دعاء الإمام الحسين عليه السلام في يوم عرفة
الحمد لله الذي ليس لقضائه دافعٌ ، و لا لعطائه مانعٌ ، و لا كصنعه صنع صانعٍ ، و هو الجواد الواسع ، فطر أجناس البدائع ، و أتقن بحكمته الصنائع ، لا يخفى عليه الطلائع ، و لا تضيع عنده الودائع ، أتى بالكتاب الجامع ، و بشرع الإسلام النور الساطع ، و هو للخليقة صانعٌ ، و هو المستعان على الفجائع ، جازي كل صانعٍ ، و رائش كل قانعٍ ، و راحم كل ضارعٍ ، و منزل المنافع ، و الكتاب الجامع بالنور الساطع ، و هو للدعوات سامعٌ ، و للدرجات رافعٌ ، و للكربات دافعٌ ، و للجبابرة قامع ، و راحم عبرة كل ضارعٍ ، و دافع ضرعة كل ضارعٍ ، فلا إله غيره ، و لا شيء يعدله ، و ليس كمثله شيءٌ ، و هو السميع البصير اللطيف الخبير ، و هو على كل شيءٍ قديرٌ .
اللهم إني أرغب إليك و أشهد بالربوبية لك ، مقرّاً بأنك ربي ، و أن إليك مردي ، ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئاً مذكوراً ، و خلقتني من التراب ، ثم أسكنتني الأصلاب آمناً لريب المنون ، و اختلاف الدهور ، فلم أزل ظاعناً من صلبٍ إلى رحمٍ ، في تقادم الأيام الماضية و القرون الخالية ، لم تخرجني لرأفتك بي ، و لطفك لي ، و إحسانك إلي ، في دولة أيام الكفرة ، الذين نقضوا عهدك ، و كذبوا رسلك ، لكنك أخرجتني رأفةً منك ، و تحنناً علي ، للذي سبق لي من الهدى الذي يسرتني و فيه أنشأتني ، و من قبل ذلك رؤفت بي بجميل صنعك ، و سوابغ نعمتك ، فابتدعت خلقي من منيٍّ يمنى ، ثم أسكنتني في ظلماتٍ ثلاثٍ ، بين لحمٍ و جلدٍ و دمٍ ، لم تشهرني بخلقي ، و لم تجعل إلي شيئاً من أمري ، ثم أخرجتني إلى الدنيا تامّاً سويّاً ، و حفظتني في المهد طفلًا صبيّاً ، و رزقتني من الغذاء لبناً مريّاً ، عطفت على قلوب الحواضن ، و كفلتني الأمهات الرحائم ، و كلأتني من طوارق الجان ، و سلمتني من الزيادة و النقصان ، فتعاليت يا رحيم يا رحمان ، حتى إذا استهللت ناطقاً بالكلام ، أتممت علي سوابغ الإنعام ، فربيتني زائداً في كل عامٍ ، حتى إذا كملت فطرتي ، و اعتدلت سريرتي ، أوجبت علي حجتك بأن ألهمتني معرفتك ، و روعتني بعجائب فطرتك ، و أنطقتني لما ذرأت في سمائك و أرضك من بدائع خلقك ، و نبهتني لذكرك و شكرك ، و واجب طاعتك و عبادتك ، و فهمتني ما جاءت به رسلك ، و يسرت لي تقبل مرضاتك ، و مننت علي في جميع ذلك بعونك و لطفك ، ثم إذ خلقتني من حر الثرى ، لم ترض لي يا إلهي بنعمةٍ دون أخرى ، و رزقتني من أنواع المعاش ، و صنوف الرياش ، بمنك العظيم علي ، و إحسانك القديم إلي ، حتى إذا أتممت علي جميع النعم ، و صرفت عني كل النقم ، لم يمنعك جهلي و جرأتي عليك ، أن دللتني على ما يقربني إليك ، و وفقتني لما يزلفني لديك ، فإن دعوتك أجبتني ، و إن سألتك أعطيتني ، و إن أطعتك شكرتني ، و إن شكرتني زدتني ، كل ذلك إكمالًا لأنعمك علي و إحساناً إلي ، فسبحانك سبحانك من مبدئٍ معيدٍ حميدٍ مجيدٍ ، و تقدست أسماؤك ، و عظمت آلاؤك ، فأي أنعمك يا إلهي أحصي عدداً أو ذكراً ، أم أي عطائك أقوم بها شكراً ، و هي يا رب أكثر من أن يحصيها العادون ، أو يبلغ علماً بها الحافظون ، ثم ما صرفت و درأت عني اللهم من الضر و الضراء ، أكثر مما ظهر لي من العافية و السراء ، و أنا أشهدك يا إلهي بحقيقة إيماني ، و عقد عزمات يقيني ، و خالص صريح توحيدي ، و باطن مكنون ضميري ، و علائق مجاري نور بصري ، و أسارير صفحة جبيني ، و خرق مسارب نفسي ، و خذاريف مارن عرنيني ، و مسارب صماخ سمعي ، و ما ضمت و أطبقت عليه شفتاي ، و حركات لفظ لساني ، و مغرز حنك فمي و فكي ، و منابت أضراسي ، و بلوغ حبائل بارع عنقي ، و مساغ مطعمي و مشربي ، و حمالة أم رأسي ، و جمل حمائل حبل وتيني ، و ما اشتمل عليه تامور صدري ، و نياط حجاب قلبي ، و أفلاذ حواشي كبدي ، و ما حوته شراسيف أضلاعي ، و حقاق مفاصلي ، و أطراف أناملي ، و قبض عواملي ، و دمي ، و شعري ، و بشري ، و عصبي ، و قصبي ، و عظامي ، و مخي ، و عروقي ، و جميع جوارحي ، و ما انتسج على ذلك أيام رضاعي ، و ما أقلت الأرض مني ، و نومي و يقظتي ، و سكوني و حركتي ، و حركات ركوعي و سجودي ، أن لو حاولت و اجتهدت مدى الأعصار و الأحقاب لو عمرتها ، أن أؤدي شكر واحدةٍ من أنعمك ما استطعت ذلك ، إلا بمنك الموجب علي شكراً آنفاً جديداً ، و ثناءً طارفاً عتيداً ، أجل و لو حرصت و العادون من أنامك أن نحصي مدى إنعامك سالفةً و آنفةً ، لما حصرناه عدداً ، و لا أحصيناه أبداً ، هيهات أنى ذلك ، و أنت المخبر عن نفسك في كتابك الناطق ، و النبإ الصادق ، ﴿ وإن تعدوا نعمة اللّه لا تحصوها ... ﴾ صدق كتابك اللهم و نبؤك ، و بلغت أنبياؤك و رسلك ما أنزلت عليهم من وحيك ، و شرعت لهم من دينك ، غير أني أشهد بجدي و جهدي ، و مبالغ طاقتي و وسعي ، و أقول مؤمناً موقناً ، الحمد له، الذي لم يتخذ ولداً فيكون موروثاً ، و لم يكن له شريكٌ في الملك فيضاده فيما ابتدع ، و لا وليٌّ من الذل فيرفده فيما صنع ، سبحانه ، سبحانه ، سبحانه ، ﴿ لو كان فيهما آلهةٌ إلا الله لفسدتا ... ﴾ و تفطرتا ، فسبحان الله الواحد الحق الأحد الصمد ، الذي لم يلد و لم يولد ، و لم يكن له كفواً أحدٌ .
الحمد لله حمداً يعدل حمد ملائكته المقربين ، و أنبيائه المرسلين ، و صلى الله على خيرته من خلقه محمدٍ خاتم النبيين ، و آله الطاهرين المخلصين .
اللهم اجعلني أخشاك كأني أراك ، و أسعدني بتقواك ، و لا تشقني بمعصيتك ، و خر لي في قضائك ، و بارك لي في قدرك ، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، و لا تأخير ما عجلت .
اللهم اجعل غناي في نفسي ، و اليقين في قلبي ، و الإخلاص في عملي ، و النور في بصري، و البصيرة في ديني ، و متعني بجوارحي ، و اجعل سمعي و بصري الوارثين مني ، و انصرني على من ظلمني ، و ارزقني مآربي و ثأري ، و أقر بذلك عيني .
اللهم اكشف كربتي ، و استر عورتي ، و اغفر لي خطيئتي ، و اخسأ شيطاني ، و فك رهاني، و اجعل لي يا إلهي الدرجة العليا في الآخرة و الأولى .
اللهم لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعاً بصيراً ، و لك الحمد كما خلقتني فجعلتني حيّاً سويّاً ، رحمةً بي و كنت عن خلقي غنيّاً ، رب بما برأتني فعدلت فطرتي ، رب بما أنشأتني فأحسنت صورتي ، يا رب بما أحسنت بي و في نفسي عافيتني ، رب بما كلأتني و وفقتني ، رب بما أنعمت علي فهديتني ، رب بما آويتني و من كل خيرٍ آتيتني و أعطيتني ، رب بما أطعمتني و سقيتني ، رب بما أغنيتني و أقنيتني ، رب بما أعنتني و أعززتني ، رب بما ألبستني من ذكرك الصافي ، و يسرت لي من صنعك الكافي ، صل على محمدٍ و آل محمدٍ ، و أعني على بوائق الدهر ، و صروف الأيام و الليالي ، و نجني من أهوال الدنيا و كربات الآخرة ، و اكفني شر ما يعمل الظالمون في الأرض .
اللهم ما أخاف فاكفني ، و ما أحذر فقني ، و في نفسي و ديني فاحرسني ، و في سفري فاحفظني ، و في أهلي و مالي و ولدي فاخلفني ، و فيما رزقتني فبارك لي ، و في نفسي فذللني ، و في أعين الناس فعظمني ، و من شر الجن و الإنس فسلمني ، و بذنوبي فلا تفضحني ، و بسريرتي فلا تخزني ، و بعملي فلا تبتلني ، و نعمك فلا تسلبني ، و إلى غيرك فلا تكلني ، إلى من تكلني ، إلى القريب يقطعني ، أم إلى البعيد يتجهمني ، أم إلى المستضعفين لي و أنت ربي و مليك أمري ، أشكو إليك غربتي و بعد داري و هواني على من ملكته أمري .
اللهم فلا تحلل بي غضبك ، فإن لم تكن غضبت علي فلا أبالي سواك ، غير أن عافيتك أوسع لي ، فأسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الأرض و السماوات ، و انكشفت به الظلمات ، و صلح عليه أمر الأولين و الآخرين ، أن لا تميتني على غضبك ، و لا تنزل بي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى قبل ذلك ، لا إله إلا أنت رب البلد الحرام ، و المشعر الحرام ، و البيت العتيق الذي أحللته البركة ، و جعلته للناس أمنةً .
يا من عفا عن العظيم من الذنوب بحلمه ، يا من أسبغ النعمة بفضله ، يا من أعطى الجزيل بكرمه ، يا عدتي في كربتي ، يا مونسي في حفرتي ، يا ولي نعمتي ، يا إلهي و إله آبائي إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب ، و رب جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل ، و رب محمدٍ خاتم النبيين ، و آله المنتجبين ، و منزل التوراة و الإنجيل و الزبور و القرآن العظيم ، و منزل كهيعص و طه و يس و القرآن الحكيم ، أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها ، و تضيق علي الأرض برحبها ، و لو لا رحمتك لكنت من المفضوحين ، و أنت مؤيدي بالنصر على الأعداء ، و لو لا نصرك لي لكنت من المغلوبين .
يا من خص نفسه بالسمو و الرفعة ، و أولياؤه بعزه يعتزون ، يا من جعلت له الملوك نير المذلة على أعناقهم ، فهم من سطواته خائفون ، تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور ، و غيب ما تأتي به الأزمان و الدهور ، يا من لا يعلم كيف هو إلا هو ، يا من لا يعلم ما يعلمه إلا هو ، يا من كبس الأرض على الماء ، و سد الهواء بالسماء ، يا من له أكرم الأسماء ، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبداً ، يا مقيض الركب ليوسف في البلد القفر ، و مخرجه من الجب ، و جاعله بعد العبودية ملكاً ، يا راد يوسف على يعقوب بعد أن ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيمٌ ، يا كاشف الضر و البلاء عن أيوب ، يا ممسك يد إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنه و فناء عمره ، يا من استجاب لزكريا فوهب له يحيى ، و لم يدعه فرداً وحيداً ، يا من أخرج يونس من بطن الحوت ، يا من فلق البحر لبني إسرائيل ، فأنجاهم و جعل فرعون و جنوده من المغرقين ، يا من أرسل الرياح مبشراتٍ بين يدي رحمته ، يا من لم يعجل على من عصاه من خلقه ، يا من استنقذ السحرة من بعد طول الجحود ، و قد غدوا في نعمته يأكلون رزقه و يعبدون غيره ، و قد حادوه و نادوه و كذبوا رسله .
يا الله يا بديء لا بدء لك دائماً ، يا دائماً لا نفاد لك ، يا حي يا قيوم ، يا محي الموتى ، يا من هو قائمٌ على كل نفسٍ بما كسبت ، يا من قل له شكري فلم يحرمني ، و عظمت خطيئتي فلم يفضحني ، و رآني على المعاصي فلم يخذلني ، يا من حفظني في صغري ، يا من رزقني في كبري ، يا من أياديه عندي لا تحصى ، يا من نعمه عندي لا تجازى ، يا من عارضني بالخير و الإحسان ، و عارضته بالإساءة و العصيان ، يا من هداني بالإيمان قبل أن أعرف شكر الامتنان ، يا من دعوته مريضاً فشفاني ، و عرياناً فكساني ، و جائعاً فأطعمني ، و عطشاناً فأرواني ، و ذليلًا فأعزني ، و جاهلًا فعرفني ، و وحيداً فكثرني ، و غائباً فردني ، و مقلًّا فأغناني ، و منتصراً فنصرني ، و غنيّاً فلم يسلبني ، و أمسكت عن جميع ذلك فابتدأني ، فلك الحمد يا من أقال عثرتي ، و نفس كربتي ، و أجاب دعوتي ، و ستر عورتي و ذنوبي ، و بلغني طلبتي ، و نصرني على عدوي ، و إن أعد نعمك و مننك و كرائم منحك لا أحصيها .
يا مولاي أنت الذي أنعمت ، أنت الذي أحسنت ، أنت الذي أجملت ، أنت الذي أفضلت ، أنت الذي مننت ، أنت الذي أكملت ، أنت الذي رزقت ، أنت الذي أعطيت ، أنت الذي أغنيت ، أنت الذي أقنيت ، أنت الذي آويت ، أنت الذي كفيت ، أنت الذي هديت ، أنت الذي عصمت ، أنت الذي سترت ، أنت الذي غفرت ، أنت الذي أقلت ، أنت الذي مكنت ، أنت الذي أعززت ، أنت الذي أعنت ، أنت الذي عضدت ، أنت الذي أيدت ، أنت الذي نصرت ، أنت الذي شفيت ، أنت الذي عافيت ، أنت الذي أكرمت ، تباركت ربي و تعاليت ، فلك الحمد دائماً ، و لك الشكر واصباً.
ثم أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي ، أنا الذي أخطأت ، أنا الذي أغفلت ، أنا الذي جهلت ، أنا الذي هممت ، أنا الذي سهوت ، أنا الذي اعتمدت ، أنا الذي تعمدت ، أنا الذي وعدت ، أنا الذي أخلفت ، أنا الذي نكثت ، أنا الذي أقررت .
إلهي أعترف بنعمتك عندي ، و أبوء بذنوبي فاغفر لي ، يا من لا تضره ذنوب عباده ، و هو الغني عن طاعتهم ، و الموفق من عمل منهم صالحاً بمعونته و رحمته ، فلك الحمد إلهي ، أمرتني فعصيتك ، و نهيتني فارتكبت نهيك ، فأصبحت لا ذا براءةٍ فأعتذر ، و لا ذا قوةٍ فأنتصر ، فبأي شيءٍ أستقبلك يا مولاي ، أ بسمعي أم ببصري أم بلساني أم برجلي ، أ ليس كلها نعمك عندي ، و بكلها عصيتك ، يا مولاي فلك الحجة و السبيل علي ، يا من سترني من الآباء و الأمهات أن يزجروني ، و من العشائر و الإخوان أن يعيروني ، و من السلاطين أن يعاقبوني ، و لو اطلعوا يا مولاي على ما اطلعت عليه مني إذًا ما أنظروني و لرفضوني و قطعوني ، فها أنا ذا بين يديك يا سيدي خاضعاً ذليلًا حقيراً ، لا ذو براءةٍ فأعتذر ، و لا قوةٍ فأنتصر ، و لا حجة لي فأحتج بها ، و لا قائلٌ لم أجترح و لم أعمل سوءاً ، و ما عسى الجحود لو جحدت يا مولاي فينفعني ، و كيف و أنى ذلك و جوارحي كلها شاهدةٌ علي بما قد علمت ، يقيناً غير ذي شكٍّ أنك سائلي عن عظائم الأمور ، و أنك الحكيم العدل الذي لا يجور ، و عدلك مهلكي ، و من كل عدلك مهربي ، فإن تعذبني فبذنوبي يا مولاي بعد حجتك علي ، و إن تعف عني فبحلمك و جودك و كرمك ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المستغفرين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الموحدين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الوجلين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الراجين الراغبين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من السائلين ، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من المهللين المسبحين ، لا إله إلا أنت ربي و رب آبائي الأولين .
اللهم هذا ثنائي عليك ممجداً ، و إخلاصي موحداً ، و إقراري بآلائك معدّاً ، و إن كنت مقرّاً أني لا أحصيها لكثرتها و سبوغها و تظاهرها و تقادمها ، إلى حادثٍ ما لم تزل تتغمدني به معها مذ خلقتني و برأتني من أول العمر ، من الإغناء بعد الفقر ، و كشف الضر و تسبيب اليسر ، و دفع العسر و تفريج الكرب ، و العافية في البدن ، و السلامة في الدين ، و لو رفدني على قدر ذكر نعمك علي جميع العالمين من الأولين و الآخرين ، لما قدرت و لا هم على ذلك ، تقدست و تعاليت من ربٍّ عظيمٍ كريمٍ رحيمٍ ، لا تحصى آلاؤك ، و لا يبلغ ثناؤك ، و لا تكافى نعماؤك ، صل على محمدٍ و آل محمدٍ ، و أتمم علينا نعمتك ، و أسعدنا بطاعتك ، سبحانك لا إله إلا أنت .
اللهم إنك تجيب دعوة المضطر إذا دعاك ، و تكشف السوء ، و تغيث المكروب ، و تشفي السقيم ، و تغني الفقير ، و تجبر الكسير ، و ترحم الصغير ، و تعين الكبير ، و ليس دونك ظهيرٌ، و لا فوقك قديرٌ ، و أنت العلي الكبير .
يا مطلق المكبل الأسير ، يا رازق الطفل الصغير ، يا عصمة الخائف المستجير ، يا من لا شريك له و لا وزير ، صل على محمدٍ و آل محمدٍ ، و أعطني في هذه العشية أفضل ما أعطيت و أنلت أحداً من عبادك ، من نعمةٍ توليها ، و آلاءٍ تجددها ، و بليةٍ تصرفها ، و كربةٍ تكشفها ، و دعوةٍ تسمعها ، و حسنةٍ تتقبلها ، و سيئةٍ تغفرها ، إنك لطيفٌ خبيرٌ ، و على كل شيءٍ قديرٌ .
اللهم إنك أقرب من دعي ، و أسرع من أجاب ، و أكرم من عفا ، و أوسع من أعطى ، و أسمع من سئل ، يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما ، ليس كمثلك مسئولٌ ، و لا سواك مأمولٌ ، دعوتك فأجبتني ، و سألتك فأعطيتني ، و رغبت إليك فرحمتني ، و وثقت بك فنجيتني ، و فزعت إليك فكفيتني ، اللهم فصل على محمدٍ عبدك و نبيك ، و على آله الطيبين الطاهرين أجمعين ، و تمم لنا نعماءك ، و هنئنا عطاءك ، و اجعلنا لك شاكرين ، و لآلائك ذاكرين ، آمين رب العالمين .
اللهم يا من ملك فقدر ، و قدر فقهر ، و عصي فستر ، و استغفر فغفر ، يا غاية الراغبين ، و منتهى أمل الراجين ، يا من أحاط بكل شيءٍ علماً ، و وسع المستقيلين رأفةً و حلماً .
اللهم إنا نتوجه إليك في هذه العشية التي شرفتها و عظمتها بمحمدٍ ، نبيك و رسولك و خيرتك و أمينك على وحيك .
اللهم صل على البشير النذير ، السراج المنير الذي أنعمت به على المسلمين ، و جعلته رحمةً للعالمين .
اللهم فصل على محمدٍ و آله ، كما محمدٌ أهل ذلك ، يا عظيم فصل عليه ، و على آل محمدٍ ، المنتجبين الطيبين الطاهرين أجمعين ، و تغمدنا بعفوك عنا ، فإليك عجت الأصوات بصنوف اللغات ، و اجعل لنا في هذه العشية نصيباً في كل خيرٍ تقسمه ، و نورٍ تهدي به ، و رحمةٍ تنشرها ، و عافيةٍ تجللها ، و بركةٍ تنزلها ، و رزقٍ تبسطه ، يا أرحم الراحمين .
اللهم اقلبنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين ، و لا تجعلنا من القانطين ، و لا تخلنا من رحمتك ، و لا تحرمنا ما نؤمله من فضلك ، و لا تردنا خائبين ، و لا من بابك مطرودين ، و لا تجعلنا من رحمتك محرومين ، و لا لفضل ما نؤمله من عطاياك قانطين ، يا أجود الأجودين ، و يا أكرم الأكرمين ، إليك أقبلنا موقنين ، و لبيتك الحرام آمين قاصدين ، فأعنا على منسكنا ، و أكمل لنا حجنا ، و اعف اللهم عنا ، فقد مددنا إليك أيدينا ، و هي بذلة الاعتراف موسومةٌ .
اللهم فأعطنا في هذه العشية ما سألناك ، و اكفنا ما استكفيناك ، فلا كافي لنا سواك ، و لا رب لنا غيرك ، نافذٌ فينا حكمك ، محيطٌ بنا علمك ، عدلٌ قضاؤك ، اقض لنا الخير ، و اجعلنا من أهل الخير .
اللهم أوجب لنا بجودك عظيم الأجر ، و كريم الذخر ، و دوام اليسر ، فاغفر لنا ذنوبنا أجمعين ، و لا تهلكنا مع الهالكين ، و لا تصرف عنا رأفتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم اجعلنا في هذا الوقت ممن سألك فأعطيته ، و شكرك فزدته ، و تاب إليك فقبلته ، و تنصل إليك من ذنوبه فغفرتها له ، يا ذا الجلال و الإكرام .
اللهم وفقنا و سددنا و اعصمنا ، و اقبل تضرعنا ، يا خير من سئل ، و يا أرحم من استرحم ، يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون ، و لا لحظ العيون ، و لا ما استقر في المكنون ، و لا ما انطوت عليه مضمرات القلوب ، ألا كل ذلك قد أحصاه علمك ، و وسعه حلمك ، سبحانك و تعاليت عما يقول الظالمون علوّاً كبيراً ، تسبح لك السماوات و الأرض و ما فيهن ، و إن من شيءٍ إلا يسبح بحمدك ، فلك الحمد و المجد ، و علو الجد ، يا ذا الجلال و الإكرام ، و الفضل و الإنعام ، و الأيادي الجسام ، و أنت الجواد الكريم ، الرءوف الرحيم ، أوسع علي من رزقك ، و عافني في بدني و ديني ، و آمن خوفي ، و أعتق رقبتي من النار .
اللهم لا تمكر بي و لا تستدرجني و لا تخذلني ، و ادرأ عني شر فسقة الجن و الإنس
يا أسمع السامعين ، و يا أبصر الناظرين ، و يا أسرع الحاسبين ، و يا أرحم الراحمين ، صل على محمدٍ و آل محمدٍ ، و أسألك اللهم حاجتي التي إن أعطيتها لم يضرني ما منعتني ، و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني ، أسألك فكاك رقبتي من النار ، لا إله إلا أنت ، وحدك لا شريك لك ، لك الملك و لك الحمد ، و أنت على كل شيءٍ قديرٌ ، يا رب ، يا رب يا رب