abubaker
عدد المساهمات : 18649 تاريخ التسجيل : 23/12/2010 العمر : 74 الدولـة : jordan
| موضوع: اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنْياي, وأهلي, ومالي, اللهم استر عوراتي -وفي رواية: عورتي- وآمِنْ روْعاتي, اللهم احفظني من بين يديَّ, ومِنْ خَلْفي, وعن يميني، وعن شمالي, ومن فوقي, وأعوذ بعظمتك أن أُغْتال من تحتي". الأربعاء أكتوبر 19, 2016 11:43 am | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة العاشرة (بعض أذكار الصباح والمساء والثابت منها)
1- حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: من طريق عبادة بن مسلم الفزاري حدثني جُبير بن أبي سليمان بن جُبير بن مُطْعِم قال: سمعت ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يَدَعُ هؤلاء الدعوات حين يُمسي وحين يُصبح: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة, اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودُنْياي, وأهلي, ومالي, اللهم استر عوراتي -وفي رواية: عورتي- وآمِنْ روْعاتي, اللهم احفظني من بين يديَّ, ومِنْ خَلْفي, وعن يميني، وعن شمالي, ومن فوقي, وأعوذ بعظمتك أن أُغْتال من تحتي". أخرجه أبو داود (5/198/برقم 5074) من طريق وكيع وابن نمير, والنسائي في "الصغرى" (8/282/ برقم 5530) , وفي "الكبرى" (4/466-467/ برقم 7970) من طريق علي بن غراب بن عبد العزيز, (6/145-146/ برقم 10401) عن عمرو بن منصور النسائي عن أبي نعيم الفضل بن دكين, وكذا أخرجه في "عمل اليوم والليلة" (ص379-380) برقم (566) وأخرجه ابن ماجه (2/1273-1274/ برقم 3871) من طريق وكيع, وبلفظ: "أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة" وأخرجه ابن حبان في "صحيحه" (3/241/ برقم 961) من طريق وكيع, والحاكم في "المستدرك" (1/517) من طريق وكيع, دون الجملة الأولى، وهي قوله: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة" ولعله سَقْطٌ؛ لأنه رواه من طريق أحمد في "مسنده" وهذه الجملة موجودة عند أحمد, وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (6/35-36/ برقم 29269) عن أبي نعيم, (6/36/ برقم 29270) عن وكيع, وأحمد في "مسنده" (8/403/برقم 4785) عن وكيع، وأخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (2/46/برقم 835) عن أبي نعيم, وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (2/681/ برقم 1200) من طريق وكيع, والطبراني في "الكبير" (12/343/ برقم 13296) من طريق أبي نعيم دون الجملة الأولى, وهي قوله: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة" وكذا في "الدعاء"(2/932-933/ برقم 305) ومن طريقه المزي في "تهذيب الكمال" (14/192-193) دون ذكر الجملة الأولى, وهي قوله: "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة" وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات" (1/346/ برقم 278) من طريق أحمد بن محمد بن عيسى البرتي عن أبي نعيم, وفي "الدعوات الكبير" (ص22-23) برقم (32) من طريق محمد بن علي الوراق, ولقبه: "حمدان" عن أبي نعيم, وأخرجه الحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (2/381) وفيه: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة, اللهم إني أسألك العافية في ديني, ودنياي...", كلهم أي: أبو نعيم, ووكيع, وعلي بن غراب بن عبد العزيز, وهو صدوق يتشيع, عن عبادة بن مسلم به. وعزاه الحافظ في "النتائج" إلى المعمري, وهذا سند صحيح, رجاله كلهم ثقات, ولا أعرف له علة. وقد ورد الحديث مقتصرًا على جملة: "اللهم إني أعوذ بعظمتك أن أُغْتال من تحتي" أخرجه النسائي في "المجتبي" (8/282/ برقم 5529) وفي "الكبرى" (4/467/ برقم 2971) ومن طريقه ابن السني في "عمل اليوم والليلة" برقم (40) ومن طريق ابن السني أخرجه الأصبهاني في "الترغيب والترهيب" (1/230/ برقم 330) كلهم من طريق عمرو بن منصور النسائي - شيخ النسائي الإمام- عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن عبادة بن مسلم به. وقد سبق أن عمرو بن منصور رواه أيضًا عنه تامًا النسائيُّ -رحمه الله- فالنسائي رواه عن عمرو بن منصور عن أبي نعيم تامًّا ومختصرًا, فلا يضر الاختصار في هذه الحالة, كيف وقد توبع شيخ النسائي على الرواية التامة, فقد تابع عمرو بن منصور في روايته الحديث تامًّا عن أبي نعيم به, كل من: 1- عبد بن حميد. 2- وابن أبي شيبة. 3- وعلي بن عبد العزيز شيخ الطبرإني. 4- وأحمد بن محمد بن عيسى البرتي, وهو ثقة حافظ, انظر "النبلاء" (13/407). 5- ومحمد بن علي الوراق, ولقبه: "حمدان" وهو ثقة، انظر "النبلاء" (13/50). وبعد هذا كلِّه؛ فلا شك أن الحديث التام محفوظ, ولا يضره الرواية المختصرة, والله اعلم. وقد حسَّن الحافظ هذا الحديث في "النتائج", وصححه شيخنا الألبإني -رحمه الله- وعاب الاقتصار على تحسينه, فقال في "تخريج الكلم الطيب" (ص74) برقم (27) بعد تصحيح الحاكم, قال: "ووافقه الذهبي, وهو كما قالا, وتحسينه فقط تقصير واضح" اهـ. 2- حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-: أخرجه البخاري في "الأدب المفرد" (1/366/ برقم 698): ثنا الوليد بن صالح ثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أسلم عن يونس بن خباب عن نافع بن جُبير بن مطعم عن ابن عباس, قال: كان النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يدعو: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة, اللهم إني أسألك العافية في ديني، وأهلي, اسْترْ عورتي, وآمِنْ روْعتي, واحفظني من بين يديَّ, ومن خلفي, وعن يميني, وعن يساري, ومن فوقي, وأعوذ بك أن أُغتال من تحتي". وهذا سند لا يحتج به, من أجل يونس بن خباب, فقد وثقه بعضهم, وتركه آخرون, وتوسط آخرون, فحكموا عليه بالاضطراب, والضعف من جهة حفظه, ولعل من صرح بتركه لغلوه في الرفض, وشتم أمير المؤمنين عثمان -رضي الله عنه- وللعلماء في ذلك تفصيل, ليس هذا موضعه, ولكن بقية رجال السند ثقات, ومع ذلك فالحديث ليس فيه ذكر الصباح والمساء. وقد رواه يونس أيضًا، فأخرجه البزار كما في "كشف الأستار" (4/60/ برقم 3196) من طريق عبد الله بن جعفر ثنا عبيد الله بن عمرو, وعن زيد بن أبي أنيسة عن يونس عن ابن جُبير بن مطعم عن ابن عباس, قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني, ودنياي, وأهلي, ومالي, اللهم استر عورتي, وآمن روعتي, واحفظني من بين يديَّ, ومن خلفي, وعن يميني, وعن شمالي, ومن فوقي, وأعوذ بك اللهم أن أُغْتال من تحتي" قال البزار: قد رُوي من غير وجهه بغير لفظه, فذكرنا هذا لاختلاف لفظه اهـ. ورواه مختصرًا عن نافع بن جُبير بن مطعم عن ابن عباس، كان رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: "اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة, اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني، ودنياي, وأهلي، ومالي". أخرجه الطبراني في " الدعاء" (3/1404-1405/ برقم 1297). (تنبيه): قال وكيع وغيره في قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: "أن أُغتال من تحتي" يعني الخسْف اهـ. قلت: والأمر أعمّ من ذلك, ووكيع -رحمه الله- ذكر ما هو معروف في زمانه, أما اليوم فقد حصل من آلات الاغتيال والإبادة من أسفل المرء من التفجيرات, والألغام, وغير ذالك - عائذين بالله من شر كل ذي شر هو آخذ بناصيته- ما يجعل الحديث متناولاً لما هو أعم مما ذكره وكيع - رحمه الله- وقال شمس الدين العظيم آبادي: أي أوخذ بغتة, وأُهلك غفْلةً اهـ من "عون المعبود" (13/281). قوله: "آمِنْ روعاتي" الروعة هي الفزعة, قال السندي: أصله: أَمِّنِّي من روعاتي, أي مخاوفي ومهالكي, كما في قوله تعالى: [وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ] {قريش:4} اهـ والله تعالى أعلم.
كتبه/ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني دار الحـديث بمأرب 18/محرم/1432هـ
| |
|