فقدّم الإيمان، لأنه الأصل، ثم العمل الصالح، وكأن الدخول في الصالحين مسألة كبيرة، وهي كذلك، ويكفي أنها مُتَمنى حتى الأنبياء أنفسهم.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ(9)}
فقدّم الإيمان، لأنه الأصل، ثم العمل الصالح، وكأن الدخول في الصالحين مسألة كبيرة، وهي كذلك، ويكفي أنها مُتَمنى حتى الأنبياء أنفسهم.
ثم يقول الحق سبحانه: {وَمِنَ الناس مَن يِقُولُ آمَنَّا بالله فَإِذَآ...}.

» والذين آمَنُواْ: بالله رباً، له كل صفات الكمال المطلق، وله طلاقة القدرة، وله طلاقة الإرادة،.. إلخ. وَعَمِلُواْ الصالحات.. لأن العمل الصالح نتيجة للإيمان، وثمرة من ثمراته , وأضعف الإيمان أنْ تُبقِي الصالح على صلاحه، فإن أردتَ الارتقاء، فزِدْه صلاحاً
» إن الحق سبحانه إذا أراد أنْ يعطي الفقير يقترض له من إخوانه الأغنياء {مَّن ذَا الذي يُقْرِضُ الله قَرْضاً حَسَناً...مع أنه سبحانه واهب كل النعم يحترم ملكية عباده، فاحترم العمل وثمرة العمل، فكما أنك لا ترجع في هبتك، كذلك ربُّك- عز وجل- لا يرجع في هبته.
» فالحق سبحانه يُمحِّصكم ويبتليكم؛ لأنه يريدكم لمهمة عظيمة، لا يصلح لها إلا أقوياء في الإيمان واليقين فرسالة الإسلام لا يتصدَّى لحملها إلا أقوياءُ الإيمان الذين يقدرون على حمل مشاق الدعوة وأمانة تبليغ {أَحَسِبَ الناس [العنكبوت: 2]
» الحمد لله رب العالمين (والحمد لله) لأنه وضع في نفوسنا الإيمان الفطري، ثم أيده بإيمان عقلي بآياته في كونه.
» لا يعلمون إلا ظاهراً من الحياة الدنيا، ويغفلون عن الآخرة، ولم يتفكروا في أنفسهم، فيأتي لهم بالدليل مرة في أنفسهم، ومرة في السماوات والأرض