منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع ---   آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 9:22 pm

637 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا متفق عليه . هذا الحديث ذكره النووي - رحمه الله - في باب الحلم والرفق والأناة في كتابه رياض الصالحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا هذه أربع جمل الأولى قوله: يسروا يعني اسلكوا ما فيه اليسر والسهولة سواء كان فيما يتعلق بأعمالكم أو معاملاتكم مع غيركم ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم من هديه أنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس عنه . فأنت اختر الأيسر لك حتى في كل أحوالك حتى في العبادات وفي المعاملات مع الناس، وفي كل شيء لأن اليسر هو الذي يريده الله عز وجل منا ويريده بنا: يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ فمثلا إذا كان لك طريقان إلى المسجد أحدهما صعب فيه حصى وأحجار وأشواك والثاني سهل فالأفضل أن تسلك الأسهل وإذا كان هناك ماءان وأنت في الشتاء وكان أحدهما بارد يؤلمك والثاني ساخن ترتاح له فالأفضل أن تستعمل الساخن لأنه أيسر وأسهل وإذا كان يمكن أن تحج على سيارة أو تحج على بعير والسيارة أسهل فالحج على السيارة أفضل . فالمهم أنه كل ما كان أيسر فهو أفضل ما لم يكن إثما لأن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقول: كان الرسول صلى الله عليه وسلم ما خير بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما أما إذا كان فعل العبادة لا يتأتى إلا بمشقة وهذه المشقة لا تسقطها عنك ففعلتها على مشقة فهذا أجر يزداد لك، فإن إسباغ الوضوء على المكاره مما يرفع الله به الدرجات ويكفر به الخطايا لكن كون الإنسان يذهب إلى أصعب مع إمكان الأسهل هذا خلاف الأفضل فالأفضل اتباع الأسهل في كل شيء . وانظر إلى الصوم قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وفي حديث آخر وأخروا السحور لماذا ؟ لأن تأخير السحور أقوى على الصوم مما لو تقدم والمبادرة بالفطر أسهل وأيسر على النفس لاسيما مع طول النهار وشدة الظمأ فهذا وغيره من الشواهد يدل على أن الأيسر أفضل فأنت يسر على نفسك كذلك أيضا في مزاولة الأعمال فإذا رأيت أنك إذا سلكت هذا العمل فهو أسهل وأقرب ويحصل به المقصود فلا تتعب نفسك في أعمال أخرى أكثر من اللازم وأنت لا تحتاج إليها، بل افعل ما هو أسهل في كل شيء وهذه قاعدة أن اتباع الأسهل والأيسر هو الأرفق بالنفس والأفضل عند الله . ولا تعسروا يعني لا تسلكوا طرق العسر لا في عبادتكم ولا في معاملاتكم ولا في غير ذلك فإن هذا منهي عنه فلا تعسر ولهذا لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا واقفا في الشمس سأل عنه قالوا يا رسول الله هو صائم نذر أن يصوم ويقف في الشمس فنهاه وقال له لا تقف في الشمس لأن هذا فيه عسر على الإنسان ومشقة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول لا تعسر . وبشروا يعني اجعلوا طريقكم دائما البشارة بشروا أنفسكم وبشروا غيركم يعني إذا عملت عملا فاستبشر وبشر نفسك فإذا عملت عملا صالحا فبشر نفسك بأنه سيقبل منك إذا اتقيت الله فيه لأن الله يقول: { إنما يتقبل الله من المتقين } وإذا دعوت الله فبشر نفسك أن الله يستجيب لك لأن الله سبحانه وتعالى يقول: { ادعوني أستجب لكم } ولهذا قال بعض السلف من وفق للدعاء فليبشر بالإجابة، لأن الله قال: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } فأنت بشر نفسك في كل عمل . وهذا يؤيده النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره الطيرة ويعجبه الفأل لأن الإنسان إذا تفاءل نشط واستبشر وحصل له خير وإذا تشاءم فإنه يتحسر وتضيق نفسه ولا يقدم على العمل، ويعمل وكأنه مكره فأنت بشر نفسك كذلك بشر غيرك فإذا جاءك إنسان قال فعلت كذا وفعلت كذا وهو خائف فبشره وأدخل عليه السرور . لاسيما في عيادة المريض فإذا عدت مريضا فقل له أبشر بالخير وأنت على خير ودوام الحال من المحال والإنسان عليه أن يصبر ويحتسب ويؤجر على ذلك . وما أشبه ذلك وبشره قائلا أنت اليوم وجهك طيب وما أشبه ذلك لأنك بهذا تدخل عليه السرور وتبشره فأنت اجعل طريقك هكذا فيما تعامل به نفسك وفيما تعامل به غيرك الزم البشارة تدخل السرور على نفسك وتدخل السرور على غيرك فهذا هو الخير . ولا تنفروا يعني لا تنفروا الناس عن الأعمال الصالحة ولا تنفروهم عن الطرق السليمة بل شجعوهم عليها حتى في العبادات لا تنفروهم . ومن ذلك أن يطيل الإمام بالجماعة أكثر من السنة فإن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان إذا صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ذهب إلى قومه فصلى بهم تلك الصلاة فدخل يوما من الأيام في الصلاة فشرع في سورة طويلة فانصرف رجل وصلى وحده فقيل نافق فلان فذهب الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم ثم إن معاذا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أفتان أنت يا معاذ وكذلك الرجل الآخر قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليخفف فالتنفير لا ينبغي فلا تنفر الناس بل لن لهم حتى في الدعوة إلى الله عز وجل لا تدعهم إلى الله دعوة منفر لا تقل إذا رأيت إنسانا على خطأ يا فلان أنت خالفت أنت عصيت أنت فيك .. . إلى آخره هذا ينفرهم ويزيدهم في التمادي في المعصية ولكن ادعهم بهون ولين حتى يألفك ويعرف ما تدعو إليه وبذلك تمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: بشروا ولا تنفروا فخذ هذا الحديث أيها الأخ رأس مال لك يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا سر إلى الله عز وجل على هذا الأصل، وعلى هذا الطريق، وسر مع عباد الله على ذلك تجد الخير كله .

الشَّرْحُ


638 - وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يحرم الرفق يحرم الخير كله رواه مسلم .
639 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب فردد مرارا قال: لا تغضب رواه البخاري . ذكر المؤلف - رحمه الله - حديثا فيه الأمر بالرفق والحث عليه حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يحرم الرفق يحرم الخير كله يعنى أن الإنسان إذا حرم الرفق في الأمور فيما يتصرف فيه لنفسه وفيما يتصرف فيه مع غيره فإنه يحرم الخير كله أي فيما يتصرف فيه فإذا تصرف الإنسان بالعنف والشدة فإنه يحرم الخير فيما فعل . وهذا شيء مجرب ومشاهد أن الإنسان إذا صار يتعامل بالعنف والشدة فإنه يحرم الخير ولا ينال الخير وإذا كان يتعامل بالرفق والحلم والأناة وسعة الصدر حصل على خير كثير وعلى هذا فينبغي للإنسان الذي يريد الخير أن يكون دائما رفيقا حتى ينال الخير . أما حديث أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله أوصني قال: لا تغضب فردد مرارا وهو يقول أوصني فقال: لا تغضب والمعني لا تكن سريع الغضب يستثيرك كل شيء بل كن مطمئنا متأنيا لأن الغصب جمرة يلقيها الشيطان في قلب الإنسان حتى يغلي القلب ولهذا تنتفخ الأوداج - عروق الدم - وتحمر العين ثم ينفعل الإنسان حتى يفعل شيئا يندم عليه . وإنما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل ألا يغضب دون أو يوصيه بتقوى الله أو بالصلاة أو بالصيام أو ما أشبه ذلك لأن حال هذا الرجل تقتضي ذلك، ولهذا أوصى غيره بغير هذا الشيء أوصى أبا هريرة أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، وأن يوتر قبل أن ينام وأوصى أبا الدرداء بمثل ذلك أما هذا فأوصاه ألا يغضب وأوصاه ألا يغضب لأن النبي صلى الله عليه وسلم علم من حاله أنه غضوب كثير الغضب فذلك قال: لا تغضب . والغضب يحمل الإنسان على أن يقول كلمة الكفر، أو أن يطلق زوجته، أو أن يضرب أمه، أو أن يعق أباه كما هو مشاهد ومعلوم، ثم تجد الإنسان من حين أن يتصرف يبرد ثم يندم ندما عظيما وما أكثر الذين يسألون: غضبت على زوجتي فطلقتها ثلاثا وما أشبه ذلك فأنت لا تغضب . لا تغضب فإن الغضب لا شك أنه يوثر على الإنسان حتى يتصرف تصرف المجانين . ولهذا قال بعض العلماء إن الإنسان إذا غضب غضبا شديدا حتى لا يدري ما يقول، فإنه لا عبرة بقوله لا أثر لقوله إن كان طلاقا فإن امرأته لا تطلق، وإن كان دعاء فإنه لا يستجاب لأنه يتكلم بدون عقل وبدون تصور نسأل الله لنا وللمسلمين العافية والسلامة .

الشَّرْحُ

640 - وعن أبي يعلى شداد بن أوس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته رواه مسلم . نقل المؤلف - رحمه الله - في كتابه رياض الصالحين في باب الحلم والرفق والأناة في سياق الأحاديث الواردة في ذلك نقل عن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة كتبه على كل شيء يعني كتب الإحسان في كل شيء أي أن الله عز وجل شرع الإحسان في كل شيء حتى في القتل وحتى في الذبح وفي غير ذلك من الأمور عليك أن تكون محسنا لما تقوم به . فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وذلك لأن إزهاق النفوس يكون بالقتل أحيانا وبالذبح أحيانا . فالذبح والنحر يكونان فيما يحل أي فيما يؤكل ويكون النحر للإبل والذبح فيما سواها والنحر يكون في أسفل الرقبة مما يلي الصدر، والذبح يكون في أعلى الرقبة مما يلي الرأس ولابد في الذبح والنحر من قطع الودجين وهما العرقان الغليظان اللذان يجري منهما الدم إلى بقية البدن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكلوا ولا ينهر الدم إلا قطع الودجين فالشرط في حل المذكى أو المنحور أن يقطع الودجان أما الحلقوم الذي هو مجرى النفس، والمريء الذي هو مجرى الطعام فقطعهما أكمل في الذبح والنحر، ولكن ليس ذلك بشرط . أما القتل فيكون فيما لا يحل أكله فيما أمر بقتله وفيما أبيح قتله ومما أمر بقتله الفأر وكذلك العقرب وكذلك الحية وكذلك الكلب العقور فتقتل هذه الأشياء وكذلك كل مؤذ فإنه يقتل . وعند العلماء قاعدة تقول ما آذى طبعا قتل شرعا يعني ما كان طبيعته الأذى فإنه يقتل شرعا وما لم يؤذ طبعا ولكنه صار منه أذية فلك قتله، لكن هذا الأخير مقيد فلو آذاك النمل في البيت فصار يحفر البيت ويفسده فلك قتله وإن كان منهيا عنه في الأصل لكن إذا آذاك فلك قتله وكذلك غيره ما لا يؤذي طبعا ولكن تعرض منه الأذية فاقتله إذا لم يندفع إلا بالقتل . فمثلا إذا أردت أن تقتل فأرة وقتلها مستحب فأحسن القتلة اقتلها بما يزهق روحها حالا ولا تؤذها ومن أذيتها ما يفعله بعض الناس حيث يضع لها شيئا لاصقا تلتصق به، ثم يدعها تموت جوعا وعطشا وهذا لا يجوز فإذا وضعت هذا اللاصق فلابد أن تكرر مراجعته ومراقبته حتى إذا وجدت فيه شيئا لاصقا قتلته . أما أن تترك هذا اللاصق يومين أو ثلاثة وتقع فيه الفأرة وتموت عطشا أو جوعا فإنه يخشى عليك أن تدخل النار بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت النار امرأة في هرة حبستها حتى ماتت لا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض المهم أن ما يشرع قتله فاقتله بأقرب ما يكون من إهلاكه وإتلافه، ومن ذلك الوزغ الذي يسمي السام الأبرص ويسمى البرصي أيضا اقتله واحرص على أن تقتله بأن يموت في أول مرة فهو أفضل وأعظم أجرا وأيسر له، وكذلك بقية الأشياء التي تقتل . ومن ذلك من يقتل قصاصا لكن الذي يقتل قصاصا فإنه يفعل به كما فعل بالمقتول ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع إليه قضية امرأة أتاها يهودي، وكان معها حلي فقتلها وأخذ الحلي لكن كيف قتلها ؟ وضع رأسها على حجر وقتلها بحجر ثان فرض رأسها بين حجرين . فأتى إليها وفيها رمق من حياة فقيل لها من قتلك حتى ذكروا اليهودي فأشارت برأسها أن نعم فأخذوا اليهودي فاعترف فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يرض رأسه بين حجرين فوضع رأسه على حجر ثم ضرب بالحجر الثاني حتى مات لأن هذا قصاص والله عز وجل يقول: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ لكن لو وجب قتله بالحرابة يعني أنه صار يقطع الطريق على الناس يأخذ الأموال ويقتل الناس فهذا يقتل لكن يقتل بالسيف إلا إذا كان قد مثل بمن قتله فيمثل به حسبما فعل فيفعل به كما فعل . فإن قال قائل ما تقولون في الرجل إذا زنا وهو محصن فإنه يرجم بالحصى أي الحجر الصغير حتى يموت وهذا يؤلمه ويؤذيه قبل أن يموت فهل يعارض ذلك هذا الحديث ؟ فالجواب لا . لا يعارضه لأنه يحمل على أحد أمرين: الأول: إما أن يراد بإحسان القتلة ما وافق الشرع وحينئذ يكون الرجم من إحسان القتلة لأنه موافق للشرع . والثاني: إما أن يقال هذا مستثنى دلت عليه السنة بل دل عليه القرآن الذي نسخ لفظه وبقى حكمه ودل عليه صريح السنة . فالزاني المحصن الذي تزوج وجامع زوجته إذا زنا - والعياذ بالله - فإنه يؤتى به وتؤخذ حجارة صغيرة أقل من البيضة ومثل التمرة تقريبا أو أكبر قليلا ويرجم حتى يموت ويتقي المقاتل يعني لا يضرب في موضع يموت به سريعا بل يضرب على ظهره وبطنه وما أشبه ذلك حتى يموت لأن هذا هو الواجب . والحكمة من هذا أن البدن الذي تلذذ بالشهوة المحرمة عمت الشهوة جميع بدنه فمن الحكمة أن تعم العقوبة جميع بدنه وهذا من حكمة الله عز وجل ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: وليحد أحدكم شفرته اللام هنا للأمر ويحد يعني يجعلها حديدة سريعة القطع والشفرة السكين . يعني إذا أردت أن تذبح فاذبح بسكين مشحوذة أي مسنونة بحيث يكون ذلك أقرب إلى القطع بدون ألم وليرح ذبيحته هذا أمر زائد على شحذ الشفرة وذلك بأن يقطع بقوة فيضع السكين على الرقبة ثم يجرها بقوة حتى يكون ذلك أسرع من كونه يجرها مرتين أو ثلاث وبعض الناس يوفقه الله من مرة واحدة يقطع الودجين والحلقوم والمريء لأنه يأخذ السكين بقوة وتكون السكين جيدة مشحوذة فيسهل على الذبيحة أو المنحورة الموت . ومن إراحة الذبيحة أن تضع رجلك على رقبتها وتمسك الرأس باليد اليسرى وتذبح باليمنى وحينئذ تكون مضطجعة على الجنب الأيسر ودع القوائم اليدين والرجلين وخلها تتحرك بسهولة لأنك إذا أمسكت بها فإن هذا ضغط عليها، وإذا تركتها تحرك يديها ورجليها كان هذا أيسر لها، وهناك أيضا فائدة من ذلك وهي تفريغ الدم بهذه الحركة، لأنه مع الحركة والاضطراب يتفرغ الدم أكثر وكلما تفرغ فهو أحسن . وأما ما يفعله بعض العامة من أنه يأخذها بيدها اليسرى ويلويها على عنقها ثم يبرك على قوائمها الثلاث رجل ويمسك بها حتى لا تتحرك أبدا فهذا خلاف السنة والسنة أن تضع الرجل على الرقبة ثم تدع القوائم تتحرك لأن ذلك أيسر لها وأشد تفريغا للدم فالشاهد من هذا الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: إذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة فإن هذا من الرفق ولننتبه إلى أن الإنسان إذا قتل بحد يعني قتل وهو ذان أو قتل قصاصا فإنه يصلى عليه ويدعى له بالرحمة والعفو مثل سائر المسلمين لعل الله أن يعفو عنه ويرحمه أما من قتل كافرا مرتدا فإنه لا يدعى له بالرحمة ولا يغسل مثل أن يقتل إنسان لا يصلي فإنه يقتل مرتدا كافرا فلا يغسل ولا يكفن ولا يصلي عليه، ولا يدفن مع المسلمين ولا يدعى له بالرحمة ومن دعا بالرحمة فإنه آثم متبع غير سبيل المؤمنين ، لقول الله تعالى: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُواْ أُوْلِي قُرْبَى مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ } .

الشَّرْحُ

باب العفو والإعراض عن الجاهلين
قال الله تعالى: { خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ } . وقال تعالى: { فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } وقال تعالى: { وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ } . وقال تعالى: { وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } . وقال تعالى: { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ } . والآيات في الباب كثيرة معلومة .



643 - وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال: لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله تعالى قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فناداني ملك الجبال فسلم علي ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال وقد بعثني ربي إليك لتأمرني بأمرك فما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا متفق عليه . الأخشبان الجبلان المحيطان بمكة والأخشب هو الجبل الغليظ . قال المؤلف النووي في كتابه رياض الصالحين باب العفو والإعراض عن الجاهلين ثم ساق آيات تكلمنا عليها سابقا في أبواب سبقت . ثم ذكر حديث عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم هل مر عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ لأن يوم أحد كان شديدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويوم أحد كان غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم حين تجمعت قريش لغزوه لينتقموا من النبي صلى الله عليه وسلم فيما حصل من قتل زعمائهم في بدر لأنه قتل في بدر - وهي في السنة الثانية من الهجرة - من زعمائهم أناس لهم شرف وجاه في قريش . وفي شوال من السنة التي تلتها وهي الثالثة من الهجرة اجتمعت قريش فجاءوا إلى المدينة ليغزوا النبي صلى الله عليه وسلم ولما سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه هل يخرج إليهم أم يبقى بالمدينة فإذا دخلوا المدينة قاتلهم فأشار عليه الشباب والذين لم يحضروا بدرا أن يخرج إليهم، فخرج إليهم صلى الله عليه وسلم في نحو ألف مقاتل . إلا أنه انخذل نحو ثلث الجيش لأنهم كانوا منافقين والعياذ بالله وقالوا لو نعلم قتالا لاتبعناك فبقى النبي صلى الله عليه وسلم في نحو سبعمائة نفر، ورتبهم النبي صلى الله عليه وسلم أحسن ترتيب في سفح جبل أحد وحصل القتال وانهزم المشركون في أول النهار وبدأ المسلمون يجمعون الغنائم . وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل على ثغر الجبل خمسين رجلا راميا يحمون ظهور المسلمين ولما رأى هؤلاء الرماة أن المسلمين هزموا المشركين وصاروا يجمعون الغنائم قالوا لننزل من هذا الجبل نساعد المسلمين على جمع الغنائم هكذا ظنوا فذكرهم أميرهم عبد الله بن جبير بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وضعهم في هذا المكان قال لا تبرحوا مكانكم ولا تتعدوه سواء لنا أو علينا لكنهم - عفا الله عنهم - تعجلوا ونزل أكثرهم . فلما رأى فرسان قريش مكان الرماة خاليا كروا على المسلمين من الخلف ومنهم خالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل اللذان أسلما فيما بعد وصارا فارسين من فوارس المسلمين وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . فدخلوا على المسلمين من خلفهم واختلطوا بهم، واستشهد من المسلمين سبعون رجلا على رأسهم أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويجله . وحصل للنبي صلى الله عليه وسلم ما حصل ضربوا وجهه وشجوه وصار الدم ينزف على وجهه وفاطمة رضي الله عنها تغسل الدم حتى إذا لم يتوقف أحرقت حصيرا يعني خصيفا من سعف النخل ودرته عليه حتى وقف وكسروا رباعيته صلى الله عليه وسلم وحصل من البلاء ما حصل . حصل بلاء عظيم قال الله تعالى فيه: أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ فما دام الأمر بإذنه فهو خير وحصل في هذا ما حصل من الشدة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه وحملوا الشهداء إلى المدينة ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يردوا إلى مصارعهم إلى المكان الذي استشهدوا فيه ودفنوا هناك ليخرجوا يوم القيامة من هذا المكان الذي استشهدوا فيه رضي الله عنهم وأرضاهم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما سألته: هل مر عليك يوم أشد من يوم أحد ؟ قال: نعم وذكر لها قصة ذهابه إلى الطائف لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما دعا قريشا في مكة ولم يستجيبوا له خرج إلى الطائف ليبلغ كلام الله عز وجل ودعا أهل الطائف لكن كانوا أسفه من أهل مكة، حيث اجتمعوا هم وسفهاؤهم وصاروا صفين متقابلين في طريق النبي صلى الله عليه وسلم وجعلوا يرمونه بالحجارة يرمونه بالحصى حتى أدموا عقبه صلى الله عليه وسلم وخرج مغموما مهموما . ولم يفق صلى الله عليه وسلم إلا وهو في قرن الثعالب فأظلته غمامة فرفع رأسه، فإذا في هذه الغمامة جبريل عليه السلام وقال له هذا ملك الجبال يقرؤك السلام فسلم عليه وقال إن ربي أرسلني فإن شئت أن أطبق عليهم - يعني الجبلين - فعلت . ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لحلمه وبعد نظره وتأنيه في الأمر قال: لا، لأنه لو أطبق عليهم الجبلين هلكوا فقال: لا وإني لأرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا وهذا الذي حصل أن الله قد أخرج من أصلاب هؤلاء المشركين الذين آذوا الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأذية العظيمة أخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده ولا يشرك به شيئا . فهذا يبين أن الرسول صلى الله عليه وسلم حصل له أشد مما حصل له في أحد وحصل له أنواع من الأذى لكنه صابر . ومن أعظم ما كان أنه كان ذات يوم ساجدا تحت الكعبة يصلي لله - والمسجد الحرام لو يجد الإنسان فيه قاتل أبيه ما قتله - فقال بعض السفهاء من قريش والمعتدين منهم: اذهبوا إلى جزور آل فلان فأتوا بسلاها فضعوه على محمد وهو ساجد فذهبوا وأتوا بسلا الجزور والرسول صلى الله عليه وسلم ساجد تحت الكعبة فوضعوه على ظهره إهانة له وإعاظة له . فبقى الرسول صلى الله عليه وسلم ساجدا حتى جاءت بنته فاطمة رضي الله عنها وألقت السلا عن ظهره فقام من السجود ولما سلم رفع يديه يدعو الله تعالى على هؤلاء الملأ من قريش . فالشاهد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يؤذى أشد الأذى ومع ذلك يعفو ويصفح ويتأنى ويترجى فبلغه الله - ولله الحمد - مراده وحصل النصر المبين المؤزر . وهكذا ينبغي للإنسان أن يصبر على الأذى لا سيما إذا أوذي في الله فإنه يصبر ويحتسب وينتظر الفرج وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ‍


الشَّرْحُ


644 - وعنها قالت: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده ولا امرأة ولا خادما إلا أن يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه إلا أن ينتهك شيء من محارم الله تعالى فينتقم لله تعالى رواه مسلم
645 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء متفق عليه . هذه الأحاديث ساقها النووي - رحمه الله - في باب العفو والإعراض عن الجاهلين منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ضرب أحدا لا خادما ولا غيره بيده إلا أن يجاهد في سبيل الله، وهذا من كرمه صلى الله عليه وسلم أنه لا يضرب أحدا على شيء من حقوقه هو الخاصة به، لأنه له أن يعفو عن حقه وله أن يأخذ بحقه . ولكن إذا انتهكت محارم الله فإنه صلى الله عليه وسلم لا يرضى بذلك ويكون أشد ما يكون أخذا بها، لأنه صلى الله عليه وسلم لا يقر أحدا على ما يغضب الله سبحانه وتعالى، وهكذا ينبغي للإنسان أن يحرص على أخذ العفو وما عفى من أحوال الناس وأخلاقهم ويعرض عنهم، إلا إذا انتهكت محارم الله، فإنه لا يقر أحدا على ذلك . ومن الأحاديث التي ساقها قصة هذا الأعرابي الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم وعليه جبة نجرانية غليظة الحاشية فجبذه يعني جذبه جذبا شديدا حتى أثرت حاشية الجبة في عنق الرسول صلى الله عليه وسلم من شدة الجذب فالتفت فإذا هو أعرابي يطلب منه عطاء فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأمر له بعطاء . فانظر إلى هذا الخلق الرفيع لم يوبخه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يضربه ولم يكهر في وجهه ولم يعبس بل ضحك صلى الله عليه وسلم ومع هذا أمر له بعطاء ونحن لو أن أحدا فعل بنا هذا الفعل ما أقررناه عليه بل لضاربناه وأما الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه وإنك لعلى خلق عظيم فإنه التفت إليه وضحك إليه وأعطاه العطاء . وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سعة وإذا اشتد الناس أن يسترخي هو وسئل معاوية رضي الله عنه بم سست الناس ؟ وذلك لأن معاوية معروف بالسياسة والحكمة، فقال أجعل بيني وبين الناس شعرة إن جذبوها تبعتهم وإن جذبتها تبعوني لكن لا تنقطع . ومعنى كلامه أنه سهل الانقياد لأن الشعرة إذا جعلتها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذب انقطعت لكن من حسن سياسته رضي الله عنه كان يسوس الناس بهذه السياسة إذا رآهم مقبلين استقبلهم وإذا رآهم مدبرين تبعهم حتى يتمكن منهم . فكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائما في سياسته رفيقا حليما كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الآداب والأخلاق

الشَّرْحُ

646 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فأدموه وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون متفق عليه .
647 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب متفق عليه . ومن الأحاديث التي نقلها النووي - رحمه الله - في باب العفو والإعراض عن الجاهلين هذا الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الأنبياء ضربه قومه حتى أدموا وجهه فجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وهذا من حلم الأنبياء وصبرهم على أذى قومهم وكم نال الأنبياء من أذى قومهم قال الله تعالى: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا فهذا النبي صلى الله عليه وسلم الذي ضربه قومه حتى أدموا وجهه يقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون وكأن هؤلاء كانوا مسلمين لكن حصل منهم مغاضبة مع نبيهم ففعلوا هذا معه فدعا لهم بالمغفرة إذ لو كانوا غير مسلمين لكان يدعو لهم بالهداية فيقول اللهم اهد قومي لكن الظاهر أنهم كانوا مسلمين . والحق حقه فله أن يسمح عنه وله أن يتنازل عنه، ولهذا كان القول الراجح فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم ثم تاب أن توبته تقبل ولكنه يقتل وأما من سب الله ثم تاب فإن توبته تقبل ولا يقتل وليس هذا يعني أن سب الرسول صلى الله عليه وسلم أعظم من سب الله بل سب الله أعظم لكن الله قد أخبرنا أنه يعفو عن حقه لمن تاب منه، فهذا الرجل تاب فعلمنا أن الله تعالى قد عفا عنه . أما الرسول صلى الله عليه وسلم فهو قد مات فإذا سبه أحد فقد امتهن حقه فإذا تاب فإن الله يتوب عليه ويغفر له كفره الذي كفره بسبب سبه ولكن حق الرسول باق فيقتل ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليس الشديد بالصرعة يعني ليس القوي الذي يصرعه الناس إذا صارعهم والمصارعة معروفة وهي من الرياضة النبوية المباحة فإن الرسول صلى الله عليه وسلم صارع ركانة بن يزيد وكان هذا الرجل لا يصرعه أحد فصارعه النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي صلى الله عليه وسلم . فالصرعة هو الذي إذا صارع الناس صرعهم وليس هذا هو الشديد حقيقة لكن الشديد الذي يصرع غضبه، فإذا غضب غلب غضبه ولهذا قال: إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب هذا هو الشديد . وذلك لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فيفور دمه فإن كان قويا ملك نفسه وإن كان ضعيفا غلبه الغضب وحينئذ ربما يتكلم بكلام يندم عليه، أو يفعل فعلا يندم عليه . ولهذا قال رجل للرسول صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: لا تغضب قال: أوصني قال: لا تغضب قال: أوصني قال: لا تغضب ردد مرارا وهو يقول: لا تغضب لأن الغضب ينتج عنه أحيانا مفاسد عظيمة ربما سب الإنسان نفسه أو سب دينه أو سب ربه . أو طلق زوجته أو كسر إناءه أو أحرق ثيابه وكثير من الوقائع تصدر من بعض الناس إذا غضبوا كأنما صدرت من المجنون . ولهذا كان القول الراجح أن الإنسان إذا غضب حتى لا يملك نفسه ثم طلق زوجته فإنها لا تطلق لأن هذا حصل عن غلبة ليس عن اختيار والطلاق عن الغلبة لا يقع كطلاق المكره .

الشَّرْحُ

باب احتمال الأذى
قال الله تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } . وقال الله تعالى: { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } . وفي الباب الأحاديث السابقة في الباب قبله .

648 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك رواه مسلم . وقد سبق شرحه في باب صلة الأرحام . قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب الصبر على الأذى . الأذى هو ما يتأذى به الإنسان من قول أو عمل أو غير ذلك، والأذى إما أن يكون في أمر ديني أو دنيوي فإذا كان في أمر ديني بمعنى أن الرجل يؤذى من أجل دينه كان في هذا الصبر على الأذى أسوة بالرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لأن الله يقول: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا أوذوا حتى أتاهم نصر الله عز وجل . والإنسان إذا كان معه دين وكان معه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فلابد أن يؤذى ولكن عليه بالصبر وإذا صبر بالعافية للمتقين ويبتلى المرء على قدر دينه فيسلط الله عليه من يؤذيه امتحانا واختبارا كما قال الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ } يعني إذا أوذي في الله من جهة دينه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ودعوته للخير جعل هذه الفتنة كالعذاب فنكص على عقبيه والعياذ بالله . وهذا كقوله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } يعني أن بعض الناس يعبد الله على حرف وليس عنده عباده متمكنة فإن أصابه خير ولم تأته فتنة ولا أذية استمر واطمأن وإن أصابته فتنة من شبهة أو أذية أو ما أشبه ذلك، انقلب على وجهه - والعياذ بالله - خسر الدنيا والآخرة . فالواجب الصبر على الأذى في ذات الله عز وجل . وأما الأذى فيما يتعلق بأمور الدنيا ومعاملة الناس فأنت بالخيار إن شئت فاصبر وإن شئت فخذ بحقك والصبر أفضل إذا كان في الصبر عدوان واستمرار في العدوان فالأخذ بحقك أولى . فلنفرض أن لك جارا يؤذيك بأصوات مزعجة أو دق الجدار أو إيقاف السيارة أمام بيتك أو ما أشبه ذلك، فالحق إذن لك وهو لم يؤذك في ذات الله فإن شئت فاصبر وتحمل وانتظر الفرج والله سبحانه وتعالى يجعل لك نصيرا عليه، وإن شئت فخذ بحقك لقول الله تعالى: { وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ } ولكن الصبر أفضل ما لم يحصل بذلك زيادة عدوان من المعتدي فحينئذ الأفضل أن يأخذ بحقه ليردعه عن ظلمه . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيتين سبق الكلام عليهما قوله تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } وقوله تعالى: { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } وسبق الكلام عليهما . ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه في رجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فماذا أصنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال لك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك يعني ناصر فينصرك الله عليهم ولو في المستقبل . لأن هؤلاء القرابة والعياذ بالله يصلهم قريبهم لكن يقطعونه، ويحسن إليهم فيسيئون إليه، ويحلم عليهم ويعفو ويصفح ولكن يجهلون عليه ويزدادون فهؤلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: فكأنما تسفهم المل المل: الرماد الحار، وتسفهم: يعني تلقمهم إياه في أفواههم وهو كناية عن أن هذا الرجل منتصر عليهم . وليس الواصل لرحمه من يكافئ من وصله ولكن الواصل حقيقة هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها فهذا هو الواصل حقا فعلى الإنسان أن يصبر ويحتسب على أذية أقاربه وجيرانه وأصحابه وغيرهم فلا يزال له من الله ظهير عليهم وهو الرابح وهم الخاسرون وفقنا الله لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة .


الشَّرْحُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى من 612 – إلى 627 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 182 – إلى 186 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 105 – إلى 111 / تابع ---
»  آداب عامة وأخرى من 283 – إلى 298 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 180 – إلى 182 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: