924- وعن أُسامةَ بنِ زيدٍ رضي اللَّه عنهما قال : أَرْسَلَتْ إِحْدى بَناتِ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إِلَيهِ تَدْعُوهُ وتُخْبِرُهُ أَنَّ صبيًّا لهَا أَوْ ابْناً في المَوتِ فقال للرَّسول : « ارْجِعْ إِلَيْهَا ، فَأَخْبِرْهَا أَنَّ للَّهِ تعالى مَا أَخذَ ولَهُ ما أعطى ، وَكُلُّ شَيْء عِنْدَهُ بِأَجْلٍ مُسَمَّى، فَمُرْهَا، فلْتَصْبِرْ ولْتَحْتسِبْ » وذكر تمام الحديث ، متفقٌ عليه .
إظهار التشكيل|إخفاء التشكيل
مسألة: التحليل الموضوعي
923 حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا حماد يعني ابن زيد عن عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه وتخبره أن صبيا لها أو ابنا لها في الموت فقال للرسول ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فمرها فلتصبر ولتحتسب فعاد الرسول فقال إنها قد أقسمت لتأتينها قال فقام النبي صلى الله عليه وسلم وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وانطلقت معهم فرفع إليه الصبي ونفسه تقعقع كأنها في شنة ففاضت عيناه فقال له سعد ما هذا يا رسول الله قال هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا ابن فضيل ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية جميعا عن عاصم الأحول بهذا الإسناد غير أن حديث حماد أتم وأطول
الحاشية رقم: 1
قوله - صلى الله عليه وسلم : ( إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى ) معناه الحث على الصبر والتسليم لقضاء الله . وتقديره أن هذا الذي أخذ منكم كان له لا لكم فلم يأخذ إلا ما هو له فينبغي ألا تجزعوا كما لا يجزع من استردت منه وديعة أو عارية .
وقوله - صلى الله عليه وسلم : ( وله ما أعطى ) عناه أن ما وهبه لكم ليس خارجا عن ملكه بل هو - سبحانه وتعالى - يفعل فيه ما يشاء .
وقوله - صلى الله عليه وسلم : ( وكل شيء عنده بأجل مسمى ) معناه اصبروا ولا تجزعوا فإن كل من يأت قد انقضى أجله المسمى فمحال تقدمه أو تأخره عنه ، فإذا علمتم هذا كله فاصبروا واحتسبوا ما نزل بكم . والله أعلم . وهذا الحديث من قواعد الإسلام المشتملة على جمل من أصول الدين وفروعه والآداب .
قوله : ( ونفسه تقعقع كأنها في شنة ) هو بفتح التاء والقافين والشنة القربة البالية ومعناه لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في القربة البالية .
قوله : ( ففاضت عيناه فقال له سعد : ما هذا يا رسول الله؟ قال : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ) معناه أن سعدا ظن أن جميع أنواع البكاء حرام ، وأن دمع العين حرام ، وظن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نسي فذكره ، فأعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مجرد البكاء ودمع بعين ليس بحرام ولا مكروه بل هو رحمة وفضيلة وإنما المحرم النوح والندب والبكاء المقرون بهما أو بأحدهما كما سيأتي في الأحاديث إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا أو يرحم [ ص: 525 ] وأشار إلى لسانه وفي الحديث الآخر العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول ما يسخط الله وفي الحديث الآخر ما لم يكن لقع أو لقلقة .
http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=53&ID=2596