abubaker
عدد المساهمات : 18649 تاريخ التسجيل : 23/12/2010 العمر : 74 الدولـة : jordan
| موضوع: {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي(31)}}طه الأربعاء مارس 18, 2015 7:56 pm | |
| {اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي(31)} الأَزْر: القوة. وكأن موسى عليه السلام عرف أن حَمْل الرسالة إلى فرعون وإلى قومه من بعده عملية شاقة، فقال لله: أعطني أخي يساعدني في هذه المشقة.
{وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي(32)} قولهوَأشْرِكْهُ) أي: أنت يا ربّ، ليس أنا الذي أشركه تفضُّلاً مني عليه، فأراد موسى عليه السلام أن يكون الفضل من الله، وأن يكون التكليف أيضاً من الله حتى لا يعترض هارون أو يتضجر عند مباشرة أمر الدعوة. لذلك لما ذَهَبا إلى فرعون قالا: {إِنَّا رَسُولاَ رَبِّكَ} [طه: 47] ولم يقُلْ موسى: إن هارون تابع له بل هو مثله تماماً مُرْسَل من الله، وإذا تكلَّم موسى تكلَّم عنه وعن هارون. فلما دعا موسى على قومه: {رَبَّنَا اطمس على أَمْوَالِهِمْ واشدد على قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حتى يَرَوُاْ العذاب الأليم} [يونس: 88]. جاءت الإجابة من الله: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَّعْوَتُكُمَا} [يونس: 89]؛ لأن الدعاء كان من موسى، وهارون يُؤمِّن عليه، والمؤمِّن أحد الداعيَيْن. ثم يقول الحق سبحانه عن هارون وموسى أنهما قالا: {كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيراً}
{كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا(33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا(34)} فهذه هي العِلّة في مشاركة هارون لأخيه في مهمته، لا طلباً لراحة نفسه، وإنما لتتضافر جهودهما في طاعة الله، وتسبيحه وذِكْره. والتسبيح: تقديس الله وتنزيهه ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً، ذاتاً. فلا ذات مثل ذاته تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] لا في الذات، ولا في الصفات ولا في الأفعال، فلا تقل: إن سَمْع الله كسَمْعك، أو أن بصره تعالى كبصرك، أو أن فِعْله كفِعلْك. والمعنى: نُسبِّحك ونُقدِّسك تقديساً يرفعك إلى مستوى الألوهية الثابتة لك، فلا نزيد شيئاً من عندنا. وقوله: {نُسَبِّحَكَ كَثِيراً} [طه: 33] أي: دائماً، فكأن التسبيح يُورِث المسبِّح لذة في نفسه، والطاعة من الطائع تُورثه لذة في نفسه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجُعِلتْ قرّة عيني في الصلاة». وكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر قام إلى الصلاة. | |
|