منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى / من باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى / من باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع ---   آداب عامة   وأخرى / من  باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع --- I_icon_minitimeالأحد أغسطس 14, 2016 4:23 am


باب الاستقامة

قال الله تعالى { فاستقم كما أمرت } وقال تعالى { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون نزلا من غفور رحيم } وقال تعالى { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون }

الشَّرْحُ

الاستقامة هي أن يثبت الإنسان على شريعة الله سبحانه وتعالى كما أمر الله ويتقدمها الإخلاص لله عز وجل ثم ذكر المؤلف عدة آيات في هذا فذكر قول الله تعالى استقم كما أمرت الخطاب هنا للنبي صلى الله عليه وسلم والخطاب الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم يكون له ولأمته إلا إذا قام دليل على أنه خاص به فإنه يختص به أما إذا لم يكن الدليل خاصا به فإنه له وللأمة فمما دل الدليل على أنه خاص به قوله تعالى { ألم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك } فإن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم ومثل قوله { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } هذا أيضا خاص بالرسول صلى الله عليه وسلم وإذا لم يقم الدليل على أن الخطاب للخصوصية فهو له ولأمته وعلى هذه القاعدة يكون قوله { استقم كما أمرت } عاما له ولأمته كل واحد يجب عليه أن يستقيم كما أمر فلا يبدل في دين الله ولا يزيد فيه ولا ينقص ولهذا قال في آية آخرى { واستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم } وقال تعالى { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا } { ربنا الله } خالقنا ومالكنا ومدبر أمورنا فنحن نخلص له { ثم استقاموا } على ذلك أي: على قولهم: ربنا الله فقاموا بشريعة الله هؤلاء الذين اتصفوا بهذين الوصفين { تتنزل عليهم الملائكة } ملكا بعد ملك { ألا تخافوا ولا تحزنوا } يعني أن الملائكة تتنزل عليهم بأمر الله في كل موطن مخوف ولاسيما عند الموت يقولون لهم { ألا تخافوا ولا تحزنوا } لا تخافوا فيما تستقبلون من أموركم ولا تحزنوا على ما مضى من أموركم { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } والبشرى هي الإخبار بما يسر ولا شك أن الإنسان يسره أن يكون من أهل الجنة أسأل الله أن يجعلني وإياكم منهم { وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون } لأن كل من قال: ربي الله استقام على دين الله فإنه من أهل الجنة يقولون لهم أيضا { نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة } فالملائكة أولياء اللذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا في الحياة الدنيا تسددهم وتساعدهم وتعينهم وكذلك في الآخرة تتلقاهم الملائكة يوم البعث والحساب { هذا يومكم الذي كنتم توعدون } فيبشرنهم بالخير في مقام الخوف والشدة قال الله عز وجل { ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون } لكم فيها أي في الآخرة ما تشتهي أنفسكم وذلك في نعيم الجنة لأن الجنة فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين { ولكم فيها ما تدعون } أي: تطلبون بل لهم فوق ذلك { لهم فيها ما يشاءون ولدينا مزيد } لهم زيادة على ما يدعونه ويطلبونه ويتمنونه { نزلا من غفور رحيم } يعني أن الجنة نزل لهم وضيافة من غفور رحيم { غفور } غفر لهم سيئاتهم رحيم بهم رفع لهم درجاتهم هذا جزاء الذين يقولون ربنا الله ثم يستقيمون وفي هذا دليل على أهمية الاستقامة على دين الله بأن يكون الإنسان ثابتا لا يزيد ولا ينقص ولا يبدل ولا يغير فأما من غلا في دين الله أو جفا عنه أو بدل فإنه لم يكن مستقيما على شريعة الله عز وجل والاستقامة لابد لها من الاعتدال في كل شيء حتى يكون الإنسان مستقيما

85 - وعن أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك قال: قل: آمنت بالله ثم استقم رواه مسلم

الشَّرْحُ

قوله قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك أي: قل لي قولا لا أسأل عنه أحدا غيرك فيكون فصلا وحاسما ولا يحتاج إلى سؤال أحد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم قل آمنت بالله ثم استقم فقوله قل آمنت ليس المراد بذلك مجرد القول باللسان فإن من الناس من يقول آمنت بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ولكن المراد بذلك قول القلب واللسان أيضا أي: أن يقوله بلسانه بعد أن يقر ذلك في قلبه ويعتقده اعتقادا جازما لا شك فيه لأنه لا يكفي الإيمان بالقلب ولا الإيمان باللسان لابد من الإيمان بهما جميعا ولهذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول وهو يدعو الناس إلى الإسلام يقول يا أيها الناس قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا فقال: قولوا: أي بألسنتكم كما أنه لابد من القول بالقلب وقوله آمنت بالله يشمل الإيمان بوجود الله عز وجل وبربويته وبأسمائه وصفاته وبأحكامه وبأخباره وكل ما يأتى من قبله عز وجل تؤمن به فإذا آمنت بذلك فاستقم على دين الله ولا تحد عنه لا يمينا ولا شمالا لا تقصر ولا تزد فاستقم على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وذلك بالإخلاص لله عز وجل والمتابعة لرسوله استقم على الصلاة وعلى الزكاة والصيام والحج وعلى جميع الشرائع وقوله قل آمنت بالله ثم دليل على أن الاستقامة لا تكون إلا بعد الإيمان وأن من شرط الأعمال الصالحة أي: من شرط صحتها وقبولها أن تكون مبينة على الإيمان فلو أن الإنسان عمل بظاهره على ما ينبغي ولكن باطنه خراب وفي شك واضطراب أو في إنكار وتكذيب فإن ذلك لا ينفعه ولهذا اتفق العلماء رحمهم الله على أن من شروط صحة العبادة وقبولها أن يكون الإنسان مؤمنا بالله أي: معترفا به وبجميع ما جاء من قبله تبارك وتعالى ويستفاد من هذا الحديث: أنه ينبغي للإنسان إذا قام بعمل أن يشعر أنه قام به لله وأنه يقوم به بالله وأنه يقوم به في الله لأنه لا يستقم على دين الله إلا بعد الإيمان بالله عز وجل فيشعر أنه يقوم به لله أي: مخلصا وبالله مستعينا وفي الله متبعا لشرعه وهذه مستفادة من قوله تبارك وتعالى إياك نعبد وإياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم فالأول قيام لله والثاني قيام فيه أي: في شرعه ولهذا نقول: إن المراد بالصراط المستقيم في الآية الكريمة هو شرع الله عز وجل الموصل إليه والله الموفق

86 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا واعملوا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله ؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل رواه مسلم والمقاربة: القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير والسداد الاستقامة والإصابة ويتغمدني يلبسني ويسترني قال العلماء: معنى الاستقامة: لزوم طاعة الله تعالى وهي من جوامع الكلم وهي نظام الأمور وبالله التوفيق

الشَّرْحُ

هذا الحديث يدل على أن الاستقامة على حسب الاستطاعة وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم قاربوا وسددوا أي قاربوا ما أمرتم به واحرصوا على أن تقربوا منه بقدر المستطاع وقوله سددوا أي سددوا على الإصابة أي: احرصوا على أن تكون أعمالكم مصيبة للحق بقدر المستطاع وذلك أن الإنسان مهما بلغ من التقوى فإنه لابد أن يخطئ كما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وقال عليه الصلاة والسلام لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ثم جاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم فالإنسان مأمور أن يقارب ويسدد بقدر ما يستطيع ثم قال: واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله أي: لن ينجو من النار بعمله وذلك لأن العمل لا يبلغ ما يجب لله عز وجل من الشكر وما يجب على عباده من الحقوق ولكن يتغمد سبحانه وتعالى العبد برحمته فيغفر له فلما قال الرسول هذا قالوا له ولا أنت ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه فدل ذلك على أن الإنسان مهما بلغ من المرتبة والولاية فإنه لن ينجو بعمله حتى النبي عليه الصلاة والسلام لولا أن الله من عليه بأن غفر له دنبه ما تقدم منه وما تأخر ما أنجاه عمله فإنه قال قائل: هناك نصوص من الكتاب والسنة تدل على أن العمل الصالح ينجي من النار ويدخل الجنة مثل قوله من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون فكيف يجمع بين هذا وبين الحديث الذي مر ؟ والجواب عن ذلك أن يقال: يجمع بينهما بأن المنفي دخول الإنسان الجنة بالعمل في المقابلة أما المثبت فهو أن العمل سبب وليس عوضا فالعمل لا شك أنه سبب لدخول الجنة والنجاة من النار لكن ليس هو العوض وليس وحده الذي يدخل به الإنسان الجنة ولكن فضل الله ورحمته هما السبب في دخول الجنة والنجاة من النار وفي هذا الحديث من الفوائد: أن الإنسان لا يعجب بعمله مهما كان عملك قليل بالنسبة لحق الله عليك وفيه: أنه ينبغي على الإنسان أن يكثر من ذكر الله دائما ومن السؤال بأن يتغمده الله برحمته قل دائما اللهم تغمدني برحمة منك وفضل لأن عملك في مرضاة الله لا يكون إلا برحمة الله عز وجل وفيه: دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم ولهذا استفصلوا هل هذا العموم شامل له أم لا ؟ فبين لهم صلى الله عليه وسلم أنه شامل له ومن تدبر أحوال الصحابة وجد أنهم أحرص الناس على العلم وأنهم لا يتركون شيئا يحتاجون إليه في أمور دينهم ودنياهم إلا ابتدروه والله الموفق

باب في التفكر في عظيم مخلوقات الله تعالى وفناء الدنيا وأهوال الآخرة وسائر أمورهما وتقصير النفس وتهذيبها وحملها على الاستقامة

قال الله تعالى { إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا } وقال تعالى { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك } وقال تعالى { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت فذكر إنما أنت مذكر } وقال تعالى { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا } والآيات في الباب كثيرة ومن الأحاديث الحديث السابق الكيس من دان نفسه

الشَّرْحُ

التفكر هو أن الإنسان يعمل فكره في الأمر حتى يصل فيه إلى نتيجة وقد أمر الله تعالى به وحض عليه في كتابه لما يتوصل إليه الإنسان به من المطالب العالمية والإيمان واليقين قال الله تعالى إنما أعظكم بواحدة أي قل يا محمد للناس جميعا: ما أعظكم إلا بواحدة أي: ما أقدم لكم موعظة إلا بواحدة فقط إذا قمتم بها أدركتم المطلوب ونجوتم من المرهوب وهي { أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا } { تقوموا لله } مخلصين له فتقومون بطاعة الله عز وجل على الوجه الذي أمرتم به مخلصين له ثم بعد ذلك تتفكروا فإذا فعلتم ذلك فهذا موعظة وأي موعظة وفي هذه الآية إشارة إلى أنه ينبغي للإنسان إذا قام لله بعمل أن يتفكر ماذا فعل في هذا العمل: هل قام به على الوجه المطلوب وهل قصر وهل زاد وماذا حصل له من هذا العمل من طهارة القلب وزكاء النفس وغير ذلك لا يكن كالذي يؤدي أعماله الصالحة وكأنها عادات يفعلها كل يوم بل تفكر ماذا حصل لك من هذه العبادة وماذا أثرت على قلبك وعلى استقامتك ولنضرب لهذا مثلا بالصلاة قال الله تبارك وتعالى { واستعينوا بالصبر والصلاة } { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } فلنفكر هل نحن إذا صلينا زدنا طاقة وقوة نشاطا في الأعمال الصالحة حتى تكون الصلاة معينة لنا لننظر: الواقع أن هذا لا يكون إلا نادرا باعتبار الإنسان نفسه ونادرا باعتبار أفراد الناس يذكر عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة أي: إذا أهمه وأغمه فزع إلى الصلاة كذلك قال تعالى { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر } فانظر في صلاتك هل أنت إذا صليت وجدت في نفسك كراهة للفحشاء والمنكر والمعاصي أو أن الصلاة لا تفيدك في هذا ؟ إذا عرفت هذه الأمور عرفت نتائج الأعمال الصالحة وكنت متعظا بما وعظك به النبي صلى الله عليه وسلم ومثال آخر في الزكاة وهي المال الواجب في الأموال الزكوية يصرفه الإنسان في الجهات التي أمر الله بها وقد بين الله فوائدها وقد قال الله لرسوله صلى الله عليه وسلم { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم } فإذا أديت الزكاة فانظر هل طهرتك من الأخلاق الرذيلة والذنوب وهل زكت مالك كثير من الناس يؤدي الزكاة وكأنها غرم يؤديه وهو كاره لا يشعر بأنها تطهره ولا بأنها تزكي نفسه وعلى هذا بقية الأعمال فهذه موعظة عظيمة إذا اتعظ الإنسان بها نفعته وصلحت أحواله نسأل الله أن يصلح لنا الأعمال والأحوال ثم ذكر قول الله تعالى { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } هذه الآية هي أول الآيات العشر التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها كلما استيقظ من صلاة الليل فينبغي للإنسان إذا استيقظ من صلاة الليل أن يقرأ من هذه الآية إلى آخر سورة آل عمران العشر الأخيرة قوله { إن في خلق السماوات والأرض } من حيث الحجم والكبر والعظمة وغير ذلك مما أودع الله فيهما في هذا الخلق آيات ففي النجوم آية من آيات الله وفي الشمس آية من آيات الله وكذا القمر وكذا الأشجار والبحار والأنهار وفي كل ما خلق الله في السماوات والأرض آيات عظيمة تدل على كمال وحدانيته جل وعلا وعلى كمال قدرته وعلى كمال رحمته وعلى كمال حكمته وجمع السماوات وأفراد الأرض لأن السماوات سبع كما ذكره الله في عدة آيات { الله الذي خلق سبع سماوات } { قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم } أما الأرض فإن الله لم يذكرها في القرآن إلا مفردة لأن المراد بها الجنس الشامل لجميع الأرضين وقد أشار الله في سورة الطلاق إلى أن الأرضيين سبع فقال { الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن } أي: في العدد ليس مثلهن في الخلقة والعظم بل السماوات أعظم من الأرض بكثير لكنهن مثل السماوات في العدد وقد جاءت السنة صريحة في ذلك مثل قول النبي عليه الصلاة والسلام: من اقتطع شبرا من الأرض ظلما طوقه يوم القيامة من سبع أرضين { واختلاف الليل والنهار } يكون من وجوه متعددة أولا: من جهة أن الليل مظلم والنهار مضيء كما قال الله { وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة } ثانيا: اختلافهما في الطول والقصر أحيانا يطول الليل وأحيانا يطول النهار وأحيانا يتساويان كما قال تعالى { يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل } أي: يدخل هذا في هذا مرة فيأخذ منه وهذا في هذا مرة فيأخذ منه هذا من اختلافهما ثالثا: اختلافهما في الحر والبرودة تارة يكون باردا وتارة حارا رابعا: الخصب والجدب تارة تكون الدنيا جدبا وقحطا وسنين وتارة تكون خصبة وربيعا ورخاء خامسا: اختلافهما في الحرب والسلم تارة تكون حربا وتارة تكون سلما وتارة تكون عزا وتارة تكون ذلة كما قال الله { وتلك الأيام نداولها بين الناس } ومن تأمل اختلاف الليل والنهار وجد فيهما من آيات الله عز وجل ما يبهر العقول وقوله { لآيات لأولي الألباب } أي: لأصحاب الألباب: الألباب جمع لب وهو العقل وأولوا الألباب أصحاب العقول وذلك لأن العقل لب والإنسان بلا عقل قشور بلا لب فالأصل في الإنسان هو العقل فلهذا سمى لبا وأما إنسان بلا عقل فإنه قشور لكن ما المراد بالعقل ؟ هل المراد به الذكاء ؟ جـ: لا الذكاء شيء والعقل شيء آخر رب ذكي نابغ في ذكائه لكن مجنون في تصرفاته فالعقل هو ما يعقل صاحبه عن سوء التصرف هذا العقل وإن لم يكن ذكيا فإن من الله على الإنسان بالذكاء والعقل تمت عليه النعمة وقد يكون الإنسان ذكيا وليس بعاقل والعكس جميع الكفار وإن كانوا أذكياء فإنهم ليسوا عقلاء كما قال تعالى { إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } كل إنسان يتصرف تصرفا سيئا فليس بعاقل فألوا الألباب هم أولو العقول الذين يتفكرون في خلق السماوات والأرض وينظرون في الآيات ويعتبرون بها ويستدلون بها على من هي آيات له هؤلاء هم أصحاب العقول وهم أصحاب الألباب فاحرص على أن تتفكر في خلق السماوات والأرض مع التدبر والله الموفق ثم قال تعالى في وصف أولي الألباب { الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم } أي: يذكرون الله في كل حال وذكر الله نوعان: نوع مطلق في كل وقت وهو الذي يشرع للإنسان دائما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قال له إن شرائع الإسلام كثرت علي وإني كبير فأوصني فقال لا يزال لسانك رطبا بذكر الله وقالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه فذكر الله هنا مطلق لا يتقيد بعدد بل هو إلى الإنسان على حسب نشاطه والنوع الثاني: ذكر مقيد بعدد أو في حال من الأحوال وهو كثير: منها أذكار الصلوات في الركوع والسجود وبعد السلام وأذكار الدخول للمنزل والخروج منه وأذكار الركوب على الدابة وأشياء كثيرة شرعها الله لعباده من أجل أن يكونوا دائما على ذكره ومنها أذكار النوم والاستيقاظ فالمهم أن الله شرع لعباده من الأذكار ما يجعلهم إذا حافظوا عليها يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم واعلم أن الذكر أيضا يكون على وجهين: ذكر تام وهو ما توطأ عليه القلب واللسان وذكر ناقص وهو ما كان باللسان مع غفلة القلب وأكثر الناس ـ نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ـ عندهم ذكر الله باللسان مع غفلة القلب فتجده يذكر الله وقلبه يذهب يمينا وشمالا بدكانه وسيارته وفي بيعه وشرائه لكن هو مأجور على كل حال ولكن الذكر التام هو الذي يكون ذكرا لله باللسان وبالقلب أحيانا يكون الذكر بالقلب أنفع للإنسان من الذكر المجرد إذا تفكر الإنسان في نفسه وقلبه في آيات الله الكونية والشرعية بما تستطيع حصل على خير كثير قال { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض } يقولون { ربنا ما خلقت هذا باطلا } يتفكرون في خلق السماوات والأرض لماذا خلقت ؟ وكيف خلقت ؟ وما أشبه ذلك ثم يقولون بقلوبهم وألسنتهم { ربنا ما خلقت هذا باطلا } أي: لابد أن يكون لخلق السماوات والأرض غاية محمودة يحمد الرب عليها عز وجل ليس خلق السماوات والأرض باطلا ليوجد الناس يأكلون ويشربون ويتمتعون كما تتمتع الأنعام لا بل هي مخلوقة لغرض عظيم قال الله { وما خلقت الجن والإنس والجن إلا ليعبدون } { ربنا ما خلقت هذا باطلا } فالذين يظنون خلق السماوات والأرض باطلا هم أصحاب النار قال الله تبارك وتعالى { وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار } فكل من ظن أن الله خلق هذه الخليقة لتوجد وتفنى فقط بدون أن يكون هناك غاية ومرجع فإنه من الذين كفروا الناس لابد أن يموتوا ولابد أن يحاسبوا ولابد أن يبعثوا ولابد أن يؤولوا إلى دارين لا ثالث لهما إما الجنة أو النار نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة وأن يعيذنا من النار وقوله { سبحانك } تنزيها لك أن تخلق هذه السماوات والأرض باطلا { فقنا عذاب النار } فيتوسلون إلى الله عز وجل بما يثنون عليه من صفات الكمال أن يقيهم عذاب النار والوقاية من عذاب النار تكون بأمرين: الأمر الأول أن يعصمك الله من الذنوب لأن الذنوب هي سبب دخول النار الثاني: أن يمن الله عليك بالتوبة والإقلاع لأن الإنسان بشر لابد أن يعصي ولكن باب التوبة مفتوح قال الله { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } مهما عملت من المعاصي إذا رجعت إلى الله وتبت تاب الله عليك ولكن إذا كانت المعصية تتعلق بآدمى فلابد من الاستبراء بحقه إما بوفائه أو باستحلال منه لأنه حق آدمى لا يغفر بخلاف حق الله مع هذا لو فرض أنك لم تدرك صاحبك ولم تعرفه أو لم تتمكن من وفائها لأنها دراهم كثيرة وعلم الله من نيتك أنك صادق في توبتك فإن الله يتحمل عنك يوم القيامة ويرضي صاحبك وقوله تعالى { أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت } { أفلا ينظرون } هذا من باب الحق على النظر في هذه الأمور الأربعة أما الإبل فتتأمل كيف خلقها الله على هذا الجسم الكبير المتحمل لحمل الأثقال كما قال تعالى { وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس } هذه الإبل الكبيرة القوية ذللها الله لعباده حتى كان الصبي يقودها إلى ما يريد مع أنها لو عتت ما استطاع الناس أن يدركوها ولهذا كان من المشروع أن يقول الإنسان إذا استوى على ظهرها { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين } أي: مطيقين لأن قرين الإنسان من كان على مثله وعلى شاكلته أي: لسنا مطيقين لها لولا أن سخرها الله عز وجل سخرها الله لعباده فمنها ركوبهم ومنها يأكلون ولهم فيها منافع مشارب فيتخذون من جلودها بيوتا ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين إلى غير ذلك من الآيات العظيمة التي تحملها هذه الإبل وقوله { وإلى السماء كيف رفعت } هذه السماء العظيمة رفعها الله عز وجل رفعا عظيما باهرا لا يستطيع أن يناله أحد من الخلق حتى الجن على قوتهم يقولون { وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا } ويقول الله عز وجل { وجعلنا السماء سقفا محفوظا } هذه السماوات العظيمة كيف رفعها الله بغير عمد { الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها } أي: ترونها مرفوعة بغير عمد فاعتبروا بها وفي هذه السماوات من آيات الله عز وجل الشيء الكثير فهي رفعت هذا الرفع العظيم وفيما بينها وبين الأرض آيات عظيمة من الأفلاك والنجوم وغيرها وقوله { وإلى الجبال كيف نصبت } هذه الجبال الصم العظيمة الكبيرة لو أن الخلق اجتمعوا كلهم بقواهم ما كونوا مثلها الآن تجد المعدات الكبيرة إذا أرادوا أن يردموا شيئا لا يردمون إلا شيئا بسيطا مع المشقة الشديدة هذه الجبال الصم يجب أن نتفكر فيها كيف نصبها الله عز وجل ؟ نصبها الله عز وجل على حكمة عظيمة لأن الله يجعل في هذه الجبال التي نصبها مصالح عظيمة وكبيرة منها أنها رواسي ترسي الأرض وتمسكها عن الاضطراب كما قال الله { وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم } أي: أن تضطرب فلولا أن الله رساها بهذه الجبال لكانت مضطربة كالسفينة على الماء في شدة الأمواج ولكن الله جعلها بهذه الجبال ساكنة قارة لا تضطرب ولا تميد بأهلها هذه الجبال أيضا تقى من أهوية ورياح شديدة عاصفة في بعض الأماكن وتقى أيضا من برودة عظيمة تأتي من ناحية القطب وتقى من حرارة شديدة وكذلك في سفوحها آية من آيات الله عز وجل من النبات والأدوية والمعادن شيء عظيم كثير فلهذا قال { وإلى الجبال كيف نصبت } وقوله { وإلى الأرض كيف سطحت } فجعلها الله سطحا وسخرها للعباد وجعلها ذلولا مذللة بحيث لم تكن تربتها لينة جدا لا يستقرون عليها ولا صلبة جدا لا ينتفعون منها بل جعلها رخوة مسطحة مبسوطة حتى ينتفع الناس على سطحها بما يسر الله لهم من الأسباب النافعة وهذه الأرض المسطحة هي أيضا كروية أي: إنها شبه الكرة مستديرة من كل جانب إلا أنها مفرطحة من الناحية الشمالية والجنوبية ولذلك لو أن أحدا من الناس ركب طائرة متجهة إلى المغرب على خط مستقيم لكان يخرج إلى المكان الذي أقلعت منه الطائرة وهذا يدل على أنها مستديرة لأن الإنسان يصل طرفها بطرفها ويدل على هذا قوله تعالى { إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت } وهذا يكون يوم القيامة فقوله { وإذا الأرض مدت } يدل على أنها الآن ليست ممدودة لكنها مسطوحة يعني أنها كالسطح لأنها لكبر حجمها لا يتبين فيها الانحناء الذي يكون في الكرة فهذه الأشياء الأربعة يحثنا الله عز وجل بالنظر فيها بعين البصر وعين البصيرة حتى نستدل بها على ما تدل عليه من آيات الله من قدرة وعلم ورحمة وحكمة وغير ذلك وقوله { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا } ولم يكمل المؤلف الآية لأن هذا ورد في عدة آيات من كتاب الله ففي عدة آيات يحث الله عز وجل عباده إلى أن يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم ومنها قوله في سورة القتال { أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كانت عاقبة الذين من قبلهم دمر الله عليهم وللكافرين أمثالها } فأمر الله بالسير وهو ينقسم إلى قسمين: سير بالقدم وسير بالقلب 1 - أما السير بالقدم: فأن يسير الإنسان في الأرض على أقدامه أو على راحلة من بعير أو سيارة أو طيارة أو غيرها حتى ينظر ماذا حصل للكافرين وماذا كانت حال الكافرين 2 - وأما السير بالقلب: فهذا يكون بالتأمل وبالتفكر فيما نقل من أخبارهم وأصح كتاب وأصدق كتاب وأنفع كتاب نقل أخبار الأولين كتاب الله عز وجل كما قال { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب } والقرآن مملوء من أخبار الأولين المكذبين للرسل والمؤيدين للرسل وبين الله عاقبة هؤلاء وهؤلاء ولهذا ينبغي للإنسان أن يقرأ الآيات التي فيها أخبار من سبق وأن يسأل عن معناها ويستفسر حتى يكون على بصيرة من الأمر وكذلك أيضا ما جاءت به السنة من أخبار الماضين فإنها جاءت بالأحاديث الكثيرة النافعة وهي إذا صحت عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنها أصدق منقول من الأخبار ثم بعد ذلك ما نقله المؤرخون ويجب أن يحذر من النقل لأن غالب كتب التاريخ ليس لها أصل ولا إسناد وإنما هي أخبار تتناقل بين الناس فيجب الحذر كل الحذر منها وأن يحرص الإنسان على أن يتتبعها برفق ثم هذه الأخبار الواردة في غير الكتاب والسنة تنقسم إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول: ما يشهد شرعنا ببطلانه فهذا يجب رده وبيان خطئه وكذبه حتى يكون الناس منه على بصيرة القسم الثاني: ما أيده الكتاب والسنة فهذا يقبل بشهادة الكتاب والسنة له بالصحة القسم الثالث: ما لم يؤيده الكتاب ولا السنة فهذا يتوقف فيه لأن الأمم السابقة ليس بيننا وبينهم إسناد متصل حتى يمكن أن نعرف صحة ما نقل عنهم ولكنه ينقل وتكون أخبار إسرائيلية ينظر فيها ولكن يتوقف فيها فلا تقبل ولا ترد هذا هو العدل ثم أشار المؤلف رحمه الله إلى الحديث السابق وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني والكيس: هو الحازم الفطن المنتبه المنتهز للفرص هو الذي يدين نفسه أي: يحاسبها فينظر ماذا أهمل من الواجب وماذا فعل من المحرم وماذا فعل من الواجب وماذا ترك من المحرم حتى يصلح نفسه أما العاجز فهو الذي يتبع نفسه هواها فما هوت نفسه أخذ به وما كرهت نفسه لم يأخذ به سواء وافق شرع الله أم لا هذا هو العاجز وما أكثر اليوم الذين يتبعون أنفسهم هواها ولا يبالون بمخالفة الكتاب والسنة نسأل الله لنا ولهم الهداية وقوله وتمنى على الله الأماني فيقول سيغفر لي وسوف أستقيم فيما بعد وسوف أقوم بالواجب فيما بعد وسوف أترك هذا فيما بعد أو يقول: الله يهديني وإذا نصحته قال اسأل الله لي الهداية وما أشبهه هذا عاجز والكيس هو الذي يعمل بحزم ويحاسب نفسه ويكون عنده قوة في أمر الله وفي دين الله حتى يتمكن من ضبط نفسه وإلا فإن الله يقول في كتابه عن زوجة العزيز { وما أبرئ نفسي إن النفس أمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي } نسأل الله أن يرحمنا وإياكم برحمته ويعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته

باب المبادرة إلى الخيرات وحث من توجه لخير على الإقبال عليه بالجد من غير تردد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى / من باب الاستقامة – إلى باب المبادرة إلى الخيرات / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى / من باب المبادرة إلى الخيرات – إلى 90 / تابع ---
» آداب عامة باب اليقين والتوكل وأخرى / من 76 – إلى باب الاستقامة / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 235 – إلى 239 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 417 – إلى 440 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 143 – إلى 152 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: