فما فرح الصحابة بفرحٍ أكثر من فرحهم بقران ينزل ويكلِّفهم ,
أمر ينزل من السماء(أدع),(خذ العفو)
كيف تفرح لما الحكومة تكلفك
اذا الانسان اخذ وزارتين يقول اتعبتوني ,اخذت وزارتين ,
بل يقول كلَّفني, شرفني الرئيس بهذه الوزارات,
ولهذا فالاستخدام عند الخالق عطاء تكريم وتشريف
أول ما بدا الدين وأول شريعة في الدين(واذكر في الكتاب إبراهيم ),
هذا الاستخدام , بنهاره يمشي لأبيه ويمشي لقومه ,
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً }الفرقان63
وبالليل {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً }الفرقان64
كيف نهار تستخدمه وليل تستخدمهُ.
فبالدعوة نستخدم نهار, طول النهار انت تشتغل بالدعوة
وتستخدم جزء كبير من الليل تشتغل بالدعوة,
فاول نوع من الاستخدام مش وُضوءٌ كوضوئه, مش صومٌ كصومه,
بل جهدٌ كجهده ,همٌ كهَمِّه,
يعني إستخدام عواطف الداخل والخارج ,
فالنبي صلى الله عليه وسلم ليس نبي فقط بحركة بدَنَهُ , بل و بحركة عواطفهِ,
مملوء صدر النبي صلى الله عليه وسلم بالهم على هذه الامة ,بالفكر للامة,
فكيف نستخدم صدورنا ونملؤها كما مُلأ صدر النبي صلى الله عليه وسلم بالهم على هذه الناس
وبالفكر للناس (فلعلك باخعٌ نفسك ) ,هذا ما في صدره ,
لما نزلت هذه الاية( فلعلك باخع نفسك على ءآثارهم ان لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا) أين نزلت في مكة ام في المدينة ؟
هذه سورة الكهف مكية .
كيف أصحابه صلى الله عليه وسلم يُؤذون, بلال يصيح أحد أحد,
يُجَرُّ على الرمل الحار,
وصدره -صلى الله عليه وسلم- وهَمُّهُ مش على بلال ,
هنيئا يا بلال, إصبر بلال مثواك الجنة.
(فلعلك باخع), البخع في اللغة الحزن الذي يؤدي الى هلاك صاحبه
الحزن الانتحاري
الحزن الانتحاري, مهلك نفسك حزنا, مش على بلال وهو يعذب, فهنيئا له ,
بل على المُعَذِّبْ مش على المُعَذَّبْ , على الكافر الذي يصُدُّ عن دين الله ,
على الإنسان الذي يموت على غير لا اله الا الله, كيف يروح إلى جهنم!!!
( فلعلك باخع نفسك) على آثار المسلمين؟
بل على ء آثار الكفار (ان لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا ) ,
فهذه هي الهموم الدعوية
فهذه هي الهموم الدعوية
اين تصيرعواطفنا
( كتاب انزلناه اليك) كيف يستخدمك ربنا؟
مش لتخرج الناس من عضَّات الجوع وعضَّات الفقر!!
بل (لتخرج الناس من الظلمات الى النور),
استخدام عواطفك بالشفقة على المريض هذا مهم,
استخدام عواطفك بالشفقة على الاعمى مهم
وأعظم استخدام. تستخدم عواطفك بالشفقة على الذي لا يصلي ,
وعلى الذي لا يصوم , وعلى الذي يعرض عن ذكر الله,
أعظم استخدام. تستخدم عواطفك بالشفقة على الذي يعصي الله ,
هذا هو الأهم,
فقصة نوح وإستخدام نوح ما بين لنا ربنا كم مريض زار نوح ,وهذا مهم كان يفعله ,فرحمة المريض خلق الأنبياء
ورحمة الاعمى خلق الأنبياء
ورحمة السجين خلق الأنبياء,
وأما رحمة هذا العاصي وإخراجه من الظلمات الى النور, هو مقصد بعثة الأنبياء
.(إنّا ارسلنا نوح الى قومه ان أنذر قومك من قبل أن ياتيهم عذاب أليم)
الآن عواطفنا تستخدم لما تشوف مريض يرق قلبك ,
ولما تشوف انسان أعمى يرق قلبك,
ولما تشوف إنسان جائع يرق قلبك,
ولما تشوف إنسان يعصي الله فالشيطان يقسي قلبك,الله لا يرده!!!
هذااسمه استخدام معكوس,
فالمرض اشتغل في الصحابة,
مرضوا لما جاء للمدينة, أصابتهم الحُمّى والجوع, جاعوا,
لكن عواطف النبي أين؟؟؟ كيف هذا الانسان يموت على هذا الشرك؟؟
فكيف نستخدم عواطفنا الإستخدام الصحيح ؟
كيف يكون عندنا هم على العصاة؟
كان الهمُّ على الكفار والآن على عصاة المسلمين
كيف نخرج انفسنا وعيالنا وأولادنا( قوا انفسكم واهليكم نارا).
فبدون جهد الدعوة لا نتعلم الإستخدام الكامل,
من الفجر للظهر هذا فراغ العبادة,ما تملا وقتك ,
بين الصلاة المفروضة من الفجر للظهر ست ساعات تقدر
تخلي رجل على رجل وتقرأ عشرين جريدة وتسمع ما سمعت, ايش قال؟
صليت الفجر والظهر بعد ست ساعات!!
لكن ربنا كلفنا بالدعوة ,
ايش قال عن اهل الدعوة (0واذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) ليش ؟
لان مشغولين ما فاضين للكلام الفارغ
(واذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقالوا لنا اعمالنا ) مشغولين,
أول ما تعلم المسلم الاستخدام الكامل لمشغولية الاعمال
انا قلت لا اله الا الله ابوي ما قالها, امي ما قالتها ,عشيرتي ما قالتها,
الناس تموت على الكفر, يا عمي مشغول مشغول ما فاضي,
اليوم تقرأ عشرين جريدة قال انا بس فراغي للعبادة بس اصلي من الفجر للظهر,
تقدر تَسْمَع وتُسَمِّع قصة ابو زيد الهلالي ....
في ايامنا هذه الذين انشغلوا في الدنيا ما يعطوك وقت
مثلا إنسان مشغول بالتجارة يبيع و يشتري تقول له؛
تعال اسمعك قصة ابو زيد الهلالي يقول خلِّيها لك ,
تروح للطبيب في العيادة تقول تعال اسمعك قصة عنترة يقول لك
ولك يا مجنون انا مشغول ,
فالطبيب مشغول والمعلم مشغول ,
إلَّا المسلم فاضي شغل
قال صليت الفجر والظهر باقي عليه ست ساعات ,
فالدين ما بدأ بالصلوات الخمس ,
الصلوات الخمسة نزلت في السنة العاشرة ,
الصيام سنة اربعة عشر من البعثة,
لكن أول ما بدأ الدين هو اذكر مشغولية نوح ومشغوليته إبراهيم ,مشغولية موسى ’
{وَكُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ }هود120
مشغولية نوح ودعوته لقومه ليل ونهار,
ما معنى ( واذكر في الكتاب ابراهيم) ما معناها ؟؟
اذكرفعل امر, كيف تمتثل للامر؟ تقول ابراهيم ابراهيم !!!! لا...
بل يعني اذكر جهد إبراهيم وهات جهدا مثل جهده,
هذا معنى ( واذكر في الكتاب ابراهيم)
مشغول بذكر ابراهيم!!! أُذكر مقصده وهات مقصداً مثل مقصده
يعني اذكر جهد إبراهيم وهات جهدا مثل جهده,
يعني اذكر مقصد إبراهيم وهات مقصد مثل مقصده ه,
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4
4 - (قد كانت لكم أسوة) بكسر الهمزة وضمها في الموضعين قدوة (حسنة في إبراهيم) أي به قولا وفعلا (والذين معه) من المؤمنين (إذ قالوا لقومهم إنا برآء) جمع بريء كظريف (منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم) أنكرناكم (وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا) بتحقيق الهمزتين وإبدال الثانية واوا (حتى تؤمنوا بالله وحده إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك) مستثنى من أسوة فليس لكم التأسي به في ذلك بأن تستغفروا للكفار وقوله (وما أملك لك من الله) أي من عذابه وثوابه (من شيء) كنى به عن أنه لا يملك له غير الاستغفار فهو مبني عليه مستثنى من حيث المراد منه وإن كان من حيث ظاهره مما يتأسى فيه قل فمن يملك لكم من الله شيئا واستغفاره له قبل أن يتبين له أنه عدو الله كما ذكره في براءة (ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير) من منقول الخليل ومن معه أي قالوا
{رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الممتحنة5
5 - (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) أي لا تظهرهم علينا فيظنوا أنهم على الحق فيفتنوا أي تذهب عقولهم بنا (واغفر لنا ربنا إنك أنت العزيز الحكيم) في ملكك وصنعك
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }الممتحنة6
6 - (لقد كان لكم) يا أمة محمد جواب قسم مقدر (فيهم أسوة حسنة لمن كان) بدل اشتمال من كم بإعادة الجار (يرجو الله واليوم الآخر) أي يخافهما أو يظن الثواب والعقاب (ومن يتول) بأن يوالي الكفار (فإن الله هو الغني) عن خلقه (الحميد) لأهل طاعته
{عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة7
7 - (عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم) من كفار مكة طاعة لله تعالى (مودة) بأن يهديهم للايمان فيصيروا لكم أولياء (والله قدير) على ذلك وقد فعله بعد فتح مكة (والله غفور) لهم ما سلف (رحيم) بهم
==