426 - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار فقال: يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده، وما حق العباد على الله ؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوه، ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا . فقلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس ؟ قال: لا تبشرهم فيتكلوا متفق عليه .
427 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله تعالى: { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ } متفق عليه .
428 - وعن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الكافر إذا عمل حسنة أطعم بها طعمة من الدنيا، وأما المؤمن فإن الله تعالى يدخر له حسناته في الآخرة ويعقبه رزقا في الدنيا على طاعته . وفي رواية: إن الله لا يظلم مؤمنا حسنة يعطى بها في الدنيا، ويجزى بها في الآخرة وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل لله تعالى في الدنيا حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له حسنة يجزى بها . رواه مسلم .
429- وعن جابرٍ ، رضي اللَّه عنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ غَمْرٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ » رواه مسلم.
« الْغَمْرُ » الْكَثِيرُ .
430-
430 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه رواه مسلم .
431 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة نحواً من أربعين فقال: أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة ؟ قلنا: نعم، قال: أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة ؟ قلنا: نعم، قال: والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر متفق عليه .
432 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة دفع الله إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار وفي رواية عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم رواه مسلم . قوله: دفع إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار معناه ما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: لكل أحد منزل في الجنة، ومنزل في النار، فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر في النار، لأنه مستحق لذلك بكفره ومعنى فكاكك: أنك كنت معرضا لدخول النار، وهذا فكاكك، لأن الله تعالى قدر للنار عددا يملؤها فإذا دخلها الكفار بذنوبهم وكفرهم صاروا في معنى الفكاك للمسلمين . والله أعلم .
433 - وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه حتى يضع كنفه عليه، فيقرره بذنوبه، فيقول: أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول: رب أعرف، قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم فيعطي صحيفة حسناته متفق عليه . كنفه: ستره ورحمته . هذه الأحاديث المتعددة كلها في باب الرجاء ولكن الرجاء لابد أن يكون له عمل يبنى عليه . أما الرجاء من دون عمل يبنى عليه، فإنه تمن لا يستفيد منه العبد، ولهذا جاء في الحديث: الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . فلابد من عمل يتحقق به الرجاء . ذكر المؤلف - رحمه الله - حديث معاذ بن جبل أنه كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار . فقال له: أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله ؟ قال: الله ورسوله أعلم . وهذا من آداب طالب العلم، إذا سئل عن شيء أن يقول: الله أعلم، ولا يتكلم فيما لا يعلم . قال: حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، وحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا . يعني: أن لا يعذب من عبده وهو لا يشرك به شيئا، لأن نفي الشرك يدل على الإخلاص والتوحيد، ولا إخلاص وتوحيد إلا بعبادة . فقلت: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس ؟ فقال: لا تبشرهم فيتكلوا . يعني: لا تبشرهم فيتكلوا على ما يجب ولا يقوموا بما ينبغي أن يقوموا به من النوافل ولكن معاذاً رضي الله عنه أخبر بها عند موته تأثماً . يعني خوفا من إثم كتمان العلم فأخبر بها . ولكن قول الرسول: لا تبشرهم فيتكلوا فيه إنذار من الاتكال على هذا، وأن الإنسان يجب أن يعلم أنه لابد من عبادة . وكذلك الأحاديث التي ذكرها المؤلف كلها في سياق الرجاء، منها أن المؤمن يسأل في القبر، فيشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله . قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا هو القول الثابت الذي قال الله فيه: يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآَخِرَةِ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . والميت في قبره يسأل عن ثلاث: من ربك ؟ وما دينك ؟ ومن نبيك ؟ فيقول: ربي الله، وديني الإسلام، ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم . وكذلك أيضا ما ذكر - رحمه الله - من صفة محاسبة العبد المؤمن، أن الله عز وجل يأتي يوم القيامة فيخلو بعبده المؤمن، ويضع عليه كنفه يعني ستره، ويقول: فعلت كذا وفعلت كذا، ويقرره بالذنوب، فإذا أقر قال: كنت سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته باليمين . ومن ذلك أيضا أن المؤمنين كل واحد منهم يعطى يهوديا أو نصرانيا يوم القيامة ويقال: هذا فكاكك من النار يعني هذا يكون بدلك في النار وأما أنت فقد نجوت . فنحن يوم القيامة إن شاء الله تعالى كل واحد يجعل بيده يهودي أو نصراني يلقى في النار بدلاً عنه، يكون فكاكا له من النار . ولا يلزم من هذا أن يكون اليهود والنصارى على قدر المسلمين، فالكفار أكثر من المسلمين بكثير من اليهود والنصارى والمشركين وغيرهم، لأن بني آدم تسعمائة وتسعة وتسعون كلهم في النار وواحد في الجنة . وذكر المؤلف أيضا حديثاً أن الرسول عليه الصلاة والسلام عرض على الصحابة فقال: أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة، ثلث أهل الجنة ؟ قالوا: بلى قال: إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة يعني نصف أهل الجنة من هذه الأمة، والنصف الباقي من بقية الأمم كلها، وهذا يدل على كثرة هذه الأمة، لأنها آخر الأمم، وهي التي ستبقى إلى يوم القيامة . وقد جاء في السنن والمسند أن صفوف أهل الجنة مائة وعشرون، منها ثمانون من هذه الأمة فتكون هذه الأمة ثلثي أهل الجنة وهذا من رحمة الله عز وجل، ومن فضل الرسول عليه الصلاة والسلام، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يعطى أجر كل من عمل بسنته وشريعته
الشَّرْحُ
434 - وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قبلة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأنزل الله تعالى: { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيْ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } فقال الرجل: ألي هذا يا رسول الله ؟ قال: لجميع أمتي كلهم متفق عليه .
435 -