منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع ---   آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 9:33 pm

باب تحريم الكبر والإعجاب
قال الله تعالى: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } . وقال تعالى: { ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا } . وقال تعالى: { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور }، ومعنى { تصعر خدك للناس } أي تميله وتعرض به عن الناس تكبرا عليهم والمرح التبختر . وقال تعالى: { إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين } . إلى قوله تعالى: { فخسفنا به وبداره الأرض } الآيات . قال المؤلف - رحمه الله -: باب تحريم الكبر والإعجاب . والكبر: هو الترفع واعتقاد الإنسان نفسه أنه كبير، وأنه فوق الناس، وأن له فضلا عليهم . والإعجاب: أن يرى الإنسان عمل نفسه فيعجب به، ويستعظمه ويستكثره . فالإعجاب يكون في العمل، والكبر يكون في النفس، وكلاهما خلق مذموم . والكبر نوعان: كبر على الحق، وكبر على الخلق، وقد بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: الكبر بطر الحق وغمط الناس فبطر الحق يعني رده والإعراض عنه، وعدم قبوله وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم، وألا يرى الناس شيئا ويرى أنه فوقهم . وقيل لرجل: ماذا ترى الناس ؟ قال: لا أراهم إلا مثل البعوض فقيل له إنهم لا يرونك إلا كذلك . وقيل لآخر ما ترى الناس قال: أرى الناس أعظم مني ولهم شأن ولهم منزلة فقيل له إنهم يرونك أعظم منهم وأن لك شأنا ومحلا . فأنت إذا رأيت الناس على أي وجه فالناس يرونك بمثل ما تراهم به، إن رأيتهم في محل الإكرام والإجلال والتعظيم، ونزلتهم منزلتهم عرفوا لك ذلك، ورأوك في محل الإجلال والإكرام والتعظيم ونزلوك منزلتك والعكس بالعكس أما بطر الحق: فهو رده وألا يقبل الإنسان الحق بل يرفضه ويرده اعتدادا بنفسه ورأيه فيرى - والعياذ بالله - أنه أكبر من الحق، وعلامة ذلك أن الإنسان يؤتى إليه بالأدلة من الكتاب والسنة، ويقال: هذا كتاب الله، هذه سنة رسول الله، ولكنه لا يقبل بل يستمر على رأيه فهذا رد الحق والعياذ بالله . وكثير من الناس ينتصر لنفسه فإذا قال قولا لا يمكن أن يتزحزح عنه، ولو رأى الصواب في خلافه، ولكن هذا خلاف العقل وخلاف الشرع . والواجب أن يرجع الإنسان للحق حيثما وجده، حتى لو خالف قوله فليرجع إليه، فإن هذا أعز له عند الله، وأعز له عند الناس، وأسلم لذمته وأبرأ . فلا تظن أنك إذا رجعت عن قولك إلى الصواب أن ذلك يضع منزلتك عند الناس، بل هذا يرفع منزلتك، ويعرف الناس أنك لا تتبع إلا الحق، أما الذي يعاند ويبقى على ما هو عليه ويرد الحق، فهذا متكبر والعياذ بالله . وهذا يقع من بعض الناس - والعياذ بالله - حتى من طلبة العلم، تبين له بعد المناقشة وجه الصواب وأن الصواب خلاف ما قاله بالأمس ولكنه يبقى على رأيه يملي عليه الشيطان أنه إذا رجع استهان الناس به وقالوا عنه إنه إمعة كل يوم له قول، وهذا لا يضر إذا رجعت إلى الصواب، فليكن قولك اليوم خلاف قولك بالأمس، فالأئمة الأجلة كان يكون لهم في المسألة الواحدة أقوال متعددة . وهذا هو الإمام أحمد - رحمه الله - إمام أهل السنة، وأرفع الأئمة من حيث اتباع الدليل وسعة الإطلاع نجد أن له في المسألة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من أربعة أقوال، لماذا ؟ لأنه إذا تبين له الدليل رجع إليه، وهكذا شأن كل إنسان منصف عليه أن يتبع الدليل حيثما كان . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيات تتعلق بهذا الباب بين فيها - رحمه الله - أنها كلها تدل على ذم الكبر، وآخرها الآيات المتعلقة بقارون . وقارون رجل من بني إسرائيل من قوم موسى، أعطاه الله سبحانه وتعالى مالا كثيرا، حتى إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، يعنى مفاتيح تثقل وتشق على العصبة، أي الجماعة من الرجال أولي القوة لكثرتها . إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين فإن هذا الرجل بطر - والعياذ بالله - وتكبر ولما ذكر بآيات الله ردها واستكبر { قال إنما أوتيته على علم عندي } فأنكر فضل الله عليه، وقال أنا اكتسبته بنفسي، وقوتي، وبعلم أدركت به هذا المال . وكانت النتيجة أن الله خسف به وبداره الأرض، وزال هو وأملاكه { فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين } { وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا } فتأمل نتيجة الكبر - والعياذ بالله - والعجب والاعتداد بالنفس وكيف كان عاقبة ذلك من الهلاك والدمار . ثم ذكر المؤلف عدة آيات منها قوله تعالى: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين } الدار الآخرة هي آخر دور بني آدم، لأن ابن آدم له أربعة دور كلها تنتهي بالآخرة . الدار الأولى: في بطن أمه . الدار الثانية: إذا خرج من بطن أمه إلى دار الدنيا . والدار الثالثة: البرزخ ما بين موته وقيام الساعة . والدار الرابعة: الدار الآخرة وهي النهاية، وهي القرار، هذه الدار قال الله تعالى عنها: { نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا } لا يريدون التعالي على الحق، ولا التعالي على الخلق وإنما هم متواضعون وإذا نفى الله عنهم إرادة العلم والفساد، فهو من باب أولى ألا يكون منهم علو ولا فساد فهم لا يعلون في الأرض ولا يفسدون ولا يريدون ذلك، لأن الناس ينقسمون إلى ثلاثة أقسام: { قسم علا وفسد وأفسد، فهذا اجتمع في حقه الإرادة والفعل . 2 - وقسم لم يرد الفساد ولا العلو فقد انتفى عنه الأمران . 3 - وقسم ثالث يريد العلو والفساد ولكن لا يقدر عليه . وهذا الثالث بين الأول والثاني، لكن عليه الوزر لأنه أراد السوء فالدار الآخرة إنما تكون } للذين لا يريدون علوا في الأرض { أي تعليا على الحق أو على الخلق } ولا فسادا والعاقبة للمتقين { فإن قال قائل: ما هو الفساد في الأرض ؟ فالجواب أن الفساد في الأرض ليس هدم المنازل ولا إحراق الزرع، بل الفساد في الأرض بالمعاصي كما قال أهل العلم - رحمهم الله - في قوله تعالى: } ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها { أي لا تعصوا الله لأن المعاصي سبب الفساد . وقال الله تبارك وتعالى: } ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون { فلم يفتح الله عليهم بركات من السماء ولا من الأرض فالفساد في الأرض يكون بالمعاصي نسأل الله العافية وقال الله تبارك وتعالى: } ولا تمش في الأرض مرحا { يعني لا تمش مرحا مستكبرا متبخترا في نفسك } إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا { يعني مهما كنت فأنت لا تقدر أن تنزل في الأرض ولا تتباهى حتى تساوي الجبال، بل إنك أنت أنت . أنت ابن آدم حقير ضعيف فكيف تمشي في الأرض مرحا . وقال تعالى: } ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور { تصعير الخد للناس: أن يعرض الإنسان عن الناس، فتجده والعياذ بالله مستكبرا لاويا عنقه، تحدثه وهو يحدثك وقد صد عنك، وصعر خده . } ولا تمش في الأرض { يعني لا تمش تبخترا وتعاظما وتكبرا } إن الله لا يحب كل مختال فخور { المختال في هيئته، والفخور بلسانه وقوله فهو بهيئته مختال، في ثيابه في ملابسه في مظهره في مشيته فخور بقوله ولسانه والله تعالى لا يحب هذا إنما يحب المتواضع الغني الخفي التقي، هذا هو الذي يحبه الله عز وجل . }





الشَّرْحُ






























612 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا، ونعله حسنة ؟ قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس رواه مسلم . بطر الحق: دفعه ورده على قائله غمط الناس: احتقارهم .
613 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله فقال: كل بيمينك قال: لا أستطيع قال: لا استطعت ما منعه إلا الكبر قال: فما رفعها إلى فيه رواه مسلم . ذكر الحافظ النووي - رحمه الله - في باب تحريم الكبر والعجب عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر وهذا الحديث من أحاديث الوعيد التي يطلقها الرسول صلى الله عليه وسلم تنفيرا عن الشي وإن كانت تحتاج إلى تفصيل حسب الأدلة الشرعية . فالذي في قلبه كبر، إما أن يكون كبرا عن الحق وكراهة له، فهذا كافر مخلد في النار ولا يدخل الجنة، لقول الله تعالى: ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط وأعمالهم ولا يحبط العمل إلا بالكفر لقوله تعالى: { ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون } وأما إذا كان كبرا على الخلق وتعاظما على الخلق، لكنه لم يستكبر عن عبادة الله فهذا لا يدخل الجنة دخولا كاملا مطلقا لم يسبق بعذاب بل لابد من عذاب على ما حصل من كبره وعلوائه على الخلق ثم إذا طهر دخل الجنة ولما حدث النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث قال رجل يا رسول الله: الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة يعني فهل هذا من الكبر ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله جميل يحب الجمال جميل في ذاته جميل في أفعاله جميل في صفاته كل ما يصدر عن الله عز وجل فإنه جميل وليس بقبيح بل حسن تستحسنه العقول السليمة، وتستسيغه النفوس . وقوله: يحب الجمال أي يحب التجمل بمعنى أنه يحب أن يتجمل الإنسان في ثيابه وفي نعله وفي بدنه وفي جميع شؤونه لأن التجمل يجذب القلوب إلى الإنسان ويحببه إلى الناس بخلاف التشوه الذي يكون فيه الإنسان قبيحا في شعره أو في ثوبه أو في لباسه فلهذا قال: إن الله جميل يحب الجمال أي يحب أن يتجمل الإنسان . وأما الجمال الخلقي الذي من الله عز وجل فهذا إلى الله سبحانه وتعالى، ليس للإنسان فيه حيلة وليس له فيه كسب، وإنما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما للإنسان فيه كسب وهو التجمل . أما الحديث الثاني فهو حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل عند النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى فقال: كل بيمينك قال: لا أستطيع ما منعه إلا الكبر فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا استطعت لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عرف أنه متكبر، فقال لا استطعت أي دعا عليه بأن الله تعالى يصيبه بأمر لا يستطيع معه رفع يده اليمنى إلى فمه، فلما قال النبي صلى الله عليه وسلم له ذلك أجاب الله دعوته فلم يرفعها إلى فمه بعد ذلك صارت والعياذ بالله قائمة كالعصا، لا يستطيع رفعها لأنه استكبر على دين الله عز وجل . وفي هذا دليل على وجوب الأكل باليمين والشرب باليمين، وأن الأكل باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان وكذلك الشرب باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان لأنه إذا فعل ذلك أي أكل بشماله أو شرب بشماله شابه الشيطان وأولياء الشيطان قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله وإذا نظرنا الآن إلى الكفار وجدنا أنهم يأكلون بيسارهم ويشربون بيسارهم وعلى هذا فالذي يأكل بشماله أو يشرب بشماله متشبه بالشيطان وأولياء الشيطان . ويجب على من رآه أن ينكر عليه، لكن بالتي هي أحسن إما أن يعرض إذا كان يخشى أن يخجل صاحبه أو أن يستنكف ويستكبر فيقول: من الناس من يأكل بشماله أو يشرب بشماله وهذا حرام ولا يجوز . أو إذا معه طالب علم سأل طالب العلم وقال له . ما تقول فيمن يأكل بالشمال ويشرب بالشمال حتى ينتبه الآخر . فإن انتبه فهذا المطلوب، وإن لم ينتبه قيل له - ولو سرا - لا تأكل بشمالك ولا تشرب بشمالك، حتى يعلم دين الله تعالى وشرعه . يوجد بعض المترفين يأكل باليمين ويشرب باليمين، إلا إذا شرب وهو يأكل فإنه يشرب بالشمال يدعى أنه لو شرب باليمين لوث الكأس فيقال له: المسألة ليست هينة وليست على سبيل الاستحباب حتى تقول الأمر هين، بل أنت إذا شربت بالشمال فأنت عاص لأنه محرم والمحرم لا يجوز إلا للضرورة ولا ضرورة للشرب بالشمال خوفا من أن يتلوث الكأس بالطعام . ثم إنه يمكن أن تمسكه بين الإبهام والسبابة من أسفله وحينئذ لا يتلوث والإنسان الذي يريد الخير والحق يسهل عليه فعله، أما المعاند أو المترف أو الذي يقلد أعداء الله من الشيطان وأوليائه فهذا له شأن آخر .

الشَّرْحُ












614 - وعن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا أخبركم بأهل النار ؟ كل عتل جواظ مستكبر متفق عليه، وتقدم شرحه في باب ضعفة المسلمين .
615 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتجت الجنة والنار، فقالت النار: في الجبارون والمتكبرون، وقالت الجنة: في ضعفاء الناس ومساكينهم فقضى الله بينهما إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء وإنك النار عذابي أعذب بك من أشاء ولكليكما علي ملؤها رواه مسلم .
616 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاراه بطرا متفق عليه . هذه أحاديث ساقها المؤلف - رحمه الله - في باب تحريم الكبر والعجب وقد سبق لنا الكلام على الآيات الواردة في هذا، وكذلك الكلام على الأحاديث التي ذكرها المؤلف - رحمه الله تعالى - في هذا الباب . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بأهل النار ؟ وهذا من الأسلوب الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمله أن يورد الكلام على صيغة الاستفهام من أجل أن ينتبه المخاطب ويعي ما يقول فهو يقول: ألا أخبركم الكل سيقول نعم أخبرنا يا رسول الله . قال: كل عتل جواظ مستكبر العتل: معناها الشديد الغليظ، ومنه العتلة التي تحفر بها الأرض، فإنها شديدة غليظة، فالعتل هو الشديد الغليظ، والعياذ بالله . الجواظ: يعني أنه فيه زيادة من سوء الأخلاق والمستكبر - وهذا هو الشاهد - هو الذي عنده كبر - والعياذ بالله - وغطرسة كبر على الحق وكبر على الخلق فهو لا يلين للحق أبدا ولا يرحم الخلق والعياذ بالله . هؤلاء هم أهل النار أما أهل الجنة فهم الضعفاء المساكين الذين ليس عندهم ما يستكبرون به، بل هم دائما متواضعون ليس عندهم كبرياء ولا غلظة لأن المال أحيانا يفسد صاحبه ويحمله على أن يستكبر على الخلق ويرد الحق كما قال تعالى: كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى وكذلك أيضا ذكر حديث احتجاج النار والجنة، احتجت النار والجنة فقالت النار: إن أهلها هم الجبارون المتكبرون وقالت الجنة: إن أهلها هم الضعفاء والمساكين فاحتجت كل واحدة منهما على الأخرى . فحكم الله بينهما عز وجل، وقال في الجنة: أنت رحمتي أرحم بك من أشاء وقال للنار: أنت عذابي أعذب بك من أشاء فصارت النار دار العذاب - والعياذ بالله - والجنة دار الرحمة فهي رحمة الله ويسكنها الرحماء من عباده كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإنما يرحم الله من عبادة الرحماء وقال: ولكل منكما علي ملؤها فوعد الله عز وجل النار ملأها، ووعد الجنة ملأها وهو لا يخلف الميعاد عز وجل . ولكن أتدرون ماذا تكون العاقبة ؟ تكون العاقبة - كما ثبتت بها الأحاديث الصحيحة - أن النار لا يزال يلقى فيها، وهي تقول هل من مزيد كما قال تعالى: { يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } يعني تطلب الزيادة لأنها لم تمتلئ فيضع الرب عز وجل عليها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض أي ينضم بعضها إلى بعض وتقول: قط قط أي حسبي حسبي، لا أريد زيادة فصارت تملأ بهذه الطريقة . أما الجنة: فإن الجنة { عرضها السماوات والأرض } ويسكنها أولياء الله جعلني الله وإياكم منهم، ويسكنها أهلها ويبقى فيها فضل، يعني مكان ليس فيه أحد فينشئ الله لها أقواما فيدخلهم الجنة برحمته . وهذه هي النتيجة، امتلأت النار بعدل الله عز وجل، وامتلأت الجنة بفضل الله ورحمته . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - حديثا في الإنسان المسبل، فقال عليه الصلاة والسلام: لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء وهذه مسألة خطيرة وذلك أن الرجل منهي عن أن ينزل ثوبه أو سرواله أو مشلحه أو إزاره عن الكعب، لابد أن يكون من الكعب فما فوق فمن نزل عن الكعب فإن فعله هذا من الكبائر والعياذ بالله . لأنه إن نزل كبرا وخيلاء فإنه لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب أليم وإن كان نزل لغير ذلك كأن يكون طويلا ولم يلاحظه فأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار فكانت العقوبة حاصل على كل حال فيما نزل عن الكعبين لكن إن كان بطرا وخيلاء فالعقوبة أعظم، لا يكلم الله صاحبه يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم وإن كان غير خيلاء فإنه يعذب بالنار والعياذ بالله . فإذا قال قائل ما هي السنة ؟ قلنا السنة من الكعب إلى منتصف الساق هذه هي السنة، نصف الساق سنة، وما دونه سنة، وما كان إلى الكعبين فهو سنة، لأن هذا هو لبس النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنهم كانوا لا يتجاوز لباسهم الكعبين، ولكن يكون إلى نصف الساق أو يرتفع قليلا وما بين ذلك كله سنة .

الشَّرْحُ












617 - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهذا عذاب أليم: شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر رواه مسلم .
618 - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله عز وجل العز إزاري والكبرياء ردائي، فمن ينازعني في واحد منهما فقد عذبته رواه مسلم .
619 - وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه، مرجل رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة متفق عليه . مرجل رأسه أي ممشطه يتجلجل بالجيمين: أي يغوص وينزل . هذه الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب تحريم الكبر والإعجاب فذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولا ينظر إليهم ثلاثة يعني ثلاثة أصناف وليس المراد ثلاثة رجال بل قد يكونون آلافا من الناس لكن المراد ثلاثة أصناف، وهكذا كلما جاءت كلمة ثلاثة أو سبعة أو ما أشبه ذلك بالمراد أصنافا لا أفرادا . فهؤلاء الثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة، ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم . الأول: شيخ زان يعني رجلا كبيرا مسنا زنى، فهذا لا يكلمه الله يوم القيامة، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه وله عذاب أليم، وذلك لأن الشيخ ليس هناك شهوة تجبره على أن يفعل هذا الفعل فالشاب قد يكون عنده شهوة ويعجز أن يملك نفسه، لكن الشيخ قد بردت شهوته وزالت أو نقصت كثيرا فكونه يزني هذا يدل على أنه - والعياذ بالله - سيئ للغاية لأنه فعل الفاحشة من غير سبب قوي يدفعه إليها . والزنى كله فاحشة سواء من الشاب أو من الشيخ لكنه من الشيخ أشد وأعظم - والعياذ بالله - إلا أن هذا الحديث مقيد بما ثبت في الصحيحين أن من أتى شيئا من هذه القاذورات وأقيم عليه الحد في الدنيا فإن الله تعالى لا يمنع عليه عقوبتين بل يزول عنه ذلك، ويكون الحد تطهيرا له . الثاني: ملك كذاب وكذاب هذه صيغة مبالغة أي كثير الكذب وذلك لأن الملك لا يحتاج إلى أن يكذب كلمته هي العليا بين الناس فلا حاجة إلى أن يكذب فإذا كذب صار يعد الناس، ولكن لا يوفي يقول سأفعل كذا ولكن لا يفعل، سأترك كذا ولكن لا يترك، ويحدث الناس يلعب بعقولهم ويكذب عليهم، فهذا - والعياذ بالله - داخل في هذا الوعيد، لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه ولا يزكيه وله عذاب أليم . والكذب حرام من الملك وغير الملك لكنه من الملك أعظم وأشد لأنه لا حاجة إلى أن يكذب كلمته بين الناس هي العليا فيجب عليه أن يكون صريحا إذا كان يريد الشيء يوافق عليه ويفعل، وإذا كان لا يريده يرفضه ولا يفعل الواحد من الرعية قد يحتاج إلى الكذب فيكذب ولكن الملك لا يحتاج . والكذب حرام ومن صفات المنافقين - والعياذ بالله - فإن المنافق إذا حدث كذب ولا يجوز لأحد أن يكذب مطلقا وقول بعض العامة إن الكذب إذا كان لا يقطع محلا من حلاله فلا بأس به، هذه قاعدة شيطانية ليس لها أساس من الصحة ولا من الدين والصواب أن الكذب حرام بكل حال . الثالث: عائل مستكبر وهذا هو الشاهد من الحديث عائل يعني فقيرا مستكبر يعني يتكبر على الناس - والعياذ بالله - فإن هذا العائل الفقير ليس عنده ما يوجب الكبر، فالغني ربما يخدعه غناه ويغره فيتكبر على عباد الله، أو يتكبر على الحق لكن الفقير حشف وسوء كيلة ما دام فقيرا فكيف يستكبر فالعائل المستكبر هذا لا يكلمه الله يوم القيامة ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم . والكبر حرام من الغني ومن الفقير لكنه من الفقير أشد ولهذا تجد الناس إذا رأوا غنيا متواضعا استغربوا ذلك منه واستعظموا ذلك منه ورأوا أن هذا الغني في غاية الخلق النبيل لكن لو يجدون فقيرا متواضعا لكان من سائر الناس، لأن الفقر يوجب للإنسان أن يتواضع لأنه لأي شيء يستكبر . فإذا جاء إنسان - والعياذ بالله - عائل فقير يستكبر على الخلق أو يستكبر عن الحق فليس هناك ما يوجب الكبرياء في حقه فيكون - والعياذ بالله - داخلا في هذا الحديث . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - فيما ساقه من الأدلة على تحريم الكبر والإعجاب وأنه من كبائر الذنوب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العز إزاري والكبرياء ردائي فمن ينازعني عذبته هذا من الأحاديث القدسية التي يرويها النبي صلى الله عليه وسلم عن الله وهي ليست في مرتبة القرآن فالقرآن له أحكام تخصه منها أنه معجز للبشر عن أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور منه، أو بسورة أو بحديث مثله وأنه لا يجوز للجنب أن يقرأ القرآن وأن الصلاة تصح إذا قرأ المصلي من القرآن بل تجب القراءة بالفاتحة أما الأحاديث القدسية فليست كذلك . ثم القرآن محفوظ لا يزاد فيه ولا ينقص ولا يروى بالمعنى وليس فيه شيء ضعيف أما الأحاديث القدسية فإنها تروى بالمعنى وفيها أحاديث ضعيفة، وفيها أحاديث مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم ليست بصحيحة وهو كثير فالمهم أنها ليست في منزلة القرآن إلا أنه يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه . فالله تعالى يقول: العز إزاري والكبرياء ردائي وهذا من الأحاديث التي تمر كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يتعرض لمعناها بتحريف أو تكييف وإنما يقال هكذا قال الله تعالى فيما رواه النبي صلى الله عليه وسلم عنه فمن نازع الله في عزته وأراد أن يتخذ سلطانا كسلطان الله، أو نازع الله في كبريائه وتكبر على عباد الله فإن الله يعذبه، يعذبه على ما صنع ونازع الله تعالى فيما يختص به . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - حديث أبي هريرة الآخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: بينما رجل يمشي في حلة، تعجبه نفسه، مرجل رأسه يختال في مشيته أي عنده من الخيلاء والكبرياء والغطرسة ما عنده إذ خسف الله به أي: خسف به الأرض فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة يعني انهارت به الأرض وانغمس فيها واندفن فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة لأنه - والعياذ بالله - لما صار عنده هذا الكبرياء وهذا التيه وهذا الإعجاب خسف به . وهذا نظير قارون الذي ذكره المؤلف - رحمه الله - في صدر الباب فإن قارون خرج على قومه في زينته: قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم، وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون، فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين وقوله: يتجلجل في الأرض يحتمل أنه يتجلجل وهو حي حياة دنيوية، فيبقى هكذا معذبا إلى يوم القيامة معذبا وهو في جوف الأرض وهو حي، فيتعذب كما يتعذب الأحياء، ويحتمل أنه لما اندفن مات كما هي سنة الله عز وجل، مات ولكن مع ذلك يتجلجل في الأرض وهو ميت فيكون تجلجله هذا تجلجلا برزخيا لا تعلم كيفيته، والله أعلم المهم أن هذا جزاؤه والعياذ بالله . وفي هذا: وما قبله وما يأتي بعده دليل على تحريم الكبر وتحريم الإعجاب وأن الإنسان يجب أن يعرف قدر نفسه وينزلها منزلتها .


الشَّرْحُ
















620 - وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما أصابهم رواه الترمذي وقال: حديث حسن . يذهب بنفسه أي يرتفع ويتكبر . في هذا الحديث الأخير في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم حذر الإنسان من أن يعجب بنفسه، فلا يزال في نفسه يترفع ويتعاظم حتى يكتب من الجبارين، فيصيبه ما أصابهم والجباورن - والعياذ بالله - لو لم يكن من عقوبتهم إلا قول الله تبارك وتعالى: كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار لكان عظيما . فالجبار - والعياذ بالله - يطبع على قلبه حتى لا يصل إليه الخير، ولا ينتهي عن الشر . وخلاصة هذا الباب أنه يدور على شيئين: الأول تحريم الكبر وأنه من كبائر الذنوب . والثاني تحريم الإعجاب إعجاب الإنسان بنفسه فإنه أيضا من المحرمات وربما يكون سببا لحبوط العمل إذا أعجب الإنسان بعبادته أو قراءته القرآن أو غير ذلك ربما يحبط أجره وهو لا يعلم .


الشَّرْحُ




باب حسن الخلق
قال الله تعالى: { وإنك لعلى خلق عظيم } وقال تعالى: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } .
621 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحسن الناس خلقا متفق عليه . قال الحافظ النووي - رحمه الله - باب حسن الخلق يعني باب الحث عليه، وفضيلته، وبيان من اتصف به من عباد الله، وحسن الخلق يكون مع الله ويكون مع عباد الله . أما حسن الخلق مع الله فهو: الرضا بحكمه شرعا وقدرا وتلقى ذلك بالانشراح وعدم التضجر، وعدم الأسى والحزن، فإذا قدر الله على المسلم شيئا يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر وقال بلسانه وقبله: رضيت بالله ربا، وإذا حكم الله عليه بحكم شرعي رضي واستسلم، وانقاد لشريعة الله عز وجل بصدر منشرح ونفس مطمئنة فهذا حسن الخلق مع الله عز وجل . أما مع الخلق: فيحسن الخلق معهم بما قاله بعض العلماء، كف الأذى وبذل الندي وطلاقة الوجه . كف الأذى: بألا يؤذي الناس لا بلسانه ولا بجوارحه وبذل الندي: يعني العطاء فيبذل العطاء من مال وعلم وجاه وغير ذلك وطلاقة الوجه، بأن يلاقي الناس بوجه منطلق ليس بعبوس ولا مصعر خده وهذا هو حسن الخلق . ولا شك أن الذي يفعل هذا، فيكف الأذى ويبذل الندي ويجعل وجهه منطلقا، لا شك أنه سيصبر على أذى الناس أيضا فإن الصبر على أذى الناس لا شك أنه من حسن الخلق فإن من الناس من يؤذي أخاه وربما يعتدي عليه بما يضره بأكل ماله أو جحد حق له أو ما أشبه ذلك فيصبر ويحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى، والعاقبة لمتقين وهذا كله من حسن الخلق مع الناس . ثم صدر المؤلف - رحمه الله - هذا الباب بقوله تعالى مخاطبا نبيه صلى الله عليه وسلم: وإنك لعلى خلق عظيم وهذا معطوف على جواب القسم { ن والقلم وما يسطرون، ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وإن لك لأجرا غير ممنون، وإنك لعلى خلق عظيم } إنك يعني يا محمد لعلى خلق عظيم لم يتخلق أحد بمثله في كل شيء خلق مع الله خلق مع عباد الله في الشجاعة والكرم وحسن المعاملة وفي كل شيء وكان عليه الصلاة والسلام خلقه القرآن يتأدب بآدابه ويمتثل أوامره يجتنب نواهيه . ثم ساق المؤلف جزءا من آية آل عمران في قوله: { والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس } وهذه من صفات المتقين الذين أعد الله لهم الجنة، كما قال تعالى: { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين } . { والكاظمين الغيظ } يعني الذين يكتمون غضبهم فإذا غضب ملك نفسه وكظم غيظه ولم يتعد على أحد بموجب هذا الغضب . { والعافين عن الناس } إذا أساءوا إليهم { والله يحب المحسنين } فإن من الإحسان أن تعفو عمن ظلمك ولكن العفو له محل إن كان المعتدى أهلا للعفو فالعفو محمود وإن لم يكن أهلا للعفو فإن العفو ليس بمحمود لأن الله تعالى قال في كتابه: { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } فلو أن رجلا اعتدى عليك بضربك أو أخذ مالك أو إهانتك أو ما أشبه ذلك، فهل الأفضل أن تعفو عنه أم لا . نقول في هذا تفصيل: إن كان الرجل شريرا سيئا إذا عفوت عنه ازداد في الاعتداء عليك وعلى غيرك فلا تعف عنه، خذ حقك منه بيدك إلا أن تكون تحت ولاية شرعية فترفع الأمر إلى من له الولاية الشرعية، وإلا فتأخذه بيدك ما لم يترتب على ذلك ضرر أكبر . والمهم أنه إذا كان الرجل المعتدي سيئا شريرا فهذا ليس أهل للعفو فلا يعف عنه بل الأفضل أن تأخذ بحقك لأن الله يقول: { فمن عفا وأصلح } والعفو في مثل هذه الحال ليس بإصلاح أما إذا كان الرجل حسن الخلق لكن بدرت منه هذه الإساءة فالأفضل العفو عنه { فمن عفا وأصلح فأجره على الله } والنفس ربما تأمرك أن تأخذ بحقك، ولكن كما قلت إذا كان الإنسان أهلا للعفو فالأفضل أن تعفو عنه وإلا فلا .

الشَّرْحُ











622 - وعنه قال: ما مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا شممت رائحة قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته ؟ ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا ؟ متفق عليه .
623 - وعن الصعب بن جثامة رضي الله عنه قال أهديت رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وحشيا فرده علي فلما رأى ما في وجهي قال: إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم متفق عليه . ذكر المؤلف الحافظ النووي - رحمه الله - في باب حسن الخلق ما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال ما مسست حريرا ولا ديباجا ألين من يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أنس بن مالك رضي الله عنه قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين جاءت به أمه حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فقالت يا رسول الله، هذا أنس بن مالك يخدمك فقبل صلى الله عليه وسلم أن يخدمه ودعا له أن يبارك الله له في ماله وولده فبارك الله في ماله وولده حتى قيل إنه كان له بستان يثمر في السنة مرتين من بركة المال الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم به أما أولاده من صلبه فبلغوا مائة وعشرين ولدا كل هذا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه ما مس ديباجا ولا حريرا ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت يده صلى الله عليه وسلم لينة إذا مسها الإنسان فإذا هي لينة . وكما ألان الله يده فقد ألان الله سبحانه وتعالى قلبه، قال الله تعالى: فبما رحمة من الله لنت لهم يعني صرت لينا لهم { ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله } وكذلك أيضا رائحته صلى الله عليه وسلم ما شم طيبا قط أحسن من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه الصلاة والسلام طيب الريح كثير استعمال الطيب، قال: حبب إلي من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة هو نفسه طيب صلى الله عليه وسلم حتى كان الناس يتبادرون إلى أخذ عرقه صلى الله عليه وسلم من حسنه وطيبه ويتبركون بعرقه لأن من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم أننا نتبرك بعرقه وبريقه وبثيابه أما غير الرسول فلا يتبرك بعرقه ولا بثيابه ولا بريقه . يقول ولقد خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط يعني ما تضجر منه أبدا عشر سنوات يخدمه ما تضجر منه، والواحد منا إذا خدمه أحد، أو صاحبه أحد لمدة أسبوع أو نحوه لابد أن يجد منه تضجرا لكن الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات وهذا الرجل يخدمه ومع ذلك ما قال له أف قط . ولا قال لشيء فعلته لما فعلت كذا ؟ حتى الأشياء التي يفعلها أنس اجتهادا منه ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤنبه أو يوبخه أو يقول لما فعلت كذا، مع أنه خادم وكذلك ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ فكان عليه الصلاة والسلام يعامله بما أرشده الله سبحانه وتعالى إليه في قوله: { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } أتدرون ما العفو ؟ العفو ما عفا من أخلاق الناس وما تيسر يعني خذ من الناس ما تيسر ولا تريد أن يكون الناس لك على ما تريد في كل شيء من أراد أن يكون الناس له على ما يريد في كل شيء فاته كل شيء ولكن خذ ما تيسر عامل الناس بما إن جاءك قبلت وإن فاتك لم تغضب ولهذا قال: ما قال لشيء لم أفعله لم لم تفعل كذا وكذا ؟ وهذا من حسن خلقه عليه الصلاة والسلام . ومن حسن خلقه صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يداهن الناس في دين الله، ولا يفوته أن يطيب قلوبهم فالصعب بن جثامة رضي الله عنه مر به النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم محرم وكان الصعب بن جثامة عداء راميا، عداء يعني سبوقا راميا يعني يجيد الرمي . فلما نزل به النبي صلى الله عليه وسلم ضيفا رأى أنه لا أحد أكرم ضيفا منه، فذهب يصيد للرسول صلى الله عليه وسلم صيدا، فصاد له حمارا وحشيا وكان في الجزيرة العربية في ذلك الوقت كثير من الصيد، لكنها قلت: صاد له حمارا وحشيا وجاء به إليه فرده النبي صلى الله عليه وسلم فصعب ذلك على الصعب، كيف يرد النبي صلى الله عليه وسلم هديته ؟ فتغير وجهه فلما رأى ما في وجهه طيب قلبه وقال: إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم يعني محرمون والمحرم لا يأكل من الصيد الذي صيد من أجله . فلو أن محرما مر بك وأنت في بلدك وهو محرم وصدت له صيدا أو ذبحت له صيدا عندك فإنه لا يحل له أن يأكل منه، وذلك لأنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله أما إذا لم تصده من أجله فالصحيح أنه حلال له . ولهذا أكل النبي صلى الله عليه وسلم من الصيد الذي صاده أبو قتادة رضي الله عنه لأن أبا قتادة لم يصده من أجل الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا أحسن ما قيل في هذه المسألة أنه إذا صيد الصيد من أجل المحرم كان حراما عليه، وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس على أن بعض العلماء قال: إن المحرم لا يأكل من الصيد مطلقا صيد من أجله أم لم يصد قالوا لأن حديث الصعب بن جثامة متأخر عن حديث أبي قتادة فإن حديث أبي قتادة كان في غزوة الحديبية في السنة السادسة، وحديث الصعب بن جثامة في حجة الوداع في السنة العاشرة ويؤخذ بالآخر فالآخر . ولكن القاعدة الأصولية الحديثية تأبى هذا القول لأنه لا يصار إلى النسخ إلا إذا تعذر الجمع، فإذا أمكن الجمع فلا نسخ والجمع هنا ممكن وهو أن يقال إن صيد لأجل المحرم فحرام وإن صاده الإنسان لنفسه وأطعم منه المحرم فلا بأس . ويؤيد هذا حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صيد البر حلال لكم ما لم تصيدوه أو يصد لكم وهذا تفصيل واضح ما لم تصيدوه أو يصد لكم . الحاصل أن هذا الحديث حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه فيه فائدتان عظيمتان: الأولى: أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يداهن أحدا في دين الله، وإلا لكان قبل الهدية من الصعب وسكت إرضاء له ومداهنة له، لكنه عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن يفعل هذا . الثانية: أنه ينبغي للإنسان أن يجبر خاطر أخيه إذا فعل معه ما لا يحب ويبين السبب لأجل أن تطيب نفسه، ويطمئن قلبه، فإن هذا من هدى النبي صلى الله عليه وسلم .

الشَّرْحُ












624 - وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس رواه مسلم .
625 - وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا متفق عليه .
626 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح البذي هو الذي يتكلم بالفحش ورديء الكلام . هذه الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب حسن الخلق وقد سبق شيء من هذه الأحاديث أما حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البر حسن الخلق وقد تقدم شرح هذه الجملة وبينا أن حسن الخلق يحصل فيه الخير الكثير لأن البر هو الخير الكثير وأما الإثم فقال هو: ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس يعني بما حاك في النفس: ما لم تطمئن إليه نفسك، بل ترددت فيه وكرهت أن يطلع عليه الناس . ولكن هذا خطاب للمؤمن أما الفاسق فإن الإثم لا يحيك في صدره ولا يهمه أن يطلع عليه الناس بل يجاهر به ولا يبالي لكن المؤمن لكون الله سبحانه وتعالى قد أعطاه نورا في قلبه إذا هم بالإثم حاك في صدره وتردد فيه، وكره أن يطلع عليه الناس فهذا الميزان إنما هو في حق المؤمنين . أما الفاسقون فإنهم لا يهمهم أن يطلع الناس على آثامهم ولا تحيك الآثام في صدورهم بل يفعلونها - والعياذ بالله - بانطلاق وانشراح لأن الله سبحانه وتعالى يقول: أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فقد يزين للإنسان سوء العمل فينشرح له صدره مثل ما نرى من أهل الفسق الذين يشربون الخمر، وتنشرح صدورهم له، والذين يتعاملون بالربا وتنشرح صدورهم لذلك والذين يتعودون العهر والزنا وتنشرح صدورهم لذلك، ولا يبالون بهذا بل ربما إذا فعلوا ذلك سرا ذهبوا يشيعونه ويعلنونه مثل ما يوجد من بعض الفساق إذا ذهبوا إلى البلاد الخارجية الماجنة الفاجرة ورجعوا، قاموا يتحدثون فعلت كذا وفعلت كذا يعني أنهم زنوا والعياذ بالله - وشربوا الخمر وما أشبه ذلك . وفي هذه الأحاديث بيان صفة الرسول صلى الله عليه وسلم وأنه لم يكن فاحشا ولا متفحشا يعني أنه صلى الله عليه وسلم بعيد عن الفحش طبعا وكسبا، فلم يكن فاحشا في نفسه ولا في غريزته بل هو لين سهل ولم يكن متفحشا أي متطبع بالفحشاء بل كان صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عن الفحش في مقاله وفي فعاله صلى الله عليه وسلم . وفيه أيضا: الحث على حسن الخلق وأنه من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة، وهذا من باب الترغيب فيه، فعليك يا أخي المسلم أن تحسن خلقك مع الله عز وجل في تلقي أحكامه الكونية الشرعية بصدر منشرح منقاد راض مستسلم وكذلك مع عباد الله فإن الله تعالى يحب المحسنين .

الشَّرْحُ





627 -
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 189 – إلى 199 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 112 – إلى 120 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 627 – إلى 637 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 318 – إلى 341 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: