بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
معنى لا إله إلا الله وشروطها
لا إله إلا الله هي الكلمة التي من أجلها خلق الله الخلق وأرسل الرسل وأنزل الكتب وجردت سيوف الجهاد وانقسم الناس إلى فريقين مؤمنين وكفار
ولأجلها قام سوق الجنة والنار ووضع الميزان ونصب الصراط وهي حق الله على العباد فهي كلمة الإسلام ومفتاح دار السلام ، وعنها يسأل الأولون والآخرون
إن شهادة أن لا إله إلا الله ليست مجرد كلمة أو مجرد عبارات، لكن حقائق هذه الكلمة التي بعث الله تبارك وتعالى بها أنبياءه جميعًا. وحقيقة الإسلام هو معنى 'لا إله إلا الله'، وهو الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، وهي العروة الوثقى، وكلمة التقوى، قال تعالى"فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم"والعروة الوثقى هي:شهادة أن لا إله إلا الله فلا تقبل الصلاة ولا صيام ولا صدقة ولا أي عمل من غير لا إله إلا الله، كما قال الله تعالى"وقدمنا إلى ما عملوامنعمل فجعلناه هباء منثورا" فلا يقبل الله العمل أبدا بل هو كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لأنه ليس مبنياعلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وعلى توحيد الله تبارك وتعالى. وقال تعالى"وماأرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون"ومعنى لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله وهو في غير موضع من القرآن، ويأتيك في قول البقاعي صريحا قوله (وحده) تأكيد للإثبات (لا شريك له)كثير من الناس يظنون أنهم سيدخلون الجنان ولا يعذبون في النيران بمجرد قولهم لا إله إلا الله ، ويحتجون بقول رسول الله صَلي الله عَليْهِ وَسَلمَ: (مَا مِنْ عَبْدٍ قَال لا إِلهَ إِلا اللهُ ثُمَّ مَاتَ على ذَلكَ إِلا دَخَل الجَنَّةَ)ولم يعلم هؤلاء أن شهادة التوحيد إن لم يحقق العبد شروطها ويستوفي أركانها فهي مجرد كلمة خرجت من اللسان ، أو نطق بها أعجمي لا يفهم القرآن.
شروط لا إله إلا الله:
الأول : العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
الثاني : اليقين ، وهو : كمال العلم بها ، المنافي للشك والريب.
الثالث : الإخلاص المنافي للشرك.
الرابع : الصدق المنافي للكذب .
الخامس : المحبة لهذه الكلمة ، ولما دلت عليه ، والسرور بذلك.
السادس : الانقياد لحقوقها ، وهي : الأعمال الواجبة ، إخلاصاً لله ، وطلباً لمرضاته.
السابع : القبول المنافي للرد
اقوال علماء الامة في معنى لا اله الا الله
قال الوزير أبو المظفر فى الإفصاح : قوله : شهادة أن لا إله إلا الله يقتضى أن يكون الشاهد عالماً بأنه لا إله إلا الله ، كما قال تعالى : "فاعلم أنه لا إله إلا الله" قال: واسم (الله) بعد (إلا) من حيث أنه الواجب له الإلهية
فلا يستحقها غيره سبحانه . قال : وجملة الفائدة فى ذلك : أن تعلم أن هذه الكلمة مشتملة على الكفر بالطاغوت والإيمان بالله ، فإنك لما نفيت الإلهية وأثبت الإيجاب لله سبحانه كنت ممن كفر بالطاغوت وآمن بالله
قال ابن القيم فى البدائع رداً لقول من قال : إن المستثنى مخرج من المستثنى منه . قال ابن القيم : بل هو مخرج من المستثنى منه وحكمه ، فلا يكون داخلاً فى المستثنى
إذ لو كان كذلك لم يدخل الرجل فى الإسلام بقوله : لا إله إلا الله لأنه لم يثبت الإلهية لله تعالى . وهذه أعظم كلمة تضمنت بالوضع نفى الإلهية عما سوى الله وإثباتها له بوصف الاختصاص .
فدلالتها على إثبات إلهيته أعظم من دلالة قولنا : (الله إله) ولا يستريب أحد فى هذا البتة
قال الإمام الشافعي في الرسالة ( 1/42-53 بتحقيق أحمد شاكر ، ط . دار الكتب العلمية :
(فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده ، حتى يشهد به أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، ويتلو به كتاب الله ، وينطق بالذكر فيما افترض عليه من التكبير ، وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك ).
ولا يخفى أن إلزام المسلم بهذا يفيد ضرورة فهم الشهادتين وفهم معناها لامجرد ترديدهما بلسان العرب بلا فهم.
وقال البغوي عند تأويل :
( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق ) "وأراد بشهادة الحق قوله لا إله إلا الله كلمة التوحيد ( وهم يعلمون ) بقلوبهم ما شهدوا به بألسنتهم"
قال الإمام ابن حبان رحمه الله تعالى: ( ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن شهد لله جل وعلا بالوحدانية، وكان ذلك عن يقين من قلبه، لا أن الإقرار بالشهادة يوجب الجنة للمقر بها دون أن يقر بها بالإخلاص)
قاال ابن تيميه" تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله أن ينفي عن قلبه ألوهية ما سوى الله ويثبت في قلبه ألوهية الله فيكون نافياً لألوهية كل شئ من المخلوقات مثبتا لألوهية رب العالمين رب الأرض والسماوات وذلك يتضمن اجتماع القلب على الله وعلى مفارقة ما سواه"
.