دعاء اللهم انك افترضت علينا ما لا نطيق اداءه الا بتوفيقك فوفقنا لاداء ما افترضته وحرمت علينا ما لا نمتنع من مواقعته الا بحفظك فاحفظنا عن مواقعة ما حرمته فلا نعتمد الا عليك اللهم ارحمنا برحمة تغنينا بها عن رحمة الراحمين وارض عنا رضى لا تسخط علينا بعد أبدا الآبدين يا طالب الخيرات اين انت عن باب الغني الحميد يا خائف الشر هلا لجأت الى ركن القوي الشديد يا من قد اعتكرت على قلبه الهموم لم لا تروح بذكر الحميد المجيد استغاثة يا من قد اخطأت وتجاوزت الحد استغث بمن هو اقرب اليك من حبل الوريد هو الذي يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد من حكم بشقاوته فذاك الشقي ومن قضى بسعادته فذاك السعيد رب الاخرة والاولى ليس لاحد سواه مولى اذا حكم فلا معقب لحكمه واذا قطع فلا مسبب لقطعه يقضي فلا يقضى دافع فلا مانع وهو الصانع لكل صنعة وصانع كل الوجوه لعز قهرك خاضع والكل في صدقات جودك طامع يا معشر الفقراء اموا بابه فهناك فضل للبرايا واسع يعطي العطاء فلا يمانع مانع يقضي القضاء فلا يدافع دافع ما للعباد عليه حق واجب كلا ولا مسعى لديه ضائع يا سائلي عن رتبة الحب الذي من حلمنا فهو الامام البارع الزم طريق الذكر عمرك دائبا فالذكر في القلب المحبة زارع من شروط الذكر الذكر لله له شرطان حضور القلب في تحريره وبذل الجسد في تكثيره فان احببت ان تكون في الراسخين الاقدام في هذا المقام فحرر الذكر على الاحسان وكثره بقدر الامكان يا للرجال الاقنى سموا الى نيل العلا لا يزهيه مطامع قدم همام ماجد متقدم بهم جسور فاتك مسارع يغشى بصدره بنحره والوجه منه ابلغ مستنير ساطع سمع العدو بذكره فتزعزعت اركانه وعراه ذل قامع هذي صفات الذاكرين ونيلها صعب المرارة على النفوس وشامع فتتبلوا للذكر وانتدبوا له فالذكر درع في الكريهة مانع ومتى عقلتم فاعلموا وتحققوا ان العدو على حماكم طالع اللهم نور بصائرنا بنور هدايتك حتى ننظر بعين الاعتبار في عجائب صنعتك فكم قد فطرت من بدائع النسم وابرزت الى الوجود من بحر العدم فنشهد ان لا اله الا انت كما وحدت نفسك في قديم القدم وحدوا لله معشر العارفينا فلتوحيده الشواهد فينا وصفوه بكل ما هو اهل ان تكونوا به واصفينا واذا ما رجوتموه فكونوا منه ايضا مع الرجا خائفينا وبأبواب بره لا تزالوا فوق اقدام شكره واقفينا لتكونوا من بحر معروفه الزاجر مهما اردتم غارقينا جزاء المنقطعين الى الله يلزم العبد منابات عبد مثله مترددا بسعيه اليه عاكفا بخدمته عليه فلا يلبث ان يعرف حق ملازمته وبحقه بألطاف كرامته فكيف لمن انقطع الى الله الذي له ما في السموات والارض وما بينهما وما تحت الثرى لقد حاز المنقطع الى الله كنوز الغنى وفاز الطالب من الله بلوغ المنى يا سائلي عن مطلبها من حازه حاز المنى اسع فديتك ما سأوضحه وضحا بينا وجد ولا تشرك وكن بضمان ربك موقنا وانقد لطاعته تقدك الى المسرة والهنا من ادخل الله على قلبه مسلاة رضاه فقد تمت افراحه ومن ستره الله بستر التوبة النصوح فقد امن افتضاحه يا من له النعم الغزار على الخلائق ليس تحصى هب لي رضاك فيها مدى املي واقصى معرفة الله بأصول ثلاثة لا تطلب الحياة الا بالعافية ولا تتم العافية الا بالرضا وانما يرضى الله على من تاب من مخالفته من اهل مرافقته من لم يلزم نفسه بتقوى الله فهو لئيم ومن لم يرض بما قسم الله له فهو عديم الشأن كله في ان تفهم عن الله ثلاثة اصول اولها ان تعرف الله بماتعرف به اليك بما هو اهله وتعرف ما فرض الله عليك معرفته من احكام شرعية ثانيهما ان تطيعه في فعل الواجبات وترك المحرمات ثالثهما ان تشتاق الى ما شوق اليه وتخاف ما خوف منه فاذا أحكمت هذه الاصول لم يتاخر عنك الوصول لان العالم بصفات الله واحكامه اعلم العالمين والعامل بطاعة الله فيما امره نهاه أعمل العاملين ذهب الزاهدون بالراحة وحصل العابدون على المثوبة ونجا الورعون من المناقشة وتحضر المتقون من العقوبة وفاز المتقربون من القرب والقرب من الله نطام رغائب الطالبين وغاية مطالب الراغبين وليس للقرب من الله نهاية تنتهي اليها المساعي فطالب القرب على قدم الجد في الدنيا ساع لا تستقر به دار ولا يقر له قرار كلما بلغ من القرب غاية علم بأن له وراءها عليه اخرى فهو سائر الى الله ابدا لا يفتر اللهم عطشنا بالشوق الى لقائك واسلكنا في سلك اوليائك واعقبنا جبرا لا يعقبه كسر واغننا غنى ليس معه فقر وخر لنا واختر لنا في كل ما تقضي من امر واحفظنا في انفسنا واهلينا وذرياتنا واهل ملتنا من كل ما يسوءنا واجعلنا في كل انواع الطاعة اليك مقربين وفيما عندك راغبين والى ما اعددت لأوليائك متقبلين وصل على نبيك محمد واله وصحبه اجمعين