سبحان الله الحمد لله ما سبحت بحمده ألسنة الذاكرين وسبحان الله ما اشرقت انوار ذكره وجوه العابدين وما امتدت الى عطائه اكف السائلين سبحان الله ما حنت الى لقائه قلوب العارفين سبحان الله إله الأولين والآخرين ورب الخلائق اجمعين يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين انزل الينا كتابا اوضح به منازل السالكين وأيقظ به عقول الغافلين انزل به الروح الامين على قلب محمد سيد المرسلين صلى الله عليه وعلى اله واصحابه وسلم صلاة وسلاما دائما باقيا ابد الابدين ودهر الداهرين سبحان من اذن لاوليائه في مناجاته اذا ارخى ستور الليل البهيم سبحان من فتح اقفال القلوب بمفاتيح الذكر الحكيم سبحان من عاد على رحيق فصاله ان نشربها الا كل حد كريم سبحان من اجزل نصيب اوليائه من خالصة الود القديم فلو شهدت ايها المحروم نفاسة ما وصلوا اليه لزهقت نفسك حسرة عليه لكن جملت فما وصلت وكل من جهل التواصل لا يحن اليه ما بال ركب العارفين سروا الى مولاهم وحظوا الغداة اليه واراك عنهم بالتخلف راضيا يا نقص حظك من نوال يديه سهر العابدون في إحراز رغائب العبادة وانت راقد ونهض العارفون الى تشييد معاقل السعادة وانت قاعد وذاب المشتاقون من توقد حرارة الصبابة وأنت جامد فلا الى ما وصلوا اليه انت واصل ولا على ما وفدوا عليه انت وافد تأنيب للغافلين ما الذي فاتك يا محروم من نيل مناك امت قلبا كان حيا احسن الله عزاك فإنك ان ساعدك الدمع والافتباكا انما يحصد الزرع من بذر البذور فما انت حاصد وانما يروج الحور من نقد المهور فما انت ناقد كل امريء على ما قدم فاقدم وفيما شيد خالد فما الذي قدمت لنفسك يا جاهلا في صورة عاقل وغائبا في مظهر شاهد اسفي وما اسفي عليك لانني ضيعت من امري ولا تضييعك وقعدت مثلك عن عبادة خالقي من غفلتي وصنعت مثل صنيعك انا فديتك دما لتفريطي فنح يا صاح وابك دما على تفريطك واعلم بأن بكاك لا يغني اذا لم تمتسك بالطوع امر مليكك لقد الزمك الله بكتابه المنزل قاطع الحجة وبحجج نبيه واضح المحجة تدعى الى ساحل النجاة وانت من الهلاك في لجة حاسب نفسك هل صليت على شرط القبول صلاة واحدة او حججت الى بيته حجة هيا الى معشر تجافوا عن الدنيا وخلوا حرامها والحلالا كلما اقبل الظلام عليهم قابلوه بأوجه تتلالا اسقموا بالجوع والسهاد أجسا دهم ليصححوا الاعمال هذه حال من يروم المعالي هكذا والا فلالا مناصحة جليلة كل شهر في غير خدمة الله باطل وكل بداء على غير عنا الله ليس له حاصل فنافسوا في اقتناء ما يبقى ولا يزول وفرغوا قلوبكم من فضول اشغال الدنيا وكلها فضول كيف يثق بالحياة الدنيا من المنية رائضة الى جنبه كيف يرجو راحة الدنيا من لاراحة له دون لقاء ربه والله لو كانت الدنيا صافية المشارب من كل شائب ميسرة المطالب لكل طالب باقية علينا لا يسلبها منا سالب لكان الزهد فيها هو الفرض الواجب لانها تشغل عن الله والنعم اذا شغلت عن المنعم كانت من المصائب ايا راضع الدنيا انفطم عن فطامها فقد آن تنهاك عنها الشوائب الا عامل فيها سينفذ زاهد الا مؤمن فيها سيخلد راغب الا آسف ذو لوعة وتحرق الا نائح في مآتم الحزن نادب الا مذنب مستغفر من ذنوبه الا خائف من خشية الله راهب الا خاشع خوفا من الله خاضع الا ناحل شوقا الى الله ذائب ستلقون ما قدمتم اليوم في غد وكل امرىء يجزى بما هو كاسب متاع الدنيا قليل الثواب في الدنيا قليل ولنا عليها حساب طويل فتهيأ للنقلة عنها قبل ان يزعجك الرحيل ليس لك في سفر الآخرة زاد الا ما قدمت ليوم المعاد لا تمسك عن النفقة في طاعة الله فما يليق بالمؤمن إمساك لقد شهد القرآن بأن الممسكين عن الإنفاق قد ألقوا بأيديهم إلى الهلاك يا اصحاب الاسماع الواعية والعقول الصاحية الله هو الموجود الذي استغنى عن ايجاد موجد الله هو الواحد الذي لا يفتقر توحيده الى توحيد موحد الله هو الأول الذي ليس لأوليته اول والأخر ليس لآخريته آخر الله الذي كلما ظهر فهو باطن وكلما بطن فهو ظاهر الله الاحد الذي لم يكن له كفوا احد والصمد الذي كل من سواه اليه صمد كل معبود تحت عرشه باطل وكل ظل تحت ظله زائل مستغن عما سواه وكل ما سواه اليه فقير يجير على كل احد وما احد يجير عليه هو القاهر فوق عباده اذا اراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون لا يتأخر عن مراده لا تدركه الابصار ولا تحويه الاقطار ولا تثمله الافكار كل الخلائق عن ادراكه قاصرون وفي تيه معرفته حائرون له مقاليد السموات والارض وبيده البسط والقبض والرفع والخفض نصب الجبال فأرساها وفجر المياه واجراها وسمك السماء واعلاها ووضع الارض ودحاها وسخر الشمس والقمر دائبين وجعل الليل والنهار متعاقبين الملائكة من خشيته مشفقون والرسل من هيبته مطرقون والجبابرة لعظمته صاغرون وله من في السموات والارض كل له قانتون سبحان الله كما هو اهله تبارك الله وتعالى جده كيف يحيط المخلوق بوصف خالقه متى يقوم المرزوق بشكر رازقه تعالى الله عن قول من يقول في القرآن فلا تحيط به دائرة عقله ستكتب شهادتهم ويسألون يوم لا ينفع الظالمون معذرتهم ولا هم يستعتبون لو اردنا واراد اغزرنا عقلا ان يصف نفسه التي بين جنبيه ببعض ما جبلها الله عليه لخرس لسانه وخر جنانه ولم يهتد في وصفها الى صواب الا ان يتمسك بالسنة والكتاب فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم وليحذر المجادل في ذات الله بغير علم يوما يسأل فيه القائل ويجازى فيه العامل قال الله عز من قائل فوربك لنسألهم أجمعين عما كانوا يعملون يسأل الله تعالى في ذلك اليوم العود لم خدش العود فكيف لا يسأل المخالفين في معتقدات اصول الدين عما خالفوه في اجماع المسلمين والله لو ان مؤمنا عاقلا قرأ سورة الحديد وآخر سورة الحشر وآية الكرسي وسورة الاخلاص بتفكير وتدبر لتصدع من خشية الله قلبه وتحير في عظمة الله لبه