منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

  السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

 السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  Empty
مُساهمةموضوع: السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة     السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة  I_icon_minitimeالإثنين سبتمبر 05, 2011 2:22 am

العهد المكي
ثانيا: من البعثة حتى الهجرة
بيـعة العقبـة الثانيـة
و فى موسم الحج التالى وفد مع حجاج يثرب ثلاثة و سبعون رجلا, و امرأتان من المسلمين و معهم مصعب ليبايعوا رسول الله صلى الله عليه و سلم و سر الرسول بأنتشار الإسلام بين أهل يثرب ووجد فيهم المنعة و النصرة و الحماية, و وجد المسلمون فى يثرب الملجأ والملاذ والمأوى فتاقت نفوسهم وهفت اليها أفئدتهم و تمنوا ساعة الخلاص

تواعد الرسول و مسلمو يثرب اللقاء فى العقبة فى ليلة الثاني عشر من ذى الحجة على أن يكون سرا حتى لا تعلم قريش أو مشركوا يثرب به فيفسدوه, ولما حان الموعد بدأ المسلمون يتسللون تسلل القطا-وهو طائر معروف بالخفة و الحذر-الى مكان الاجتماع و خرج اليهم الرسول و معه عمه العباس وكان لا يزال مشركا و لكنه أراد أن يتثبت لابن أخيه من أهل يثرب, و كان أول من تكلم فقال : يا معشر الخزرج, ان محمدا منا حيث علمتم, و قد منعناه من قومنا ممن على مثل رأينا فيه, فهو فى عز من قومه و منعه فى بلده, و أنه قد أبى إلا الإنحياز اليكم و اللحاق بكم, فأن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه اليه, و ما منعوه ممن خالفه, فأنتم و ما تحملتم من ذلك, و ان ترون أنكم مسلموه و خاذلوه بعد الخروج اليكم فمن الآن فدعوه فإنه فى عز و منعه من قومه و بلده, فقال الخزرج للعباس, قد سمعنا ما قلت تكلم يا رسول الله فخذ لنفسك و لربك ما أحببت, فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم:أبايعكم على أن تمنعونى مما تمنعون منه نسائكم و أبنائكم, فأخذ البراء ابن معرور يده, و قال:نعم و الذى بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا- كناية عن أنفسهم ونسائهم-فبايعنا يا رسول الله, فنحن والله أبناء الحروب, و أهل الحلقة ورثناها كابرا عن كابر

وأراد الأنصار أن يستوثقوا لأنفسهم أيضا من الرسول فقال أبو الهيثم بن التيهان : يا رسول الله ان بيننا و بين الرجال حبالا و إنا قاطعوها(يريد اليهود)فهل عسيت ان نحن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع الى قومك و تدعنا فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال:"الدم الدم والهدم الهدم",يعنى أنا منكم و أنتم منى أحارب من حاربتم و أسالم من سالمتم

وقال العباس بن عبادة الأنصارى, مؤكدا البيعة فى أعناق الأنصار:يا معشر الخزرج هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل, قالوا:نعم, قال:انكم تبايعونه على حرب الأحمر و الأسود من الناس, فأن كنتم ترون أنكم اذا أنهكت أموالكم مصيبة,وأشرافكم قتلا, أسلمتموه فمن الآن, فهو و الله خزي فى الدنيا و الآخرة ان فعلتم, و ان كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه اليه على نهكه الأموال و قتل الأشراف فخذوه, فهو و الله خير فى الدنيا و الآخرة فأجاب الأنصار : نأخذه على مصيبة الأموال و قتل الأشراف, ابسط يدك يا رسول الله لنبايعك فبسط يده فبايعوه

وطلب الرسول أن يختاروا من بينهم اثنى عشر نقيبا فاختاروا تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس,و قال الرسول لهم:أنتم كفلاء على قومكم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم فاجابوه

وفى الصباح علمت قريش بأمر البيعة و أن أهل يثرب قد بايعوا محمدا ليخرج اليهم و يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم و أولادهم, فوقع فى أيديهم و طاش صوابهم و خرجوا مسرعين الى منازل أهل يثرب يسألونهم:انا قد بلغنا أنكم قد جئتم الى صاحبنا هذا تستخرجوه من بين أظهرنا و تبايعوه على حربنا, وانا و الله ما من حي من العرب أبغض الينا أن تنشب الحرب بيننا و بينهم منكم, فسكت المسلمون و قام أهل يثرب يحلفون لهم ما كان من هذا من شئ, و ما علمناه, وعاد أهل يثرب الى بلدهم, و لكن قريشا تيقنت خبر البيعة فخرجوا عليهم يظفرون بأهل يثرب و لكنهم لم يدركوا منهم الا سعد بن عبادة فكتفوه و عادوا به الى مكة يضربونه و يجرونه من شعره و لم يخلصه من بين ايديهم الا مطعم بن عدى الذى أجاره فعاد الى يثرب

هكذا وتمت بيعة العقبة الثانية و أصبحت هجرة الرسول و المسلمين أمرا محققا, و لكنها مسألة وقت فقط

هكذا تمت بيعة العقبة الثانية و تقرر فيها أن يهاجر الرسول و المسلمون الى يثرب على أن يقوم الأنصار بحمايتهم و نصرتهم و أصبح أمر الهجرة محققا و لكنها مسألة وقت فقط
العهد المكي
ثانيا: من البعثة حتى الهجرة
الهجــرة
و ما ان عاد الأنصار الى يثرب حتى أذن الرسول للمسلمين بالهجرة فخرجوا من مكة زرافات و وحدانا يتسللون خوفا من منع قريش لهم و ظلت الهجرة حوالى شهرين تقريبا(من آخر ذى الحجة الى أول ربيع الأول)حتى خلت معظم ديار المسلمين فى مكة من ساكنيها و لم يبق بمكة غير الرسول و أبى بكر و علي و آل بيوتهم و المستضعفين من المسلمين

وكان وقع الهجرة على مشركي قريش سيئا فحاولوا منع المسلمين بشتى الطرق الإرهابية ولكنها لم تجد فتيلا, فتآمروا بالرسول صلى الله عليه و سلم فى دار الندوة و استقر رأيهم على الفتك به بطريقة تضمن تفرق دمه فى القبائل فلا يكون لأهله حتى المطالبة به فانتقوا من كل قبيلة شابا قويا, و أوكلوا إليه حصار بيت الرسول و أن يقتلوه بضربة واحدة, و لكن كان تدبير الله أقوى من تدبيرهم, كما قال تعالى: وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ،فأطلع رسوله على تدبير قريش و أوصى إليه بالهجرة إلى يثرب فنام علي فى فراش الرسول و تغطى ببردته ليغرر بالمحاصرين, و اصطحب الرسول معه أبا بكر و خرجا ليلا إلى جنوب مكة و اختفيا فى غار جبل ثور و مكثا فيه ثلاثة أيام و كان عبد الله بن أبى بكر و أخته أسماء يحملان الأخبار و الطعام و الماء إليهما

جن جنون قريش عندما عرفت أنها باتت تحرس علي وأن الرسول خرج من مكة سليما معافى, فاتجه رجالها للبحث عنه فى كل مكان و وصل بهم قصاصو الأثر حتى باب الغار الذى يختبىء فيه الرسول و صاحبه, و لكن جند الله كانت تحرسه و تسهر عليه و أيده الله بجنود شاهدها الناس كالحمام و العنكبوت و جندا لم يشاهدوها و هى التى عناها الحق فى قوله تعالى وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا و بعد أن مكثا فى الغار ثلاثة أيام ركبا صوب يثرب و كان عليهما أن يختارا طريقا غير الطريق المعهود حتى لا تظفر بهما قريش فاتخذا من"عبد الله بن أريقط"دليلا لهما فسلك بهما الطريق الغربى المحاذى للبحر الاحمر و هو طريق وعر غير مسلوك لكثرة ما فيه من صعوبات و مشاق تحملها الرسول و صاحبه و قطعوا مسافة 510 ميلا تحت الشمس الحارقة تطاردهم مكة بأسرها و قد أدركهم بعض المطاردين فحماهم الله منهم, قطعوا المسافة فى ثمانية أيام و وصلوا الى قباء ضاحية يثرب يوم الأثنين الثانى عشر من شهر ربيع الأول

و قبل أن ننتقل إلى الدور المدنى فى حياة الرسول يجمل بنا أن نذكر سمات الدعوة الإسلامية فى دورها المكي

استغرقت الدعوة الإسلامية فى دورها المكى(من البعثة حتى الهجرة)اثنتى عشرة سنة و خمسة أشهر وواحد و عشرون يوما نزل فيها على الرسول صلى الله عليه و سلم معظم القرآن فنزل بمكة اثنتان وثمانون سورة من جملة سور القرآن البالغة مائة و أربع و عشرة بالإضافة إلى اثنتى عشرة سورة مشتركة بين المكى والمدنى و اشتمل التشريع المكي على أهم ما جاءت من أجله الدعوة الإسلامية, كما يتميز بأنه تشريع كلي, أى أنه يهتم بالأمور الكلية ولا يتعرض لأحكام جزئية و يمكن تلخيص سمات التشريع المكي فيما يأتى

اولا:الوحدانية و رفض عبادة الأوثان و أن تكون هذه العقيدة أساسا لبناء المجتمع الجديد

ثانيا: تقرير فكرة البعث و الحساب واليوم الآخر و أن كل إنسان يحاسب بمفرده على عمله فلا تزر وازرة وزر أخرى

ثالثا: وحدة الرسالات السماوية و أنها تستمد أصولها من منبع واحد هو الله سبحانه وتعالى

رابعا: بيان الصفات التى تقرب العبد من ربه و التى تبعده عنه

خامسا: اذابة الفوارق بين الطبقات و الغاء العصبية القبلية فالناس جميعا متساوون فى الحقوق و الواجبات فكلهم من ذكر و أنثى, و أن الأفضلية لا تكون إلا بمقدار تقوى العبد لربه{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ}

سادسا: فرضت الزكاة و الصلاة فى هذا العصر
العهد المدني
كـيف استقبلـت المدينـة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ترامت الأخبار بهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى المدينة، فكان الأنصار يخرجون كل يوم إذا صلوا الصبح إلى ظاهر المدينة ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم فما يبرحون حتى تغلبهم الشمس على الظلال فيدخلون بيوتهم، وكان الزمن صيف وحر

و قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الناس البيوت, وكان اليهود يرون ما يصنع الأنصار, فلما رآه رجل من اليهود صرخ بأعلى صوته:يا بني قيلة (وهي جدة للأنصار ينسبون إليها، وهي بنت كاهل بن عذرة)، هذا صاحبكم قد جاء

فخرج الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل نخلة ومعه أبو بكر رضي الله عنه في مثل سنه, وأكثرهم لم يكن رأى الرسول صلى الله عليه وسلم قبل ذلك، وازدحم الناس ممن لم ير رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك ما يميزون بينه وبين أبي بكر, وفطن لذلك أبو بكر فقام يظله بردائه فانكشف للناس الأمر

واستقبلهما زهاء خمسمائة من الأنصار حتى انتهوا إليهما فقالت الأنصار:انطلقا آمنين مطاعين، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه بين أظهرهم فخرج أهل المدينة حتى أن العواتق لفوق البيوت يتراءينه يقلن: أيهم هو؟ يقول أنس رضي الله عنه فما رأينا منظرًا شبيهًا له

وخرج الناس حين قدما المدينة في الطرق وعلى البيوت، والغلمان والخدم يقولون الله أكبر جاء رسول الله, الله أكبر جاء محمد, الله أكبر جاء محمد, الله أكبر جاء رسول الله وكانت البنات ينشدن في سرور و نشوة

من ثنيات الوداع طلع البدر علينا
ما دعا لله داع وجب الشكر علينا
جئت بالأمر المطاع أيها المبعوث فينا
مرحبا يا خير داع جئت شرفت المدينة
يقول أنس بن مالك الأنصاري، وهو غلام يومئذ:شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم دخل المدينة فما رأيت يومًا قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل المدينة علينا، وكان فيمن خرج لينظر إليه قوم من اليهود فهم عبد الله بن سلام الذي قال حين رآه:فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب، فكان أول ما سمعت منه"أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام"
العهد المدني
نزوله بقباء-ضاحية المدينة
وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء في بني عمرو بن عوف، فنزل على كلثوم بن هدم وقيل بل نزل على سعد بن خيثمة، والأول أرجح واختلف في المدة التي مكثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قباء، وأكثر ما قيل اثنتين وعشرين ليلة، وذكر البخاري أنه أقام بضع عشرة ليلة والأشهر ما ذكره ابن إسحاق أنه مكث أربعة أيام من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة

وقد أسس في هذه المدة التي اختلف فيها مسجد قباء، وهو الذي نزل فيه قول الله تعالى: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ و يقول ابن إسحاق:أنه أدرك الجمعة في بني سالم بن عوف فصلاها في مسجدهم، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة وأقام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بمكة ثلاث ليال حتى أدى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء
العهد المدني
دخـول الرسـول صلى الله عليه وسلم المدينـة
وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وفي الطريق كان الناس يتلقونه، فلا يمر بدار من دور الأنصار إلا دعاه أهلها إلى النزول عندهم ويقولون:أقم عندنا في العدد والعدة والمنعة, ويمسكون بزمام ناقته القصواء وقد أرخى لها زمامها، فيقول لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خلوا سبيلها فإنها مأمورة "

ووقع ذلك مرارًا، ولا شك أنها كانت معجزة جعلها الله تعالى لنبيه تطيبًا لنفوس أصحابه ولما مر النبي صلى الله عليه وسلم بحي من بني النجار إذا جوار يضربن بالدفوف ويقلن

يا حبذا محمد من جار نحن جوارمن بني النجار
وسار الأنصار حوله حتى إذا أتى دور بني مالك بن النجار بركت الناقة في موضع المسجد النبوي اليوم، وهو يومئذ مربد(وهو الموضع الذي يجفف فيه التمر)لغلامين يتيمين من بني النجار يقال لأحدهما سهل والأخر سهيل

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الناقة فاحتمل أبو أيوب خالد بن زيد النجاري الخزرجي رحله فوضعه في بيته، ودعته الأنصار إلى النزول عليهم فقال عليه السلام:المرء مع رحله، ونزل صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه

ونزل عليه السلام في السفل من البيت وكره أبو أيوب وأعظم أن يكون في العلو، فطلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون في العلو ويكون هو رضي الله عنه وعياله في السفل، فقال الرسول:"يا أبا أيوب:أن أرفق بنا وبمن يغشانا أن نكون في سفل البيت", وكان أبو أيوب الأنصاري عظيم الفرح بنزول رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته كثير الاعتداد والاهتمام بضيافته

يقول أبو أيوب: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفل البيت وكنا فوقه في المسكن، فلقد انكسرت حب لنا فيه ماء فقمت أنا وأم أيوب بقطيفة لنا مالنا لحاف غيرها ننشف بها الماء تخوفًا أن يقطر على رسول الله صلى الله عليه وسلم منه شيء فيؤذيه, وكنا نضع له العشاء ثم نبعث إليه فإذا رد علينا فضلة تيممت أنا وأم أيوب موضع يده فأكلنا منه نبتغي بذلك البركة

وصادف إبان الهجرة أن كانت المدينة موبوءة بالحمى، فلم تمض أيام حتى مرض أبو بكر وعامر بن فهيرة وبلال واستوخم الصحابة جو المهجر الذي آواهم واستيقظت غرائز الحنين إلى الوطن المفقود، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء قائلاً:"اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها واجعلها بالجحفة"
العهد المدني
الرسـول في المدينـة و تأسيـس الدولـة الإسلامية
أصبحت المدينة بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إليها في السادس عشر من ربيع الأول معقل الإسلام ومشعل الهداية ومنطلق الدعوة إلى الله وعندما وصل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كان يسكنها المهاجرون والأنصار واليهود، فكان على الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبدأ في وضع الأسس التي تجعل من هذه الجماعات مجتمعًا قويًا متحدًا على أسس إسلامية ومبادئ دينية؛ فقام الرسول بالخطوات الآتية تحقيقًا لهذه الغاية
أولاً : بناء المسجد – أي صلة الأمة بالله
ثانيًا: المؤاخاة – أي صلة الأمة المسلمة بعضها بالبعض الأخر
ثالثًا: المعاهدة بين المسلمين و اليهود – أي صلة الأمة بالأجانب عنها ممن لا يدينون بدينها

أولاً: بنـاء مسجـد المدينـة
كان أول ما حرص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته إلى المدينة هو بناء المسجد لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المرء برب العالمين ولم يكن هدف الرسول صلى الله عليه وسلم إيجاد مكان للعبادة فقط؛ فالدين الإسلامي يجعل الأرض كلها مسجدًا للمسلمين, ولكن مهمة المسجد كانت أعمق من هذا، لقد أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبني بيتًا لله وبيتا لجميع المسلمين يجتمعون فيه للعبادة والمشاورة فيما يهم أمر الإسلام والدولة الإسلامية, ويتخذون فيه قراراتهم, ويناقشون فيه مشاكلهم, ويستقبلون فيه وفود القبائل وسفراء الملوك و الأمراء من هنا وهناك, وبأسلوب العصر الحديث اتخذ مقرًا للحكومة بالمدينة، فكان المسجد بهذا الوضع أشبه بمدرسة يتعلم فيها المسلمون, وتمتزج فيها نفوسهم وعقلياتهم

وقد اشترى النبي صلى الله عليه وسلم أرض المسجد من الغلامين- صاحبي المربد- الذي أناخت راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده كما ذكرنا, وأبى الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقبله منهما هدية، وعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بناء المسجد، فكان ينقل اللبن والحجارة بنفسه، وافتدى به المسلمون وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول

اللهم ارحم الأنصار والمهاجرة لا عيش إلا عيش الآخرة
وكان المسلمون مسرورين سعداء يضاعف حماسهم في العمل رؤيتهم النبي يجهد كأحدهم ويكره أن يتميز عليهم، فكانوا ينشدون الشعر قائلين

لذاك منـا العمـل المضلـل لئن قعدنـا والنبـي يعمل
وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم طول المسجد مما يلي القبلة إلى المؤخرة مائة ذراع والجانبين مثل ذلك أو دونه، وجعل أساسه قريبًا من ثلاثة أذرع ثم بنوه باللبن, وجعل قبلته إلى بيت المقدس, وصنع له ثلاثة أبواب، وجعل عمده الجذوع وسقفه بالجريد

وبنى بيوتًا إلى جانب المسجد، فلما فرغ من البناء انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم من بيت أبي أيوب إلى مساكنه بعد أن مكث في بيت أبي أيوب سبعة أشهر كما ذكر الواقدي وكان في المسجد موضع مظلل يأوي إليه المساكين يسمى الصفة وكان أهله يسمون أهل الصفة وكان عليه السلام يدعوهم بالليل فيفرقهم على أصحابه لاحتياجهم وعدم ما يكفيهم عنده وتتعشى طائفة منهم معه عليه السلام

ثانيًا: المؤاخــاة
وكانت الخطوة التالية هي صلة الأمة بعضها بالبعض الأخر، وتمثل ذلك في المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار, وإحلال رابطة الإخاء ورابطة الدين محل رابطة القبيلة والعصبية القبلية مصداقًا لقوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ وفيها قرب بين بعض قبائل المهاجرين والبعض الأخر, كما قرب بين الأوس والخزرج؛ إذ كانت الحروب بينهما قبل الإسلام قوية, وليس هذا فحسب بل آخى بين العرب والموالي فمثلاً آخى بين حمزة عمه وزيد بن حارثة وبين أبي الدرداء وسلمان الفارسي

وكانت نتيجة ذلك أن تكونت "أسرة إسلامية" واحدة فلا حمية إلا للإسلام، وسقطت فوارق النسب واللون والوطن وتحققت وحدة المدينة وضرب المسلمون المثل الأعلى في التعاون والاتحاد, يقول ابن إسحاق: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال عليه السلام:"تآخوا في الله أخوين أخوين ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال هذا أخي"

وكان الأنصار يتسابقون في مؤاخاة المهاجرين حتى كان الأمر يؤول إلى الاقتراع بل الإيثار، فكان من الأنصار السماحة والإيثار ومن المهاجرين التعفف وعزة النفس والنبل

روى البخاري أنهم لما قدموا المدينة آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع، فقال سعد لعبد الرحمن: إني أكثر الأنصار مالاً فاقسم مالي نصفين ولي امرأتان فانظر أعجبهما إليك فسمها لي أطلقها فإذا انقضت عدتها فتزوجها, قال عبد الرحمن ابن عوف: بارك الله لك في أهلك ومالك، أين سوقكم؟ فدلوه على سوق بني قينقاع فما انقلب إلا ومعه فضل من إقط وسمن ثم تابع الغدو، ثم جاء يومًا وبه أثر صفرة(أي زينة) فقال النبي: "مهيم؟ "(سؤال عن حاله)قال:تزوجت, قال:"كم سقت إليها؟"، قال: نواة من ذهب

يقول بن القيم: "وكان الذين آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم تسعين رجلاً، نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار آخى بينهم على المواساة, ويتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين وقعة بدر، فلما نزل قول الله تعالى: وَأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ رد التوارث إلى الرحم دون عقد الأخوة

ثالثًا: المعاهدة بين المسلمين و اليهود
أما الأمر الثالث وهو صلة الأمة بالأجانب عنها الذين لا يدينون بدينها، فان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل عن طيب خاطر وجودهم, وعقد الرسول صلى الله عليه وسلم معاهدة مع اليهود الموجودين في المدينة، أقرهم فيها على دينهم وأموالهم وشرط لهم واشترط عليهم, وكان أساس هذه المعاهدة الأخوة في السلم, والدفاع عن المدينة وقت الحرب, والتعاون التام بين الفريقين إذا نزلت شدة بأحدهما أو كليهما

ولكن اليهود لم يحافظوا على الوفاء بعهدهم فاضطر الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حربهم وإجلائهم عن المدينة كما سنرى في الصفحات التالية
العهد المدني
تشريــع الآذان
كان المسلمون يجتمعون للصلاة في مواقيتها بغير دعوة، فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة أن يجعل بوقًا كبوق اليهود الذي يدعون به لصلاتهم ثم كرهه، ثم أمر بالناقوس فنخت ليضرب به للمسلمين الصلاة, فبينما هم على ذلك إذ رأى عبد الله بن زيد رؤيا الآذان فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا رسول الله أنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان أخضران يحمل ناقوسًا في يده فقلت: يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس؟ فقال: وما تصنع به؟ قال:قلت ندعو به إلى الصلاة, قال: أفلا أدلك على خير من ذلك؟ قلت: وما هو؟قال:تقول: "الله أكبر الله أكبر-الله أكبر الله أكبر–أشهد أن لا أله إلا الله-أشهد أن لا إله إلا الله–أشهد أن محمدًا رسول الله -أشهد أن محمدًا رسول الله–حي على الصلاة–حي على الصلاة–حي على الفلاح–حي على الفلاح–الله أكبر–الله أكبر–لا إله إلا الله

فلما أخبر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقها عليه فليؤذن بها فانه أندى صوتًا منك

فلما أذن بها بلال سمعها عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه يقول: يا نبي الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فلله الحمد على ذلك"

وقيل أن الوحي نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآذان. واختير بلال بن رباح الحبشي للآذان فكان مؤذن صلى الله عليه وسلم
العهد المدني
الجهــاد في سبيـل الدعـوة
عرفنا أن الإسلام قد دخل المدينة وأحزاب الكفر تطارده من كل ناحية, وأن المسلمين قد هاجروا من مكة فارين بدينهم بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت؛ فقد نهب مالهم وسلبت دورهم وتعرضوا لألوان الأذى وصنوف الاضطهاد وأنواع الفتن

فالهجرة إذن كانت تضحية غالية عزيزة ضحى فيها المهاجرون بالأوطان والأموال والمتاع في سبيل عقيدتهم ودينهم، وتحملوا كل ذلك راضين صابرين محتسبين لبناء مجتمع جديد وتأسيس دولة إسلامية في المدينة يستطيع المسلمون أن يعيشوا فيها أحرارًا يؤدون شعائر دينهم ويقومون بواجب الدعوة إلى الله

ومن هنا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمجرد وصوله إلى المدينة شرع في وضع الأسس التي يمكن أن يقوم عليها بناء الدولة الإسلامية الجديدة كما ذكرنا، فهل كانت المدينة زهرًا لا شوك فيه؟ وهل خلت من الأخطار والعقبات التي وضعها أعداء الإسلام أمام الرسول والمسلمين للنيل منهم ثم القضاء عليهم كما حاول أهل مكة من قبلهم؟

لا والله إن التضحيات لم تنته وإن المعاناة لم تتوقف؛ فقد واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الكيد والمؤامرات في المدينة من أعداء الإسلام، وتواطأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود وقد نقضوا عهدهم مع النبي وأخذوا هم ومن تابعهم من المنافقين والمشركين يتربصون بالمؤمنين ويظهرون الولاء لمشركي مكة

وها نحن نلقي ضوءًا سريعًا وإشارة عابرة للظروف التي واجهها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وصوله إلى المدينة ومحاولته القيام بأمور دولته الجديدة، تلك الظروف التي لم يكن أحد من المسلمين سببًا فيها والتي فرضت عليهم في النهاية أن يحذروا عقباها وأن يحملوا السلاح دفاعًا عما يدبر لهم من كيد و تآمر وعدوان؛ ذلك أنهم تعلموا من السنين التي مرت عليهم في مكة أن الضعف مدرجة إلى الهوان مزلقة إلى الفتنة، وأن أعداء الإسلام لا يرضون عن استئصاله وأتبا
عه بديلا







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
السيرة النبوية - بيـعة العقبـة الثانيـة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيرة النبوية
»  السيرة النبوية - فتن المنافقين
»  السيرة النبوية - غزوة حنين
»  السيرة النبوية - السـرايـا و الغزوات
»  السيرة النبوية - بين غزوة بدر وغزوة أحد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء ::  >>> المنتديات الاسلامية <<<
 ::  قسم الكتاب والسنة Language English,Arabic, virtues of business , interpretation of the Qur'an etc
-
انتقل الى: