منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
{وَاللّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }يونس25
And God calls to the House of Peace and guides whom He wills to a Straight Path} Younis 25
نحن سعداء للمشاركة في (منتدى الأصدقاء)
We are pleased to join in ( Forum Friends )
يشرفنا تسجيلك
We are honored register you
إدارة المنتدى
Management of Forum

منتدى الأصدقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى الأصدقاء
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

( أهلا وسهلا بكم في منتدى الأصدقاء Welcome to the forum Friends >> الرجاء تسجيل الدخول للتعرف على فضائل الأعمال التي يحبها الله Please log in to learn about the virtues of Business loved by God

المواضيع الأخيرة
» تعديل شاشة الكمبيوتر - الوضع الصحيح من المصنع - LG
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد نوفمبر 05, 2017 2:53 pm من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود. --- آية الكرسي
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:44 am من طرف abubaker

»  إن كلمة “الله” هي علم على واجب الوجود -- آية الكرسي -- تابع ----
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:33 am من طرف abubaker

»  وكلمة (الله) عَلَمٌ على واجب الوجود؛ مَطمورة فيه كُلُّ صفات الكمال؛ / الرعد - ؛ فشاءتْ رحمتُه سبحانه أنْ سَهَّل لنا أن نفتتح أيَّ عمل باسمه الجامع لكل صفات الجمال والكمال (بسم الله الرحمن الرحيم). ولذلك يُسَمُّونه (عَلَمٌ على واجب الوجود).
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:18 am من طرف abubaker

» أما أسماء الله فحسنى؛ لأنها بلغتْ القمة في الكمال، ولأن الأسماء والصفات التي تنطبق عليها موجودة في الخالق الأعلى سبحانه
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 4:06 am من طرف abubaker

» وكلمة(اللهُ) عَلَم على واجب الوجود بكل صفات الكمال له - طه
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:57 am من طرف abubaker

» فاعمل لوجهه يكْفك كل الأوجه وتريح نفسك أن تتنازعك قوى شتى ومختلفة، ويُغنيك عن كل غنى.
235 - 239 -  I_icon_minitimeالأحد يوليو 30, 2017 3:51 am من طرف abubaker

» أتدرون ما هذان الكتابان فريق في الجنة وفريق في السعير
235 - 239 -  I_icon_minitimeالثلاثاء يوليو 18, 2017 3:21 pm من طرف abubaker

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
التبادل الاعلاني

 

 235 - 239 -

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
abubaker

abubaker


ذكر
عدد المساهمات : 18649
تاريخ التسجيل : 23/12/2010
العمر : 74
الدولـة : jordan

235 - 239 -  Empty
مُساهمةموضوع: 235 - 239 -    235 - 239 -  I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 01, 2016 9:51 am


235 - وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه رواه مسلم النجش أن يزيد في ثمن سلعة ينادي عليها في السوق ونحوه ولا رغبة له في شرائها بل يقصد أن يغر غيره وهذا حرام والتدابر أن يعرض عن الإنسان ويهجره ويجعله كالشيء الذي وراء الظهر والدبر

الشَّرْحُ

قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تحاسدوا أي لا يحسد بعضكم بعضا والحسد أن يكره الإنسان ما أنعم الله به على غيره هذا هو الحسد ومثاله أن تكره أن الله أنعم على هذا الرجل بالمال أو بالبنين أو بالزوجة أو بالعلم أو بالعبادة أو بغير ذلك من النعم سواء تمنيت أن تزول أم لم تتمن وإن كان بعض العلماء يقول إن الحسد أن يتمنى زوال نعمة الله على غيره لكن هذا أخبثه وأشده وإلا فمجرد كراهة الإنسان أن ينعم الله على شخص فهو حسد والحسد من خصال اليهود فمن حسد فهو متشبه بهم والعياذ بالله قال الله تعالى: ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم وقال تعالى فيهم { أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما } ولا فرق بين أن تكره ما أنعم الله به على غيرك ليعود هذا الشيء إليك أو ليرتفع عن أخيك وإن لم يعد إليك واعلم أن في الحسد مفاسد كثيرة منها أنه تشبه باليهود أخبث عباد الله وأخس عباد الله الذين جعل الله منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت ومنها أن فيه دليل على خبث نفس الحاسد وأنه لا يحب إخوانه ما يحب لنفسه لأن من أحب لإخوانه ما يحب لنفسه لم يحسد الناس على شيء بل يفرح إذا أنعم الله على غيره بنعمة ويقول الله آتني مثلها كما قال الله تعالى { ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله } ومنها أن فيه اعتراضا على قدر الله عز وجل وقضائه وإلا فمن الذي أنعم على هذا الرجل الله عز وجل فإذا كرهت ذلك فقد كرهت قضاء الله وقدره ومعلوم أن الإنسان إذا كره قضاء الله وقدره فإنه على خطر في دينه نسأل الله العافية لأنه يريد أن يزاحم رب الأرباب جل وعلا في تدبيره وتقديره ومن مفاسد الحسد أنه كلما أنعم الله على عباده نعمة التهبت نار الحسد في قلبه فصار دائما في حسرة ودائما في غم لأن نعم الله على العباد لا تحصى وهو رجل خبيث كلما أنعم الله على عبده نعمة غلى ذلك الحسد في قلبه حتى يحرقه ومن مفاسد الحسد أنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب كما قال صلى الله عليه وسلم إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ومن مفاسده أنه يعرقل الإنسان عن السعي في الأشياء النافعة لأنه دائما يفكر ويكون في غم كيف جاء هذا الرجل مال كيف جاءه علم كيف جاءه ولد كيف جاءه زوجة وما أشبه ذلك فتجده دائما متحسرا منطويا على نفسه ليس له هم إلا تتبع نعم الله على العباد واغتمامه بها نسأل الله العافية ومن مفاسد الحسد أنه ينبئ عن نفس شريرة ضيقة لا تحب الخير وإنما هي نفس أنانية تريد أن يكون كل شيء لها ومن مفاسد الحسد أيضا أنه لا يمكن أن يغير شيئا مما قضاه الله عز وجل أبدا مهما عملت ومهما كرهت ومهما سعيت لإخوانك في إزالة نعم الله عليهم فإنك لا تستطيع شيئا ومن مفاسده أنه ربما يترقى بالإنسان إلى أن يصل إلى درجة العائن والعائن الذين تسميه النحوت يعين الناس لأن العائن أصله أن نفسه شريرة حاسدة حاقدة إذا رأى ما يعجبه انطلق من هذه النفس الخبيثة مثل السهم حتى يصيب بالعين فالإنسان إذا حسد وصار فيه نوع من الحسد فإنه يترقى به الأمر حتى يكون من أهل العيون الذين يؤذون الناس بأعينهم ولا شك أن العائن عليه من الوبال والنقمة بقدر ما ضر العباد إن ضرهم بأموالهم فعليه من ذلك إثم أو بأبدانهم أو بمجتمعهم ولهذا ذهب كثير من أهل العلم إلى تضمين العائن كل ما أتلف يعني إذا نحت أحدا وأتلف شيئا من ماله أو أولاده أو غيرهم فإنه يضمن كما أنهم قالوا إن من اشتهر بذلك فإنه يجب أن يحبس إلا أن يتوب يحبس اتقاء شره لأنه يؤذي الناس ويضرهم فيحبس كفا لشره ومن مفاسد الحسد أنه يؤدي إلى تفرق المسلمين لأن الحاسد مكروه عند الناس مبغض والإنسان الطيب القلب الذي يحب لإخوانه ما يحبه لنفسه تجده محبوبا من الناس الكل يحبه ولهذا دائما نقول والله فلان هذا طيب ما في قلبه حسد وفلان رجل خبيث حسود وحقود وما أشبه ذلك فهذه عشر مفاسد كلها في الحسد وبهذا نعرف حكمة النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال لا تحاسدوا أي لا يحسد بعضكم بعضا فإن قال قائل ربما يجد الإنسان في نفسه أنه يحب أن يتقدم على غيره في الخير فهل هذا من الحسد فالجواب أن ذلك ليس من الحسد بل هذا من التنافس في الخيرات قال الله تعالى { لمثل هذا فليعمل العاملون } وقال تعالى { وفي ذلك فليتنافس المتنافسون } فإذا أحب الإنسان أن يتقدم على غيره في الخير فهذا ليس من الحسد في شيء الحسد أن يكره الخير لغيره واعلم أن للحسد علامات منها أن الحاسد يحب دائما أن يخفي فضائل غيره فإذا كان إنسان ذو مال ينفق ماله في الخير من صدقات وبناء مساجد وإصلاح طرق وشراء كتب يوقفها على طلبة العلم وغير ذلك فتجد هذا الرجل الحسود إذا تحدث الناس على هذا المحسن يسكت وكأنه لم يسمع شيئا هذا لا شك أن عنده حسدا لأن الذي يحب الخير يحب نشر الخير للغير فإذا رأيت الرجل إذا تكلم عن أهل الخير بإنصاف وأثنى عليهم وقال هذا فيه خير وهذا محسن وهذا كريم فهذا يدل على طيب قلبه وسلامته من الحسد نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من الحسد ومن منكرات الأخلاق والأعمال أما قوله ولا تناجشوا فالنجش هو أن يزيد في السلعة على أخيه وهو لا يريد شراءها وإنما يريد أن يضر المشتري أو ينفع البائع أو الأمرين جميعا مثال ذلك عرضت سلعة في السوق فصار الناس يتزايدون فيها فقام رجل فجعل يزيد فيها وهو لا يريد الشراء تسام بمائة فقال بمائة وعشرة وهو لا يريد أن يشتري ولكنه يريد أن يزيد الثمن على المشتري أو يريد أن ينفع البائع فيزيد الثمن له أو الأمرين جميعا فهذا حرام ولا يجوز لما فيه من العدوان أما إذا زاد الإنسان في الثمن عن رغبة في السلعة ولكن لما ارتفعت قيمتها تركها فهذا لا بأس به فإن كثيرا من الناس يزيد في السلعة لأنه يرى أنها رخيصة فإذا زادت قيمتها تركها فهذا ليس عليه بأس كما أن من الناس من يزيد في السلعة يريدها ويزيد في ثمنها حتى تخرج عن قيمتها كثيرا فالناس على زيادتهم في السلعة على ثلاثة أقسام القسم الأول نجش وهو حرام الثاني يزيد فيها لأنه يرى أنها رخيصة وأنها ستكسبه وليس له قصد في عين السلعة ولا يريدها بعينها لكن لما رأى أنها رخيصة وأنها ستكسبه جعل يزيد فلما ارتفعت قيمتها تركها فهذا أيضا لا بأس به الثالث أن يكون له غرض في السلعة يريد أن يشتري هذه السلعة فيزيد حتى يطيب خاطره ويظفر بها فهذا أيضا لا بأس به وقوله صلى الله عليه وسلم ولا تباغضوا أي لا يبغض بعضكم بعضا وهذا بالنسبة للمؤمنين بعضهم مع بعض فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أي يكرهه في قلبه لأنه أخوه ولكن لو كان هذا لأخ من العصاة الفسقة فإنه يجوز لك أن تبغضه من أجل فسقه لا تبغضه بغضا مطلقا لكن أبغضه على ما فيه من المعصية وأحبه على ما فيه من الإيمان ومن المعلوم أننا لو وجدنا رجلا مسلما يشرب الخمر ويشرب الدخان ويجر ثوبه خيلاء فإننا لا نبغضه كما نبغض الكافر فمن أبغضه كما يبغض الكافر فقد انقلب على وجهه كيف تسوي بين مؤمن عاص فاسق وبين الكافر هذا خطأ عظيم ربما بعض الناس يكره المؤمن الذي عنده هذا الفسق أكثر مما يكره الكافر وهذا والعياذ بالله من انقلاب الفطرة فالمؤمن مهما كان خير من الكافر فأنت أبغضه على ما فيه من المعصية وأحبه على ما معه من الإيمان فإن قلت كيف يجتمع حب وكراهية في شيء واحد فالجواب أنه يمكن أن يجتمع حب وكراهية في شيء واحد أرأيت لو أن الطبيب وصف لك دواء مرا منتن الرائحة ولكنه قال اشربه وتشفى بإذن الله فإنك لا تحب هذا الدواء على سبيل الإطلاق لأنه مر وخبيث الرائحة ولكنك تحبه من جهة أنه سبب للشفاء وتكرهه لما فيه من الرائحة الخبيثة والطعم المر هكذا المؤمن العاصي لا تكرهه بالمرة بل تحبه على ما معه من الإيمان وتكرهه على ما معه من المعاصي ثم إن كراهتك إياه لا توجب أن تعرض عن نصيحته بأن تقول أنا ما أتحمل أن أواجه هذا الرجل لأني أكره منظره بل اغصب نفسك واتصل به وانصحه ولعل الله أن ينفعه على يديك ولا تيأس كم من إنسان استبعد الإنسان أن يهديه الله فهداه الله عز وجل والأمثلة على هذا كثيرة في وقتنا الحاضر وفيما سبق في وقتنا الحاضر يوجد أناس فسقة يسر الله لهم من يدعوهم إلى الحق فاهتدوا وصاروا أحسن من الذي دعاهم وفيما سبق من الزمان أمثلة كثيرة فهذا خالد بن الوليد رضي الله عنه كان سيفا مسلولا على المسلمين ومواقفه في أحد مشهورة حيث كر هو وفرسان من قريش على المسلمين من عند الجبل وحصل ما حصل من الهزيمة ثم هداه الله تعالى وعمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من أكره الناس لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام فهداه الله وكان من أولياء الله فكان الثاني في هذه الأمة لذلك فلا تيأس ولا تقل إنني لا أطيق هذا الرجل لا منظرا ولا مسمعا ولا يمكن أن أذهب إليه بل اذهب ولا تيأس فالقلوب بيد الله عز وجل نسأل الله أن يهدينا وإياكم صراطه المستقيم فإن قال قائل البغضاء هي انفعال في النفس والأشياء الانفعالية قد لا يطيقها الإنسان كالحب مثلا فالحب بما يملك الإنسان أن يحب شخصا أو أن يقلل من محبته أو أن يزيد في محبته إلا بأسباب ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام وهو يقسم بين زوجاته اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلومني فيما لا أملك يعني في المحبة ومن المعلوم أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحب عائشة رضي الله عنها أكثر من غيرها من زوجاته لكن هذا بغير اختبار فإذا قال قائل الغضب انفعال لا يمكن للإنسان أن يسيطر عليه فالجواب الانفعال يحصل بفعل فأنت مثلا لا تحب شخصا إلا لأسباب إيمانه نفعه للخلق حسن خلقه خدمته لك أو غيرها من الأشياء الكثيرة تذكر هذه الأسباب فتحبه ولا تكره شخصا إلا لسبب تذكر الأسباب التي توجب الكراهة فتكرهه لكن مع ذلك ينبغي للإنسان أن يعرض عن الأسباب التي توجب البغضاء مع أخيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تباغضوا لكن أقول إن البغضاء لها أسباب والمحبة لها أسباب فإذا عرضت عن أسباب البغضاء وتناسيتها وغفلت عنها زالت بإذن الله وهذا هو الذي أراده النبي عليه الصلاة والسلام بقوله لا تباغضوا وهو نظير قوله للرجل الذي قال يا رسول الله أوصني قال: لا تغضب قال: أوصني قال: لا تغضب قال: أوصني قال: لا تغضب ردد مرارا قال: لا تغضب قد يقول الإنسان إن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم كما جاء في الحديث فلا سبيل له إلى إخماده ونقول بل له سبيل افعل الأسباب التي تخفف الغضب حتى يزول عنك الغضب قال ولا تدابروا فهل المراد ألا يولي بعضكم دبر بعض من التدابر الحسي بمعنى مثلا أن تجلس وتخلي الناس وراءك في المجالس نعم هذا من المدابرة ومن المدابرة أيضا المقاطعة في الكلام حين يتكلم أخوك معك وأنت قد صددت عنه أو إذا تكلم وليت وخليته فهذا من التدابر وهذا التدابر حسي وهناك تدابر معنوي وهو اختلاف الرأي بحيث يكون كل واحد منا له رأي مخالف للآخر وهذا التدابر في الرأي أيضا نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام وعندي أن من التدابر ما يفعله بعض الأخوة إذا سلم من الصلاة تقدم على الصف مقدار شبر أو نحوه فهذا فيه نوع من التدابر ولهذا شكا إلى بعض الناس هذه الحال قال بعض الناس إذا سلمنا تقدم قليلا ثم يحول بيني وبين الإمام لاسيما إذا كان هناك درس فإنه يحول بيني وبين مشاهدة الإمام ومعلوم أن الإنسان إذا كان يرى المدرس كان أنبه له وأقرب للفهم والإدراك فبعض الناس يكره هذا الشيء لذا أيضا ينبغي للإنسان أن يكون ذا بصيرة وفطنة فلا تتقدم على إخوانك وتلقيهم وراءك إذا كان بودك أن تتوسع فقم وتقدم بعيدا واجلس إذا كنت في الصف الأول وإن كنت في الصف الثاني تأخر أما أن تتقدم على الناس وتبقى لهم ظهرك فهذا فيه نوع من سوء الأدب وفيه نوع من التدابر فينبغي في هذه المسألة وفي غيرها أن يتفطن الإنسان لغيره بل لا يكون أنانيا يفعل فقط ما طرأ على باله فعله دون مراعاة للناس ودون حذر من فعل ما ينتقد عليه أما الجملة الخامسة فهي قوله ولا يبع بعضكم على بيع بعض لا يبع بعضكم على بيع بعض لأن هذا يؤدي إلى الكراهية والعداوة والبغضاء ومثال بيع الإنسان على بيع أخيه أن يذهب لمن اشترى سلعة من شخص بمائة فيقول أنا أعطيك مثلها بثمانين أو أعطيك أحسن منها بمائة فيرجع المشتري ويفسخ العقد الأول ويعقد مع الثاني ففي هذا عدوان ظاهر على حق البائع الأول وهذا العدوان يوجب العداوة والبغضاء بين المسلمين ومثل ذلك الشراء على شرائه مثل أن يذهب إلى شخص باع سلعة بمائة فيقول له أنا اشتريها منك بمائة وعشرين فيذهب البائع ويفسخ العقد ويبيع على الثاني فهذا أيضا حرام لأنه بمعنى البيع على البيع ولكن هل هذا خاص في زمن الخيار أو عام الحديث عام أنه لا يحل لك أن تبيع على بيع أخيك سواء في زمن الخيار أو لا وقال بعض العلماء إنه محمول على ما إذا كان ذلك في زمن الخيار لأنه إذا انتهى زمن الخيار فإنه لا يستطيع أن يفسخ العقد ومثال ذلك رجل باع على شخص سيارة بعشرة آلاف ريال وجعل له الخيار ثلاثة أيام فذهب شخص إلى المشتري وقال أنا أعطيك أحسن منها بعشرة آلاف ريال يسهل على المشتري أن يذهب للبائع ويقول فسخت العقد أو يذهب شخص إلى البائع يقول سمعت أنك بعت سيارتك على فلان بعشرة آلاف ريال أنا أعطيك أحد عشر ألفا فيفسخ البيع ويرد ويبيعها على الثاني أما إذا كان بعد انتهاء المدة فقال بعض العلماء أنه لا بأس يعني بعد أن باعه وجعل له الخيار ثلاثة أيام وانتهت الأيام الثلاثة فلا بأس أن يذهب إلى الشخص الذي اشتراها ويقول أنا أعطيك مثلها بأقل أو أحسن منها بالثمن الذي اشتريت به وعللوا ذلك بأنه لا يمكنه حينئذ أن يفسخ البيع لانتهاء زمن الخيار ولكن ظاهر الحديث العموم لأنه وإن كان لا يمكنه أن يفسخ البيع لانتهاء زمن الخيار فإنه قد يحاول أن يوجد مفسدا للعقد أو على الأقل يندم على شرائه ويعتقد أن البائع غبنه وأنه لعب عليه فيحدث له بذلك العداوة والبغضاء وهذا مع قرب المدة أما إذا طالت المدة فلا بأس بها لأنه إذا طالت المدة فإنه من المتعذر أو المتعسر كثيرا أن يفسخ العقد والحاصل أن لدينا ثلاث حالات الحال الأولى أن يكون البيع أو الشراء على أخيه في زمن الخيار فلا شك في أنه حرام والحال الثانية أن يكون بعد انتهاء زمن الخيار بمدة قريبة ففيه خلاف بين العلماء والصحيح أنه حرام والحال الثالثة أن يكون بعد زمن بعيد كشهر أو شهرين أو أكثر فهذا لا بأس به ولا حرج فيه لأن الناس يتبادلون السلع فيما بينهم على هذا الوجه وعلى وجوه أخرى ومثل ذلك: الإجازة على إجارته مثل أن يذهب شخص إلى آخر استأجر بيتا من إنسان السنة بألف ريا، وقال له: أنا عندي لك أحسن منه بثمانمائة ريال، فهذا حرام لأنه عدوان كالبيع على بيعه، ومثل ذلك أيضا السوم على سومه وقد جاء صريحا فيما رواه مسلم ويسوم عل سومه كما إذا سام شخص سلعة من آخر وركن إليه صاحب السلعة ولم يبق إلا العقد مثل أن يقول بعها على بألف فيركن إليه البائع ولكن لم يتم العقد بل يجزم أن يبيع عليه فيأتي إنسان آخر ويقول: أنا أعطيك بها ألفا ومائة فإن هذا لا يجوز لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يسم على سوم أخيه ومثل ذلك أيضا في النكاح إذا خطب شخص من آخر فلا يحل لأحد أن يخطب على خطبته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا يخطب على خطبة أخيه وكل هذا احتراما لحقوق المسلمين بعضهم على بعض فلا يحل للإنسان أن يعتدي على حق إخوانه لا ببيع ولا شراء ولا إجازة ولا سوم ولا نكاح ولا غير ذلك من الحقوق بقى الكلام على قوله عليه الصلاة والسلام: التقوى هاهنا ويسير إلى صدره وقد سبق لنا أن المعنى أن التقوى في القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح وإذا زاغ القلب زاغت الجوارح والعياذ بالله قال تعالى: { ذَلِكَ أَدْنَى أَن يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَى وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَن تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ } وأعلم أن زيغ القلب لا يكون إلا بسبب الإنسان فإذا كان الإنسان يريد الشر ولا يريد الخير فإنه يزيغ قلبه والعياذ بالله ودليل هذا قوله تعالى: { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَنْ فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأسْرَى إِن يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُّؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } فإذا علم الله من العبد نية صالحة وإرادة للخير يسر الله له ذلك وأعانه عليه قال: الله تعالى: { فأما من أعطى وأتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى } وقوله عليه الصلاة والسلام: بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم يعني لو لم يكن للإنسان من الشر إلا أن يحقر أخاه المسلم لكان كافيا وهذا يدل على كثرة إثم من حقر إخوانه المسلمين لأن الواجب على المسلم أن يعظم إخوانه المسلمين ويكبرهم ويعتقد لهم منزلة في قلبه وأما احتقارهم وازدراؤهم فإن في ذلك من الإثم ما يكفى نسأل الله السلامة ثم قال صلى الله عليه وسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه يعني أن المسلم حرام على المسلم في هذه الأمور الثلاثة أي في كل شيء لأن هذه الأمور الثلاثة تتضمن كل شيء الدم: كالقتل والجراح وما أشبهها والعرض كالغيبة والمال كأكل المال وأكل المال له طرق كثيرة منها السرقة ومنها الغصب وهو أخذ المال قهرا ومنها أن يجحد ما عليه من الدين لغيره ومنها أن يدعي ما ليس له، وغير ذلك وكل هذه الأشياء حرام ويجب على المسلم أن يحترم أخاه في ماله ودمه وعرضه

236 - وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه متفق عليه

237 - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظلما أو مظلوما فقال: رجل يا رسول الله أنصره إذا كان مظلوما أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره ؟ قال: تحجزه - أو تمنعه - من الظلم فإن ذلك نصره رواه البخاري

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف - رحمه الله تعالى - فيما نقله وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه لا يؤمن يعني لا يكون مؤمناً حقا تام الإيمان إلا بهذا الشرط أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير وما يحب لنفسه من ترك الشرك يعني ويكره لأخيه ما يكره لنفسه هذا هو المؤمن حقا وإذا كان الإنسان يعامل إخوانه هذه المعاملة فإنه لا يمكن أن يغشهم أو يخونهم ولا يكذب عليهم ولا يعتدي عليهم كما أنه لا يحب أن يفعل به مثل ذلك وهذا الحديث يدل على أن من كره لأخيه ما يحبه لنفسه أو أحب لأخيه ما يكرهه لنفسه فليس بمؤمن يعني ليس بمؤمن كامل الإيمان ويدل على أن ذلك من كبائر الذنوب إذا أحببت لأخيك ما تكره لنفسك أو كرهت له ما تحب لنفسك وعلى هذا فيجب عليك أخي المسلم أن تربي نفسك على هذا على أن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك حتى تحقق الإيمان وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ويحب أن يأتي إلى الناس ما يؤتى إليه الأول حق الله والثاني: حق العباد تأتيك المنية وأنت تؤمن بالله وباليوم الآخر نسأل الله أن يجعلنا وإياكم كذلك وأن تحب أن يأتي لأخيك ما تحب أن يؤتى إليك أما حديث أنس الثاني من قول النبي صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما النصر بمعنى الدفاع عن الغير أي دفع ما يضره انصر أخاك أي ادفع ما يضره سواء كان ظالما أو مظلوما فقال رجل يا رسول الله: أرأيت إن كان ظالما فكيف أنصره ؟ ولم يقل فلا أنصره بل قال: كيف أنصره يعني سأنصره ولكن أخبرني كيف أنصره قال: تمنعه أو قال تحجزه من الظلم فإن ذلك نصره فإذا رأيت هذا الرجل يريد أن يعتدي على الناس فتمنعه فهذا نصره أي: بأن تمنعه أما إذا كان مظلوما فنصره أن تدفع عنه الظالم وفي هذا دليل على وجوب نصر المظلوم وعلى وجوب نصر الظالم على هذا الوجه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم

238 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض واتباع الجنائز وإجابة الدعوة وتشميت العاطس متفق عليه .
وفي رواية لمسلم: حق المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه وإذا دعاك فأجبه وإذا استنصحك فانصح له وإذا عطس فحمد الله فشمته وإذا مرض فعده وإذا مات فاتبعه

الشَّرْحُ

ذكر المؤلف رحمه الله تعالى هنا ما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه في بيان حقوق المسلم على أخيه وحقوق المسلم على أخيه كثيرة لكن النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا يذكر أشياء معينة من أشياء كثيرة عناية بها واحتفاء بها فمن ذلك ما ذكره أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام يعني إذا سلم عليك فرد عليه وفي الحديث الثاني حق المسلم على المسلم ست إذا لقيته فسلم عليه فهذان أمران ابتداء السلام المأخوذ من قوله إذا لقيته فسلم عليه ورد السلام المأخوذ من قوله: رد السلام فابتداء السلام سنة مؤكدة وإذا كان الحامل لتركه الهجر كان حراما فيما زاد على ثلاثة أيام أما في الثلاثة أيام فأقل فلا بأس أن تهجره ومن المعلوم أن الإنسان لن يهجر أخاه إلا لسبب فأجاز النبي عليه الصلاة السلام للمسلم أن يهجر أخاه ثلاثة أيام فأقل لأن الإنسان بشر فقد يكون في النفوس شيء ولا يتحمل المرء أن يسلم عليه، أو أن يرد السلام فرخص له ثلاثة أيام فأقل وابتداء السلام يكون من الصغير على الكبير ومن الماشي على القاعد ومن الراكب على الماشي كل بحسبه وصيغة السلام المشروعة أن يقول الإنسان السلام عليك أو السلام عليكم كلاهما جائز والرد المشروع أن يقول عليك السلام أو وعليكم السلام بهذا يتضح لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن من الحقوق التي للمسلم على أخيه السلام ردا وابتداء وحكم السلام أن ابتداءه سنة ورده فرض، فرض عين على من قصد به وفرض كفاية إذا قصد به جماعة فإنه يجزئ رد أحدهم والسلام حسنة من الحسنات إذا قام به الإنسان فله عشر أمثاله لأن الحسنة بعشر أمثالها يعني إذا سلمت على أخيك وقلت السلام عليك فلك عشر حسنات أجرا باقيا تجده أحوج ما تكون إليه ونحن نعلم أنه لو قيل لشخص كلما لقيت أحدا فسلمت عليه بكل تسليمة درهم واحد لوجدت الإنسان يطلب الناس ليسلم عليهم ابتغاء هذا الدرهم الواحد مع أن الدرهم الواحد يفنى ويزول والأجر والثواب الباقي نجدنا - عاملنا الله وإياكم بعفوه - فاترين فيه متهاونين به فالذي ينبغي لك كلما لقيك أحد من إخوانك المسلمين أن تسلم عليه أما غير المسلم فلا تسلم عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا وجدتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه فاليهودي والنصراني والمشرك والملحد والمرتد كالذي لا يصلي والمبتدع بدعة يكفر بها كل هؤلاء لا يحل ابتداء السلام عليهم ولو كانوا أقرب الناس إليك لكن إذا سلموا فرد عليهم بمثل ما سلموا به إذا قالوا أهلا ومرحبا فقل أهلا ومرحبا وإذا قالوا السلام عليكم قل وعليكم السلام وإذا شككت هل هو يقول السلام عليكم أو يقول السام عليكم فقل وعليكم بل إذا لم تتيقن أنه قال السلام عليكم باللام فقل وعليكم وذلك أن اليهود كانوا يمرون بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيسلمون عليه لكن يقولون السام عليكم يدغمونها والسام يعني الموت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن اليهود إذا لقوكم قالوا السام عليكم فقولوا وعليكم أي إن كانوا يدعون لنا بالسلام فعليهم السلام وإن كانوا يدعون علينا بالموت فعليهم الموت وهذا من العدل: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها فهذا من العدل ولهذا ذكر ابن القيم رحمه الله في كتابه أحكام أهل الذمة أنهم إذا قالوا السلام عليكم بكلام بين فلك أن تقول عليكم السلام وأما أهل المعاصي فإن كان في هجرهم فائدة فاهجرهم والفائدة أن يقلعوا عن معصيتهم وإن لم يكن في هجرهم فائدة فهجرهم حرام لأنهم من المؤمنين وإذا كانوا من المؤمنين فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: لا يحل لأحد أن يهجر أخاه المؤمن فوق ثلاث يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام إما إذا كان يفيد بحيث يرتدعون عن المعصية وينتهون عنها فهجرهم مطلوب إما واجب وإما مستحب وانظر إلى ما حصل من فائدة هجر كعب بن مالك رضي الله عنه وصاحبيه حتى تخلفوا عن غزوة تبوك فخلفوا عن قبول عذرهم انظر ماذا حصل لهم من قوة الإيمان والصبر على ما حصل وانتظار الفرج من الله عز وجل ما نالوا به ما هو من أعظم المثوبات نالوا به كلام رب العالمين الذي يقرأ في الليل والنهار من كل مسلم حتى في الصلوات من الناس يثني عليه في الصلوات الفريضة والنافلة { وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبوا إن الله هو التواب الرحيم } وهذا نص وإن كانوا لم يذكروا بأسمائهم لكن ذكروا بوصف لا ينطبق على من سواهم وأما ما ذهب إليه كثير من المفسرين في قوله تعالى: { وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى } بأن هذا هو أبو بكر فهذا ليس كالنص الحاصل لهؤلاء الثلاثة ولذلك لا نعلم أن أحدا من الصحابة أثنى عليه بهذا النص مثل ما أثنى على هؤلاء الثلاثة وقد هجرهم النبي عليه الصلاة والسلام أربعين ليلة لا يكلمهم وقال للناس: لا تكلموها فلم يكلمهم أحد وبعد تمام الأربعين أمرهم أن يعتزلوا نساءهم ولما جاء الرسول إلى كعب بن مالك - الرسول الذي أرسله النبي صلى الله عليه وسلم بأن يعتزل امرأته قال له كعب: أأطلقها ؟ يعني فأنا مستعد أم ماذا قال الرسول لا أدري إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تعتزل امرأتك ولا أدري فانظر كيف كان هذا الامتثال العظيم مع هذه المحنة العظيمة التي لا ترد على قلب فينجو منها إلا من عصمه الله عز وجل فالمهم أن الهجر إذا كان ينفع في تقليل المعصية أو التوبة منها فأنه مطلوب إما على سبيل الوجوب أو على سبيل الاستحباب أما إذا كان لا ينفع وإنما يزيد العاصي عتوا ونفورا من أهل الخير فلا تهجره لأن الإنسان مهما كان عنده من المعاصي وهو مسلم فهو مؤمن لكنه ناقص الإيمان أما الحق الثاني فهو عيادة المريض: المريض إذا مرض وانقطع في بيته فإنه له حقا على إخوانه المسلمين أن يعودوه ويذكروه ما ينبغي أن يذكروه به من التوبة والوصية وكثرة الذكر والاستغفار وقراءة القرآن وغير ذلك من الأعمال الصالحة وكذلك يدعون له بالشفاء مثل أن يقولوا لا بأس طهور إن شاء الله وما أشبه ذلك وعيادة المريض فرض كفاية لابد أن يعود المسلمون أخاهم وإذا عاده واحد منهم حصلت به الكفاية وقد تكون فرض عين إذا كان المريض من الأقارب وعدت عيادته من الصلة فإن صلة الأرحام واجبة فتكون فرض عين واعلم أن العلماء رحمهم الله ذكروا لعيادة المريض آدابا منها: ألا يكثر العائد للمريض محادثته بالسؤال عن حاله وعن نومه وأكله وشربه وما أشبه ذلك إلا إذا كان يأنس بهذا ويسر به أما إذا كان يتضجر ولا يحب أن يكثر أحد الكلام معه كما هو حال بعض المرضى فإنك لا تتبع معه الكلام ولا تضجر بالمساءلات لذلك قالوا ينبغي ألا يكثر المقام عنده ويطيل لأنه قد يكون له حاجة مع أهله أو في نفسه ولا يحب أن يطيل الجلوس عنده أحد لكن إذا علمت أنه يستأنس بهذا ويفرح فإنك تنظر ما فيه المصلحة قالوا: ينبغي أيضا ألا يزوره في الأوقات التي يكون الغالب فيها النوم والراحة كالقيلولة والليل وما أشبه هذا لأن ذلك يضجره وينكد عليه بل يكون بكرة وعشيا حسب ما تقتضيه الحال قالوا: ولا ينبغي أيضا أن يكثر من عيادته بحيث يأتيه صباحا ومساء إلا إذا اقتضت الحاجة ذلك والحاصل أن العائد للمريض ينبغي أن يراعي المصلحة في كل ما يكون مع المريض وفي كل ما يترك ثم إنه إذا كان المرض مما يعلم أن له دواء معينا فينبغي أن تذكر له هذا الدواء لأن الدواء مباح بل هو سنة إذا رجي نفعه وغلب علي الظن لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تداووا ولا تداووا بحرام وكذلك ينبغي أن يسأله كيف يصلي ؟ لأن كثيرا من المرضي يجهل هل يصلي بالماء أو بالتيمم وهل يصلي كل صلاة في وقتها أو يجمع لأن هذا الأمر مهم قد يخفى على بعض المرضى حتى إن بعض المرضي يظنون أنه إذا جاز لهم الجمع جاز لهم القصر وهم في بلادهم وهذه الأشياء التي يجب التنبه لها نعم إذا كان المريض مسافرا إلى مستشفى في غير بلده فله أن يقصر ويجمع أما إذا كان في بلده فلا يقصر لكن إن شق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها فله الجمع ولو كان في بلده لكنه جمع بلا قصر لأن الجمع والقصر لا يتلازمان قد يشرع القصر دون الجمع وقد يشرع الجمع دون القصر وقد يشرعان جميعا فالمسافر الذي يشق عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها بحيث يكون قد جد به السير يشرع له الجمع والقصر والمسافر المقيم يشرع له القصر دون الجمع وإن جمع فلا بأس أما الحق الثالث فهو اتباع الجنائز وتشييعها فإن من حق المسلم على أخيه أن يتبع جنازته من بيته إلى المصلى - سواء في المسجد أو في مكان آخر - إلى المقبرة وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان قيل وما القيراطان يا رسول الله ؟ قال: مثل الجبلين العظيمين وفي رواية: أصغرهما مثل أحد وهذا فضل عظيم وأجر كبير ولما بلغ عبد الله بن عمر رضي الله عنهما هذا الحديث قال لقد فرطنا في قراريط كثيرة ثم صار بعد ذلك لا يرى جنازة إلا تبعها رضي الله عنه لأن هذه غنيمة ‍ ! ! غنيمة أن يحصل الإنسان مثل الجبلين العظيمين في عمل يسير وهذا الأجر متى يلقاه ؟ يلقاه في يوم هو أحوج ما يكون إليه في يوم ليس عنده درهم ولا دينار ولا متاع ولا قرابة ولا زوجة تنفعه يوم القيامة إلا العمل الصالح فهو إذا تبع الجنازة حتى يصلي عليها ثم حتى تدفن فله قيراطان مثل الجبلين العظيمين أصغرهما مثل أحد وينبغي لمن اتبع الجنازة أن يكون خاشعا مفكرا في مآله يقول لنفسه يا نفسي أنت مآلك كمآل هذا الذي فوق أعناقنا عن قريب أو بعيد وربما يكون عن قريب ويتذكر هذا الرحيل يتذكر أن أقرب الناس إليه وأولى الناس به وأشفق الناس عليه من يسلمه إلى حفرته ويدفنه ويرمسه ويتخلى عنه وأقرب الناس إليك الذي يحملك إلى مدفنك ثم ينصرف عنك ويدعك في هذا اللحد وحيدا بأعمالك إن خيرا فخير وإن شرا فشر ولهذا قال العلماء يكره للإنسان المتبع للجنازة أن يتحدث في شيء من أمور الدنيا أو أن يتبسم ويضحك وكذلك أيضا إذا وصلت إلى المقبرة وجلست تنتظر دفنها فينبغي أن تفكر في مآلك وإنك سوف ينتظر دفنك كما انتظر دفن هذا الرجل وإذا كان حولك أناس وحدثتهم بما حدثه به النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه حينما خرج في جنازة رجل من الأنصار فانتهى إلى القبر ولما يلحد فجلس عليه الصلاة السلام وحوله أصحابه وفي يده مخصرة أي عود ينكت به الأرض يعتبر عليه الصلاة والسلام ويفكر ويحدث أصحابه بما يكون عند الاحتضار وعند الدفن حتى يكون جامعا بين الموعظة بين تشييع الجنازة ولكن ليست هذه الموعظة كما يفعله بعض إخواننا الآن في بعض المحلات حيث يقوم الرجل خطيبا يعظ الناس فإن هذا ليس معروفا في عهد النبي عليه الصلاة السلام ولا عهد أصحابه لكن لما جلس النبي صلى الله عليه وسلم ينتظر لحد هذا الميت وجلس أصحابه حدثهم حديث المجالس بما ينفعهم وبما يناسب وكذلك كان عليه الصلاة والسلام حاضرا دفن إحدى بناته وكان على شفير القبر وعيناه تدمعان فقال عليه الصلاة والسلام ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار قالوا يا رسول الله أفلا ندع العمل ونتكل على ما كتب لنا قال لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له أما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ قوله تعالى { فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى } نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل السعادة الذين يسروا لليسرى وجنبوا العسرى فإذا شرعوا في الدفن فينبغي للإنسان أن يشارك في الدفن بأن يحثوا بيديه ثلاث حثيات ثم ينصرف وإن شاء شارك إلى إنهاء الدفن فإذا فرغوا من دفنه وقف عليه وإذا كان مطاعا كالعالم قال للناس استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل فإن النبي صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل الآن حين فرغ من دفنه وانتهى الناس منه وسلموه لعالم الآخرة يأتيه عالم الآخرة يأتيه ملكان يسألانه عن ربه ودينه ونبيه فيجيب المؤمن قائلا ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد أسأل الله أن يجعلني وإياكم ممن يجيب بهذا الجواب أما غير المؤمن المرتاب الشاك فيقول ها ها لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته يعني ولم يصل الإيمان إلى قلبه والعياذ بالله فينبغي لك أن تقف بعد انتهاء الدفن وتقول اللهم اغفر له اللهم ثبته اللهم اغفر له اللهم ثبته اللهم اغفر له اللهم ثبته لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا دعا ثلاثا فتدعوا ثلاثا ثم تنصرف ولا حاجة إلى إطالة الوقوف وإذا انصرف الناس عن الميت حتى إنه ليسمع قرع نعالهم وهم ينصرفون عنه يسمع قرع النعال أي ضربه بالأرض وهم ينصرفون عنه جاءه ملكان فأجلساه وسألاه عن ربه ودينه ونبيه ويجلسانه في القبر وإن كان القبر ضيقا لكنه يجلس كما أن النائم الآن يرى نفسه أنه قائم وأنه ماش وأنه قاعد وهو ملتحف في فراشه لم يتحرك منه لأن أحوال البرزخ أبلغ من أحوال الدنيا وأعظم ففيه أشياء لا تنطبق على أحوال الدنيا فها هو الميت المؤمن يفسح له في قبره مد البصر والمقبرة كلها ليست بشيء فهي ليست مد البصر لكن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا وواجبنا فيما جاء في كتاب الله أو صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمور الآخرة أن نقول سمعنا وصدقنا وآمنا وكل من عند ربنا والله على كل شيء قدير الحق الرابع إجابة الدعوة فمن حق المسلم على أخيه إذا دعاه أن يجيبه والإجابة إلى الدعوة مشروعة بلا خلاف بين العلماء فيما نعلم إذا كان الداعي مسلما ولم يكن مجاهرا بالمعصية ولم تكن الدعوة مشتملة على معصية لا يستطيع إزالتها ولكنها لا تجب عند جمهور العلماء إلا في دعوة العرس إذا دعاه الزوج أول مرة في اليوم الأول فإن الإجابة واجبة إذا عينه بالشروط السابقة التي ذكرناها فإن كان الداعي غير مسلم فلا تجب الإجابة بل ولا تشرع الإجابة إلا إذا كان في ذلك مصلحة فإذا كان في ذلك مصلحة كرجاء إسلامه والتأليف فلا بأس بإجابة غير المسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب دعوة يهودي دعاه في المدينة وإن كان الداعي مسلما مجاهرا بالمعصية كحلق اللحية مثلا أو شرب الدخان علنا في الأسواق أو غير ذلك من المحرمات فإن إجابته ليست بواجبة ولكن إن كان في إجابته مصلحة أجابه وإن كان ليست في إجابته مصلحة نظرت فإن كان في عدم إجابته مصلحة بحيث إذا رأى نفسه بأنه قد هجر وأن الناس لا يجيبون دعوته تاب وأناب فلا تجب دعوته لعل الله يهديه وإن كان لا فائدة من ذلك فأنت بالخيار إن شئت فأجب وإن شئت فلا تجب وإذا كان في الدعوة منكر فإن كان الإنسان قادرا على التغيير وجبت عليه الإجابة من وجهين الوجه الأول إزالة المنكر والوجه الثاني إجابة دعوة أخيه إذا كان في العرس وكان ذلك في أول يوم وأما إذا كان منكر في الدعوة لا تستطيع تغييره كما لو كان في الدعوة شرب دخان أو شيشة أو كان هناك أغاني محرمة فإنه لا يجوز لك أن تجيب قال أهل العلم إلا إذا كان المنكر في محل آخر وأنت تجيب إلى محل ليس فيه منكر وكان الداعي من أقاربك الذين لو تركت إجابتهم لعد ذلك قطيعة فلا بأس بالإجابة في هذه الحال وإن كان الهجر يترتب عليه ترك هذه المعصية فاهجره يعني مثلا لو دعاك قريبك وأنت تعلم أنه سيكون في الدعوة محرم وقلت له أنا لا أجيبك إلا بشرط ألا يكون في الدعوة محرم وقبل بذلك فأجب وأما إن أصر على وجود المحرم فلا تجب لأن حضور المحرم ولو مع كراهة الإنسان له بقلبه يكون فيه الإنسان مشاركا للفاعل لقول الله تعالى { وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم } هذا حكم إجابة الدعوة فهذه الحقوق التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم كلها إذا قام بها الناس بعضهم مع بعض حصل بذلك الإلفة والمودة وزال ما في القلوب والنفوس من الضغائن والأحقاد والحق الخامس تشميت العاطس يعني أن من حقوق المسلم على المسلم أن يشمته إذا عطس هكذا في الرواية الأولى التي أخرجها البخاري ومسلم وفي الرواية الثانية التي أخرجها مسلم إذا عطس فحمد الله فشمته فقيد ذلك بما إذا حمد الله فإذا عطس الرجل وحمد الله وسمعته فشمته يعني قل يرحمك الله فإذا قلت يرحمك الله وجب عليه أن يقول يهديكم الله ويصلح بالكم هكذا جاء الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن يقول في الجواب يهديكم الله ويصلح بالكم لكن هل تشميت العاطس إذا حمد فرض عين أو فرض كفاية يعني هل يكفي واحد من الجماعة إذا شمته عن الجماعة أم لابد على كل من سمعه أن يشمته والجواب أنه ذهب بعض العلماء إلى أن التشميت فرض كفاية فإذا كنا جماعة وعطس رجل وقال الحمد لله فقال أحدنا له يرحمك الله كفى وقال بعض العلماء بل تشميته فرض عين على كل من سمعه لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان حقا على كل من سمعه أن يقول يرحمك الله وظاهر هذا أنه فرض عين فعلى هذا كل من سمعه يقول له يرحمك الله ويقول هو يهديكم الله ويصلح بالكم ويكفي منه رد واحد على الجميع إذا نواه للجميع كفى فإن عطس ولم يحمد الله فلا تقل يرحمك الله تعزيرا له على عدم حمده لله عز وجل يعني كما أنه لم يحمد الله فأحرمه هذا الدعاء فلا تقل له يرحمك الله ثم هل تذكره وتقول قل الحمد لله أو لا تذكره والجواب من المعلوم أنه يحتمل أنه قد ترك الحمد تهاونا ويحتمل أنه تكره نسيانا فإن كان تركه نسيانا فذكره وقل له احمد الله وإن كان تركه تهاونا فلا تذكره ولكن أين لي العلم بذلك وكيف أعلم أنه نسيان أو أنه تهاون ظاهر الحديث فحمد الله فإذا لم يحمد لا تشمته ولا تذكره مطلقا ولكن يمكنك فيما بعد أن تعلمه وتقول له إن الإنسان إذا عطس فإنه يحمد الله على هذا العطاس لأن العطاس من الله والتثاؤب من الشيطان العطاس دليل على نشاط جسم الإنسان ولهذا يجد الإنسان بعد العطاس خفة ثم إن التشميت بقول يرحمك الله مقيد بثلاث إذا شمته ثلاث مرات يعني عطس فحمد الله فقلت يرحمك الله ثم عطس فحمد الله فقلت يرحمك الله ثم عطس فحمد الله فقلت يرحمك الله ثم عطس الرابعة فقل عافاك الله إنك مزكوم تدعو له بالعافية وتبين أنه مزكوم لئلا يقول لماذا لا تقول يرحمك الله كما كنت بالأول تقول يرحمك الله فتبين العلة حين تقول إنك مزكوم وفي هذا تنبيه له على أن يحاول الاحتراز مما يزيد الزكام وإلا فإن الزكام في الغالب لا دواء له إذا أصاب الإنسان وأنه لا يذهب عنه حتى ينتهي منه لكن من أسباب تخفيف هذا الزكام عدم التعرض للهواء البارد وعدم شرب الماء البارد وعدم التعرض للبرد بعد الدفء والإنسان طبيب نفسه ثم إن ما يقوله بعض العامة إذا قلت له يرحمك الله حيث يقول يهدينا ويهديكم الله فهذا ليس بصحيح لأن الرجل دعا لك أنت فقال يرحمك الله فكيف تقول يهدينا ويهديكم الله فتدعو لنفسك قبله نعم لو قال يرحمنا ويرحمك الله فقل يهدينا ويهديكم الله لكن هو قال يرحمك الله كما أمر فأنت أجبه كما أمرت فقل يهديكم الله ويصلح بالكم وذكر أن اليهود كانوا يتعاطسون عند النبي عليه الصلاة والسلام يتعاطسون يعني يتكلفون العطاس من أجل أن يقول لهم يرحكم الله لأنهم يعلمون أنه نبي وأن دعاءه بالرحمة قد ينفعهم ولكنه لا ينفعهم لأن الكفار لو دعوت لهم بالرحمة لا ينفعهم ذلك ولا يحل لك أن تدعو لهم بالرحمة إذا ماتوا ولا بالمغفرة لقول الله تعالى { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولى قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } فإن قيل أليس إبراهيم استغفر لأبيه وإبراهيم على الحنيفية وعلى التوحيد والجواب يتضح في قول الله تعالى { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم } وعن

239 - وعن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنازة وتشميت العاطس وإبرار المقسم ونصر المظلوم وإجابة الداعي وإفشاء السلام ونهانا عن خواتيم أو تختم بالذهب وعن شرب بالفضة وعن المياثر الحمر وعن القسي وعن لبس الحرير والإستبرق والديباج متفق عليه وفي رواية وإنشاد الضالة في السبع الأول المياثر بياء مثناة قبل الألف وثاء مثلثة بعدها وهي جمع ميثرة وهي شيء يتخذ من حرير ويحشى قطنا أو غيره ويجعل في السرج وكور البعير يجلس عليه الراكب والقسي بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة وهي ثياب تنسج من حرير وكتان مختلطين وإنشاد الضالة تعريفها

الشَّرْحُ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abubaker.jordanforum.net
 
235 - 239 -
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الأصدقاء :: هدايات وإرشادات وتوجيهات إسلامية :: شرح أحاديث رياض الصالحين - فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله - وأخرى-
انتقل الى: