ربنا عز وجل واضح
جعل بينك و بينه قواعد ثابتة،
إذا عاملت إنسانا
ربما أحرجك هذا الإنسان، تقول:
يا أخي والله يحير، فعلت كذا فلم يرض، فعلت كذا فلم يرض،
اقتربت منه كثيرا فردَّني، ابتعدت منه فعاتبني،
كيف التعاملُ معه ؟
لكنك
إذا أردت أن تتعامل مع الله عز وجل فهناك مبادئ ثابتة في التعامل معه،
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ))
هذا قانون فوق المكان والزمان،
و فوق الظروف وفوق كل شيء،
في أيِّ بيئة كنت، في أيِّ وضع، في أيِّ مجتمع،، في أيِّ وضع، في أيِّ أزمة، في أيِّ معطيات،
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ))
تعامل مع الله بالصدق يحفظك من كل مكروه:
أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا فإنا منحنا بالرضا من أحبنا
ولُذ بحمانا و احتمِ بجنابــنا لنحميك مما فيه أشرار خلقنا
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ))
أقول هذه الكلمات للأخوة الباعة،
قد يدخل إنسان عليهم، يقول:
واللهِ تبلاني، والله لم أعمل شيئا، كتبني ضبطا، فعليه شهران سجنا، أنا أقول للأخوة الباعة
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ))
عامل الناس معاملة مستقيمة،
لا تغشهم، لا تحتكر قوتهم،
لا تأخذ منهم فوق ما يجب، لا تغبنهم،
((غبن المسترسل ربا))
((غبن المسترسل حرام ))
لا تدرِّس عليهم، لا تهنهم، عالمهم معاملة ترضي الله عز وجل، احفظ الله في طريقة تعاملك مع هؤلاء فاللهُ سبحانه وتعالى يتولى حفظك من كل مكروه،
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ))
الحديث واسع جدا، يدور مع الناس في كل دورة، في أيِّ زمان، وفي أي مكان، في أيِّ نشاط، في أي حركة، في أي سكنة،
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ " احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ))
معنى تجاهك تجده معك،
هذه معية الله،
فإذا كان الله معك فمن عليك،
و إذا كان عليك فمن معك،
إذا الواحد تمكّن يكسب معية الله عز وجل، أن يكون الله معه،
وهل من قوة في الكون يخشاها إذا كان الله معه،
يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما،
﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآَتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآَمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً﴾
[سورة المائدة]
معية الله أثمن ما في الدنيا،
وهذه المعية مبذولة لكل مؤمن،
كن مع الله تر الله معك،
صاحب هذا المقام، هكذا يقول:
كن مع الله تر الله معك واترك الكلَّ وحاذر طمعك
و إذا أعطاك من يمنعك ثم من يعطي إذا ما منـعك
إنما أنت له عبد فـكن جاعلا في القرب منه ولعك
هذه ملة طه خذ بها، إذًا واللهِ حديث رائع جدا،
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ))
احفظ الله في كسبك للمال، يعني احفظ أمر الله، لا تأكل مالا حراما، فالله يحفظ مالك، احفظ الله في بصرك، فالله يحفظ لك هذه العين، احفظ الله في أذنك،
((من استمع إلى صوت قينة صب في أذنيه الآنك يوم القيامة))
احفظ الله في أذنك فالله يحفظها لك، احفظ الله في لسانك، تكلم بالحق، لا تغتر أحدا لا تمش بالنميمة، لا تمزح مزاحا رخيصا، لا تعوِّد لسانك الفحش، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
((لَا يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ وَلَا يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ وَلَا يَدْخُلُ رَجُلٌ الْجَنَّةَ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ))
[رواه أحمد]
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ))
أنت لوحدك وسِّع في الحديث، وسِّع هذا الحديث حتى يشمل كلّ نشاطاتك،
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ))
(( احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ))
أريد معنى " احفظ الله " أي احفظ في هذا الموضوع أمر الله، لا تنس أمر الله، حتى إن بعضهم يرى من معاني البسملة في بدء كل شيء ألاّ تنس أمر الله، إذا بسملت قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، أي تذكر أمر الله في هذا الموضوع، لكن الإنسان أحيانا يبسمل و لا يفقه معنى البسملة، يبسمل على أمر محرم، بسم الله الرحمن الرحيم، أي يجب أن تذكر أمر الله.
إِذَا
((سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ يقول عليه الصلاة و السلام: لا يخافن العبد إلا ذنبه و لا يرجون إلا ربَّه)) ((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ))
لأن الله وحده هو المعطي وهو المانع، وهو المعزّ وهو المذلّ، وهو الرافع وهو الخافض، وهو القابض وهو الباسط إذا سألت غيره فهذا شرك، لأن غيره ليس في الإمكان أن يعطيك شيئا،
((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ))، ((وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ))
لما الإنسان يسأل غير الله عز وجل، أو يستعين بغير الله عز وجل فربنا عز وجل يؤدِّبه، يخيِّب أمله من هذا الإنسان الذي استعان به،
((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ))
وَإِذَا
((اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ))
ولا يمنع هذا من أن تسأل الناس من باب الأخذ بالأسباب، لا من باب الاعتماد عليهم،و التوكل عليهم، من باب الأخذ بالأسباب، ما دمت متيقِّنا أن الله بيده كل شيء، وأنه إذا شاء أعطاك وإذا شاء منعك، وما هذا الإنسان إلا واسطة، عندئذ يجوز أن تسأل الناس في حدود هذا المنطلق العقائدي،
((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ))
وسبحان الله لما الإنسان تبقى له منافذ مفتوحة من بني البشر يكون دعاؤه فاترا، و استعانته بالله ضعيفة، فحتى تغلق جميع الأبواب الأرضية عندئذ تُفتح أبواب السماء، فالإنسان حتى يعينه ربُّنا على التوحيد يغلق له كل أبواب بني البشر، هذا يصده و هذا يعتذر وهذا يتنصل، إلى أن يقول: يا رب ليس لي إلا أنت، عندئذ يأتيه الجواب
((وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ))
هذا هو التوحيد،
وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد،" لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ " أي بنو البشر، خمسة آلاف مليون لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لا يستطيعون، إلا أن يأذن الله، إذًا علاقتك مع الله، ولا ينبغي أن تكون العلاقة مع غير الله عز وجل، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ" لذلك قال عليه الصلاة والسلام:
((إن كلمة الحق لا تقرب أجلا ولا تقطع رزقا))
الأمة كله"
((لَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ،
رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ))
أي هذه القوانين مقطوعة الصحة،
لا تُبدَّل، ولا تعدَّل و لا تغيّر و لا تجمّد
ولا يوقَف تنفيذها أبدا،
هذه القوانين ثابتة في تعامل الله مع العباد،
فلا تبحث عن قوانين أخرى، لا تبحث عن معطيات أخرى، هذا هو القانون الوحيد في تعامل الله مع البشر،
((احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ -
يتبع