[color=#000000]الله سبحانه وتعالى مجد جهد الدعوة ووضع جهد الدعوة في قمة العبودية , والله سبحانه وتعالى مدح جهد الأنبياء الذين يبلغون رسالات الله والله سبحانه وتعالى
أثنى على كمال عبودية الأنبياء بكمال صفاتهم الدعوية
الله سبحانه شرف الداعي وذكر شرف جهاده في القرآن الكريم
شرف الداعي لأن جميع اقواله واعماله تسري فيها روح الدعوة
بستخدم الحلال من اجل الواجب, و بستخدم الحاجة من اجل المقصد ,
وهذا الاستخدام أعطاه الله للانبياء
استخدام كامل 100% ويسمى (إنَّه من عبادنا المخلصين)
يعني كل الحياة لله,
كيف كل الحياة لله,
إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴿١﴾ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢﴾ أَنِ اعْبُدُوا اللَّـهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ ﴿٣﴾ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّـهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴿٤﴾ قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ﴿٥﴾ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ﴿٦﴾ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ﴿٧﴾ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا ﴿٨﴾ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ﴿٩﴾ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ﴿١٠﴾ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ﴿١١﴾ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴿١٢﴾ مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّـهِ وَقَارًا ﴿١٣﴾ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا ﴿١٤﴾ أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّـهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا﴿١٥﴾ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴿١٦﴾ وَاللَّـهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا ﴿١٧﴾ ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا ﴿١٨﴾
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَاماً فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ }العنكبوت14
14 - (ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه) وعمره أربعون سنة أو أكثر (فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما) بدعوهم إلى توحيد الله فكذبوه (فأخذهم الطوفان) الماء الكثير طاف بهم وعلاهم فغرقوا (وهم ظالمون) مشركون
كيف كل الحياة لله, ( فاذا فرغت فانصب )
إذا فرغت من دعوة أبي جهل فانصبْ في دعوة غيره
بهذا التكليف شرف الله نبيَّهُ (فاذا فرغت فانصبْ ),
هذا تشريف, شرَّفهُ و كرَّمهُ بهذا التكليف ,
فهذا اسمه عطاء تكريم .هذا اسمه أعظم تشريف
يكرِّمنا الله بهذا التكليف , يشرفنا الله بهذا الإستخدام
{وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }الحج78
78 - (وجاهدوا في الله) لإقامة دينه (حق جهاده) باستفراغ الطاقة فيه ونصب حق على المصدر (هو اجتباكم) اختاركم لدينه (وما جعل عليكم في الدين من حرج) أي ضيق بأن سهله عند الضرورات كالقصر والتيمم وأكل الميتة والفطر للمرض والسفر (ملة أبيكم) منصوب بنزع الخافض الكاف (إبراهيم) عطف بيان (هو) أي الله (سماكم المسلمين من قبل) أي قبل هذا الكتاب (وفي هذا) أي القرآن (ليكون الرسول شهيدا عليكم) يوم القيامة أنه بلغكم (وتكونوا) أنتم (شهداء على الناس) أن رسلهم بلغوهم (فأقيموا الصلاة) داوموا عليها (وآتوا الزكاة واعتصموا بالله) ثقوا به (هو مولاكم) ناصركم ومتولي أموركم (فنعم المولى) هو (ونعم النصير) أي الناصر لك
{وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ }العنكبوت6
6 - (ومن جاهد) جهاد حرب أو نفس (فإنما يجاهد لنفسه) فإن منفعة جهاده له لا لله (إن الله لغني عن العالمين) الإنس والجن والملائكة وعن عبادتهم
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }العنكبوت69
69 - (والذين جاهدوا فينا) في حقنا (لنهدينهم سبلنا) طريق السير إلينا (وإن الله لمع المحسنين) المؤمنين بالنصر والعون
{وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104
104 - (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير) الإسلام (ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك) الداعون الآمرون الناهون (هم المفلحون) الفائزون ، ومن للتبعيض لأن ما ذكر فرض كفاية لا يلزم كل الأمة ولا يليق بكل أحد كالجاهل. وقيل زائدة أي لتكونوا أمة.
الصحابة جندوا حياتهم من اجل الدعوة
تضحيات كاملة من اجل الدعوة
استعداد الكامل للدعوة صلاتهم نسكهم حياتهم مماتهم من اجل الدعوة
تجارة بيع وشراء اموال انفس من اجل الدعوة
تجارة بيع وشراء, عندهم الاستعداد الكامل للدعوة
جميع الدعاة إلى الله أجسادهم بين يدي الله في كل بقاع الارض ووجوههم للذي فطر السماوات والارض بفكر واحد وهم واحد ,
وجوب الحرص على هداية الناس في جميع الأوقات
كما قال ربيعى بن عامرالذي أرسله سعد قبل القادسية رسولاً إلى رستم قائد الجيوش الفارسية و أميرهم :
الله ابتعتنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله و من ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام (
الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله ). الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى
فقبيل معركة القادسية أرسل سعد قبل القادسية ربيعى بن عامر رسولاً إلى رستم قائد الجيوش الفارسية و أميرهم فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق و الزرابي و الحرير و قد جلس على سرير من ذهب ، ودخل ربعى بثياب صفيقة... و ترس و فرس قصيرة ، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد و أقبل عليه بسلاحه ودرعه و بيضته على رأسه فقالوا له ضع سلاحك فقال أنى لم آتكم و إنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا و إلا رجعت فقال رستم : ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها فقال له ما جاء بكم ؟ فقال :
الله ابتعتنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله و من ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ( الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لتدعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله ). الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي
لقد سلك الإسلام أجمل الطرق من أجل تحقيق الهداية بالحكمة والموعظة الحسنة، وبالدعوة إلى الإيمان ، وآيات القرآن الكريم وأحاديث الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ خير شاهد على ذلك،
ففي القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36
{إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً }النساء163
{وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلاً لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيماً }النساء164
{رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء165
والرفق هو دأب الأنبياء، فقد أرسل الله موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام - إلى فرعون، فقال لهما: {فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }طه44
وفي القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
الهموم الدعوية والعواطف النبوية
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأعراف59 {
مقابلة المعاملة السيئة بالنبوة الحسنة
{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً }مريم45هذه هي الهموم الدعوية والعواطف النبوية
ولماذا الهموم الدعوية والعواطف النبوية
{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة7
وفي القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ}(5)،
وقوله سبحانه وتعالى أيضاً: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ}(6)،
ونسوق هنا بعض المواقف من سيرته _ صلى الله عليه وسلم _ لنستلهم منها الدروس والعبر:
أَطِـــعْ أَبَــا الْقَاسِـــمِ
عَنْ أَنَسٍ بن مالك _ رضي الله عنه _ (أَنَّ غُلامًا يَهُودِيًّا كَانَ يَضَعُ لِلنَّبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَضُوءَهُ وَيُنَاوِلُهُ نَعْلَيْهِ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ النَّبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَأَبُوهُ قَاعِدٌ عِنْدَ رَأْسِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: يَا فُلانُ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَنَظَرَ إِلَى أَبيهِ فَسَكَتَ أَبُوهُ، فَأَعَادَ عَلَيْهِ النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَنَظَرَ إِلَى أَبيهِ، فَقَالَ أَبُوهُ: أَطِعْ أَبَا الْقَاسِمِ، فَقَالَ الْغُلامُ: أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، فَخَرَجَ النَّبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَخْرَجَهُ بي مِن النَّارِ)
أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ
أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن عروة أنَّ عَائِشَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- زَوْجَ النَّبيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَدَّثتْهُ (أَنَّهَا قَالَتْ لِلنَّبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ؟ قَالَ: لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ مَا لَقِيتُ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ، إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلالٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ، فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِي، فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بقَرْنِ الثَّعَالِبِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا أَنَا بسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي، فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ، فَنَادَانِي، فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ، وَقَدْ بَعَثَ اللهُ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بمَا شِئْتَ فِيهِمْ، فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ فَسَلَّمَ عَلَيَّ ثمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، فَقَالَ: ذَلِكَ فِيمَا شِئْتَ، إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ، فَقَالَ النَّبيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بهِ شَيْئًا)
ذهب صلى الله عليه وسلم إلى الطائف لعله يجد الأنيس والنصير ، فسبوه وشتموه ورجموه، فجاءه الملك يعرض عليه أن يطبق عليهم الأخشبين، فقال عليه الصلاة و السلام _ اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون، لعل الله يخرج من أصلابهم من يوحد الله _، لم يشتمهم ولم يلعنهم، بل دعا الله أن يهديهم، وفعلا استجاب الله دعاءه، وخرج من صُلْب أبي جهل عدو الله اللدود - الصحابي الجليل عكرمة، وخرج من صلب أمية بن خلف الكافر - الصحابي الجليل صفوان، وخرج من صلب الوليد بن المغيرة الكافر = سيف الله خالد•
يَسِّرَا وَلا تُعَسِّرَا
فقد نصح النبي صلى الله عليه وسلم _ معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري _ رضي الله عنهما _ حين أرسلهما إلى اليمن، قائلاً: (يَسِّرَا وَلا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا وَلا تَخْتَلِفَا)
اذهبوا فانتم الطلقاء
لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم واطمأن الناس خرج حتى جاء البيت فطاف به فلما قضى طوافه دعا عثمان بن طلحة فأخذ منه مفتاح الكعبة ففتح له فدخلها ثم وقف على باب الكعبة فخطب قال بن إسحاق وحدثني بعض أهل العلم أنه صلى الله عليه وسلم قام على باب الكعبة فذكر الحديث - ثم قال صلى الله عليه وسلم / يا معشر قريش ما ترون أني فاعل فيكم قالوا خيرا أخ كريم وبن أخ كريم قال اذهبوا فانتم الطلقاء
هكذا تكون الهموم الدعوية وهكذا تكون العواطف النبوية[/color]