المصير الذي يستحق الاستعداد
المصير الذي يستحق الاستعداد
انَّ سنة الله تعالى ماضية على خلقه وعبيده،
أن جعل للدنيا نهاية، وللآخرة بداية،
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين، وبعد :-
لنعلم ، انَّ سنة الله تعالى ماضية على خلقه وعبيده،
أن جعل للدنيا نهاية، وللآخرة بداية،
قال تعالى :
{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الزمر62
الله تعالى هو خالق الأشياء كلها, وربها ومليكها والمتصرف فيها, وهو على كل شيء حفيظ يدَبِّر جميع شؤون خلقه.
62 - (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) متصرف فيه كيف يشاء
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }الرحمن26
26 - (كل من عليها) الأرض من الحيوان (فان) هالك وعبر بمن تغليبا للعقلاء
كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك,
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }الرحمن27
ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف.
27 - (ويبقى وجه ربك) ذاته (ذو الجلال) العظمة (والإكرام) للمؤمنين بأنعمه عليهم
{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }القصص88
88 - (ولا تدع) تعبد (مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه) إلا إياه (له الحكم) القضاء النافذ (وإليه ترجعون) بالنشور من قبوركم
ولا تعبد مع الله معبودًا أخر; فلا معبود بحق إلا الله, كل شيء هالك وفانٍ إلا وجهه, له الحكم, وإليه ترجعون من بعد موتكم للحساب والجزاء. وفي هذه الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى كما يليق بكماله وعظمة جلاله.
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران 185،
يقول السيد قطب معلقا على هذه الاية الكريمة:
(إنه لا بد من استقرار هذه الحقيقة في النفس :
حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة، محدودة بأجل؛
ثم تأتي نهايتها حتماً . .
يموت الصالحون يموت الطالحون،
يموت المجاهدون ويموت القاعدون،
يموت المستعلون بالعقيدة
ويموت المستذلون للعبيد ،
يموت الشجعان الذين يأبون الضيم ،
ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن ،
يموت ذوو الاهتمامات الكبيرة والأهداف العالية ، ويموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص .
الكل يموت، كل نفس تذوق هذه الجرعة ،
وتفارق هذه الحياة . .
لا فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة ،
إنما الفارق في شيء آخر ،
الفارق في قيمة أخرى، الفارق في المصير الأخير :
{ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ }
هذه هي القيمة التي يكون فيها الافتراق ،
وهذا هو المصير الذي يفترق فيه فلان عن فلان ،
القيمة الباقية التي تستحق السعي والكد، والمصير المخوف الذي يستحق الاستعداد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه أجمعين ومن اهتدى بهديه الى يوم الدين، وبعد :-
لنعلم ، انَّ سنة الله تعالى ماضية على خلقه وعبيده،
أن جعل للدنيا نهاية، وللآخرة بداية،
قال تعالى :
{اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }الزمر62
الله تعالى هو خالق الأشياء كلها, وربها ومليكها والمتصرف فيها, وهو على كل شيء حفيظ يدَبِّر جميع شؤون خلقه.
62 - (الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل) متصرف فيه كيف يشاء
{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ }الرحمن26
26 - (كل من عليها) الأرض من الحيوان (فان) هالك وعبر بمن تغليبا للعقلاء
كل مَن على وجه الأرض مِن الخلق هالك,
{وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ }الرحمن27
ويبقى وجه ربك ذو العظمة والكبرياء والفضل والجود. وفي الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى بما يليق به سبحانه, دون تشبيه ولا تكييف.
27 - (ويبقى وجه ربك) ذاته (ذو الجلال) العظمة (والإكرام) للمؤمنين بأنعمه عليهم
{وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }القصص88
88 - (ولا تدع) تعبد (مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه) إلا إياه (له الحكم) القضاء النافذ (وإليه ترجعون) بالنشور من قبوركم
ولا تعبد مع الله معبودًا أخر; فلا معبود بحق إلا الله, كل شيء هالك وفانٍ إلا وجهه, له الحكم, وإليه ترجعون من بعد موتكم للحساب والجزاء. وفي هذه الآية إثبات صفة الوجه لله تعالى كما يليق بكماله وعظمة جلاله.
{كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ }آل عمران 185،
يقول السيد قطب معلقا على هذه الاية الكريمة:
(إنه لا بد من استقرار هذه الحقيقة في النفس :
حقيقة أن الحياة في هذه الأرض موقوتة، محدودة بأجل؛
ثم تأتي نهايتها حتماً . .
يموت الصالحون يموت الطالحون،
يموت المجاهدون ويموت القاعدون،
يموت المستعلون بالعقيدة
ويموت المستذلون للعبيد ،
يموت الشجعان الذين يأبون الضيم ،
ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأي ثمن ،
يموت ذوو الاهتمامات الكبيرة والأهداف العالية ، ويموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص .
الكل يموت، كل نفس تذوق هذه الجرعة ،
وتفارق هذه الحياة . .
لا فارق بين نفس ونفس في تذوق هذه الجرعة ،
إنما الفارق في شيء آخر ،
الفارق في قيمة أخرى، الفارق في المصير الأخير :
{ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ }
هذه هي القيمة التي يكون فيها الافتراق ،
وهذا هو المصير الذي يفترق فيه فلان عن فلان ،
القيمة الباقية التي تستحق السعي والكد، والمصير المخوف الذي يستحق الاستعداد