منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
 باب حسن الخلق I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

  باب حسن الخلق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

 باب حسن الخلق Empty
مُساهمةموضوع: باب حسن الخلق    باب حسن الخلق I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 08, 2016 3:47 am




باب حسن الخلق
قال الله تعالى: { وإنك لعلى خلق عظيم } وقال تعالى: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } .
621 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسن الناس خلقا متفق عليه . قال الحافظ النووي - رحمه الله - باب حسن الخلق يعني باب الحث عليه، وفضيلته، وبيان من اتصف به من عباد الله، وحسن الخلق يكون مع الله ويكون مع عباد الله . أما حسن الخلق مع الله فهو: الرضا بحكمه شرعا وقدرا وتلقى ذلك بالانشراح وعدم التضجر، وعدم الأسى والحزن، فإذا قدر الله على المسلم شيئا يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر وقال بلسانه وقبله: رضيت بالله ربا، وإذا حكم الله عليه بحكم شرعي رضي واستسلم، وانقاد لشريعة الله عز وجل بصدر منشرح ونفس مطمئنة فهذا حسن الخلق مع الله عز وجل . أما مع الخلق: فيحسن الخلق معهم بما قاله بعض العلماء، كف الأذى وبذل الندي وطلاقة الوجه . كف الأذى: بألا يؤذي الناس لا بلسانه ولا بجوارحه وبذل الندي: يعني العطاء فيبذل العطاء من مال وعلم وجاه وغير ذلك وطلاقة الوجه، بأن يلاقي الناس بوجه منطلق ليس بعبوس ولا مصعر خده وهذا هو حسن الخلق . ولا شك أن الذي يفعل هذا، فيكف الأذى ويبذل الندي ويجعل وجهه منطلقا، لا شك أنه سيصبر على أذى الناس أيضا فإن الصبر على أذى الناس لا شك أنه من حسن الخلق فإن من الناس من يؤذي أخاه وربما يعتدي عليه بما يضره بأكل ماله أو جحد حق له أو ما أشبه ذلك فيصبر ويحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى، والعاقبة لمتقين وهذا كله من حسن الخلق مع الناس . ثم صدر المؤلف - رحمه الله - هذا الباب بقوله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: وإنك لعلى خلق عظيم وهذا معطوف على جواب القسم { ن والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وإن لك لأجرا غير ممنون، وإنك لعلى خلق عظيم } إنك يعني يا محمد لعلى خلق عظيم لم يتخلق أحد بمثله في كل شيء خلق مع الله خلق مع عباد الله في الشجاعة والكرم وحسن المعاملة وفي كل شيء وكان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن يتأدب بآدابه ويمتثل أوامره يجتنب نواهيه . ثم ساق المؤلف جزءا من آية آل عمران في قوله: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } وهذه من صفات المتقين الذين أعد الله لهم الجنة، كما قال تعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } . { والكاظمين الغيظ } يعني الذين يكتمون غضبهم فإذا غضب ملك نفسه وكظم غيظه ولم يتعد على أحد بموجب هذا الغضب . { والعافين عن الناس } إذا أساءوا إليهم { والله يحب المحسنين } فإن من الإحسان أن تعفو عمن ظلمك ولكن العفو له محل إن كان المعتدى أهلا للعفو فالعفو محمود وإن لم يكن أهلا للعفو فإن العفو ليس بمحمود لأن الله تعالى قال في كتابه: { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } فلو أن رجلا اعتدى عليك بضربك أو أخذ مالك أو إهانتك أو ما أشبه ذلك، فهل الأفضل أن تعفو عنه أم لا . نقول في هذا تفصيل: إن كان الرجل شريرا سيئا إذا عفوت عنه ازداد في الاعتداء عليك وعلى غيرك فلا تعف عنه، خذ حقك منه بيدك إلا أن تكون تحت ولاية شرعية فترفع الأمر إلى من له الولاية الشرعية، وإلا فتأخذه بيدك ما لم يترتب على ذلك ضرر أكبر . والمهم أنه إذا كان الرجل المعتدي سيئا شريرا فهذا ليس أهل للعفو فلا يعف عنه بل الأفضل أن تأخذ بحقك لأن الله يقول: { فمن عفا وأصلح } والعفو في مثل هذه الحال ليس بإصلاح أما إذا كان الرجل حسن الخلق لكن بدرت منه هذه الإساءة فالأفضل العفو عنه { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } والنفس ربما تأمرك أن تأخذ بحقك، ولكن كما قلت إذا كان الإنسان أهلا للعفو فالأفضل أن تعفو عنه وإلا فلا .

الشَّرْحُ











622 - وعنه قال: ما مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا ؟ متفق عليه .
623 - وعن الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال أهديت رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا فرده علي فلما رأى ما في وجهي قال: إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم متفق عليه . ذكر المؤلف الحافظ النووي - رحمه الله - في باب حسن الخلق ما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنس بن مالك رضي الله عنه قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين جاءت به أمه حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فقالت يا رسول الله، هذا أنس بن مالك يخدمك فقبل صلى الله عليه وسلم أن يخدمه ودعا له أن يبارك الله له في ماله وولده فبارك الله في ماله وولده حتى قيل إنه كان له بستان يثمر في السنة مرتين من بركة المال الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم به أما أولاده من صلبه فبلغوا مائة وعشرين ولدا كل هذا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه ما مس ديباجا ولا حريرا ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت يده صلى الله عليه وسلم لينة إذا مسها الإنسان فإذا هي لينة . وكما ألان الله يده فقد ألان الله سبحانه وتعالى قلبه، قال الله تعالى: فبما رحمة من الله لنت لهم يعني صرت لينا لهم { ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله } وكذلك أيضا رائحته صلى الله عليه وسلم ما شم طيبا قط أحسن من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام طيب الريح كثير استعمال الطيب، قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة هو نفسه طيب صلى الله عليه وسلم حتى كان الناس يتبادرون إلى أخذ عرقه صلى الله عليه وسلم من حسنه وطيبه ويتبركون بعرقه لأن من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم أننا نتبرك بعرقه وبريقه وبثيابه أما غير الرسول فلا يتبرك بعرقه ولا بثيابه ولا بريقه . يقول ولقد خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط يعني ما تضجر منه أبدا عشر سنوات يخدمه ما تضجر منه، والواحد منا إذا خدمه أحد، أو صاحبه أحد لمدة أسبوع أو نحوه لابد أن يجد منه تضجرا لكن الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات وهذا الرجل يخدمه ومع ذلك ما قال له أف قط . ولا قال لشيء فعلته لما فعلت كذا ؟ حتى الأشياء التي يفعلها أنس اجتهادا منه ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤنبه أو يوبخه أو يقول لما فعلت كذا، مع أنه خادم وكذلك ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ فكان عليه الصلاة والسلام يعامله بما أرشده الله سبحانه وتعالى إليه في قوله: { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } أتدرون ما العفو ؟ العفو ما عفا من أخلاق الناس وما تيسر يعني خذ من الناس ما تيسر ولا تريد أن يكون الناس لك على ما تريد في كل شيء من أراد أن يكون الناس له على ما يريد في كل شيء فاته كل شيء ولكن خذ ما تيسر عامل الناس بما إن جاءك قبلت وإن فاتك لم تغضب ولهذا قال: ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام . ومن حسن خلقه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يداهن الناس في دين الله، ولا يفوته أن يطيب قلوبهم فالصعب بن جثامة رضي الله عنه مر به النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم محرم وكان الصعب بن جثامة عداء راميا، عداء يعني سبوقا راميا يعني يجيد الرمي . فلما نزل به النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا رأى أنه لا أحد أكرم ضيفا منه، فذهب يصيد للرسول صلى الله عليه وسلم صيدا، فصاد له حمارا وحشيا وكان في الجزيرة العربية في ذلك الوقت كثير من الصيد، لكنها قلت: صاد له حمارا وحشيا وجاء به إليه فرده النبي صلى الله عليه وسلم فصعب ذلك على الصعب، كيف يرد النبي صلى الله عليه وسلم هديته ؟ فتغير وجهه فلما رأى ما في وجهه طيب قلبه وقال: إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم يعني محرمون والمحرم لا يأكل من الصيد الذي صيد من أجله . فلو أن محرما مر بك وأنت في بلدك وهو محرم وصدت له صيدا أو ذبحت له صيدا عندك فإنه لا يحل له أن يأكل منه، وذلك لأنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله أما إذا لم تصده من أجله فالصحيح أنه حلال له . ولهذا أكل النبي صلى الله عليه وسلم من الصيد الذي صاده أبو قتادة رضي الله عنه لأن أبا قتادة لم يصده من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة أنه إذا صيد الصيد من أجل المحرم كان حراما عليه، وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس على أن بعض العلماء قال: إن المحرم لا يأكل من الصيد مطلقا صيد من أجله أم لم يصد قالوا لأن حديث الصعب بن جثامة متأخر عن حديث أبي قتادة فإن حديث أبي قتادة كان في غزوة الحديبية في السنة السادسة، وحديث الصعب بن جثامة في حجة الوداع في السنة العاشرة ويؤخذ بالآخر فالآخر . ولكن القاعدة الأصولية الحديثية تأبى هذا القول لأنه لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع، فإذا أمكن الجمع فلا نسخ والجمع هنا ممكن وهو أن يقال إن صيد لأجل المحرم فحرام وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس . ويؤيد هذا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيد البر حلال لكم ما لم تصيدوه أو يصد لكم وهذا تفصيل واضح ما لم تصيدوه أو يصد لكم . الحاصل أن هذا الحديث حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه فيه فائدتان عظيمتان: الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يداهن أحدا في دين الله، وإلا لكان قبل الهدية من الصعب وسكت إرضاء له ومداهنة له، لكنه عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يفعل هذا . الثانية: أنه ينبغي للإنسان أن يجبر خاطر أخيه إذا فعل معه ما لا يحب ويبين السبب لأجل أن تطيب نفسه، ويطمئن قلبه، فإن هذا من هدى النبي صلى الله عليه وسلم .

الشَّرْحُ












624 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم .
625 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا متفق عليه .
626 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح البذي هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام . هذه الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب حسن الخلق وقد سبق شيء من هذه الأحاديث أما حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البر حسن الخلق وقد تقدم شرح هذه الجملة وبينا أن حسن الخلق يحصل فيه الخير الكثير لأن البر هو الخير الكثير وأما الإثم فقال هو: ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس يعني بما حاك في النفس: ما لم تطمئن إليه نفسك، بل ترددت فيه وكرهت أن يطلع عليه الناس . ولكن هذا خطاب للمؤمن أما الفاسق فإن الإثم لا يحيك في صدره ولا يهمه أن يطلع عليه الناس بل يجاهر به ولا يبالي لكن المؤمن لكون الله سبحانه وتعالى قد أعطاه نورا في قلبه إذا هم بالإثم حاك في صدره وتردد فيه، وكره أن يطلع عليه الناس فهذا الميزان إنما هو في حق المؤمنين . أما الفاسقون فإنهم لا يهمهم أن يطلع الناس على آثامهم ولا تحيك الآثام في صدورهم بل يفعلونها - والعياذ بالله - بانطلاق وانشراح لأن الله سبحانه وتعالى يقول: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فقد يزين للإنسان سوء العمل فينشرح له صدره مثل ما نرى من أهل الفسق الذين يشربون الخمر، وتنشرح صدورهم له، والذين يتعاملون بالربا وتنشرح صدورهم لذلك والذين يتعودون العهر والزنا وتنشرح صدورهم لذلك، ولا يبالون بهذا بل ربما إذا فعلوا ذلك سرا ذهبوا يشيعونه ويعلنونه مثل ما يوجد من بعض الفساق إذا ذهبوا إلى البلاد الخارجية الماجنة الفاجرة ورجعوا، قاموا يتحدثون فعلت كذا وفعلت كذا يعني أنهم زنوا والعياذ بالله - وشربوا الخمر وما أشبه ذلك . وفي هذه الأحاديث بيان صفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يكن فاحشا ولا متفحشا يعني أنه صلى الله عليه وسلم بعيد عن الفحش طبعا وكسبا، فلم يكن فاحشا في نفسه ولا في غريزته بل هو لين سهل ولم يكن متفحشا أي متطبع بالفحشاء بل كان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الفحش في مقاله وفي فعاله صلى الله عليه وسلم . وفيه أيضا: الحث على حسن الخلق وأنه من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة، وهذا من باب الترغيب فيه، فعليك يا أخي المسلم أن تحسن خلقك مع الله عز وجل في تلقي أحكامه الكونية الشرعية بصدر منشرح منقاد راض مستسلم وكذلك مع عباد الله فإن الله تعالى يحب المحسنين .

الشَّرْحُ





627 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
628 - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . هذه الأحاديث في بيان فضل حسن الخلق ومنها عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: ما أكثر ما يدخل الجنة ؟ يعني ما هو الشيء الذي يكون سببا لدخول الجنة كثيرا ؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق تقوى الله تعالى: وهذه كلمة جامعة لفعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه فأن تفعل ما أمرك الله به وأن تدع ما نهاك عنه، هذه هي التقوى لأن التقوى مأخوذة من الوقاية وهي أن يتخذ الإنسان ما يقيه من عذاب الله ولا شيء يقي من عذاب الله إلا فعل الأوامر واجتناب النواهي . وأكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج الفم يعني بذلك قول اللسان فإن الإنسان قد يقول كلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا، والعياذ بالله أي سبعين سنة ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: أفلا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا رسول الله فأخذ بلساني وقال كف عليك هذا قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ يعني هل نؤاخذ بالكلام قال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم - أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد ألسنتهم ولما كان عمل اللسان سهلا صار إطلاقه سهلا لأن الكلام لا يتعب به الإنسان ليس كعمل اليد وعمل الرجل وعمل العين يتعب فيه الإنسان فعمل اللسان لا يتعب فيه الإنسان فتجده يتكلم كثيرا بأشياء تضره كالغيبة غيبة والنميمة واللعن والسب والشتم وهو لا يشعر بذلك فيكتسب بهذا آثاما كثيرة أما الفرج فالمراد به الزنا وأخبث منه اللواط، فإن ذلك أيضا تدعو النفس إليه كثير - ولا سيما من الشباب - فتهوى بالإنسان وتدرجه حتى يقع في الفاحشة وهو لا يعلم . ولهذا سد النبي صلى الله عليه وسلم كل باب يكون سببا لهذه الفاحشة فمنع من خلو الرجل بالمرأة ومنع المرأة من كشف وجهها أمام الرجال الأجانب ونهى المرأة أن تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، إلى غير ذلك من السياج المنيع الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم حائلا دون فعل هذه الفاحشة لأن هذه الفاحشة تدعو إليها النفس، فهذا أكثر ما يدخل الناس النار: أعمال اللسان، وأعمال الفرج نسأل الله الحماية . ثم ذكر أيضا من فضائل حسن الخلق أن أحسن الناس أخلاقا هم أكمل الناس إيمانا قال النبي صلى الله عليه وسلم: أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وفي هذا دليل على أن الإيمان يتفاوت وأن الناس يختلفون فيه فبعضهم في الإيمان أكمل من بعض بناء على الأعمال وكلما كان الإنسان أحسن خلقا كان أكمل إيمانا وهذا حث واضح على أن الإنسان ينبغي له أن يكون حسن الخلق بقدر ما يستطيع . قال: وخياركم خياركم لنسائهم المراد خيركم خيركم لأهله، كما جاء ذلك في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم خيركم لأهله وأنا خيرك لأهلي فينبغي للإنسان أن يكون مع أهله خير صاحب وخير محب وخير مربي لأن الأهل أحق بحسن خلقك من غيرهم فابدأ بالأقرب فالأقرب . على العكس من ذلك حال بعض الناس اليوم وقبل اليوم تجده مع الناس حسن الخلق، لكن مع أهله سيئ الخلق - والعياذ بالله - وهذا خلاف هدى النبي صلى الله عليه وسلم والصواب أن تكون مع أهلك حسن الخلق ومع غيرهم أيضا لكن هم أولى بحسن الخلق من غيرهم . ولهذا لما سئلت عائشة ماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته ؟ قالت: كان في مهنة أهله . أي يساعدهم على مهمات البيت حتى إنه صلى الله عليه وسلم كان يحلب الشاة لأهله ويخصف نعله ويرقع ثوبه وهكذا ينبغي للإنسان مع أهله أن يكون من خير الأصحاب لهم .

الشَّرْحُ








629 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم رواه أبو داود .
630 - وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح الزعيم الضامن .
631 - وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا وإن أبغضكم إلي وأبعدكم مني يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون ؟ قال المتكبرون رواه الترمذي وقال حديث حسن . الثرثار هو كثير الكلام تكلفا والمتشدق المتطاول على الناس بكلامه ويتكلم بملء فيه تفاصحا وتعظيما لكلامه والمتفيهق أصله من الفهق، وهو الامتلاء وهو الذي يملأ فمه بالكلام ويتوسع فيه ويغرب به تكبرا وارتفاعا وإظهار للفضيلة على غيره . وروى الترمذي عن عبد الله بن المبارك رحمه الله في تفسير حسن الخلق قال: هو طلاقة الوجه . وبذل المعروف وكف الأذى . هنا ذكر المؤلف - رحمه الله - أحاديث متعددة في بيان حسن الخلق، وأن من أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاسنهم أخلاقا، فكلما كنت أحسن خلقا كنت أقرب إلى الله ورسوله من غيرك وأبعد الناس منزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون . الثرثارون: الذين يكثرون الكلام ويأخذون المجالس عن الناس، فإذا جلس في المجلس أخذ الكلام من غيره وصار كأن لم يكن في المجلس إلا هو، ولا يدع غيره يتكلم وهذا لا شك أنه نوع من الكبرياء . لكن لو فرضنا أن أهل المجلس فوضوه وقالوا أعطنا نصيحة، أعطنا موعظة فتكلم فلا حرج، إنما في الكلام العادي كونك تملك المجلس ولا تدع أحدا يتكلم حتى إن بعض الناس يحب أن يتكلم لكن لا يستطيع أن يتكلم يخشى من مقاطعة هذا الرجل الذي ملك المجلس بكلامه . كذلك أيضا المتشدقون، والمتشدق هو الذي يتكلم بملء شدقيه تجده يتكلم وكأنه أفصح العرب تكبرا وتبخترا ومن ذلك يتكلم باللغة العربية أمام العامة فإن العامة لا يعرفون اللغة العربية لو تكلمت بينهم باللغة العربية لعدوا ذلك من باب التشدق في الكلام والتنطع أما إذا كنت تدرس لطلبة فينبغي أن تتكلم باللغة العربية لأجل أن تمرنهم على اللغة العربية وعلى النطق بها أما العامة الذين لا يعرفون فلا ينبغي أن نتكلم بينهم اللغة العربية بل تكلم معهم بلغتهم التي يعرفون ولا تغرب في الكلمات يعني لا تأتي بكلمات غريبة تشكل عليهم فإن ذلك من التشدق في الكلام . أما المتفيهقون: فقد وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمتكبرين المتكبر الذي يتكبر على الناس ويتفيهق وإذا قام يمشي كأنه يمشي على ورق من تكبره وغطرسته فإن هذا لا شك خلق ذميم ويجب على الإنسان أن يحذر منه لأن الإنسان بشر فينبغي أن يعرف قدر نفسه حتى لو أنعم الله عليه بمال أو أنعم عليه بعلم أو أنعم عليه بجاه ينبغي أن يتواضع وتواضع هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بالمال والعلم والجاه أفضل من تواضع غيرهم ممن لا يكون كذلك . ولهذا جاء في الحديث من الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم: عائل مستكبر لأن العائل لا داعي لاستكباره والعائل هو الفقير فهؤلاء من الله عليهم بالعلم والمال والجاه كلما تواضعوا صاروا أفضل ممن تواضع من غيرهم الذين لم يمن الله عليهم بذلك . فينبغي لكل من أعطاه الله نعمة أن يزداد شكرا لله، وتواضعا للحق وتواضعا للخلق وفقني الله والمسلمين لأحاسن الأخلاق والأعمال وجنبنا والمسلمين سيئات الأخلاق والأعمال إنه جواد كريم .




الشَّرْحُ







باب الحلم والأناة والرفق


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
باب حسن الخلق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 73- باب حسن الخلق
» باب حسن الخلق
»  73- باب حسن الخلق
» 73- باب حسن الخلق
» 73- باب حسن الخلق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: الصفات الستة-
انتقل الى: