أَنَّ من أقوال أَبَي بَكْرٍ الصِّدِّيقَ عندما كَانَ يَخْطُبُ ، فَيَقُولُ َاعْمَلُوا يَوْمًا بِيَوْمٍ ، وَسَاعَةً بِسَاعَةٍ ، وَتَوَقُّوا دُعَاءَ الْمَظْلُومِ ، وَعِدُّوا أَنْفُسَكُمْ فِي الْمَوْتَى ، وَاصْبِرُوا فَإِنَّ الْعَمَلَ كُلَّهُ بِالصَّبْرِ ، وَاحْذَرُوا وَالْحَذَرُ يَنْفَعُ ، وَاعْمَلُوا وَالْعَمَلُ يُقْبَلُ ، وَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللَّه مِنْ عَذَابِهِ ، وَسَارِعُوا فِيمَا وَعَدَكُمُ اللَّه مِنْ رَحْمَتِهِ ،
رقم الحديث: 30396
(حديث موقوف) أَخْبَرَنَا أَخْبَرَنَا أَبُو سَهْلِ بْنُ سَعْدَوَيْهِ ، أَنْبَأَ أَبُو الْفَضْلِ الرَّازِيُّ ، أنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، نا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ ، نا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، نا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ : أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ كَانَ يَخْطُبُ ، فَيَقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ أَحْمَدُهُ وَأَسْتَعِينُهُ وَنَسْأَلُهُ الْكَرَامَةَ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، فَإِنَّهُ قَدْ دَنَا أَجَلِي وَأَجَلُكُمْ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَسِرَاجًا مُنِيرًا : لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ سورة يس آية 70 ، وَمَنْ يُطِعِ اللَّه وَرَسُولَهُ فَقَدْ رَشَدَ ، وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّه ، وَالاعْتِصَامِ بِأَمْرِ اللَّهِ الَّذِي شرَعَ لَكُمْ ، وَهَدَاكُمْ بِهِ ، فَإِنَّ جَوَامِعَ هُدَى الإِسْلامِ بَعْدَ كَلِمَةِ الإِخْلاصِ السَّمْعَ وَالطَّاعَةَ لِمَنْ وَلاهُ اللَّه أَمْرَكُمْ ، فَإِنَّهُ مَنْ يُطِعْ وَالِي الأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، فَقَدْ أَفْلَحَ ، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ مِنَ الْحَقِّ ، وَإِيَّاكُمْ وَاتِّبَاعَ الْهَوَى ، فَقَدْ أَفْلَحَ مَنْ حُفِظَ مِنَ الْهَوَى وَالطَّمَعِ وَالْغَضَبِ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْفَخْرَ ، وَمَا فَخْرُ مِنْ خَلْقٍ مِنْ تُرَابٍ ، ثُمَّ إِلَى التُّرَابِ يَعُودُ ، ثُمَّ يَأْكُلُهُ الدُّودُ ، ثُمَّ هُوَ الْيَوْمَ حَيٌّ وَغَدًا مَيِّتٌ ، فَاعْمَلُوا يَوْمًا بِيَوْمٍ ، وَسَاعَةً بِسَاعَةٍ ، وَتَوَقُّوا دُعَاءَ الْمَظْلُومِ ، وَعِدُّوا أَنْفُسَكُمْ فِي الْمَوْتَى ، وَاصْبِرُوا فَإِنَّ الْعَمَلَ كُلَّهُ بِالصَّبْرِ ، وَاحْذَرُوا وَالْحَذَرُ يَنْفَعُ ، وَاعْمَلُوا وَالْعَمَلُ يُقْبَلُ ، وَاحْذَرُوا مَا حَذَّرَكُمُ اللَّه مِنْ عَذَابِهِ ، وَسَارِعُوا فِيمَا وَعَدَكُمُ اللَّه مِنْ رَحْمَتِهِ ، وَافْهَمُوا أَوْ تَفَهَّمُوا ، وَاتَّقُوا أَوْ تَوَقُّوا فَإِنَّ اللَّه قَدْ بَيَّنَ لَكُمْ مَا أَهْلَكَ بِهِ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، وَمَا نَجَّى بِهِ مَنْ نَجَّى قَبْلَكُمْ قَدْ بَيَّنَ لَكُمْ فِي كِتَابِهِ حَلالَهُ وَحَرَامَهُ ، وَمَا يُحِبُّ مِنَ الأَعْمَالِ ، وَمَا يَكْرَهُ ، فَإِنِّي لا آلُوكُمْ وَنَفْسِي ، وَاللَّهِ الْمُسْتَعَانُ ، وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ، وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مَا أَخْلَصْتُمْ لِلَّهِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ ، فَرَبَّكُمْ أَطَعْتُمْ ، وَحَظَّكُمْ حَفِظْتُمْ وَاغْتَبَطْتُمْ ، وَمَا تَطَوَّعْتُمْ بِهِ لِمُدَّتِكُمْ ، فَاجْعَلُوهُ نَوَافِلَ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ تَسْتَوْفُوا سِلَعَكُمْ ، وَتُعْطُوا قَرَابَتَكُمْ لِحِينِ فَقْرِكُمْ ، وَحَاجَتِكُمْ إِلَيْهَا ، ثُمَّ تَفَكَّرُوا عِبَادَ اللَّه فِي إِخْوَانِكُمْ وَصَحَابَتِكُمُ الَّذِينَ مَضَوْا قَدْ وَرَدُوا عَلَى مَا قَدِمُوا عَلَيْهِ ، وَحَلُّوا فِي الشَّقَاءِ وَالسَّعَادَةِ فِيمَا بَعْدَ الْمَوْتِ ، وَإِنَّ اللَّه لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ ، وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ نَسَبٌ يُعْطِيهِ بِهِ خَيْرًا ، أَوْ لا يَصْرِفُ عَنْهُ سُوءًا إِلا بِطَاعَتِهِ ، وَاتِّبَاعِ أَمْرِهِ ، فَإِنَّهُ لا خَيْرَ فِي خَيْرٍ بَعْدَهُ النَّارُ ، وَلا شَرَّ بِشَرٍّ بَعْدَهُ الْجَنَّةُ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّه لِي وَلَكُمْ ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَى نَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّه وَبَرَكَاتُهُ