abubaker
عدد المساهمات : 18649 تاريخ التسجيل : 23/12/2010 العمر : 74 الدولـة : jordan
| موضوع: المشُورة (1) – كسائر الأعمال - : مقصد / وفضيلة / وآداب الثلاثاء أبريل 07, 2015 11:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد الصادق الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
فقد وجدت – بحمد الله تعالى – لدى أهل التبليغ مما سلكوه طاعة لله تعالى وطاعة لرسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ثم طاعة لمشايخهم (أهل التضحية والخدمة في بذل النفس للدعوة إلى الله تعالى) قد وجدتهم يتذاكرون قبل كل عمل – تقريبا وباستمرار – في ثلاثةَ أمور‘ ولو كان معظمهم يحفظونها ويفهمونها: وذلك ليحفظها المتعلم المبتدئ، ويعرفها الجاهل ويُذاكِرُ ويُفيدُ بها العالِم غيرَه، كل ذلك على سبيل الذِّكر والتذكير والمذاكرة، لينالوا بذلك فضائل حلق الذكر – التي هي مقصود الدنيا وسعادة المؤمنين - في كل أحوالهم، كل ذلك على نحو من التواضع وإذهاب الغرور وتربية النفس وتصبيرها على طاعة الأمر المفقودة في هذا الزمان. وهذه الثلاثة التي يذكرونها أو يتذاكرونها مقدمة لكل عمل تقريبا: هي: 1) مقصد العمل، 2) وفضيلته، 3) وآدابه. ليبقى العمل بنية صالحة وسداد وهمة وإخلاص واحتساب إن شاء الله.
ومِن أهمِّ الأعمال التي يقومون بها، والتي هي منوطة بكل مسلم، لا سيما إذا كان ولي أمر في بيته أو مجتمعه، لا سيما حينما يكون في جماعة يذكرون الله تعالى ويباشرون أمور دنياهم: هو عمل الشورى
فللشورى أو المشُورة (1) – كسائر الأعمال - : مقصد / وفضيلة / وآداب
أولا: مقصد المشورة: (استخلاص الرأي السديد لمصلحة الدين) أو: " إنشاء التضحيات لتغطية المتطلبات. كذلك استخلاص الرأي السديد لصالح الدين. تأليف لقلوب الجماعة, وسبب لنزول الرحمة على المتشاورين. " وهذا تعريف قد بدأ بالغاية وتوسط بالتعريف وانتهى بأهم الفوائد والبركات. يتبع إن شاء الله.
"... ويقال فلان جيِّد المَشُورة والمَشْوَرَة لغتان. قال الفراء المَشُورة أَصلها مَشْوَرَة ثم نقلت إِلى مَشُورة لخفَّتها. اللَّيث: المَشْوَرَة مفْعَلَة اشتُقَّ من الإِشارة ويقال مَشُورة. أَبو سعيد: يقال فلانٌ وَزِيرُ فلانٍ وشَيِّرُه أَي مُشاورُه وجمعه شُوَرَاءُ. وأَشَارَ النَّار وأَشارَ بِها وأَشْوَرَ بها وشَوَّرَ بها: رفعَها " لسان العرب. ثانيا: فوائد المشورة: 1- نخرج من الاختلاف والشقاق، ونتحد على فكر واحد. (اتحاد القلوب على فكرِ: كيف تنزل الهداية في العالَم – كَمَثَلٍ أعلى للفكر والهمة، وهي - كيف تنزل الهداية في العالم - وهو مقصود الدعوة الكبير، وقبله مقاصد يُعتنى بها جدا وتُذكر وتقوم لأجلها الأعمال، ولكن هذه غاية عالية ورفع للهمة على سبيل المثال) 2- نخرج من كيد النفس والشيطان. 3- نُحفَظ من أعداء المسلمين. (وينجو المسلمون من أذية الأعداء) 4- النصرة الغيبيبة .. كما نزلت في الخندق : أ. طعام من بيت سيدنا جابر رضي الله عنه (تكاثر حتى أطعم الجيش ببركة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ) ب. بشارة بفتح فارس والروم عند كسر النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للصخرة المعترضة. ج. وفي (حفرة الخندق نفسها) حفظ من شدائد العدو.
5- والخامس من فوائد المشورة: تقسيم وتوزيع الأعمال.
يتبع إن شاء الله ثالثا: فضائل المشورة (ويمكن أن تُجمع مع فوائد المشورة السابقة)
1- أنها حُكْمٌ من أحكام الله تعالى: (( وشاورهم في الأمر )) / (( وأمرُهم شورى بينهم )) [خُلُق للمؤمنين] . 2- سنة النبي (ونعملها (حتى في أمور وحوائج البيت) مع أهل البيت والزوجة والعيال) [ولو في بعض الأمور تبركا بها وتدريبا وتعليما] 3- صفات المسلمين (( وأمرهم شورى بينهم )). 4- ننجو من الندم والعذاب. (ما خاب من استخار وما ندم من استشار). 5- نستحق أن نحيا على الأرض لحديث: (( إذا كان أمراؤكم خيارَكم، وأغنياؤكم سمحاءَكم، وأمورُكم شورى بينكم: فظهر الأرض خير لكم من بطنها. وإذا كان أمراؤكم شرارَكم، وأغنياؤكم بخلاءكم، وأموركم إلى نسائكم: فبطن الأرض خير لكم من ظهرها )) (الإمام الترمذي رحمه الله تعالى وغيره)
يتبع إن شاء الله رابعا: آداب المشُورة:
1- أفضلها أن نجلس بالفكر والتوجه – مثلا بالهمة العالية: ( * كيف نُخرِج جماعةً في سبيل الله أربعةَ أشهر من المسجد. * كيفية إحياء العمل المقامي (2) . * كيف نقضي أوقاتنا صحيحا: سواء على نطاق الأعمال الاجتماعة الثمانية أو الانفرادية الثمانية أيضا (3) ) مثال على أهمية وقوة أثر الفكر: الجبل عظيم لكن الحديد يكسره فهو أعظم. والحديد تلينه وتذيبه النار فهي أعظم. والماء تطفئ النار فهي أعظم. والريح تحمل الماء فهي أعظم. والإنسان يقاوم الريح فهو أعظم... ولكن حين يأتيه النوم يكون الإنسان لا شيء، فالنوم أعظم. وإذا جاء للإنسان الفكر طار عنه النوم، فالفكر أعظم.
وكان النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تنام عينه ولا ينام قلبه الشريف (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)
وكان الشيخ محمد إلياس رحمه الله تعالى: فكرُه يُذهِبُ نَومَه [كانت زوجته تقول له: مالَك طول الليل تذهب وتجيء في الغرفة، ألا تنام؟ فيقول لها: لو كان الذي فيَّ فيكِ: لكُنَّا اثنين نروح ونذهب ولا ننام] وكان فكره [كيف ينتشر الدين كله في العالم كله] فانتشرت بذلك الدعوة.
2- (من آداب المشورة) نعطي الرأي لمصلحة الدين لا لمصلحة النفس. 3- لا نقطع الآراء فهي تُقال لمصلحة الدين (ونحسن الظن بالآخرين ولا نسفِّه آراءهم، ونحترمهم) 4- نقول رأينا ولا نُشَبِّه [ أي إذا سُئلنا عن موضوع فلا نقول: رأيي مثلما قال فلان، بل ولو كان مثله أقوله ] 5- نجلس بالطلب ولا نقول لا أعرف. 6- تكون المشورة تحت الست صفات: أ. نشاهد أن الأحوال بقدرة الله تعالى، وأنَّ الأمير يتكلم بقدرة الله تعالى، ... وهكذا [ لا حول ولا قوة إلا بالله ] ب. المشورة بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم . ت. أيضا بصفة الصلاة: لا نلتفت، ونتوجه بالفكر. ث. نجلس بصفة العلم مع الذكر. ج. نجلس بالإكرام فلا نقطع الآراء... ح. نقول الآراء ليس للنفس بل لمصلحة الجماعة (الإخلاص) خ. وأيضا بصفة الدعوة إلى الله تعالى [وما تتطلبه من: فكر، وتفريغ (للأوقات) وتضحية (ببعض الشهوات والملذات) وجهد للدين]
7- من آداب المشورة: عند الفيصلة (عندما يفصل أمير المشورة في الآراء) نتوجه إلى الله تعالى أن يوفق الأمير لأنه ضعيف أيضا. 8- ليس شرطا أن يطلب مسئولُ المشورة الرأيَ من كل الحاضرين. 9- إذا أُخذ برأينا نستغفر الله .. فلربما تحملنا تبعته ومسئوليته إذا كان لا ينفع، وإذا لم يؤخذ برأينا نحمد الله تعالى لأننا اجتهدنا في إعطاء الرأي ولم نتحمل تبعته. 10- نقول الرأي عندما نُسأل. --------------------------------
2 وهي الأعمال الخمسة المطلوبة في كل مسجد ليكون مسجدا فيه فكر الدين وبيئة الإيمان، وهي: الشورى، تفريغ ساعتين ونصف، حلقتا تعليم يوميا (بالبيت وبالمسجد) جولتان في الأسبوع (بالمسجد، وبمسجد آخر متنقلة)، الخروج: شهريا ثلاثة أيام، وسنويا أربعين يوما، ومرة في العمر أربعة أشهر، على أقل تقدير، وإلا فالأعاجم الفقراء الذين جالوا العالم قد ترقوا وأصبحوا يشعرون بحاجة أنفسهم وبمتطلبات العالم فخرجوا أكثر من ذلك بكثير بتضحيات وإخلاص وتوفيق عجيب عسى أن نلحقهم أو نحبهم في الله وندرك مثلما أدركوا إن شاء الله. وستأتي مقاصد هذه الأعمال في ملحق، أما حقيقة إتقانها فليس بمجرد إقامتها صوريا، بل بكثرة الخروج في سبيل الله تعالى مع الإخلاص والتضحية وصحبة المشايخ والكون تحت سقف الشورى. والله تعالى أعلم. 3 سيأتي ملحق ببيانها إن شاء الله.
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد نبي الهدى والرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين (ادعوا لناقله والمنقول عنه وجزاكم الله خيرا)
(يتبعه 3 ملاحق إن شاء الله) ملحق1 (منقول بتصرف يسير) " مقاصد الأعمال الخمسة التي ينبغي إقامتها في كل مسجد إحياء لجهد النبي صلى الله عليه وسلم: 1- الشورى : إنشاء التضحيات لتغطية المتطلبات, كذلك استخلاص الرأي السديد لصالح الدين, تأليف لقلوب الجماعة, وسبب لنزول الرحمة على المتشاورين. 2- اللقاء اليومي (ساعتين ونصف) : إيجاد بيئة الأعمال لأربعة أصناف: أ- المتحرك حتى يحفظ وقته. ب- الراجع من الخروج حتى لا يفتر. ت- الجديد حتى يتأثر ببيئة الأعمال ويخرج. ث- أداء حقوق جيران المسجد بزيارتهم ودعوتهم. 3- حلقتا التعليم : أ- تعليم بين الأحباب : تأثر القلوب بنور كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يأتي في قلوبنا اليقين بالوعد والوعيد. ب- تعليم في البيت : نقل التأثر بنور كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يعيش الزوج والزوجة والأولاد على مستوى إيماني متقارب. 4- الجولتان : أ- الجولة المقامية : تشكيل جماعات نقداً من المسجد بمثابة ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) سورة الشعراء آية 214[ وهذا التشكيل والتحريض الكثير للخروج في سبيل الله تعالى باستمرار هو للحاجة الماسة في العالم لما فيه من أحوال نسأل الله العافية، ولكن الحاجة ليست حاجة العالم والناس التائهين بقدر ما هي حاجة الخارجين أنفسهم حتى يتحصنوا ويتشربوا زادهم في بيئة الإيمان المفقودة في أكثر المجتمعات حتى في بيوت كثير من العلماء وطلبة العلم والمسئولين فضلا عن غيرهم ] ب- الجولة الانتقالية : إقامة الأعمال الخمسة في مسجد آخر بمثابة ( لتنذر أم القرى ومن حولها ) الأنعام/92 5- خروج ثلاثة أيام [شهريا] : بمثابة ( وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين ) الأنبياء/107 [والمقصد منه:] أ- إخراج جماعات لأربعة أشهر وأربعين يوما نقداً إلى العالم. ب- ترقية الأحباب في الأعمال المقامية أو إقامتهم عليها إن لم تكن موجودة. ت- استفادة الجماعة الخارجة . _____________________ [ملحق 2] مقاصد أعمال الخروج في سبيل الله : 1- البيان : المقصد منه هو تشكيل جماعات لأربعة شهور وأربعين يوماً إلى العالم. 2- التعليم : المقصد منه هو تأثر القلب (راجع الفقرة الثالثة من النقطة السابقة). 3- الجولة : المقصد منها هو إحياء جهد الرسول صلى الله عليه وسلم. 4- الزيارات : المقصد منها هو تربية النفس وإقامة أنفسنا و الناس على الدين وجهد الدين. أنواع الزيارات: أ- زيارة تأليف. ب- زيارة تشريف [نتشرف بزيارة العلماء وأهل الفضل]. ت- زيارة تعريف. ث- زيارة تكليف. 5- قراءة حياة الصحابة : المقصد منها هو أن نَزِنَ أعمالنا وتضحياتنا بأعمال الصحابة وتضحياتهم فنعرف حقيقة جهدنا وضعفه بالنسبة لجهدهم فلا يأتي في أنفسنا العجب فننوي زيادة الجهد." (الملحقان عن شبكة الدعوة والتبليغ بتصرف يسير)
ملحق3: أهم الأعمال الاجتماعية والانفرادية التي ينبغي المحافظة عليها اغتناما للوقت وخشية من تضييعه وإشغالا للنفس بالخير لأن لا تفسد وتفسد: نشغل أوقات الخروج في سبيل الله تعالى بهذه الأعمال حتى لا تضيع علينا دقيقةٌ إن شاء الله.
ونُقدِّم الأعمال الاجتماعية على الأعمال الانفرادية مع المحافظة على الأعمال الانفرادية.
وأهم الأعمال الاجتماعية ثمانية: المشورة، حلقة التعليم، الصلاة، الطعام، الجولة العمومية، البيان، النوم، السفر.
وأهم الأعمال الانفرادية ثمانية أيضا: النوافل، تلاوة جزء من القرآن الكريم، الذكر صباحا ومساء مع التسبيحات، الدعاء مع التضرع والبكاء، التعليم الانفرادي، الدعوة الانفرادية (وفق الترتيب) المحاسبة (قبل النوم: كم مضى وكم بقي من المدة، ماذا استفدت، أرى التقصير وأحاسب نفسي عليه فيقل يوما فيوما، وتكمل الأعمال وتتحسن إن شاء الله) المراقبة (تفقُّد الإخلاص وأحواله في كل الأعمال).
وأهم شيء في الدعوة هو الصبر والتحمل الدائمين تجاه كل شيء طارئ. وكذلك الأخلاق. والحمية في قول الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد نبي الهدى والرحمة وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين (ادعوا لناقله وكاتبه والمنقول عنهم وجزاكم الله خيرا) http://cb.rayaheen.net/showthread.php?tid=34436 | |
|