منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع ---   آداب عامة   باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 11:13 pm


باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة
524 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ثم قال: يا حكيم أن هذا المال حضر حلو فمن أخذه بسخاوة نفس بورك فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد السفلى . قال حكيم فقلت: يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . فكان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيما ليعطيه العطاء فيأبى أن يقبل منه شيئا ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه فأبى أن يقبله فقال: يا معشر المسلمين أشهدكم على حكيم أني أعرض عليه حقه الذي قسمه الله له في هذا الفيء فيأبى أن يأخذه فلم يرزأ حكيم أحدا من الناس بعد النبي صلى الله عليه وسلم حتى توفى متفق عليه .

527 - وعن حكيم بن حزام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول وخير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله متفق عليه .
528 - وعن أبي سفيان صخر بن حرب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا وأنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته رواه مسلم .
530 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس في وجهه مزعة لحم متفق عليه . المزعة بضم الميم وإسكان الزاي وبالعين المهملة: القطعة . قال المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله عن حكيم بن حزام رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه أي: سأله مالا فأعطاه، ثم سأله فأعطاه، ثم سأله فأعطاه . وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكرمه وحسن خلقه أنه لا يرد سائلا سأله شيئا فما سئل شيئا على الإسلام إلا أعطاه عليه الصلاة والسلام، ثم قال حكيم: إن هذا المال خضر حلو خضر يسر الناظرين حلو يسر الذائقين، فتطلبه وتحرص عليه . فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه فكيف بمن أخذه بسؤال ؟ يكون أبعد وأبعد ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام لعمر بن الخطاب ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك يعني ما جاءك بإشراف نفس وتطلع وتشوف فلا تأخذه وما جاءك بسؤال فلا تأخذه . ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام لحكيم بن حزام: اليد العليا خير من اليد السفلى اليد العليا هي يد المعطي، واليد السفلى هي يد الآخذ، فالمعطي يده خير من يد الآخذ، لأن المعطي فوق الآخذ، فيده هي العليا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم . فأقسم حكيم بن حزام رضي الله عنه بالذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم بالحق ألا يسأل أحدا شيئا، فقال يا رسول الله والذي بعثك بالحق لا أرزأ أحدا بعدك شيئا حتى أفارق الدنيا . فتوفي الرسول عليه الصلاة والسلام وتولى الخلافة أبو بكر رضي الله عنه فكان يعطيه العطاء فلا يقبله، ثم توفي أبو بكر، فتولى عمر فدعاه ليعطيه فأبى فاستشهد عمر عليه، فقال: اشهدوا أني أعطيه من بيت مال المسلمين فلا يقبله قال ذلك رضي الله عنه لئلا يكون له حجة على عمر يوم القيامة بين يدي الله وليتبرأ من عهدته أمام الناس ولكن مع ذلك أصر حكيم رضي الله عنه ألا يأخذ منه شيئا حتى توفي . وفي اللفظ الآخر الذي ساقه المؤلف أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول فالإنسان يبدأ بمن يعول، يعني بمن يلزمه نفقته، فالإنفاق على الأهل أفضل من الصدقة على الفقراء لأن الإنفاق على الأهل صدقة وصلة وكفاف وعفاف فكان ذلك أولى، والإنفاق على نفسك أولى من الإنفاق على غيرك كما جاء في الحديث: ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شيء فلأهلك . وذكر المؤلف - رحمه الله - حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهة مزعة لحم يأتي وليس عليه إلا عظام تلوح أمام الناس يوم القيامة، نسأل الله العافية . وهذا وعيد شديد يدل على تحريم كثرة السؤال ولهذا قال العلماء: لا يحل لأحد أن يسأل شيئا إلا عند الضرورة إذا اضطر الإنسان فلا بأس أن يسأل، أما أن يسأل للأمور الكمالية لأجل أن يسابق الناس فيما يجعله في بيته، فإن هذا لا شك في تحريمه، ولا يحل له أن يأخذ شيئا حتى الزكاة ولو أعطيها فلا يأخذها لإنفاقها في الأمور الكمالية التي لا يريد منها إلا أن يساوق الناس ويماريهم أما الشيء الضروري فلا بأس به، والله أعلم .


الشَّرْحُ









532 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا، فليستقل أو ليستكثر رواه مسلم .
533 - وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن المسألة كد يكد بها الرجل وجهه، إلا أن يسأل الرجل سلطانا أو في أمر لابد منه رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
534 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته، ومن أنزلها بالله، فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
535 - وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا وأتكفل له بالجنة ؟ فقلت: أنا فكان لا يسأل أحدا شيئا رواه أبو داود بإسناد صحيح .
536 - وعن أبي بشر قبيصة بن المخارق رضي الله عنه قال: تحملت حمالة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله فيها، فقال: أقم حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها ثم قال: يا قبيصة إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فحلت له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك ورجل أصابته جائحة اجتاحت ماله، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال: سدادا من عيش ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى من قومه لقد أصابت فلانا فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو قال: سدادا من عيش فما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا رواه مسلم .
537 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس المسكين الذي يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يقوم فيسأل الناس متفق عليه . هذه الأحاديث في بيان وعيد من سأل الناس أموالهم بغير ضرورة ففي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سأل الناس أموالهم تكثرا، فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر يعني من سأل الناس أموالهم ليكثر بها ماله فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر إن استكثر زاد الجمر عليه، وإن استقل قل الجمر عليه، وإن ترك سلم من الجمر . ففي هذا دليل على أن سؤال الناس بلا حاجة من كبائر الذنوب . ثم ذكر أحاديث منها أن من أنزل حاجته وفاقته بالناس فإنه لا تقضى حاجته لأن من تعلق شيئا وكل إليه، ومن وكل على الناس أمره، فإنه خائب لا تقضى حاجته، ويستمر دائما يسأل ولا يشبع ومن أنزلها بالله عز وجل واعتمد على الله وتوكل عليه، وفعل الأسباب التي أمر بها، فإنه يوشك أن تقضي حاجته لأن الله سبحانه وتعالى يقول: وَمَن يَّتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِ . وذكر حديث قبيصة أنه جاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم في حمالة تحملها فأمره أن يقيم عنده حتى تأتيه الصدقة فيأمر له بها، وذكر صلى الله عليه وسلم أن المسألة لا تحل إلا لواحدة من ثلاثة: رجل تحمل حمالة يعني التزم في ذمته لإصلاح ذات البين، فهذا يعطي وله أن يسأل حتى يصيبها ثم يمسك ولا يسأل . ورجل - آخر - أصابته جائحة اجتاحت ماله كنار وغرق وعدو وغير ذلك فيسأل حتى يصيب قواما من عيش . والثالث: رجل كان غنيا فافتقر بدون سبب ظاهر وبدون جائحة معلومة فهذا له أن يسأل لكن لا يعطى حتى يشهد ثلاثة من أهل العقول من قومه بأنه أصابته فاقة فيعطي بقدر ما أصابه من الفقر . فهؤلاء الثلاثة هم الذين تحل لهم المسألة وما سوى ذلك فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: وما سواهن من المسألة يا قبيصة سحت يأكلها صاحبها سحتا . والسحت هو الحرام وسمي سحتا لأنه يسحت بركة المال، وربما يسحت المال كله فيكون عليه آفات وغرامات تسحت ماله من أصله .

الشَّرْحُ








باب جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه
538 - عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر عن عمر رضي الله عنهم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيني العطاء فأقول: أعطه من هو أفقر إليه مني فقال: خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله وإن شئت تصدق به وما لا فلا تتبعه نفسك . قال سالم: فكان عبد الله لا يسأل أحدا شيئا ولا يرد شيئا أعطيه . متفق عليه .

باب الحث على الأكل من عمل يده والتعفف به عن السؤال والتعرض للإعطاء
قال الله تعالى: { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ } .
539 - وعن أبي عبد الله الزبير بن العوام رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن يأخذ أحدكم أحبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه رواه البخاري .
540 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره خير من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه متفق عليه .
541 - وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان داود عليه السلام لا يأكل إلا من عمل يده رواه البخاري .
542 - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان زكريا عليه السلام نجارا رواه مسلم .
543 - وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يديه، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده رواه البخاري . قال المؤلف - رحمه الله تعالى -: باب جواز الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه . يعني أن الإنسان لا ينبغي له أن يعلق نفسه بالمال فيتطلع إليه أو يسأل لأن ذلك يؤدي إلى ألا يكون له هم إلا الدنيا والإنسان إنما خلق في الدنيا من أجل الآخرة، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ وقال تعالى: { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا، وَالآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } فلا ينبغي للإنسان أن يعلق نفسه بالمال أو يهتم به إن جاءه من غير تعب ولا سؤال ولا استشراف نفس فيقبله وإلا فلا ثم ذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعطيه العطاء فيقول: أعطه من هو أفقر مني فيقول له الرسول عليه الصلاة والسلام خذه إذا جاءك من هذا المال شيء وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه فتموله فإن شئت كله، وإن شئت تصدق به وما لها فلا تتبعه نفسك . فكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يسأل أحدا شيئا، وإذا جاءه شيء من غير سؤال قبله وهذا غاية ما يكون من الأدب ألا تذل نفسك بالسؤال ولا تستشرف للمال وتعلق قلبك به . وإذا أعطاك أحد شيئا فاقبله لأن رد العطية والهدية قد يحمل من أعطاك على كراهيتك فيقول: هذا الرجل مستكبر هذا الرجل متغطرس وما أشبه ذلك . فالذي ينبغي أن من أعطاك بغير مسألة تقبل منه إلا إذا كان الإنسان يخشى ممن أعطاه أن يمن به عليه في المستقبل فيقول: أنا أعطيتك أنا فعلت معك كذا وكذا وما أشبه ذلك فهنا يرده لأنه إذا خشي أن يقطع المعطي رقبته بالمنة وما أشبه ذلك فليحم نفسه من هذا . ثم ذكر المؤلف باب الحث على الأكل من عمل يده وذكر الآيات والأحاديث التي تبين فضيلة أن يأكل الإنسان من عمل يده ويتعفف عن السؤال، وأن يكتسب ويتجر . فذكر قول الله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا } أي في أنحائها: { وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ } أي ابتغوا الرزق من فضل الله عز وجل . وقال الله تعالى: { فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ولكن لا ينسيك ابتغاؤك من فضل الله ذكر ربك ولهذا قال: { وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } ثم ذكر - رحمه الله - ما ثبت في صحيح البخاري أن داود عليه السلام كان يأكل من كسب يده وكان داود يصنع الدروع كما قال تعالى: { وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ } فكان حدادا أما زكريا فكان نجارا يعمل ويأخذ الأجرة على ذلك . وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصا لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمارسونها ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: لأن يأخذ أحدكم حزمة من حطب على ظهره فيبيعها يعني ويأخذ ما كسب منها: خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ولا شك أن هذا هو الخلق النبيل ألا يخضع الإنسان لأحد ولا يذل له بل يأكل من كسب يده من تجارته أو صناعته أو حرثه قال تعالى: { وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللهِ } .

الشَّرْحُ









باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى
قال الله تعالى: { وَمَا أَنْفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ } وقال تعالى: { وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } . وقال تعالى: { وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ } .
544 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا حسد إلا في اثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها متفق عليه .
545 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا يا رسول الله ما منا أحد إلا ماله أحب إليه . قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر رواه البخاري .
546 - وعن عدي بن حاتم رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة متفق عليه .
547 - وعن جابر رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا متفق عليه .
548 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا متفق عليه .
549 - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى أنفق يا ابن آدم ينفق عليك متفق عليه . قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب الكرم والجود والإنفاق في وجوه الخير ثقة بالله تعالى . المال الذي أعطاه الله بني آدم، أعطاهم إياه فتنة ليبلوهم هل يحسنون التصرف فيه أم لا . قال الله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فمن الناس من ينفقه في شهواته المحرمة وفي لذائذه التي لا تزيده من الله إلا بعدا فهذا يكون ماله وبالا عليه والعياذ بالله . ومن الناس من ينفقه ابتغاء وجه الله فيما يقربه إلى الله على حسب شريعة الله، فهذا ماله خير له . ومن الناس من يبذل ماله في غير فائدة ليس في شيء محرم ولا في شيء مشروع فهذا ماله ضائع عليه وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال . وينبغي للإنسان إذا بذل ماله فيما يرضي الله أن يكون واثقا بوعد الله سبحانه وتعالى حيث قال في كتابه: { وَمَا أَنْفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }، { فَهُوَ يُخْلِفُهُ } أي يعطيكم خلفا عنه . وليس معناه فهو يخلفه إذ لو كان المراد فهو يخلفه لكان معنى الآية أن الله يكون خليفة وليس الأمر كذلك بل فهو يخلفه أي يعطيكم خلفا عنه . ومنه الحديث: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها ولا تقل واخلف لي خيرا منها بل وأخلف أي ارزقني خلفا عنها خيرا منها . فالله عز وجل وعد في كتابه أن ما أنفقه الإنسان فإن الله يخلفه عليه، يعطيه خلفا عنه، وهذا يفسره قول الرسول عليه الصلاة والسلام في الأحاديث التي ساقها المؤلف مثل قوله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا متفق عليه . والمراد بذلك من يمسك عما أوجب الله عليه من بذل المال فيه، وليس كل ممسك يدعى عليه بل الذي يمسك ماله عن إنفاقه فيما أوجب الله، فهو الذي تدعو عليه الملائكة بأن الله يتلفه ويتلف ماله . والتلف نوعان: تلف حسي، وتلف معنوي . 1 - التلف الحسي: أن يتلف المال نفسه بأن يأتيه آفة تحرقه أو يسرق أو ما أشبه ذلك . 2 - التلف المعنوي: أن تنزع بركته بحيث لا يستفيد الإنسان منه في حياته ومنه ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام حيث قال لأصحابه: أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله ؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحد إلا وماله أحب إليه . فمالك أحب إليك من مال زيد وعمرو وخالد ولو كان من ورثتك قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر وهذه حكمة عظيمة ممن أوتي جوامع الكلم صلى الله عليه وسلم فما لك الذي تقدمه لله عز وجل تجده أمامك يوم القيامة ومال الوارث ما يبقى بعدك من مالك فينتفع به ويأكله الوارث فهو مال وارثك على الحقيقة فأنفق مالك فيما يرضي الله، وإذا أنفقت فإن الله يخلفه وينفق عليك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: أنفق يا ابن آدم ينفق عليك . وهذه الأحاديث كلها وكذلك الآيات تدل على أنه ينبغي للإنسان أن يبذل ماله حسب ما شرع الله عز وجل، كما جاء في الحديث الذي صدر به المؤلف هذا الباب، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لا حسد إلا في اثنتين يعني لا غبطة ولا أحد يغبط على ما أعطى الله سبحانه وتعالى من مال وغيره إلا في اثنتين فقط . الأولى: رجل أعطاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق صار لا يبذله إلا فيما يرضى الله، هذا يحسد لأنك الآن تجد التجار يختلفون منهم من ينفق أمواله في سبيل الله طبع الكتب إعانة على الجهاد وما أشبه ذلك فهذا سلط على هلكته في الحق . ومنهم من يسلطه على هلكته في اللذائذ المحرمة والعياذ بالله يسافر إلى الخارج فيزني ويشرب الخمر ويلعب القمار ويتلف ماله فيما يغضب الرب عز وجل فالذي سلطه الله على هلكة ماله في الحق يغبط لأن الغالب أن الذي يستغني يبطر ويمرح ويفسق فإذا رؤي أن هذا الرجل الذي أعطاه الله المال ينفقه في سبيل الله فهو يغبط . والثانية: رجل آتاه الحكمة يعني العلم، الحكمة هنا العلم كما قال الله تعالى: { وَأَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ }، فهو يقضي بها ويعلمها يقضي بها في نفسه وفي أهله وفي من تحاكم عنده ويعلمها الناس أيضا لا يقتصر على أن يأتيه الناس فيقول إذا جاءوني حكمت وقضيت بل يقضي ويعلم ويبدأ الناس بذلك فهذا لا شك أنه مغبوط على ما آتاه عز وجل من الحكمة . والناس في الحكمة ينقسمون إلى أقسام: قسم: آتاه الله الحكمة فبخل بها حتى على نفسه لم ينتفع بها في نفسه، ولم يعمل بطاعة الله ولم ينته عن معصية الله، فهذا خاسر والعياذ بالله وهذا يشبه اليهود الذين علموا الحق واستكبروا عنه . وقسم آخر: آتاه الله الحكمة فعمل بها في نفسه لكن لم ينتفع بها عباد الله وهذا خير من الذي قبله، لكنه ناقص . وقسم آخر: أعطاه الله الحكمة فقضى بها وعمل بها في نفسه وعلمها الناس، فهذا خير الأقسام . وهناك قسم رابع: لم يؤت الحكمة إطلاقا فهو جاهل وهذا حرم خيرا كثيرا لكنه أحسن حالا ممن أوتي الحكمة ولم يعمل بها لأن هذا يرجى إذا علم أن يتعلم ويعمل بخلاف الذي أعطاه الله العلم وكان علمه وبالا عليه والعياذ بالله

الشَّرْحُ






















553 - وعن أنس رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه ولقد جاءه رجل فأعطاه غنما بين جبلين فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر وإن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا فما يلبث يسيرا حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها رواه مسلم .
556 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل رواه مسلم . قال المؤلف - رحمه الله تعالى - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا على الإسلام إلا أعطاه لأنه صلى الله عليه وسلم كان أكرم الناس، وكان يبذل ماله فيما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى . ومن ذلك أنه صلى الله عليه وسلم إذا سأله شخص على الإسلام يعني على التأليف على الإسلام والرغبة فيه إلا أعطاه مهما كان هذا الشيء حتى إنه سأله أعرابي فأعطاه غنما بين جبلين أي أنها غنم كثيرة أعطاه إياها الرسول عليه الصلاة والسلام لما يرجو من الخير لهذا الرجل ولمن وراءه . ولذلك ذهب هذا الرجل إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر . عليه الصلاة والسلام يعني يعطي عطاء جزيلا عطاء من لا يخشى الفقر، فانظر إلى هذا العطاء كيف أثر في هذا الرجل هذا التأثير العظيم حتى أصبح داعية إلى الإسلام . وهو إنما سأل طمعا كغيره من الأعراب فالأعراب أهل طمع يحبون المال ويسألونه ولكنه لما أعطاه عليه الصلاة والسلام هذا العطاء الجزيل صار داعية إلى الإسلام فقال: يا قوم أسلموا ولم يقل: أسلموا تدخلوا الجنة وتنجوا من النار بل قال: أسلموا فإن محمدا يعطي عطاء من لا يخشى الفقر يعني سيعطيكم ويكثر . ولكنهم إذا أسلموا من أجل المال فإنهم لا يلبثون يسيرا إلا ويصير الإسلام أحب شيء إليهم أحب من الدنيا وما فيها ولهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي الرجل تأليفا له على الإسلام حتى يسلم وإن كانت نيته للمال إلا أنه إذا دخل في الإسلام وتعلم محاسن الإسلام وقر الإيمان في قلبه . ويؤخذ من هذا الحديث وأمثاله: أنه لا ينبغي لنا أن نبتعد عن أهل الكفر وعن أهل الفسوق وأن ندعهم للشياطين تلعب بهم بل نؤلفهم ونجذبهم إلينا بالمال واللين وحسن الخلق حتى يألفوا الإسلام فها هو الرسول عليه الصلاة والسلام يعطي الكفار يعطيهم حتى من الفيء . بل إن الله جعل لهم حظا من الزكاة نعطيهم لنؤلفهم على الإسلام حتى يدخلوا في دين الله والإنسان قد يسلم للدنيا ولكن إذا ذاق طعم الإسلام رغب فيه حتى يكون أحب شيء إليه . قال بعض أهل العلم: طلبنا العلم لغير الله فأبى أن يكون إلا لله فالأعمال الصالحة لابد أن تربي صاحبها على الإخلاص لله عز وجل والمتابعة للرسول عليه الصلاة والسلام . وإذا كان هذا دأب الإسلام فيمن يعطي على الإسلام ويؤلف فإنه ينبغي لنا أن ننظر إلى هذا نظرة جدية فنعطي من كان كافرا إذا وجدنا فيه قربا من الإسلام ونهاديه ونحسن له الخلق فإذا اهتدي فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم . وهكذا أيضا الفساق هادهم انصحهم باللين وبالتي هي أحسن ولا تقل أنا أبغضهم لله وادعهم إلى الله بغضك إياهم لله لا يمنعك أن تدعوهم إلى الله عز وجل وإن كنت تكرههم فلعلهم يكونون من أحبابك في الله يوما من الأيام . ثم ذكر المؤلف الحديث الآخر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ما نقصت صدقة من مال إذا تصدق الإنسان فإن الشيطان يقول له: إذا تصدقت نقص مالك، عندك مائة ريال إذا تصدقت بعشرة لم يكن عندك إلا تسعون إذا نقص المال فلا تتصدق كلما تصدقت ينقص مالك . ولكن من لا ينطق عن الهوى يقول: ما نقصت صدقة من مال قد تنقصه كما لكنها تزيده كيفا وبركة، وربما هذه العشرة يأتي بدلها مائة، كما قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ أي يجعل لكم خلفا عنه عاجلا وأجرا وثوابا آجلا قال تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ } وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أكرم الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة . الريح المرسلة التي أمرها الله وأرسلها فهي عاصفة سريعة ومع ذلك فالرسول عليه الصلاة والسلام أسرع بالخير في رمضان من هذه الريح المرسلة فينبغي لنا أن نكثر من الصدقة والإحسان وخصوصا في رمضان فنكثر من الصدقات والزكوات وبذل المعروف وإغاثة الملهوف وغير ذلك من أنواع البر والصلة . ويزيد العامة على قوله صلى الله عليه وسلم: ما نقصت صدقة من مال قولهم: بل تزده بل تزده وهذه لا صحة لها فلم تصح عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنما الذي صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: ما نقصت صدقة من مال . والزيادة التي تحصل بدل الصدقة إما كمية وإما كيفية . مثال الكمية: أن الله تعالى يفتح لك بابا من الرزق ما كان في حسابك . والكيفية أن ينزل الله لك البركة فيما بقي من مالك . ثم قال صلى الله عليه وسلم: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا إذا جني عليك أحد وظلمك في مالك أو في بدنك أو في أهلك أو في حق من حقوقك فإن النفس شحيحة تأبى إلا أن تنتقم منه، وأن تأخذ بحقك وهذا لك قال تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } وقال تعالى: { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ } ولا يلام الإنسان على ذلك لكن إذا هم بالعفو وحدث نفسه بالعفو قالت له نفسه الأمارة بالسوء: إن هذا ذل وضعف كيف تعفو عن شخص جني عليك أو اعتدى عليك ؟ وهنا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا والعز ضد الذل وما تحدثك به نفسك أنك إذا عفوت فقد ذللت أمام من اعتدى عليك فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير فإن الله تعالى يثيبك على عفوك هذا عزا ورفعة في الدنيا والآخرة . ثم قال صلى الله عليه وسلم وما تواضع أحد لله إلا رفعه والتواضع من هذا الباب أيضا فبعض الناس تراه متكبرا ويظن أنه إذا تواضع للناس نزل ولكن الأمر بالعكس إذا تواضعت للناس فإنك تتواضع لله أولا ومن تواضع لله يرفعه ويعلي شأنه . وقوله: تواضع لله لها معنيان: المعنى الأول: أن تتواضع لله بالعبادة وتخضع وتنقاد لأمر الله . والمعنى الثاني: أن تتواضع لعباد الله من أجل الله وكلاهما سبب للرفعة سواء تواضعت لله بامتثال أمره واجتناب نهيه وذلك له وعبدته أو تواضعت لعباد الله من أجل الله لا خوفا منهم ولا مداراة لهم، ولا طلبا لمال أو غيره، إنما تتواضع من أجل الله عز وجل فإن الله تعالى يرفعك في الدنيا وفي الآخرة . فهذه الأحاديث كلها تدل على فضل الصدقة والتبرع وبذل المعروف والإحسان إلى الغير وأن ذلك من خلق النبي صلى الله عليه وسلم

الشَّرْحُ























باب النهي عن البخل والشح
قال الله تعالى: { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } وقال تعالى: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } . ذكر المؤلف - رحمه الله - في كتابه رياض الصالحين باب النهي عن البخل والشح والبخل: هو منع ما يجب وما ينبغي بذله . والشح: هو الطمع فما ليس عنده وهو أشد من البخل لأن الشحيح يطمع فيما عند الناس ويمنع ما عنده والبخيل يمنع ما عنده مما أوجب الله عليه من زكاة ونفقات ومما ينبغي بذله فيما تقتضيه المروءة . وكلاهما - أعني البخل والشح - خلقان ذميمان فإن الله سبحانه وتعالى ذم من يبخلون ويأمرون الناس بالبخل فقال: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ثم استدل المؤلف - رحمه الله - بآيتين من كتاب الله: الآية الأولى: وهي في البخل وهي قوله تعالى: { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى، وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } وهذه الآيات قسيم الآيات التي قبلها وهي قوله تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } فالإنسان المصدق بالحق المعطي لما يجب إعطاؤه وبذله من علم ومال وجاه المتقي لله عز وجل هذا ييسر لليسرى أي ييسره الله تعالى لأيسر الطرق في الدنيا والآخرة . وقد أجاب النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حينما حدثهم فقال: ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومن النار يعني أنه أمر مفروغ منه، قالوا يا رسول الله أفلا نتكل وندع العمل ؟ يعني نتكل على ما كتب لنا وندع العمل قال: لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ قوله تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى، وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى، وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } فأنت فكر في نفسك هل عندك تصديق وإعطاء وبذل لما يجب بذله وتقوى لله عز وجل فإنك موفق ميسر لليسرى، والعكس بالعكس . الشاهد من هذه الآية في الباب قوله: { وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى } بخل بما يجب بذله من مال أو جاه أو علم . ومن ذلك ما جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: البخيل من إذا ذكرت عنده لم يصل علي عليه الصلاة والسلام وهذا بخل بما يجب على الإنسان إذا سمع ذكر نبيه عليه الصلاة والسلام الذي هداه الله على يديه، وكان الأولى به والأجدر أن يبادر بالصلاة والسلام عليه . وقوله: { وَاسْتَغْنَى } أي استغنى بنفسه وزعم أنه مستغن عن رحمة الله والعياذ بالله فلا يعمل ولا يستقيم على أمر الله . { وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى } أي كذب بالكلمة الحسنى وهي قول الحق، وهي ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم . { فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى } تعسر عليه الأمور التي تسهل على المتقي فلا تسهل عليه الطاعات يجد الطاعات ثقيلة الصلاة ثقيلة والصدقة ثقيلة والصيام ثقيل والحج ثقيل كل شيء متعسر عنده . { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى } يعني أي شيء يغني عنه ماله إذا هلك ؟ والجواب أنه لا يغني عنه شيئا فهذا المال الذي بخل به لا يحميه من عذاب الله وعقابه ولا يغني عنه شيئا . وأما الآية الثانية: فهي في الشح وهي قوله تعالى: { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ } يعني من يقيه الله شح نفسه فلا يطمع فيما ليس له فهذا هو المفلح

الشَّرْحُ











563 -

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة وأخرى من 524 – إلى 563 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة-
»  باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة
»  57- باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة
»  57- باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة
»  57- باب القناعة والعفاف والاقتصاد في المعيشة والإنفاق وذم السؤال من غير ضرورة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: