منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
47 - 53  -            I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
47 - 53  -            I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 47 - 53 -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

47 - 53  -            Empty
مُساهمةموضوع: 47 - 53 -    47 - 53  -            I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 02, 2016 1:08 pm




47 - وعن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن

48 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب فردد مراراً قال لا تغضب رواه البخاري .
49 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .

الشَّرْحُ

هذه الأحاديث في باب الصبر تدل على فضيلة الصبر .
أما الحديث الأول: حديث معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة الحديث .
الغيظ هو الغضب الشديد، والإنسان الغاضب هو الذي يتصور نفسه أنه قادر على أن ينفذ لأن من لا يستطيع لا يغضب لكنه يحزن ولهذا يوصف الله بالغضب ولا يوصف بالحزن لأن الحزن نقص والغضب في محله كمال فإذا اغتاظ الإنسان من شخص وهو قادر على أن يفتك به ولكنه ترك ذلك ابتغاء وجه الله وصبر على ما حصل له من أسباب الغيظ فله هذا الثواب العظيم أنه يدعى على رؤوس الخلائق يوم القيامة ويخير من أي الحور شاء .
وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال يا رسول الله أوصني قال لا تغضب فردد مراراً فقال لا تغضب فقد سبق الكلام عليه .
والحديث الثالث دليل على أن الإنسان إذا صبر واحتسب الأجر عند الله كفر الله عنه سيئاته إذا أصيب الإنسان ببلاء في نفسه أو ولده أو ماله ثم صبر على ذلك فإن الله سبحانه وتعالى لا يزال يبتليه بهذا حتى لا يكون عليه خطيئة .
ففيه دليل على أن المصائب في النفس والولد والمال تكون كفارة للإنسان حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة ولكن هذا إذا صبر .
أما إذا تسخط فإن من تسخط فله السخط والله الموفق .

50 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم عيينة بن حصن فنزل على ابن أخيه الحر بن قيس وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه وكان القراء أصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً فقال عيينة لابن أخيه يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير فاستأذن لي عليه فاستأذن فأذن له عمر فلما دخل قال هي يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم أن يوقع به فقال له الحر يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها، وكان وقافاً عند كتاب الله تعالى رواه البخاري .

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف في سياق ذكر أحاديث الصبر حديث ابن عباس عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمير المؤمنين الخليفة الثاني وأبو بكر هو الأول .
وكان قد اشتهر بالعدل بين الرعية وبالتواضع بالحق حتى أن المرأة ربما تذكرة بالآية في كتاب الله فيقف عندها ولا يتجاوزها فقد قدم عليه عيينة بن حصن وكان من كبار قومه فقال له هي يا ابن الخطاب هذه كلمة استنكار وتلون وقال له إنك لا تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل .
انظر إلى هذا الرجل يتكلم على هذا الخليفة المشهور بالعدل بهذا الكلام مع أن عمر كما قال ابن عباس رضي الله عنه كان جلساؤه القراء القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هم جلساؤه سواء كانوا شيوخاً أو كهولا أو شباناً يشاورهم ويدنيهم وهكذا ينبغي لكل أمير أو خليفة أن يكون جلساؤه الصالحين، لأنه إن قيض له جلساء غير صالحين هلك وأهلك الأمة .
وإن يسر الله له جلساء صالحين نفع الله به الأمة، فالواجب على ولي الأمر أن يختار من الجلساء أهل العلم والإيمان وكان الصحابة رضي الله عنهم القراء منهم هم أهل العلم، لأنهم لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل .
لما قال هذا الرجل الكلام لعمر، غضب رضي الله عنه غضباً حتى كاد أن يهم به أي يضربه أو يبطش به .
ولكن ابن أخي عيينة بن حصن الحر بن قيس قال له يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وإن هذا من الجاهلين فوقف عندها عمر ولم يتجاوزها لأنه وقافاً عند كتاب الله رضي الله عنه وأرضاه فوقف ما ضرب الرجل وما بطش به لأجل الآية التي تليت عليه .
وانظر إلى أدب الصحابة رضي الله عنهم عند كتاب الله لا يتجاوزون .
إذا قيل لهم هذا قول الله وقفوا مهما كان .
فقوله تعالي: { خذ العفو } أي خذ ما عفا الناس وما تيسر ولا تطلب حقك كله لأنه لا يحصل لك .
وقوله { وأمر بالعرف } أي أمر بما عرفه الشرع وعرفه الناس، ولا تأمر بمنكر، ولا بغير العرف لأن الأمور ثلاثة أقسام: 1 - منكر يجب النهي عنه .
2 - وعرف يؤمر به .
3 - وما ليس بهذا ولا بهذا فإنه يسكت عنه .
ولكن على سبيل النصيحة لا يقول قولاً إلا فيه الخير لقول النبي صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت وأما قوله: { وأعرض عن الجاهلين } فالمعنى أن من جهل عليك وتطاول عليك فأعرض عنه، لا سيما إذا كان إعراضك ليس ذلاً وخنوعاً .
مثل عمر بن الخطاب: إعراضه ليس ذلاً وخنوعاً فهو قادر على أن يبطش بالرجل لكن امتثل هذا الأمر وأعرض عن الجاهلين .
الجهل له معنيان: أحدهما عدم العلم بالشيء والثاني السفه والتطاول ومنه قول الشاعر الجاهلي .
ألا لا يجهلن أحد علينا ...
فنجهل فوق جهل الجاهلينا
أي لا يسفه علينا أحد ويتطاول علينا فنكون أشد منه لكن هذا شعر جاهلي أما الأدب الإسلامي فإن الله يقول { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم } سبحان الله إنسان بينك وبينه عداوة أساء إليك ادفع بالتي هي أحسن فإذا دفعت بالتي هي أحسن فوراً يأتيك الثواب والجزاء وقوله { ولي حميم } أي قريب صديق في غاية ما يكون من الصداقة والقرب الذي يقوله من .
هو الله عز وجل مقلب القلوب، ما من قلب من قلوب بني آدم إلا بين أصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يصرفه كيف يشاء .
فهذا الذي كان عدواً لك ودافعته بالتي هي أحسن فإنه ينقلب بدل العداوة صداقة فالحاصل أن هذه الآية الكريمة { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } تليت على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقف ولم يبطش بالرجل ولم يأخذه على جهله .
فينبغي لنا إذا حصلت هذه الأمور كالغضب والغيظ أن نتذكر كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم من أجل أن نسير على هديه، من أجل أن لا نضل فإن من تمسك بهدى الله فإن الله يقول { فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى } والله الموفق .

51 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون بعدي إثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم متفق عليه والأثرة الانفراد بالشيء عمن له فيه حق

52 - وعن أبي يحيى أسيد بن حضير رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار قال يا رسول الله ألا تستعملني كما استعملت فلانا فقال إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض متفق عليه .
وأسيد بضم الهمزة وحضير بحاء مهملة مضمومة وضاد معجمة مفتوحة والله أعلم .

الشَّرْحُ

هذان الحديثان حديث ابن مسعود: وحديث أسيد بن حضير ذكرهما المؤلف في باب الصبر لأنهما يدلان على ذلك .
أما حديث عبد الله بن مسعود فأخبر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنها ستكون بعدي أثرة والأثرة يعني الاستئثار عمن له فيه حق .
يريد بذلك أنه يستولي على المسلمين ولاة يستأثرون بأموال المسلمين يصرفونها كما شاءوا ويمنعون المسلمين حقهم فيها .
وهذه أثرة وظلم من الولاة أن يستأثروا بالأموال التي للمسلمين فيها الحق ويستأثروا بها لأنفسهم عن المسلمين ولكن قالوا ما تأمرنا ؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم يعني لا يمنعكم استئثارهم بالمال عليكم أن تمنعوا ما يجب عليكم نحوهم من السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم .
بل اصبروا واسمعوا وأطيعوا ولا تنازعوهم الأمر الذي أعطاهم الله وتسألون الله الذي لكم أي اسألوا الحق الذي لكم من الله .
أي اسألوا الله أن يهديهم حتى يؤدوكم الحق الذي عليهم لكم وهذا من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام علم أن النفوس شحيحة وأنها لن تصبر على من يستأثر عليهم بحقوقهم ولكنه عليه الصلاة والسلام أرشد إلى أمر قد يكون فيه الخير .
وذلك بأن نؤدي ما يجب علينا نحوهم من السمع والطاعة وعدم منازعة الأمر وغير ذلك وندعو الله لهم بأن يعطونا حقنا كان في هذا خير من جهتين .
وفيه دليل على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه أخبر بأمر وقع فإن الخلفاء والأمراء منذ عهد بعيد كانوا يستأثرون بالمال فنجدهم يأكلون إسرافاً ويشربون إسرافاً ويلبسون إسرافاً ويسكنون إسرافاً ويركبون إسرافاً .
وقد استأثروا بمال الناس لمصالح أنفسهم الخاصة .
ولكن هذا لا يعني أن ننزع يداً من طاعة أو أن ننابذهم بل نسأل الله الذي لنا ونقوم بالحق الذي علينا .
وفيه استعمال الحكمة في الأمور التي قد تقتضي الإثارة فإنه لا شك أن استئثار الولاة بالمال دون الرعية يوجب أن تثور الرعية وتطالب بحقها ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر بالصبر على هذا وأن نقوم بما يجب وأن نسأل الله الذي لنا .
وحديث أسيد بن حضير مثل حديث عبد الله بن مسعود أخبر النبي صلى الله عليه وسلم إنها ستكون امرأة ولكنه قال اصبروا حتى تلقوني على الحوض يعني أنكم إذا صبرتم فإن جزاء الله لكم على صبركم أن يسقيكم من حوضه حوض النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اجعلنا جميعاً ممن يرده ويشرب منه .
هذا الحوض الذي يكون في يوم القيامة في مكان وزمان أحوج ما يكون الناس إليه لأنه في ذلك المكان والزمان في يوم الآخرة يحصل على الناس من الهم والغم والكرب والعرق والحر ما يجعلهم في أشد الضرورة إلى الماء، فيردون حوض الرسول صلى الله عليه وسلم حوض عظيم طوله شهر وعرضه شهر يصب عليه ميزابان من الكوثر وهو نهر في الجنة أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم .
فيصبان عليه ماء أشد بياضاً من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك وفيه أواني كنجوم السماء في اللمعان والحسن والكثرة من شرب منه شربة واحدة لم يظمأ بعدها أبداً اللهم اجعلنا ممن يشرب منه .
فأرشده النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن يصبروا على ما سيرونه من الأثرة فإن صبرهم على ظلم الولاة من أسباب الورود على الحوض والشرب منه .
إذا في هذين الحديثين حث على الصبر على استئثار ولاة الأمور في حقوق الرعية ولكن يجب أن نعلم أن الناس كما يكونون يولى عليهم .
إذا أساءوا فيما بينهم وبين الله فإن الله يسلط عليهم ولاتهم كما قال تعالى وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون فإذا صلحت الرعية يسر الله لهم ولاة صالحين وإذا كانوا بالعكس كان الأمر بالعكس ويذكر أن رجلاً من الخوارج جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال له يا علي ما بال الناس انتقدوا عليك ولم ينتقدوا على أبي بكر وعمر ؟ فقال له إن رجال أبي بكر وعمر كنت أنا وأمثالي أما رجالي فكنت أنت وأمثالك .
معناه إنك أنت ما فيك خير فصار سببا في تسلط الناس وتفرقهم على علي بن أبي طالب وخروجهم عليه حتى قتلوه رضي الله عنه .
ويذكر أن أحد ملوك بني أمية سمع مقالة الناس فيه فجمع أشراف الناس ووجهاءهم وكلمهم وأظنه عبد الملك بن مروان وقال لهم أيها الناس أتريدون أن نكون لكم مثل أبي بكر وعمر ؟ قالوا نعم قال إذا كنتم تريدون ذلك فكونوا لنا مثل رجال أبي بكر وعمر فالله سبحانه وتعالى حكيم يولي على الناس من يكون بحسب أعمالهم إن أساؤوا يساء إليهم وإن أحسنوا أحسن إليهم .
ولكن مع ذلك لا شك أن صلاح الراعي هو الأصل وأنه إذا أصلح الراعي صلحت الرعية لأنه لا سلطة يستطيع أن يعدل من مال وأن يؤدب من عال وجار والله الموفق .
53

- وعن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أيامه التي لقي فيها العدو انتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم فقال يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم متفق عليه

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض غزواته فانتظر حتى زالت الشمس، وذلك من أجل أن تقبل البرودة ويكثر الظل وينشط الناس، ـ فانتظر حتى إذا مالت الشمس قام فيهم خطيباً وكان صلى الله عليه وسلم يخطب الناس خطبا دائمة ثابتة كخطبة يوم الجمعة .
وخطباً عارضة إذا دعت الحاجة إليها قام فخطب عليه الصلاة والسلام وهذه كثيرة جداً فقال في جملة ما قال لا تتمنوا لقاء العدو أي لا ينبغي للإنسان أن يتمنى لقاء العدو ويقول اللهم ألقني عدوي واسألوا الله العافية قل اللهم عافني فإذا لقيتموهم وابتليتم بذلك فاصبروا هذا هو الشاهد من الحديث أي اصبروا على مقاتلتهم واستعينوا بالله عز وجل وقاتلوا لتكون كلمة الله هي العليا .
واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف نسأل الله من فضله .
فالجنة تحت ظلال السيوف التي يحملها المجاهد في سبيل الله وإن المجاهد في سبيل الله إذا قتل صار من أهل الجنة كما في قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين والشهيد إذا قتل في سبيل الله فإنه لا يحس بالطعنة أو بالضربة كأنها ليست بشيء ما يحس إلا أن روحه تخرج من الدنيا إلى نعيم دائم أبداً .
ولهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف وكان من الصحابة رضي الله عنهم أنس بن النضر قال إني لأجد ريح الجنة دون أحد انظر كيف فتح الله مشامه حتى شم ريح الجنة دون أحد فقتل شهيداً رضي الله عنه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف .
ثم قال عليه الصلاة والسلام اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم وهذا دعاء ينبغي للمجاهد أن يدعو به إذا لقي العدو فهنا توسل الرسول عليه الصلاة والسلام بالآيات الشرعية والآيات الكونية توسل بإنزال الكتاب وهو القرآن الكريم أو يشمل كل كتاب ويكون المراد به الجنس أي منزل الكتب على محمد وعلى غيره .
ومجري السحاب هذه آية كونية فالسحاب المسخر بين السماء والأرض لا يجريه إلا الله عز وجل لو اجتمعت الأمم كلها بآلاتها ومعداتها على أن تجري هذا السحاب أو أن تصرف وجهه ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً وإنما يجزيه من إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون .
وهازم الأحزاب فإن الله عز وجل وحده هو الذي يهزم الأحزاب ومنه أن الله هزم الأحزاب في غزوة الأحزاب والتي قد تجمع فيها أكثر من عشرة آلاف مقاتل حول المدينة ليقاتلوا الرسول عليه الصلاة والسلام .
ولكن الله تعالى هزمهم ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً فأرسل عليهم ريحاً وجنوداً زلزلت بهم وكفأت قدورهم وأسقطت خيامهم وصار لا يستقر لهم قرار ريح شديد باردة شرقية حتى ما بقوا وانصرفوا .
قال الله عز وجل { ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً وكفى الله المؤمنين القتال } فالله عز وجل هو هازم الأحزاب، ليست قوة الإنسان التي هزم بل القوة سبب قد تنفع وقد لا تنفع .
ونحن مأمورون بفعل السبب المباح لكن هازم الأحزاب حقيقة هو الله عز وجل ففي هذا الحديث عدة فوائد: منها: أن لا يتمنى الإنسان لقاء العدو، وهذا غير تمني الشهادة تمني الشهادة جائز ولا منهي عنه بل قد يكون مأموراً به أما تمني لقاء العدو فلا تتمنه لأنه نهي عن ذلك .
منها أن يسأل الإنسان الله العافية والسلامة لا يعدلها شيء فلا تتمن الحروب ولا المقاتلة واسأل الله العافية والنصر لدينه ولكن إذا لقيت العدو فاصبر .
ومنها أن الإنسان إذا لقي العدو فإن الواجب عليه أن يصبر قال الله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين } ومنها أنه ينبغي لأمير الجيش أو السرية أن يرفق بهم وأن لا يبدأ القتال إلا في الوقت المناسب سواء كان مناسباً من الناحية اليومية أو من الناحية الفصلية فمثلاً في أيام الصيف لا ينبغي أن يتحرى القتال فيه لأن فيه مشقة .
وفي أيام البرد الشديد لا يتحر ذلك أيضاً، لأن في ذلك مشقة لكن إذا أمكن أن يكون بين بين بأن يكون في الخريف فهذا أحسن ما يكون .
ومنها: أنه ينبغي للإنسان أن يدعو بهذا الدعاء اللهم منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم ومنها الدعاء على الأعداء بالهزيمة لأنهم أعداؤك وأعداء الله فإن الكافر ليس عدوا لك وحدك بل هو عدو لك ولربك ولأنبيائه ولملائكته ولرسله ولكل مؤمن والله الموفق .

باب الصدق

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
47 - 53 -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح أحاديث رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: