وَاضْرِبْ لَهُمْ مّثَلاً أَصْحَابَ القَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذّبُوهُمَا فَعَزّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوَاْ إِنّآ إِلَيْكُمْ مّرْسَلُونَ * قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاّ بَشَرٌ مّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ الرّحْمَـَنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاّ تَكْذِبُونَ * قَالُواْ رَبّنَا يَعْلَمُ إِنّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَآ إِلاّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ*قَالُوَاْ إِنّا تَطَيّرْنَا بِكُمْ لَئِن لّمْ تَنتَهُواْ لَنَرْجُمَنّكُمْ وَلَيَمَسّنّكُمْ مّنّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُواْ طَائِرُكُم مّعَكُمْ أَإِن ذُكّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مّسْرِفُونَ*
يقول تعالى: واضرب يا محمد لقومك الذين كذبوك {مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون}عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه: إنها مدينة أنطاكية وكان بها ملك يقال له أنطيخس بن أنطيخس وكان يعبد الأصنام، فبعث الله إليه ثلاثة من الرسل، وهم صادق وصدوق وشلوم، فكذبهم، وهكذا روي عن بريدة بن الحصيب وعكرمة وقتادة والزهري أنها أنطاكية،{إذ أرسلنا إليهم إثنين فكذبوهما} أي بادروهما بالتكذيب {فعززنا بثالث} أي قويناهما وشددنا إزرهما برسول ثالث.
قال ابن جريج عن وهب بن سليمان عن شعيب الجبائي قال: كان اسم الرسولين الأولين شمعون ويوحنا، واسم الثالث بوليس، والقرية أنطاكية {فقالوا} أي لأهل تلك القرية {إنا إليكم مرسلون} أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له، قاله أبو العالية، وزعم قتادة بن دعامة أنهم كانوا رسل المسيح عليه السلام إلى أهل أنطاكية {قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا} أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر، فلم لا أوحي إلينا مثلكم ولو كنتم رسلاً لكنتم ملائكة، وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة، كما أخبر الله تعالى عنهم في قوله عز وجل: {ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فقالوا أبشر يهدوننا} أي استعجبوا من ذلك وأنكروه
وقوله تعالى: {قالوا إن أنتم إلا بشر مثلنا تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين}. وقوله تعالى حكاية عنهم في قوله جل وعلا: {ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون} وقوله تعالى: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشراً رسولاً ؟} ولهذا قال هؤلاء {ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون} أي أجابتهم رسلهم الثلاثة قائلين الله يعلم أنا رسله إليكم، ولوكنا كذبة عليه لا نتقم منا أشد الانتقام، ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار، كقوله تعالى: {قل كفى بالله بيني وبينكم شهيداً يعلم ما في السموات وما في الأرض والذين آمنوا بالباطل وكفروا بالله أولئك هم الخاسرون} {وما علينا إلا البلاغ المبين} يقولون: إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم، فإذا أطعتم كانت لكم السعادة في الدنيا والاَخرة، وإن لم تجيبوا فستعلمون غبّ ذلك، والله أعلم
فعند ذلك قال لهم أهل القرية{إنا تطيرنا بكم} أي لم نر على وجوهكم خيراً في عيشنا. وقال قتادة: يقولون إن أصابنا شر فإنما هو من أجلكم. وقال مجاهد: يقولون لم يدخل مثلكم إلى قرية إلا عذب أهلها {لئن لم تنتهوا لنرجمنكم} قال قتادة: بالحجارة. وقال مجاهد: بالشتم، {وليمسنكم منا عذاب أليم} أي عقوبة شديدة، فقالت لهم رسلهم {طائركم معكم} أي مردود عليكم، كقوله تعالى في قوم فرعون {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله} وقال قوم صالح {اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله} وقال قتادة ووهب بن منبه: أي أعمالكم معكم. وقال عز وجل: {وإن تصبهم حسنة يقولوا هذه من عند الله، وإن تصبهم سيئة يقولون هذه من عندك، قل كل من عند الله فما لهؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثاً} وقوله تعالى: {أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون} أي من أجل أنا ذكرناكم وأمرناكم بتوحيد الله وإخلاص العبادة له، قابلتمونا بهذا الكلام وتوعدتمونا وتهددتمونا، بل أنتم قوم مسرفون. وقال قتادة: أي إن ذكرناكم بالله تطيرتم بنا بل أنتم قوم مسرفون
{وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }يس20 20 - (وجاء من أقصى المدينة رجل) هو حبيب النجار وكان قد آمن بالرسل ومنزله بأقصى البلد (يسعى) يشتد عدوا لما سمع بتكذيب القوم للرسل (قال يا قوم اتبعوا المرسلين)
{اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُم مُّهْتَدُونَ }يس21 21 - (اتبعوا) تأكيد للأول (من لا يسألكم أجرا) على رسالته (وهم مهتدون) فقيل له أنت على دينهم
{وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }يس22 22 - فقال (وما لي لا أعبد الذي فطرني) خلقني أي ما مانع لي من عبادته الموجود مقتضيها وأنتم كذلك (وإليه ترجعون) بعد الموت فيجازيكم بكفركم
{أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ }يس23 23 - (أأتخذ) في الهمزتيمن منه ما تقدم في أأنذرتهم وهو استفهام بمعنى النفي (من دونه) غيره (آلهة) أصناما (إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم) التي زعمتموها (شيئا ولا ينقذون) صفة آلهة
{إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }يس24 24 - (إني إذا) إن عبدت غير الله (لفي ضلال مبين) بين
{إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ }يس25 25 - (إني آمنت بربكم فاسمعون) اسمعوا قولي فرجموه فمات
{قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ }يس26 26 - (قيل) له عند موته (ادخل الجنة) وقيل دخلها حيا (قال يا) حرف تنبيه (ليت قومي يعلمون)
{بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ }يس27 27 - (بما غفر لي ربي) بغفرانه (وجعلني من المكرمين)
لقد كان حريصاً على هداية قومه * نصح قومه في حياته بقوله {يا قوم اتبعوا المرسلين} وبعد مماته في قوله {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين}
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه: إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى، أي لينصرهم من قومه، قالوا: وهو حبيب، وكان يعمل الجرير وهو الحبال وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام، وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة.
وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: اسم صاحب يس حبيب، وكان الجذام قد أسرع فيه.
وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز: كان اسمه حبيب بن سري. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اسم صاحب يس حبيب النجار، فقتله قومه.
وقال السدي: كان قصاراً.
وقال عمر بن الحكم: كان إسكافاً.
وقال قتادة: كان يتعبد في غار هناك،
{قال يا قوم اتبعوا المرسلين} يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم {اتبعوا من لايسألكم أجراً}
أي على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له {ومالي لا أعبد الذي فطرني}
أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لاشريك له {وإليه ترجعون}
أي يوم المعاد، فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر
{أأتخذ من دونه آلهة} استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع
{إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون}
أي هذه الاَلهة التي تعبدونها من دونه لايملكون من الأمر شيئاً،
فإن الله تعالى لو أرادني بسوء {فلا كاشف له إلا هو}
وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه، ولا ينقذونني مما أنا فيه
{إني إذاً لفي ضلال مبين}
أي إن اتخذتها آلهة من دون الله
وقوله تعالى: {إني آمنت بربكم فاسمعون}
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب: يقول لقومه {إني آمنت بربكم} الذي كفرتم به
{فاسمعون} أي فاسمعوا قولي ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله: {إني آمنت بربكم}
أي الذي أرسلكم {فاسمعون} أي فاشهدوا لي بذلك عنده، وقد حكاه ابن جرير فقال: وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرسل، وقال لهم: اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي،
إني آمنت بربكم واتبعتكم،
وهذا القول الذي حكاه عن هؤلاء أظهر في المعنى، والله أعلم.
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب رضي الله عنهما:
فلما قال ذلك، وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه،
ولم يكن له أحد يمنع عنه.
وقال قتادة: جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول:
اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون، فلم يزالوا به حتى أقعصوه،
وهو يقول كذلك، فقتلوه رحمه الله
قال محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنهم وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره،
وقال الله له: {ادخل الجنة} فدخلها
فهو يرزق فيها قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها.
وقال مجاهد: قيل لحبيب النجار: ادخل الجنة، وذلك أنه قتل فوجبت له،
فلما رأى الثواب {قال يا ليت قومي يعلمون} قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً لا تلقاه غاشاً. لما عاين ما عاين من كرامة الله تعالى: {قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} تمنى على الله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله وما هجم عليه. وقال ابن عباس: نصح قومه في حياته بقوله {يا قوم اتبعوا المرسلين} وبعد مماته في قوله {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} رواه ابن أبي حاتم
وقال سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز {بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} بإيماني بربي وتصديقي المرسلين ومقصودة أنهم لو اطلعوا على ما حصل لي من هذا الثواب والجزاء والنعيم المقيم، لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل فرحمه الله ورضي عنه، فلقد كان حريصاً على هداية قومه.
«هذا مثله كمثل صاحب يس» { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ، فرحمه الله ورضي عنه، فلقد كان حريصاً على هداية قومه.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عبيد الله، حدثنا ابن جابر هو محمد عن عبد الملك يعني ابن عمير قال: قال عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : ابعثني إلى قومي أدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني أخاف أن يقتلوك» فقال: لو وجدوني نائماً ما أيقظوني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «انطلق» فانطلق، فمر على اللات والعزى، فقال:لأصبحنك غداً بما يسوؤك، فغضبت ثقيف، فقال: يا معشر ثقيف إن اللات لالات وإن العزى لا عزى، أسلموا تسلموا، يا معشر الأحلاف إن العزى لا عزى وإن اللات لالات، أسلموا تسلموا، قال ذلك ثلاث مرات، فرماه رجل فأصاب أكحله فقتله، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هذا مثله كمثل صاحب يس» { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين
«هذا مثله كمثل صاحب يس» { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ، فرحمه الله ورضي عنه، فلقد كان حريصاً على هداية قومه.
وقال محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أنه حدث عن كعب الأحبار، أنه ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم أخو بني مازن بن النجار الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة حين جعل يسأله عن رسول لله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يقول له: أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ فيقول: نعم، ثم يقول: أتشهد أني رسول الله ؟ فيقول: لا أسمع، فيقول له مسيلمة لعنه الله: أتسمع هذا، ولا تسمع ذاك ؟ فيقول: نعم، فجعل يقطعه عضواً عضواً كلما سأله لم يزده على ذلك حتى مات في يديه، فقال كعب حين قيل له اسمه حبيب: وكان والله صاحب يس اسمه حبيب
وَجَآءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَىَ قَالَ يَقَوْمِ اتّبِعُواْ الْمُرْسَلِينَ * اتّبِعُواْ مَن لاّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مّهْتَدُونَ * وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرّحْمَـَنُ بِضُرّ لاّ تُغْنِ عَنّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ * إِنّيَ إِذاً لّفِي ضَلاَلٍ مّبِينٍ * إِنّيَ آمَنتُ بِرَبّكُمْ فَاسْمَعُونِ*قِيلَ ادْخُلِ الْجَنّةَ قَالَ يَلَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ * وَمَآ أَنزَلْنَا عَلَىَ قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِن جُندٍ مّنَ السّمَآءِ وَمَا كُنّا مُنزِلِينَ * إِن كَانَتْ إِلاّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ*
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب الأحبار ووهب بن منبه: إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى، أي لينصرهم من قومه، قالوا: وهو حبيب، وكان يعمل الجرير وهو الحبال وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام، وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة.
وقال ابن إسحاق عن رجل سماه عن الحكم عن مقسم أو عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: اسم صاحب يس حبيب، وكان الجذام قد أسرع فيه.
وقال الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز: كان اسمه حبيب بن سري. وقال شبيب بن بشر عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: اسم صاحب يس حبيب النجار، فقتله قومه.
وقال السدي: كان قصاراً.
وقال عمر بن الحكم: كان إسكافاً.
وقال قتادة: كان يتعبد في غار هناك،
{قال يا قوم اتبعوا المرسلين} يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم {اتبعوا من لايسألكم أجراً}
أي على إبلاغ الرسالة وهم مهتدون فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له {ومالي لا أعبد الذي فطرني}
أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لاشريك له {وإليه ترجعون}
أي يوم المعاد، فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر
{أأتخذ من دونه آلهة} استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع
{إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون}
أي هذه الاَلهة التي تعبدونها من دونه لايملكون من الأمر شيئاً،
فإن الله تعالى لو أرادني بسوء {فلا كاشف له إلا هو}
وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه، ولا ينقذونني مما أنا فيه
{إني إذاً لفي ضلال مبين}
أي إن اتخذتها آلهة من دون الله
وقوله تعالى: {إني آمنت بربكم فاسمعون}
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب: يقول لقومه {إني آمنت بربكم} الذي كفرتم به
{فاسمعون} أي فاسمعوا قولي ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله: {إني آمنت بربكم}
أي الذي أرسلكم {فاسمعون} أي فاشهدوا لي بذلك عنده، وقد حكاه ابن جرير فقال: وقال آخرون: بل خاطب بذلك الرسل، وقال لهم: اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي،
إني آمنت بربكم واتبعتكم،
وهذا القول الذي حكاه عن هؤلاء أظهر في المعنى، والله أعلم.
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس رضي الله عنهما وكعب ووهب رضي الله عنهما:
فلما قال ذلك، وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه،
ولم يكن له أحد يمنع عنه.
وقال قتادة: جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول:
اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون، فلم يزالوا به حتى أقعصوه،
وهو يقول كذلك، فقتلوه رحمه الله
قال محمد بن إسحاق عن بعض أصحابه عن ابن مسعود رضي الله عنه، أنهم وطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره،
وقال الله له: {ادخل الجنة} فدخلها
فهو يرزق فيها قد أذهب الله عنه سقم الدنيا وحزنها ونصبها.
وقال مجاهد: قيل لحبيب النجار: ادخل الجنة، وذلك أنه قتل فوجبت له،
فلما رأى الثواب {قال يا ليت قومي يعلمون} قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً لا تلقاه غاشاً. لما عاين ما عاين من كرامة الله تعالى: {قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} تمنى على الله أن يعلم قومه بما عاين من كرامة الله وما هجم عليه. وقال ابن عباس: نصح قومه في حياته بقوله {يا قوم اتبعوا المرسلين} وبعد مماته في قوله {يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} رواه ابن أبي حاتم
وقال سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أبي مجلز {بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} بإيماني بربي وتصديقي المرسلين ومقصودة أنهم لو اطلعوا على ما حصل لي من هذا الثواب والجزاء والنعيم المقيم، لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل فرحمه الله ورضي عنه، فلقد كان حريصاً على هداية قومه.
قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا هشام بن عبيد الله، حدثنا ابن جابر هو محمد عن عبد الملك يعني ابن عمير قال: قال عروة بن مسعود الثقفي رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : ابعثني إلى قومي أدعوهم إلى الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إني أخاف أن يقتلوك» فقال: لو وجدوني نائماً ما أيقظوني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «انطلق» فانطلق، فمر على اللات والعزى، فقال:لأصبحنك غداً بما يسوؤك، فغضبت ثقيف، فقال: يا معشر ثقيف إن اللات لالات وإن العزى لا عزى، أسلموا تسلموا، يا معشر الأحلاف إن العزى لا عزى وإن اللات لالات، أسلموا تسلموا، قال ذلك ثلاث مرات، فرماه رجل فأصاب أكحله فقتله، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «هذا مثله كمثل صاحب يس» { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين
وقال محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن حزم أنه حدث عن كعب الأحبار، أنه ذكر له حبيب بن زيد بن عاصم أخو بني مازن بن النجار الذي كان مسيلمة الكذاب قطعه باليمامة حين جعل يسأله عن رسول لله صلى الله عليه وسلم ، فجعل يقول له: أتشهد أن محمداً رسول الله ؟ فيقول: نعم، ثم يقول: أتشهد أني رسول الله ؟ فيقول: لا أسمع، فيقول له مسيلمة لعنه الله: أتسمع هذا، ولا تسمع ذاك ؟ فيقول: نعم، فجعل يقطعه عضواً عضواً كلما سأله لم يزده على ذلك حتى مات في يديه، فقال كعب حين قيل له اسمه حبيب: وكان والله صاحب يس اسمه حبيب
وقوله تبارك وتعالى: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين} يخبر تعالى أنه انتقم من قومه بعد قتلهم إياه غضباً منه تبارك وتعالى عليهم، لأنهم كذبوا رسله وقتلوا وليه، ويذكر عز وجل أنه ما أنزل عليهم وما احتاج في إهلاكه إياهم إلى إنزال جند من الملائكة عليهم، بل الأمر كان أيسر من ذلك. قاله ابن مسعود فيما رواه ابن إسحاق عن بعض أصحابه عنه أنه قال في قوله تعالى: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين} أي ما كاثرناهم بالجموع، الأمر كان أيسر علينا من ذلك {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون} قال: فأهلك الله تعالى ذلك الملك الجبار، وأهلك أهل أنطاكية، فبادوا عن وجه الأرض فلم يبق منهم باقية، وقيل {وما كنا منزلين} أي وما كنا ننزل الملائكة على الأمم إذا أهلكناهم بل نبعث عليهم عذاباً يدمرهم، وقيل المعنى في قوله تعالى: {وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء} أي من رسالة أخرى إليهم، قاله مجاهد وقتادة. قال قتادة: فلا والله ما عاتب الله قومه بعد قتله {إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون} قال ابن جرير: والأول أصح، لأن الرسالة لا تسمى جنداً. قال المفسرون. بعث الله تعالى إليهم جبريل عليه الصلاة والسلام، فأخذ بعضادتي باب بلدهم، ثم صاح بهم صيحة واحدة، فإذا هم خامدون عن آخرهم لم تبق بهم روح تتردد في جسد وقد تقدم عن كثير من السلف أن هذه القرية هي أنطاكية، وأن هؤلاء الثلاثة كانوا رسلاً من عند المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، كما نص عليه قتادة وغيره، وهو الذي لم يذكر عن واحد من متأخري المفسرين غيره، وفي ذلك نظر من وجوه
أحدها) أن ظاهر القصة يدل على أن هؤلاء كانوا رسل الله عز وجل، لا من جهة المسيح عليه السلام كما قال تعالى: {إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون ـ إلى أن قالوا ـ ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين} ولو كان هؤلاء من الحواريين لقالوا عبارة تناسب أنهم من عند المسيح عليه السلام. والله تعالى أعلم، ثم لو كانوا رسل المسيح لما قالوا لهم {إن أنتم إلا بشر مثلنا}
الثاني: أن أهل أنطاكية آمنوا برسل المسيح إليهم، وكانوا أول مدينة آمنت بالمسيح، ولهذا كانت عندالنصارى إحدى المدائن الأربعة اللاتي فيهن بتاركة، وهن:
القدس لأنها بلد المسيح،
وأنطاكية لأنها أول بلدة آمنت بالمسيح عن آخر أهلها،
والإسكندرية لأن فيها اصطلحوا على اتخاذ البتاركة والمطارنة والأساقفة والقساوسة والشمامسة والرهابين،
ثم رومية لأنها مدنية الملك قسطنطين الذي نصر دينهم وأوطده،
ولما ابتنى القسطنطينية نقلوا البترك من رومية إليها، كما ذكره غير واحد ممن ذكر تواريخهم، كسعيد بن بطريق وغيره من أهل الكتاب والمسلمين، فإذا تقرر أن أنطاكية أول مدينة آمنت، فأهل هذه القرية ذكر الله تعالى أنهم كذبوا رسله وأنه أهلكهم بصيحة واحدة أخمدتهم، والله أعلم
الثالث: أن قصة أنطاكية مع الحواريين أصحاب المسيح بعد نزول التوراة، وقد ذكر أبو سعيد الخدري رضي الله عنه وغير واحد من السلف أن الله تبارك وتعالى بعد إنزاله التوراة لم يهلك أمة من الأمم عن آخرهم بعذاب يبعثه عليهم، بل أمر المؤمنين بعد ذلك بقتال المشركين، ذكروه عند قوله تبارك وتعالى:
{ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى}
فعلى هذا يتعين أن هذه القرية المذكورة في القرآن قرية أخرى غير أنطاكية، كما أطلق ذلك غير واحد من السلف أيضاً. أو تكون أنطاكية إن كان لفظها محفوظاً في هذه القصة مدينة أخرى غير هذه المشهورة المعروفة، فإن هذه لم يعرف أنها أهلكت لا في الملة النصرانية ولا قبل ذلك، والله سبحانه وتعالى أعلم
فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو القاسم الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني، حدثنا حسين الأشقر، حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى عليه الصلاة والسلام يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى عليه الصلاة والسلام صاحب يس، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه» فإنه حديث منكر، لا يعرف إلا من طريق حسين الأشقر، وهو شيعي متروك، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب
قوله تعالى: { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون} خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، أمر أن يضرب لقومه مثلا بأصحاب القرية هذه القرية هي أنطاكية في قول جميع المفسرين فيما ذكر الماوردي. نسبت إلى أهل أنطبيس وهو اسم الذي بناها ثم غير لما عرب؛ ذكره السهيلي. ويقال فيها : أنتاكية بالتاء بدل الطاء. وكان بها فرعون يقال له أنطيخس بن أنطيخس يعبد الأصنام؛ ذكره المهدوي، وحكاه أبو جعفر النحاس عن كعب ووهب. فأرسل الله إليه ثلاثة : وهم صادق، وصدوق، وشلوم هو الثالث. هذا قول الطبري. وقال غيره : شمعون ويوحنا. وحكى النقاش : سمعان ويحيى، ولم يذكرا صادقا ولا صدوقا. ويجوز أن يكون { مثلا} و { أصحاب القرية} مفعولين لأضرب، أو { أصحاب القرية} بدلا من { مثلا} أي اضرب لهم مثل أصحاب القرية فحذف المضاف. أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار هؤلاء المشركين أن ما يحل بهم ما حل بكفار أهل القرية المبعوث إليهم ثلاثة رسل. قيل : رسل من الله على الابتداء. وقيل : إن عيسى بعثهم إلى أنطاكية للدعاء إلى الله. وهو قوله تعالى: { إذ أرسلنا إليهم اثنين} أضاف الرب ذلك إلى نفسه؛ لأن عيسى أرسلهما بأمر الرب، وكان ذلك حين رفع عيسى إلى السماء. { فكذبوهما} قيل ضربوهما وسجنوهما. { فعززنا بثالث}أي فقوينا وشددنا الرسالة { بثالث} . وقرأ أبو بكر عن عاصم: { فعززنا بثالث} بالتخفيف وشدد الباقون. قال الجوهري : وقوله تعالى: { فعززنا بثالث} يخفف ويشدد؛ أي قوينا وشددنا. قال الأصمعي : أنشدني فيه أبو عمرو بن العلاء للمتلمس : أُجُدٌّ إذا رحلت تعزز لحمها ** وإذا تشد بنسعها لا تنبس أي لا ترغو؛ فعلى هذا تكون القراءتان بمعنًى. وقيل : التخفيف بمعنى غلبنا وقهرنا؛ ومنه { وعزني في الخطاب} [ص : 23]. والتشديد بمعنى قوينا وكثرنا.
وفي القصة : أن عيسى أرسل إليهم رسولين فلقيا شيخا يرعى غنيمات له وهو حبيب النجار صاحب { يس} فدعوه إلى الله وقالا : نحن رسولا عيسى ندعوك إلى عبادة الله. فطالبهما بالمعجزة فقالا : نحن نشفي المرضى وكان له ابن مجنون. وقيل : مريض على الفراش فمسحاه، فقام بإذن الله صحيحا؛ فآمن الرجل بالله. وقيل : هو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، ففشا أمرهما، وشفيا كثيرا من المرضى، فأرسل الملك إليهما - وكان يعبد الأصنام - يستخبرهما فقالا : نحن رسولا عيسى. فقال : وما آيتكما؟ قالا : نبرئ الأكمه والأبرص ونبرئ المريض بإذن الله، وندعوك إلى عبادة الله وحده. فهم الملك بضربهما. وقال وهب : حبسهما الملك وجلدهما مائة جلدة؛ فانتهى الخبر إلى عيسى فأرسل ثالثا. قيل : شمعون الصفا رأس الحواريين لنصرهما، فعاشر حاشية الملك حتى تمكن منهم، واستأنسوا به، ورفعوا حديثه إلى الملك فأنس به، وأظهر موافقته في دينه، فرضي الملك طريقته، ثم قال يوما للملك : بلغني أنك حبست رجلين دعواك إلى الله، فلو سألت عنهما ما وراءهما. فقال : إن الغضب حال بيني وبين سؤالهما. قال : فلو أحضرتهما. فأمر بذلك؛ فقال لهما شمعون : ما برهانكما على ما تدعيان؟ فقالا : نبرئ الأكمه والأبرص. فجيء بغلام ممسوح العينين؛ موضع عينيه كالجبهة، فدعوا ربهما فأنشق موضع البصر، فأخذا بندقتين طينا فوضعاهما في خديه، فصارتا مقلتين يبصر بهما؛ فعجب الملك وقال : إن ها هنا غلاما مات منذ سبعة أيام ولم أدفنه حتى يجيء أبوه فهل يحييه ربكما؟ فدعوا الله علانية، ودعاه شمعون سرا، فقام الميت حيا، فقال للناس : إني مت منذ سبعة أيام، فوجدت مشركا، فأدخلت في سبعة أودية من النار، فأحذركم ما أنتم فيه فآمنوا بالله، ثم فتحت أبواب السماء، فرأي شابا حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة شمعون وصاحبيه، حتى أحياني الله، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن عيسى روح الله وكلمته، وأن هؤلاء هم رسل الله. فقالوا له وهذا شمعون أيضا معهم؟ قال : نعم وهو أفضلهم. فأعلمهم شمعون أنه رسول المسيح إليهم، فأثر قوله في الملك، فدعاه إلى الله، فآمن الملك في قوم كثير وكفر آخرون. وحكى القشيري أن الملك آمن ولم يؤمن قومه، وصاح جبريل صيحة مات كل من بقي منهم من الكفار.
{وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ }يس28 28 - (وما) نافية (أنزلنا على قومه) قوم حبيب (من بعده) بعد موته (من جند من السماء) ملائكة لإهلاكهم (وما كنا منزلين) ملائكة لإهلاك أحد
{إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ }يس29 29 - (إن) ما (كانت) عقوبتهم (إلا صيحة واحدة) صاح بهم جبريل (فإذا هم خامدون) ساكنون ميتون