الهموم الدعوية أن تكون حريصا على هداية الناس , والعواطف النبوية مقابلة المعاملة السيئة بالنبوة الحسنة
اللهمَّ ما أمسى بنا من نعمةٍ أو بأحدٍ من خلقكَ فمنكَ وحدكَ لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر, أمسينا على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمدٍ صلى الله عليه و سلم و ملة أبينا إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين، اللهمَّ صلي وسلم وبارك على الحبيب الكريم المصطفى المرتضى المجتبى صلى الله عليه و سلم سددِّ اللًّهمَّ لنا قولنا وانفعنا يا ربنا بما نقوله وانفعنا يا ربنا بما نسمعهُ وبعد ....
الله سبحانه وتعالى مجد جهد الدعوة ووضع جهد الدعوة في قمة العبودية , والله سبحانه وتعالى مدح جهد الأنبياء الذين يبلغون رسالات الله والله سبحانه وتعالى
أثنى على كمال عبودية الأنبياء بكمال صفاتهم الدعوية
الهموم الدعوية أن تكون حريصا على هداية الناس
/ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ –
والعواطف النبوية مقابلة المعاملة السيئة بالنبوة الحسنة
/ يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً
/ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }الأعراف59 {
{يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَن فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيّاً }مريم45
هذه هي الهموم الدعوية وهذه هي العواطف النبوية
{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ }النحل36
يقول نبينا الكريم صلى الله عليه و سلم :
(( مَن يُردِ اللهُ بهِ خيراً يفقهُ في الدين )) فهذا مجلس للفقه في الدين فحظنا من الخير بقدر جهد الدين والفقه في الدين,
ومصيبتنا من الشر بقدر ضعف جهد الدين والجهل بالدين,
(( من يرد الله به خيراً يفقهُ في الدين ))
و الخير كله نواصيه بيد الله,
فحظنا من الخير بقدر جهد الدين وفقه الدين
ومصائبنا بقدر ضعف جهد الدين وبقدر الجهل بالدين.
الله سبحانه شرف الداعي وذكر شرف جهاده في القرآن الكريم
شرف الداعي لأن جميع اقواله واعماله تسري فيها روح الدعوة
بستخدم الحلال من اجل الواجب, و بستخدم الحاجة من اجل المقصد ,
وهذا الاستخدام أعطاه الله للانبياء
استخدام كامل 100% ويسمى (إنَّه من عبادنا المخلصين)
يعني كل الحياة لله,
كيف كل الحياة لله, ( فاذا فرغت فانصب )
إذا فرغت من دعوة أبي جهل فانصبْ في دعوة غيره
بهذا التكليف شرف الله نبيَّهُ (فاذا فرغت فانصبْ ),
هذا تشريف, شرَّفهُ و كرَّمهُ بهذا التكليف ,
فهذا اسمه عطاء تكريم .هذا اسمه أعظم تشريف
يكرِّمنا الله بهذا التكليف , يشرفنا الله بهذا الإستخدام
الصحابة جندوا حياتهم من اجل الدعوة
تضحيات كاملة من اجل الدعوة
استعداد الكامل للدعوة صلاتهم نسكهم حياتهم مماتهم من اجل الدعوة
تجارة بيع وشراء اموال انفس من اجل الدعوة
تجارة بيع وشراء, عندهم الاستعداد الكامل للدعوة
جميع الدعاة إلى الله أجسادهم بين يدي الله في كل بقاع الارض ووجوههم للذي فطر السماوات والارض و فكرهم واحد كما قال ربيعى بن عامرالذي أرسله سعد قبل القادسية رسولاً إلى رستم قائد الجيوش الفارسية و أميرهم :
الله ابتعتنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله و من ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام (
الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله ). الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي.
إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى
فقبيل معركة القادسية أرسل سعد قبل القادسية ربيعى بن عامر رسولاً إلى رستم قائد الجيوش الفارسية و أميرهم فدخل عليه وقد زينوا مجلسه بالنمارق و الزرابي و الحرير و قد جلس على سرير من ذهب ، ودخل ربعى بثياب صفيقة... و ترس و فرس قصيرة ، ولم يزل راكبها حتى داس بها على طرف البساط ثم نزل وربطها ببعض تلك الوسائد و أقبل عليه بسلاحه ودرعه و بيضته على رأسه فقالوا له ضع سلاحك فقال أنى لم آتكم و إنما جئتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا و إلا رجعت فقال رستم : ائذنوا له فأقبل يتوكأ على رمحه فوق النمارق فخرق عامتها فقال له ما جاء بكم ؟ فقال :
الله ابتعتنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله و من ضيق الدنيا إلى سعتها ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ( الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لتدعوهم إليه، فمن قبل ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نفضي إلى موعود الله ). الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي
كيف كان العرب قبل الدعوة – كانوا عبيدا عند الروم وفارس وكيف أصبحوا بعد الدعوة صاروا ولاة أمراء سادة قادة أعزة ,
إن ما كانوا عليه من سوء الحال ما كان أسوأ حالا منهم ، فأما جوعهم فلم يكن يشبه الجوع وأما المنازل فإنما هي ظهر الأرض
ولقد ظهرت نصرة الله والتأييد للذين فروا بدينهم وهاجروا ونزلوا ارض الحبشة عند النَّجَاشِيُّ وَكانواعِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ ، وَعِنْدَ خَيْرِ جَارٍ ،
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ ابْنَةِ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلْنَا أَرْضَ الْحَبَشَةِ ، جَاوَرْنَا بِهَا خَيْرَ جَارٍ ، النَّجَاشِيَّ ، أَمِنَّا عَلَى دِينِنَا ، وَعَبَدْنَا اللَّهَ لَا نُؤْذَى ، وَلا نَسْمَعُ شَيْئًا نَكْرَهُهُ ، فائْتَمَرت قُرَيْش فبعَثُوا رَجُلَيْنِ جَلْدَيْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَلَم يَتْرُكُوا مِنْ بَطَارِقَتِهِ بِطْرِيقًا إِلا أَهْدَوْا لَهُ هَدِيَّةً ، ثم قَالا لِكُلِّ بِطْرِيقٍ مِنْهُمْ : إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِ الْمَلِكِ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكُمْ ، وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتُمْ ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَى الْمَلِكِ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ لِنَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ ، فَإِذَا كَلَّمْنَا الْمَلِكَ فِيهِمْ ، فَتُشِيرُوا عَلَيْهِ بِأَنْ يُسْلِمَهُمِ إلَيْنَا وَلا يُكَلِّمَهُمْ ، فَإِنَّ قَوْمَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا ، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ ، فَقَالُوا لَهُمَا : نَعَمْ ، ثم أْهدُوا لِلنَّجَاشِيِّ هَدَايَا مِمَّا يُسْتَطْرَفُ مِنْ مَتَاعِ مَكَّةَ ،فقَرَّبَا هَدَايَاهُمِ إلَى النَّجَاشِيِّ فَقَبِلَهَا مِنْهُمَا ، ثُمَّ كَلَّمَاهُ ، فَقَالا لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِنَّهُ قَدْ صَبَا إِلَى بَلَدِكَ مِنَّا غِلْمَانٌ سُفَهَاءُ ، فَارَقُوا دِينَ قَوْمِهِمْ ، وَلَمْ يَدْخُلُوا فِي دِينِكَ ، وَجَاءُوا بِدِينٍ مُبْتَدَعٍ لَا نَعْرِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ ، وَقَدْ بَعَثَنَا إِلَيْكَ فِيهِمِ أشْرَافُ قَوْمِهِمْ مِنْ آبَائِهِمْ ، وَأَعْمَامِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ ، لِتَرُدَّهُمِ إلَيْهِمْ ، فَهُمْ أَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا ، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ وَعَاتَبُوهُمْ فِيهِ . قَالَتْ : وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، وَعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مِنْ أَنْ يَسْمَعَ النَّجَاشِيُّ كَلامَهُمْ ، فَقَالَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ : صَدَقُوا أَيُّهَا الْمَلِكُ ، قَوْمُهُمْأَعَلَى بِهِمْ عَيْنًا ، وَأَعْلَمُ بِمَا عَابُوا عَلَيْهِمْ ، فَأَسْلِمْهُمِ إلَيْهِمَا ، فَلْيَرُدَّاهُمِ إلَى بِلادِهِمْ وَقَوْمِهِمْ ، قَالَت : فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ ، فَغَضِبَ النَّجَاشِيُّ ، ثُمَّ قَالَ : لَا هَا اللَّهِ ، ايْمُ اللَّهِ إِذَنْ لَا أُسْلِمُهُمْ إِلَيْهِمَا ، وَلا أُكَادُ قَوْمًا جَاوَرُونِي ، وَنَزَلُوا بِلادِي ، وَاخْتَارُونِي عَلَى مَنْ سِوَايَ حَتَّى أَدْعُوَهُمْ فَأَسْأَلَهُمْ مَاذَا يَقُولُ هَذَانِ فِي أَمْرِهِمْ ، فَإِنْ كَانُوا كَمَا يَقُولانِ أَسْلَمْتُهُمِ الَيْهِمَا وَرَدَدْتُهُمِ الَى قَوْمِهِمْ ، وَإِنْ كَانُوا عَلَى غَيْرِ ذَلِكَ مَنَعْتُهُمْ مِنْهُمَا ، وَأَحْسَنْتُ جِوَارَهُمْ مَا جَاوَرُونِي, ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَاهُمْ فَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولُهُ اجْتَمَعُوا ، ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَا تَقُولُونَ لِلرَّجُلِ إِذَا جِئْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَقُولُ وَاللَّهِ مَا عَلَّمَنَا ، وَمَا أَمَرَنَا بِهِ نَبِيُّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَائِنٌ فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ . فَلَمَّا جَاءُوهُ ، وَقَدْ دَعَا النَّجَاشِيُّ أَسَاقِفَتَهُ ، فَنَشَرُوا مَصَاحِفَهُمْ حَوْلَهُ ، سَأَلَهُمْ فَقَالَ : مَا هَذَا الدِّينُ الَّذِي فَارَقْتُمْ فِيهِ قَوْمَكُمْ ، وَلَمْ تَدْخُلُوا فِي دِينِي وَلا فِي دِينِ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَمِ ؟
فَكَانَ الَّذِي كَلَّمَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ ، وَصِدْقَهُ ، وَأَمَانَتَهُ ، وَعَفَافَهُ ، " فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ ، وَنَعْبُدَهُ ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ ، وَالدِّمَاءِ ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ ، وَقَوْلِ الزُّورِ ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ ، وَالزَّكَاةِ ، وَالصِّيَامِ " ، قَالَ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلامِ ، فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ ، فَعَبَدْنَا اللَّهَ وَحْدَهُ ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا ، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا ، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا ، فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا ، فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِن َالخَبَائِثِ ، فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا ، وَشَقُّوا عَلَيْنَا ، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا ، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ ، : فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : نَعَمْ ، فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ ، فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ كهيعص : فَبَكَى وَاللَّهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلا عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ : إِنَّ هَذَا وَاللَّهِ وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ ، انْطَلِقَا فَوَاللَّهِ لَا أُسْلِمُهُمِ الَيْكُمِ ابَدًا ، وَلا أُكَادُ ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : وَاللَّهِ لانَبِّئَنَّهُمْ غَدًا عَيْبَهُمْ عِنْدَهُمْ ، ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ ، قَالَتْ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ - وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا - : لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُمِ ارْحَامًا ، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا . قَالَ : وَاللَّهِ لاخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ ، قَالَتْ : ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ ، فَقَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ، إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا ، فَأَرْسِلِ الَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ ، قَالَتْ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ ، قَالَتْ : وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ ، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ ؟ قَالُوا : نَقُولُ وَاللَّهِ فِيهِ مَا قَالَ اللَّهُ ، وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ ، قَالَ لَهُمْ : مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا : هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ ، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ ، قَالَتْ : فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا ، ثُمَّ قَالَ : مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ ، فَتَنَاخَرَت ْبَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ ، فَقَالَ : وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللَّهِ اذْهَبُوا ، فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي -وَالسُّيُومُ : الْآمِنُونَ - مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا ذَهَبًا ، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ - وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ : الْجَبَلُ - رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا ، فَلا حَاجَةَ لَنَا بِهَا ، فَوَاللَّهِ مَا أَخَذَ اللَّهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي ، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ ، فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ: فَخَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ مَقْبُوحَيْنِ مَرْدُودًا عَلَيْهِمَا مَا جَاءَا بِهِ ، وَأَقَمْنَا عِنْدَهُ بِخَيْرِ دَارٍ مَعَ خَيْرِ جَارٍ .-
فما فرح الصحابة بفرحٍ أكثر من فرحهم بقران ينزل ويكلِّفهم ,
أمر ينزل من السماء(أدع),(خذ العفو)
كيف تفرح لما الحكومة تكلفك
اذا الانسان اخذ وزارتين يقول اتعبتوني ,اخذت وزارتين ,
بل يقول كلَّفني, شرفني الرئيس بهذه الوزارات,
ولهذا فالاستخدام عند الخالق عطاء تكريم وتشريف
أول ما بدا الدين وأول شريعة في الدين(واذكر في الكتاب إبراهيم ),
هذا الاستخدام , بنهاره يمشي لأبيه ويمشي لقومه , وبالليل
كيف نهار تستخدمه وليل تستخدمهُ.
فبالدعوة نستخدم نهار, طول النهار انت تشتغل
وتستخدم جزء كبير من الليل,
فاول نوع من الاستخدام مش وُضوءٌ كوضوئه, مش صومٌ كصومه,
بل جهدٌ كجهده ,همٌ كهَمِّه,
يعني إستخدام عواطف الداخل والخارج ,
فالنبي ليس نبي فقط بحركة بدَنَهُ ,بل و بحركة عواطفهِ,
مملوء صدر النبي بالهم على هذه الامة ,بالفكر للامة,
فكيف نستخدم صدورنا ونملؤها كما مُلأ صدر النبي بالهم على هذه الناس
وبالفكر للناس (فلعلك باخعٌ نفسك ) ,هذا ما في صدره ,
لما نزلت هذه الاية( فلعلك باخع نفسك على ءآثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) أين نزلت في مكة ام في المدينة ؟
هذه سورة الكهف مكية .
كيف أصحابه صلى الله عليه وسلم يُؤذون, بلال يصيح أحد أحد,
يُجَرُّ على الرمل الحار,
وصدره -صلى الله عليه وسلم- وهَمُّهُ مش على بلال ,
هنيئا يا بلال, إصبر بلال مثواك الجنة.
(فلعلك باخع), البخع في اللغة الحزن الذي يؤدي الى هلاك صاحبه
الحزن الانتحاري
الحزن الانتحاري, مهلك نفسك حزنا, مش على بلال وهو يعذب, فهنيئا له ,
بل على المُعَذِّبْ مش على المُعَذَّبْ , على الكافر الذي يصُدُّ عن دين الله ,
على الإنسان الذي يموت على غير لا اله الا الله, كيف يروح إلى جهنم!!!
( فلعلك باخع نفسك) على آثار المسلمين؟
بل على ء آثار الكفار (ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا ) ,
فهذه هي الهموم الدعوية
فهذه هي الهموم الدعوية
اين تصيرعواطفنا
( كتاب انزلناه اليك) كيف يستخدمك ربنا؟
مش لتخرج الناس من عضَّات الجوع وعضَّات الفقر!!
بل (لتخرج الناس من الظلمات الى النور),
أعظم استخدام. تستخدم عواطفك بالشفقة على المريض هذا مهم,
أعظم استخدام. تستخدم عواطفك بالشفقة على الاعمى مهم
أعظم استخدام. تستخدم عواطفك بالشفقة على الذي يعصي الله , هذا هو الأهم,
فقصة نوح وإستخدام نوح ما بين لنا ربنا كم مريض زار نوح ,وهذا مهم كان يفعله ,فرحمة المريض خلق الأنبياء
ورحمة الاعمى خلق الأنبياء
ورحمة السجين خلق الأنبياء,
وأما رحمة هذا العاصي وإخراجه من الظلمات الى النور, هو مقصد بعثة الأنبياء
.(إنّا ارسلنا نوح الى قومه ان أنذر قومك من قبل أن ياتيهم عذاب أليم)
الآن عواطفنا تستخدم لما تشوف مريض يرق قلبك ,
ولما تشوف انسان أعمى يرق قلبك,ولما تشوف إنسان جائع يرق قلبك,
ولما تشوف إنسان يعصي الله فالشيطان يقسي قلبك,الله لا يرده!!!
هذااسمه استخدام معكوس,
فالمرض اشتغل في الصحابة,
مرضوا لما جاء للمدينة, أصابتهم الحُمّى والجوع, جاعوا,
لكن عواطف النبي أين؟؟؟ كيف هذا الانسان يموت على هذا الشرك؟؟
فكيف نستخدم عواطفنا الإستخدام الصحيح ؟
كيف يكون عدنا هم على العصاة؟
كان الهمُّ على الكفار والآن على عصاة المسلمين
كيف نخرج انفسنا وعيالنا وأولادنا( قوا انفسكم واهليكم نارا).
فبدون جهد الدعوة لا نتعلم الإستخدام الكامل,
من الفجر للظهر هذا فراغ العبادة,ما تملا وقتك ,
بين الصلاة المفروضة من الفجر للظهر ست ساعات تقدر
تخلي رجل على رجل وتقرأ عشرين جريدة وتسمع ما سمعت, ايش قال؟
صليت الفجر والظهر بعد ست ساعات!!
لكن ربنا كلفنا بالدعوة ,
ايش قال عن اهل الدعوة (0واذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) ليش ؟
لان مشغولين ما فاضين للكلام الفارغ
(واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ) مشغولين,
أول ما تعلم المسلم الاستخدام الكامل لمشغولية الاعمال
انا قلت لا اله الا الله ابوي ما قالها, امي ما قالتها ,عشيرتي ما قالتها,
الناس تموت على الكفر, يا عمي مشغول مشغول ما فاضي,
اليوم تقرأ عشرين جريدة قال انا بس فراغي للعبادة بس اصلي من الفجر للظهر,
تقدر تَسْمَع وتُسَمِّع قصة ابو زيد الهلالي ....
في ايامنا هذه الذين انشغلوا في الدنيا ما يعطوك وقت
مثلا إنسان مشغول بالتجارة يبيع و يشتري تقول له؛
تعال اسمعك قصة ابو زيد الهلالي يقول خلِّيها لك ,
تروح للطبيب في العيادة تقول تعال اسمعك قصة عنترة يقول لك
ولك يا مجنون انا مشغول ,
فالطبيب مشغول والمعلم مشغول ,
إلَّا المسلم فاضي شغل
قال صليت الفجر والظهر باقي عليه ست ساعات ,
فالدين ما بدأ بالصلوات الخمس ,
الصلوات الخمسة نزلت في السنة العاشرة ,
الصيام سنة اربعة عشر من البعثة,
لكن أول دين هو اذكر مشغوليته إبراهيم ,مشغولية موسى ’
مشغولية نوح ودعوته لقومه ليل ونهار,
ما معنى ( واذكر في الكتاب ابراهيم) ما معناها ؟؟
مشغول بذكر ابراهيم ابراهيم ابراهيم!!!
اذكرفعل امر, كيف تمتثل للامر؟ تقول ابراهيم ابراهيم !!!! لا...
بل يعني اذكر جهد إبراهيم وهات جهدا مثل جهده,
أُذكر مقصده وهات مقصداً مثل مقصده,
يعني إستلم النيابة!!هذا معنى(واذكر في الكتاب ابراهيم)
ما في ابراهيم بعد اليوم, استلم النيابة!!
ما معنى و(اذكر في الكتاب موسى) يعني استلم النيابة,
فأول تكليف من تكاليف هذه الشريعة الإسلامية إستلام النيابة, جهد النيابة, جهد النبوة,
هذا الذي جعل الانسان يشتغل ليل ونهار,
هذا الجهد الذي يشغِّل عواطفك و يشغل مشاعرك ,
يشغل رجلك , يشغل مالك يشغل عواطفك مع الناس,
و بدون هذا الجهد الاسلام كيفية!! من الفجر للظهر!!! فنصير أكسلْ أُمّة,
والله لو اقتصرنا على فراغ العبادة نصير اكسل امة,
لانهم اكثر صلاة منا واكثر صيام منا ,
فاول مشغولية (شرع لكم من الدين)
اول شريعة هذه, لا اله الا الله عقيدتنا,
لكن العقيدة من الشريعة يعني العقيدة تشغلك ,
ما هي الشريعة؟ مشغولية( شرع لكم من الدين),
هذه أول شريعة شرعها الاسلام
(ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليه وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى)
ان صوموا؟؟؟ ان حجوا؟؟؟
(ان اقيموا الدين ) هذه اول شريعة, اقامة الدين في حياة الناس
(ولا تتفرقو ا فيه) كبر على المشركين صلاتكم؟؟
كبر على المشركين صيامكم؟؟؟
كم صمنا؟ هل الصيام يزلزل الباطل؟؟ الصيام عبادة لك,هذا نور لك,
كبر على المشركين حجكم ؟؟ عبادة لك,هذا نور لك
( كبر على المشركين ما تدعوهم اليه) ,
فالامّة لمّا تتحرك بالدعوة جهد الباطل يندحر في ساعات قليلة وايام قليلة,
لكن الذي يتحرك في جهد الدعوة جزء قليل من الامّة,
فهذا الجهد ليس جهد جماعة,بل جهد أُمّة
.لما ربّنا يمدح اهل الجهد ما يمدح جزء من الامة (وعباد الرحمن الذين يمشون)
كل يوم يمشي, اين يمشي هذا الانسان ؟ لواحد جاهل يعرِّفُه بالله
(الذين يمشون على الارض هونا وإذا خاطبهم الجاهل قالوا سلاما),
من الممدوح في هذه الايات (يمشون)؟؟ كل الامة ,
وقت نزول هذه الآية . من الممدوح بقوله تعالى
(ويدرؤن بالحسنة السيئة ) الممدوح كل الامة
كل الامة وقت نزول هذه الاية.
هكذا احبابي (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا)
فربنا رفع مقامك لما جعل شريعتك شريعة نوح ,
تكليفك ما كلف نوح , جهدك جهد نوح,
فكم هذا التشريف !!
ما إختار انبياء مثل يونس وسليمان, بل إختار رسل أولوا العزم (ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن اقيموا الدين ولا تفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم اليه ) .
وبعد جهد الدعوة تاتي لفظة اسمها الإجتباء ( الله يجتبي),
فجهد الدعوة إجتباء (يجتبي اليه من يشاء),
جهد الصيام ليس إجتباء, واحد يقول الحمد لله نحن امة محمد نصوم !!
هذا الكلام فيه معنى الاختصاص , يعني إنّا نحن أمّة محمد إختصنا الله بالصيام!!!
لا يا سيدي كلُّ امّة صامت
(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم) ليس لوحدك,
ولكن نحن امّة محمد كلفنا ربنا بجهد محمد, بجهد الانبياء, هذا صحيح ,هذا إجتباء,
فكان جهد الدعوة الله يجتبي اليه عدد انفرادي
( واذكر في الكتاب ابراهيم) ليس امة تحركت,
( وجاء من اقصى المدينة رجل يسعى),
لكن ببركة ختم النبوة ما قال واذكر في الكتاب محمد لكن قال (محمد والّذين معه) (وعباد الرحمن الذين يمشون على الارض هونا) (ويدرؤن),فكلها صفة جماعية. فاجتبانا الله بهذا الجهد (وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم)
جهد اجتبائي رفع الله به شان هذه الامة حتى اعطاها بهذا الجهد السيادة العالمية
(كنتم خير امة) وبسبب جهد الامّة ختم الله النبوة,اعطاها النيابة النبوية,وببركة هذاالجهد اعطاها الخلافة الربانية,
لان الداعي هو الله يدعو وانت خليفة الداعية,
الله الذي يكرم الناس وليس انت وانت خليفة الكريم, خليفة الرحيم.
الركوع والسجود صفة عبودية ما فيها إستخلاف,
ربنا ما يركع حتى تقول انا خليفة الراكع,
لكن هذه صفات هو الذي يدعو الى دار السلام,
يتودد,فانت خليفة الودود ,خليفة الكريم , خليفة الحليم , خليفة الرحيم
.فببركة هذا الجهد اعطى الامّة السيادة العالمية و اعطاها الوراثة القرآنية
( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)
فاكثر من نصف القران في جهد الدعوة.
واذا جلسنا في البيوت كل هذه المراتب تروح منا,
ما بتصير سيادة عالمي وانت جالس,
فما نزلت (كنتم خير امة) حتى نتفاخر بها ,
ما نزلت كنتم خير امة حتى نتباهى بها ,
الويل كل الويل الذي يحول القرآن عن مقصده,
نزلت (كنتم خير امة) لنخدم الناس بها, لنتحرك بها,
فماذا اهلك بني اسرائيل ؟
لما ربنا جعل الانبياء فيهم ,فبدل ما يشكروا اغتروا ,نحن شعب الله المختار ,
قاعدين ويقولوا نحن شعب الله المختار ,
ونحن قاعدين ونقول نحن خير امة ,
فما نزلت خير أمّة لنتباهى بها ,ولا لنتفاخر بها
(ان الله لا يحب كل مختال فخور),
نزلت كنتم خير أمّة لنتحرك بها ونخدم بها, فمن مستعد؟؟؟؟؟؟
كل ذرة من الجهد يقابلها آلاف السنين من الراحة,
فالراحة مقصد حياتنا والطريق اليها هذا الجهد,
فما هو نتائج هذا الجهد؟ النتيجة ليس شغلاً بل (على الارائك ),
يا الله ما احسنك وانت متكئ على الاريكة في الجنة,
وما اقبح الانسان ينسى جهد الدين ويظل ملتزم أريكته في الدنيا,
لهذا ما معنى الاستخدام ؟
هو أن نترك هذه الأرائك في بيوتنا
ونخرج في سبيل الله من أجل تلك الأرائك التي عند الله.
ونحن نريد (على الأرائك) في الدنيا (وعلى الارائك) في الاخرة !!!
نُكَوِّعْ في الدنيا ونُكَوِّع في الآخرة !!!
خلقت الدنيا لك والاخرة لك!!!طيب ربنا ما لَهُ؟؟
يا رجل إجعل الدنيا لربك والآخرة لك,
الله خلق الدنيا مش للراحة , يا ايها الانسان انك مرتاح !!,بل (انك كادح ) ,
الدنيا للكدح وللمكابدة( لقد خلقنا الانسان في كبد) ,
وهذه التكنلوجيا التي جاءت , فلسفت الدنيا الى احسن سيارة, احسن اريكة ,احسن..احسن , فكيف انتهت الحياة ؟؟
الإنسان أصبح كله مخاوف لأنه غَيَّرَ مقصد الحياة,
فالأمن مش في الراحة, الأمن في الجهد,
قم بجهد الدين ,فخالق الراحة يعطيك الراحة النفسية لانك تستاهل .
(( من يرد الله به خيراً يفقهُ في الدين ))
فقه الدين ينقسم إلى( قسمين ):
القسم الأول كيف يأتي الدين في حياتي؟ وكيف ينصبغ فكري بالدين؟ وكيف تنصبغ عواطفي بالدين؟ و ينصبغ جهدي بالدين, فالدين صبغة للحياة ليس صبغة للكتب, لو ألف مليون كتاب إسلامي بجانبك وما في دين في حياتك! ربنا لا يحصِّل الدين من الكتب ﴿وحُصِّلَ ما في الصدور﴾ لا يحصل خشية الله من الكتب بل يحصل خشية الله من قلبك, لا يحصل التوكل من الكتب, بل التوكل في قلبك.
(القسم الأول) كيف يأتي الدين في حياتي هذا ما يُسَمِّيهِ العلماء فقه العبادات ( فقه الصوم, فقه الحج, فقه الزكاة ) كيف أصلي؟ كيف أصوم؟.
(القسم الثاني): كيف يأتي الدين في حياة الناس؟ إنسان يبغض الدين, ليس فقط لا يحب الدين بل يبغض ويعادي الدين! كيف الذي يعادي الدين يصبح من كبار الدعاة!....
ومن فقه الدين أيضاً كيف يأتي الدين في حياة الآخرين؟ هذا يسمى فقه دعوة , كيف يأتي الدين في حياتي؟ فقه عبادة ,كيف يتقَوَّى الدين في حياتي ويأتي قي حياة الآخرين؟ فقه دعوة.
والشريعة بينت فقه العبادة و فقه الدعوة, ومن أعظم مصادر الشريعة القرآن والسنة, والله جل جلاله جعل المصدر الأول وهو القرآن لبيان القسم الثاني من الفقه و هو فقه الدعوة، كيف يأتي الدين في حياة الناس؟....
لم يفصل الله لنا العبادات, ومن أعظم العبادات الصلاة و الزكاة ﴿وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ﴾[البقرة:43] مجملة ما علمنا القرآن كيفية الصلاة, لو قرأت القرآن ألف ألف مرة لا تستطيع أن تتعلم كيف تصلي الفجر
َمجدُ الله جهد ساعة دعوية لرجل دعا لنصرة لا إله إلا الله ووضع جهدهُ في قمة العبودية من خلال جهد ساعة {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }يس20
والله مدح رجال لهم تجارة بيع وشراء
ولكن لا يلهيهم البيع والشراء عن ذكر الله
لا يلهيهم البيع والشراء عن إقام الصلاة وإيتاء الزكاة خوفا من الله
يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار يوم القيامة
{رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ }النور37 37 - (رجال) فاعل يسبح بكسر الباء وعلى فتحها نائب الفاعل له ورجال فاعل فعل مقدر جواب سؤال مقدر كأنه قيل من يسبحه (لا تلهيهم تجارة) شراء (ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة) حذف هاء إقامة تخفيف (وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب) تضطرب (فيه القلوب والأبصار) من الخوف القلوب بين النجاة والهلاك والأبصار بين ناحيتي اليمين والشمال هو يوم القيامة
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ }المنافقون99 - (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم) تشغلكم (أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله) الصلوات الخمس (ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)
تاجر ولكن لا تتلهى – طبيب لا تتلهى – مهندس لا تتلهى دخل في هذا المدح عثمان رضي الله عنه
ثبات الداعي بجهد الدعوة
{وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً }الإسراء74 {إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً }الإسراء75
{وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }هود120
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً }الفرقان32
{قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }النحل102
بجهد الدعوة الله جعل قوة عبودية بحيث يثبت الانسان في كل الاحوال
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30
يهذا الجهد الله جعل هذه أمة تعرف كيف تعمر الدنيا والاخرة وتعلم الناس كيف يعمروا الدنيا والاخرة
ماذا كانت دنيا العرب قبل الدعوة – عبيد عند الروم وفارس
وكيف صارت دنياهم بعد الدعوة ولاء امراء سادة أعزة
لكن جاءت الدنيا وهم ينوون الاخرة ,
جاءت خزائن الدنيا وهم يقصدون الاخرة
جاء هذا المنصب خزائن الدنيا لسيدنا يوسف عليه السلام وهو في السجن
جاء هذا المنصب خزائن الدنيا لسيدنا يوسف عليه السلام وهو في السجن
{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56
{وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }يوسف57
بجهد الدعوة الله جعل قوة عبودية بحيث يثبت الانسان في كل الاحوال
وكان يوسف عليه السلام قد اشتهر في السجن بالجود والأمانة، وصدق الحديث، وحسن السمت، وكثرة العبادة، صلوات الله عليه وسلامه. ومعرفة التعبير والإحسان إلى أهل السجن، وعيادة مرضاهم، والقيام بحقوقهم.
{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56
{وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }يوسف57 يقول تعالى: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض} أي أرض مصر، {يتبوأ منها حيث يشاء} قال السدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يتصرف فيها كيف يشاء. وقال ابن جرير: يتخذ منها منزلاً حيث يشاء بعد الضيق والحبس والإسار، {نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين}
ولا نضيع أجر المحسنين أي وما أضعنا صبر يوسف على أذى إخوته وصبره على الحبس بسبب امرأة العزيز، فلهذا أعقبه الله عز وجل السلام والنصر والتأييد، {ولا نضيع أجر المحسنين * ولأجر الاَخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون}
بجهد الدعوة الله جعل قوة عبودية بحيث يثبت الانسان في كل الاحوال
نزلت كنتم خير أمّة لتتحرك بها الأمة ونخدم بها الأمة بدعوة اناس كافة حتى يدخلوا في دين هذه الأمة ليصبح جميع خلق الله أمة تؤدي شرط الله لتكون من هذه الأمة كنتم خير أمة, فمن مستعد؟؟؟؟؟؟