يطعه أحد من قومهم وبعضهم أطاعه الرهط وبعضهم أطاعه الرجل والرجلان وانظر أن نوحا عليه الصلاة والسلام مكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يذكرهم بالله ويدعوهم إلى الله قال الله { وما آمن معه إلا قليل } كل هذه المدة ولم يلق منهم قبولا ولا سلم من شرهم قال نوح { وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكبارا } وكانوا يمرون به ويسخرون منه يقول رفع لي سواد أي: بشر كثير فيهم جهمة من كثرتهم فظننت أنهم أمتي فقيل هذا موسى وقومه لأن موسى من أكثر الأنبياء أتباعا بعث في بني إسرائيل وأنزل الله عليه التوراة التي هي أم الكتب الإسرائيلية قال ثم قيل لي انظر فنظرت إلى الأفق فإذا سواد عظيم وفي رواية سد الأفق فقيل انظر الأفق الثاني فنظرت إليه فإذا سواد عظيم فقيل لي هذه أمتك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر الأنبياء تابعا لأنه منذ بعث إلى يوم القيامة والناس يتبعونه صلوات الله وسلامه عليه فكان أكثر الأنبياء تابعا يملأ أتباعه ما بين الأفقين ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب أي: مع الأمة سبعون ألفا يدخلون الجنة لا يحاسبون ولا يعذبون من الموقف إلى الجنة بدون حساب ولا عذاب اللهم اجعلنا منهم وقد ورد أن مع كل واحد من السبعين الألف سبعين ألفا أيضا إذا ضربنا سبعين ألفا في سبعين ألفا ( ..
..
7 x ..
..
7 ) = ..
..
..
..
49 ) هؤلاء الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك قال بعضهم: هم الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخرون: لعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا وذكروا أشياء وكل أتى بما ظن أنه الصواب فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فسألهم عما يقولون فيه فأخبروه فقال صلى الله عليه وسلم هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون هذا لفظ مسلم وفيه لا يرقون والمؤلف ـ رحمه الله ـ قال إنه متفق عليه وكان ينبغي أن يبين أن هذا اللفظ لفظ مسلم فقط دون رواية البخاري وذلك أن قوله: لا يرقون كلمة غير صحيحة ولا تصح عن النبي عليه الصلاة والسلام لأن معنى لا يرقون أي: لا يقرؤون على المرضي وهذا باطل فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يرقى المرضي وأيضا القراءة على المرضى إحسان فكيف يكون انتقاؤها سببا لدخول الجنة بغير حساب ولا عذاب فالمهم أن هذه اللفظة لفظة شاذة وخطأ لا يجوز اعتمادها والصواب هم الذين لا يسترقون أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليه إذا أصابهم شيء وقوله ولا يكتوون أي: لا يطلبون من أحد أن يكويهم إذا مرضوا وقوله ولا يتطيرون أي: لا يتشاءمون وعلى ربهم يتوكلون أي: يعتمدون على الله وحده فهذه أربعة صفات والشاهد قوله وعلى ربهم يتوكلون فلا يسترقون أي: لا يطلبون من أحد أن يقرأ عليهم لأنهم معتمدون على الله ولأن الطلب فيه شيء من الذل لأنه سؤال الغير فربما تخرجه ولا يريد أن يقرأ وربما إذا قرأ عليك لا يبرأ المرض فتتهمه وما أسبه ذلك وقوله ولا يكتوون لأن الكي عذاب بالنار لا يلجأ إليه إلا عند الحاجة وقوله ولا يتطيرون أي: لا يتشاءمون لا بمرئى ولا بمسموع ولا بمجذوم وقد كان العرب في الجاهلية يتطيرون فإذا طار الطير وذهب نحو اليسار تشاءموا وإذا رجع تشاءموا وإذا تقدم نحو الأمام صار لهم نظر آخر وكذلك نحو اليمين وهكذا والطيرة محرمة لا يجوز لأحد أن يتطير لا بطيور ولا بأيام ولا بشهور ولا بغيرها وتطير العرب فيما سبق بشهر شوال إذا تزوج الإنسان فيه ويقولون إن الإنسان إذا تزوج في شهر شوال لم يوفق فكانت عائشة رضي لله عنها تقول سبحان الله إن النبي تزوجها في شوال ودخل بها في شوال وكانت أحب نسائه إليه كيف يقال: إن الذي يتزوج في شوال لا يوفق وكانوا يتشاءمون بيوم الأربعاء، يوم الأربعاء يوم كأيام الأسبوع ليس فيه تشاؤم وكان بعضهم يتشاءم بالوجوه إذا رأى وجها لا يعجبه حتى إن بعضهم إذا فتح دكانه وكان أول من يأتيه رجل أعور أو أعمى غلق دكانه وقال اليوم لا رزق فيه والتشاؤم كما أنه شرك أصغر فهو حسرة على الإنسان فيتألم من كل شيء يراه لكن لو اعتمد على الله وترك هذه الخرافات لسلم وصار عيشه صافيا سعيدا أما قوله { وعلى ربهم يتوكلون } فمعناه أنهم يعتمدون على الله في كل شيء لا يعتمدون على غيره لأنه قال في كتابه { ومن يتوكل على الله فهو حسبه } ومن كان الله حسبه فقد كفي كل شيء هذا الحديث العظيم فيه صفات من يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب فقام عكاشة بن محصن رضي الله عنه فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم ما شاء الله بادر إلى الخير وسبق إليه قال أنت منهم ولهذا نحن نشهد الآن بأن عكاشة بن محصن رضي الله عنه يدخل الجنة بلا حساب ولا عذاب لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: أنت منهم فقام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم قال: سبقك بها عكاشة فرده النبي عليه الصلاة والسلام لكنه رد لطيف لم يقل لست منهم بل قال: سبقك بها عكاشة واختلف العلماء لماذا قال له: سبقك بها عكاشة ؟ فقيل: لأنه كان يعلم بأن هذا الذي قال: ادع الله أن يجعلني منهم قد علم الرسول بأنه منافق والمنافق لا يدخل الجنة فضلا عن كونه بغير حساب ولا عذاب وقال بعض العلماء بل قال ذلك من أجل أن لا ينفتح الباب فيقوم من لا يستحق أن يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب وعلى كل حال فنحن لا نعلم علما يقينا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يدع الله له إلا لسبب معين فالله أعلم لكننا نستفيد من هذا فائدة وهو الرد الجميل من الرسول صلى الله عليه وسلم لأن قوله: سبقك بها عكاشة لا يحرجه ولا يحزنه وسبحان الله صارت هذه مثلا إلى يومنا هذا كلما طلب الإنسان شيئا قد سبق به قيل: قد سبقك بها عكاشة أورد بعض العلماء إشكالا على هذا الحديث وقال العلماء إشكالا على هذا الحديث وقال: إذا اضطر الإنسان إلى القراءة أي: أن يطلب من أحد أن يقرأ عليه مثل أن يصاب بعين أو بسحر أو أصيب بجن هل إذا ذهب يطلب من يقرأ عليه يخرج من استحقاق دخول الجنة بغير حساب ولا عذاب ؟ فقال بعض العلماء: نعم هذا ظاهر الحديث وليعتمد على الله وليتصبر ويسأل الله العافية وقال بعض العلماء: بل إن هذا فيمن استرقى قبل أن يصاب أي بأن قال: اقرأ علي أن لا تصيبني العين أو أن لا يصيبني السحر أو السجن أو الحمى فيكون هذا من باب طلب الرقية لأمر متوقع لا واقع وكذلك الكي فإذا قال الإنسان: الذين يكوون غيرهم هل يحرمون من هذا ؟ جـ: لا لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ولا يكتوون أي: لا يطلبون من يكويهم لم يقل ولا يكوون وهو عليه الصلاة والسلام قد كوى أكحل سعد بن معاذ رضي الله عنه سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري أصيب يوم الخندق في أكحله فانفجر الدم والأكحل إذا انفجر دمه قضى على الإنسان فكواه صلى الله عليه وسلم في العرق حتى وقف الدم والنبي هو أول من يدخل الجنة بغير حساب ولا عذاب فالذين يكوون محسنون والذين يقرؤون على الناس محسنون ولكن الكلام على من يسترقون أي: يطلبون من يقرأ عليهم أو يكتوون أي: من يطلبون من يكويهم والله الموفق

75 - الثاني: عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت اللهم أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي لا تموت والجن والإنس يموتون متفق عليه وهذا لفظ مسلم واختصره البخاري

76 -

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة باب اليقين والتوكل وأخرى / من باب اليقين والتوكل – إلى 76 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة باب اليقين والتوكل وأخرى / من 76 – إلى باب الاستقامة / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من باب التقوى – إلى باب اليقين والتوكل
» آداب عامة وأخرى من 257 – إلى 260 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 164 – إلى 168 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 253 – إلى 257 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: