منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 آداب عامة وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع ---

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 73
الدولـة : jordan

آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- Empty
مُساهمةموضوع: آداب عامة وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع ---   آداب عامة   وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع --- I_icon_minitimeالسبت أغسطس 13, 2016 8:49 pm




668 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتضل ومنا من هو في جشره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة جامعة فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم وإن أمتكم هذه جعل عاقبتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجيء فتنة يرفق بعضها بعضا وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتي إليه ومن بايع إمام فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر رواه مسلم قوله: ينتضل أي يسابق بالرمي بالنبل والنشاب والجشر بفتح الجيم والشين المعجمة وبالراء وهي الدواب التي ترعى وتبيت مكانها وقوله يرفق بعضها بعضا أي يصير بعضها بعضا رقيقا أي خفيفا لعظم ما بعده فالثاني يرقق الأول وقيل معناه يشوق بعضها إلى بعض بتحسينها وتسويلها وقيل يشبه بعضها بعضا هذا الحديث ذكره المؤلف رحمه الله في باب وجوب طاعة ولاة الأمور عن ابن عمرو رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا فنزل الناس فتفرقوا منهم من كان يصلح خباءه ومنهم من ينتضل ومنهم من هو في جشره كالعادة أن الناس إذا نزلوا وهم سفر كل يشتغل بما يرى أنه لابد من الاشتغال فيه فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصلاة جامعة وهذا النداء ينادى به لصلاة الكسوف وينادى به إذا أراد الإمام أو الأمير أن يجتمع بالناس بدلا من أن يقول يا أيها الناس هلموا إلى المكان الفلاني . فاجتمع الناس فخطبهم النبي عليه الصلاة والسلام وأخبرهم أنه ما من نبي بعثه الله إلا دل أمته على خير ما يعلمه لهم وأنذرهم شر ما يعلمه لهم كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كان منهم النصيحة لأقوامهم يعلمونهم الخير ويدلونهم عليه ويحثونهم عليه ويبينون الشر ويحذرونهم منه وهكذا يجب على أهل العلم وطلبة العلم أن يبينوا للناس الخير ويحثوهم عليه ويبينوا الشر ويحذروهم منه لأن علماء هذه الأمة ورثة الأنبياء فإن النبي صلى الله عليه وسلم ليس بعده نبي ختمت النبوة به فلم يبق إلا العلماء الذين يتلقون شرعه ودينه فيجب عليهم ما يجب على الأنبياء من بيان الخير والحث عليه ودلالة الناس إليه وبيان الشر والتحذير منه ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة يعني أمة محمد جعل الله عافيتها في أولها يعني أن أول الأمة في عافيه ليس فيها فتن ففي عهد النبي عليه الصلاة والسلام لم تكن هناك فتن وكذلك في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنه وحين قتل عمر رضي الله عنه قتله غلام المغيرة غلام يقال له أبو لؤلؤة وهو مجوسي خبيث كان في قلبه غل على أمير المؤمنين عمر فلما تقدم لصلاة الصبح ضربه بخنجر له رأسان وقيل إنه كان مسموما فضربه حتى قد بطنه رضي الله عنه وحمل وبقي ثلاثة أيام ثم مات رضي الله عنه ثم إن هذا الرجل الخبيث هرب فلحقه الناس فقتل ثلاثة عشر رجلا لأن الخنجر الذي معه مقبضه في الوسط وله رأسان فهو يقول به هكذا وهكذا ويضرب الناس يمينا وشمالا حتى ألقى عليه أحد الصحابة بساطا فقتل نفسه والعياذ بالله من ذاك الوقت بدأت الفتنة ترفع رأسها وأخبر النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث أن تأتي فتن يرقق بعضها بعضا أي أن بعضها يجعل ما قبله رقيقا وسهلا لأن الثانية أعظم من الأولي كل واحدة أعظم من الأخرى فترفق ما قلبها ولهذا قال يرقق بعضها بعضا فتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي لأن أول ما تأتي يستعظمها فيقول من هنا نهلك . ثم تأتي الأخرى فترقق الأولى وتكون الأولى سهلة بالنسبة إليها فيقول المؤمن هذه هذه يعني هذه التي فيها البلاء كل البلاء نسأل الله أن يعيذنا من الفتن ولكن المؤمن يصبر ويحتسب ويلجأ إلى الله عز وجل ويستعيذ بالله من الفتنة وفي كل صلاة يقول أعوذ بالله من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر نسأل الله أن يميتنا على ذلك من كان يحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة وكلنا يحب ذلك فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر . وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتي إليه يعني يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به فينصح للناس كما ينصح لنفسه ويكره للناس ما يكره لنفسه فيكون هذا قائما بحق الله مؤمنا بالله واليوم الآخر وقائما بحق الناس لا يعامل الناس إلا بما يحب أن يعاملوه به فلا يكذب عليهم ولا يغشهم ولا يخدعهم ولا يحب لهم الشر يعني يعامل الناس بما يحب أن يعاملوه به فإذا جاء يسأل مثلا هل هذا حرام أم حلال ؟ قلنا له هل تحب أن يعاملك الناس بهذا إذا قال لا قلنا له اتركه سواء كان حلالا أم حراما مادمت لا تحب أن يعاملك الناس به فلا تعامل الناس به واجعل هذا ميزانا بينك وبين الناس في معاملتهم لا تأت الناس إلا بما تحب أن يؤتى إليك فتعاملهم باللطف كما تحب أن يعاملوك باللطف واللين بحسن الكلام بحسن المنطق باليسر كما تحب أن يفعلوا بك هذا هذا الذي يزحزح عن النار ويدخل الجنة نسأل الله أن يجعلنا منهم

الشَّرْحُ




669 - وعن أبي هنيدة وائل بن حجر رضي الله عنه قال: سأل سلمة بن يزيد الجعفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أرأيت إن قامت علينا أمراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا فما تأمرنا ؟ فأعرض عنه ثم سأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم رواه مسلم
670 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله كيف تأمر من أدرك منا ذلك قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم متفق عليه
672 - وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كره من أميره شيئا فليصبر فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية متفق عليه هذا الأحاديث التي ذكرها المؤلف في باب طاعة ولي الأمر فيها دليل على أمور أولا: حديث وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أمراء يسألون حقهم الذي لهم ويمنعون الحق الذي عليهم سئل عن هؤلاء الأمراء ماذا نصنع معهم ؟ والأمراء هنا يشمل الأمراء الذين هم دون السلطان الأعظم أيضا ويشمل السلطان الأعظم أيضا لأنه أمير وما من أمير إلا فوقه أمير حتى ينتهي الحكم إلى الحكم إلى الله عز وجل سئل عن هؤلاء الأمراء أمراء يطلبون حقهم من السمع والطاعة لهم ومساعدتهم في الجهاد ومساعدتهم في الأمور التي يحتاجون إلى المساعدة فيها ولكنهم يمنعون الحق الذي عليهم لا يؤدون إلى الناس حقهم ويظلمونهم ويستأثرون عليهم فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنه كأنه عليه الصلاة والسلام كره هذه المسائل وكره أن يفتح هذا الباب ولكن أعاد السائل عليه ذلك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن نؤدي لهم حقهم وأن عليهم ما حملوا وعلينا ما حملنا فنحن حملنا السمع والطالعة وهم حملوا أن يحكموا فينا بالعدل وألا يظلموا أحدا وأن يقيموا حدود الله على عباد الله وأن يقيموا شريعة الله في أرض الله وأن يجاهدوا أعداء الله هذا الذي يجب عليهم فإن قاموا به فهذا هو المطلوب وإن لم يقوموا به فإننا لا نقول لهم أنتم لم تؤدوا الذي عليكم فلا نؤدي الذي لكم هذا حرام يحب أن نؤدي الحق الذي علينا فنسمع ونطيع ونخرج معهم في الجهاد ونصلي وراءهم في الجمع والأعياد وغير ذلك ونسأل الله الحق الذي لنا وهذا الذي دل عليه هذا الحديث وأقره المؤلف رحمه الله هو مذهب أهل السنة والجماعة مذهب السلف الصالح السمع والطاعة للأمراء وعدم عصيانهم فيما تجب الطاعة فيه وعدم إثارة الضغائن عليهم وعدم إثارة الأحقاد عليهم هذا مذهب أهل السنة والجماعة . حتى الإمام أحمد رحمه الله يضربه السلطان يضربه ويجره بالبغال يضرب بالسياط حتى يغمى عليه في الأسواق وهو إمام أهل السنة رحمه الله ورضي عنه ومع ذلك يدعو للسلطان ويسميه أمير المؤمنين حتى إنهم منعوه ذات يوم قالوا له لا تحدث الناس فسمع وأطاع ولم يحدث الناس جهرا بدأ يخرج يمينا وشمالا ويأتيه أصحابه يحدثهم بالحديث وكل هذا من أجل ألا ينابذ السلطان لأنه سبق لنا أنهم قالوا يا رسول الله أفلا ننابذهم لما قال خير أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وشر أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قالوا أفلا ننابذهم قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة مرتين فما داموا يصلون فإننا لا ننابذهم بل نسمع ونطيع ونقوم بالحق الذي علينا وهم عليهم ما حملوا . وفي أخر الأحاديث قال النبي صلى الله عليه وسلم من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر ليصبر وليتحمل ولا ينابذه ولا يتكلم فإن من خرج عن الجماعة مات ميتة جاهلية يعني ليست ميته الإسلام والعياذ بالله . وهذا يحتمل معنيين: الأول: يحتمل أنه يموت ميتة جاهلية بمعنى أنه يزاغ قلبه والعياذ بالله حتى تكون هذه المعصية سببا لردته الثاني: ويحتمل المعنى الآخر أنه يموت ميتة جاهلية لأن أهل الجاهلية ليس لهم إمام وليس لهم أمير بل لهم رؤساء وزعماء لكن ليس لهم ولاية كولاية الإسلام فيكون هذا مات ميتة جاهلية والمهم أن الواجب أن نسمع ونطيع لولاة الأمر إلا في حال واحدة فإننا لا نطيعهم إذا أمرونا بمعصية الخالق فإننا لا نطيعهم لو قالوا احلقوا لحاكم قلنا لا سمع ولا طاعة لو قالوا نزلوا ثيابكم أو سراويلكم إلى أسفل الكعبين قلنا لا سمع ولا طاعة لأن هذه معصية لو قالوا لا تقيموا صلاة الجماعة قلنا لا سمع ولا طاعة ولو قالوا لا تصوموا رمضان قلنا لا سمع ولا طاعة كل معصية لا نطيعهم فيها مهما كان أما إذا أمروا بشيء ليس معصية وجب علينا أن نطيع ثانيا: لا يجوز لنا أن ننابذ ولاة الأمور ثالثا: لا يجوز لنا أن نتكلم بين العامة فيما يثير الضغائن على ولاة الأمور وفيما يسبب البغضاء لهم لأن في ذلك مفسدة كبيرة قد يتراءى للإنسان أن هذه غيرة وأن هذا صدع بالحق والصدع بالحق لا يكون من وراء حجاب الصدع بالحق أن يكون ولي الأمر أمامك وتقول له أنت فعلت كذا وهذا لا يجوز تركت هذا وهذا واجب أما أن تتحدث من وراء حجاب في سب ولي الأمر والتشهير به فهذا ليس من الصدع بالحق بل هذا من الفساد هذا مما يوجب إيغار الصدور وكراهة ولاة الأمور والتمرد عليهم وربما يفضي إلى ما هو أكبر إلى الخروج عليهم ونبذ بيعتهم والعياذ بالله وكل هذه أمور يجب أن نتفطن لها ويجب أن نسير فيها على ما سار عليه أهل السنة والجماعة ومن أراد أن يعرف ذلك فليقرأ كتب السنة المؤلفة في هذا وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في آخر كتاب العقيدة الواسطية وهي عقيدة مختصرة ولكنها كبيرة جدا في المعني ذكر أن من هدى أهل السنة والجماعة وطريقتهم أنهم يدينون بالولاء لولاة الأمور وأنهم يرون إقامة الحج والجهاد والأعياد والجمع مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا حتى لو كان ولي الأمر فاجرا فإن أهل السنة والجماعة يرون إقامة الجهاد معه وإقامة الحج وإقامة الجمع وإقامة الأعياد إلا إذا رأينا كفرا بواحا صريحا عندنا فيه من الله برهان والعياذ بالله فهنا يجب علينا ما استطعنا أن نزيل هذا الحاكم وأن نستبدله بخير منه أما مجرد المعاصي والاستئثار وغيرها فإن أهل السنة والجماعة يرون أن ولي الأمر له الولاية حتى مع هذه الأمور كلها وأن له السمع والطاعة وأنه لا تجوز منابذته ولا إيغار الصدور عليه ولا غير ذلك مما يكون فساده أعظم وأعظم والشر ليس يدفع بالشر ادفع الشر بالخير أما أن تدفع الشر بالشر فإن كان مثله فلا فائدة وإن كان أشر منه كما هو الغالب في مثل هذه الأمور فإن ذلك مفسدة كبيرة نسأل الله أن يهدي ولاة أمورنا وأن يهدي رعيتنا إلى ما يلزمها وأن يوفق الجميع للقيام بما يجب عليه

الشَّرْحُ




671 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الأمير فقد عصاني متفق عليه
673 - وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أهان السلطان أهانه الله رواه الترمذي وقال حديث حسن وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح وقد سبق بعضها في أبواب هذان الحديثان بقية باب وجوب طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد عصاني ففي هذا الحديث بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن طاعته من طاعة الله قال الله تعالى: من يطع الرسول فقد أطاع الله والنبي عليه الصلاة والسلام لا يأمر إلا بالوحي إلا بالشرع الذي شرعه الله تعالى له ولأمته فإذا أمر بشيء فهو شرع الله سبحانه وتعالى فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله الأمير إذا أطاعه الإنسان فقد أطاع الرسول لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في أكثر من حديث بطاعة ولي الأمر وقال اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك وقال اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبة وقال على المسلم السمع والطاعة في عسره ويسره ومنشطه ومكرهه والأحاديث في هذا كثيرة فقد أمر بطاعة ولي الأمر وإذا أطعت ولي الأمر فقد أطعت الرسول عليه الصلاة والسلام وإذا أطعت الرسول فقد أطعت الله وهذا الحديث وما سبقه وما لم يذكره المؤلف كلها تدل على وجوب طاعة ولاة الأمور إلا في معصية الله لما في طاعتهم من الخير والأمن والاستقرار وعدم الفوضى وعدم اتباع الهوى أما إذا عصى ولاة الأمور في أمر تلزم طاعتهم فيه فإنه تحصل الفوضى ويحصل إعجاب كل ذي رأي برأيه ويزول الأمن وتفسد الأمور وتكثر الفتن فلهذا يجب علينا أن نسمع ونطيع لولاة أمورنا إلا إذا أمرونا بمعصية فإذا أمرونا بمعصية الله فربنا وربهم الله له الحكم فلا نطيعهم فيها بل نقول لهم يجب عليكم أن تتجنبوا معصية الله فكيف تأمروننا بها فلا نسمع لكم ولا نطيع وقد سبق لنا أن قلنا إن ما أمر به ولاة الأمور ينقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول: أن يكون الله قد أمر به مثل أن يأمرونا بإقامة الجماعة في المساجد وأن يأمرونا بفعل الخير وترك المنكر وما أشبه ذلك فهذا واجب من جهتين: أولا: أنه واجب أصلا والثاني: أنه أمر به ولاة الأمور القسم الثاني: أن يأمرونا بمعصية الله فهذا لا يجوز لنا طاعتهم فيه مهما كان مثل أن يقولوا لا تصلوا جماعة احلقوا لحاكم & أنزلوا ثيابكم إلى أسفل اظلموا المسلمين بأخذ المال أو الضرب أو ما أشبه ذلك فهذا أمر لا يطاع ولا يحل لنا طاعتهم فيه لكن علينا أن نناصحهم وأن نقول اتقوا الله هذا أمر لا يجوز لا يحل لكم أن تأمروا عباد الله بمعصية الله القسم الثالث: أن يأمرونا بأمر ليس فيه أمر من الله ورسوله بذاته وليس فيه نهي بذاته فيجب علينا طاعتهم فيه كالأنظمة التي يستنونها وهي لا تخالف الشرع فإن الواجب علينا طاعتهم فيها واتباع هذه الأنظمة وهذا التقسيم فإذا فعل الناس ذلك فإنهم سيجدون الأمن والاستقرار والراحة والطمأنينة ويحبون ولاة أمورهم، ويحبهم ولاة أمورهم ثم ذكر المؤلف آخر حديث في هذا الباب حديث أبي بكرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال من أهان السلطان أهانه الله وإهانة السلطان لها عدة صور: منها أن يسخر بأوامر السلطان فإذا أمر بشيء قال انظروا ماذا يقول ؟ ومنها: إذا فعل السلطان شيئا لا يراه هذا الإنسان قال: انظروا انظروا ماذا يفعل ؟ يريد أن يهون أمر السلطان على الناس، لأنه إذا هون أمر السلطان على الناس استهانوا به، ولم يمتثلوا أمره، ولم يجتنبوا نهيه . ولهذا فإن الذي يهين السلطان بنشر معايبه بين الناس وذمه والتشنيع عليه والتشهير به يكون عرضه لأن يهينه الله عز وجل لأنه إذا أهان السلطان بمثل هذه الأمور تمرد الناس عليه فعصوه وحينئذ يكون هذا سبب شر فيهينه الله عز وجل فإن أهانه في الدنيا فقد أدرك عقوبته وإن لم يهنه في الدنيا فإنه يستحق أن يهان في الآخرة والعياذ بالله لأن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم حق من أهان السلطان أهانه الله ومن أعان السلطان أعانه الله لأنه أعان على خير وعلى بر فإذا بينت للناس ما يجب عليهم للسلطان وأعنتهم على طاعته في غير معصية فهذا خير كثير بشرط أن يكون إعانة على البر والتقوى وعلى الخير

الشَّرْحُ


باب النهي عن سؤال الإمارة واختيار ترك الولايات إذا لم يتعين عليه أو تدع حاجة إليه
قال الله تعالى: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين }
674 - وعن أبي سعيد عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك متفق عليه قال المؤلف رحمه الله في كتابه رياض الصالحين باب النهي عن طلب الإمارة وترك الولايات إلا من حاجة أو مصلحة الإمارة معناها التآمر على الناس والاستيلاء عليهم وهي كبرى وصغرى أما الكبرى: فهي التي تكون إمارة عامة على كل المسلمين كإمارة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكإمارة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهم من الخلفاء هذه إمارة عامة سلطة عامة وإمارة خاصة دون ذلك تكون إمارة على منطقة من المناطق تشتمل على قرى ومدن أو إمارة أخص من ذلك على قرية واحدة أو مدينة واحدة وكلها ينهى الإنسان أن يطلب فيها أن يكون أميرا كما سيأتي في حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه ثم صدر المؤلف رحمه الله تعالى هذا الباب بقول الله تعالى تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين يعني الجنة { نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض } وطلب الإمارة ربما يكون قصد الطالب للإمارة أن يعلو على الناس ويملك رقابهم ويأمر وينهي فيكون قصده سيئا فلا يكون له حظ من الآخرة والعياذ بالله ولهذا نهى عن طلب الإمارة . وقوله { ولا فسادا } أي فسادا في الأرض بقطع الطريق وسرقة أموال الناس والاعتداء على أعراضهم وغير ذلك من الفساد { والعاقبة للمتقين } عاقبة الأمر للمتقين فإما أن تظهر هذا العاقبة في الدنيا وإما أن تكون في الآخرة فالمتقون هم الذين لهم العاقبة سواء في الدنيا أو في الآخرة أو في الدنيا والآخرة . ثم ساق المؤلف رحمه الله حديث عبد الرحمن بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا عبد الرحمن بن سمرة ناداه باسمه واسم أبيه من أجل أن ينتبه لما يلقي إليه لأن الموضوع ليس بالهين لا تسأل الإمارة يعني لا تطلب أن تكون أميرا فإنك إن أعطيتها عن مسألة يعني بسبب سؤالك وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها والمعين هو الله فإذا أعطيتها بطلب منك وكلك الله إليها وتخلى الله عنك والعياذ بالله وفشلت فيها ولم تنجح ولم تفلح وإن أعطيتها عن غير مسألة بل الناس هم الذين اختاروك وهم الذين طلبوك فإن الله تعالى يعينك عليها يعني فاقبلها وخذها وهذا يشبه المال فإن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لعمر ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وما لا فلا تتبعه نفسك ولهذا ينبغي للإنسان الموفق ألا يسأل من الوظائف فإن رقي بدون مسألة فهذا هو الأحسن وله أن يقبل حينئذ أما أن يطلب ويلح فإنه يخشى أن يكون داخلا في هذا الحديث فالورع والاحتياط أن يطلب شيئا من ترقية أو انتداب أو غير ذلك إن أعطيت فخذ وإن لم تعط فالأحسن والأروع والأتقى ألا تطالب فكل الدنيا ليست بشيء وإذا رزقك الله رزقا كفافا لا فتنة فيه فهو خير من مال كثير تفتن فيه نسأل الله السلامة لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير يعني إذا حلفت ألا تفعل شيئا ثم تبين لك أن الخير في فعله فكفر عن يمينك وافعله وإذا حلفت أن تفعل شيئا ثم بدا لك أن الخير في تركه فاتركه وكفر عن يمينك وإنما قال له النبي ذلك لأنه إذا كان الإنسان أميرا فحلف على شيء فربما تملى عليه أنفة الإمارة ألا يتحول عن حلفه ولكن ينبغي وإن كان أميرا إذا حلف على شيء ورأى الخير في تركه أن يتركه أو حلف ألا يفعل شيئا ورأى الخير في فعله أن يفعله وهذا شامل الأمير وغيره إذا حلفت على شيء ورأيت أن الخير في خلافة فكفر عن يمينك وافعل الخير مثال ذلك رجل حلف ألا يزور قريبه لأنه صار بينه وبينه شيء فقال والله لا أزورك فهذا حلف على قطع الرحم وصلة الرحم خير من القطيعة فنقول يجب عليك أن تكفر عن يمينك وأن تزور قريبك لأن هذا من الصلة والصلة واجبة مثال آخر: رجل حلف ألا يكلم أخاه المسلم ويهجره نقول هذا غلط كفر عن يمينك وكلمه وهكذا كل شيء تحلف عليه ويكون الخير بخلاف ما حلفت فكفر عن يمينك وافعل الخير وهذه قاعدة في كل الأيمان ولكن الذي ينبغي للإنسان ألا يتسرع في الحلف فإن كثيرا من الناس يتسرعون في الحلف أو في الطلاق أو ما أشبه ذلك ويندمون بعد ذلك فنقول لا تتعجل ولا تتسرع إذا كنت عازما على الشيء فافعله أو اتركه بدون يمين وبدون طلاق ثم إن ابتليت بكثرة الحلف فاقرن حلفك بقولك إن شاء الله فإنك إن حلفت وقلت إن شاء الله فأنت في حل حتى لو خالفت ما حلفت عليه فإنه لا يضر فلو قلت والله إن شاء الله لا أفعل هذا الشيء ثم فعلته فليس عليك شيء لأن من قال في يمينه إن شاء الله فلا حنث عليه والله الموفق

الشَّرْحُ



675 - وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم رواه مسلم
676 - وعنه قال: قلت يا رسول الله ألا تستعملني فضرب بيده على منكبي ثم قال يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدي الذي عليه فيه رواه مسلم ذكر الحافظ النووي رحمه الله في باب النهي عن سؤال الإمارة ما نقله عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: إنك امرؤ ضعيف وإني أحب لك ما أحب & لنفسي فلا تأمرن على اثنين ولا تولين على مال يتيم هذه أربع جمل بين الرسول عليه الصلاة والسلام لأبي ذر فيها ما بين الأولى: قال له: إنك امرؤ ضعيف وهذا القول إذا كان مصارحة أمام الإنسان فلا شك أنه ثقيل على النفس وأنه قد يؤثر فيك أن يقال لك إنك امرؤ ضعيف لكن الأمانة تقتضي هذا أن يصرح للإنسان بوصفه الذي هو عليه إن قويا فقوى وإن ضعيفا فضعيف هذا هو النصح إنك امرؤ ضعيف ولا حرج على الإنسان إذا قال لشخص مثلا إن فيك كذا وكذا من باب النصيحة لا من باب السب والتعيير فالنبي عليه الصلاة والسلام قال: إنك امرؤ ضعيف الثانية: قال: وإني أحب لك ما أحبه لنفسي وهذا من حسن خلق النبي عليه الصلاة والسلام لما كانت الجملة الأولى فيها شيء من الجرح قال وإني أحب لك ما أحب لنفسي يعني لم أقل لك ذلك إلا أني أحب لك ما أحب لنفسي الثالثة: فلا تأمرن على اثنين يعني لا تكن أميرا على اثنين وما زاد فهو من باب أولي والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أن يكون أميرا لأنه ضعيف والإمارة تحتاج إلى إنسان قوي أمين قوي بحيث تكون له سلطة وكلمة حادة وإذا قال فعل لا يكون ضعيفا أمام الناس لأن الناس إذا استضعفوا الشخص لم يبق له حرمة عندهم وتجرأ عليه لكع بن لكع وصار الإنسان ليس بشيء لكن إذا كان قويا حادا في ذات الله لا يتجاوز حدود الله عز وجل ولا يقصر عن السلطة التي جعلها الله له فهذا هو الأمير حقيقة الرابعة لا تولين مال يتيم واليتيم هو الذي مات أبوه قبل أن يبلغ فنهاه الرسول عليه الصلاة والسلام أن يتولى على مال اليتيم لأن مال اليتيم يحتاج إلى عناية ويحتاج إلى رعاية إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا وأبو ذر ضعيف لا يستطيع أن يرعى هذا المال حق رعايته فلهذا قال ولا تولين مال يتيم يعني لا تكن وليا عليه دعه لغيرك ففي هذا دليل على أنه يشترط للإمارة أن يكون الإنسان قويا وأن يكون أمينا لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال إنها أمانة فإذا كان قويا أمينا فهذه هي الصفات التي يستحق بها أن يكون أميرا فإن كان قويا غير أمين أو أمينا غير قوي أو ضعيفا غير أمين فهذه الأحوال الثلاثة لا ينبغي أن يكون صاحبها أميرا ولكن يجب أن نعلم أن الأشياء تتقيد بقدر الحاجة فإذا لم نجد إلا أميرا ضعيفا أو أميرا غير أمين وكان لا يوجد في الساحة أحد تنطبق عليه الأوصاف كاملة فإنه يولى الأمثل فالأمثل ولا تترك الأمور بلا إمارة لأن الناس محتاجون إلى أمير ومحتاجون إلى قاض ومحتاجون إلى من يتولى أمورهم فإن أمكن وجود من تتم فيه الشروط فهذا هو الواجب وإن لم يوجد فإنه يولى الأمثل فالأمثل لقول الله تعالى: { فاتقوا الله ما استطعتم } وتختلف الأنظار فيما إذا كان لدينا رجلان أحدهما أمين غير قوي والثاني قوي غير أمين كل منهما معيب من وجه لكن في باب الإمارة يفضل القوي وإن كان فيه ضعف في الأمانة لأن القوي ربما يكون أمينا لكن الضعيف الذي طبيعته الضعف فإن الطبع لا يتغير ولا يتحول غالبا فإذا كان أمامنا رجلان أحدهما ضعيف ولكنه أمين والثاني قوي لكنه ضعيف في الأمانة فإننا نؤمر القوي لأن هذا أنفع للناس فالناس يحتاجون إلى سلطة وإلى قوة وإذا لم تكن قوة ولا سيما مع ضعف الدين ضاعت الأمور

الشَّرْحُ

باب حث السلطان والقاضي وغيرهما من ولاة الأمور على اتخاذ وزير صالح وتحذيرهم من قرناء السوء والقبول منهم
قال الله تعالى: { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين }
678 - عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله رواه البخاري
679 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أراد الله بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسى لم يذكره وإن ذكر لم يعنه رواه أبو داود بإسناد جيد على شرط مسلم قال النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين ( باب حث القاضي والسلطان وغيرهما من ولاة الأمور على اتخاذ وزير صالح والتحذير من قرناء السوء ) ثم ذكر المؤلف قول الله تعالى الأخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ الأخلاء جمع خليل والخليل هو الذي أحبك وتحبه حبا عظيما حتى يتخلل حبه جميع البدن وفي ذلك يقول الشاعر قد تخللت مسلك الروح مني ... وبذا سمى الخليل خليلا فإذا صدق الود واشتد فإن أعلى أنواع المحبة هي الخلة ولهذا اتخذ الله إبراهيم خليلا واتخذ محمدا صلى الله عليه وسلم خليلا ولا نعلم أنه اتخذ خليلا من خلقه إلا هذين النبيين إبراهيم ومحمدا صلى الله عليهما وسلم ولهذا نقول من قال إن إبراهيم خليل الله وموسى كليم الله ومحمدا حبيب الله فقد هضم محمدا صلى الله عليه وسلم حقه لأنه إذا جعله حبيب الله فقط فقد نزل رتبته بل هو عليه الصلاة والسلام أعلى من الحبيب فالله تعالى يحب المؤمنين ويحب المقسطين ويحب المتقين فمحبته أوسع لكن الخلة لا تحصل لكل واحد فهؤلاء المساكين الجهال يقولون محمد حبيب الله وإبراهيم خليل الله سبحان الله يقولون ذلك مع أنه يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا } وقال عليه الصلاة والسلام: لو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ومع هذا سئل أي الرجال أحب إليك قال: أبو بكر ففرق بين الخلة والمحبة الخلة أعظم من المحبة فالأخلاء في الدنيا والأصدقاء في الدنيا هم على صداقتهم لكنهم في الآخرة أعداء قال تعالى: { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } فإن المتقين محبتهم في الله والرجلان إذا تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه كانا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله جعلنا الله منهم ويدل على أن الأخلاء سيكونون أعداء إلا المتقين قوله تعالى: { قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّن الْجِنِّ وَالإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا } وقال تعالى: { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ } قال ابن العباس رضي الله عنهما تقطعت بهم المحبة فكانت المحبة بينهما في الدنيا وفي الآخرة تتلاشى وتتقطع . ثم إنه يجب أن نعلم أن الله سبحانه وتعالى يبتلي العبد فتارة ييسره لأخلاء صدق يدعونه للخير يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر ويعينونه على ما يعجز عنه وتارة يبتلي بقوم خلاف ذلك ولهذا جاء في الحديث المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل وقال عليه الصلاة والسلام مثل الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يبيعك أي يبيع مسكا وإما أن يحذيك أي يعطيك مجانا وإما أن تجد منه رائحة طيبة أما الجليس السوء والعياذ بالله فإنه كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك بما يتطاير عليك من شرر النار وإما أن تجد منه رائحة كريهة وفي حديث عائشة الذي ساقه المؤلف رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسى ذكره وإن ذكر أعانه وإذا أراد به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسى لم يذكره وإن ذكر لم يعنه وكذلك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الله ما بعث من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كان له بطانتان بطانة خير تأمره بالخير وتحثه عليه وبطانة سوء تدله على السوء وتأمره به قال والمعصوم من عصمه الله وهذا شيء مشاهد تجد الأمراء بعضهم يكون صالحا في نفسه حريصا على الخير لكن يقيض الله له قرناء سوء والعياذ بالله فيصدونه عما يريد من الخير ويزينون له السوء ويبغضونه لعباد الله وتجد بعض الأمراء يكون في نفسه غير الصالح لكن عنده بطانة خير تدله على الخير وتحثه عليه وتدله على ما يوجب المحبة بينه وبين رعيته حتى يستقيم وتصلح حاله والمعصوم من عصمه الله إذا كان هذا في الأمراء ففتش نفسك أنت فأنت بنفسك إذا رأيت من أصحابك أنهم يدلونك على الخير ويعينونك عليه وإذا نسيت ذكروك وإذا جهلت علموك فاستمسك بحجزهم وعض عليهم بالنواجذ وإذا رأيت من أصحابك من هو مهمل في حقك ولا يبالي هل هلكت أم بقيت بل ربما يسعى لهلاكك فاحذره فإنه السم الناقع والعياذ بالله لا تقرب هؤلاء بل ابتعد عنهم فر منهم فرارك من الأسد والإنسان الموفق هو الذي لا يكون بليدا كالحجر بل & يكون ذكيا كالزجاجة فإنها صلبة ولكن يرى ما وراءها من صفاء فيكون عنده قوة وصلابة لكن عنده يقظة بحيث يعرف وكأنما يرى بالغيب ما ينفعه مما يضره فيحرص على ما ينفعه ويتجنب ما يضره نسأل الله لنا وللمسلمين التوفيق

الشَّرْحُ





باب النهي عن تولية الإمارة والقضاء وغيرهما من الولايات لمن سألها أو حرص عليها فعرض بها
680 - عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال أحدهما يا رسول الله أمرنا على بعض ما ولاك الله عز وجل وقال الآخر مثل ذلك فقال إنا والله لا نولي هذا العمل أحدا سأله أو أحدا حرص عليه متفق عليه هذا الباب الذي ذكره النووي رحمه الله في رياض الصالحين ( النهي عن تولية من طلب الإمارة أو حرص عليها ) وقد سبق في حديث عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسأل الإمارة فإنك إن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها كذلك أيضا لا ينبغي لولي الأمر إذا سأله أحد أن يؤمره على بلد أو على قطعة من الأرض فيها بادية أو ما أشبه ذلك أن يؤمره حتى وإن كان الطالب أهلا لذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي موسى الذي ذكره المصنف لما سأله الرجلان أن يؤمرهما على بعض ما ولاه الله عليه قال إنا والله لا نوالى هذا الأمر أحدا سأله أو واحدا حرص عليه يعني لا نولي أحدا سأل أن يتآمر على شيء وحرص عليه وذلك لأن الذي يطلب أو يحرص على ذلك ربما يكون غرضه بهذا أن يجعل لنفسه سلطة لا أن يصلح الخلق فلما كان قد يتهم بهذه التهمة منع النبي صلى الله عليه وسلم أن يولى من طلب الإمارة وقال إنا والله لا نولى هذا الأمر أحدا سأله أو أحدا حرص عليه وكذلك أيضا لو أن أحدا سأل القضاء فقال لولي الأمر في القضاء كوزير العدل مثلا ولني القضاء في البلد الفلاني فإنه لا يولى وأما من طلب النقل من بلد إلى بلد أو ما أشبه ذلك فلا يدخل في هذا الحديث لأنه قد تولى من قبل ولكنه طلب أن يكون في محل آخر إلا إذا علمنا أن نيته وقصده هي السلطة علي أهل هذه البلدة فإننا نمنعه فالأعمال بالنيات فإن قال قائل كيف تجيبون عن قول يوسف عليه الصلاة والسلام للعزيز & اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ فإننا نجيب بأحد جوابين أولا: إما أن يقال إن الشرع من قبلنا إذا خالفه شرعنا فالعمدة على شرعنا بناء على القاعدة المعروفة عند الأصوليين شرع من قبلنا ما لم يرد شرعنا بخلافة وقد ورد شرعنا بخلافه أننا لا نولى الأمر أحدا طلب الولاية عليه ثانيا أو يقال إن يوسف عليه الصلاة والسلام رأى أن المال ضائع وأنه يفرط فيه ويلعب فيه فأراد أن ينقذ البلاد من هذا التلاعب ومثل هذا يكون الغرض منه إزالة سوء التدبير وسوء العمل ويكون هذا لا بأس به فمثلا إذا رأينا أميرا في ناحية لكنه قد أضاع الإمرة وأفسد الخلق فللصالح لهذا الأمر إذا لم يجد أحدا غيره أن يطلب من ولي الأمر أن يوليه على هذه الناحية فيقول له ولني هذه البلدة لأجل دفع الشر الذي فيها ويكون هذا لا بأس به متفقا مع القواعد . ويحضرني في هذا حديث عثمان بن أبي العاص أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم اجعلني إمام قومي يعني في الصلاة فقال أنت إمامهم فولي الأمر ينظر ما هو السبب في أن هذا الرجل طلب أن يكون أميرا أو طلب أن يكون قاضيا أنبأنا أو طلب أن يكون إماما ثم يعمل بما يرى أن فيه المصلحة

الشَّرْحُ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
آداب عامة وأخرى من 668 – إلى 680 / تابع ---
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آداب عامة وأخرى / من 120 – إلى 130 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 637 – إلى 648 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 189 – إلى 199 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى / من 112 – إلى 120 / تابع ---
» آداب عامة وأخرى من 627 – إلى 637 / تابع ---

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: