َ بجهد الدعوة الله جعل قوة عبودية بحيث يثبت الانسان في كل الاحوال
{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }الأنفال30
يهذا الجهد الله جعل هذه أمة تعرف كيف تعمر الدنيا والاخرة وتعلم الناس كيف يعمروا الدنيا والاخرة
ماذا كانت دنيا العرب قبل الدعوة – عبيد عند الروم وفارس
وكيف صارت دنياهم بعد الدعوة ولاء امراء سادة أعزة
لكن جاءت الدنيا وهم ينوون الاخرة ,
جاءت خزائن الدنيا وهم يقصدون الاخرة
جاء هذا المنصب خزائن الدنيا لسيدنا يوسف عليه السلام وهو في السجن
جاء هذا المنصب خزائن الدنيا لسيدنا يوسف عليه السلام وهو في السجن
{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56
{وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }يوسف57
بجهد الدعوة الله جعل قوة عبودية بحيث يثبت الانسان في كل الاحوال
{قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }يوسف37
{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }يوسف38
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }يوسف39
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف40
{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ }يوسف22
{وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ }يوسف23 {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ }يوسف24 {وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }يوسف25 {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ }يوسف26
{وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ }يوسف27
{فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ }يوسف28
{يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ }يوسف29
{وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }يوسف30
{فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ }يوسف31
{قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ }يوسف32
{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ }يوسف33
{فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }يوسف34
{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ }يوسف35 ليسجننه حتى) إلى (حين) ينقطع فيه كلام الناس فسجن
{وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف36
وكان يوسف عليه السلام قد اشتهر في السجن بالجود والأمانة، وصدق الحديث، وحسن السمت، وكثرة العبادة، صلوات الله عليه وسلامه. ومعرفة التعبير والإحسان إلى أهل السجن، وعيادة مرضاهم، والقيام بحقوقهم.
فقد هجر طريق الكفر والشرك، وسلك طريق المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهكذا يكون حال من سلك طريق الهدى، واتبع طريق المرسلين، وأعرض عن طريق الضالين،
{قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ }يوسف37
{وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِـي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ }يوسف38
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }يوسف39
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف40
ثم إنّ يوسف عليه السلام أقبل على الفتيين بالمخاطبة والدعاء لهما إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان التي يعبدها قومهما، فقال:
{أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}
أي الذي ذل كل شيء لعز جلاله وعظمة سلطانه،
ثم بين لهما أن التي يعبدونها ويسمونها آلهة إنما هو جهل منهم، وتسمية من تلقاء أنفسهم، تلقاها خلفهم عن سلفهم، وليس لذلك مستند من عند الله، ولهذا قال:
{ما أنزل الله بها من سلطان}
أي حجة ولا برهان، ثم أخبرهم أن الحكم والتصرف والمشيئة والملك كله لله، وقد أمر عباده قاطبة أن لا يعبدوا إلا إياه، ثم قال تعالى:
{ذلك الدين القيم}
أي هذا الذي أدعوكم إليه من توحيد الله وإخلاص العمل له، هو الدين المستقيم الذي أمر الله به، وأنزل به الحجة والبرهان الذي يحبه ويرضاه
{ولكن أكثر الناس لا يعلمون}
أي فلهذا كان أكثرهم مشركين،
{وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين}.
وقد قال ابن جرير: إنما عدل بهم يوسف عن تعبير الرؤيا إلى هذا، لأنه عرف أنها ضارة لأحدهما، فأحب أن يشغلهما بغير ذلك لئلا يعاودوه فيها. فعاودوه فأعاد عليهم الموعظة، وفي هذا الذي قاله نظر، لأنه قد وعدهما أولاً بتعبيرها، ولكن جعل سؤالهما له على وجه التعظيم والاحترام وصلة وسبباً إلى دعائهما إلى التوحيد والإسلام، لما رأى في سجيتهما من قبول الخير والإقبال عليه والإنصات إليه،
ولهذا لما فرغ من دعوتهما شرع في تعبير رؤياهما من غير تكرار سؤال فقال:
{يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }يوسف41
{وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ }يوسف42
{وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ }يوسف43
{قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ }يوسف44
{وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ }يوسف45
{يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ }يوسف46
{قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ }يوسف47
{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ }يوسف48
{ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ }يوسف49
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ }يوسف50
{قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ }يوسف51
{ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ }يوسف52
يقول تعالى إخباراً عن الملك لما رجعوا إليه بتعبير رؤياه التي كان رآها بما أعجبه وأيقنه، فعرف فضل يوسف عليه السلام، وعلمه وحسن اطلاعه على رؤياه، وحسن أخلاقه على من ببلده من رعاياه، فقال: {ائتوني به}
أي أخرجوه من السجن وأحضروه، فلما جاءه الرسول بذلك امتنع من الخروج حتى يتحقق الملك ورعيته براءة ساحته ونزاهة عرضه مما نسب إليه من جهة امرأة العزيز، وأن هذا السجن لم يكن على أمر يقتضيه، بل كان ظلماً وعدواناً، فقال:
{ارجع إلى ربك} الاَية.
وقد وردت السنة بمدحه على ذلك والتنبيه على فضله وشرفه وعلو قدره وصبره، صلوات الله وسلامه عليه، ففي المسند والصحيحين من حديث الزهري عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال
{رب أرني كيف تحيي الموتى} الاَية،
ويرحم الله لوطا كان يأوي إلى ركن شديد،
ولو لبثت في السجن ما لبث يوسف لأجبت الداعي»،
وفي لفظ لأحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله:
{فاسأله ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم}
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لو كنت أنا، لأسرعت الإجابة وما ابتغيت العذر»
وقال عبد الرزاق: أخبرنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار، عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما أجبتهم حتى أشترط أن يخرجوني، ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه، والله يغفر له حين أتاه الرسول، ولو كنت مكانه لبادرتهم الباب، ولكنه أراد أن يكون له العذر»، هذا حديث مرسل.
وقوله تعالى: {قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه}
إخبار عن الملك حين جمع النسوة اللاتي قطعن أيديهن عند امرأة العزيز، فقال مخاطباً لهن كلهن وهو يريد امرأة وزيره، وهو العزيز،
قال الملك للنسوة اللاتي قطعن أيديهن
{ما خطبكن} أي شأنكن وخبركن {إذ راودتن يوسف عن نفسه} يعني يوم الضيافة، {قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء}
أي قالت النسوة جواباً للملك: حاش لله أن يكون يوسف متهماً،
والله ما علمنا عليه من سوء، فعند ذلك {قالت امرأة العزيز الاَن حصحص الحق}
قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: تقول الاَن تبين الحق وظهر وبرز،
{أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين}
أي في قوله: {هي راودتني عن نفسي} {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}
تقول: إنما اعترفت بهذا على نفسي ليعلم زوجي أني لم أخنه بالغيب في نفس الأمر،
ولا وقع المحذور الأكبر، وإنما راودت هذا الشاب مراودة فامتنع،
فلهذا اعترفت ليعلم أني بريئة
وَمَآ أُبَرّىءُ نَفْسِيَ إِنّ النّفْسَ لأمّارَةٌ بِالسّوَءِ إِلاّ مَا رَحِمَ رَبّيَ إِنّ رَبّي غَفُورٌ رّحِيمٌ
{وأن الله لا يهدي كيد الخائنين * وما أبرىء نفسي}
تقول المرأة: ولست أبرىء نفسي، فإن النفس تتحدث وتتمنى، ولهذا راودته لأن
{النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي}
أي إلا من عصمه الله تعالى: {إن ربي غفور رحيم}
وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام
وقد حكاه الماوردي في تفسيره، وانتدب لنصره الإمام أبو العباس بن تيمية رحمه الله، فأفرده بتصنيف على حدة، وقد قيل: إن ذلك من كلام يوسف عليه السلام يقول: {ذلك ليعلم أني لم أخنه} في زوجته {بالغيب} الاَيتين، أي إنما رددت الرسول ليعلم الملك براءتي، وليعلم العزيز {أني لم أخنه} في زوجته {بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين} الاَية، وهذا القول هو الذي لم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم سواه. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما جمع الملك النسوة فسألهن: هل راودتن يوسف عن نفسه ؟ {قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الاَن حصحص الحق} الاَية، قال يوسف {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} فقال جبريل عليه السلام: ولا يوم هممت بما هممت به ؟ فقال {وما أبرىء نفسي} الاَية، وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وابن أبي الهذيل والضحاك والحسن وقتادة والسدي، والقول الأول أقوى وأظهر، لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك، ولم يكن يوسف عليه السلام عندهم، بل بعد ذلك أحضره الملك
{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ }يوسف53 {وأن الله لا يهدي كيد الخائنين * وما أبرىء نفسي} تقول المرأة: ولست أبرىء نفسي، فإن النفس تتحدث وتتمنى، ولهذا راودته لأن {النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي} أي إلا من عصمه الله تعالى: {إن ربي غفور رحيم} وهذا القول هو الأشهر والأليق والأنسب بسياق القصة ومعاني الكلام
وقد حكاه الماوردي في تفسيره، وانتدب لنصره الإمام أبو العباس بن تيمية رحمه الله، فأفرده بتصنيف على حدة، وقد قيل: إن ذلك من كلام يوسف عليه السلام يقول: {ذلك ليعلم أني لم أخنه} في زوجته {بالغيب} الاَيتين، أي إنما رددت الرسول ليعلم الملك براءتي، وليعلم العزيز {أني لم أخنه} في زوجته {بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين} الاَية، وهذا القول هو الذي لم يحك ابن جرير ولا ابن أبي حاتم سواه. وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع عن إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما جمع الملك النسوة فسألهن: هل راودتن يوسف عن نفسه ؟ {قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الاَن حصحص الحق} الاَية، قال يوسف {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} فقال جبريل عليه السلام: ولا يوم هممت بما هممت به ؟ فقال {وما أبرىء نفسي} الاَية، وهكذا قال مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وابن أبي الهذيل والضحاك والحسن وقتادة والسدي، والقول الأول أقوى وأظهر، لأن سياق الكلام كله من كلام امرأة العزيز بحضرة الملك، ولم يكن يوسف عليه السلام عندهم، بل بعد ذلك أحضره الملك
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ
{وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ }يوسف54
{قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ }يوسف55
يقول تعالى إخباراً عن الملك حين تحقق براءة يوسف عليه السلام ونزاهة عرضه مما نسب إليه، قال {ائتوني به أستخلصه لنفسي} أي أجعله من خاصتي وأهل مشورتي {فلما كلمه} أي خاطبه الملك، وعرفه، ورأى فضله وبراعته، وعلم ما هو عليه من خلق وخلق وكمال، قال له الملك {إنك اليوم لدينا مكين أمين} أي إنك عندنا قد بقيت ذا مكانة وأمانة، فقال يوسف عليه السلام {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم} مدح نفسه، ويجوز للرجل ذلك إذا جهل أمره للحاجة، وذكر أنه {حفيظ} أي خازن أمين، {عليم} ذو علم وبصيرة بما يتولاه. وقال شيبة بن نعامة: حفيظ لما استودعتني، عليم بسني الجدب، رواه ابن أبي حاتم، وسأل العمل لعلمه بقدرته عليه ولما فيه من المصالح للناس، وإنما سأله أن يجعله على خزائن الأرض، وهي الأهرام التي يجمع فيها الغلات، لما يستقبلونه من السنين التي أخبرهم بشأنها، فيتصرف لهم على الوجه الأحوط والأصلح والأرشد، فأجيب إلى ذلك رغبة فيه وتكرمة له ولهذا قال تعالى
{وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }يوسف56
{وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ }يوسف57 يقول تعالى: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض} أي أرض مصر، {يتبوأ منها حيث يشاء} قال السدي وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: يتصرف فيها كيف يشاء. وقال ابن جرير: يتخذ منها منزلاً حيث يشاء بعد الضيق والحبس والإسار، {نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين}
ولا نضيع أجر المحسنين أي وما أضعنا صبر يوسف على أذى إخوته وصبره على الحبس بسبب امرأة العزيز، فلهذا أعقبه الله عز وجل السلام والنصر والتأييد، {ولا نضيع أجر المحسنين * ولأجر الاَخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون} يخبر تعالى أن ما ادخره الله تعالى لنبيه يوسف عليه السلام في الدار الاَخرة أعظم وأكثر وأجل مما خوله من التصرف والنفوذ في الدنيا، كقوله في حق سليمان عليه السلام {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب * وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب} والغرض أن يوسف عليه السلام ولاه ملك مصر الريان بن الوليد الوزارة في بلاد مصر مكان الذي اشتراه من مصر زوج التي راودته، وأسلم الملك على يدي يوسف عليه السلام، قاله مجاهد
وقال محمد بن إسحاق: لما قال يوسف للملك
: {اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم}
قال الملك: قد فعلت، فولاه فيما ذكروا عمل اطفير، وعزل اطفير عما كان عليه،
يقول الله عز وجل: {وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين}
قال: فذكر لي ـ والله أعلم ـ أن اطفير هلك في تلك الليالي،
وأن الملك الريان بن الوليد زوّج يوسف امرأة اطفير راعيل،
وراعيل هي زليخا زوجة يوسف عليه السلام ,
كان اسمها راعيل غندما كانت زوجة لقطفير
أواطفير الذي كان على خزانة الملك الريان ابن الوليد صاحب مصر ،
وهو الذي اشترى يوسف عليه السلام من القافلة التي أخرجته من الجب
، وجعله قطفير مثل ولده ، ولم يكن له ولد ، فأحبته زوجته .
وأنها حين دخلت عليه قال لها: أليس هذا خيراً مما كنت تريدين ؟
قال: فيزعمون أنها قالت: أيها الصديق لا تلمني،
فإني كنت امرأة كما ترى حسناء جميلة ناعمة في ملك ودنيا،
وكان صاحبي لا يأتي النساء، وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك على ما رأيت،
فيزعمون أنه وجدها عذراء، فأصابها،
فولدت له رجلين: أفرائيم بن يوسف، وميشا بن يوسف،
وولد لأفرائيم نون والد يوشع بن نون، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام،
وقال الفضيل بن عياض: وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حتى مر يوسف، فقالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته، والملوك عبيداً بمعصيته
الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكاً بطاعته، والملوك عبيداً بمعصيته
فإن الله يهدي قلبه، ويعلمه ما لم يكن يعلم، ويجعله إماماً يقتدى به في الخير، وداعياً إلى سبيل الرشاد {ما كان لنا أن نشرك بالله من شيء ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس} هذا التوحيد وهو الإقرار بأنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له {من فضل الله علينا} أي أوحاه إلينا وأمرنا به. {وعلى الناس} إذ جعلنا دعاة لهم إلى ذلك {ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون} أي لا يعرفون نعمة الله عليهم بإرسال الرسل إليهم، بل {بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار}.
الآن انهمكنا فيما احل الله لنا ولم ننهمك فيما خلقنا من اجله وأوجبه الله علينا , نسأل الله العفو والعافية
في ذكر النساء الصالحات
زليخا زوجة يوسف عليه السلام
زليخا زوجة يوسف عليه السلام
كان اسمها راعيل ، وكان اسم زوجها الأول قطفير ، وكان على خزانة الريان ابن الوليد صاحب مصر ، وهو الذي اشترى يوسف عليه السلام من القافلة التي أخرجته من الجب ، وجعله قطفير مثل ولده ، ولم يكن له ولد ، فأحبته زوجته .
ومما قيل في كتاب " معالم التنزيل " للإمام البغوي رحمه الله تعالى أ.ه? ، في تفسير قوله تعالى : ( ولقد هممت به وهم بها ... ) . وقال ابن زيد : كان لملك مصر خزائن كثيرة ، فسلمها ليوسف عليه السلام ومات قطفير ثم تزوج يوسف زليخا ، ولما دخل عليها قال لها : أليس هذا خيراً مما كنت تريدين ? فقالت له : أيها الصديق لا تلمني ، فإني كنت امرأة حسناء وناعمة كما ترى في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنت كما جعلك الله في حسنك وهيئتك فغلبتني نفسي ، ولما دخل عليها يوسف عليه السلام وجدها عذراء فأصابها ، فولدت له غلامين في بطنين أحدهما إفرائيم والآخر ميشا .
وذكر في كتاب " كشف الأسرار " ما معنى قوله تعالى : ( ولقد همَّتْ بهِ وهمَّ بها ) قيل : همت به حراماً وهم بها حلالاً ، وهمت به سفاحاً وهم بها نكاحاً ، وقيل : همت به بالمضاجعة وهم بها بالمدافعة ، وقيل: همت به شهوة وهم بها موعظة .
وذكر في " شرح الجوهرة " : الفرق بين الهم والعزم ، ويعرف أنه لا مؤاخذة على يوسف لأنه لم يقع منه إلا الأول لا الثاني . كذا قيل . والتحقيق أنه لم يقع منه عليه السلام ولا غيرها . والآية عند أبي حاتم وغيره محمولة على الحذف والتقديم والتأخير والتقدير : ( ... لولا أن رأى برهان ربه ... ) أي لولا رؤية البرهان لهمّ بها ، ولكنه لم يهمّ لأنه رآه .
وذكر في " تأريخ ابن الوردي " : أن مالك بن دعر اشترى يوسف عليه السلام من إخوته بثمن بخس ، قيل : عشرون درهماً ، وقيل : أربعون ، وذكروا : أنه عبدهم وقد أبق فخافهم يوسف عليه السلام ولم يذكر خاله لهم فسار به مالك إلى مصر وباعه إلى العزيز على خزائن الريان ، فأحضره إلى زوجته زليخة ولم يكن لهما ولد فقال لزليخا : ( ... أكرمي مثواهُ ... ) الآية .
فهوته زليخا وكتمت حبه ثم أظهرته وراودته عن نفسه فامتنع وهرب فلحقته وقبضته من قميصه فانقد ، وألفيا سيدها لدى الباب . فلما رأته زليخا لطمت على وجهها وقالت : إن هذا يوسف قد راودني عن نفسي فأنكر يوسف ، فهمّ العزيز بقتله وكان عنده طفل ابن شهرين ، وهو ابن داية زليخا ، فقال للعزيز : لا تعجل ( ... إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين ) . فنظر العزيز فإذا القميص قد من دبر ، فظهرت براءة يوسف .
وبلغ زليخا أن نسوة من نساء الأكابر قد عبنها على فعلها ،
فأرسلت إليهن ، وأحضرتهن وأعطت كل واحدة منهن سكيناً وأترجةً ،
وزينت يوسف وأخرجته عليهن ،
فلما رأينه دهشن به وهنّ يقطعن الأترج ، فقطعن أيديهن ، وتلوثت بالدماء
ولم يشعرن ، فقالت زليخا لهن : ( ... فذلكنَّ الذي لمتنني فيهِ ... )
وقيل : إن النساء خلون في يوسف ليعذلنه في زليخا فراودته كل واحدة منهن عن نفسه ا، فأبى ثم انصرفن ، وما زالت زليخا تشكو يوسف إلى زوجها وتقول :
إنه يقول للناس إني راودته عن نفسي ، وقد فضحني بين الناس . فحبسه العزيز .
ثم إن فرعون مصر الريان غضب على الساقي والخباز فحبسهما عند يوسف .
فرأى كل منهما رؤيا وقصها على يوسف ، وقد اقترحاهما ليختبرا يوسف ،
فعبر لهما يوسف كما قال الله تعالى في القرآن : ( ودخلَ معهُ السِّجنَ فتيانِ قال أحدهما إنِّي أراني ... ) فلما عبرها لهما ، فقالا له : عجباً منك تعبر لنا رؤيتين كاذبتين ! فقال يوسف قوله تعالى : ( ... قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ) وبعد ثلاثة أيام رضي فرعون عن الساقي وأعاده ، وصلب الخباز ، ولبث يوسف في السجن بضع سنين ، يعني سبع سنين ، وقيل اثني عشر سنة بعدد الحروف التي قالها الساقي وهي قوله تعالى : ( ... اذكرني عند ربك ... ) ثم إن الريان رأى الرؤيا فتذكر الساقي يوسف فوصفه للريان فأرسل إليه فعبرها له ، ثم أحضره وأعجبه حسنه فاصطفاه لنفسه .
ومات العزيز فجعل الريان يوسف مكانه ، فأحسن يوسف عليه السلام السياسة ، وجمع الأقوات في تلك السبع سنين ، فلما جاءت أيام القحط إلى أرض كنعان ، وباعت زليخا جميع ضياعها وصرفت جميع مالها وافتقرت ، فجاءت تستطعم يوسف فعرفها ، فردها إلى نزلها ورد عليها ضياعها وأموالها وأملاكها وأرسل إليها طعاماً كثيراً ، ثم استأذن ربه في زواجها فأذن له فتزوجها يوسف ورد الله عليها حسنها وجمالها ، ودخل عليها فوجدها عذراء ، وولد منها ولدين ، إفرائيم وميشا .
وذكر الرازي في تفسيره : قال وهب : إن فرعون يوسف هو فرعون موسى ، وهذا غير صحيح ، إذ كان بين دخول يوسف مصر وموسى أكثر من أربعمائة ، وقال محمد بن إسحاق : هو غير فرعون موسى عليه السلام فإن فرعون يوسف اسمه الريان بن الوليد .
وذكر في كتاب " تاريخ الأنبياء والدول " : قال ابن عبد الحكيم : اشتد الجوع بمصر فاشترى يوسف من أهل مصر الفضة والذهب بالطعام ، ثم اشتروا بأغنامهم ومواشيهم حتى لم يبق لهم شيء في سنتين ، وفي السنة الثالثة اشترى أرضهم كلها لفرعون .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : فوض الريان إلى يوسف تدبير الملك وهو ابن ثلاثين سنة ، وقيل : أوحى الله إلى يوسف في الصغر كما أوحى إلى يحيى عليه السلام وألقي في الجب ، وعمره سبع عشرة سنة ، واجتمع مع أبيه وأمه وأخوته بعد انقضاء خمس عشرة سنة ، وذلك سنة ثلاثة آلاف وستمائة وثلاث عشرة سنة من هبوط آدم عليه السلام وتوفيت زليخا في حياة يوسف عليه السلام ودفنت في مصر ، ثم توفي يوسف ودفن في مصر نحو ثلاثمائة سنة ، ثم حمل إلى بيت المقدس ، وعاش مائة وعشرين سنة .
وقيل : إن يوسف عليه السلام لما ألقي في الجب دعا بهذا الدعاء وهو قوله : يا عدتي في شدتي ، ويا مؤنسي في وحشتي ، ويا راحم عبرتي ، ويا كاشف كربتي ، ويا مجيب دعوتي ، ويا إلهي ويا إله آبائي : إبراهيم وإسحاق ويعقوب ارحم صغر سني وضعف ركني وقلة حيلتي يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام .
وذكر في " كشف الأسرار " قوله : لما قطعن أيديهن ولم تقطع زليخا يديها ? قيل : لأن يوسف كان في منزلها ، ولم تخف الفراق ، وهن قطعن أيديهن للفراق ، وقيل : لأنهن كن يغبن زليخا ، وللبغي مصرع ويقال قطعن أيديهن لدهشتهن ، والمدهوش لا يدرك وما يعقل .
وقال الكرماني في " العجائب " في قوله تعالى : ( نحنُ نقصُّ عليكَ أحسنَ القصصِ ) قيل : هي قصة يوسف لاشتمالها على حاسد ومحسود ، ومالك ومملوك ، وشاهد ومشهود ، وعاشق ومعشوق ، وحبس وإطلاق ، وسجن وخلاص ، وخصب وجدب وغيرها .
وقال في " خلاصة الإتقان " : وقد صحح الحاكم النهي عن التعليم سورة يوسف للنساء ، وعن الحسن : أن يوسف عليه السلام ألقي في الجب وهو ابن اثنتي عشرة سنة ، ولقي أباه بعد الثمانين ، وتوفي وله مائة وعشرون سنة ، والله أعلم .
نزلت كنتم خير أمّة لتتحرك بها الأمة ونخدم بها الأمة بدعوة اناس كافة حتى يدخلوا في دين هذه الأمة ليصبح جميع خلق الله أمة تؤدي شرط الله لتكون من هذه الأمة كنتم خير أمة, فمن مستعد؟؟؟؟؟؟
ةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةةة