منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع ---   آداب عامة  باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 9:02 pm


باب احتمال الأذى
قال الله تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } . وقال الله تعالى: { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } . وفي الباب الأحاديث السابقة في الباب قبله .

648 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عنهم ويجهلون علي فقال: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك رواه مسلم . وقد سبق شرحه في باب صلة الأرحام . قال المؤلف - رحمه الله تعالى - باب الصبر على الأذى . الأذى هو ما يتأذى به الإنسان من قول أو عمل أو غير ذلك، والأذى إما أن يكون في أمر ديني أو دنيوي فإذا كان في أمر ديني بمعنى أن الرجل يؤذى من أجل دينه كان في هذا الصبر على الأذى أسوة بالرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين لأن الله يقول: وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا أوذوا حتى أتاهم نصر الله عز وجل . والإنسان إذا كان معه دين وكان معه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فلابد أن يؤذى ولكن عليه بالصبر وإذا صبر بالعافية للمتقين ويبتلى المرء على قدر دينه فيسلط الله عليه من يؤذيه امتحانا واختبارا كما قال الله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ } يعني إذا أوذي في الله من جهة دينه وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ودعوته للخير جعل هذه الفتنة كالعذاب فنكص على عقبيه والعياذ بالله . وهذا كقوله تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ } يعني أن بعض الناس يعبد الله على حرف وليس عنده عباده متمكنة فإن أصابه خير ولم تأته فتنة ولا أذية استمر واطمأن وإن أصابته فتنة من شبهة أو أذية أو ما أشبه ذلك، انقلب على وجهه - والعياذ بالله - خسر الدنيا والآخرة . فالواجب الصبر على الأذى في ذات الله عز وجل . وأما الأذى فيما يتعلق بأمور الدنيا ومعاملة الناس فأنت بالخيار إن شئت فاصبر وإن شئت فخذ بحقك والصبر أفضل إذا كان في الصبر عدوان واستمرار في العدوان فالأخذ بحقك أولى . فلنفرض أن لك جارا يؤذيك بأصوات مزعجة أو دق الجدار أو إيقاف السيارة أمام بيتك أو ما أشبه ذلك، فالحق إذن لك وهو لم يؤذك في ذات الله فإن شئت فاصبر وتحمل وانتظر الفرج والله سبحانه وتعالى يجعل لك نصيرا عليه، وإن شئت فخذ بحقك لقول الله تعالى: { وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ } ولكن الصبر أفضل ما لم يحصل بذلك زيادة عدوان من المعتدي فحينئذ الأفضل أن يأخذ بحقه ليردعه عن ظلمه . ثم ذكر المؤلف - رحمه الله - آيتين سبق الكلام عليهما قوله تعالى: { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } وقوله تعالى: { وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ } وسبق الكلام عليهما . ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه في رجل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني وأحسن إليهم ويسيئون إلي وأحلم عليهم ويجهلون علي فماذا أصنع فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل، ولا يزال لك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك يعني ناصر فينصرك الله عليهم ولو في المستقبل . لأن هؤلاء القرابة والعياذ بالله يصلهم قريبهم لكن يقطعونه، ويحسن إليهم فيسيئون إليه، ويحلم عليهم ويعفو ويصفح ولكن يجهلون عليه ويزدادون فهؤلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم: فكأنما تسفهم المل المل: الرماد الحار، وتسفهم: يعني تلقمهم إياه في أفواههم وهو كناية عن أن هذا الرجل منتصر عليهم . وليس الواصل لرحمه من يكافئ من وصله ولكن الواصل حقيقة هو الذي إذا قطعت رحمه وصلها فهذا هو الواصل حقا فعلى الإنسان أن يصبر ويحتسب على أذية أقاربه وجيرانه وأصحابه وغيرهم فلا يزال له من الله ظهير عليهم وهو الرابح وهم الخاسرون وفقنا الله لما فيه الخير والصلاح في الدنيا والآخرة .


الشَّرْحُ


باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع والانتصار لدين الله تعالى
قال الله تعالى: { وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِنْدَ رَبِّهِ } وقال تعالى: { إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } وفي الباب حديث عائشة السابق في باب العفو .
649 - وعن أبي مسعود عقبة بن عمرو البدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ فقال: يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز فإن من ورائه الكبير والصغير وذا الحاجة متفق عليه . قال الحافظ النووي - رحمه الله تعالى - في كتابه رياض الصالحين باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع والانتصار لدين الله . والغضب له عدة أسباب منها أن ينتصر الإنسان لنفسه يفعل أحد معه ما يغضبه فيغضب لينتصر لنفسه وهذا الغضب منهي عنه لأن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال له أوصني قال: لا تغضب فردد مرارا يقول: أوصني وهو يقول: لا تغضب والثاني من أسباب الغضب: الغضب لله عز وجل بأن يرى الإنسان شخصا ينتهك حرمات الله فيغضب غيرة لدين الله وحمية لدين الله فإن هذا محمود ويثاب الإنسان عليه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان هذا من سنته ولأنه داخل في قوله تعالى: وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِنْدَ رَبِّهِ، { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } فتعظيم شعائر الله وتعظيم حرمات الله أن يجدها الإنسان عظيمة وأن يجد امتهانها عظيما فيغضب ويثأر لذلك حتى يفعل ما أمر به من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغير ذلك . ثم ذكر المؤلف آية ثانية وهي قوله تعالى: { إِن تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } والمراد بنصر الله نصر دينه فإن الله تعالى بنفسه لا يحتاج إلى نصر هو غني عمن سواه لكن النصر هنا نصر دين الله بحماية الدين، والذب عنه والغيظ عن انتهاكه وغير ذلك من أسباب نصر الشريعة . ومن هذا الجهاد في سبيل الله القتال لتكون كلمة الله هي العليا هذا من نصر الله وقد وعد الله سبحانه وتعالى من ينصره بهذين الأمرين: { يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } ينصركم على من عاداكم ويثبت أقدامكم على دينه حتى لا تزولوا فتأمل الآن إذا نصرنا الله مرة أثابنا مرتين { يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } . ثم قال بعدها: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ } يعني أن الكافرين أمام المؤمنين الذين ينصرون الله لهم التعس، وهو الخسران والذل والهوان، وأضل أعمالهم يعني يكون تدبيرهم تدميرا عليهم، وتكون أعمالهم ضالة لا تنفعهم ولا ينتفعون بها . ثم ذكر حديث عقبة بن عمرو البدري رضي الله عنه أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني لأتأخر عن صلاة الصبح من أجل فلان مما يطيل بنا وكان هذا الإمام يطيل بهم إطالة أكثر من السنة فغضب النبي صلى الله عليه وسلم يقول فما رأيته غضب في موعظة قط أشد مما غضب يومئذ . وقال: يا أيها الناس إن منكم منفرين فأيكم أم الناس فليوجز منفرين يعني ينفرون الناس عن دين الله، وهذا الرجل لم يقل للناس لا تصلوا صلاة الفجر لكنه نفرهم بفعله بالتطويل الذي هو خارج عن السنة فنفر الناس وفي هذا إشارة إلى أن كل شيء ينفر الناس عن دينهم - ولو لم يتكلم الإنسان بالتنفير - فإنه يدخل في التنفير عن دين الله . ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يداري في الأمور الشرعية فيترك ما هو حسن لدرء ما هو أشد من تركه فتنة وضررا فإنه صلى الله عليه وسلم هم بأن يبني الكعبة على قواعد إبراهيم ولكن خاف من الفتنة فترك ذلك وكان يصوم في السفر فإذا رأى أصحابه صائمين - وقد شق عليهم الصوم - أفطر ليسهل عليهم . فكون الإنسان يحرص على أن يقبل الناس دين الله بطمأنينة ورضى وإقبال بدون محذور شرعي فإن هذا الذي كان من هدى الرسول صلى الله عليه وسلم . والشاهد من هذا الحديث غضب النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الفعل الذي فعله هذا الإمام وفيه أيضا إشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب عند الموعظة لانتهاك حرمات الله، وقد قال جابر رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب يوم الجمعة احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم . ثم قال صلى الله عليه وسلم: فأيكم أم الناس فليوجز يعني فليخفف الصلاة على حسب ما جاءت به السنة . فإن من ورائه الصغير والكبير وذا الحاجة أي في المأمومين ضعف البنية وضعيف القوة وفيهم المريض وفيهم ذو حاجة قد وعد أحدا يذهب إليه أو ينتظر أحدا أو ما أشبه ذلك، فلا يجوز للإمام أن يثقل بالناس أكثر مما جاءت به السنة . وأما صلاته بالناس بحسب ما جاء في السنة فليفعل غضب من غضب ورضى من رضي والذي لا ترضيه السنة فلا أرضاه الله، السنة تتبع ولكن ما زاد عليها فلا والأئمة في هذه المسألة ينقسمون إلى ثلاثة أقسام . قسم مفرط يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل ما يسن وهذا مخطئ وآثم ولم يود الأمانة التي عليه . وقسم مفرط أي يثقل بالناس وكأنه يصلي لنفسه فتجده يثقل القراءة والركوع والسجود والقيام بعد الركوع والجلوس بين السجدتين وهذا أيضا مخطئ ظالم لنفسه والثالث يصلي بهم كصلاة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا خير الأقسام وهو الذي قام بالأمانة على الوجه الأكمل

الشَّرْحُ

650 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم هتكه وتلون وجهه وقال: يا عائشة أشد الناس عذابا عند الله يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله متفق عليه . السهوة كالصفة تكون بين يدي البيت .. . والقرام بكسر القاف ستر رقيق وهتكه أفسد الصورة التي فيه .


651 - وعنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالوا من يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتشفع في حد من حدود الله تعالى ؟ ثم قام فاختطب ثم قال: إنما أهلك من قلبكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها متفق عليه . ثم نقل المؤلف - رحمه الله - في باب الغضب إذا انتهكت حرمات الشرع أحاديث عائشة رضي الله عنها والأول أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فوجدها قد سترت سهوة لها بقرام فيه تماثيل يعني فيه صور فهتكه النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أن أشد الناس عذابا الذين يضاهئون بخلق الله يعني المصورين فهم أشد الناس عذابا لأنهم أرادوا أن يضادوا الله سبحانه وتعالى في خلقه وفي تصويره . وكانوا فيما سبق يصورون باليد لأنه ليس عندهم آلات وأجهزة تلتقط الصورة بدون عمل يدوي فكانوا يخططون بأيديهم فيأتي الحاذق منهم ويصور صورة بيده ويتقنها لتشابه صورة الله ليقال ما أشد مهارة هذا الرجل وما أعرفه كيف استطاع أن يقلد خلق الله عز وجل ؟ فهم يريدون بذلك أن يشاركوا الله سبحانه وتعالى في تصويره وهو سبحانه وتعالى لا شريك له: هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ و { صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ } فهتكه يعني مزقه عليه الصلاة والسلام . وفي هذا دليل على مشروعية تمزيق الصور التي تصور باليد لأنه يضاهي بها خلق الله عز وجل وإقرار المنكر كفعل المنكر . وفيه: الغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل لأن النبي صلى الله عليه وسلم غضب وهتكه وأما حديث عائشة في قصة المخزومية وهي امرأة من بني مخزوم كانت تستعير المتاع فتجحده يعني تأتي للناس تقول: أعرني قدرا أعرني إناء أعرني كذا أعرني كذا فإذا أعاروها جحدت وقالت لم آخذ منكم شيئا فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن تقطع يدها لأن هذا نوع من السرقة . وكانت هذه المرأة من بني مخزوم من قبيلة من أشرف قبائل العرب ذات الأهمية والشأن فأهم قريشا شأنها وقالوا كيف تقطع يد مخزومية ثم طلبوا شفيعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم حبه يعني محبوبه يعني أنه يحبه . وأسامة هو ابن زيد بن حارثة وزيد بن حارثة كان عبدا وهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وسلم فأعتقه وأسامة ابنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبهما فقالوا: ليس إلا أسامة بن زيد فتقدم أسامة بن زيد رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشفع فأنكر عليه وقال: أتشفع في حد من حدود الله ؟ ثم قام فاختطب فخطب الناس وقال لهم عليه الصلاة والسلام: إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله - يعني أقسم بالله - لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها والشاهد من هذا أن الرسول عليه الصلاة والسلام غضب لشفاعة أسامة بن زيد في حد من حدود الله فالغضب لله عز وجل محمود وأما الغضب للانتقام وحظ النفس فإنه مذموم وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم حين طلب أحد الصحابة أن يوصيه فقال: لا تغضب فالفرق بين الغضبين ظاهر . فالغضب لله ولشرائع الله محمود وهو من هدى الرسول صلى الله عليه وسلم ودليل على غيرة الإنسان وعلى محبته لإقامة شريعة الله، أما الغضب للنفس فينبغي للإنسان أن يكتمه وأن يحلم، وإذا أصابه الغضب فليستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا كان قائما فليجلس وإن كان جالسا فليضطجع كل هذا مما يخفف عنه الغضب والله الموفق .

الشَّرْحُ







652 - وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة فشق ذلك عليه حتى رؤى في وجهه، فقام فحكه بيده فقال: إن أحدكم إذا قام في صلاته فإنه يناجى ربه، وإن ربه بينه وبين القبلة فلا يبزقن أحدكم قبل القبلة ولكن عن يساره أو تحت قدمه ثم أخذ طرف ردائه فبصق فيه ثم رد بعضه إلى بعض فقال: أو يفعل هكذا متفق عليه . والأمر بالبصاق عن يساره أو تحت قدمه هو فيما إذا كان في غير المسجد، فأما في المسجد فلا يبصق إلا في ثوبه . هذا الحديث الذي ذكره النووي - رحمه الله - في باب الغضب إذا انتهكت حرمات الله عز وجل أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى نخامة في القبلة أي في قبلة المسجد فغضب عليه الصلاة والسلام وحكها بيده وقال: إن أحدكم يناجي ربه يعني إذا كان يصلي فإنه يناجى الله أي يخاطبه والله عز وجل يرد عليه . فقد ثبت في الصحيح أن العبد إذا قال: الحمد لله رب العالمين أجابه الله فقال: حمدني عبدي وإذا قال: { الرحمن الرحيم } قال أثنى علي عبدي وإذا قال { مالك يوم الدين } قال: مجدني عبدي وإذا قال: { إياك نعبد وإياك نستعين } قال: هذا بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال: { اهدنا الصراط المستقيم } قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل فأنت تناجي الله عز وجل بكلامه وتدعوه سبحانه وتعالى، وتسبحه وتمجده وتعظمه فهو سبحانه وتعالى أمامك بينك وبين القبلة وإن كان الله سبحانه وتعالى في السماء فوق عرشه فإنه أمامك لأنه محيط بكل شيء { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر منع التنخم في قبله الإنسان ذكر الشيء المباح، لأن هذا هو الهدي وهذه هي الحكمة أنك إذا ذكرت للناس ما هو ممنوع أن تذكر لهم ما هو جائز، حتى لا تسد الأبواب عليهم فأمر الإنسان أن يبصق عن يساره أو تحت قدمه أو في ثوبه ويحك بعض ببعض ثلاثة أمور إما تحت قدمه يبصق ويطأ عليها، وإما عن يساره وهذا والذي قبله متعذر إذا كان الإنسان في المسجد لأنه يلوثه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم البصاق في المسجد خطيئة وإما في ثوبه فيبصق في ثوبه ويحك بعضه ببعض وفي هذا دليل على أن النخامة ليست نجسة لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن يبصق المصلي تحت قدمه أو في ثوبه ولو كانت نجسة ما أذن له أن يبصق في ثوبه وفيه التعليم بالفعل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أو يقول هكذا، وبصق في ثوبه وحك بضعه في بعض وفيه أيضا إطلاق القول على الفعل في قوله: أن يقول هكذا وهو يريد الفعل وفيه أيضا أن الإنسان لا حرج عليه أن يبصق أمام الناس ولا سيما إذا كان للتعليم وفيه أيضا من المروءة أن لا يرى في ثوبك شيء يستقذره الناس - لأنه حك بعضها ببعض - لئلا تبقى صورتها في ثوبك وإذا رآها الناس تأذوا منك وكرهوك فالإنسان ينبغي أن يكون نظيفا في مظهره وفي ثيابه وفي غير ثيابه حتى لا يتقزز الناس مما يشاهدونه منه . والشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم تأثر وعرف في وجهه الكراهية لما رأى النخامة في قبلة المسجد .


الشَّرْحُ



باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم والنهي عن غشهم والتشديد عليهم وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم
قال الله تعالى: { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } وقال تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون }
653 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته الإمام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته وكلكم راع ومسئول عن رعيته متفق عليه
654 - وعن أبي يعلى معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة متفق عليه . وفي رواية: فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة وفي رواية لمسلم: ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة هذا الباب عقده المؤلف رحمه الله في كتابه هو باب عظيم مهم يخاطب به ولاة الأمور ويخاطب به الرعية ولكل منهم على الآخر حق يجب مراعاته . أما ولاة الأمور فيجب عليهم الرفق بالرعية والإحسان إليهم واتباع مصالحهم وتولية من هو أهل للولاية ودفع الشر عنهم وغير ذلك من مصالحهم لأنهم مسئولون عنهم أمام الله عز وجل وأما الرعية فالواجب عليهم السمع والطاعة في غير المعصية والنصح للولاة وعدم التشويش عليهم وعدم إثارة الناس عليهم وطي مساوئهم وبيان محاسنهم لأن المساوئ يمكن أن ينصح فيها الولاة سرا بدون أن تنشر على الناس لأن نشر مساوئ ولاة الأمور أمام الناس لا يستفاد منه بل لا يزيد الأمر إلا شدة فتحمل صدور الناس الكراهية والبغضاء لولاة الأمور وإذا كره الناس ولاة الأمور وأبغضوهم وتمردوا عليهم ورأوا أمرهم بالخير أمرا بالشر ولم يسكتوا عن مساوئهم وحصل بذلك إيغار للصدور وشر وفساد والأمة إذا تفرقت وتمزقت حصلت الفتنة بينها & ووقعت مثل ما حصل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه حين بدأ الناس يتكلمون فيه فأغروا الصدور عليه وحشدوا الناس ضده وحصل ما حصل من الفتن والشرور إلي يومنا هذا فولاة الأمور لهم حق وعليهم حق ثم استدل المؤلف رحمة الله تعالى بآيات من كتاب الله فقال وقوله الله تعالى: واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين يعني لا تتعالى عليهم ولا ترتفع في الجو بل اخفض الجناح حتى وإن كنت تستطيع أن تطير في الجو فاخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وأما من خالفك وعصاك فأقم عليه العقوبة اللائقة به لأن الله تعالى لم يقل اخفض جناحك لكل أحد بل قال: { لمن اتبعك من المؤمنين } وأما المتمردون والعصاة فقد قال الله تعالى: { إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم } وقول الله تعالى: { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } إن الله يأمر بهذه الأمور الثلاثة: بالعدل: وهو واجب فيجب عل الإنسان أن يقيم العدل في نفسه وفي أهله وفيمن استرعاه الله عليهم فالعدل في نفسه بألا يثقل عليها في غير ما أمر الله وأن يراعيها حتى في أمر الخير فلا يثقل عليها أو يحملها فوق ما تطيقه ولهذا لما قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه: أصوم ولا أفطر وأصلي ولا أنام دعاه النبي عليه الصلاة والسلام ونهاه عن ذلك وقال: إن لنفسك عليك حقا ولربك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه وكذلك يجب العدل في أهل الإنسان فمن كان له زوجتان وجب عليه العدل بينهما ومن كان له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل ويجب العدل بين الأولاد فإذا أعطيت أحدهم ريالا فأعط الآخر مثله وإذا أعطيت الابن ريالين فأعط البنت ريالا وإذا أعطيت الابن ريالا فأعط البنت نصف ريال حتى إن السلف رحمهم الله كانوا يعدلون بين الأولاد في القبل فإذا قبل الولد الصغير وأخوه عنده قبل الولد الثاني لئلا يجحف معهم في التقبيل وكذلك أيضا في الكلام يجب أن تعدل بينهم فلا تتكلم مع أحدهم بكلام خشن ومع الآخر بكلام لين . وكذلك يجب العدل فيمن ولاك الله عليهم فلا تحابى قريبك لأنه قريبك ولا الغني لأنه غني ولا الفقير لأنه فقير ولا الصديق لأنه صديق لا تحاب أحدا فالناس سواء حتى إن العلماء رحمهم الله قالوا يجب العدل بين الخصمين إذا دخلا على القاضي في لفظه ولحظه وكلامه ومجلسه ودخولهما عليه لا تنظر لهذا نظرة غضب ولهذا نظرة رضا لا تلن الكلام لهذا والثاني بعكسه لا تقل لأحد كيف أنت ؟ كيف أهلك ؟ كيف أولادك ؟ والثاني تتركه بل اعدل بينهما حتى في هذا وكذلك في المجلس لا تجعل أحدهما يجلس على اليمين قريبا منك والثاني تجعله بعيدا عنك بل اجعلهما أمامك على حد سواء حتى المؤمن والكافر إذا تخاصما عند القاضي يجب أن يعدل بينهما في الكلام والنظر والجلوس فلا يقل للمسلم تعال بجواري والكافر يبعده بل يجعلهما يجلسان جميعا أمامه فالعدل واجب في كل الأمور أما الإحسان فهو فضل زائد على العدل ومع ذلك أمر الله به لكن أمره بالعدل واجب وأمره بالإحسان سنة وتطوع . { وإيتاء ذي القربى } أي إعطاء القريب حقه فإن القريب له حق حق الصلة فمن وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله { وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } ينهى عن الفحشاء: الفحشاء هي كل ما يستفحش من الذنوب كعقوق الوالدين وقطيعة الأرحام والزنى ونكاح المحارم وغير ذلك مما يستفحش شرعا وعرفا والمنكر هو ما ينكر وهو دون الفحشاء كعامة المعاصي والبغي تجاوز الحد وهو الاعتداء على الخلق بأخذ أموالهم والاعتداء على دمائهم وأعراضهم كل هذا يدخل في البغي وبين الله عز وجل أنه أمر ونهى ليعظنا ويصلح أحوالنا ولهذا قال { يعظكم لعلكم تذكرون } وسبق لنا الكلام على حديث كلكم راع ومسئول عن رعيته وأما حديث معقل بن يسار الذي ذكره المؤلف فإن فيه التحذير من غش الرعية وأنه ما من عبد يسترعه الله على رعيته ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة وأنه إذا لم يحطهم بنصيحته فإنه لا يدخل معهم الجنة وهذا يدل على أن ولاة الأمور مسئولون عن الصغيرة والكبيرة وعليهم أن ينصحوا لمن ولاهم الله أمرهم وأن يبذلوا لهم النصيحة وأهمها النصيحة في دين الله بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير ومن النصيحة لهم أن يسلك بهم الطريق التي فيها صلاحهم في معادهم ومعاشهم فيمنع عنهم كل ما يضرهم في دينهم ودنياهم يمنع الأفكار السيئة والأخلاق السافلة وما يؤدي إلى ذلك من المجلات والصحف وغيرها ولهذا يجب على ولي الأمر في البيت وهو الرجل في بيته أن يمنع من وجود هذه الأشياء في البيت الصحف السيئة الفاسدة الأفكار المنحرفة الأخلاق السافلة وكذلك فإن ولي الأمر العام يجب عليه أن يمنع هذه الأشياء وذلك لأن هذه الأشياء إذا شاعت بين الناس صار المجتمع بهيميا لا يهمه إلا إشباع البطن وشهوة الفرج وتحصل الفوضى ويزول الأمن ويكون الشر والفساد فإذا منع ولي الأمر ما يفسد الخلق حصل بهذا الخير الكثير لو أن كل واحد منا في بيته منع أهله من اقتناء هذه الصحف والمجلات الخليعة الفاسدة ومن مشاهدة التمثيليات الفاسدة والمسلسلات الخبيثة لصلح الناس لأن الناس هم أفراد الشعب أنت في بيتك والثاني في بيته والثالث في بيته وهكذا إذا صلحوا كل شيء نسأل الله أن يصلح ولاة أمورنا وأن يرزقهم البطانة الصالحة


الشَّرْحُ




655 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في بيتي هذا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به رواه مسلم
656 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول ثم أعطوهم حقهم واسألوا الله الذي لكم فإن الله سائلهم عما استرعاهم متفق عليه ذكر المؤلف رحمه الله في باب أمر ولاة الأمور بالرفق واللين ورعاية مصالح من استرعاهم الله عليهم في سياق الأحاديث ما نقله عن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم في بيتي هذا يقول: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ومن ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه وهذا دعاء من النبي صلى الله عليه وسلم على من تولى أمور المسلمين الخاصة والعامة فيقع على الإنسان أن يتولى أمر بيته وعلى مدير المدرسة يتولى أمر مدرسته وعلى المدرس يتولى أمر الفصل وعلى الإمام يتولى أمر المسجد . ولهذا قال: من ولي من أمر أمتي شيئا وشيئا نكرة في سياق الشرط وقد ذكر علماء الأصول أن النكرة في سياق الشرط تفيد العموم أي شيء يكون فرفق بهم فارفق به ولكن ما معنى الرفق ؟ قد يظن بعض الناس أن معنى الرفق أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون وليس الأمر كذلك بل الرفق أن تسير بالناس حسب أوامر الله ورسوله ولكن تسلك أقرب الطرق وأرفق الطرق بالناس ولا تشق عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث وهو الدعاء عليك بأن يشق الله عليك والعياذ بالله . يشق عليك إما بآفات في بدنك أو في قلبك أو في صدرك أو في أهلك أو في غير ذلك لأن الحديث مطلق فاشقق عليه بأي شيء يكون وربما لا يظهر للناس المشقة قد يكون في قلبه نار تلظى والناس لا يعلمون لكن نحن نؤمن بأنه إذا شق على الأمة بما لم ينزل الله به سلطانا فإنه مستحق لهذه العقوبة من الله تعالى أما الحديث الثاني فإن النبي عليه الصلاة والسلام أخبر بأن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء أي تبعث فيهم الأنبياء فيصلحون من أحوالهم: وإنه لا نبي بعدي فإن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين بالنص والإجماع كما قال الله تعالى ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ولهذا من ادعى النبوة بعده فهو كافر مرتد يجب قتله ومن صدق من ادعى النبوة بعده فهو كاذب مرتد يجب قتله إلا أن يتوب فالنبي عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء ولكن جعل الله له الخلفاء خلفاء في العلم وخلفاء في السلطة والمراد بالخلفاء في هذا الحديث خلفاء السلطة . ولهذا قال سيكون خلفاء ويكثرون قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ يعني من نفى ببيعته ؟ قال الأول فالأول فإذا بايعوا الخليفة وجب عليهم أن يبقوا على بيعتهم وأن ينبذوا كل من أراد الخلافة وهو حي وأن يعينوا الخليفة الأول على من أراد الخلافة في حياته لأن كل من نازع السلطان في سلطانه فإنه يجب أن يقاتل حتى تكون الأمة واحدة فإن الناس لو تركوا فوضي وصار كل من لا يريد هذا السلطان يذهب ويتخذ له حزبا يقاتل به السلطان فسدت الأمور . وفي آخر الحديث حمل النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء الخلفاء ما عليهم وأمرنا نحن أن نوفى لهم بحقهم وأن نسأل الله الذي لنا لا نقل هؤلاء ظلموا هؤلاء ظلموا هؤلاء جاروا هؤلاء لم يقوموا بالعدل ثم ننابذهم ولا نطيعهم فيما أمرنا الله به لا هذا لا يجوز فيجب أن نوفى لهم بالحق وأن نسأل الله الحق الذي لنا كالإنسان الذي له قريب إذا قطعك فصله واسأل الله الذي لك أما أن تقول لا أصل إلا من وصلني أو لا أطيع من السلطان إلا من لا يظلم ولا يستأثر بالمال ولا غيره فهذا خطأ قم أنت بما وجب عليك واسأل الله الذي لك وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم: تسوسهم الأنبياء: دليل على أن دين الله وهو دين الإسلام فيكل مكان وفي كل زمان هو السياسة الحقيقية النافعة وليس السياسة التي يفرضها أعداء الإسلام من الكفار . السياسة حقيقية ما جاء في شرع الله ولهذا نقول إن الإسلام شريعة وسياسة ومن فرق بين السياسة والشريعة فقد ضل ففي الإسلام سياسة الخلق مع الله وبيان العبادات وسياسة الإنسان مع أهله ومع جيرانه ومع أقاربه ومع أصحابه ومع تلاميذه ومع معلميه ومع كل أحد كل له سياسة تخصه سياسة مع الأعداء الكفار ما بين حربيين ومعاهدين ومستأمنين وذميين . وكل طائفة قد بين الإسلام حقوقهم وأمر أن نسلك بهم كما يجب فمثلا الحربيون نحاربهم ودماؤهم حلال لنا وأموالهم حلال لنا وأراضيهم حلال لنا المستأمنون يجب أن نؤمنهم كما قال تعالى: { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه } والمعاهدون يجب أن نوفى لهم بعهودهم ثم أن نطمئن إليهم وأن نخاف منهم أو ينقضوا العهد وثلاث حالات كلها مبينة في القرآن فإن اطمأننا إليهم وجب أن نفي لهم بعهدهم وإن خفناهم فقد قال الله تعالى { وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين } قل لهم ما بيننا عهد إذا خفت منهم ولا تنقض العهد بدون أن تخبرهم والثالث هم الذين نقضوا العهد { فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون } إذا نقضوا العهد فلا أيمان لهم ولا عهد لهم فالمهم أن الدين دين الله وأن الدين سياسة شرعية سياسة اجتماعية سياسة مع الأجانب ومع المسالمين ومع كل أحد ومن فصل الدين عن السياسة فقد ضل فهو بين أمرين إما جاهل بالدين ولا يعرف ويظن أن الدين عبادات بين العبد وربه وحقوق شخصية وما أشبه ذلك يظن أن هذا هو الدين فقط أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية فظن أنهم هم المصيبون وأما من عرف الإسلام حق المعرفة عرف أنه شريعة وسياسة

الشَّرْحُ







657 - وعن عائذ بن عمرو رضي الله عنه أنه دخل على عبيد الله بن زياد فقال له أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون منهم متفق عليه
658 - وعن أبي مريم الأزدي رضي الله عنه أنه قال لمعاوية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من ولاه الله شيئا من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم وخلتهم وفقرهم احتجب الله دون حاجته وخلته وفقره يوم القيامة فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس رواه أبو داود والترمذي هذان الحديثان في بيان ما يجب على الرعاة لرعيتهم من الحقوق من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن شر الرعاء الحطمة الرعاء جمع راع . والحطمة: الذي يحطم الناس ويشق عليهم ويؤذيهم فهذا شر الرعاء فإذا كان هذا شر الرعاء فإن خير الرعاء اللين السهل الذي يصل إلى مقصوده بدون عنف فيستفاد من هذا الحديث فائدتان: الفائدة الأولى: أنه لا يجوز للإنسان الذي ولاه الله على أمر من أمور المسلمين أن يكون عنيفا عليهم بل يكون رفيقا بهم . الفائدة الثانية: وجوب الرفق بمن ولاه الله عليهم بحيث يرفق بهم في قضاء حوائجهم وغير ذلك مع كونه يستعمل الحزم والقوة والنشاط يعني لا يكون لينا مع ضعف ولكن لينا بحزم وقوة ونشاط وأما الحديث الثاني: ففيه التحذير من اتخاذ الإنسان الذي يوليه الله تعالى أمرا من أمور المسلمين حاجبا يحول دون خلتهم وفقرهم وحاجتهم وأن من فعل ذلك فإن الله تعالى يحول بينه وبين حاجته وخلته وفقره لما حدث معاوية رضي الله عنه بهذا الحديث اتخذ رجلا لحوائج الناس يستقبل الناس وينظر في حوائجهم ثم يرفعها إلى معاوية رضي الله عنه بعد أن كان أميرا للمؤمنين . وهكذا أيضا من له نوع من الولاية وللناس حاجة عنده فإنه لا ينبغي أن يحتجب دون حوائجهم ولكن له أن يرتب أموره بحيث يجعل لهؤلاء وقتا ولهؤلاء وقتا حتى لا تنفرط عليه الأمور

الشَّرْحُ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة باب احتمال الأذى وأخرى من 648 – إلى 657 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى / من 120 – إلى 130 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 189 – إلى 199 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 112 – إلى 120 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 627 – إلى 637 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: